منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   فتنة للمتبوع مذلة للتابع (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=24532)

أبو جويرية عجال سامي 19 Sep 2019 03:57 PM

فتنة للمتبوع مذلة للتابع
 
بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله الذي فطر السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم بعث في الناس رسلا وأنبياء يخرجونهم من درك الظلام لشعاع السلام يسوسونهم بالحق ويرشدونهم إليه ثم جعل في أمة الإسلام من يرث هذا ويقوم به خير قيام، العلماء ورثة الأنبياء، شهود الله العدول وأهله وخاصته، الصداعون بالحق الذين لا يخافون فيه لومة لائم، الراسخون لا تزعزعهم الجبال ولا تخيفهم الأهوال فلا يتحولون من حق لباطل وإن تزين بالحشود والزخارف، وتترس بالسيوف والمدافع جعلوا الهموم هما واحدا هم أخراهم فلا يخشون أحدا إلا الله وأصلي وأسلم على سيد العلماء الذي بلغ الرسالة ولم يخش أحدا غيره وكفى بالله حسيبا وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد

فهاهي ذي قوارع الإنطاق بالخبيئات تظهر تِباعا وتساق تترا ، ويجلو للناس ما أسر به قوم وبيتوه من شر لضرب الحق وأهله، غرهم ستر الله فلما ظنوا أن لا غالب لهم كشفهم وهتك ذلك الستر عنهم فصار سرهم علانية فضحا لباطلهم وكشفا لحقيقتهم ونصرا للمؤمنين عزيزا..

وكلما خرجت قارعة وظهرت تمنينا أن يرجع المخدوعون وأن يتفطن المغفلون وندعو أن لا يفتن الله المسلمين فيضلوا عن سواء الصراط، نحب للناس جميعا ذلك ونرجوه لنا ولهم ولكنها السنن ولن نجد لسنة الله تبديلا..

وهاهي ذي عجيبة من عجائب الاستدلال تجلو للعيان وتظهر للجميع وهي فاقرة من فواقر تمرير هذا المشروع الدنيء حيث يظهر من وصفه العلماء بمتولي كبر هذه الفتنة ينفث سموما عقدية خطيرة بين أتباع أقل ما يقال عنهم جهلة أو كما قال فيهم سادات العلماء أنهم لم يعرفوا السلفية أو لم يتربوا عليها

فقام هذا الرجل منتشيا بالكثرة محتجا بها على صحة ما هو عليه تماما كحال أهل الجاهلية الذين يقول فيهم الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

في المسألة الخامسة من مسائل الجاهلية و كيف يحتجون بما عليه الأكثر دون نظر إلى مستنده
يقول رحمه الله
[إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ قَوَاعِدِهِم: الاغتِرَارَ بِالأَكْثَرِ، وَيَحْتَجُّونَ بِهِ عَلَى صِحَّةِ الشَّيْءِ، وَيَسْتَدِلُّونَ عَلَى بُطْلاَنِ الشَّيءِ بغُرْبَتِهِ وَقِلَّةِ أَهْلِهِ، فَأَتَاهُمْ بِضِدِّ ذَلِكَ، وَأَوْضَحَهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِ مِنَ القُرْآَنِ] .
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرح هذه المسألة ( شرح مسائل الجاهلية ص 60)
من مسائل الجاهلية: أنهم يستدلون بالأكثرين على الحق، ويستدلون بالأقلين على غير الحق، فما كان عليه الأكثر عندهم فهو الحق، وما كان عليه الأقل فهو غير حق، هذا هو الميزان عندهم في معرفة الحق من الباطل. وهذا خطأ؛ لأن الله جل وعلا يقول: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} [الأنعام:116] ، ويقول سبحانه وتعالى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَْ} [لأعراف: 187] ، ويقول سبحانه وتعالى: {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} [الأعراف:102*غير ذلك. فالميزان ليس هو الكثرة والقلة؛ بل الميزان هو الحق، فمن كان على الحق –وإن كان واحداً- فإنه هو المصيب، وهو الذي يجب الاقتداء به، وإذا كانت الكثرة على باطل فإنه يجب رفضها وعدم الاغترار بها، فالعبرة بالحق،*ولذلك يقول العلماء:*الحق لا يعرف بالرجال، وإنما يعرف الرجال بالحق. فمن كان على الحق فهو الذي يجب الاقتداء به.

والله جل وعلا –فيما قص عن الأمم –أخبر أن القلة قد يكونون على الحق،*كما قال تعالى:*{وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ}*[هود: 40]*وفي الحديث –الذي عرضت فيه الأمم على النبي صلى الله عليه وسلم رأى النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل، والرجلان، والنبي وليس معه أحد. فليست العبرة بكثرة الأتباع على المذهب أو على القول، وإنما العبرة بكونه حقاً أو باطلاً، فما كان حقاً –وإن كان عليه أقل الناس، أو لو لم يكن عليه أحد، ما دام أنه حق –يُتمسك به فإنه هو النجاة. والباطل لا يؤيده كثرة الناس أبداً، هذا ميزان يجب أن يتخذه المسلم دائماً معه.

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:*"بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كمابدأ" 1وذلك حين يكثر الشر والفتن والضلال، فلا يبقى على الحق إلا غرباء من الناس ونزاع من القبائل، يصبحون غرباء في المجتمع البشري، والرسول صلى الله عليه وسلم بعث والعالم كله يموج في الكفر والضلال، ودعا الناس، فاستجاب له الرجل والرجلان، إلى أن تكاثروا. وكانت قريش –وكانت الجزيرة كلها، وكان العالم كله – على الضلال. والرسول صلى الله عليه وسلم وحده يدعو الناس، والذين اتبعوه قليل بالنسبة للعالم.

فالعبرة ليست بالكثرة، العبرة بالصواب وإصابة الحق. نعم، إذا كانت الكثرة على صواب فهذا طيب، ولكن سنة الله جل وعلا أن الكثرة تكون على الباطل*{وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين}*[يوسف: 103]*{وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}*[الأنعام: 116]*.) انتهى كلامه.







نعم احتج بهذه الكثرة على صحة ما هو عليه راجما بالغيب أن ذلك من محبة الله عينا، في غرور وعجب ظاهرين فإننا ما عهدنا عن العلماء العاملين أنهم يتبجحون بكثرة أتباعهم ويفرحون بالتفاف الناس حولهم بل كانوا يكرهون ذلك ويفرون منه ولا يشهدون لأنفسهم بأن الله يحبهم وجعل لهم ودا بين الناس

قال الخطيب البغدادي رحمه الله في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 1/394 (وَيَنْبَغِي أَنْ يَمْنَعَ أَصْحَابَهُ مِنَ الْمَشْيِ وَرَاءَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ فِتْنَةً لِلْمَتْبُوعِ، وَذِلَّةً لِلْمُتَّبِعِ ثم روى بإسناده عَنْ شُعَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ،*قَالَ:*«مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ أَكَلَ مُتَّكِئًا، وَلَا يَطَأُ عَقِبَهُ رَجُلَانِ»السلسلة الصحيحة 2104
وساق بإسناده عن عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: رَأَى عُمَرُ قَوْمًا يَتَّبِعُونَ أُبَيًّا قَالَ: فَرَفَعَ عَلَيْهِمُ الدِّرَّةَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اتَّقِ اللَّهَ، فَقَالَ: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا فِتْنَةٌ لِلْمَتْبُوعِ، مَذَلَّةٌ لِلتَّابِعِ»

فكان حريا بك يا جمعة أن تقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يطأ عقبك رجلان أو تقتدي بعمر بن الخطاب وابن مسعود وغيرهم من العلماء بحق فتعزر من يفعل ذلك وتحذره بدل أن تنتشي بذلك وتفرح به وتحدث عن أمجادك في هذا الباب محتجا بها بدل الأدلة الشرعية المعتبرة التي أعياك تطلبها بطرائق أهلها حتى وصل بك الحال لهذه الفظائع العلمية والشيء بالشيء يذكر فإني أنقل في هذا الباب شهادة رأتها عيناي وسمعتها أذناي ووعاها قلبي ففي زيارة الشيخ الفاضل عبد الله البخاري لمدينة أم البواقي كنت حضرت له تعليقاته على أصول السنة للحميدي وقبل أن ينتهي من محاضرته وكنت في الصف الأول تلامس رجلي رجله، سمعته وقد احمر وجهه وانتفخت أوداجه و نظر في الحضور نظرة الصارم الحازم يحذرهم والله شهيد على هذا يحذرهم من السعي خلفه والالتفاف به (الذي تشتهيه يا جمعة وتحتج به) ناهيا إياهم عن التمسح به كما تفعله الصوفية هكذا قال، وخرج مسرعا بعد أن نصح نصيحته تلك، ومثلك يفرح بهذا ويحكيه للناس حكاية الفرحان المنتشي جاعلا إياه دليلا على أنك حبيب لله ، ذكر الله في كتابه أن الأمة الغضبية هي التي تفعل ذلك يا جمعة فيدعون لأنفسهم أنهم أبناء الله سبحانه وأحباؤه قال ربنا ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىظ° نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) وورث عنهم هذه الأخيرة جماعات من الصوفية والطرقية فما من جماعة من هؤلاء إلا ويدعي صاحبها أنه حبيب الله ويستدل على ذلك بمجموعة من الخوارق التي قد تكون نتاج السحر والشعوذة وما أكثره فيهم أو من تلاعبات الشياطين بهم كذلك الرجل الذي قص شيخ الاسلام بن تيمية حكايته حيث كان يجد في بيته كل يوم كعكا وخبزا لا يزال ساخنا يظنها كرامة من الله له فلما سأل الشيخ رحمه الله قال انظر في الخبازين حولك هل منهم من يفقد مثل الذي تجده عندك فسأل فوجد خبازا ينقص له من خبزه وحلوياته نحو الذي يجده الرجل فعلا، فقال هو شيطان يضر هذا الخباز في دنياه ليضرك في دينك

ومن تدبر هذا الباب وجد لهذا أمثلة كثيرة وصنوفا عديدة فلا يزال الشيطان يمكر بالانسان ويكيد له يجميع أنواع المكايد حتي يضره في عقيدته ومنهجه ولهذا اهتم العلماء بهذا الأمر وصنفوا فيه العديد من التصانيف النافعة وقد ذكر ابن الجوزي رحمه الله شيئا من هذا في كتابه تلبيس إبليس لمن شاء مراجعته

فالمقصود أن الشيطان يتلاعب بهؤلاء الجهلة يوهمهم ان اجتماع الناس به والتفافهم حوله كرامة من الله ومن علامات أو أدلة صحة مذهبه وقد رأيت في الطرقية عجبا من هذا، فهم يسمون أنفسهم الأحباب يقصدون بذلك أنهم أحباب فيما بينهم كمجتمع طرقي واحباب لله سبحانه ويظنون ما يجريه الله لهم من تياسير الدنيا كرامة ودليلا على أنهم على الحق حتى قال لي أحدهم انظر هل ترى منا تيجانيا ليس على منصب عال أو وظيفة سامية راقية قلت فما أسعد الوثنيين في اليابان مثلا بتأصيلك هذا فتجد الواحد منهم يصنع طائرة ذكية ويعبد بقرة غبية!!
وقد فند الله سبحانه هذا وضرب له مثلا فقال سبحانه (أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون )
فليحذر المتبجح بتوافد الناس وكثرتهم حوله إن كان صادقا في دعواه من الاغترار بذلك، ومن سمع متولي كبر هذه الفتنة وهو يتلذذ بهذه الأمور منتشيا بها وبتنوع أجناس الذين اجتمعوا حوله والتفوا به حتى جعل يعدد أن هذا من روسيا وذلك من إفريقيا وهذا لعمري من العجب الذي يجعل الرجل يبكي ألما فكَونهم من هذه البلدان مظنة جهلهم بالإسلام فضلا عن الجهل بمراتب الناس ومواطن الحق والصواب في الفتن المدلهمة، فهل يعقل أن تفرح يا جمعة بشاب مجهول من جنوب إفريقيا ولا يفرح غيرك بموافقة العلامة ربيع وعبيد،. تالله ان هذا لضلال مبين، فالمعتبر قولهم ووموقفهم وبخاصة في الفتن هم العلماء وهذا من بدهيات الأمور لكن الفتن تسلب الناس عقولهم وتذهب بها والله يكفينا شر نفوسنا ويهدينا إليه صراطا مستقيما لا حول لنا ولا قوة الا به
فلا داعي للتلذذ بهذا يا جمعة وقد حكم عليك العلماء بالظلم والبغي في الأرض والعلو بغير حق على إخوانك واسمع كلام الإمام ابن القيم رحمه الله يقول (لذة تمنع لذة الآخرة، وتُعقِب آلامًا أعظمَ منها، كلذّة الذين اتخذوا من دون الله أوثانًا مودةَ بينهم في الحياة الدنيا، يحبّونهم كحبّ الله، ويستمتعون بعضهم ببعض،*كما يقولون في الآخرة إذا لقُوا ربهم:*{رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ**لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ، وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) ولذّةِ أصحاب الفواحش والظلم والبغي في الأرض والعلوّ بغير الحق.وهذه اللذّات في الحقيقة إنّما هي استدراج من الله لهم، ليذيقهم بها أعظم الآلام، ويحرمهم بها أكملَ اللذّات، بمنزلة من قدّم لغيره طعامًا لذيذًا مسمومًا يستدرجه به**إلى هلاكه.قال تعالى:*{سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ،*وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ*}
قال بعض السلف في تفسيرها:*كلّما أحدثوا ذنبًا أحدثنا لهم نعمةً*. {حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ**فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*}*
وقال تعالى في أصحاب**هذه اللذّات: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ***نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ*}*
وقال في حقّهم:*{فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ*}

وهذه اللذّات تنقلب آخرًا آلامًا من أعظم الآلام،*كما قيل:
مآربُ كانت في الحياة لأهلها ... عِذابًا فصارت في المعاد عَذابا*)
الداء والدواء 1/547.548

فلا تحسبنها عِذابا ولا تنتشين بهذه الكثرة المزعومة والالتفاف تحسبه من حب الله لك ودليلا لا شك فيه على صواب ما أنت عليه فإن كلامك أشبه ما يشبه بعد الأمة الغضبية والصوفية الطرقية الذين حققت بعض كتبهم ووصفتهم بشيوخ الإسلام أشبه ما يكون بذلك البرهان الذي احتج به الروافض وفنده شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه العظيم منهاج السنة النبوية 7/135.136 يوم قال

( فَصْلٌ قَالَ الرَّافِضِيُّ**: " الْبُرْهَانُ الثَّانِي عَشَرَ: قَوْلُهُ تَعَالَى:*{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}سُورَةُ مَرْيَمَ: 96]*رَوَى الْحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ*بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ نَزَلَتْ فِي عَلَيٍّ. وَالْوُدُّ مَحَبَّةٌ فِي الْقُلُوبِ الْمُؤْمِنَةِ. وَفِي تَفْسِيرِ*الثَّعْلَبِيِّ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِعَلِيٍّ**: يَا عَلِيُّ قُلْ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي عِنْدَكَ عَهْدًا، وَاجْعَلْ لِي فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ**مَوَدَّةً.*فَأَنْزَلَ اللَّهُ:*{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}*»*[سُورَةُ مَرْيَمَ: 96]*، وَلَمْ يَثْبُتْ لِغَيْرِهِ ذَلِكَ، فَيَكُونُ هُوَ الْإِمَامَ**".*

وَالْجَوَابُ مِنْ وُجُوهٍ:*أَحَدُهَا: أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ إِقَامَةِ الدَّلِيلِ عَلَى صِحَّةِ الْمَنْقُولِ، وَإِلَّا فَالِاسْتِدْلَالُ*بِمَا لَا تَثْبُتُ مُقَدِّمَاتُهُ بَاطِلٌ بِالِاتِّفَاقِ، وَهُوَ مِنَ الْقَوْلِ بِلَا عِلْمٍ وَمِنْ قَفْوِ الْإِنْسَانِ بِمَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ، وَمِنَ الْمُحَاجَّةِ بِغَيْرِ عِلْمٍ. وَالْعَزْوُ الْمَذْكُورُ لَا يُفِيدُ**الثُّبُوتَ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالشِّيعَةِ.

*الْوَجْهُ الثَّانِي:*أَنَّ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ مِنَ الْكَذِبِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ*.


الثَّالِثُ:*أَنَّ**قَوْلَهُ:*{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}*[سُورَةُ مَرْيَمَ: 96]*عَامٌّ فِي جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَا يَجُوزُ تَخْصِيصُهَا بِعَلِيٍّ، بَلْ هِيَ مُتَنَاوِلَةٌ لِعَلِيٍّ وَغَيْرِهِ*، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ أَنَّ**الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَغَيْرَهُمَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ تُعَظِّمُهُمُ الشِّيعَةُ دَاخِلُونَ فِي الْآيَةِ، فَعُلِمَ بِذَلِكَ الْإِجْمَاعُ عَلَى عَدَمِ اخْتِصَاصِهَا بِعَلِيٍّ.*وَأَمَّا قَوْلُهُ:*" وَلَمْ يَثْبُتْ مِثْلُ ذَلِكَ لِغَيْرِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ "*فَمَمْنُوعٌ كَمَا تَقَدَّمَ، فَإِنَّهُمْ خَيْرُ الْقُرُونِ، فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِيهِمْ أَفْضَلُ مِنْهُمْ فِي سَائِرِ الْقُرُونِ، وَهُمْ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ أَكْثَرُ مِنْهُمْ فِي كُلِّ قَرْنٍ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ.*


التعليق : فجمعة خصص هذه الآية بنفسه فجعل توافد الناس عليه إن كان صادقا فيه دليلا على صحة مذهبه وولايته منزلا هذه الآية العظيمة على نفسه ، باعتبار أن الله جعل له ودا حتى أحبه الروس والجنوب إفريقيون وغيرهم ومراده بذلك أقاصي البلدان وعموم الأرض وكأنه يقول هؤلاء في تلك البلاد البعيدة يحبونني لأن الله جعل لي ودا بين عباده، ولعله ضيع قواعد علم الجرح والتعديل ونسي قاعدة البلدي أعلم ببلديه في غمرة احتجاجه هذا فكثير من الشباب ومنهم كاتب هذه الاسطر كان من المحبين له يوم كان مستورا بستر الله فلما بغى في الأرض وأحدث هذه الفتنة العظيمة وخاصم العلماء فارقناه وتركناه وأبغضناه بقدر ما أحدثه من فساد وشر وَكثير من بلدييه و غير بلدييه أيضا فارقوه وتركوه كما فعلت، فيقال له كما قال شيخ الإسلام للروافض الذين زعموا أن الإمامة خاصة بعلي رضي الله عنه لمجرد كونه محبوبا ولكنهم كانوا أعقل من صاحبنا حيث وضعوا حديثا للاحتجاج به على هذا الأمر فتكون المودة المجعولة لعلي رضي الله عنه من باب النص لا من باب الادعاء وهم بهذا أفضل حالا من صاحبنا الذي جعل مجرد حضور بعض الناس مجلسه دليلا على كونه من أهل هذه الآية والرتبة ثم لو سلمنا جدلا بصحة الدعوى وجعلناها في حكم المنصوص فما الدليل على قصر هذا الشأن على جمعة فقد حضر لخصومه من مشايخ الإصلاح الكثير من الشباب يحضرون دروسهم وخطبهم ويقطعون المسافات الطويلة للتشرف بلقياهم والاستفادة منهم فعلم بهذا عدم اختصاصها به قطعا لو نزلناها منزلة الدليل الشرعي وهيهات أن تكون أدلة الشرع متناقضة كل هذا التناقض، وقد لاحظنا أن شيخ الاسلام في هذا النقل تحدث بعقليته السلفية عن كون أهل الود وهم الصحابة خير القرون بنص الحديث المشهور فهل الذين حضروا مجلسك يا جمعة خير أهل الأرض نصا أم اجتهادا أم مجرد مجاهيل لا تعرفهم ولعلهم لا يعرفونك أيضا إنما اجتمعوا حولك كما اجتمع الناس حول عمرو خالد وعدنان إبراهيم ونبيل العوضي وخالد الراشد والقرضاوي وحتى الخميني بل وحتى مسيلمة الكذاب فإنهم اجتمعوا به في حضرة نبي وفي عصره، فإنه يسع هؤلاء جميعا أن يقول لو كنت على باطل لما جمع الله الناس حولي هكذا

ثم أتم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قائلا :

الرَّابِعُ:*أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ سَيَجْعَلُ لِلَّذِينِ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وُدًّا. وَهَذَا وَعْدٌ مِنْهُ صَادِقٌ. وَمَعْلُومٌ أَنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ لِلصَّحَابَةِ مَوَدَّةً فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ، لَا سِيَّمَا الْخُلَفَاءُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ -، لَا سِيَّمَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ; فَإِنَّ عَامَّةَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ كَانُوا يَوَدُّونَهُمَا*، وَكَانُوا**خَيْرَ الْقُرُونِ. وَلَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ عَلِيٌّ، فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ كَانُوا يُبْغِضُونَهُ وَيَسُبُّونَهُ وَيُقَاتِلُونَهُ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَدْ أَبْغَضَهُمَا وَسَبَّهُمَا الرَّافِضَةُ وَالنَّصِيرِيَّةُ وَالْغَالِيَةُ وَالْإِسْمَاعِيلِيَّةُ. لَكِنْ مَعْلُومٌ أَنَّ الَّذِينَ أَحَبُّوا ذَيْنِكَ*أَفْضَلُ وَأَكْثَرُ، وَأَنَّ الَّذِينَ أَبْغَضُوهُمَا أَبْعَدُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَأَقَلُّ، بِخِلَافِ عَلِيٍّ، فَإِنَّ الَّذِينَ أَبْغَضُوهُ وَقَاتَلُوهُ هُمْ خَيْرٌ مِنَ الَّذِينَ أَبْغَضُوا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، بَلْ شِيعَةُ عُثْمَانَ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيُبْغِضُونَ عَلِيًّا، وَإِنْ كَانُوا مُبْتَدِعِينَ ظَالِمِينَ، فَشِيعَةُ عَلِيٍّ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيُبْغِضُونَ عُثْمَانَ أَنْقَصُ مِنْهُمْ عِلْمًا وَدِينًا، وَأَكْثَرُ جَهْلًا وَظُلْمًا. فَعُلِمَ أَنَّ الْمَوَدَّةَ الَّتِي جُعِلَتْ لِلثَّلَاثَةِ أَعْظَمُ.*وَإِذَا قِيلَ:*عَلِيٌّ قَدِ ادُّعِيَتْ**فِيهِ الْإِلَهِيَّةُ وَالنُّبُوَّةُ.*قِيلَ:*قَدْ كَفَّرَتْهُ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا، وَأَبْغَضَتْهُ الْمَرْوَانِيَّةُ. وَهَؤُلَاءِ خَيْرٌ مِنَ الرَّافِضَةِ الَّذِينَ يَسُبُّونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - فَضْلًا عَنِ الْغَالِيَةِ*


التعليق فتعال يا جمعة نحاسبك بهذا الكلام الرصين وننظر في أمرك بميزانه
فإن أهل الآية التي احتججت بها حقا من سادات الائمة والصحابة كأبي بكر وعمر مجمع على حبهما فهل انت كذلك؟
وهل انت خير من علي بن ابي طالب وقد احتج الشيخ رحمه الله بتنازع الناس في حبه من طبقة الصحابة والتابعين منظرا بما وقع من حروب واقتتال وسب له رضي الله عنه بأن هذا البغض منهم له يبطل كون ما تناقلوه في هذا برهانا صحيحا، فإن تقل حتى أبو بكر وعمر سبهما الروافض والنصيرية وأضرابهم قلنا لم يهمل الشيخ ذلك لكنه نبه لفائدة جليلة وهي المقارنة بين المحبين والمبغضين فجعل لمن أحبه أهل الفضل مزية على من اختلفوا في حبه وإن كان هذا في حق على ابن أبي طالب رضي الله عنه غير مقصود في ذاته إذ المراد نقض كلامهم لا التعرض للصحابة رضي الله عنهم فكلهم عدول مرضيون محبوبون عند أهل الإيمان لكن المراد المعارضة ونقض الأصل الفاسد الذي ساروا عليه لترجيح أو تقرير مذهبهم
فهنا أيضا يقال لك يا جمعة ألا ترى أن الذين أيدوا شيوخ الاصلاح لا أقول بمجرد الحضور بل بالتزكيات النصية والثناءات العطرة والمشاركة العلمية والحضور للمجالس هم من خيار الناس في زماننا ممن يشهد لهم القاصي والداني بالفضل والعلم و علو الكعب والجلالة وكذا جملة عظيمة من طلبة العلم الذين كنتم بالأمس القريب تصفونهم بأنهم خيرة الطلاب والمجاهدين،أم أنك تعتقد خيرية المجهول الروسي الذي حضر لك والجنوب الإفريقي وتراهم خيرا من العلماء الذين يتكثر بهم خصومك ممن تكلموا فيك وحذروا منك ومن منهجك فمحبوهم الذين سخرهم الله لنصرتهم والذب عنهم أفضل وأكثر ومبغضوهم أنقص علما َودينا ؟؟

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يهدينا وإياك وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه فإن علم الله فيك شرا وكيدا بالإسلام وأهله فكفانا الله شرك بما شاء إنه سميع عليم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..

طارق بن صغير 19 Sep 2019 06:23 PM

بارك الله فيك و نفع بك و بما كتبت أخي الفاضل

محمد أمين أبو عاصم الأرهاطي 19 Sep 2019 08:55 PM

لله درك يا سامي،أدام الله سموّ قلمك وعلو عباراتك،وما أحسن ماقلتَ:
فهل يعقل أن تفرح يا جمعة بشاب مجهول من جنوب إفريقيا ولا يفرح غيرك بموافقة العلامة ربيع وعبيد،. تالله ان هذا لضلال مبين، فالمعتبر قولهم ووموقفهم وبخاصة في الفتن هم العلماء وهذا من بدهيات الأمور لكن الفتن تسلب الناس عقولهم وتذهب بها والله يكفينا شر نفوسنا ويهدينا إليه صراطا مستقيما لا حول لنا ولا قوة الا به.

فوالله لو تأمل هذا المفتون هذه الكلمات لكانت كافية ليعرفوقدر نفسه،ويريح الأمة من شره،لكن:{ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا}.
جزاك الله خيرا.

منصور بوشايب 19 Sep 2019 11:30 PM

أخي سامي جزاك الله خيرا على هذا المقال الطيب

أشرف حريز 20 Sep 2019 06:17 AM

جزاك الله خيرا على ماخطت يمينك أخي سامي و أزيد على ما قاله الشيخ عبد الله البخاري عند زيارته لأم البواقي حين تهافت جمع من الإخوة لمصافحته فمن بين ما قاله لهم مخاطبا إياهم : " نحن لسنا بصوفية "
فحري بجمعة أن يقتدي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ويسلك مسلك الصحابة الكرام و العلماء الكبار

أبوعبد الله مصطفى جمال 22 Sep 2019 10:15 AM

جزاك الله خيرا أخي الفاضل سامي ونفع الله بما كتبت .
ولو طرح سؤال على أقل سلفي أي الأمرين تختار
أن يكون معك العلماء وضدك ملايين الناس
أو أن يكون معك ملايين الناس يؤيدونك ويعظمونك وضدك العلماء ؟
فإن كان سلفيا حقا لاختار الأول بلا تردد ولا تفكير
بينما وجدنا الغبي المردود عليه قد اختار الثاني وفرح به .


الساعة الآن 11:09 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013