الدنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها... كلمةٌ قُلتُها أسًى وحزنًا على بلادي ـ الجزائر ـ الشيخ عبدالخالق ماضي حفظه الله
 

┈•ا• مقاطع إذاعة مرسال [رقم 06] •ا•â”ˆ

â—ک *قال الشيخ د. عبد الخالق ماضي ـ حفظه الله ـ :*

"أقول: حديثُنا اليوم يا إخواني حديث عظيم وكلام عن الجبار ـ سبحانه تبارك وتعالى ـ ، حديثٌ تَخشَعُ له القُلوب، وتَخضَع له جميع الجوارح، حديثٌ عن رب العالمين، عن أسمائه وما تضمنت هذه الأسماء، هذا الحديث هو خيرُ ما يَستَمِعُ إليه المُسلم وهو خيرُ ما يَدَّخِرُه المسلم عند الله
*فالدُّنيا ملعونة ـ يا إخواني ـ ملعُونٌ ما فيها، هذا الذي يتكالب عليه النَّاسُ اليوم، سِياسات، ورِئَاسات، وترشُحات، ومُظاهرات، ومُقَاطَعات، وإضرابات، ـ والله ـ كل هذا مَلعُون "إلا ذكر الله وما والاه أو عالمًا أو مُتَعَلمًا"،* هكذا قال الصادق المصدوق ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أما آن للنَّاس أن تَخشَع قلوبُها لله ـ تبارك وتعالى ـ ولذِكرِه؟!
أما آن للنَّاس أن تنظُرَ في أنفُسِها وماذا تَعمَل؟! وماذا قدَّمت ليومٍ لا ينفع فيه مالٌ ولا بَنُون، ولا رِئاسَةٌ ولا جاه إلا من أتى الله بقلبٍ سَليم؟!
النَّاسُ ـ يا إخواني ـ لا تبصرُ ما بداخِلِها، النَّاسُ لا تنتقِدُ ذواتها، بل لا ينظُرُ النَّاس اليوم ـ إلا من رَحِمَ الله ـ إلا إلى غيرهم! ماذا قصَّروا؟ وماذا صنعوا؟ وكيف فعلوا؟ ولماذا قالوا؟ ولماذا فعلوا؟ والله المستعان!
*{بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىظ° نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ}،* المسلم ـ يا إخواني ـ لابد أن *يتفقد نفسَه،* وأن يَطَّلِعَ على سَوآتها، وما يَضُر بها عند لقاءِ ربِّها سبحانه ـ تبارك وتعالى ـ
إنَّ الموقف ـ يا إخواني ـ *موقفٌ رَهيب* ـ موقفٌ عصيبٌ ـ ، *يأتي العبد يوم القيامة وحدَهُ،* لا مال ولا بنون ولا جاه ولا معارف، إنَّما هي صحائفُ الأعمال تتطاير! فآخِذٌ كتابَه بيمينِه ويا بُشراه! فإنَّهُ يكون من أهل اليمين من الذين يفوزون بجنَّة النعيم، وآخِذٌ كتابَهُ بشِماله، وراء ظهره يُخفيه لما فيه من الطامَّات، فإنه يكون من أهل الشِمال ـ من أهل الشَقاوَة ـ ، نسأل الله أن يُسَلمنا من ذلك اليوم
*استَبْصِرُوا يا إخواني بالذين مَضَوا،* واعلموا بأنَّ الله ـ تبارك و تعالى ـ لن يُحاسبكم إلا على ما أوجب عليكم وهو أنفُسُكُم ومن يليكم من أولادِكم وأهليكُم وأقارِبِكُم وجيرانِكُم، بدَعوَتِهِم بالتي هي أحسن وهِدايَتِهِم للطريق الأَقْوَم حتَّى نَسلُك بهؤلاء النَّاس ـ إن شاء الله تعالى ـ طريق السلامة والنَّجاة عند الله يوم القيامة
قال الرجُلُ *النَّاصِح* :{وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ}، *المسلم يدعو إلى نجاة النَّاس وإلى إنقاذهِم لا إلى دَهَدَهَتِهِم في مَهَاوِي الرَدَى فيما يُغضِبُ الله ـ تبارك وتعالى ـ*
لا أدري كيف يُفَكرُ بعض إخواننا الذين ينتسبون إلى الاستقامة على هذا الدين، يَخرُجُون ويَهتِفُون بلا شيء، *حُكم الإسلام ـ يا إخواني ـ حُكمُ شورى، ليس حكم هؤلاء الدهماء جميعًا!* لا يمكن أن يُشارك النَّاسُ جميعًا في تنصيب رئيس، إنَّما *الحُكمُ لأهل الشورى، العُقَلاء والعلماء وأصحابُ الرأي السديد،* قلت هذا في جملة اعتراضية أرجو أن يكون لها محلًا من الإعراب، قُلتُها *أسًى وكمدا وحزنًا على بلادي التي يَحدُثُ فيها ما يُحَضرُ له لما حَدَث للبُلدان التي الآن تَقطُرُ دَمًا وحصل بها الدَّمارُ الشامل حتى لا ترفع رأسًا، وحتى هُجِّرَ أهل السُنّة من بُلدانِهِم* ـ مثل سوريا ـ ! *فَلَكُم عبرة يا إخواني،* اعتبروا بمن هم جيرانكم، واعتبروا بما سلف من أيَّامنا التي مرت علينا وهي حَالِكة!
نسأل الله أن لا يُعِيدها، ونسأل الله ـ تبارك وتعالى ـ أن يُبرِمَ لهذه الأمَّة أمرَ رُشدٍ يُعز فيه أهل طاعته ويُذل فيه أهل معصيته ويُؤمَر فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المُنكر."
رابط المقطع الصوتي https://app.box.com/s/8vu0n908bb14kwurt6l25brplk8tqdap
رابط المقطع الصوتي على اليوتيوب
https://youtu.be/DZx9rgc_3zQ

â—ک المصدر: المجلس (19) - التعليق على "معارج القبول بشرح سُلَّم الوصُول إلى علم الأصول" للشيخ العلامة حافظ بن أحمد الحكمي ـ رحمه الله ـ
â—ک تاريخ الدرس: الثلثاء 28 جمادى الثاني 1440هـ الموافق لـ 05 مارس 2019


�� إذاعة مرسال:
┈•ا â—ک ������ â—ک ا•â”ˆ
• تيليغرام: https://t.me/mirsallive
• فيسبوك : https://fb.com/mirsallive
• يوتيوب: http://bit.ly/youtube-mirsal
• تويتر: https://twitter.com/mirsallive

بارك الله في الشيخ عبد الخالق
اللهم احفظ بلادنا و سائر بلاد المسلمين من الفتن و أهلها

جزى الله الشيخ خير الجزاء. ما أحوجنا للعمل بمثل هذه التوجيهات.