قصيدة في رحيل الشيخ رضا بوشامة عن حي زواغي مع حمد الله على بقاء الشيخ عبد المجيد جمعة حفظهم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم. هذه قصيدة جادت بها قريحة أحد الأحبة بزواغي، كتبها أيام علمه برحيل الشيخ أبي عبد الباري رضا بوشامة -حفظه الله- مما يعني العام الماضي، أرجو أن لا يضره نشرها -مع عدم التصريح باسمه-. فيقول مخاطبا الشيخ: سَهْمٌ رَحِيلُكَ نَافِذٌ في المقْتَلِ --- ورحِيلُكم نَبَأٌ لمنْ لم يَرحَلِ وهَذِهِ زَفَرَاتُ مَن قَد قُضقِضَتْ --- مِنْهُ الضُّلُوعُ فَكُلُّ دَمْعٍ مُسْبَلِ لَـمَّا نُمِي خَبَرٌ إلَينَا فَلَوْ تَرَى --- لَيْلِي هَجَعْتُ بِحَسْرَةٍ وَتَمَلْمُلِ بَكَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَا --- وَالحَيُّ يَرْثِي شَيْخَهُ كَالْمُثْكَلِ والاِخْوَةُ الفُضَلَا تَبَلْبَلَ أَمْرُهُمْ --- فَمُحَيَّرٌ بَيْنَ البَقَا فِي الْمَنْزِلِ أوْ أنَّ هِمَّتَهُ اللَّحَاقُ بِشَيْخِهِ --- كالْمُستَهَامِ بِكُل رَقمٍ أَوَّلِ. عَسَلُ البَقَاءِ بِدرسِكم يَا شَيخَنا --- فَإِذا ذَهَبتَ فَإِنَّهُ مِن حَنظَلِ فَدَرْسُكُم ُيَا شَيْخُ أَحْلَى مِنَ الجَنَى --- وأَبْهَى مِنَ الرَّوضِ النَّظِيرِ الأَمثَلِ لَكِنَّنَا بِرَحِيلِكُم قَد أَوْحَشَت --- مِنَّا الرُّبُوعُ وكُلُّ بَابٍ مُقْفَلِ أَبْنَاؤُكُمْ يَا شَيْخُ يَحْتَاجُونَكُمْ --- هَلَّا بَقِيتَ إِذَا جَهِلْنَا لِنَسْأَلِ وَوُجُودُكُمْ يَا شَيْخُ طَوْدٌ شَامِخٌ --- يَعْلُو فَيَفْصِمُ كُلَّ قَوْلٍ مُبْطِلِ مِنْ مَعْشَرٍ فَخِرَ الأَمِيرُ بِعَجْزِهِمْ --- سُمُّ القُلُوبِ مِنَ الطِّرَازِ الأَجْهَلِ وَمِثَالُهُمْ يَا شَيْخُ مَنْ قَد أُطْلِقَتْ --- عَنْهُ القُيُودُ فَكُلُّهُمْ كَالْمُعْتَلِي هِرٌّ وَضِيعٌ نُفِّخَتْ أَوْدَاجُهُ --- فَيَخَالُ نَفْسُهُ كَالسِّبَاعِ الكُمَّلِ وَإِذَا سَأَلْتَ عَنِ الدِّرَاسَةِ بَعْدَكُمْ --- أَعْنِي بِهِ عِلْمَ الحَدِيثِ الأَمْثَلِ فَلْتَذْكُرُوا أَنَّ الذِي أَحْيَاهُ مِن --- بَعدِ الْمَواتِ بِأرْضِنا وَلْتَسْأَلِ دَرْسَ الحَدِيثِ بِنُخْبَةٍ أَوْ بَاعِثٍ --- بَعَثَ الرُّكُودَ لِإِخْوَةٍ وَلْتَسْأَلِ عِلَل الحَدِيثِ مَعَ اصْطِلاَحٍ أَوْ تَرَى --- تَحْلِيلَهُ كَالأُسْطُوَانِ الأَجْمَلِ فَقَدِ اسْتَحَالَ إِلَى فُتُورٍ بَعْدَكُمْ --- فَكَأَنَّنَا فِي سَيْرِنَا كَمُعَلَّلِ وَالحَمْدُ للهِ الذِي أَبْقَى لَنَا --- شَيْخًا أَمِينًا فِي جَمِيعِ مُؤَمَّلِ بَحْرَ العُلُومِ أُصُولَهُ وَفُرُوعَهُ --- عَبْدَ المَجِيدِ إِذَا جَهِلْنَا فَنَسْأَلِ وَاسْمَعْ إِلَى نَظْمٍ بَدِيعٍ مُحْكَمٍ --- وَاللهَ أَرْجُو أَنْ تَجِي فِي الأَوَّلِ مِنْ هَؤُلَاءِ القَوْمِ؛ لَا يَشْقَى بِهِمْ --- أَحَدٌ كَأَتْبَاعِ النَّبِيِّ المُرْسَلِ جَزَى اللهُ أصْحَابَ الحَدِيثِ مَثُوبَةً --- وَبَوَّاهُمُ فِي الخُلْدِ أَعْلَى مَنَازِلِ فَلَوْلَا اعْتِنَاهُمْ بِالحَدِيثِ وَحِفْظِهِ --- وَنَفْيِهِمُ عَنهُ ضُروبَ الأَبَاطِلِ وَإِنفَاقِهِم أَعمَارَهُم في طِلَابِه --- وَبَحثِهِمُو عَنهُ بِجِدٍّ مُوَاصِلِ لَمَا كَان يَدْرِي مَن غَدَا مُتَفَقِّهًا --- صَحِيحَ حَدِيثٍ مِن سَقِيمٍ وَبَاطِلِ وَلَمْ يَسْتَبِنْ مَا كَانَ في الذِّكْرِ مُجْمَلًا --- ولم يَدْرِ فَرْضًا مِن عُمُومِ النَّوَافِلِ لَقَدْ بَذَلُوا فِيهِ نُفُوسًا نَفِيسَةً --- وَبَاعُوا بِحَظٍّ عَاجِلٍ كُلَّ آجِلِ فَحُبُّهُمُو فَرْضٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ --- وَلَيْسَ يُعَادِيهِمْ سِوَى كُلُّ جَاهِلِ وشيخنا من أهل الحديث والقرآن إن شاء الله تعالى. هذا وأرجو أن تنال القصيدة إعجابكم، وإن كان بها خلل في النظم فجل من لا يخطأ، وأرجو أن لا نعاتب على العواطف الجياشة، فلا يشعر بجمرة الفراق إلا من اكتوى بها والله المستعان. وهذا الذي إخاله لسان حال ومقال كل زواغيٍّ أدرك الشيخ وجلس بين يديه فالحمد لله على فضله وامتنانه ونسأله المزيد من خيره وإحسانه |
كفاك في فضل أهل العلم أن رفعوا ... من أجله درجات فوق غيرهم
ومن أروع ما دار وأسرع ما سار مجيء الشيخ أبي عبد الباري رضا بوشامة حفظه الله العام الماضي ليحاضرة في دورة ابن أبي زيد القيرواني الثالثة سنة 1433هـ في تلكم الدار، فرحب به أبناؤه ومحبوه واحتفوا به وابتهجوا بمقدمه ، وقد قال شاعرهم في الترحيب به: سَلَامُ قَوْمٍ حَدْوُهُمْ شَوْقٌ لَكُمْ --- كَيُّ النَّوَى فَضِيلَةٌ فِي حُبِّكُمْ وَالشَّوْقُ فَاحَ مِسْكُهُ وَحَلَّ فِي ---- مَجِيئِكُمْ وَوَعْدُكُمْ دَوْمًا وَفِي شُيُوخُنَا قَدْ لَاحَ مِنْهُمْ عِلْمُهُمْ ---- بَدْرُ الدُّجَى قَدِ اكْتَمَلْ وَشَمْسُهُمْ وَالجَمْعُ أَضْحَى بَاسِمًا مُسْتَبْشِرَا ---- بَعْدَ الإِيَاسِ مِنْ لِقَا قَدْ سُطِّرَا رَحِيلُكُمْ قَدْ أَدْمَعَ العُيُونَ مِنْ ---- كَمْدِ الفِرَاقِ هَاجَ بَعْدَمَا دُفِنْ وَغَابَ عَنَّا ذِكْرُ مَالِكٍ كَذَا ---- الشَّافِعِيْ وَأَحْمَدٍ لَهُ حَذَا زُهْرِيُّهُمْ وَالحَاكِمُ المـُسْتَدْرِكُ ---- بَغْدَادِهِمْ لِلْحِبْرِ دَوْمًا مُسْبِكُ جُزِيتَ خَيْرًا شَيْخَنَا عَلَى العَنَا ---- وَشَوْقُنَا لَكُمْ وَضَى مِثْلُ السَّنَا أَرِّخه "غِمْرٌ قَاصِبٌ" أَحَبَّكُمْ ---- لِمَقْدَمٍ لَنَا عَلَى لِقَا لَكُمْ. فأجاب الشيخ أبو شامة: أَهْلاً وَسَهْلاً بِالذِينَ أُحِبُّهُمْ ... وَأَوَدُّهُمْ فِي اللهِ ذِي الآلاَءِ أَهْلاً بِقَوْمٍ صَالِحِينَ أُولِي تُقَى ... غُرِّ الوُجُوهِ وَزَيْنِ كُلِّ مَلَاءِ يَا طَالِبِي عِلْمِ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ ... مَا أَنْتُمُ وَسِوَاكُمْ بِسَوَاءِ. -وبكى حفظه الله والجمع معه- وختمت بقول الشاعر الأديب: رَعَاكَ مَوْلَانَا وَعُدْتَ سَالِمَا ---- بِالرَّوَاحِ وَالغُدُوِّ دَوْمَا غَانِمَا وَاعْلَمْ بِأَنَّ شَوْقَنَا قَدْ زَادَهُ ---- حَرُّ الدُّمُوعِ بِالرَّحِيلِ حَادَهُ –والشيخ يبكي- أَلَا فَوَعْدًا لِلْفُؤَادِ بِالْغَدِ ---- فَالوَعْدُ لِلدُّمُوعِ مَاءً مُبْرَدِ. قلت أنا حاتم: فودعوا وانصرفوا ---- والدمع منهم يذرف. فـ: كفاك في فضل أهل العلم أن رفعوا ... من أجله درجات فوق غيرهم |
بارك الله فيكم، وأشم في القصيدة طيب رائحة عاصمة الواحات [بسكرة] فأرجو ألا أكون قد أخطأت.
|
دوما مع الحدث يا أبا أنس، لعلك وجدت أثر الرمل أو طعم التمر؟؟
أو أن عجوة المدينة اختلطت عليك بدقلة عربة الزيبان؟؟؟ |
بارك الله فيكم فهذا من باب شحذ الههم فجزاكم الله خيرا
|
كلماته جيدة
بارك الله في محاولته |
بارك الله فيكم وحفظ الله مشايخنا السلفيين
|
الإخوة عبد الكريم، عبد الصمد، سعيد، جزاكم الله خيرا على التعقيب.
أخي عبد الصمد: كلمات خرجت من القلب نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا. |
ما شاء الله
كلمات يظهر عليها الصدق والتأثر بفراق الشيخ أما نحن فالحمد لله فقد من الله علينا بأن استقر الشيخ في مسجد قريب منا وهو مجتهد في الخطب والدروس المسائية والصباحية و دروس الجامعة و في المجلة وقت معمور بالدعوة بارك الله في مشايخنا الكرام وجزاهم الله عنا خير الجزاء |
وفقكم الله.
والله نسأل أن يحفظ مشايخ السنة. |
وفقكم الله.
والله نسأل أن يحفظ مشايخ السنة. |
الساعة الآن 05:13 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013