دمّاج - قصيدة -
بسم الله الرحمن الرحيم دمّاج كَفْكِفُ دُمُوعَكَ وَاجْمَعْ فُرْقَةَ الحَزَنِ *** وَأَعِدَّ جُرْحَكَ يَا مُوجِوعُ للإِحَنِ رِيحُ الشِّتَاءِ أَقَلَّتْ فِي مَرَاكِبِهَا *** لَوْنَ الظَّلاَمِ وَصَوْتَ البُؤْسِ وَالفِتَنِ يَا أَرْضَ دَمَّاجَ هَلاَّ كَانَ طَائِرُكِ *** غَيْرُ النَّحِيبِ بَرِيدًا مِنِكِ لِلأذُنِ سَفِينَةَ العِلْمِ مَا أَرْسَاكِ مُكْرَهَةً *** بِشَاطِئِ الجَهْلِ يَا دَلاَّلَةَ السَّفِنِ دَارَ الزَّمَانُ عَلَى دَارِ العُلُومِ وَمَا *** آوَى بِصُورِهِ بَيْتُ الفَضْلِ وَالمِنَنِ وَبَلْدَةٍ حَفَّتِ الأَمْلاكُ مَنْكِبِهَا *** بِخَافِقِ العِزِّ ذَاقَتْ صَوْلَةَ الوَهَنِ لَمَّا تَسَلَّقَ أَهْلُ الغَيِّ مَعْهْدَها *** وَانْحَلَّ مَا كَانَ مَعْقُودًا إِلَى قَرَنِ أَسْقَى الغَمَامُ بِلادَ القَوْمِ مِنْ حِمَمٍ *** وَبَدَّلَ المَاءَ لَوْنَ الآجِنِ الأَسِنِ ذَا شَأْنُ كَاشِحِهَا قَدْ بَاتَ مُغْتَبِطًا *** بَعْدَ اِعْتِيَادِهِ سَيْرَ الذَّلِ وَالجُبنِ لَيْتَ اليَقِين الّذِي قَدْ بَانَ لَمْ يَكُنِ *** بَلْ لَيْتَ مَا كَانَ دُونَ العَيْنِ وَالأُذُنِ بِاللهِ قُولِي لَنَا يَا مُقْلَ أَعْيُنِنَا *** أَنَّا ذَهِلْنَا وَهَاتِ الصِّدْقَ لِلْعَلَنِ دَرْبُ الكِرَامِ خَلاءٌ لا أَنِيسَ بِهَا *** وَرِبْعُهَا اليَوْمَ بِالأَشْوَاقِ ذُو شَجَنِ دَرْبٌ مُفَرَّغَةُ الأَرْجَاءِ أَخلقها *** نَأْيُ الكِرَامِ كَلَهْفِ الرُّوحِ لِلْبَدَنِ أَلِفُوا القِفَارَ وَبَاتُوا يُؤْلَفُونَ بهِ *** وَالآنَ زَالُوا كَأَنَّ الإِلْفَ لَمْ يَكُنِ حَقُّ القُلُوبِ بِأَنْ تَدْمَى مَدَامِعُها *** فِي الرَّاحِلِينَ عَنِ الأَوْطَانِ بِاليَمَنِ إِنْ تَخْلُدِ النَّاسِ لِلأوْطَانِ فِي دَعَةٍ *** فَمَا لأهْلِكِ يَا دَمَّاجُ مِنْ سَكنِ مَا كَانَ فِيكِ مِنَ المَأْوَى لِذِي حَذَقٍ *** إِلاَّ وَلِبْسُهُ بِيضُ الأُزْرِ وَ الكَفَنِ فَمَنْ رَجَا فَرَحًا أَوْ بَاتَ منتشيا *** تَصبّحَ الحِينَ يَشْكُوا سَطْوَةَ الزَّمَنِ اليَوْمَ لِلْفُرْسِ عِيدٌ يَفْرَحُونَ بِهِ *** وَلَيْسَ لِلْعُرْبِ غَيْرُ الشُّؤْمِ وَالمِحنِ لَوْلاَ التَّصَبُّرُ لَمْ أَرْفَعْ بِهَا قَلَمِي *** وَسَابِقُ العِلْمِ بِالتَأْرِيخِ وَالسُّنَنِ أَنَّ البَلِيَةَ تُعْلِي مِنْ بَنِي البَشَرِ *** مَا لَيْسَ يُدْرِكُهُ مَنْ عَاشَ فِي الدَّدَنِ لاَ تَعْجَلَنَّ بِشُؤْمٍ قَبْلَ مَنْفَذِهِ *** وَغَلِّبِ الفَأْلَ فِي الإِسْرَارِ وَالعَلَنِ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ أَنَّ اللهَ يُسْلِمُهَا *** تُجْبَى وَتُقْسَمُ بَيْنَ النَّارِ وَ الوَثَنِ وَاعْجَبْ لِيَوْمِكَ بَعْدَ الأَمْسِ وَاعْتَبِر *** كَمْ سَادَ فِي الخَلْقِ رَبُّ البَاطِنِ العَفِنِ أَكَارِمُ الخَلْقِ أَوْزَارٌ بِذَا الزَّمَنِ *** يَجْلَى عَنِ الدَّارِ أَجْلاهُمْ عَنِ الدَّرَنِ مِمَّا أَضَرَّ بِأَهْلِ الحَقِّ أَنَّهُمُ *** خَاضُوا الحَيَاةَ بِحُسْنِ الظَّنِّ مُؤْتَمَنِ لَمْ يَرْكَبُوا خَيْلَ سُوءٍ يَومَ مَسْغَبَةٍ *** وَكَمْ أَشَارُوا بِقَوْلِ نَاصِحٍ حَسَنِ بَعْضُ المَلامَةِ فِيهِم أَنَّ حِلْمَهُمُ *** غَمْرٌ وَمِنْهُمْ طِوالُ الكَفِّ بِالِمنَنِ وَلَيْسَ يُرْجَى وَيُبْغَى فِي دِيَارِهِمُ *** مَا يُغْضِبُ اللهَ فِي الأَرْيَافِ وَالمُدُنِ إِنِّي لأَعْذُرُهُمْ مِمَّا أُعَايِرُهُم *** حَتَّى أَعِيبَ ذَوِي الأَحْلاَمِ بِالفِطَنِ . |
بوركت أيها الكريم
|
حَقُّ القُلُوبِ بِأَنْ تَدْمَى مَدَامِعُها *** فِي الرَّاحِلِينَ عَنِ الأَوْطَانِ بِاليَمَنِ
بكت القلوب وذرفت العيون الدموع وإلى الله المشتكى جزاك الله خيرا وسلم الله ذاك القلم المدرار |
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم ، سررت بطلعتكم
|
الساعة الآن 10:56 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013