منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   تاريخ الدعوة السلفية المباركة ! (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=3941)

أبو عبد الرزاق رزق الله 09 Feb 2010 12:48 PM

تاريخ الدعوة السلفية المباركة !
 
فضيلة العلامة محمد ناصر الدين الألباني : قد يقول البعض : إنها دعوة طارئة وجديدة ، وإن أقدم من تنتسب إليه هو شيخ الإسلام ابن تيمية ، ثم ابن عبد الوهاب في العصر الحالي ، وهذه فكرة خاطئة ، بل هي باطلة ، وإنما الدعوة السلفية هي دعوة الإسلام الصحيح نفسه ، دعوة الكتاب والسنة التي جاء بها محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وكانت خاتمة الدعوات ، وآخر الشرائع ، وآخر الأجيال ، وإنما لم يكن يطلق عليها ذلك ؛ لأنه لم يكن هناك حاجة ، فالمسلمون الأولون كانوا على الإسلام الصحيح ، فلم تكن هناك حاجة أو داعٍ للقول : الإسلام السلفي ، أو الدعوة السلفية .

كما يقرب ذلك إلينا مثلاً العلوم الأخرى ؛ كعلوم العربية ، كان الناس يتكلمون العربية الفصحى دون لحن ودون خطأ فلم يكن هناك حاجة لوضع قواعد النحو ، وإلى اصطلاحات النحو واللغة والبلاعة ، لأنها كانت معروفة سليقة ، وكذلك الدعوة السلفية كان الناس عليها ، ولم يكن هناك شذوذ ولا انحراف ، ولكنها بدأت تظهر شيئًا فشيئًا عندما بدأت الأفكار الأخرى تظهر ، وعندما بدأت هذه الثقافات الأجنبية تؤثر في المسلمين ، فتحرف بعضها ، وتزين لبعضهم أشياء تخالف الإسلام في العقائد وغيرها .

حين ذلك بدأ أئمة المسلمين من صحابة وتابعين ومن بعدهم يوجهون إلى خطورة هذه الدخائل والمحدثات ، فكانت تظهر وتشتد الدعوة شيئًا فشيئًا كلما زادت هذه المحدثات ، والثقافات التي تؤثر في المسلمين ، وكان من أبرز من ميز هذه الدعوة ووضحها بجلاء الإمام أحمد بن حنبل حيث ظهرت فتنة خلق القرآن في زمانه ، وأريد حمل الناس جميعًا على هذه الفكرة المحدثة الباطلة ، فصمد ذلك الصمود المثالي ، ووقف ذلك الموقف الشجاع الرائع ، وكان معه جمهور المسلمين بقلوبهم وأرواحهم ، وكان أولئك المعتزلة في خط آخر خارج النطاق ، فتميزت الدعوتان ، وظهر الخلط بين الاتجاهين : اتجاه الرأي وأصحاب الرأي ، أصحاب تقديم العقل على النقل ، الذين لا يعتدون بنصوص الكتاب والسنة ، ولا يعتدون بهدي السلف الصالح ، وبين من يجعل الأساس الكتاب والسنة ، ويجعل الأساس هدي السلف الصالح .

وهكذا أخذت تتميز الدعوة السلفية شيئًا فشيئًا كلما ازداد المسلمون بعدًا عن دينهم الصافي الحقيقي ، وكلما أخذت الأفكار الأجنبية ، والثقافات الدخيلة على الإسلام تظهر وتشتد ويعلن بها .

وفي زمن شيخ الإسلام ابن تيمية كان ذلك قد استفحل ، وكانت الثقافات والتفسيرات الفكرية قد تضخمت حتى صرفت أكثر المسلمين ، فلم يبق إلا قلة نادرة غريبة عن المجتمع هم الذين بقوا يحافظون على دعوة الكتاب والسنة ، ويتقيدون بطريق السلف الصالح ، فحينئذٍ ظهرت الحاجة الملحة إلى توضيح هذه الدعوة وإلى تمييزها ، وكانت كتابات شيخ الإسلام - رحمه الله - الكثيرة والرائعة التي ميز بها الإسلام الصحيح الذي كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، كانت كتبه إنارة لمن يطلب الهداية ، وكانت فيصلاً بين الحق والباطل ، وقد أقام الحجة على المخالفين بالمناظرات ، وبالرسائل ، وبالكتب ، وفي المجالس ، ولم يبق حجة لمعاند إلا ما يكون بسبب العناد والاستكبار .

فلذلك في زمنه ميزت وظهر هذا الاسم دعوة السلف ، ومنهج السلف ، وطريقة السلف ، وإن كانت قد استعملت هذه الكلمات قبله أيضًا ، وأظن قائل هذا البيت المشهور في العقائد عن مذهب السلف : وكل خير في اتباع من سلف .:. وكل شر في ابتداع من خلف .

أظنه قبل شيخ الإسلام . هذه اللفظة عربية فصيحة ، وظهرت في كلامهم ولكن كما قلت : توضحت وتوطدت أكثر في عهد شيخ الإسلام - رحمه الله - .

وكما قلت : الأفكار الصوفية سيطرت على الناس ، وطرقها المختلفة ، وأفكار علماء الكلام ، والتعصب المذهبي ، والبدعة في الدين ، والأحاديث الضعيفة والموضوعة ، فظهرت غربة الإسلام ، وظهر أنه كان بحاجة ماسة إلى أن يتبين ويتضح حتى يعرف الناس الحق من الباطل ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ، فقد تابع هذه الرسالة وهذه الدعوة تلاميذ الإمام ابن تيمية : ابن القيم ، وابن كثير ، وغيرهما على مر العصور ، لكنهم كانوا محارَبين مضطهدين ، فمات منهم من مات في السجون ، وقتل منهم من قتل ، وعذب من عذب ، وكانت الغلبة المادية في أكثر العصور للمخالفين ، وإن كانت الغلبة المعنوية غلبة الحجة والبرهان لأهل السنة وفاقًا لقوله - عليه الصلاة والسلام - : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ) .

ثم جدد هذه الدعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في نجد ، حينما كانت في ظلام دامس ، وحينما كانت الوثنيات تسيطر على البلاد ، فتثقف بثقافة شيخ الإسلام وأخذ عنه ، وقرأ كتبه ، وأخذ ينشرها ويدعو إليها ، ونال من جراء ذلك الأذى الكثير ، وحرب العوام ، ولكن وفقه الله - عز وجل - مع من أيده من الأمراء السعوديين الأوائل ، كان من ذلك أن ظهرت هذه الدعوة وأثرت في المسلمين ، ووصلت إلى بلدان كثيرة ، وما تزال منها بقية في بلاد السعودية وغيرها .

منقول من شبكة سحاب


الساعة الآن 02:58 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013