منتديات التصفية و التربية السلفية - [الحــمو الموت] كلام جميل جدّا للشيخ الحافظ محمد بن هادي المدخلي -حَـفظُهُ الله-. لــمن كان لــه قلــب أو ألقــى السمع وهــو شــهيد

هذا يقول، أحسن الله إليكم و جعلنا و إياكم من المتحابين فيه.
أقول و إياك، أمين، نسأل الله – جل و علا – أن جعلنا و إياكم من المتحابين فيه.
يقول أرجوا منكم نصيحة، أنا أعزب غير قادر على الزواج، و قد كنا قبل نخالط زوجات إخواننا، فقد أُشرب قلبي حُبَ إحداهن، فاستغفرت كثيراً و دعوت الله أن يبعدها على قلبي و إلى اليوم و أنا أراها في منامي؟
الجواب:
أقول عليك أن تكثر من دعاء الله – سبحانه و تعالى – أن يخلصك من هذا، و أن تطرح بين يديه، هذا أولاً،
و ثانياً: أنصحك بأن تبادر إلى الزواج،
و ثالثاً: أُريد أن أراك فيما بيني و بينك إذا تيسر لك، فعسى الله – جل و علا – أن ييسر لك أمر الزواج،
و رابعاً: الذي أنصحك به في هذا الوقت الصيام، فإن النبي – صلى الله عليه و سلم - : » يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ «، فإن الصوم يضعف الشهوة،
خامساً. الذي يعرض لك في النوم لا يأخذك الله - جل و علا – عليه، و لكني أُرشدك إلى شيء، و هو إذا جاء وقت نومك فتوضأ و أُذكر الله – جل و علا – و اقرأ آية الكرسي و أُذكر الأذكار الواردة عند النوم، و اسأل الله – جل و علا – أن يمنع عنك الشيطان، فإن هذه الرؤى من الشيطان، و بإذن الله إن فعلت ذلك لا يضرك،
و سادساً: أنصحك بالابتعاد عن الذهاب إلى بيت هذا الأخ، الذي حصل منك ما حصل في قلبك، فلا تدخل هذا البيت إلا إذا كان أخوك فيه تسلم عليه وتنصرف و لا تقابل النساء غير المحارم، و هذا الذي خافه النبي – صلى الله عليه و سلم – علينا معشر الأمة، و حذرنا بقوله: « إيَّاكم والدخولَ على النّساء، قيل أرأيت الحمو – يعني قريب الزوج، أخو الزوج أو قريب الزوج ابن عمه، ابن خاله أو نحو ذلك – قال الحمو الموت » هو الموت النقاع، لأنه إذا دخل إلى بيتك لا يستغرب أحد دخوله، فلا ينكرون الدخول عليه، فيدخل و هو أمن مطمئن، فربما جاء البلاء من هنا، " من مأمنه يؤتى الحذر "»
و أنصحك سابعاً: بالبعد عن التخيلات، أو النظر في الصور المحرمة، أو متابعة القلب في الخطرات و الوساوس و تتصور تصوره لهذه الصورة التي علقت به، و عليك أن تقطع عليه بذكر الله – جل و علا – و قراءة القرآن، و الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، و إن شاء الله تنتفع، و هذا هو من آثار النظر المحرم، و أنتم تعلمون قول النبي – صلى الله عليه و سلم – لعلي – رضي الله عنه - : « لا تُتْبِعْ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ ، فَإِنَّ لَك الأُولَى وَلَيْسَتْ لَك الْثَانِية »، وهذا أنتم تسمعون أسباب البلاء، نتيجة هذا السبب، تسمعون البلاء الذي هو نتيجة لهذا السبب.
كل الحوادث مبدؤها من النظـر ---- ومعظم النار من مستصغر الشـرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها --- فتك الســهام بلا قوس و لا وتر
إلى أن قال:
لا مرحبا بسرور عاد بالضرر
يقصد به أنك تسر أول ما تنظر إلى هذه الصور للمرأة الأجنبية المحرمة، تنظر إلى محاسنها و مفاتنها فتفرح بذلك، لكن في الأخير إيش؟ تأتي النتيجة الضارة السامة، قال فلا مرحبا بسرور، سرور في أوله يعقبه الضرر لا مرحباً به، لا مرحبا بسرور عاد بالضرر، فهذا من نتائج النظر المحرم، و هذا هو الأمر السابع الذي نستنتجه من هذه القصة، و أسأل الله – جل و علا – لي و لابني و لكم جميعاً التوفيق لما يحبه و يرضاه، و البعد عن أسباب مساخطه – جل و علا -.
و أنا أريد إذا كان هذا الأخ لا يشق عليه، فلا بأس، إنما أنا له و لكم بمنزلة الوالد، و هو في ستر من الله – جل و علا – بإذن الله معي، و لكن أعينه بإذن الله بما نستطيع أنا و إياه أن نتوصل به إلى زواجه و إعفافه لنفسه - بإذن الله تعالى – له علي هذا وعد أقطعه على نفسي، وأسأل الله – جل و علا – أن يوفقني و إياه.