أَحَادِيثٌ عَلَيهَا مَدَارُ الإِسْلَامِ
<بسملة1> .أَحَادِيثٌ عَلَيهَا مَدَارُ الإِسْلَامِ قال ابن رجب الحنبلي -<رحمه الله>- : معلقا على حديث " انما الاعمال بالنيات"[1] : وَهَذَا الْحَدِيثُ أَحَدُ الْأَحَادِيثِ الَّتِي يَدُورُ الدِّينُ عَلَيْهَا ، فَرُوِيَ عَنِ الشَّافِعِيِّ أَنَّهُ قَالَ : هَذَا الْحَدِيثُ ثُلُثُ الْعِلْمِ ، وَيَدْخُلُ فِي سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الْفِقْهِ . وَعَنِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ قَالَ : أُصُولُ الْإِسْلَامِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحَادِيثَ : حَدِيثُ عُمَرَ : إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَحَدِيثُ عَائِشَةَ : مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ [2]وَحَدِيثُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ : الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ [3]. وَقَالَ الْحَاكِمُ : حَدَّثُونَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ ذَكَرَ قَوْلَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَقَوْلَهُ : إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا [4]، وَقَوْلَهُ : مَنْ أَحْدَثِ فِي دِينِنَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ فَقَالَ : يَنْبَغِي أَنْ يُبْدَأَ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ فِي كُلِّ تَصْنِيفٍ ، فَإِنَّهَا أُصُولُ الْأَحَادِيثِ . وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ قَالَ : أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ هِيَ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ : حَدِيثُ عُمَرَ : إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَحَدِيثُ : الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَحَدِيثُ إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ ، وَحَدِيثُ : مَنْ صَنَعَ فِي أَمْرِنَا شَيْئًا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ . وَرَوَى عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ ، قَالَ : جَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيعَ أَمْرِ الْآخِرَةِ فِي كَلِمَةٍ : مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ ، وَجَمَعَ أَمْرَ الدُّنْيَا كُلَّهُ فِي كَلِمَةٍ : إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ يَدْخُلَانِ فِي كُلِّ بَابٍ . وَعَنْ أَبِي دَاوُدَ ، قَالَ : نَظَرْتُ فِي الْحَدِيثِ الْمُسْنَدِ ، فَإِذَا هُوَ أَرْبَعَةُ آلَافِ حَدِيثٍ ، ثُمَّ نَظَرْتُ ، فَإِذَا مَدَارُ أَرْبَعَةِ آلَافِ حَدِيثٍ عَلَى أَرْبَعَةِ أَحَادِيثَ : حَدِيثُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ : الْحَلَّالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَحَدِيثُ عُمَرَ : إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ : إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا [5]، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ الْحَدِيثَ ، وَحَدِيثُ : مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيه [6]. قَالَ : فَكُلُّ حَدِيثٍ مِنْ هَذِهِ رُبُعُ الْعِلْمِ . وَعَنْ أَبِي دَاوُدَ أَيْضًا ، قَالَ : كَتَبْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَمِائَةِ أَلْفِ حَدِيثٍ ، انْتَخَبْتُ مِنْهَا مَا تَضَمَّنَهُ هَذَا الْكِتَابُ - يَعْنِي كِتَابَ " السُّنَنِ " - جَمَعْتُ فِيهِ أَرْبَعَةَ آلَافٍ وَثَمَانِمِائَةِ حَدِيثٍ ، وَيَكْفِي الْإِنْسَانَ لِدِينِهِ مِنْ ذَلِكَ أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ : أَحَدُهَا : قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَالثَّانِي : قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ ، وَالثَّالِثُ : قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِنًا حَتَّى لَا يَرْضَى لِأَخِيهِ إِلَّا مَا يَرْضَى لِنَفْسِهِ [7] ، وَالرَّابِعُ : قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ . وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : الْفِقْهُ يَدُورُ عَلَى خَمْسَةِ أَحَادِيثَ : الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ [8] ، وَقَوْلِهِ الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَقَوْلِهِ الدِّينُ النَّصِيحَةُ [9]، وَقَوْلِهِ : مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ [10]. وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ ، قَالَ : أُصُولُ السُّنَنِ فِي كُلِّ فَنٍّ أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ : حَدِيثُ عُمَرَ الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَحَدِيثُ : الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَحَدِيثُ : مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ ، وَحَدِيثُ : ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ ، وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ [11]. وَلِلْحَافِظِ أَبِي الْحَسَنِ طَاهِرِ بْنِ مُفَوِّزٍ الْمُعَافِرِيِّ الْأَنْدَلُسِيِّ : عُمْدَةُ الدِّينِ عِنْدَنَا كَلِمَا ___ تٌ أَرْ بَعٌ مِنْ كَلَامِ خَيْرِ الْبَرِيَّهْ اتَّقِ الشُّبُهَاتِ وَازْهَدْ وَدَعْ ___ مَا لَيْسَ يَعْنِيكَ وَاعْمَلَنَّ بِنِيَّهْ . من : جامع العلوم و الحكم [ ص: -63 - 62] __________________________________________________ ____________________ [1][أخرجه البخاري في "صحيحه" (1 / 6) برقم: (1) ، (1 / 20) برقم: (54) ، (3 / 145) برقم: (2529) ، (5 / 56) برقم: (3898) ، (7 / 3) برقم: (5070) ، (8 / 140) برقم: (6689) ، (9 / 22) برقم: (6953) ومسلم في "صحيحه" (6 / 48) برقم: (1907) ، (6 / 48) برقم: (1907) و غيرهما ] [2][أخرجه البخاري في "صحيحه" (3 / 184) برقم: (2697) ومسلم في "صحيحه" (5 / 132) برقم: (1718) ، (5 / 132) برقم: (1718) و غيرهما ] [3][أخرجه البخاري في "صحيحه" (1 / 20) برقم: (52) ، (3 / 53) برقم: (2051) ، (8 / 10) برقم: (6011) ومسلم في "صحيحه" (5 / 50) برقم: (1599) ، (5 / 51) برقم: (1599) ، (5 / 51) برقم: (1599) ، (5 / 51) برقم: (1599) ، (8 / 20) برقم: (2586) ، (8 / 20) برقم: (2586) ، (8 / 20) برقم: (2586) ، (8 / 20) برقم: (2586) ، (8 / 20) برقم: (2586)] [4][أخرجه البخاري في "صحيحه" (4 / 111) برقم: (3208) ، (4 / 133) برقم: (3332) ، (8 / 122) برقم: (6594) ، (9 / 135) برقم: (7454) ومسلم في "صحيحه" (8 / 44) برقم: (2643) ، (8 / 44) برقم: (2643) ، (8 / 45) برقم: (2645) ، (8 / 45) برقم: (2645) و غيرهما] [5][أخرجه مسلم في "صحيحه" (3 / 85) برقم: (1015) والترمذي في "جامعه" (5 / 95) برقم: (2989) وأحمد في "مسنده" (2 / 1752) برقم: (8463) و غيرهم] [6][مرسل : أخرجه مالك في "الموطأ" (5 / 1328) برقم: (3352 / 684) والترمذي في "جامعه" (4 / 148) برقم: (2318) وأحمد في "مسنده" (1 / 437) برقم: (1756) ، (1 / 438) برقم: (1761) وغيرهم] [7][أخرجه البخاري في "صحيحه" (1 / 12) برقم: (13) ومسلم في "صحيحه" (1 / 49) برقم: (45) ، (1 / 49) برقم: (45) بلفظ : لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ] [8][أخرجه مالك في "الموطأ" (4 / 1078) برقم: (2758 / 600) والحاكم في "مستدركه" (2 / 57) برقم: (2358) والبيهقي في "سننه الكبير" (6 / 69) برقم: (11502)] [9][أخرجه البخاري في "صحيحه" (1 / 21) برقم: (57) ، (1 / 21) برقم: (58) ، (1 / 111) برقم: (524) ، (2 / 106) برقم: (1401) ، (3 / 71) برقم: (2157) ، (3 / 189) برقم: (2714) ، (3 / 189) برقم: (2715) ، (9 / 77) برقم: (7204) ومسلم في "صحيحه" (1 / 54) برقم: (56) ، (1 / 54) برقم: (56) ، (1 / 54) برقم: (56) وغيرهما] [10][أخرجه البخاري في "صحيحه" (9 / 94) برقم: (7288) ومسلم في "صحيحه" (4 / 102) برقم: (1337) ، (7 / 91) برقم: (1337) ، (7 / 91) برقم: (1337) ، (7 / 91) برقم: (1337) ، (7 / 91) برقم: (1337) ، (7 / 91) برقم: (1337) ، (7 / 91) برقم: (1337) وغيرهما] [11][أخرجه الحاكم في "مستدركه" (4 / 313) برقم: (7968) وابن ماجه في "سننه" (5 / 225) برقم: (4102) والطبراني في "الكبير" (6 / 193) برقم: (5972)] من تأمّل اختيارات هؤلاء الأئمة ولو قليلا ، وجد أن أغلب ما اختاروه كأصول لهذا الدين القويم لا يخرج عن جملة الصحيح لذاته ، و هذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على عظيم فقههم ، و دقة النظر عندهم ، فرحمهم الله رحمة واسعة . |
استدراك
أحاديث صحيحة إلا حديث: "من حسن إسلام المرء" فالظاهر أنه مرسل كما رجح ذلك كثير من الحفاظ، وراجع بحثا قيما لعبد الكريم الخضير في محاضرة يشرح فيها هذا الحديث
|
جزاك الله خيرا اخي
هناك طريقان غير الطريق المرسلة عن الحسن -التي قصدها الحفاظ بالارسال- و ممن صحح الحديث من الائمة : شيخ الاسلام ابن تيمية في كتاب الايمان ص 47 وقال : صحيح الامام ابن القيم في : الجواب الكافي ص122 وقال : اسناده صحيح الشيخ العلامة الالباني وقال : صحيح , سنن الترمذي 2317 , سنن ابن ماجه 3226 الشيخ العلامة أحمد شاكر في مسند أحمد : 3/177 , وقال : اسناده صحيح الشيخ شعيب الارناؤوط في مسند أحمد (1733) وقال : حديث حسن لشواهده |
جزاك الله خيرا أخي أبو أيوب على هذا الجمع المبارك
|
امين و اياك
لكنها ليست من جمعي انما هي من جمع الحافظ ابن رجب -رحمنا الله و اياه- |
و هو كذلك أخي أحسن الله اليك
|
آمين و اياك يا طيّب
|
اقتباس:
والطريقان لا يصحا إذا نظرنا إلى قواعد التحديث، وقد ذكرهما الدارقطني في العلل فقال: "وكلاهما وهم، والصحيح عن الزهري عن علي بن الحسين مرسلا، وقيل عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه، ولا يصح" ا.هـ وأشار إلى هذا العقيلي في الضعفاء، ودل عليه صنيع ابن القيسراني في أطراف الغرائب والأفراد. ومن كلام الحافظ الدارقطني يتبين أنهم لم يقتصروا على إعلال طريق بالإرسال دون التعرض للطرق الموصولة. |
نعم معك حقق
لا يصحّ في رفعه شيء ، جزاك الله خيرا اخي |
آمين وإياك أخي
وأذكر إخواني إلى ماقاله أهل العلم في شرحهم لهذه الرواية بأن معنى الحديث صحيح، وأنه من حسن أدب الشخص وحسن دينه ألا يتدخل فيما لا يعنيه |
نعم
احسن الله اليك |
الساعة الآن 03:44 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013