منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   مــــنـــتــدى الـــلـــغـــة الــعــربـــيـــة (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=16)
-   -   الْتَّيْسِيْرُ الْْمُجَلَّى فِيْ نَظْمِ الْقَواعِدُ الْْمُثلَى : لِلعَلاَّمَةِ الْعُثَيمِينَ رَحِمَهُ الْلهُ تَعَالَْى (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=21734)

أبو محمد تمرت مصطفى 26 Sep 2017 03:22 PM

الْتَّيْسِيْرُ الْْمُجَلَّى فِيْ نَظْمِ الْقَواعِدُ الْْمُثلَى : لِلعَلاَّمَةِ الْعُثَيمِينَ رَحِمَهُ الْلهُ تَعَالَْى
 
بسم الله الرحمن الرحيم
[ الْمُقَدِّمَةُ ]
بِسْمِ الَّْذي لَهُ الْصِّفاتُ الْْحُسْنَى ... الْْواحِدِ الْْمَولَى إِلَيهِ تُبْنا
وَالْْحَمدُ للهِ عَلَىَ الإِنعامِ ... حَمداً كَثيراً سائِرَ الأيَّامِ
ثُمَّ الْْصَّلاةُ والْْسَّلامُ تَترَى ... عَلَىَ الْْرَّسولِ ما رَأَينا الْْفجْرا
وَآلِهِ وَجُملَةِ الْْصَّحابَهْ ... ما أَودَقَتْ وسْطَ الْسَّما سَحابَهْ
وَسائِرِ الأسلافِ بِالإحْسانِ ... ما غَرَّدَ الْحَمامُ فَوقَ الْبَانِ
وَبَعدُ : فَالْعَقيدَةُ الْسَّوِيَّهْ ... وَما انطَوَتْ بِحُكمِهِ الْطَّوِيَّهْ
وَالْعِلمُ بِالأَسْماءِ وَالْصِّفاتِ ... وَما يَجوزُ عَزْوُهُ لِلذَّاتِ
مَباحِثٌ جَليلةٌ مُهِمَّهْ (1) ... وَفَهمُها مِمَّا يُفيدُ الأمَّهْ
قَد قيلَ عَنها زُبدَةُ الْرِّسالَهْ ... نَعرُفُ مِنها رَبَّنا وَما لَهْ
وَما يَجوزُ أو عَلَيهِ يَمتَنِعْ ... وَما بِهِ كَلامُ خَصْمٍ يَندَفِعْ
وَحَقُّهُ الَّذي لَهُ عَلَينا ... مِمَّا أَتَى الْنَّبِيْ بِهِ إِلَينا
لِذاكَ رُمتُ الْنَّظمَ لِلقَواعِدِ ... قَواعِدٍ مُثلَى لِكُلِّ ناقِدِ
قَد صاغَها الْشَّيخُ الإِمامُ نَثرَا ... وَصِغتُها - أَرجو الْثَّوابَ - شِعْرا
حَتَّى تَكُونَ سَهلَةً لِلطَّالِبِِ ... فِي حِفظِها وَهْوَ مِنَ الْمَطالِبِ
(( مُصَدِّراً لأَوَّلِ الْقَواعِدِ ... بِ(اعْلَمْ) لِتَدرِي الْبَدءَ بِالْقَواعِدِ ))
وَالْلهَ أَرجُو أَنْ يُتِمَّ الْنِّعْمَهْ ... وَأنْ يَقِيْنا شَرَّ كُلِّ نَقمَهْ
وَذَا أَوانُ الْبَدءِ فِي الْمَقصُودِ ... بِعَونِ رَبِّيْ الْقادِرِ الْمَعبُودِ
الْبابُ الأَوَّلُ : قَواعِد فِي أَسْماءِ الْلهِ تَعَالَى
وَتَحتُهُ : سَبعُ قَواعِد
1- الْقَاعِدَةُ الأُوْلَى
[ أَسماءُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ كُلِّهَا حُسْنَى
أَسْماءُ رِبِّي بالِغَاتُ الْحُسْنِ ... وَلا يُحاطُ قَدْرُها بِالْذِّهْنِ
وَذاكَ كَـ(الْحَيِّ الْقَديرِ الْقاهِرِ) ... فَإِسْمُهُ عَن كُلِّ نَقْصٍ قَد بَرِي
(حَياتُهُ) تَستَلزِمُ الْكَمَالاَ ... وَالْنَّومَ يُنْفَى عنهُ وَالْزَّوالاَ
كَذا (الْقَديرُ) قُدرَةً مَقرُونَهْ ... (( بِقَهرِهِ وَكُلُّ قَهْرٍ دُونَهْ ))
وَ(الْعِلمُ) مَوصُوفٌ بِهِ الْرَّحْمَنُ ... وَالْجَهْلُ يُنْفَى عَنهُ وَالْنِّسْيانُ
وَالاسْمُ إِنْ أَضَفتَهُ لِلآخَرِ ... يَزدادُ حُسناً فَوقَ حُسنِ الآخَرِ
2- الْقاعِدَةُ الْثَّانِيَةُ
[ أَسماءُ اللهِ أَعلامٌ وَأَوصافٌ (1) ]
(( أَسْماؤُهُ اِعْلَمْ كلُّها أَعْلامُ ... وَضِمْنُها صِفاتُهُ الْعِظامُ ))
(( وَهْيَ عَلَىَ الأَوَّلِ لِلتَّرادُفِ ... أَمَّا عَلَىَ الْثَّانِيْ فَلِلتَّخالُفِ ))
وَذاكَ نَصّاً جاءَنا وَعَقلا ... وَخالَفَ الْضُّلاّلُ هَذَا الأَصْلا
3- الْقاعِدَةُ الْثَّالِثَةُ
[ الأَسماءُ قَد تَدُلُّ عَلَى وَصفٍ مُتَعَدٍّ أَوْ غَيْرِ مُتَعَدٍّ ولِكُلٍّ خَصَائِصٌ (2) ]
وَاعْلَمْ بِأَنَّ الْوَصفَ إِنْ تَعَدَّى ... فِي الاسْمِ لِلرَّحْمَنِ عَزَّ جِدَّا
فَأَثبِتِ الاسمَ - تَعالَى الْلهُ - ... وَالْوصْفَ وَالْحُكمَ الْذي اقْتَضاهُ
مِثالُهُ : الْعَلِيمُ فَهْوَ الاسْمُ ... وَالْوَصفُ - إِنْ سَأَلْتَ - فَهْوَ الْعِلمُ
وَالْحُكمُ عِلمُ الْلهِ لِلأَشْياءِ ... فِي الأَرضِ أَوْ فِي الْجَوِّ وَالْسَّماءِ
وَإنْ يَكُ الاسْمُ الْكَريمُ لازِمَا ... فَالْوَصفَ أَثبِتْ بَعدَ الاسمِ جازِما
كَـ(الْحَيِّ) فَهْوَ إِسمُهُ تَعالَى ... كَذا (الْحَياةُ) وَصفُهُ كَمالا
4- الْقاعِدَةُ الْرَّابِعَةُ
[ دِلالَةُ الإَسماءِ عَلَى الذَّاتِ وَالصِّفاتِ تَكونُ بِالْمُطابَقَةِ والتَّضَمُّنِ والالْتِزامِ (1) ]
(( وَاعْلَمْ بِأَنَّ الاسمَ ذُو دَلالَهْ ... لِلذَّاتِ وَالْصِّفاتِ لا مَحالَهْ ))
(( مُطابِقاً ، وَإِنْ لِواحِدٍ قُصِدْ ... فَذا تَضَمُّنٌ فَخُذْ وَلا تَحِدْ ))
(( وَما عَلَىَ لازِمِهِ قَد دَلاَّ ... فَذا الْتِزامٌ قَد أَتَى مُجَلَّى ))
مِثالُ ما يَدِلُّ بِالْتَّطابُقِ ... لِلذَّاتِ وَالْصِّفاتِ : اسْمُ الْخالِقِ
لَكِنَّهُ يَدُلُّ بِالْتَّضَمُّنِ ... (( لِواحدٍ مِنها )) عَلَىَ الْتَّمَعُّنِ
وَدَلََّ لِلقُدرَةِ وَالْعِلمِ مَعا ... بِالالْتِزامِ فَافْهَمَنَّ وَاسْمَعا
وَالَّلازِمُ الْصَّحيحُ مِن وَحْيَيْهِ ... حَقٌّ مُرادٌ ثابِتٌ لَدَيهِ
5- الْقاعِدَةُ الْخامِسَةُ
[ أَسماءُ اللهِ تَوقِيفِيَّةٌ لا مَجالَ لِلعَقلِ فِيها (2) ]
وَاعلَمْ بِأَنَّها عَلَىَ الْتَّوقيفِ ... عَلَىَ نُصوصِ وَحيِنا الْشَّريفِ
فَالْعَقلُ لا يُثبِتُ شَيئاً مِنها ... بَل قاصِرٌ كُلََّ الْقصورِ عَنها
لا تَقْفُ شَيئاً لَيسَ فيهِ عِلمُ ... فَذاكَ إِثْمٌ واضِحٌ وَجُرمُ
6- الْقَاْعِدَةُ الْسَّادِسَةُ
[ أَسماؤُهُ عَزَّ وَجَلَّ غَيرُ مَحصورَةٍ بِعَدَدٍ مُعَيَّنٍ (3) ]
وَاعلَمْ بِأنَّها عَلَىَ الْمَشهورِ ... لَم تَنحَصِرْ بِالْعَدَدِ الْمَحصُورِ
دَليلُ ذاكَ ما بِهِ مِن رَيبِ ... ما استَأثَرَ الْلهُ بهِ مِن غَيبِ
كَما رَواهُ أَحمَد وَالْحَاكِمْ (1) ... مُصَحِّحاً وَالْكُلُّ ذُو مَكارِمْ
أَمَّا حَديثُ الْتِّسعِ وَالْتِّسعينِ (2) ... فَلا يُفيدُ الْحَصرَ بِالْيَقينِ
فَلا يُفيدُ الْحَصرَ لِلأَسماءِ ... بَل حَصرَ ما قَد خُصَّ بِالْجَزاءِ
نَظيرُهُ مِن الْمِثالِْ - فاعلَمِ - : ... عِندي لأَجلِ الْبَذلِ أَلفُ دِرْهَمِ
فَلَيسَ يَعنِي ذاكَ أَنِّي أَنفي ... عَن حَوْزَتِي ما زادَ فَوقَ الأَلفِ
7- الْقَاْعِدَةُ الْسَّابِعَةُ
[ الإِلحادُ فِي أَسماءِهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ هُوَ : الْمَيلُ بِها عَمَّا يَجِبُ فِيها (3) ]
(( وَاعلَمْ بِأَنَّ الْلَّحْدَ فِي الأَسماءِ ... مُحَرَّمٌ فَبِئسَ ذا مِن داءِ ))
(( وَمنهُ ما يَكونُ كُفراً ظاهِرا ... حَسْبَ الْدَّليلِ لا تُكنْ مُغامِرا ))
وَالله نَصّ قَولهُ عَلَيها ... ذَرُوا الَّذينَ يُلحِدونَ فِيها (1)
(( وَقَسَّموا الْلَّحدَ إِلَى أَنواعِ )) ... أَربَعَةٍ فاسْمَعْ بِقَلبٍ واعي
أَوَّلُها : الإنكارُ وَالْتَّعطيلُ ... لَها فَذاكَ باطِلٌ وَبيلُ
كَمَذهَبِ الْجَهمِيَّةِ الْمُعَطِّلهْ ... وَغَيرِهِمْ مِنَ الْفِئاتِ الْمُبطِلَهْ
وَالآخَرُ الْتَّمثيلُ وَالْتَّشبيهُ ... بِالْخَلقِ مِثلُ ما أَتَى الْسَّفيهُ
وَالْنَّصُّ جا مُنَزِّهاً لِلواحِدِ ... وَإنَّما الْتَّشبيهُ فِعلُ الْجاحِدِ
وَالْثَّالِثُ استِحداثُ اسمٍ زائِدِ ... للهِ دُونَ آيَةٍ أَو شاهِدِ
كَما تُسَمِّيهِ الْنَّصارى بِالأَبِ ... أَو أنْ يُسَمَّى عِلّةً لِلمَطلَبِ
وَالْرَّابِعُ اشتِقاقُ شَيءٍ مِنها ... لِغَيْرِهِ مِمَّن يَقِلُّ عَنها
مِثالُهُ : اشتِقاقُ اسمِ الْلاَّتِ ... مِنَ الإِلَهِ جَلََّ ذو الْصِّفاتِ
كَذَلِكَ اشتِقاقُ اسمِ الْعُزَّى ... مِنَ الْعَزيزِ جَلَّ وَاسْتَعَزَّا
البَابُ الثَّانِي : قَواعِدٌ فِي صِفاتِ اللهِ تَعالَى
وَتحتُهُ سَبعُ قَواعِد
8- الْقَاْعِدَةُ الأُولَى :
[ صِفاتُهُ عَزَّ وَجَلَّ كَامِلَةٌ لا نَقصَ فِيها بِوجهٍ مِنَ الوجوهِ (2) ]
صِفاتُهُ لا نَقْصَ فيها مُطلَقاً ... مِن أَيِّ وَجْهٍ فافهَمَنْ وَصَدِّقا
وَالْعَقلُ قامَ شاهِداً وَالْنَّصُّ ... فَلَيسَ فِي الْصِّفاتِ طُرّاً نَقصُ
وَالْفِطرَةُ الْسِّويَّةُ الْسَّليمَهْ ... دَلَّتْ عَلَىَ صِفاتِهِ الْعَظيمَهْ
فَواهِبُ الْكَمالِ - عَقلاً - أَولَى ... بِهِ تَعالْى رَبُّنا مِنْ مَولَى
وَهَل تُحِبُّ الْنَّفسُ إِلا مَنْ كَمُلْ ... وَمَنْ عَلَىَ كَمالِهِ الْدَّليلُ دَلْ
وَإِنْ تَكُ الْصِّفاتُ لِلكَمالِْ ... فِي حَالَةٍ تُفيدُ دُونَ حالِْ
فَحينَها لا بُدَّ مِن تَفصيلِ ... فيُثبَتُ الْكَمالُ للجَليلِ
وَالْنَّقصُ غَيرُ جائزٍ وَيُنْفَى ... وَلا يَصِحُّ لِلإلهِ وَصفَا
كَالْكَيدِ وَالْمَكرِ مَعَ الْخِداعِ ... فَهِذِهِ قَد أُثبِتَتْ لِداعِي
9- الْقَاْعِدَةُ الْثَّانِيَةُ :
[ بابُ الصِّفاتِ أَوسَعُ مِن بابِ الأَسماء (1) ]
(( وَاعلمْ بِأَنَّ الْوَصفَ للرَّحْمَنِ ... أَوسَعْ مِنَ الأَسماءِ بِالْبَيانِ ))
(( لأنَّ كُلَّ اسمٍ مُفيدٌ لِلصِّفَهْ ... وَالْعَكسُ لا ، فَكُنْ فَتىً ذا مَعرِفَهْ ))
(( لِكنْ عَلَىَ طَريقَةِ الإِخبارِ (2) ... أَجِزْهُ كالْمُنذِرِ مِنْ إِنذارِ ))
10- الْقَاْعِدَةُ الْثالْثة :
[ صِفاتُهُ عَزَّ وَجَلَّ ثُبُوتِيَّةٌ وَسِلبِيَّةٌ (3)
]
(( وَاعلمْ بِأَنَّ هَذِهِ الْصِّفاتِ ... تَجيءُ بالْنَّفي وَبِالإِثباتِ ))
(( أمَّا الْثُّبوتُ فَهْوَ كَـ(الْحَياةِ) ... وَالْنَّفْيُ مِثلُ الْنَّومِ وَالْمَماتِ ))
وَالْنَّفيُ يُقضَى حُكمُهُ بالْرَّدِّ ... مُستَلزِماً له كَمالَْ الْضِّدِّ
فالْظُّلمُ يُنفَى لاكتِمالِ الْعَدلِ ... وَلاكتِمالِْ الْعِلمِ نَفيُ الْجَهلِ
(( وَالْغالِبُ الْتَّفصيلُ في الإِثباتِ ... وَعَكسُهُ الْنَّفيُ لِما سَياتِي ))
(( لأنَّ ما أَثبتَهُ كَمالُ ... تَفصيلُهُ أَكمَلُ لا الإجمالُ ))
الْقَاْعِدَةُ الْرَّابِعَةُ
[ الصِّفاتُ الثّبوتِيَّةُ صِفاتُ مَدحٍ (1) ]
(( أمَّا الَّذي نَفاهُ فهْوَ نَقصُ ... تَفصيلُهُ سُخرِيَّةٌ وَنَقصُ ))
وَرُبَّما فُصِّلَ ذا عَن سَبَبِ ... (( كنَفيِ ما ادَّعاهُ أَهلُ الْكَذِبِ ))
أو دَفعِ وَهْمِ الْنَّقصِ عَن كَمالِهْ ... كَنَفيكَ اللُّغوبَ عَن فِعالْهْ
الْقَاْعِدَةُ الْخامِسَةُ :
[ الصِّفاتُ الثّبُوتِيَّةُ قِسمانٌ : ذَاتِيَّةٌ وَفِعلِيَّةٌ (2) ]
(( وَبعدُ فاعلَمْ أنَّ ذي الْصِّفاتِ ... صِفاتُ فِعلٍ أو صِفاتُ ذاتِ ))
(( فَالأوَّلُ الْمُختَصُّ بالْمَشيئَهْ ... كالاسْتِوا ، وَأثبِتَنْ مَجيئَهْ ))
(( وَالآخَرُ الَّلازِمُ للرَّبِّ فَلا ... يَنفَكُّ عنهُ أبَداً أو أزَلا ))
كالْسَّمعِ والإبصارِ والْيدينِ ... وَالْوجهِ وَالْعُلوِّ وَالْعَينَينِ
وَقَد تَجِيْ ذاتيَّةً فِعليَّهْ ... وَتِلكَ كَالْكلامِ حَسْبَ الْنيَّهْ
فبِاعتِبارِ أَصلِها ذاتيَّهْ ... وَمُفرداتُ قَولِهِ فِعليَّهْ
الْقَاْعِدَةُ الْسَّادِسَةُ
[ يَلزَمُ فِي ِِإثباتِ الصِّفاتِ تَركُ التَّمثيلِ وَالتَّكيِيفِ (1) ]
(( وَاعلَمْ لَدَى الإثباتِ أنَّهُ مُنِعْ ... شَيئانِ مَحذورانِ أَنصِتْ وَاستَمِعْ ))
الأوَّلُ : الْتَّمثيلُ بِالْعِبادِ ... وَذاكَ جُرمٌ بَيِّنُ الْفَسادِ
فَلَيسَ مِثلَ الْلهِ شَيءٌ فافهَمِ ... (( فِي ذاتهِ أو وَصفِهِ فلتَعلَمِ ))
وَالآخَرُ : الْتَّكييفُ وَهْوَ باطِلُ ... (( لأنَّهُ بِغَيرِ عِلمٍ حاصِلُ ))
إذْ كُلُّ طُرْقِ الْعِلمِ بِالْكَيفيَّهْ ... لِذاتِهِ مَجهولَةٌ مَنفِيَّهْ
(( وَاذكُرْ جَواباً لِلإمامِِ مالْكِ ... فإنَّهُ سَبيلُ كُلِّ سالِكِ ))
(( إِذ قالْ إنَّ الاستِوا لا يُجهَلُ ... مَعنىً وَلِكنْ كَيفُهُ لا يُعقَلُ ))
الْقَاْعِدَةُ الْسَّابِعَةُ
[ صِفاتُهُ عَزَّ وَجَلَّ تَوقِيفِيَّةٌ لا مَجالَ لِلعَقلِ فِيهَا (2) ]
(( وَاعلَمْ بِأَنَّ الأَصلَ فِي الْصِّفاتِ ... تَوقيفُها عَلَىَ ادِّراكِ الآتِي ))
إِمَّا بِتَصريحٍ كَوجهِ الْلهِ ... (( أَوْ يَدِهِ أَو عِزَّةِ الإِلهِ ))
أو كَونها قَد ضُمِّنَتْ فِي الاسمِ ... كالْوَصفِ بالْحَياةِ أو بالْعِلمِ
أو صَرَّحَ الْمَولَى لَها بالْفِعلِ ... كَالْمَسْكِ ، أو مَجيئِهِ للفَصلِ
البَابُ الثَّالِثُ : قَواعِد فِي أَدِلَّةِ الأَسماءِ وَالْصِّفاتِ
وَتَحتُهُ أَربَعُ قَواعِد
الْقَاْعِدَةُ الأُولَى :
[ تُثبَتُ الأَسماءُ وَ الصِّفاتُ بِالكِتابِ وَالسُّنَّةِ (3)
]
أَدِلَّةُ الْصِّفاتِ وَالأسماءِ ... نُصوصُ وَحْيَيْنا بلا امتِراءِ
(( فما أتى بالْنَّفيِ فيهما اِنفِهِ ... وَإنْ أتى الإثباتُ قَطعاً خُذْ بهِ ))
أمَّا الَّذي لم يأتِ بالْدَّليلِ ... فإنَّهُ يَحتاجُ للتَّفصيلِ
فيُقبَلُ الْمَعنى الْصحيحُ الْكامِلُ ... وَينتَفي الْمَعنى الْسَّقيمُ الْباطلُ
(( لِكنَّما اللَّفظُ يَكونُ مُوقَفا ... هذا هُوَ الْحَقُّ فَدَعْ عَنكَ الْجَفا ))
مِثالُ ذاكَ : ما يُقالُ فِي الْجِهَهْ ... لأيِّ مَعنىً مِنهُما مُوَجَّهَهْ
فإنْ أرَدتَ الْسُّفلَ فهْوَ باطِلُ ... وَإنْ أرَدتَ الْفَوقَ فَهْوَ كامِلُ
الْقَاْعِدَةُ الْثَّانِيةُ :
[ تُجرَى نُصوصُ الوَحيَينِ عَلى ظَاهِرهِما (1) ]
(( وَاعلَمْ بأنَّ الأصلَ في الأدلةِ ... أنْ يُؤخَذَ الْظَّاهرُ دونَ علَّةِ ))
وَلَم يُرَدْ مِنها خِلافُ الْظَّاهرِ ... إذ لَو أُريدَ بُيِّنَتْ للنَّاظِرِ
الْقَاْعِدَةُ الْثالْثةُ :
[ ظَواهِرُ النّصوصِ : مَعلومَةٌ لَنا بِاعتِبارٍ ، وَمَجهولَةٌ باعتِبارٍ آخَرٍ (2) ]
(( وَاعلَمْ بأنَّ هذهِ الأدِلَّةِ ... مَعلومَةُ الْمَعنى سِوى الْكَيفيَّةِ ))
فالْلهُ أوحَى وَحيَهُ الْمُبينا ... عَلَىَ لِسانٍ واضِحٍ لَدَينا
وَلَم يُخاطِبْنا بِما لا يُفهَمُ ... بَل قَولُهُ فَصْلٌ مُبِيْنٌ يُعْلَمُ
فَنَفهَمُ الْمَعنى الْمُرادَ مِنها ... وَالْكَيفَ لا نَعلَمُهُ وَالْكُنْها
لِذاكَ كانَ الأمرُ بالْتَّفَكُّرِ ... فِي الْوحيِ وَالْتَّدقيقِ وَالْتَّدبُّرِ
وَلا يَكونُ ذلكَ الْتأمُّلُ ... إِلا لشَيءٍ مُمكِنٍ فيُعقَلُ
وَمِن هُنا فمَذهَبُ الأسلافِ ... مُستَخلَصٌ مِنَ الْمَعِين الْصَّافِي
وَمَذهَبُ الْتَّفويضِ بِئسَ الْمَذهبُ ... وَلَيسَ لِلأسلافِ جَزماً يُنسَبُ
بَل قَولُهُمْ في ذاكَ : (( فَهمُ الْمَعنَى ... مِن غَيرِ تَكييفٍ كَما بُيَّنَّا ))
الْقَاْعِدَةُ الْرَّابِعَةُ
[ ظَاهِرُ النَّصِّ : الْمُتبادِرُ لِلذِّهنِ ؛ واختِلافُهُ بِحَسَبِ السِّياقِ وَالإِضافَةِ (1) ]
(( وَاعلَمْ بِأنََّ الْظَّاهرَ : الْمُبتَدرُ ... مِنَ الْمَعانِي ، فَهْوَ حَقٌّ يُؤثَرُ ))
وَذاكَ حَسْبَ الْوَضعِ فِي الْسِّياقِ ... وَما أتَى فِي الْسَّبقِ وَالْلِّحاقِ
فالْلَّفظُ قَد يُفيدُ مَعنىً تارَهْ ... وَقَد يُفيدُ غَيْرَهُ فِي تارَه
كَلَفظِ (قَريَةٍ) أَتى للسَّاكِنِ ... بِها ، كَما قَد جاءَ للمَساكِنِ
فاقرَأْهُما فِي سُورَةِ الإسراءِ ... وَالْعنكبوتِ يا أخا الْوَفاءِ
خاتِمَةٌ .
[font="traditional arabic"][b]



وقد قال الشيخ سلطان في مقدمته أنَّهُ عرضَ النَّظمَ بعد وفاة الشيخ العثيمين - رحمه الله - على تلميذِه الشَّيخ الدكتور : سليمان أبا الخيل حفظه الله تعالى . فحُقَّ لمثلِ هذا النَّظم أن يُنشَر . وقد جعل الناظم زيادات الشيخ العثيمين بَينَ أقواسٍ ، قال المؤلف في مقدمته ( صَفحَة : 3 ) : ( حرصتُ أن يكون نظمي لكتابه مختصراً سهلاً حتى ينفعَ الله به كما نفع بأصلِه . وزاد رونق المنظومة و بهاءها تلك الأبيات المضيئة والزِّيادات المليحة من نظم الشيخ رحمه الله ، حيث أعارها وقتاً من وقته ، ونظر فيها وأضاف وحذف ، فلله درّه وعليه أجره ، وجمعنا به في رحمته ، وقد جعلتُ ما زادَهُ الشيخ بين قوسين مميّزاً له عن غيره )

أبو محمد تمرت مصطفى 26 Sep 2017 03:26 PM

أرجو من إخواني في المنتدى إدا وجدو أي خطأ ان ينبهوني . بارك الله فيكم


الساعة الآن 11:19 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013