منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الإعتبار بمن سقط ولو كثر علمه وبمن رفعه الله لتمسكه بالسنة (ردّا على شبهة عبد المالك رمضاني) (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=21924)

أبو الحسن نسيم 24 Oct 2017 06:32 AM

الإعتبار بمن سقط ولو كثر علمه وبمن رفعه الله لتمسكه بالسنة (ردّا على شبهة عبد المالك رمضاني)
 
.الحمد لله رب العالمين،وصلى الله وسلم على نبينا محمد،وعلى آله وصحبه أجمعين:

فإن من الشبه التي أثارها عبد المالك رمضاني في دفاعه وثنائه على الحلبي ما يتعلق بسقوط بعض الدعاة، وأن المانع الذي يمنع من الكلام فيهم وتجريحهم هو أنهم أهل علم وفضل ومقام في الدعوة إلى الله،والرد على هذه الشبهة من تاريخ سلفنا الصالح في تركهم لمن عرف بالعلم والتمكن فيه،لكنهم نظروا إلى تمسكه بالسنة وثباته عليها،فلما اختل منه هذا الأمر ووافق ما عليه أهل البدع هجروه وتركوه،وفي مقابله من قل علمه مقارنة بالأول لكن تمسكه بالسنة هو الذي رفعه،ومن الأمثلة على ذلك ما وقع لأبي الحسين الكرابيسي الذي وصفه الذهبي أنه من كان من بحور العلم ذكيا فطنا فصيحا لسنا له تصانيف في الفروع والأصول تدل على تبحره وأنه من أوعية العلم إلا أن الإمام أحمد حذر منه لما بلغه أنه ألف كتاب المدلسين يحط فيه على جماعة فيه أن ابن الزبير من الخوارج وفيه أحاديث يقوي به الرافضة فحذر منه،ثم أحدث الكرابيسي مسألة اللفظ وهي القول بأن لفظي بالقرآن مخلوق فشنع أحمد عليه وطعن فيه سدا للذريعة من أن يتوصل بهذا القول لقول الجهمية،ولم يكن الاعتبار عنده بأنه صاحب علم ودعوة وغير ذلك من الأمور التي تعتبر عند القوم اليوم صكوك تحول دون التحذير ممن انحرف.

فكيف لو رأى الإمام أحمد أصحاب البدع اليوم من المتصوفة والخوارج والمتحزبة،كيف لو رأى من يهادنهم ويخالطهم ويصاحبهم ويدافع عنهم ويشنع على من يطعن فيهم ويرميهم بالغلو،فالله المستعان على زمن الغربة.

وفي مقابل ذلك أثنى الإمام أحمد على أبي ثور لما التزم السنة وهجر الكرابيسي وقد جاء عنه أنه قال:
أَيْش خَبَرُ أَبِي ثَوْرٍ، أَوَافِقَهُ عَلَى هَذَا؟
فقيل له: قَدْ هَجَرَهُ.
قَالَ: أَحسنَ، لَنْ يُفلِحَ أَصْحَابُ الكَلاَمِ.

تأملوا يا رعاكم الله في موقف أحمد كيف يبحث عن مواقف من ينتسب للعلم عن أهل الأهواء حيث سأل-رحمه الله-عن موقف أبي ثور في هذه القضية، حتى يرى ثباته من انحرافه،وهكذا أئمة العلم ينظرون في الموفق والمخالف لأهل الأهواء حتى يتميز الصادق من الكاذب،ويتميز المدعي من الجاد.

ثم تأملوا لما أعلم أحمد أن أبا ثور هجر الكرابيسي أثنى عليه،وكانت رفعة له،وهكذا أهل السنة يثنون على من يجانب أهل الأهواء ويبتعد منهم،ومن رأوه يخالط أهل الانحراف ويثني عليهم حذروا منه ولو كان صاحب علم،وقد صدق محمد بن عبد الله الصيرفي حين قال لتلاميذه:
اعْتَبِرُوا بِالكَرَابِيْسِيِّ، وَبِأَبِي ثَوْرٍ، فَالحُسَيْنُ فِي عِلْمِهِ وَحِفْظِهِ لاَ يَعْشِرُهُ أَبُو ثَوْرٍ، فَتَكَلَّمَ فِيْهِ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ فِي بَابِ مَسْأَلَةِ اللَّفْظِ، فَسَقَطَ، وَأَثْنَى عَلَى أَبِي ثَوْرٍ، فَارْتَفَعَ لِلُزُوْمِهِ لِلسُّنَّةِ.

فاعتبروا يا أهل السنة بمن سقط مع علم بسبب ركونه لأهل الباطل ودفاعه عنهم،واعتبروا بمن ثبت على السنة فرفعه الله.


الساعة الآن 12:02 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013