أَنْ تَعْرِفَ مَا صَنَعَ بِكَ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد حيا الله الإخوة الكرام إخوتي في الله جاء في جامع بيان العلم لابن عبد البر رحمه الله عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: " وَجَدْنَا عِلْمَ النَّاسِ كُلَّهُ فِي أَرْبَعٍ، أَوَّلُهَا أَنْ تَعْرِفَ رَبَّكَ، وَالثَّانِي أَنْ تَعْرِفَ مَا صَنَعَ بِكَ، وَالثَّالِثُ أَنْ تَعْرِفَ مَا أَرَادَ مِنْكَ وَالرَّابِعُ أَنْ تَعْرِفَ مَا تَخْرُجُ مِنْ دِينِكَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا يُخْرِجُكَ مِنْ دِينِكِ " أشكل علي قوله ...أن تعرف ما صنع بك هل من بيان وتوضيح حول قوله أن تعرف ما صنع بك وفقكم الله وسددكم |
الَّذي يظهر أن مقصوده ـ رحمه الله ـ أن تعرف نعم الله عليك، فإنَّ التفكُّر في نعم الله جلَّ وعلا ومعرفَتها من العلوم النَّافعة الَّتي لها في قلب العبد ثمرات جليلة، وأثار جميلة، وقد أورد هذا الأثر الأديب ابن حمدون في تذكرته (1/ 113) في فصل كلام القرابة، وقال:
"معنى هذه الأربع: الأولى: وجوب معرفة الله تعالى التي هي اللُّطف. الثانية: معرفة ما صنع بك من النعم التي يتعيّن عليك لأجلها الشكر والعبادة. الثالثة: أن تعرف ما أراد منك فيما أوجبه عليك وندبك إلى فعله على الحدّ الذي أراده منك فتستحق بذلك الثواب. الرابعة: أن تعرف الشيء الذي يخرجك عن طاعة الله فتجتنبه". |
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
|
يمكن حمله و الله أعلم على الإيمان بالقدر خيره و شره لقوله ما صنع بك و لم يقل صنع لك و كما في حديث ابن الديلمي الذي رواه أحمد و أبو داود و غيرهما و فيه : "ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ،وأن ما أخطاك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا لدخلت النار"
|
احتمال بعيد أخي الكريم، لأنَّ العلم بالقضاء والقدر ليس من العلوم المطلوبة شرعا فضلا عن أن يكون أحد العلوم التي عليها مدار علوم الناس، فالمطلوب في القدر الإيمان به لا العلم به، ثم إن كان المراد العلم به قبل وقوعه فذاك ما لا سبيل إليه لأنه من الغيب الذي استأثر الله بعلمه، وإن كان المراد العلم به بعد وقوعه فلا فضيلة في ذلك لأنه حينئذ من العلوم الحسية التي يشترك الناس جميعا في إدراكها.
|
بارك الله فيك أخي الحبيب
نعم الواجب هو الإيمان بالقدر و لكن كيف يؤمن المرء بشيء و هو لا يعلم منه العلم الواجب الذي يصحح الإيمان بذلك الأمر. و الشاهد على هذا و الله أعلم في حديث ابن الديلمي الذي ذكرته و فيه " وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ،وأن ما أخطاك لم يكن ليصيبك" |
الساعة الآن 06:35 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013