منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   حديث: يا غلام إني أعلمك كلمات -شرح الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ- (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=3122)

أبو تميم يوسف الخميسي 02 May 2008 12:25 PM

حديث: يا غلام إني أعلمك كلمات -شرح الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ-
 
حديث: يا غلام إني أعلمك كلمات

ضمن شرح أحاديث الأربعين النووية للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ

وعن أبي العباس عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF كنت خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوما فقال: يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح، وفي رواية غير الترمذي http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF احفظ الله تجده أمامك، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF

هذا حديث عظيم جدا من وصايا المصطفى -عليه الصلاة والسلام- خص بها ابن عمه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- وهذه الوصية جمعت خيري الدنيا والآخرة؛ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أوصى عبد الله بن عباس، وأمره بقوله http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF يا غلام إني أعلمك كلمات http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIFوهذا اللفظ فيه تودد المعلم والأب والكبير إلى الصغار، وإلى من يريد أن يوجه بالألفاظ الحسنة، فهو استعمل -عليه الصلاة والسلام- لفظ التعليم: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF إني أعلمك كلمات http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIFوهي أوامر، فلم يقل له -عليه الصلاة والسلام-: إني آمرك بكذا وكذا، وإنما ذكر لفظ التعليم؛ لأنه من المعلوم أن العاقل يحب أن يستفيد علما.

النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF يا غلام إني أعلمك كلمات http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIFوالكلمات: جمع كلمة والمقصود بها هنا: الجمل؛ لأن الكلمة في الكتاب والسنة غير الكلمة عند النحاة، الكلمة عند النحاة: اسم أو فعل أو حرف، أما في الكتاب والسنة فالكلمة: هي الجملة، كما قال -جل وعلا-: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB2.gif كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB1.gif يريد بها ما جاء في الآية قبلها: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB2.gif رَبِّ ارْجِعُونِ http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB1.gif .

وثبت -أيضا- في مسلم أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF أصدق كلمة قالها شاعر قول لبيد:
ألا كل شيء ما خلا الله باطلُ
http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF قال: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF أصدق كلمة http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF فإذن الكلمة يُعنى بها: الجمل، فقوله -عليه الصلاة والسلام-: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF إني أعلمك كلمات http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF يعني: إني أعلمك جملا ووصايا، فأرعها سمعك.

قال -عليه الصلاة والسلام- بعدها: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF .

هذه هي الوصية الأولى: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF احفظ الله يحفظك http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF فهنا أمره بأن يحفظ الله، ورتب عليه أن الله -جل وعلا- يحفظه، وحفظ العبد ربه -جل وعلا- المراد منه: أن يحفظه في حقوقه -جل وعلا-.

وحقوق الله -جل جلاله- نوعان:

حقوق واجبة، وحقوق مستحبة، فحفظ العبد ربه يعني: أن يمتثل http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF احفظ الله http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIFأن يأتي بالحقوق الواجبة، والحقوق المستحبة، ونعبر بالحقوق تجوزا بالمقابلة، يعني: الحقوق الواجبة والمستحبة، فمن أتى بالواجبات والمستحبات فقد حفظ الله -جل وعلا-؛ لأنه يكون من السابقين بالخيرات، والمقتصد -أيضا- قد حفظ الله -جل وعلا- إذ امتثل الأمر الواجب، وانتهى عن المُحَرَّم.

فأدنى درجات حفظ الله -جل وعلا- أن يحفظ الله -سبحانه وتعالى- بعد إتيانه بالتوحيد بامتثال الأمر، واجتناب النهي، والدرجة التي بعدها المستحبات، هذه يتنوع فيها الناس، وتتفاوت درجاتهم.


وحفظ الله -جل وعلا- للعبد على درجتين -أيضا-:-

أما الأولى: فهو أن يحفظه في دنياه، أن يحفظ له مصالحه في بدنه بأن يصحه، وفي رزقه بأن يعطيه حاجته، أو أن يوسع عليه في رزقه، وفي أهله بأن يحفظ له أهله وولده، وأنواع الحفظ لمصالح العبد في الدنيا، فكل ما للعبد فيه مصلحة في الدنيا فإنه موعود بأن تحفظ له إذا حفظ الله -جل وعلا- بأداء حقوق الله -جل جلاله- والاجتناب عن المحرمات.

والدرجة الثانية من حفظ الله -جل وعلا- للعبد، وهي أعظم الدرجتين وأرفعهما وأبلغهما عند أهل الإيمان، وفي قلوب أهل العرفان، هي: أن يحفظ الله -جل وعلا- العبد في دينه، بأن يسلم له دينه بإخلاء القلب من تأثير الشبهات فيه، وإخلاء الجوارح من تأثير الشهوات فيها، وأن يكون القلب معلقا بالرب -جل وعلا-، وأن يكون أُنسه بالله، ورغبه في الله، وإنابته إليه، وخلوته المحبوبة بالله -جل جلاله-.

كما جاء في حديث "الولي" المعروف، الذي رواه البخاري في الصحيح وغيره -أيضا- قال -عليه الصلاة والسلام-: قال الله -تعالى- في جمل ابتدأ بها الحديث، ثم قال: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته، ولا بد له من ذلك http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF .

فحفظ الله -جل وعلا- العبد في الدين هذا أعظم المطالب، ولهذا كان -عليه الصلاة والسلام- يدعو الله كثيرا أن يُحفَظَ من الفتن وأن يحفظه الله -جل وعلا- من تقليب القلب، http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF ونحو ذلك.

وكان كثيرا ما يقسم http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF لا ومقلب القلوب http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIFفالعبد أعظم المطالب التي يحرص عليها أن يسلم له دينه، والله -جل وعلا- قد يبتلي العبد بخلل في دينه، وشبهات تطرأ عليه لتفريطه في بعض ما يجب أن يُحفظ اللهُ -جل وعلا- فيه؛ فلهذا العبد إذا حصل له إخلال في الدين، فإنه قد أخل بحفظ الله -جل وعلا-، وقد يعاقب بأن يُجعل غافلا، وقد يُعاقب بحرمانه البصيرة في العلم، وقد يُعاقب بأن تأتيه الشبهة ولا يحسن كيف يتعامل معها، ولا كيف يردها.

وقد يُعاقب بأنه تأتيه الشبهة فتتمكن منه، كما قال -جل وعلا-: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB2.gif فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB1.gif وكما قال: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB2.gif نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB1.gif وكما قال -جل وعلا- http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB2.gif فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB1.gif وكما قال -جل وعلا- http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB2.gif إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB1.gif الآية في الأعراف.

وهكذا في آيات أخر دلت على أن العبد قد يخذل، وخذلانه في أمر الدين هو أعظم الخذلان، ولهذا ينبغي للعبد أن يحرص تمام الحرص على أن يحفظ الله -جل وعلا- في أمره سبحانه، وإن فاته الامتثال فلا يفته الاستغفار، والإنابة واعتقاد الحق، وعدم التردد والسرعة باتباع السيئة بالحسنة لعلها أن تُمحى.

لهذا فإن حفظ الله -جل وعلا- للعبد بأن يكون الحفظ في الدين أعظم من أن يحفظ في أمر دنياه، ولهذا في قول الله -جل وعلا- في سورة المائدة http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB2.gif فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB1.gif قال -جل وعلا-: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB2.gif وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB1.gif قوله: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB2.gif وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB1.gif يعني: تركوا نصيبا مما أُمروا به، تركوه عن عمد وعن علم، فلما علموه تركوه عن بصيرة فعوقبوا بالفرقة، http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB2.gif فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB1.gif .

وهذا من أنواع العقوبات التي يبتلي الله -جل وعلا- بها العباد، ويعاقب بها المؤمنين؛ حيث يعاقبهم بالفرقة؛ لأنهم تركوا ما أوجب الله -جل وعلا- عليهم من مقتضى العلم، وهذا نوع من أنواع ترك حفظ الله -جل وعلا- للعبد، فالعبد بحاجة أن يحفظه الله -سبحانه وتعالى- بتوفيقه له، ومعيته له، وتسديده إياه.

حفظ الله -جل وعلا- للعبد في الدين، أو في الدنيا -أيضا- راجع إلى معية الله -سبحانه وتعالى- والمراد بها: المعية الخاصة التي مقتضاها: التوفيق والإلهام والتسديد والنصر والإعانة.

قال: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF احفظ الله تجده تجاهك http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF يعني:: احفظ الله على نحو ما وصفنا تجده دائما على ما طلبت، تجده دائما قريبا منك، يعطيك ما سألت، كما ذكرت لك في حديث "الولي" http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF .

قال -عليه الصلاة والسلام- بعد ذلك، http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF هذا مأخوذ من قول الله -جل وعلا- http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB2.gif إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB1.gif وفيه إفراد الله -جل وعلا- بالاستعانة وبالسؤال، وهذه على مرتبتين:-

الأولى: واجبة، وهي التوحيد بأن يستعين بالله -جل جلاله- وحده دون ما سواه فيما لا يقدر عليه إلا الله -جل وعلا-، فهذا واجب أن يُفرد الله -جل وعلا- بالاستعانة، وكذلك أن يسأل الله -جل وعلا- وحده فيما لا يقدر عليه إلا الله -جل وعلا-، هذا هو المعروف عندكم في التوحيد فيما يكون من الدعاء صرفه لغير الله -جل وعلا- شرك، وكذلك في الاستعانة التي يكون صرفها لغير الله -جل وعلا- شركا.

المرتبة الثانية: المستحبة، وهو أنه إذا أمكنه أن يقوم بالعمل، فإنه لا يسأل أحدا من الناس شيئا، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قد أخذ العهد على عدد من الصحابة ألا يسألوا الناس شيئا، قال الراوي: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF فكان أحدهم يسقط سوطه فلا يسأل أحدا أن يناوله إياه http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF وهذا من المراتب التي يتفاوت فيها الناس.

فإذا أمكنك أن تقوم بالشيء بنفسك فالأفضل والمستحب ألا تسأل أحدا من الخلق في ذلك، إذا أمكنك يعني: بلا كلفة، ولا مشقة، ومن كانت عادته دائما أن يطلب الأشياء فهذا مكروه، وينبغي للعبد أن يوطن نفسه، وأن يعمل بنفسه ما يحتاجه كثيرا، وإذا سأل في أثناء ذلك، فإنه لا يقدح حتى في الدرجة المستحبة؛ لأنه -عليه الصلاة والسلام- ربما أمر من يأتيه بالشيء، وربما طلب من يفعل له الشيء، وهذا على بعض الأحوال.

قال: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF ظاهر في الوجوب http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF على القيد الذي ذكرنا لكم؛ من أن هذا يتناول المرتبة الأولى على الوجوب، والمرتبة الثانية على الاستحباب.

قال -عليه الصلاة والسلام- بعد ذلك: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF .

هذا فيه بيان القدر الثابت، وأن العباد لن يغيروا من قدر الله -جل وعلا- الماضي شيئا، وأما مَن عظم توكله بالله -جل وعلا-، فإنه لن يضره الخلق، ولو اجتمعوا عليه، كما قال -جل وعلا- لنبيه -عليه الصلاة والسلام-: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB2.gif وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB1.gif .

وجاء في عدد من الأحاديث بيان هذا الفضل، في أن العبد إذا أحسن توكله على الله -جل وعلا-، وطاعته لله، فإن الله يجعل له مخرجا، ولو كاده من في السماوات، ومن في الأرض لجعل الله -جل وعلا- له من بينهن مخرجا.

والتوكل على الله -جل وعلا- ظاهر من هذه الوصية؛ حيث قال: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF ثم قال: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك. .. http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF إلى آخر الجملتين، وهذا فيه إعظام التوكل على الله -جل وعلا-.

والتوكل على الله -سبحانه وتعالى- من أعظم المقامات؛ مقامات الإيمان، بل هو مقام الأنبياء والمرسلين في تحقيق عبوديتهم العظيمة للرب -جل وعلا-.

والتوكل على الله معناه: أن يفعل السبب الذي أُمر به، ثم يفوض أمره إلى الله -جل وعلا- في الانتفاع بالأسباب، وإذا كان ما لديه من الأمر لا يملك أن يفعل له سببا فإنه يفوض أمره إلى الله -جل وعلا- كما قال سبحانه في ذكر مؤمن آل فرعون: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB2.gif وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB1.gifوهذا التفويض إلى الله -جل وعلا- عمل القلب خاصة، يعني: أن يلتجئ بقلبه، وأن يعتمد بقلبه على الله -جل وعلا- في تحصيل مراده، أو دفع الشر الذي يخشاه، والعباد إذا تعامل معهم فإنما يتعامل معهم على أنهم أسباب، والسبب قد ينفع، وقد لا ينفع، فإذا تعلق القلب بالخلق أوتي من هذه الجهة، ولم يكن كاملا في توكله.

فتعلق القلب بالخلق مذموم، والذي ينبغي: أن يتوكل على الله، وأن يعلق قلبه بالله -جل وعلا-، وألا يتعلق بالخلق، حتى ولو كانوا أسبابا، فينظر إليهم على أنهم أسباب، والنافع والذي يجعل السبب سببا، وينفع به هو الله -جل وعلا-.

إذا قام هذا في القلب فإن العبد يكون مع ربه -جل وعلا-، ويعلم أنه لن يكون له إلا ما قدره الله -جل وعلا- له، ولن يمضي عليه إلا ما كتبه الله -جل وعلا- عليه.

قال -عليه الصلاة والسلام- http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF رفعت الأقلام، وجفت الصحف http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIFيعني: أن الأمر مضى وانتهى، وهذا لا يدل، كما ذكرته لكم فيما سبق، لا يدل على أن الأمر على الإجبار، بل إن القدر ماض، والعبد يمضي فيما قدره الله -جل وعلا-؛ لأجل التوكل عليه، وحسن الظن به، وتفويض الأمر إليه، وهو إخلاء القلب من رؤية الخلق.

قال: وفي رواية غير الترمذي: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF .

قوله: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF تعرُّف العبد إلى ربه هو: علمه بما يستحقه -جل وعلا-، http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF تعرف إلى الله في الرخاء http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIFيعني:: تعلم ما يستحقه -جل وعلا- عليك، ما يستحقه -جل وعلا- منك؛ توحيده في ربوبيته، وإلهيته، وفي أسمائه وصفاته، ما يستحقه -جل وعلا- من طاعته في أوامره، وطاعته فيما نهى عنه باجتناب المنهيات، وما يستحقه -جل وعلا- من إقبال القلب عليه، وإنابة القلب إليه، والتوكل عليه، والرغب فيما عنده، وإخلاء القلب من الأغيار، يعني: من غيره -جل وعلا-، واتباع ما يحب ويرضى من أعمال القلوب.

http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF تعرف إلى الله في الرخاء http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF يعني:: إذا كنت في رخاء من أمرك، بحيث قد يأتي لبعض النفوس أنها غير محتاجة لأحد، هنا http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF تعرف إلى الله في الرخاء http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIFواطلب ما عنده، وتعلم ما يستحقه -جل وعلا-، واتبع ذلك بالامتثال، فإن هذا من أفضل الأعمال الصالحة، بل هو لب الدين وعماده، العلم بما يستحقه -جل وعلا-، ثم العمل بذلك، إذا حصل منك التعرف إلى الله، والتعرف على الله -جل وعلا- عرفك الله في الشدة، قال: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF يعرفك في الشدة http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF وكلمة: "يعرفك" هذه جاءت على جهة الفعل، ومعلوم في باب الصفات أن باب الأفعال أوسع من باب الأسماء، وباب الإخبار أوسع من باب الصفات.

فهذا إذن لا يقتضي أن يكون من صفاته -جل وعلا- المعرفة، فإنه لا يوصف الله -جل وعلا- بأنه ذو معرفة، بل يقيد هذا على جهة المقابلة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- هنا: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF فيجوز أن تستعمل لفظ "يعرف" على الفعلية، وفي مقابلةِ لفظِ يعرف آخر، كما في نظائره كقوله -عليه الصلاة والسلام-: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF إن الله لا يمل حتى تملوا http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF وكما في قول الله -جل وعلا-: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB2.gif وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB1.gif وفي قوله: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB2.gif مُسْتَهْزِئُونَ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB1.gif http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB2.gif يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB1.gif وأشباه ذلك من الألفاظ التي جاءت بصيغة الفعل، ومجيئها بلفظ الفعل لا يدل على إطلاقها صفة؛ لأنها جاءت على لفظ المقابلة.

ومجيء بعض الصفات، يعني: على جهة الأفعال بالمقابلة هذا يدل على الكمال، ومعلوم أن المعرفة غير العلم، العلم كمال، وأما المعرفة فإنها قد تشوبها شائبة النقص؛ لأن لفظ المعرفة، وصفة المعرفة هذه قد يسبقها جهل، يعني: عرف الشيء يعني:: تعرف إليه بصفاته، وهذا يقتضي أنه كان -ربما- جاهلا به غير عالم به.

أما العلم فهو صفة لا تقتضي، ولا يلزم منها سبق عدم علم، أو سبق جهل، وأشباه ذلك، ولهذا كان من أسماء الله الحسنى: "العليم" ولم يكن من أسمائه -جل وعلا- العارف، وأشباه ذلك.

إذا تقرر هذا فلفظ المعرفة جاء في القرآن على جهة الذم قال -جل وعلا-: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB2.gif يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB1.gif وقال -جل وعلا-: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB2.gif الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB1.gif والآية الأخرى -أيضا- في الأنعام، والآية الأخرى -أيضا- في البقرة في هذا.

فلفظ المعرفة جاء على جهة الذم في غالب ما جاء في الكتاب والسنة، وقد يكون يأتي على معنى العلم، كما في هذا الحديث.

فإذن قوله: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIFمن جهة الصفات هذا بحثه ما معناه معرفة الله للعبد في الشدة، قال العلماء: هذه معناها المعية، ومعرفة الله -جل وعلا- للعبد في الشدة يعني:: أن يكون معه بمعية النصر والتأييد والتوفيق: وأشباه ذلك.

قال: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF وهذا في القدر ومن قرأ بحثه، قال: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF هذا فيه الأمر بالصبر، وأن مع الكرب يأتي الفرج، وأن مع العسر يأتي اليسر، كما قال -جل وعلا-: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB2.gif فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB1.gif .

وثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF لن يغلب عسر يسرين http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF وهذا من فضل الله -جل وعلا- قد قال الشاعر:
اشـتدي أزمة تنفرجي





قد آذن ليلك بالبلج


في القصيدة المسماة بـ"المنفرجة" وهذا يدل على أن العبد إذا اشتد عليه الأمر، وأحسن الصبر، وأحسن الظن بالله -جل وعلا- فإنه يؤذن له بأن ينفرج كربه، وأن ييسر له عسره، والصبر أمر به هنا في قوله: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF واعلم أن النصر مع الصبر http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF والنصر مطلوب، فصار الصبر مطلوبا، والصبر مرتبة واجبة، وإذا حصل كرب ومصيبة، كما قال: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIFإذا حصلت مصيبة فإن الصبر واجب يعني: الصبر أمر الله به، وهو واجب على كل أحد، ومعنى الصبر الواجب: أن يحبس اللسان عن الشكوى، ويحبس القلب عن التسخط، ويحبس الجوارح عن التصرف بما لا يجوز من شق أو نياحة أو لطم، وأشباه ذلك من الأفعال في غير مصيبة الموت.

فإذن الصبر فيه حبس اللسان عن التشكي، كما هو تعريف الصبر، قيل للإمام أحمد -رحمه الله تعالى-: هذا رجل ظلمه السلطان فأخذ يدعو عليه، قال أحمد: هذا خلاف الصبر الذي أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- مع السلطان، لا يدعى عليه.

وهذا له مأخذ آخر من جهة أن الكرب الذي ربما أتى من السلطان إذا تشكى المؤمن منه فإنه يخالف حبس اللسان عن التشكي، ولهذا لما جاء أحد الصحابة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وذكر له ما يلقى من المشركين من الشدة غضب النبي -عليه الصلاة والسلام- لأجل أنهم لم يصبروا، وقال: http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH2.GIF إنه كان من كان قبلكم يؤتى بالرجل فينشر بالمنشار نصفين ما بين جلده وعظمه لا يرده ذلك عن دينه، فوالله ليتمن الله هذا الأمر. .. http://www.taimiah.org/MEDIA%5CH1.GIF الحديث، فدل هذا على أن الصبر واجب في جميع الحالات.

والصبر حبس للسان عن التشكي، وحبس للقلب عن التسخط، وحبس للجوارح عن التصرف في غير ما يرضي الله -جل وعلا-؛ ولهذا أمر الله نبيه أن يصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل، http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB2.gif فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ http://www.taimiah.org/MEDIA%5CB1.gif وكل مخالفة لهذا الواجب يأتي لها أضدادها في حياة العبد، إما الخاصة أو العامة.

المرتبة الثانية المستحبة هي: الرضا.

الرضا بما قدر الله -جل وعلا-، فالصبر واجب، وأما الرضا فمستحب، الرضا بالمصيبة مستحب، ومعنى الرضا بالمصيبة: أن يستأنس لها، ويعلم أنها خير له، فيقول: هي خير لي، ويرضى بها في داخله، ويسلم لها، ولا يجد في قلبه تسخطا عليها، أو لا يجد في قلبه رغبة في أن لا تكون جاءته، بل يقول: الخير في هذه، وهذه مرتبة خاصة.

وهناك فرق ما بين الرضا الواجب، والرضا المستحب في المصيبة، فإن المصيبة إذا وقعت تعلق بها نوعان من الرضا: رضا واجب ورضا مستحب، والرضا الواجب هو: الرضا بفعل الله -جل وعلا-، والرضا المستحب هو: الرضا بالمصيبة، يعني: الرضا بفعل الله هذا واجب؛ لأنه لا يجوز للعبد ألا يرضى بتصرف الله -جل وعلا- في ملكوته، بل يرضى بما فعل الله -جل وعلا- في ملكوته، ولا يكون في نفسه معارضة لله -جل وعلا- في تصرفه في ملكوته، هذا القدر واجب.

وأما المستحب فهو الرضا بالمصيبة يعني: الرضا بالمقضي، فهناك فرق ما بين الرضا بالقضاء، والرضا بالمقضي، فالرضا بالقضاء الذي هو فعل الله -جل وعلا- هذا واجب، والرضا بالمقضي هذا مستحب، ونقف عند هذا، وأنبه إلى أني لن أتمكن من الحضور للدرس من يوم غد إلى ليلة الأحد، وألتقي بكم -إن شاء الله- ليلة الاثنين بإذنه تعالى، وذلك لطارئ طرأ، وسنكمل -إن شاء الله- هذا الشرح، ولو أخذنا وقتا بعد الفجر أو بعد العصر -إن شاء الله- نعدكم بإكماله، إكمال شرح هذه الأربعين.

أسأل الله لي ولكم العون والتوفيق والسداد

أما بعد فهذه صله لما تقدم من شرح الأحاديث الأربعين النووية، وقد وقفنا عند الحديث العشرين.









منقول




الساعة الآن 02:37 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013