الحكمة من معاداة الأعداء للأنبياء وأتباع الأنبياء
بسم الله الرحمن الرحيم ,
- قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في رسالته كشف الشبهات : واعلم أنه سبحانه من حكمته لم يبعث نبيا بهذا التوحيد الا جعل له أعداء كما قال الله تعالى : " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ " (سورة الأنعام , 112) قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله معلقا على هذا الكلام : - نبه المؤلف رحمه الله تعالى في هذه الجملة العظيمة على فائدة عظيمة ، حيث بين أن من حكمة الله عز وجل أنه لم يبعث نبيا الا جعل له أعداءا من الانس و الجن ، وذلك أن وجود العدو يمحص الحق و يبينه فانه كلما وجد المعارض قويت حجة الآخر ، وهذا الذي جعله الله تعالى للأنبياء جعله أيضا لأتباعهم فكل أتباع الأنبياء يحصل لهم مثل ما يحصل للأنبياء قال الله تعالى : " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ " وقال " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا " ( الفرقان ،31 ) . فان هؤلاء المجرمين يعتدون على الرسل و اتباعهم و على ما جاءوا به بأمرين : الأول : التشكيك الثاني : العدوان اما التشكيك فقال الله تعالى في مقابلته :" وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا " لمن أراد ان يضله أعداء الأنبياء . و اما العدوان فقال الله تعالى في مقابلته :" وَنَصِيرًا " لمن أراد أن يردعه أعداء الأنبياء . فالله تعالى يهدي الرسل و أتباعهم و ينصرهم على أعدائهم ولو كانوا من أقوى الأعداء ، "" فعلينا أن لا نياس لكثرة الأعداء و قوة من يقاوم الحق فان الحق كما قال ابن القيم رحمه الله "" : الحق منصور وممتحن فلا تعجب فهذي سنة الرحمن - '' فلا يجوز لنا ان نياس بل علينا ان نطيل النفس و ان ننتظر و ستكون العاقبة للمتقين ، فالأمل دافع قوي للمضي في في الدعوة و السعي في انجاحها ، كما ان اليأس سبب للفشل و التأخر في الدعوة '' . - المصدر : شرح كشف الشبهات للشيخ بن عثيمين ص39 - ص 40 . |
الساعة الآن 11:10 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013