منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   التعليقات على ما ورد في كلام العربي من التخليطات والتغليطات (الحلقة الأخيرة) (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=8651)

عبد المجيد جمعة 29 May 2012 12:02 AM

التعليقات على ما ورد في كلام العربي من التخليطات والتغليطات (الحلقة الأخيرة)
 
بسم الله الرحمن الرحيم







التعليقات على ما ورد في كلام العربي من التخليطات والتغليطات

(الحلقة الأخيرة)







وبعد هذه الوقفات أعود إلى ما بقي من التعليقات على ما ورد في كلام العربي من الجهالات والتغليطات.
ولا أستطيع أن أعلّق على كل ما ورد في كلامه، لكثرة جهالاته، فحالي كما قال الشاعر:
تكاثرت الظباء على خراش ...... فما يدري خراش ما يصيد
لكن أقتصر على بعضها وأختصر.
قال عبد الحميد العربي: «التتمة الرابعة: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يجعل النّص من عمومات الخطاب.
إن مسألة الصلاة في بني قريظة، أو صلاة الطّالب والمطلوب راكبا وإيماء كما بوبّ الإمام البخاري على حديث عبد الله بن عمر قد شرح مدلولها العلماء بعبارات متقنة وفيّة لحق الصحابة وافية لمعنى، فانظر في كلام ابن تيمية رحمه الله لتجد البون الشاسع بينه وبين هراء جُمعة الجزائري الذي أظهر طلاب العلم الجزائريين في صورة قبيحة أمام العلماء والله المستعان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (20/252-253): (وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه عام الخندق: "لا يصلينّ أحدٌ العصر إلا في بني قريظة" فأدركتهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي إلا في بني قريظة، وقال بعضهم: لم يُرد منا هذا، فصلوا في الطريق، فلم يعب واحدة من الطائفتين، فالأولون تمسكوا بعموم الخطاب فجعلوا صورة الفوات داخلة في العموم، والآخرون كان معهم من الدليل ما يوجب خروج هذه الصورة عن العموم، فإن المقصود المبادرة إلى القوم، وهي مسألة اختلف فيها الفقهاء اختلافا مشهورا: هل يخصّ العموم بالقياس؟ ومع هذا فالذين صلوا في الطريق كانوا أصوب).
فكلام شيخ الإسلام واضح الدلالة في تفسير معنى الظاهر عند السّلف، وهو النّص الذي احتفى بالقرائن المتصلة أو المنفصلة أو الحالية، حيث قال: والآخرو
ن: " كا
ن معهم من الدليل ما يوجب خروج هذه الصورة عن العموم فإن المقصود المبادرة إلى القوم". والعجيب أن جُمعة متخصص زعموا في أصول الفقه، ومع ذلك لم نجد في كلامه لا أصولا ولا فقها خلا بعض العبارات التي استفادها من الاستماع إلى أشرطة الشيخ الألباني رحمه الله». انتهى كلام العربي.
أخي القارئ –سلمك الله من سوء الفهم-، بعد قراءتك لهذا الكلام، هل تعلم رجلا ينتسب إلى العلم أجهل من العربي وأجهل منه بعلم أصول الفقه وأسوأ فهمًا منه؟!

وبيان ذلك:
قوله: «شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يجعل النّص من عمومات الخطاب».
والتعليق على هذا من وجهين:
أولهما: إن كان العربي يقصد بالنص، هو: ما يفيد بنفسه من غير احتمال، كقوله تعالى: {تلك عشرة كاملة}. أنظر «روضة الناظر» (1/506)، فهذا غلط، لأنّ هناك فرقًا بين النص وبين العموم.
الثاني: إن كان يقصد بالنص، هو الحديث نفسه، فهذا غلط أيضا، لأنّ كونه عامًا لا ينفي كونه ظاهرًا، إذ كلّ عموم فهو ظاهر.

قال أبو يعلى في «العدة» (1/140) في التفريق بين العموم والظاهر: «والفرق بين العموم والظاهر: أن العموم ليس بعض ما تناوله اللفظ بأظهر من بعض وتناوله للجميع تناول واحد، فيجب حمله على عمومه، إلا أن يخصه دليل أقوى منه.
وأما الظاهر فإنه يحتمل معنيين، إلا أن أحدهما أظهر وأحق باللفظ من الآخر، فيجب حمله على أظهرهما، ولا يجوز صرفه عنه إلا بما هو أقوى منه. وكل عموم ظاهر، وليس كل ظاهر عمومًا؛ لأنّ العموم يحتمل البعض، إلا أنّ الكلّ أظهر.
فالعموم مثل قوله تعالى: {اقْتُلُوا المُشْرِكِينَ}، ومثل قوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً}، فكانا عامين في جميع ما تناولاه. ومثل ذلك أكثر من أن يحصر.
والظاهر: مثل قوله تعالى: {وَآتُوهُمْ مِن مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ}، فإنه يحتمل الندب، إلا أن ظاهره الوجوب؛ لأنه أمر وظاهر الأمر الوجوب، فسُمّي ظاهرًا لذلك».
وقول العربي: «فكلام شيخ الإسلام واضح الدلالة في تفسير معنى الظاهر عند السّلف، وهو النّص الذي احتفى بالقرائن المتصلة أو المنفصلة أو الحالية».
أقول: بل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية واضح الدلالة على جهله المطلق بكلام السلف وبعلم أصول الفقه، وحاشا أن يكون هذا مراد شيخ الإسلام كما فهمه سقيم الفهم، وأين في عبارته تفسير الظاهر بأنّه هو النص الذي احتفّ بالقرائن المتصلة والمنفصلة أو الحالية؟!
والظاهر عند علماء الأصول كما عرفه ابن قدامة في «الروضة» (1/508):

«هو: ما يسبق إلى الفهم منه عند الإطلاق معنى، مع تجويز غيره.وإن شئت قلت: ما احتمل معنيين هو في أحدهما أظهر».
واستدرك عليه الطوفي في شرح مختصر الروضة (1/558) فقال: «وينبغي أن يقال: هو في أحدها أرجح دلالة، لئلا يصير تعريفا للظاهر بنفسه».
يعني أن اللفظ إذا دار بين معنيين، تعيّن حمله على أظهرهما وأرجحهما، ولا يجوز صرفه عن ذلك إلا بما هو أقوى منه.
قال ابن قدامة: «فحكمه: أن يصار إلى معناه الظاهر، ولا يجوز تركه إلا بتأويل».
ومعنى هذا، أنّ الذي يحتفّ بالقرائن المتصلة أو المنفصلة أو الحالية هو المؤوّل.
فالتأويل هو: صرف الكلام عن ظاهره إلى معنى يحتمله كما في«البحر المحيط» (5/37).
قال الزركشي: «قال الشيخ في «شرح الإلمام» -يعني ابن دقيق العيد-: اعلم أنّ التأويل صرف اللفظ عن ظاهره، وكان الأصل حمله على ظاهره، فالواجب أن يعضد التأويل بدليل من خارج، لئلا يكون تركا للظاهر من غير معارض».
والعربي لجهله بعلم أصول الفقه خلط بين الظاهر والتأويل، وعكس بينهما لفهمه المعكوس.
وقول العربي: «... في تفسير معنى الظاهر عند السّلف، وهو النّص الذي احتفى بالقرائن...»، وهذا يدلّ على جهله المطلق بعلم الأصول واصطلاحات أهله، إذ جعل الظاهر أقوى من النص، إذ فسّره –أعني الظاهر- بالنص الذي احتفّ بالقرائن، ومعلوم عند الأصوليين، أن النص أقوى من الظاهر، إذ هو ما يفيد بنفسه من غير احتمال كما تقدم؛ فلا ينبغي تفسير اللفظ بما هو أقوى منه في الحدود والاصطلاحات العلمية.
وقوله: «وهو النّص الذي احتفى بالقرائن»، كذا كتبها: «احتفى» بالمد، وصوابه: احتفّ.
ثم قال العربي: «حيث قال: والآخرون: كان معهم من الدليل ما يوجب خروج هذه الصورة عن العموم فإن المقصود المبادرة إلى القوم».
لا إله إلا الله، سبحانك! صدق ظني لما قلت: ما رأيت أجهل منه، وأنه لا يفهم ما يكتب، يستشهد بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ويفهمه فهما معكوسا.
فمراد شيخ الإسلام ابن تيمية –على عكس فهم العربي المعكوس- أن الطائفة الثانية هي التي لم تأخذ بظاهر الأمر، وهو واضح جدا من سياق كلامه، حيث قال: «والآخرون»، ولفظ «الآخرون»، جمع «آخر»، وهو لغة لا يطلق إلا إذا سبقه أول.
فيعني بالآخرين إذًا: الطائفة الثانية الذين تركوا عموم الخطاب، وظاهر الأمر لقرائن استبانت لهم، وهو واضح جدا من كلامه: « كان معهم من الدليل ما يوجب خروج هذه الصورة عن العموم». فالعربي لفهمه المكوس وعلمه المنكوس، قلّب الأمور.
وهذا دليل آخر يضاف إلى سجل جهالاته بالفنون، وهو جهله المطبق بعلم أصول الفقه.
إذا عرفت هذا –أخي القارئ- لا شك أنه قد تبيّن لك من أظهر طلاب العلم الجزائريين في صورة قبيحة ليس فقط أمام العالِم، بل أمام العالَم، والله المستعان.
قال العربي: «إن جُمعة وإن كان يحمل شهادة الدكتوراه في الشريعة فمستواه العلمي دون طويلب علم صغير يتدرج في الطلب».
قوله: «إن جُمعة وإن كان يحمل شهادة الدكتوراه في الشريعة...». والتعليق على كلامه من وجوه:
أولها: أن هذه الشهادة التي في كل مرة تغمزني بها، لم أفتخر بها يوما ما، وسبق أن نبّهت الرجل أني لا أقرّ بهذه الألقاب العلمية المحدثة، ولم ألقّب نفسي بالدكتور، وكثيرا ما كنت أنكر على المقدم في محاضرة من محاضرتي على وصفي بأني دكتور، بل لم أثبت حرف «الدال» أو لقب: «الدكتور» في رسائلي التي نشرتها، وما وقع فيها فليس مني، وإنما من دار النشر.
الثاني: أن هذه الشهادة -لتعلم- أنها لم تسلّم لي في المنام، ولم أنلها في الأحلام، ولم أرثها عن الأعمام، ولم أصبها بالأسهام، ولم تقسم لي بالأزلام، بل باصطحاب الكراريس والأقلام، وإدمان النظر في كتب أولي النهى والأفهام. فقد عملت في ذلك كتابين:
أولهما: «القواعد الفقهية المستخرجة من كتاب إعلام الموقعين للعلامة ابن قيم الجوزية»
والثاني: «اختيارات ابن القيم الأصولية».
وقد أوجب علي البحث قراءة كتب ابن القيم كلّها، من أولها إلى آخرها، ولم يكن وقتئذ برنامج «المكتبة الشاملة»، ولا موقع «المكتبة الإسلامية»، اللذان اتخذهما العربي وغيرهما من البرامج مصدرا أساسيا، يستقي –بل يسرق بل ينهب- منها بحوثه ومقالاته.
فقد سجلتُ في أول الأمر الموضوع بعنوان: «القواعد الفقهية عند ابن قيم الجوزية»، فقرأت كتب الإمام ابن القيم كلها مرتين، لفظا لفظا، سطرا سطرا، وغصت في معانيها لاستخراج درر القواعد، ثم ألفيت البحث طويل الذيل، متسع الآفاق، متشعب المسالك، قد يكلفني جهدا متضاعفًا، ووقتا كثيرًا، فرأيت أني أختصره وأتقيّد بكتاب واحد، فألفيت كتاب «إعلام الموقعين» أجمع للقواعد، فاخترته ضمن كتبه، ثم استشرت الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد -رحمه الله-، فاستحسن الرأي، فغيرت العنوان إلى العنوان المذكور أعلاه، ثم فرض عليّ هذا التغيير أني أعدت قراءة «إعلام الموقعين» مرة أو مرتين.
ثم لما سجّلت في قسم الدكتوراه، اخترت الموضوع الثاني، أعني «اختيارات ابن القيم الأصولية»، فأعدت قراءة كتب ابن القيم مرتين، وهذا دون مراجعة ما جمعته من آرائه الأصولية –ومن قبل ذلك قواعده الفقهية- من مصادره زيادة في التوثيق.
وقد كنت أقيد درر الفوائد، أثناء قراءتي لكتبه، فجمعت قصاصات في مختلف الفنون، منها:
-تفسير الإمام ابن القيم، وفيها استدراكات كثيرة على من عني بجمع تفسيره.
- قواعد التفسير.
- الأحاديث التي تكلم فيها الإمام ابن القيم تصحيحا أو تضعيفا.
- الرواة الذين تكلّم فيهم جرحا أو تعديلا.
-شرح مشكل الأحاديث، وهي الأحاديث التي ظاهرها التعارض، وكيف تعامل معها الإمام ابن القيم في تأويل المشكل.
-قواعد في علم الحديث
-ما حكاه الإمام ابن القيم عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية في مختلف الفنون، وجمعت حتى المنامات التي رآها ابن القيم.
- ردود الإمام ابن القيم على ابن حزم.
-الشواهد الشعرية، وهي الأبيات الشعرية التي كانت الإمام ابن القيم يستشهد بها.
وغير ذلك من غرر فوائده ودرر فرائده.
ثم لا أتحدث عن قيمة الكتابين العلمية ومنزلتهما عند أهل العلم وطلابه، فأتركه للواقع.
لكن الذي أريد التنبيه عليه هو: أنّ العربي:
إما أن يكفّ لسانه عن هذا الغمز واللمز، أو يصدق فيه المثل الشعبي السائر: «الذئب إذا مَلْحَقْشْ (أي لم يصل إلى) العنب يقول قارس (أي حامض)».

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالقوم أعداء له وخصومُ
كضرائر الحسناء قُلْنَ لوجهها ... حسدًا وبغيًا إنه لدميمُ

وأنا أعلم من حال الرجل، لو كان متحصّلا على شهادة الدكتوراه، لرأيتها تلمع باللون الذهبي على موقعه، مكتوب بالخط العريض البارز: الدكتور عبد الحميد العربي.
وإما أقول لك: أجلب بخيلك ورجلك، وأجمع أمرك وحثالتك –نبيلك وكريمك وأبا سيفك (من خشب) الجزائري ( المتستر وراء كنيته كالخفاش) وسعيد غرابك، ومعروفك (بالجهل والخيانة) وغيرهم ممن يتستّرون وراء منتداك المشؤوم-، وإني أمهلك خمس سنوات، فإن أتممت عشرا فمن عندك، ولا أريد أن أشق عليك، ستجدني إن شاء الله من المنتظرين الصابرين. واختر ما شئت من الكتابين، ثم حاكِه على مثاله، أو انسج على منواله، واستعن بشاملتك ومكتبتك الإسلامية.
وأمّا قوله: «فمستواه العلمي دون طويلب علم صغير يتدرج في الطلب».
أقول: هوّن على نفسك، فلم تزدني علما، بل ازددت طعنا في سجل طعوناتك. والتعليق على كلامه من وجوه:
أولها: أنه ليس مثله الجاهل يحكم في مثل هذه القضايا العلمية، فهو محكوم عليه، وليس بحاكم.
ثانيها: أني لم أدّعِ يوما ما أني «شيخ» أو «عالم»، بل قلتها صريحة فصيحة أمام الملأ من الطلاب وفي محاضراتي: «إني طويلب علم، وأنا في المرحلة الأولى من الطلب». وهذا ليس عيبا أن يكون المرء طويلب علم. بل قد قالها إمام السنة في هذا العصر الشيخ الألباني -رحمه الله-.
لكن العيب كل العيب، والقبح كل القبح على من يختفي وراء الألقاب الضخمة، وهو أجهل من حمار أهله، كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد، وكالبغاث يستنسر بموقعه.
فنعوذ بالله من قوم تشيخوا قبل أن يشيخوا، ولله در الأخ الفاضل الشاعر الصغير حيث قال:

لا شيء يدعو إلى التلفيقِ والكذب *** فقد فُضِحتَ وربِّ العرشِ يا عربي
هوِّن عليك فما أنت الفقيه ولا *** أنت المُحدِّث بالأسفارِ والكُتُبِ
ما للكثير من العِلمِ احتياجُك إذْ *** تحتاجُ نزْرًا من الأخلاقِ والأدَبِ

إذا اعتزَيْتَ إلى أهلِ الحديثِ فيا *** بئسَ النَّسيبُ ويا للزورِ في النَّسَبِ

أهلُ الحديثِ لهم سَمتٌ يُزَيِّنُهم *** عن الخُصومةِ والتَّهريجِ والصَّخَبِ

أهلُ الحديثِ أضِنَّاءٌ بوَقتهمُ *** فلا يُقَضُّونَ وقتَ الجِدِّ في اللَّعِبِ

أهلُ الحديثِ أيا عبدَ الحميدِ إذا *** ما كُنتَ منهم فهذا أعجَبُ العَجَبِ

حتَّام تبقى تلوكُ البُزلَ تمضغُهم ***تزلُّفًا لِطَخاريرٍ من الرُّقُبِ


وهو ينتفخ كالمطاط، وكالمتشبع بما لم يعط، والمتجشئ من غير شبع، فانظر: كيف ينصب نفسه منصب أهل العلم؟! وهو لا يحسن كتابة «محظور»، قبل أن يصوبها بعدما نبهت عليها، متّهما في ذلك لوحة المفاتيح، كالجاني يتهم الأعمَى الأبكمَ. وهل لوحة المفاتيح، كانت مشكلتها مع «محضور» و«ذقت ضرعا» فقط؟! ولم تكن لها أية مشكلة مع بقية الكلمات التي وردت فيها حرف الذال أو الضاد؟! فقال: «أما أنا العبد الفقير فالسّكوت في حقي محضورٌ -وصحيح أن السكوت في حقّه محضور، والكلام في حقّه محظور-.... كل ذلك استجابة لأمر الله تعالى القائل في سورة آل عمران: [وإذْ أخذَ اللهُ ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتُبيِّنُنَّه للناس ولا تكتمونه]».
ثالثها: أنه من خلال هذه الردود على مقاله –ناهيك لو تتبعت كل ما كتبه- تبين لي أن الرجل جاهل بمختلف الفنون، وهذه المزالق التي وقع فيها العربي، لا يسع أدنى طالب علم أن يقع فيها، وهي تنبئك عن ما وراءها من جهل مطبق:
1-فهو جاهل بكتاب الله تعالى : إذ لم يعلم آية تدور على ألسنة الناس أنها من القرآن، فنسبها إلى الشيخ الألباني رحمه الله. ولا يغرنّك قوله: «قرأت القرآن على الشيخ عبيد الله الأفغاني رحمه الله»، فإنّ القراءة غير العرض، ومن قرأ القرآن على الشيخ عبيد الله الأفغاني -رحمه الله- يعلم أن الطلاب يعرضون عليه القرآن من المصحف وليس من الحفظ.
وقد ترجم لنفسه ترجمة ذهبية، باسم محمد الصغير-تدليسا-، وكأنه أُلهم بهذا اللقب «الصغير»، إذ هو صغير في العلم، ومن أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر. ذكر فيها أنه: "وجوّد قسطا من القرآن على يدّ الشيخ عبيد الله الأفغاني السعودي بالمسجد النبوي بالمدينة النبوية".
2- جاهل بالقراءات.
3- -جاهل بقواعد علم الحديث: فالرجل لا يميز بين الجرح المفسر وبين الجرح المجمل، إذ اعتبر كلام شيخ السنة عبيد الجابري -سلمه الله- فيه من الجرح المجمل، وقد وصفه الشيخ بخصال: «كذاب؛ نصاب؛ لعاب؛ دجال؛ لا تغتروا به؛ لا تأخذوا عنه؛ دعوا عنكم هذا الدجال النصاب اللعاب»، والحقيقة أن خصلة واحدة منها مفسرة، وكافية في جرح الرجل. فكيف بهنّ؟! وقد اجتمعت في عبارة واحدة.
ومن جهله بأصول الحديث، أنه لا يعرف مراتب المحدثين في الجرح والتعديل، وذهب يقعد قاعدة بجهله، ليس لها أدنى أثر من علم الحديث.
4- جاهل باللغة والإعراب
5- جاهل بقواعد الإملاء.
6- جاهل بعلامات الترقيم : بل هو يخبط فيها خبطة عشواء، ومن جهالاته بعلامات الترقيم أنه لا يفرق بين المعقوفتين [...]، وبين القوسين (...)، فقال في مقاله السابق: «قال .... نبيل عون وفقه الله مع بعض الزيادات أضعها بين معقوفتين»، ثم تراه يضع كلامه بين قوسين (...) على ما زاده على كلام تلميذه البار.
7- جاهل بأصول الفقه: بل لعله من أجهل الناس بذلك، فالرجل لا يعرف معنى النص، ولا الظاهر، ولا هو يفرق بينه وبين التأويل، وهذه المسائل من دلالات الألفاظ التي تعتبر من أهم مسائل الأصول، بل هي لبّه وجوهره، إذ عليها يتوقف فهم النصوص كما لا يخفى –إلا على العربي-.
8- جاهل بأصول البحث العلمي : بل جعل مصدر البحث العلمي: النسخ واللصق، بل السرقة بل السطو والنهب، معتمدا في ذلك على «برنامج الشاملة» و«موقع المكتبة الإسلامية»، وغيرهما.
9- جاهل بآداب البحث والمناظرة.
وزيادة على هذا كله، متهم بالخيانة والسرقة العلمية: التي توجب سقوط العدالة. وفوق هذا، متّهم بالكذب. فأي قوم تخاطب؟!
ظلمات بعضها فوق بعض، إذا أخرج العربي يده، لم يكد يراها من شدة ظلمات جهله.
ومسك الختام، أقول للعربي الكذاب : لعله لا تسمع مني ردًّا بعد اليوم –إلا أن يشاء الله-، ولو كنتَ كأخزم تشنشن، أو كالذباب تطنطن، وعند كذبك وجهلك تدندن، لأن الوقت أنفس من صرفه في الجواب عن هرائك، فقد استبان حالك، وظهر جهلك، بما لا مزيد على كشفه.
وتكلّم بما شئت، وافحش وتفحّش، بل تجحّش وتوحّش، فلن يضيرني شيئا، ولا يحرك أدنى شعرة من رأسي، {لن يضرّوكم إلا أذًى}.

لا يغضب الحرّ على سفلة * * * والحرُّ لا يغضبه النذل
إذا لئيم سبّني جهده * * * أَقُول: زِدْنِي فلي الفضل

إنما أتركك تتخبّط في جهلك، وتحترق في حقدك وغلّك. وأتركك لله، فهو حسبي، وهو حسيبك.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

أبو عبد الرحمن حسني السطائفي 29 May 2012 02:13 AM

جزاك الله خيرا شيخنا الوقور على ما سطرته يمينك


أبو أمين مختار 29 May 2012 07:28 AM

جزاك الله خيرا شيخنا الكريم على هذه الردود العلمية الماتعة

حاتم خضراوي 29 May 2012 09:20 AM

جزاك الله خيرا شيخنا أبا عبد الرحمن على جهدك المبذول.


اقتباس:


ثالثها: أنه من خلال هذه الردود على مقاله –ناهيك لو تتبعت كل ما كتبه- تبين لي أن الرجل جاهل بمختلف الفنون، وهذه المزالق التي وقع فيها العربي، لا يسع أدنى طالب علم أن يقع فيها، وهي تنبئك عن ما وراءها من جهل مطبق:
1-فهو جاهل بكتاب الله تعالى : إذ لم يعلم آية تدور على ألسنة الناس أنها من القرآن، فنسبها إلى الشيخ الألباني رحمه الله. ولا يغرنّك قوله: «قرأت القرآن على الشيخ عبيد الله الأفغاني رحمه الله»، فإنّ القراءة غير العرض، ومن قرأ القرآن على الشيخ عبيد الله الأفغاني -رحمه الله- يعلم أن الطلاب يعرضون عليه القرآن من المصحف وليس من الحفظ.
وقد ترجم لنفسه ترجمة ذهبية، باسم محمد الصغير-تدليسا-، وكأنه أُلهم بهذا اللقب «الصغير»، إذ هو صغير في العلم، ومن أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر. ذكر فيها أنه: "وجوّد قسطا من القرآن على يدّ الشيخ عبيد الله الأفغاني السعودي بالمسجد النبوي بالمدينة النبوية".
2- جاهل بالقراءات.
3- -جاهل بقواعد علم الحديث: فالرجل لا يميز بين الجرح المفسر وبين الجرح المجمل، إذ اعتبر كلام شيخ السنة عبيد الجابري -سلمه الله- فيه من الجرح المجمل، وقد وصفه الشيخ بخصال: «كذاب؛ نصاب؛ لعاب؛ دجال؛ لا تغتروا به؛ لا تأخذوا عنه؛ دعوا عنكم هذا الدجال النصاب اللعاب»، والحقيقة أن خصلة واحدة منها مفسرة، وكافية في جرح الرجل. فكيف بهنّ؟! وقد اجتمعت في عبارة واحدة.
ومن جهله بأصول الحديث أنه لا يعرف مراتب المحدثين في الجرح والتعديل، وذهب يقعد قاعدة بجهله، ليس لها أدنى أثر من علم الحديث.
4- جاهل باللغة والإعراب
5- جاهل بقواعد الإملاء.
6- جاهل بعلامات الترقيم : بل هو يخبط فيها خبطة عشواء، ومن جهالاته بعلامات الترقيم أنه لا يفرق بين المعقوفتين [...]، وبين القوسين (...)، فقال في مقاله السابق: «قال .... نبيل عون وفقه الله مع بعض الزيادات أضعها بين معقوفتين»، ثم تراه يضع كلامه بين قوسين (...) على ما زاده على كلام تلميذه البار.
7- جاهل بأصول الفقه: بل لعله من أجهل الناس بذلك، فالرجل لا يعرف معنى النص، ولا الظاهر، ولا هو يفرق بينه وبين التأويل، وهذه المسائل من دلالات الألفاظ التي تعتبر من أهم مسائل الأصول، بل هي لبّه وجوهره، إذ عليها يتوقف فهم النصوص كما لا يخفى –إلا على العربي-.
8- جاهل بأصول البحث العلمي : بل جعل مصدر البحث العلمي: النسخ واللصق، بل السرقة بل السطو والنهب، معتمدا في ذلك على «برنامج الشاملة» و«موقع المكتبة الإسلامية»، وغيرهما.
9- جاهل بآداب البحث والمناظرة.
وزيادة على هذا كله، متهم بالخيانة والسرقة العلمية: التي توجب سقوط العدالة. وفوق هذا، متّهم بالكذب. فأي قوم تخاطب؟!
ظلمات بعضها فوق بعض، إذا أخرج العربي يده، لم يكد يراها من شدة ظلمات جهله.


أبو يعلى سالم بايزيد 29 May 2012 10:21 AM

طبت وطاب ممشاك ...وجعلك الله شوكة في حلوق عداك...وبارك الله فيك على ما خطته يداك

أبو معاذ محمد مرابط 29 May 2012 07:36 PM

جزاك الله خيرا شيخنا على هذه الحلقة العلمية الرائعة

هشام بقالم 30 May 2012 12:09 PM

بارك الله فيك شيخنا على الرد العلمي
 
بارك الله فيك شيخنا على الرد العلمي و زادك علما و حلما
أما الغمز و اللمز ،ثم الحيدة عند المناقشة العلمية ،فهي بضاعة أهل الجهل ،كفانا الله شرهم

أبو حفص محمد ضيف الله 30 May 2012 02:54 PM

جزاك الله خيرا شيخنا وجعل كل هذه الجهود في ميزان حسناتك

أبو البراء 30 May 2012 05:51 PM

أقرأ كلام الشيخ حفظه الله وزاده سدادا وتوفيقا وأنا أردّد قول ابن دريد يخاطب الزمان وما أجراه الله فيه من الحوادث:
مارست من لو هوت الأفلاك من ...جوانب الجو عليه ما شكى
ولكنها نفثة مصــــــــــــــــدور إذا ... جاش لغام من نواحيها عمى.
تالله لو صُبّ كلام الشيخ على صلد من الصفا لحوله رميما ،ولكن القلوب الميتة المغلّفة بالأهواء أشد من الحجارة قسوة كما قال ربنا.
يا عبد الحميد،قال أسلافنا:من جرّ ذيول الناس بالباطل جرّ الناس ذيله بالحق ،وقبلهم قال نبينا صلى الله عليه وسلم :"ومن تتبع عورة مسلم تتبع الله عورته"
فليكن ردّ الشيخ عبد المجيد عبرة لمن أراد أن يظهر فضيلته بنشر عيوب غيره، وعظة لمن لم يعلم بعد أن العلم صناعة لا يرتفع فيها إلا صادق.

أبو زيد رياض الجزائري 30 May 2012 07:15 PM

اللهم بارك

مقال رائع ماتع وددت أنه لم ينتهي

أبو عبد الرحمن حسني السطائفي 31 May 2012 03:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد حمودة (المشاركة 31640)
أقرأ كلام الشيخ حفظه الله وزاده سدادا وتوفيقا وأنا أردّد قول ابن دريد يخاطب الزمان وما أجراه الله فيه من الحوادث:
مارست من لو هوت الأفلاك من ...جوانب الجو عليه ما شكى
ولكنها نفثة مصــــــــــــــــدور إذا ... جاش لغام من نواحيها عمى.
تالله لو صُبّ كلام الشيخ على صلد من الصفا لحوله رميما ،ولكن القلوب الميتة المغلّفة بالأهواء أشد من الحجارة قسوة كما قال ربنا.
يا عبد الحميد،قال أسلافنا:من جرّ ذيول الناس بالباطل جرّ الناس ذيله بالحق ،وقبلهم قال نبينا صلى الله عليه وسلم :"ومن تتبع عورة مسلم تتبع الله عورته"
فليكن ردّ الشيخ عبد المجيد عبرة لمن أراد أن يظهر فضيلته بنشر عيوب غيره، وعظة لمن لم يعلم بعد أن العلم صناعة لا يرتفع فيها إلا صادق.

أحسن الله إليك أخي خالد

عبد المجيد جمعة 31 May 2012 07:12 PM

بارك الله في جميع الإخوة المحبين، وسلم الله الجاهل المجهول أبا سيف الجزائري (المتخفي وراء كنيته كالخفاش يعميه ضوء النهار) أن حذف تعليقه الذي ضحك عن نفسه وهو لا يدري قبل أن يضحك سن القراء، ولعله تفطّن فبادر إلى حذف تعليقه، بل تعريقه.
فهل يتهم القرآن الكريم بأنه ورد فيه أصناف من الحيوانات؟! منها:
الأنعام، قال تعالى {إن هم إلا كالأنعام بل هم أضلّ سبيلا}.
الحمار: قال تعالى {كمثل الحمار يحمل أسفارا}.
الحمر: قال تعالى (كأنهم حمر مستنفرة فرّت من قسورة}
الأسد: الآية السابقة على قول بعض المفسرين: إن قسورة بمعنى الأسد.
الكلب: قال تعالى: {فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث}
وسمى بعض السور بأسماء بعض الحيوانات، مثل: سورة البقرة، سورة الفيل، سورة الأنعام.
وذكر بعض الحشرات، منها:
العنكبوت، قال تعالى: {كمثل العنكبوت اتخذت بيتا}
الذباب: قال تعالى: {يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه}.
البعوض.
قال تعالى {إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}
وسمى بعض السور بأسماء بعض الحشرات، كسورة النمل، وسورة النحل، وسورة العنكبوت.
وهذا يؤكّد ما ذكرته من جهل القوم بكتاب ربّهم عز وجل، وكذا بعلومه.
كما ينضاف إلى سجل جهالاتهم بالفنون: جهلهم بالأدب العربي، فلا يعرفون التشبيه ولا ضرب الأمثال، {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}. قال عمرو بن مرة قال: «ما مررت بآية من كتاب الله لا أعرفها إلا أحزنني، لأني سمعت الله تعالى يقول: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}» كما في «تفسير ابن كثير» (6/280)
وقال تعالى {إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}
وإذا كان الله تعالى لا يستحي أن يضرب مثلا بالبعوض، وهي أحقر الحشرات، فكيف لا أضرب مثلا بالهر وغيره؟
وما ذكرته، لا يخرج عن الاقتباس: إما من مثل سائر أو من بيت شعر، كما لا يخفى على أهل الأدب.
ومن عجائبه وغرائبه أنه لا يعلم معنى شنشن، لا أدري: هل قالها باستخفاف –فهو يستخف بنفسه-: بلد في الصين؛ أم بجهله. وتابعه على ذلك شيخه، فتشابهت قلوبهم. فقولي: «كأخزم تشنشن» مقتبس من المثل السائر: «شنشنة نعرفها من أخزم»، وهو مثل يضرب لمن اعتاد فعل شيء. وفيه قصة.
والشنشنة: الطبيعة والعادة، كما في «مجمع الأمثال» للميداني (1/361).
وجاء في «المستقصى في أمثال العرب» (2/135): «وقيل الشنشنة النطفة من شنشن أي صبّ والأخزم القصير الكمرة».
وأمّا تجحش، فقال في لسان العرب مادة جحش: «يقال في العيي الرأي المنفرد به: جحيش وحده، كما قالوا: هو عيير وحده. يشبّهونه في ذلك بالجحش والعير، وهو ذمّ. يقال ذلك في الرجل يستبدّ برأيه».

علي عيش 31 May 2012 08:36 PM

بارك الله في الشيخ عبد المجيد جمعة. استفدت كثيرا من هذه الردود. فجزاك الله عنا كل خير.

كما قال أبو تمام:


وَإِذا أَرادَ اللَهُ نَشرَ فَضيلَةٍ * * * طُوِيَت أَتاحَ لَها لِسانَ حَسودِ

لَولا اِشتِعالُ النارِ فيما جاوَرَت * * * ما كانَ يُعرَفُ طيبُ عَرفِ العودِ

مصباح عنانة 01 Jun 2012 12:32 AM

نسأل الله العلي القدير أن يبصّرنا بالحق ويثبّت قلوبنا عليه، ويجنّبنا الهوى والضلال، كما أسأله تعالى أن يحفظ شيخنا عبد المجيد جمعة وجميع مشايخ الإصلاح إنّه وليّ ذلك والقادر عليه

أبو عبد الرحمن أسامة 01 Jun 2012 06:09 AM

جزاكُمُ الله خيرًا شيخنا العزيز على هذه المقالات العلمية
حفظكم الله




الساعة الآن 06:06 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013