حكم وصف العائل الفقير بقولهم: (الحالة حالة الله)
بــــسم الله الرحمن الرحيــــم مما يوجد في مَحِلّتي ــ و لا أعلم إن كان عُرفاً سائدا في محالَّ أخرى من القطر الجزائري و العالم الإسلامي ــ قولهم وصفاً للعائل الفقير المُعدَم ، الضّعيف الحال ، جوابا على سؤالك عن حاله : [ الحالة حالة الله ] ( تعالى الله عن ذلك ) و هذا على وفق قواعد اللغة العربية تشبيه بليغٌ بحذف أداة التشبيه و تشبيهُك لحال الفقير المعدم بحال الله ، لا يجوز أولا ، و هو ثانيا يوهم أن الله فقير كحال المسئول عنه و إن كان عموم النّاس لا يقصدون معنى ما يدلُّ عليه القول ، لكنّ الألفاظ الموهِمة و الألفاظ المُخالفة للضوابط الشرعية تجتنب و تستبدل و لو كان القصد حسنا روى النسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت، فقال: ((أجعلتني لله نداً؟ ما شاء الله وحده)) رواه أحمد و البخاري في الأدب المفرد و غيرهما و صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (601) و هذا إن لم يكن من مُخلّفات اليهود ( فإنهم عمّروا في جنوب الجزائر أجيالا ) فإنّه يُشبه قولهم عن الله تعالى كما حكى عنهم الله عز و جل في كتابه الكريم : [[ لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ]] آل عمران و قال تعالى عنهم : [[ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ.]] الآية (64) المائدة فإن اليهود يقولون أنّ الله فقير و إن يده مغلولة أي بخيل ــ تعالى الله عما يقولون ــ فلنُصفِّ ألفاظنا و كلامنا من الشرك و الكفر و الفحشاء هذا ما أردتُ بيانه و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل أبو عاصم مصطفى ابن محمد السُّلمي تبلبالة في الثامن و العشرين جمادى الآخرة 1437 هـ |
الساعة الآن 12:05 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013