منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   حُسنُ المُحاضَرَة في نقدِ المُناظرة (مناقشة مراد قرازة فيما نقله في روايته العجيبة). (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=24576)

أبو معاذ محمد مرابط 06 Nov 2019 05:51 PM

حُسنُ المُحاضَرَة في نقدِ المُناظرة (مناقشة مراد قرازة فيما نقله في روايته العجيبة).
 
<بسملة1>

حُسنُ المُحاضَرَة في نقدِ المُناظرة
(مناقشة مراد قرازة فيما نقله في روايته العجيبة)

الحمد لله وصلّى الله وبارك وسلّم على رسول الله نبيّنا محمد وعلى آله الطيبين وصحابته المنتخبين ومن اقتفى آثارهم إلى يوم والدّين، أمّا بعد:
فقد بعثَ لي بعض المُحبّين «رواية خيالية» -فيما أحسب- كتبَها متمرّسٌ في علوم الخيال أقصد «مراد قرازة» وصفَهَا وسمّاها بـ: «مناظرة بين سلفيّ وصعفوق»، والذي جعلني أميل إلى اعتبارها من نسج خيال الرجل عدّة قرائن منها: ما عُلم من نفسيّة الرجل! وهي حقيقة ليس هذا وقت توضيحها لأنّها معلومة معروفة عند العارفين بهذا الكاتب لاسيما أبناء منطقتِه! وقرينة أخرى: أسلوب الخطاب وطريقة النقاش! فكلّ ما حوته هذه المناظرة تذكّرنا بنفسيّة مراد قرازة.
والحاصل: أنّ نقد ما جاء في هذه المناظرة -سواء كانت ثابتة أم موضوعة- هو المقصود من كتابتي هذه، ولا أخفي القارئ بأن الذي حملني على منح جزء من وقتي من أجل الرد عليه هو ما ظهر في زوايا هذه المناظرة من بلادة وجهل! فتحيّنتُها فرصة لأظهرَ مستوى القوم! فهي من الغنائم الباردة التي تساق للرجل من غير أن يتعب على تحصيلها، وهي واحدة من ورطات شيوخ التفريق التي ينبغي أن يؤلّف فيها مؤلّف بعنوان: «ورطات السادة»، ويُضم إليه كلّ ما كتبه الأتباع بغرض تخليص شيوخهم ومنهجهم ثم عاد عليهم وعلى شيوخهم بالويلات المضحكات! أسأل الله أن يجنبّنا مهازل التفريق وبلادة المفرقين.

بسم الله أبدأ

بتاريخ: «08 / 03 / 1441 هـ الموافق لـ 05 / 11 / 2019 نصراني» نشرَ مراد قرازة في منتدى «المطّة» الذي يُشرف عليه لزهر سنيقرة مقالا بعنوان: «مناظرة بين سلفيّ وصعفوق».
نجمةجاء فيه من قوله: «فهذه قصة حقيقية حدثت لأحد الإخوة السلفين يوم الأربعاء 03 ربيع الأول 1441 هـ الموافق لـ 30 أكتوبر 2019 ن».
قلت: عادةً يُقدّم المتّحدث بهذا الكلام أقصد: هذه حقيقة وهذا خبر حقيقي في الأخبار المُبهرة التي تُحير العقول، فيُقال هذا الكلام حتى لا يتجرّأ الناس على تكذيب راويها، أمّا ما نقله هذا المُمثّل البارع فهو جزء من الحياة اليومية التي يعيشها الناس في هذه الفتنة، فلا يعدو أن يكون نقاشا طبيعيا بين مختلفين! نعم قد نحتاج إلى هذه المقدمة لو أنّ هذا النقاش وقع بين هذا المفرّق وبين رأس من رؤوس السنّة كالشيخ عبد الغني مثلا! بل حدث وتكلم بلداء التفريق عن مناظرتهم للشيخ ربيع وانتصارهم عليه ومع ذلك لم يقدموا بهذه المقدمات! فقرازة لم يأت بالشيء الجديد! ثم لو ثبت أنّ خصمه رجع عن منهجه في تلك المناظرة وخضع لحجج المفرق وأعلن توبته لكان مقبولا جدّا أن ينبهر بهذا الإنجاز!
وهنا أقول: هذه قرينة أخرى تقربني من القول: بأن هذه المناظرة إمّا مكذوبة وإما أن يكون قرازة أحد أطرافها! وهذا الذي جعل الرجل يعتقد بأن ما قام به مع هذا الشاب يعتبر إنجازا باهرا، لأنه اعتاد على الاختباء والاختفاء والفرار من مناقشة الرجال! فلم يصدّق بأنه قابل شابا صغيرا يقيم في حيّ جامعي فناظره وظهر له ببلادته أنه غلبه وانتصر عليه، فكانت القصة في نظر هذا المسكين بطولة خارقة ينبغي نقشها في دفاتر التاريخ! وما هي في الحقيقة إلاّ «خرافة قرازة»!
نجمةقال: «وفيها والله حجج قاطعة، وبراهين ساطعة، ننقلها لإخواننا عسى أن تكون فيها ذكرى لمدّكر، وعبرة لمعتبر، فيثبّت الله بها على أهل الحق قلوبهم، ويرد بها من اتّعظ من أهل الباطل عن غيّهم وعدوانهم».
قلت: أراد ابن هادي أن يصيح في الأمة ليخيفها فلوَى الربيع عنقه وأدّبه بأسئلة لم يجب عنها إلى هذه الساعة! وتكلّم فركوس وفُجع النّاس بصوتِه! وكتبَ «قحطاني باب الواد = أنا همّكم» فوجد نفسه بين المخالب العمرونية والأنياب الحمودية فبقي عالقا بها إلى يومنا هذا! أمّا لزهر فقد رقص بكلّ رقصات البشر فلم تعجب الناس واحدة منها! فأيّ حجج قاطعة نطقتْ بها هذه الشخصية الوهمية ولم تُوفّق إليها قيادة التفريق؟! طيب لننظُر في هذه الحجج!
نجمةقال: «فقد سافر هذا الأخ من بلدته إلى إحدى المدن لقضاء عمل خاص، وسكن بغرفة لأحد معارفه بالحيّ الجامعي، فإذا بشريكه فيها صعفوق ممن يطعن بالعلماء، وينتقص أقدارهم، ويرفع نفسه إلى منازلهم!!».
قلت: هل يجوز شرعا أن تَبيتَ -عفوا- أن يبيتَ هذا السلفي في غرفة خصّصتها الدولة لطلبة الجامعة؟! أفتِنا يا قرازة! وهل خلت الغرف من أتباع الدكتور حتى تضطر إلى المبيت مع صعفوق؟! وهنا فضيلة من فضائل الرجال سقتَها بنفسك وأنت لا تشعر: فهذا الرجل لم يطردك ولم يفكر في سؤال المشايخ عن السماح لك في المبيت معه! أدري أنّك تذكّرتَ الآن كما تذكرتُ أنا واقعة البطل جمعة عندما أمر أتباعه بإخراج الشاب من غرفتهم! هل لاحظت الفرق؟! أكيد لاحظت.
نجمةقال: «سكن الأخ معه يوما واحدا، أكرمه فيه غاية الإكرام، وأحسن إليه ما استطاع من إحسان».
قلت: المفرقة طينة واحدة وشكل واحد! فالمنّ والأذى سيمة بارزة فيهم، وإلا ما دخل إكرامك يا قرازة –عفوا- إكرام صاحبك؟! وما مناسبته في هذه المناظرة؟! ثم لا أدري ما هو نوع هذا الإكرام هل أكرمته بالمشويات والفواكه والمال! أم بِقَرورة ماء؟! لكنيّ أستدرك قائلا: ربّما يكون هذا الشاب الذي تصفه بالصعفوق هو من أكرمك! فإن كان هذا الاحتمال هو الراجح فهي منقبة من مناقب خصومكم! فالرجل بالغ في إكرامك وأحسن إليك وقد كافأته الآن وكتبت عنه هذه المهزلة! المُهم اتركنا نواصل القراءة...
نجمةقال: «وحينما علم الصعفوق أن جليسه سلفي حاول إقناعه بمذهبه الرديء».
قلت: وكأنه يتكلّم عن صوفي غارق أو رافضي مارد، أو جهميّ كافر! فهو يذكر الصعفوق في مقابل «السلفي» ثم يأتي هؤلاء الأوغاد ويقولون بكل صلافة نحن لم نبدّعكم! فما أكذبكم وما أسرع فضيحتكم.
نجمةقال: «فتقرّب منه وسأله عن حديث "البيّنة على المدّعي"، فأجابه الأخ بما يعلمه من شروح العلماء للحديث».
قلت: هنا بداية ظهور الثغرات في هذه الرواية القرازية، ولنتخيل جميعا كيف شرع هذا الصعوفق في مناقشة السلفي أولا بالدنوّ منه! وثانيا بسؤاله عن الحديث! فلو صدقنا هذه الرواية لما صدقنا أن بدايتها كانت على هذا النحو! يا قرازة رجاءً أخرج لنا ما سلخته من بداية الرواية! لأن نصّ روايتك تفيد بأن الشاب سأل صاحبك سؤال مستفيدٍ عن شرح الحديث فأجابه هذا العالم بشروحات العلماء!
نجمةقال: «ففاجأه الصعفوق بالسؤال: ولمَ لم يأتِ فركوس بدليل على جرحه لجماعة الإصلاح، رغم أنّ عبد الخالق أقسمَ على براءته من إحدى التّهم؟!».
قلت: إن ثبتت هذه الرواية ففيها أدلة كثيرة تُقنعنا بأن مناظرك صغير في السن لا يحسن المناظرة لذلك تجرأت عليه، وفي هذه الفقرة أعقب عليه لا عليك وأقول لك في مكانه: ليس الشيخ عبد الخالق فقط من أقسم بالله على براءته! بل سبقه ولحقه فئام من الناس وعلى رأسهم المشايخ والطلبة عز الدين ورضا وعبد الغني وعثمان وحمودة ومرابط وغيرهم كثير! منهم من كذّبه ومنهم من دعاه إلى المباهلة! وشيخك الدكتور لم يجب إلى هذه الساعة! وكيف يجيبهم وهو يتبرّأ ممّن ينقل عنه! كما فعل في واقعة بلاط!
يا قرازة لقد توقّف حماركم عند عقبة القبة! فهذه القضايا متعلقة بروايات شيخك فهو المعني بها وبتكذيبها وأنتم مهما كتبتم وانتصرتم فلن تغيروا شيئا في الموضوع لأن الأمر محصور بين المدّعي والمدعى عليه! وليس متعلقا بمسائل منهجية ألِفتم الخوض فيها!
وتقريبا للفكرة: اخرج يا قرازة بكل رجولة وتحدث في مكان الدكتور وأخبرنا هل رواية بلاط ثابتة عنه أم لا؟! وهل صدق في قوله عن الشيخ عز الدين أنه لايزال يلتقي بعبد المالك أم لا؟! بل تفضل وخفّف على شيخك واستجب إلى دعوات المباهلة التي طولب بها وباهل في مكانه، وقابل الرجال! هل فهمت الآن مقصودي؟! كفاكم تضييعا لأوقاتكم.
نجمةقال: «فأجابه السلفي: إن البيّنة في القضاء شاهدا عدل، وأمّا في الرواية (والجرح من فروعها)، فالبيّنة هي رواية العدل الثقة، وقبول خبر الواحد مسألة معلومة!!».
قلت: جَهلتَ فخلّطت، كابرتَ فحرَّفت! يا قرازة – إن لم تكن واضع المناظرة فأنت مقرّها- لهذا أقول لك: هل يفهم من كلامك بأنّ الشهادة لا تصح ولا تصلح إلاّ عند القاضي؟! أم تريد أن تقنعنا بأن أحكام شيوخك هي من قبيل التجريح المتعلق بالرواية وليس بالشهادة في القضاء؟! فأحلى الجوابين مرّ كمرارة منهجكم! لكنّي أجيبك على الاحتمالين:
أمّا الأول: بما أنّ شرط الشهادة وشرط قبولها متعلق بإدلائها عند القاضي فما بالكم طربتم لشهادات النمّامين منذ بداية الفتنة؟!
أما الثاني: فإن كنت تقصد بأنّ أحكام شيوخكم هي تجريحات وليست شهادات بمعنى أنها تقبل لأنهم ثقات أثبات ليسوا بحاجة إلى تأييد شاهد! فأسألك حينها: لماذا ورّط شيوخكم المغفّلين من الأتباع فسارعوا إلى تسجيل شهاداتهم! ولماذا جعلتم هذه الشهادات الآثمة من جملة الأدلة التي جرّحتم بها شيوخ السنة؟!
يا قرازة تلفّ وتدور لأنّك ربما وقفت على تشديد الفقهاء في كتب الشهادة وما وُضع في هذا الباب من شروط عظيمة منها ألاّ يكون الشاهد خصما للمشهود عليهم وهي من المسائل المجمع عليها! نعم أدركتَ بأنّكم خُذلتم في هذه الجزئية فأردتَ صرف الأنظار إلى الرواية لما علم من التسهيل فيها مقارنة بالشهادة في الخصومات وهي حماقة لا تستغرب منك! لأنّ التسهيل في الرواية هو في مقابل الشهادة أما الرواية في حدّ ذاتها فهي من أصعب المسائل التي شدّد فيها الأئمة كذلك، وسيأتي لاحقا المزيد من التفصيل.
نجمةقال: «فقال السلفي: أنا أحفظ من النخبة -وهي من أصغر كتب الحديث- قول الحافظ "والجرح مقدّم على التعديل إن صدر مُبيّنا من عالم بأسبابه"، فهذه شروطه، أن يكون الجرح من ثقة عالم بأسباب الجرح، فإن عارضه تعديل اشترط بيان أسبابه».
قلت: قصّتكم لا تنتهي مع الجرأة على العلم والتخوّض فيه بالباطل! إن كنت ناقلا للقصة يا مراد فتلك مصيبة وإن كنت صاحبها فالمصيبة أعظم! أخبرني بربّك: ما معنى قول الحافظ: إن صدرَ مُبيّنًا؟! كيف أغفلته وتكلمت فقط على العالم بأسبابه! إنه الهوى الذي يطوّح بصاحبه إلى هوّة الكذب على الله والافتراء على أئمة الإسلام وتحريف مسائل الدين! يا رجل: الحافظ تكلم عن الجرح وعن الجارح! فالجارح لابد أن يكون عالما بأسبابه! وجرحه لابد أن يكون مفسرا وقد عبر عنه الحافظ بقوله: «مٌبيّنا» وتفسيره: مفسّرا! هل وقفت الآن على جريمتك؟! ثم هل تحفظ كلام الحافظ فعلا؟ إن كنت صادقا فلماذا لم تنقل تتمّة الكلام؟! وفيه: «فإن خلا عن تعديل قبل مجملاً على المختار».
وشرحه: فإن خلا «أي: الجرح» من تعديل «للمجروح» قُبِل «الجرح» مجملاً «من غير تفسير» على المختار «من الأقوال».
وحتى لا أظلمك أقول: ربّما اختلط عليك كلام الحافظ فسُقت شطره الأول وأنت تريد شطره الثاني! وهو في الحقيقية ترجيح ضعيف جدا لأن الشطر الثاني لا يسعفك في إقامة حجتك لأنّ فيه شرط خلوّ الجرح من تعديل حتى يقبل مجملا! وأنت تعرف أن خصومكم عدّلهم أئمة الشأن قبل وبعد جرحكم! بل أكثر من ذلك فقد وقف حامل الراية على تجريحكم وانتقده ونخله نخلا، فشرط تقديم الجرح المفسر منتفي في قضيتنا لأن إمام الشأن وقف على مطاعنكم -سواء كانت مفسرة أم لا- وردّها وأكّد تعديل أولئك الشرفاء وبيّن أسباب تعديله.
نجمةقال: «ثم سأله الأخ السلفي: ماذا تدرس بالجامعة؟ قال الصعفوق: علوم الحديث، فسأله الأخ: فهل قرأت من قبل كتابا للجرح والتعديل؟ قال الصعفوق: نعم، قرأت كذا وكذا، فقال الأخ السلفي: فهل وجدت فيها من كلام عن البيّنة والدّليل وما تدندن عنه؟! قال الصعفوق: لا».
قلت: أوّلا: هي في الحقيقة طُرفة قرازيّة رائعة! صعفوق = الذي يدخل السوق من غير مال، ومع ذلك يدرس علوم الحديث! وأين؟ في الجامعة؟!
ثانيا: إن كانت القصّة حقيقية وكنت صادقا في نقلها فهو دليل آخر أنك ناقشت واحدا من ضعاف الناس لذلك لا تفرح بمناظرتك هذه أيها التعيس! وإنما يجوز لك الفرح يوم أن تجابه أستاذ العقيدة الشيخ خالد فضيل –حفظه الله- الذي أوجعك بعصى التأديب ولقنك درسا في مهمات العقيدة! ومنذ أن كشف جهلك لم تحرك ساكنا، واختفيت في كهوف الظلام حتى خرجت اليوم تتبجح بمناظرة صغار القوم وضعافهم.
يا قرازة اعلم بأن التكافؤ في المواجهة شرط النزال الشريف! ولا يعرف هذا إلا الرجال، ففكّر جيدا في هذا الموضوع وتدبر فيه مليا.
ثالثا: ما أخطر كلامك وما أوجعه على فؤاد الغيور! هل تعلم أيها المتطاول بأنك تهزّ ثقة الأمة بكتب الجرح والتعديل؟! وقد تكون كلمتك هذه سببا في ردّة أقوام وبُعدِ آخرين عن هذا الدّين! كتبُ الجرح والتعديل يا قرازة التي حفظ الله بها الإسلام، وعلم هذا حتى أعداء الملّة تأتي اليوم تقدّمها قربانًا لنصرة أسيادك وتزعم بأنها لم ترتكز على الأدلّة والبراهين، ولم تعتمد على البينات؟! هل تعي ما تقول أم هي نشوة التقديس جعلتك تعرك الكلام عركًا من غير إدراك لعواقبه.
أيّها الخائض تأمّل: إنّ علماء الجرح والتعديل انطلقوا من قواعد مبنية على الأدلة والبراهين الشرعية مثلهم مثل باقي العلماء في مختلف الفنون، وإنما يجهل أمثالك مآخذهم وقواعدهم التي ما وضعت إلا لردّ الباطل وبيان خطأ المخطئين، يقول شيخ الإسلام رحمه الله في «رفع الملام 7»: «وللعلماء بالرجال وأحوالهم في ذلك من الإجماع والاختلاف مثل ما لغيرهم من سائر أهل العلم في علومهم».
يا قرازة ويا من تطاولت على هذا الشاب وخدعته بمزاعمك العريضة وصورت نفسك بأنك صاحب حجّة: هل صحيح أنك قرأت ونظرت في كتب الجرح والتعديل ولم تجد فيها ذكرا للبيّنة والدليل؟! هل كل الرواة الذي ضمّهم أئمة الشأن كتبهم اتفقوا على الحكم عليهم؟! طبعا لا! فهل كان خلافهم وردودهم وتجريحاتهم مبنية على أدلة أم على أهوائهم؟! حاشاهم أيها المتطاول.
يقول ابن حبّان رحمه الله في «كتاب المجروحين 1/358»: «نذكر فيه كل شيخ اختلف فيه أئمتنا ممن ضعفه بعضهم ووثقه البعض ونذكر السبب الداعي لهم إلى ذلك ونحتج لكل واحد منهم ونذكر الصواب فيه لئلا نطلق على مسلم الجرح بغير علم لا يقال فيه أكثر مما فيه إن قضى الله ذلك وشاءه»، قلت: ما أهون منزلة علماء الحديث في قلبك يا رجل!
قال الذهبي في ترجمة «إبراهيم الصنعاني» كما في «ميزان الاعتدال 1/ 163»: «قال الدارقطني: كذاب، قلت: من مصائبه عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن حجاج، عن مكحول، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: «من خاف على نفسه النار فليرابط على الساحل أربعين يوما»، وقال ابن عدي: حدثنا ابن قتيبة العسقلاني، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن همام، أنبأنا أبو عبيدة الحداد، عن حميد، عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً: «صلاة على كور العمامة يعدل ثوابها عند الله غزوة في سبيل الله»، وله عن عمه، عن الثوري، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً: «الضيافة على أهل الوبر، وليست على أهل المدر»، فهذه الأشياء من وضع هذا المدبر».
قلت: كان بوسع الذهبي رحمه الله أن ينقل ويثبت حكم الدارقطني ويكتفي بذلك، لكنّه برهن على صحة قوله ودلّل عليه بشيء من مصائب الرواي! وما نقلته عن الذهبي يعتبر قطرة من بحر الحجج الباهرة والبينات النيّرة التي حوتها كتب الجرح والتعديل والتي نفاها صاحبنا المتهوّك الذي جهل أعراف الجهابذة في مصنفاتهم بل قال بنقيضها، وأخشى ما نخشاه أن يفضي بهم استخفافهم إلى الوقيعة في علماء الجرح والتعديل والطعن في أحكامهم وركوب موجة منتقصيهم وتبنّي أقوالهم! كقول قائلهم: إن علماء الجرح يسقطون الرواة بما لا جرح فيه! وقولهم: علماء الحديث أهل غيبة وبهتان، وغيرها من شبه القوم! فاحذر أيها الجاني.
حقيقة صادمة لقرازة: اعلم يا رجل أنّه يكفي في بيان أمانة علماء الجرح والتعديل أنّهم نصّوا -قولا واحدا- على أنّ الجارح لابد أن يكون عالما بأسباب الجرح بعيدا عن التحامل وهذا الصِنف من العلماء الذين تحقّقت فيهم هذه الشروط هم من جعل الله لهم القبول وانتشرت تصانيفهم، وهي الشروط التي لم تتحقق في شيخك فركوس! فكفّ عنا عبثك وخلطك، فشيخك ليس من علماء الجرح والتعديل، وليس مشهودا له في هذا المضمار حتى تقحمه معهم.
نجمةقال: «ولكنّهم يذكرون تفسير الجرح!! فقال السلفي: وهل تعرف معنى قولهم جرح مفسر؟ قال الصعفوق: نعم! قال السلفي: فهل قولهم: فلان كذاب وفلان كثير المخالفة جرح مفسر أم لا؟ قال الصعفوق: مفسر، قال السلفي: فهل احتاجوا فيه إلى ذكر شهودهم وبيّناتهم؟! قال: لا فقال السلفي: وهل قول الشيخ أن جماعة الإصلاح ركبوا التمييع مفسر أو مبهم؟! فطأطأ الصعفوق رأسه وقال: بل مفسر!! قال الأخ السلفي: قد اعترفت أن كلام الشيخ فيهم حق، وحكمت عليه بنفسك فتب إلى الله وعد إلى رشدك!».
قلت: يظهر من هذه الفقرة أن صاحب المناظرة يتقصد المخالفة! فالرجل يقول له: لكنهم يذكرون تفسير الجرح! وكان عليه أن يجيب بنعم أم لا! لكنه ذهب به بعيدا وقفز به إلى مسألة أخرى وهي: معنى الجرح المفسّر! وليته ذكر معناه كما ذكره أهل الفنّ! وهنا ثغرة أخرى تؤكد وضع المناظرة أو أن صاحبها هو قرازة لأنّه اختزلها اختزالا حتى يظهر كما هو واضح من نصّ روايته أنّه صاحب حجة! لأن المتأمّل فيها يعتقد لأول وهلة أن الشاب المسكين جلس بين يدي شرطي مُحقّق فبقي يسأله والآخر يجيب!
أقول: قرازة سأله هل تعرف الجرح المفسر فأجب الشاب: نعم! فالمتوقع والمنتظر أن يقول قرازة: ما هو الجرح المفسر إذن؟! لكنه لم يفعل وسأله: هل قولهم: فلان كذاب وفلان كثير المخالفة جرح مفسر أم لا؟
والحاصل: أن قرازة لو أجابه وقال: نعم ذكروا تفسير الجرح! لكان جوابه كافيا في هدم دعواه الأولى بأن كتب الجرح لم ترد فيها البينات والأدلة! لذلك راوغَه وولجَ بسرعة إلى مسألة أخرى وهي: قول العالم فلان كذاب هل يعتبر جرحا مفسرا أم لا؟! ولو أنصف قرازة لذكر وتذكّر الرواة الذين اتُّهموا بالكذب وذُكّرت أدلة تكذيبهم! وعلى سبيل المثال قول ابن الجوزي رحمه الله في ترجمة إبراهيم الكوفي كما في «الضعفاء والمتروكين 1/30» حيث قال: «قال أبو حاتم الرازي: هو كذّاب روى أحاديث في مثالب معاوية فمزقنا ما كتبنا عنه»، فهذه هي المسألة التي كان ينبغي عليك أن تجيب الأخ عنها أما من اتّهم بالكذب من غير بيان لبرهان كذبه فهي مسألة يعرفها صغار الطلبة وهي راجعة إلى تفصيل الحافظ.
لكن هنا ورطة كبيرة: فقد اعتبرتَ الجرح «بالكذب» جرحا مفسّرا في حدّ ذاته من غير بيان لدليله فلماذا طالبتم خصومكم بإثبات الأدلة على كذب شيوخكم؟! وعلى رأسهم محمد بن هادي؟! طيب يا قرازة رضينا بهذه القسمة! فقول العلامة الربيع عن شيخكم بأنّه كذاب هو جرح مفسر! فخذوا به واصمتوا، وكذلك رمي شيخنا الفاضل عبد الغني لجمعة ولزهر بالكذب هو جرح مفسر فخذه واقنع به! فلله العجب متى تقتنع أنت وخلانك بأنّكم أدخلتم شيوخكم في دوّامة كبيرة بمثل هذه الكتابات الهزيلة؟! يا قرازة أقول لك كما قلتَ أنت للشاب: «قد اعترفت أنّ كلام الشيخ فيهم حق، وحكمت عليه بنفسك فتب إلى الله وعد إلى رشدك!».
والحاصل: أنّ أئمّة الشأن اشترطوا في قبول جرح الجارح غير المفسر أن يكون من أهل الشأن ومن العارفين بأسباب الجرح! وشيخك الدكتور لا نقول بأنّه ليس من المتمرسين في هذا الفن فحسب! بل ثبت بالأدلة القاطعة أنه من أبعد الخلق عن معرفة أغواره ومن أجهلهم بمسائله، كيف وقد شهد على هذا حامل اللواء!
نجمةقال: «فقال الصعفوق: ولكن جماعة الإصلاح قد تابوا من كثير ممّا ذكرتم عنهم! قال السلفي: وهذا منك اعتراف ثان أنهم قد أخطؤوا في مسائل كثيرة، فلم يتوبوا إلاّ بعد ذنب، وهو يهدم ما زعمت قبل من أن كلام الشيخ فيهم كان بغير دليل أصلا! فلو فرضنا صحة مذهبكم في الجرح، وهو اشتراط البيّنة -خلافا لأئمة الحديث- فهذا منك إقرار ثاني».
قلت: ما أغباك يا رجل؟! وهل ناقشناكم في عصمة المشايخ؟! إنّك تدير حوارا وهميا وتسرد فيه ما يحلو لك من كلام وإلاّ متى وأين قلنا بأن المشايخ ليست لهم أخطاء حتى تقول: وهذا اعتراف منك؟! يا رجل لقد بحّت أصوات العلماء منذ بداية الفتنة وهم يطالبونكم بالجلوس ومناقشة الأخطاء، ونفس الشيء فعل خصومكم! فكل من ناقشكم في هذه الأحدث ناقشكم في طريقة تعاملكم مع الأخطاء وليس في ثبوتها، وهل هي أخطاء تسقط أصحابها؟! تظن يا مغفل أنه يكفي في أسقاط السلفي أن يثبت خطؤه؟! ما عرفتَ السلفية إن كنت فعلا تفكر بهذا التفكير! والعجيب أنك في مواجهة هذا الشباب عجزتَ عن بيان كذب توبتِهم كما تدّعون في النّت! وعجزت كذلك عن سرد المسائل التي لم يتوبوا منها.
نجمةقال قرازة: «فلو فرضنا صحة مذهبكم في الجرح، وهو اشتراط البيّنة -خلافا لأئمة الحديث- فهذا منك إقرار ثاني».
قلت: هذه الفقرة تعتبر عندي أصرح وأوضح عبارة كتبها الرجل في هذه المناظرة تدينه وتدين شيوخه وتؤكد منهج هؤلاء الحقيقي! فالرجل يعتقد فعلا بأن مذهب أهل الحديث هو تجريح الناس بلا بيّنة! وعكسه هو مذهب الصعافقة!
فخذ من معين شيخك يا بطل: فقد قال الدكتور فركوس كما في فتواه «685»: «هذا، ولا ينبغي أن يُفهم أنّ قاعدة: «الجَرْحُ مُقَدَّمٌ عَلَى التَّعْدِيلِ» على إطلاقها، بحيث تردُّ قاعدة: «كَلاَمُ الأَقْرَانِ فِي بَعْضٍ يُطْوَى وَلاَ يُرْوَى»؛ لأنَّ الصحيح أنه إذا لم تدلَّ على جَرحه بيِّنةٌ عادلةٌ بقيتْ عدالتُهُ قائمةً خاصّةً إذا كَثُرَ مادحوه، وقلَّ جارحوه».
قلت: ها هو شيخك يتكلّم عن البيّنة في معرض حديثه عن الجرح؟! فما أنت قائل؟! هل خالف شيخك منهج أهل الحديث أم أنكّ خالفت كما خالف هو ما كنتم تعرفون؟! اللهم ثبّتنا على دينك حتى نلقاك.
نجمةقال: «فأراد الصعفوق أن يتهرّب من الإلزام وبدأ يخرج عن الموضوع، فاشترط السلفي ألا يتكلّم كلمة أخرى حتّى يعترف له بخطأيه .... فلم يجد الصعفوق بدّا من الاعتراف».
قلت: لو ذكرت لنا كيف أراد التهرّب وكيف بدأ يخرج! بمعنى: انقل لنا كلامه الذي أراد أن يتخلص به من الأسد الهصور قرازة! حتى ننظر وينظر العقلاء هل حقا هو تهرّب أم إفحام! وما ذكرته من اعترافه يحتمل جدا أنه طاوعكَ وسلّم لك جدلا لتكمل معه الحوار لأنك ظهرت -بنص روايتك- أنّك أنت من أراد التهرّب بشرطك التعجيزي «ألا يتكلّم كلمة أخرى حتّى يعترف له بخطأيه»!
ثم هب أنك أفحمته ودفعته إلى الاعتراف ألا تُعتبر هذه فضيلة من فضائله وأنّه اعترف بالخطأ فلماذا تتهكّم باعترافه؟! نعم! لا يُستغرب هذا من قوم فاقوا الحدّادية في خسّتهم!
نجمةقال: «قال السلفي: عندما قرأت التراجم في كتب الجرح، هل وجدت العلماء متفقين في الجرح والتعديل؟ قال الصعفوق: لا، قال السلفي: فهل كل من الجارح والمعدّل لنفس الشخص على حق؟ قال الصعفوق: لا، بل أحدهما مصيب والآخر مخطئ! قال السلفي: فماذا نقول عن المخطئ؟! قال الصعفوق: من أصاب له أجران ومن أخطأ فله أجر واحد، قال السلفي: ونحفظ كرامته ونعرف له قدره وووو، قال الصعفوق: نعم، قال السلفي: لو فرضنا أنّ الشيخ أخطأ في جرحه لهم كما تزعمون، فهل حفظتم كرامته وفضله؟! وهل قلتم أنّه مأجور؟ فبهت الصعفوق، فقال السلفي: فهذه ثالثة».
قلت: مضحك أنت يا قرازة عندما تحاول عبثا إدخال شيخك قهرا في طبقة الجارحين ومرتبة العارفين بفن الردود والنقد، وتصرّ على ضمّه في قائمة العالمين بمسائل المنهج والدعوة! يا قرازة أخبرني: هل بإمكانك أن تواجه لزهر وتقول له: يا شيخنا لزهر لقد اجتهد العلامة ربيع وحكم على ابن هادي بأنّه حاد الله ورسوله وأنّ الشيخ فوّاز المدخلي أعلم منه فلماذا طالبته بالتوبة ولم تعتبرها من مسائل الخلاف التي يجوز فيها الاجتهاد وأنّ المخطئ له الأجر؟!
أخبرني يا الشّاوي: هل تستطيع فعل هذا؟! وهل تقدر على قول كلمة حق لشيخك جمعة وتقول له: يا قحطاني باب الواد الشيخ ربيع مجتهد وقد اجتهد في جرحك فعيب أن تقول عنه بأنه: يُلقّن، هل تقوى على هذا يا مراد؟! لا أشك طرفة عين بأن هدَّ الجبال أسهل عليك من مجرد التفكير في هذه المواقف التي لا يقوى عليها إلاّ فحول السنة.
نجمةقال: «ثم قال الصعفوق: ولكن لمشايخكم أيضا طوام، فهم يبيعون كتب المبتدعة ويزكونهم ويطبعون كتبهم! فقال السلفي: متى فعلوا ذلك؟! قال الصعفوق: من عقود وهم يفعلونها، قال السلفي: هذا منك اعتراف أن جماعتك مميّعة، فقد داهنوا من يبيع كتب اهل البدع ويزكيهم، ويحقق كتبهم عقودا طويلة!! فبهت الصعفوق وحاول أن يزعم أنّهم نصحوا الشيخ لزهر، فسأله الأخ: فهل نصحوا للشيخين الآخرين وغيرهما؟! قال الصعفوق: لا، قال السلفي: فهذه رابعة».
قلت: بمكر كبير استطعت يا مراد أن تتهرّب من الموضوع الذي أرَّقَكُم وأتبعكم وهو موضوع «بيع كتب أهل البدع»! لأنكم عجزتم عن نصرة شيخكم بما قام في نفوسكم من أدلة تؤكد هذه الحقيقية!
أمّا قولك: «وحاولَ أن يزعم أنّهم نصحوا الشيخ لزهر» فهو قول يثبت مرة أخرى أنّك اختصرت المناظرة اختصارا مخلّا جائرا، فلو أنصفت لذكرتَ لنا محاولته!
أما قولك: «فهل نصحوا للشيخين» فهو دليل على تخبطكم! فأنتم أول من قال بأن النصيحة ليست شرطا قبل التحذير! ثم أخبرني من ينصح من؟! هل الجارح الذي شرع في خصومته المفتعلة أم المجروح الذي سعى في رفع الظلم عن نفسه وطالب الجارح بالجلوس للمناقشة؟! هل تلوم المشايخ وأنت تعلم أن جمعة جعل لهم شروطا تعجيزية حتى لا يقابلهم؟! ومع ذلك فقد أثبتَ المشايخ والطلبة أنهم نصحوا أسيادك في كل ما انتُقد عليهم! وإذا كنت محبًّا للحق فاقبَل مواجهتي واجلس معي لتفهم! وإن أبيت فهناك من صغار الشباب من يقدر على مناقشتك في هذا الباب، ويثبتوا لك أن المشايخ نصحوا أسيادك قبل هذه الفتنة.
نجمةقال: «ثم سأله السلفي: ماهي أشهر صفاتنا عندكم؟! فأجاب الصعفوق بكل لؤم: أنتم مفرّقة، فقال السلفي: هذا أيضا منك اعتراف أنّنا من فارقناكم، وأنّكم مصرّون على التمييع معنا رغم كلّ ما تزعمونه عنّا من جرائم، فبهت الصعفوق وبدأ بالخوض بلا زمام! فمما قال: لكن أخطاءكم كثيرة جدا، ومنها الجديد ووووو».
قلت: «فبدأ بالخوض بلا زمام»! أكرِم القارئ يا قرازة وتفضّل عليه بنصّ كلام الأخ واتركه يحكم بنفسه وينظر هل كلام مناظرك يُعتبر من الخوض بلا زمام أم لا؟! آه يا قرازة أتعبك الفراغ فقرّرت أن تُزيل عنك الغبار بهذه المعركة الوهمية ثم نشرتها بكل تهوّر حتى يذكر اسمك! ويُقال صاحب حجة يتكلّم فيُطأطئ خصمه رأسه، ويقول الكلمة فيُبهت مُناظره ولا يجد ما يقول! ويتحدّث فيُضطر مناقشُه إلى الاعتراف! ما أجمل هذه الرواية يا دُون كِشوت المفرقة!
لطيفة: قال قرازة: «فأجاب الصعفوق بكل لؤم أنتم مفرّقة»! قلت: وقال قرازة بكل صدق وإيمان وإخلاص: صعفوق!
نجمةقال: «قال السلفي: هل تستطيع حصر جميع ما تكلم عنه أتباع جماعة الاصلاح من مسائل؟! وهل عندك الوقت والجهد والعلم لتحكم في جميع ما ذكر في فتنتكم هذه من مسائل؟! إن أهل الأهواء قاطبة قد سلكوا منهجا واحدا، وهو إثارة الفروع وتطويلها وتكثيرها، كل ذلك ليعمّوا على أصل بدعهم، وهذا سبب إعراضنا عن كلامهم وشبههم، وتهميشنا لهم، واشتغالنا بما ينفعنا، وقد بيّنت لك أصل المسألة، وحصرتها لك في نقاط فاحفظها، وتدبرها فلن تجد أحسن مما ذكر لك شفاء لفتنتك والله الموفق».
قلت: هذه الفقرة تعتبر صرخة حزن وألمٍ خرجت من هذا الرجل وهو لا يشعر! فمن شدة فواجع شيوخه ومن كثرة أخطائهم، أراد أن يوهم نفسه قبل خصمه بأن كل ما نقل عنهم هي من فروع المسائل وليس من أصولها! وأن ذكرها لا يغني الخصوم شيئا! يا رجل ربما أنت صادق فيما تقول لذلك لا بأس بأن أذكرك ببعضها، ولنترك القارئ يحكم بنفسه عليها هل هي من الفروع أو من الأصول:
1- بطانة فركوس تؤثر عليه وفيها صعاليك «لزهر».
2- بلاط أعطى المشايخ أموالا «فركوس».
3- العلامة ربيع وقع في كبيرة وعليه أن يتوب «لزهر».
4- العلامة عبيد عنده أخطاء في العقيدة «فركوس».
5- والله ما أفتيت بحرق كتب الطلبة «جمعة».
6- الجلوس مع الحجوري الطاعن في العلماء «فركوس».
7- لقاء بن حنفية في وليمة حلبي «فركوس».
8- الثناء على حاج عيسى «فركوس».
9- العبث بتراث الأمة «جمعة رياضة المتعلمين».
10- احتواء ابن عطايا «الثلاثي».
11- تسجيل المشايخ والطلبة من غير إذن وبتر كلامهم «لزهر وجيجيك».
12- الجلوس مع عدة فلاحي والخارجي بدر الدين مناصرة. «فركوس».
13- الثناء على ابن حنفية واعتباره من مشايخ الغرب «لزهر».
14- الكذب على الشيخ عبد الغني وأنه زار الحلبي «جمعة».
15- كشف مجموعة من المبرقعين «شوشار أنموجا».
16- الافتراء على الناس «قول الشيخ رضا براهش أنموذجا».
17- فبركة المكالمات والمحادثات «العلامة الفوزان ومحادثة الشيخ دهاس».
18- دفاع المنحرفين عن شيوخ التفريق كما فعل نور الدين المالكي في مقاله: دفاعا عن الشيخين فركوس ولزهر! وفيه اتهم الشيخ ربيعا بالخرف.
19- التهكّم بزوجات المشايخ كما في حادثة الحذاء «لزهر»!
20- قذف الأبرياء ورميهم بالفواقر ... كما يفعل جمعة ولزهر في الخفاء.
فهل هذه من فروع المسائل أيها البليد الجاهل؟! مع العلم بأنّني قادر على أن أسرد أضعافها وبأدلتها وحججها.
نجمةقال: «ثمّ إن الصعفوق عاد بعد ساعات، وأخذ يتصرف بعدائية تجاه الأخ السلفي، فعلم الأخ أن صاحبه قد أخذته العزة، وأنّه أخذ الأمور بمحمل شخصي، وأن الشيطان قد نفث فيه أنه غلب وهزم وأن عليه الانتقام والردّ، فقام إليه السلفي فوعظه وذكّره الاخرة، وأرشده إلى الدعاء والصلاة والابتهال، وحاول إقناعه أن لا فضل له عليه، إنما هي أمور معلومة للاثنين لم يزد أن ذكّره بها، وطلب منه اعادة البحث في جميع النقاط ليعرف الحق بنفسه ولا تكن لأحد عليه المنّة فيه، وغير ذلك من حسن الكلام عسى أن يشرح الله صدر الصعفوق للحق! لكن الصعفوق ازداد غيضه، ونفخ فيه شيطانه، فما كان من الأخ إلا أن حزم أمتعته واستأذن صاحبه في تغيير الغرفة، ودعا له بخير... وكان آخر كلامه أن ذكره بما ألزمه به من مسائل، ودعاه إلى تدبرها وذكره الله وانصرف.... والصعفوق في كل ذلك لا يزيد على شتمه بالمفرقة والمقدسين للشيخ وغيرها من نعوت الشر والله المستعان! ثم إن صاحبنا سأل نفسه هل بقي للصعفوق عليه من حق؟! فتذكر الدعاء، فخصص له من دعاء السحر ما شاء الله، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم».
قلت: لابد أن تُختم هذه الرواية بهذه النتيجة وإلاّ ما بقي لها أي معنى! فبدايتها إحسان إلى الصعفوق وختامها صبر ودعاء! ما أجمل هذا المُفرّق وما أطيبه! لكن للأسف يُعكّر عليها ما شاهدناه وسمعناه في الواقع المشاهد من ضرب وسب وتكفير وطرد وبصق وسرقة وحرق! نعم يا قرازة حقيقتكم ظهرت في الشارع أما ما رويته مما وقع لك بين الجدران فللأسف لم تجد عليها ولو شاهدا واحدا يرويها عنك ويؤكدها للناس! لكنّي أصارحك: عندي إحساس كبير بأنك ستُفضح ويكتشف الناس كذبك!
نجمةتنبيه: بعدما أنهيتُ كتابة المقال وأوشكتُ على رفعه تبيّن لي بما لا يترك مجالا للشك بأنّ المُناظِر هو مراد قرازة! تأكّد عندي الخبر بأدلّة واضحة منها: تعليق صاحبه «نمّام أمّ البواقي» نبيل باهي على مناظرته في «المطّة» حيث قال: «جزى الله خيرا الناقل والمناظر مراد خير الجزاء وأوفاه»!
فبكلّ صدق أقول: لم يكن بالنسبة لي هذا الخبر صادما ولا مستغربا، وإنما يتعجّب منه من كان يحسن الظن به بعدما رأى رؤوس التفريق يقدمونه ويثنون عليه، نعم! هذا هو مستوى دكتور المستقبل، وهذا مبلغه من فهم مسائل المنهج التي خاض فيها وتكلم فيها وهو من أجهل الخلق بأوضح مسائلها،
نجمةوختاما: بعد ظهور المالك الشرعيّ لهذه الرواية اللقيطة أقول له:
أوّلا: ما هو شرطك في قبول المناظرة؟! هل شرطك أن يكون الصعفوق شابا صغيرا حتى يتسنّى لك استعراض جهلك وحمقك؟! إن كان هذا هو شرطك فحواليك من رجال باتنة وأم البواقي من هو مستعد لزيارتك في بيتك إن أنت تشجّعت وقبلت مناظرته! بشرط التسجيل!
ثانيا: لعلّ من أسباب إبهام اسمك أنّك خشيت أن يكذبك كل من يعرفك! فنفسيتك الغضوبة المضطربة يعرفها كل الناس، لذلك أظهرت نفسك في روايتك في ثوب الصابر المحتسب الأديب! ولا أدري لعلّ مناظِرك سيخرج ويكتب حقيقة ما جرى بينه وبينك!
ثالثا: تذكّر يا مراد ما قلته في هذه المناظرة والتزم به! أو تب إلى الله وارجع عن افترائك وكذبك وجهلك، والزَم حدّك ولا تلج مرة أخرى في معارك تعرف جيدا نتائجها، ولا يفوتني أن أقول بأنّ الشيء الذي ربّما يحسب لك هي فطنتك عندما لم تذكر اسمك! لعلمك بأنّ هذه المناظرة لو كانت من المفاخر لما تأخرت عن تَبنِّيها! لكنّها ولدت مشوّهة فلم تجرأ على نسبتِها إليك! لأنّك دكتور المستقبل وشيخ التفريق في منطقتك وليس مثلك من يذهب ليبيت في غرفة مع شاب وينزل مستواه ليناظره في هذه المسائل التي بقيتَ ردحا من الزمن مختفيا هاربا لا تقابل القريب الحبيب فضلا عن العدو البعيد! أسأل الله أن يهدي قلبك وأن يرزقك الإخلاص وحسن الاتباع، والحمد لله رب العالمين.

كتبه:
أبو معاذ محمد مرابط
08 / 03 /1441 هـ
الموافق لـ 05 / 11 / 2019 نصراني
الجزائر العاصمة

أبو عبد الله بلال أمقران 06 Nov 2019 07:53 PM

- أفحمته و أتلفته و مسحت به الأرض و تركته حائرا و لكن الذي يُحيرني ماذا يوجد في عقولهم و هل هم حقا يعتقدون ما يقولون أم يكذبون على أنفسهم و على من حولهم يا مُفرقة الشر إن لنا عقولا نُفكر بها و منهجا سلفيا معصوما و علماء جهابذة نُقادا كبارا أ ننخدع بترهاتكم و كذبكم و تدليسكم و تلبيسكم خاصة بعد ظهور الأدلة الساطعة التي فضحت و بينت سبب مُفارقتكم و تهميشكم للسلفيين فبارك الله فيك أيها المُرابط و جعلك أسدا مُجاهدا للفرقة الأخس من الحدادية

عمر رحلي 06 Nov 2019 08:09 PM

لست أدري هل أشكر قرازة _دميم الخلق الذي اشتكى منه حتى بعض المصعفقة_ الذي كان سببا في خروج هذه المساجلة أم أشكر المجاهد المرابط على مايدخله من سرور على إخوانه المظلومين!

أبو عبد الرحمن العكرمي 06 Nov 2019 08:20 PM

أعجبني قولك : مضحك أنت يا قرازة !!
بل سخيف أنت يا قرازة

قرازة الآن يجتر جعجعات فالح الحربي كما هي ، لا لشيء إلا لينصر بها شيوخه الذي نالتهم يوما سياط فالح بنفس هذه الشبهة السمجة السخيفة ، حينما زعم فالح يومها أن قوله عن فلان : مميع ، يعتبر جرحا مفسرا تماما كقول الأئمة فلان جهمي أو رافضي!!

ورغم ذلك فقد ذهب زغله مع من ذهب ، وهوى على أمّ رأسه ولم ينفعه تقعره بدعوى التفريق بين الأسماء والأحكام ، والجرح والشهادة وهلمّ جهلاً.

بوركت أخي الحبيب مرابط ، و والله إني لأدعو الله لك
وفقك الله وحفظ أنفاسك

يونس بوحمادو 06 Nov 2019 08:35 PM

بارك الله فيك شيخ محمد مرابط وجزاك الله خير الجزاء.
والله جن جنون المفرقة؛ بعد الشعارات والرسومات، لجأوا إلى هذه الروايات والمسرحيات، صار كل شيء رخيصا في سبيل نصرة شيوخهم؛
الاستخفاف بعلماء الجرح والتعديل، وإظهارهم في صورة الظلمة المتكلمين بالتشهي بغير دليل ولا حجة.
التلفيق ورواية أحداث من نسج خيال ضيق مريض.
تصوير المفرق في صورة الحريص التقي النقي، واسع الخاطر، وهو عكس الواقع؛ فهم من أضيق الناس نفسا، وأجبنهم، وأكذبهم في هذه الفتنة الهوجاء.

طارق بن صغير 06 Nov 2019 08:42 PM

جزاك الله خيرا شيخ محمد وبارك فيك و نفع بك

محمد أمين أبو عاصم الأرهاطي 06 Nov 2019 08:50 PM

جزاك الله خير الجزاء وأوفاه شيخنا أبا معاذ.
الحقيقة أن هذا «المناظر»(حالة شاذة)،فما عهدنا منهم إلا الفرار...وبالمناسبة أذكر واقعة وقعت لي شخصيا،في جامعة خروبة في الطابق الثاني عند مدخل [مصلحة الماستر]،مع مفرق يسمى (جمال)من تيزي وزو،صاحب ماستر في علوم الحديث،-والله أعلم-كان يحضر لمسابقة الدكتوراه،وقد كان يعرفني ويظهر الود والمحبة لي،لما رآني عانقني وتبادلنا أطراف الحديث،وما هي إلا لحظات حتى أدرك أني لست على منهج المفرقين،فدار بيننا كلام هذا ملخصه:
مما قلته له:من هو إمام الجرح في هذا العصر؟
قال:الشيخ ربيع
قلت:ماهي حجتك في ردّ احكامه؟
قال:البطانة
قلت:ماذا تفعل البطانة؟
قال:تحجب عنه الحقائق.
قلت:طيب،هل جمعة يعلم هذه الحقائق؟
قال:أكيد،فهو من أعلم الناس بمشايخ الإحتواء.
قلت:لقد قابل جمعةُ ربيعا،وقال له الربيع بأن المآخذ التي عليكم أكبر من التي على الطرف الآخر،فلماذا لم يواجهه بالحقائق التي يعلمها؟،ما عمل البطانة هنا؟
قال:كنت احترمك،لكن مادمت مخالفا الشيخ فركوس صدقني ستتغير معاملتي لك!
وانصرف ولم يكلمني إلى يوم الناس هذا.
ليتهم يقبلون النقاش كالرجال،فوالله إن الفطرة تأبى منهجهم العفن،وأما ظلمهم للعلم وقواعد المنهج،فحدث ولا حرج
هداهم الله.

أبو الزبير خيرالدين الرباطي 06 Nov 2019 09:07 PM

المرابط جزاه الله خيرا،لم يترك للمفرقة متنفس،يطاردهم وهم هاربون،ويدعوهم للمناظرة وهم يفرون،ويطالبهم بالأدلة والبينات وهم ناكلون،فما أحسن أثر المرابط علينا،فقد نصح ووجّه،وردّ وأوضح،بارك الله فيه.

مختار حرير 06 Nov 2019 09:23 PM

جزاك الله خير الجزاء أيها المرابط على ثغور أهل السنة، ثم إن من عرف قرازة ونفسيته علم أن القصة خيالية نسجها مراد من مخيلته ليروح بها عن ما أصاب نفسيته جراء الفضائح المتتالية؛ ففر مراد من الواقع إلى الخيال.
وللمفرقة أقول هنيئاً لكم خرافة مراد وهنيئاً لنا (حسن المحاضرة)

أبو أنس فاتح خليل 06 Nov 2019 09:25 PM

لله درك يا مرابط وجزاك عنا خير الجزاء

فريد ويحدادن 06 Nov 2019 10:00 PM

بارك الله فيك أيها المرابط و رحم الله الناقد البصير العلامة عبيد الجابري الذي شبه قواعد المفرقة بقوعد الرافضة، إذ القارىء لهذه المناظرة المزعومة يجد تشابها عجيبا بينها و بين كتاب المراجعات للرافضة، و كأن كاتبها واحد. و رحم الله حامل لواء الجرح والتعديل الذي شبهكم بالحدادية، فكم تعب فالح لتمرير قاعدته الباطلة أن المجرح غير مطالب ببيان أدلة تجريحه، و اليوم أحيا المفرقة هذه القاعدة الحدادية على لسان قرازة.
و لأتباع التفريق نقول بين أيديكم كنز ثمين و مناظرة فاصلة للأسد الوهمي قرازة فهلم إلى المناظرة نحن بانتظاركم. و لقرازة نقول حسبك جهلا اعتبارك كتاب النخبة أنه من أصغر كتب الحديث.

أبو معاذ صالح الجزائري 06 Nov 2019 10:04 PM

لقد فحمته فحما جزاك الله خيرا.

محسن سلاطنية 06 Nov 2019 10:05 PM

لله درك أيها المرابط لقد أدبت هذا الغر الجاهل وجدعت أنفه.
ولقرازة أقول مسكين أنت يا قرازة إن كنت تعتقد أن هذا الهراء يُعدُّ مقالا وردا
!! ، ومسكين أنت يالزهر- الكذاب- إن كنت تتكثر بمثل هذا القرازة! أهؤلاء هم جنودك وأبواقك ياكذاب ؟!!تعس التابع والمتبوع.

كريم بنايرية 06 Nov 2019 10:05 PM

والعجيب أن القوم يدافعون عن محمد بن هادي وقد قذف في بيت الله بصوته وحكم عليه القضاة بالجلد!!!
ثم تجدهم يريدون ترسيخ جرح شيوخهم باختراع القواعد والتلاعب بعلوم الحديث.. اعماهم التعصب وحب الظهور فخاضوا فيما لا يحسنون وصاروا أضحوكة زمانهم بحق.

فاتح بن دلاج 06 Nov 2019 10:23 PM

جزاك الله خيرا أيها المرابط وبارك فيك وجعلك غصة في حلوق المفرقة أهل التقديس والتعصب الأعمى لاأكثرهم الله .
يبدو أن قرازة متأثر بطريقة الأخ الفاضل عبد الحكيم حفناوي في سلسلته الماتعة "تقريب الحقائق" ولكن مع الفارق . لو كان يعقل هذا المتهور ماتجرأ على كتابة هذه المسرحية التي أظهرت جهله بمسائل المنهج لكنها الفواجع التي فضحت شيوخهم جعلته ينتصر لهم بمثل هذه الكتابات الهزيلة التي لا تنطلي الا على المغفلين الذين معهم فنحن و الحمد لله مع الأكابر من لهم باع طويل في هذا الفن "الجرح والتعديل " وقد قالوا كلمتهم في فتنة المفرقة وحذروا من رؤوسها . فأقول لقرازة و من معه من الأبواق "هذا الميدان ياحميدان" فقد دعاكم الأسود للمناظرة بشرط التسجيل فهل من مجيب؟


الساعة الآن 10:28 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013