منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   وجوب الرجوع إلى الحق (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=22175)

مصطفى بن حجر 25 Nov 2017 08:31 AM

وجوب الرجوع إلى الحق
 
👈🏻نصيحة تكتب بماء الذهب :
وجوب الرجوع إلى الحق لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

باب تحريم الكبر والإعجاب

*

والكبر : هو الترفع واعتقاد الإنسان نفسه أنه كبير ، وأنه فوق الناس ، وأن له فضلا عليهم .

والإعجاب : أن يرى الإنسان عمل نفسه فيعجب به ، ويستعظمه ، ويستكثره .

فالإعجاب يكون في العمل ، والكبر يكون في النفس ، وكلاهما خلق مذموم .

والكبر نوعان : كبر على الحق ، وكبر على الخلق ، وقد بينهما النبي صلى الله عليه وسلم في قوله :" الكبر بطر الحق وغمط الناس " فـ " بطر الحق " يعني : رده والإعراض عنه ، وعدم قبوله ، " وغمط الناس " يعني احتقارهم وازدراءهم ، وألا يرى الناس شيئا ويرى أنه فوقهم .

وقيل لرجل : ماذا ترى الناس ؟ قال : لا أراهم إلا مثل البعوض . فقيل له : إنهم لا يرونك إلا كذلك .

وقيل لآخر : ما ترى الناس ؟ قال : أرى الناس أعظم مني ، ولهم شأن ولهم منزلة ، فقيل له : إنهم يرونك أعظم منهم ، وأن لك شأنا ومحلا . فأنت إذا رأيت الناس على أي وجه فالناس يرونك بمثل ما تراهم به ، إن رأيتهم في محل الإكرام والإجلال والتعظيم ، ونزلتهم منزلتهم عرفوا لك ذلك ، ورأوك في محل الإجلال والإكرام والتعظيم ونزلوك منزلتك، والعكس بالعكس .

أما " بطر الحق " فهو ردّه ، ألا يقبل الإنسان الحق بل يرفضه ويرده اعتدادا بنفسه ورأيه ، فيرى ـ والعياذ بالله ـ أنه أكبر من الحق ، وعلامة ذلك أن الإنسان يؤتى إليه بالأدلة من الكتاب والسنة ، ويقال : هذا كتاب الله ، هذه سنة رسول الله ، ولكنه لايقبل ، بل يستمر على رأيه ، فهذا ردّ الحق ـ والعياذ بالله ـ .

وكثير من الناس ينتصر لنفسه ، فإذا قال قولا لا يمكن أن يتزحزح عنه ، ولو رأى الصواب في خلافه ، ولكن هذا خلاف العقل وخلاف الشرع .

والواجب أن يرجع الإنسان للحق حيثما وجده ، حتى لو خالف قوله فليرجع إليه ، فإن هذا أعز له عند الله ، وأعز له عند الناس ، وأسلم لذمته وأبرأ .

فلا تظن أنك إذا رجعت عن قولك إلى الصواب أن ذلك يضع منزلتك عند الناس ، بل هذا يرفع منزلتك ، ويعرف الناس أنك لا تتبع إلا الحق ، أما الذي يعاند ويبقى على ما هو عليه ويرد الحق ، فهذا متكبر ـ والعياذ بالله ـ .

وهذا يقع من بعض الناس ـ والعياذ بالله ـ حتى من طلبة العلم ، يتبين له بعد المناقشة وجه الصواب وأن الصواب خلاف ما قاله بالأمس ، ولكنه يبقى على رأيه ، يملي عليه الشيطان أنه إذا رجع استهان الناس به ، وقالوا عنه : إنه إمعة كل يوم له قول ، وهذا لا يضر إذا رجعت إلى الصواب ، فليكن قولك اليوم خلاف قولك بالأمس ، فالأئمة الأجلة كان يكون لهم في المسألة الواحدة أقوال متعددة .

وهاهو الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ إمام أهل السنة ، وأرفع الأئمة من حيث اتباع الدليل وسعة الإطلاع ، نجد أن له في المسألة الواحدة في بعض الأحيان أكثر من أربعة أقوال ، لماذا ؟ لأنه إذا تبين له الدليل رجع إليه ، وهكذا شأن كل إنسان منصف عليه أن يتبع الدليل حيثما كان .

المصدر :

رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم

تأليف الإمام النووي رحمه الله

الشرح لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله [ ج2 / ص 267 ] .

أبو عبد الرحمن محمد ربوزي 25 Nov 2017 09:50 AM

رحم اللّه الشيخ بن عثيمين و جزاك اللّه خيرا على النقل

أبو فهيمة عبد الرحمن البجائي 25 Nov 2017 10:35 AM

بورك فيك أخي الكريم على هذا النقل النافع الماتع، ورحم الله ريحانة السنة العلامة العثيمين برحمته الواسعة وأسكنه الفردوس الأعلى.

لزهر سنيقرة 25 Nov 2017 10:45 AM

جزاك الله خيرا أخي مصطفى على هذا الانتقاء المميز الذي أخرجته وبينته لإخوانك لمثل هذا الإمام الهمام الذي أفنى عمره في بث العلم ونشره والدعوة إلى السنة، ومات يوم مات متواضعًا محتسبا،فأسأل الله أن يتغمده برحمته ويرفع منزلته ويجزل مثوبته ويجمعنا به في دار كرامته مع النبيين والصدقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا نحن وسائر علمائنا وأئمتنا وسائر أحبائنا وإخواننا.

أبو عبد السلام جابر البسكري 25 Nov 2017 12:44 PM

بارك الله فيك أخي .
وهذا أثر جيد من كلام السلف في الحق والرجوع إليه.
كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنهما:..ولا يَمنعُكَ مِن قضاءٍ قَضيتَه اليومَ فَراجَعتَ فيهِ لِرَأيِك وهُديتَ فيه لِرُشدِك أن تَرجِعَ الحقّ؛لأنَّ الحقَّ قَديمٌ،ولا يُبطِلُ الحقَّ شيءٌ،ومُراجعةُ الحقِّ خيرٌ مِنَ التَّمادي في الباطِلِ.
[ابن تيمية،منهاج السنة٦/٧١]


الساعة الآن 10:44 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013