نصيحة لكل سلفي يكتب بالمنتديات
 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

وبعد: فقد أحببت أن أذّكر نفسي أولا وإخواني ببعض النصائح المستمدة من كلام أهل العلم فيما يتعلق بالكتابة بالمنتديات سواء منتدانا هذا المبارك أو غيره من المنتديات .

قبل كل شئ يجب على الكاتب أن يعرف أن كتابة المقالات والفوائد بالمنتديات يُعَدُّ من باب الدعوة إلى الله عز وجل ،فقد قال الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرحه للأصول الثلاثة:" ومجالات الدعوة كثيرة منها: الدعوة إلى الله تعالى بالخطابة ، وإلقاء المحاضرات، ومنها الدعوة إلى الله بالمقالات ، ومنها الدعوة إلى الله بحلقات العلم ، ومنها الدعوة إلى الله بالتأليف ونشر الدين عن طريق التأليف."
وقال الشيخ العلامة الفوزان حفظه الله مجيبا على سؤال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الدعوة إلى الله، فقال حفظه الله:" إذا كان عند المرء مقدرة على هذا، وعنده علم وعنده حكمة، واستعمل هذه الوسائل في نشر العلم النافع، والدعوة إلى الله والإصلاح، فهذا طريق صحيح وهذه وسائل تعينه على نشر الحق."
والدعوة إلى الله كما هو معلوم هي عبادة من العبادات التي يُتقرب بها إلى الله عز وجل ويُراد بها وجهه، والعبادة كما قال أهل العلم لابد لها من شرطان: الإخلاص لله عز وجل والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم.

الإخلاص لله: فلابد للكاتب أن يبتغي بكتابته وجه الله عز وجل ويرجو ثوابه ويصلح نيته إذ "الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" نقل ابن دقيق العيد رحمه الله في شرحه للأربعين النووية قول عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله :" لو صنفت كتاباً، لبدأت في كل أول باب منه بحديث: (إنما الأعمال بالنيات) " وقال معلقا عليه" تنبيها للطالب على تصحيح نيته " فالواجب على السلفي تصحيح نيته ولا يكتب من أجل الكتابة وفقط أو يكتب رياءً وسمعةً من أجل محمدة الناس وثنائهم عليه أو يكتب من أجل التعريف والتشهير بنفسه وتزكيته لها وربما يكتب حتى يثني عليه المشايخ الأفاضل من مشرفين فيصير يتفاخر بين إخوانه بذلك....فليكن السلفي من هذه الأمور في حذر.
المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم: بأن تكون دعوةً مبنية على علم وحكمة متبعا في ذلك أسلوب أهل العلم والفضل مستدلا بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وآثار السلف من هذه الأمة، قال تعالى:" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" ، وقد مر معنا قول العلامة الفوزان حفظه الله :" إذا كان عند المرء مقدرة على هذا، وعنده علم وعنده حكمة، واستعمل هذه الوسائل في نشر العلم النافع، والدعوة إلى الله والإصلاح، فهذا طريق صحيح وهذه وسائل تعينه على نشر الحق."

فإذا تيقنت من هذا فلابد لك:

- أن تعرف أين تكتب:

إذ كثر في زماننا هذا مواقع أهل الأهواء والبدع والضلال فلا تعتمد عليها لأنها كالغذاء المسموم كما قال الشيخ العلامة الفوزان عن كتب المبتدعة ،وكن على حذر من أن تقع في حبائلهم بالكتابة في مواقعهم بله النظر فيهم فقد قال الشيخ السحيمي حفظه الله في نصيحته لمن يتصفح مواقع أهل الأهواء والبدع :"وبالمقابل أيضا النظر في مواقع البدع والخرافات والتصوف وتأويل الصفات وما إلى ذلك وشبه الرافضة والخوارج فإن هذا قد يوقعك في شِرَاكِ حبالهم فاحذر من ذلك يا عبد الله ولا تنظر إلا لما فيه الخير....."
واعلم أن في مواقع أهل السنة السلفيين ما يُغنيك عن الرجوع لمثل هذه المواقع.

فإذا أدركت هذا فلابد من معرفة أمر مهم وهو:

-أن تعرف ماذا تكتب:

وفي هذا يجيبنا العلامة ربيع السنة حفظه الله في رده في شريط مسموع على سؤال كيف نتعبد الله بعلم الجرح والتعديل فقال حفظه الله:"...فأوصيكم يا إخوة أن تسيروا في طريق السلف الصالح تعلماً وأخلاقاً ودعوةً, لا تشدد، لا غلو، دعوة يرافقها الحلم والرحمة والأخلاق العالية, والله تنتشر الدعوة السلفية.
الدعوة السلفية الآن تتآكل ويأكل منتمون - ما أقول السلفيون - المنتمون بعضهم منتمون ظلماً إلى هذا المنهج, يتآكلون أمام الناس، شوهوا الدعوة السلفية بهذه الطريقة.
فأنا أنصح هذا أن يتقي الله عز وجل, وأن يتعلم العلم النافع, وأن يعمل العمل الصالح, وأن يدعوا الناس بالعلم والحكمة.
يا إخوة مواقع الإنترنت زفت الآن، وكل الناس يسخرون بمن يسمون سلفيين، يسخرون منهم ويصفقون بفرح - بارك الله فيكم-.
الذي يتعلم منكم وفهم التفسير يُقدِّم للناس مقالات في التفسير؛ آيات تتعلق بالأحكام، آيات تتعلق بالأخلاق آيات تتعلق بالعقائد, خلاص وينشر للناس, هذه دعوة.
اللي يتمكن في الحديث -بارك الله فيكم- ينشر مقالات في معاني الحديث وما يتضمنه من أحكام ومن حلال ومن حرام ومن أخلاق وإلى أخره.
املأوا الدنيا علماً ، الناس بحاجة إلى هذا العلم.
المهاترات هذه تشوه المنهج السلفي وتنفر الناس منه.
واتركوا المهاترات سواء على الإنترنت, أو في أي مجال من المجالات, في أي بلد من البلدان, قدموا للناس العلم النافع.
والجدال لا تدخلوا فيه مع الناس ولا مع أنفسكم, وقد قرأتم في هذا الكتاب أن السلف كانوا ينفرون من المناظرات.
لا تناظر إلا في حال الضرورة, ولا يُنَاظِر إلا عالم يستطيع أن يقمع أهل البدع.
ولا تدخلوا في خصومات بعضكم البعض.
وإذا حصل شيء من الخطأ فردوه إلى أهل العلم ، لا تدخل في متاهات وافتراءات.
لأن هذا ضيع الدعوة السلفية, وأضر بها أضراراً بالغة ما شهدت مثله في التاريخ.
وساعدت هذه الوسائل الإجرامية: الأنترنت الشيطاني ساعد على هذه المشاكل.
كل من حك رأسه حط بلاءه في الإنترنت.
اتركوا هذه الأشياء.
تكلموا بعلم يُشرِّفكم ويشرف دعوتكم, والذي ما عنده علم لا يكتب للناس؛ لا في انترنت ولا في غيره -بارك الله فيكم-.
وابتعدوا عن الأحقاد والضغائن, وإلا والله ستُميتون هذه الدعوة.
وأرجوا ألا يكون فيكم أحد ممن شارك في هذا البلاء.
أسال الله أن يثبتنا وإياكم على السنة.
اسمعوا يا إخوة من عنده علم وأَحْكَمَهُ فليكتب في الإنترنت ما ينفع الناس, في التفسير -وهو واثق- يِضَّمَّنْ عقائد وأخلاق وأحكام و.. و... إلى آخره -بارك الله فيكم-.
والتفسير كذلك بحر, بحر, والله تغرفون من بحر.
كل الأحاديث عندكم واشرحوها, استعينوا عليها بشروح العلماء شرحاً متقناً, ونزلوها للناس؛ في العقيدة ، في العبادة ، في الأخلاق ، بأسلوب حكيم هادئ ينفع الناس.
والله تِشُوْفُون كيف تتطور, وكيف تنموا, وكيف تضيء الدنيا منها.
أما الآن تظلم السلفية -بارك الله فيكم- بهذه الطرق.
أنصحكم بترك الجدال والخصومة على الإنترنت, وفي الساحات أيضاً, أنصحكم من هذا -بارك الله فيكم-.
والذي عنده علم يتكلم بعلم ، يكتب بعلم ، يدعوا بعلم ، يدعوا بالحجة والبرهان.
واجتنبوا الخلاف.
وأسباب الفرقة لا تثيروها بينكم.
وإذا حصل من إنسان خطأ يُعرضه على العلماء يأخذوا على أيديه وكيف يعالجوه.
بارك الله فيكم, وسدد خطاكم, وألف بين قلوبكم, بارك الله فيكم " أ.ه

والله نسأل أن يصلح نياتنا ويوفقنا لما يحب ويرضى، والله من وراء القصد

أخوكم أبو عبيد خالد إنزارن

بارك الله فيك أخانا الفاضل، على النصح والتوجيه، فهذا الكلام ينبغي أن نأخذه بعين الاعتبار.

جزاك الله خيرا على نقل هذه النصائح الغوالي لعلماء السنة في هذا الباب الهام ،

وقد نُشر سابقا في هذا المنتدى كلمة صوتية بعنوان :

حسن التعامل مع مواقع التواصل نصيحة قيمة/لفضيلة شيخنا الفاضل عبدالله البخاري حفظه الله تعالى

أنصح بالاستماع إليها فهي نصيحة قيمة بحق وفيها توجيهات نافعة .

نصيحة قيمة، جزاك الله خيرًا أخي خالد و بارك فيك.
”املأوا الدنيا علماً ، الناس بحاجة إلى هذا العلم“ سبحان الله، كلام سديد من شيخنا العلامة ربيع، نسأل الله أن يحفظ علماءنا و يبارك في أعمارهم.

وفيكم بارك الله إخواني وفي هذا المنتدى السلفي المبارك.... واللهَ نسأل أن يصلح نياتنا وأحوالنا و أن يوفقنا لما يحب ويرضى..

جزاك الله خيرا
نسأل الله حسن القصد و المتابعة
فالواجب على السلفي تصحيح نيته ولا يكتب من أجل الكتابة وفقط أو يكتب رياءً وسمعةً من أجل محمدة الناس وثنائهم عليه أو يكتب من أجل التعريف والتشهير بنفسه وتزكيته لها وربما يكتب حتى يثني عليه المشايخ الأفاضل من مشرفين فيصير يتفاخر بين إخوانه بذلك....فليكن السلفي من هذه الأمور في حذر
أعجبني قولك هذا .
مقال مفيد أخي الكريم وفقك الله لمقالات أخر

جزاك الله خيرا، وأدامك ناصحا ونفع بك .

جزاك الله خيرا أخ خالد وزادك حرصا
وزادنا واياك الاخلاص في القول والعمل

آمين وإياكم إخواني في الله.... وجزى الله خيرا الشيخ الحبيب إبراهيم على مروره الطيب وبارك فيه وفي علمه

جزاك الله خيرًا أخي الكريم خالدًا على نصيحتك الطيِّبة المباركة، فنسأل الله الإعانة والتَّوفيق.

آمين وإياك أخي فتحي.... ونسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى.