منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   التَّنكيل بما جاء به ميلود الباتني من أباطيل في تعقُّبه على الشَّيخ الجليل (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=14837)

أبو البراء 23 Dec 2014 09:37 AM

التَّنكيل بما جاء به ميلود الباتني من أباطيل في تعقُّبه على الشَّيخ الجليل
 
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله النَّبيِّ الأمين، وعلى آله وصحبه ومن اتَّبع هداه إلى يوم الدِّين.
أمَّا بعد:
فقد كتب أبو عبد الرَّحمن بن عيسى الجزائري المعروف بميلود الباتني رسالةً في التَّعقيب على الشَّيخ الكبير والعلَم المستنير أبي عبد المعزِّ محمَّد علي فركوس ـ حفظه الله وأعلى أعلامَه ـ، يُنكر عليه فيها أنَّه استثنى من تكفير سابِّ الله تعالى من غَضِبَ غضبًا شديدًا أفسد عليه قلبه وعقله وأُغلق عليه بسببه، وذلك في جزءٍ صغيرٍ يقعُ في (27) صفحة، عنوانه: «حكمُ سابِّ الله في حال الغضب الشَّديد»، نشرَتها على الشَّبكة «دار الحكمة».
وقد وقعت إليَّ نسخةٌ منها، ولمَّا كان ليس كلُّ من يقرأ ما كُتب ينتبه إلى ما فيه من الإخلال والإيهام والتَّناقض كتبتُ هذه النَّشرة المختصرة في بيان ذلك، وإذ إنَّ كاتبها ـ هداه الله رُشده ـ قد التزم مع الشيَّخ الأدب في الجملة فلم يسفِّه ولم ينحدر إلى درَكات الشَّتائم المعهودة من أضرابه فقد التزمتُ معه الحوار العلميَّ على نحو ما سلكَ هو، وأسأل الله تعالى ـ لي ولَهُ ولسائر المسلمين ـ حسنَ القصد، وسَدَاد القول والعمل، والهداية إلى صراطِ الله المستقيم.
وبين يدي الكلام أقول:
إنَّ الشَّيخ الكبير أبا عبد المعزّ ـ رعى الله عزيز أنفاسِه بكريم ألطافِه ـ قد صارَ محنةً يتميَّز بها السُّنِّي الصَّادق من المبتدع الغارق، كما أنَّه لِمَا حباه الله من القبول في مشارق البلاد ومغاربها، وسيرورة فتاويه فيهم مسيرةَ الشَّمس في مضاربها، صارَ كلُّ من رام الذِّكر والاشتهار يُعلن بالوقيعة فيه، ومن مِنَّة الله على الشَّيخ أن ألهمه الإعراضَ عنهم ليموتوا بداءِ الكمد الَّذي شوى أكبادهم.
فهذا الهالك شمس الدِّين البوروبي قد جعل من ديدنه الطَّعن بالشَّيخ تصريحًا وتلميحًا لمَّا أثخنته سهام الحقِّ الَّتي يقذف بها الشَّيخُ على أمثاله.
ومثلُه البُوق المستأجَر عبد الفتَّاح حمداش الَّذي صار يشهِّر بالشَّيخ على الجرائد ويركب ظهر الوقيعة فيه.
وهكذا الفاجر البذيء عبد القُدُّوس مناصرة الَّذي يعلم كلُّ من وقف على كلامه أنَّه رجل لا يَرقُب الله تعالى فيما يقول، وكلامُه كلامُ من لا يخشى الوقوف بين يدي الجبَّار تبارك وتعالى.
وكذلك فرخُ الحدَّاديَّة الآخر يوسف العنَّابي الَّذي عوَّل على تنقُّص الشَّيخ لإشهار نفسه وإعظامها في أعين العُمْش الَّذين مِن حوله .
وقد التحق بالرَّكب آخرًا عبد الحميد العربي فنكص يسوِّد صفحات «الفيسبوك» ـ لا بارك الله فيه وفي أصحابه ـ ليعلن على نفسه الرَّكض في ميدان الخسارة الَّذي سبقه فيه المفرِّدون في الضَّلال من أهل هذا البلد الطَّيِّب ـ صانَ الله أهله من كلِّ سوء وحماهم من كلِّ مكروه ـ.
أمَّا بعد: فقد ساقَ الميلود ـ أصلحه الله ـ فتوى الشَّيخ في تكفير سابِّ الله تعالى وتقريره ذلك من أدلَّة الكتاب والسُّنَّة وإجماع الحجَّة من أهل العلم، إلى أن استثنى الشَّيخُ من أُغلق على قلبه بسبب الغضب الشَّديد، فإنَّه صار في حكم المجنون فلا أثر لما يفعله ويقوله من جهة الأحكام التَّكليفيَّة، وإن كان لا أثر له في إسقاط شيءٍ من الأحكام الوضعيَّة كالإتلافات وما جرى مجراها.
ثمَّ إنَّه بعد أن ساقَ الفتوى كاملةً شرع في نقدها، وسأسوق كلامه على ترتيبه في جزئه ذاك، وأتبعُه بما يتيسَّر من البيان.

حجَّة المنتقد الأولى وجوابها
قال في أوَّل ما قال: «ولا يُعرف عند أهل العلم المحقِّقين من السَّلف الَّذين يُعتمد قولهم في مثل هذه المسائل كالإمام أحمد والشَّافعي ومالك وإسحاق بن راهويه وأصحابهم ولا عند أتباعهم أنَّهم استثنوا حالة الغضب مطلقًا، لا شديدًا ولا دونه، فكلُّ من نُقل عنه القول بالتَّكفير بالنسبة لسابِّ الله ـ جلَّ وعلا ـ لم يستثنوا أحدًا سوى المكره، فهلَّا سلك مسلكهم».
أقول: نعم، لم يُنقل عنهم التَّفصيل ولا استثناء الغضب الشَّديد، كما لم يُنقل عنهم استثناء النَّائم والمجنون والصَّبي الصَّغير، لأنَّ الأحكام الشَّرعية إنَّما تُقرَّر بحسب القواعد الشَّرعيَّة العامَّة، فقد عُلم أنَّ الكلام فيمن هو أهلٌ للتَّكليف، فلا يحتاج من يتكلَّم فيها أن يستصحب دائمًا استثناءَ من ليس أهلًا للتَّكليف، لأنَّ الفرض أنَّ الكلام في حقِّ المكلَّفين، وممَّا يدلُّ على ذلك ويوقف عليه من كلام المنتقد نفسِه أنَّه سلَّم استثناء المكرَه، فقال (ص/8): «فكلُّ من نُقل عنه القول بالتَّكفير بالنِّسبة لسابِّ الله ـ جلَّ وعلا ـ لم يستثنوا أحدًا سوى المكره»، مع أنَّه ليس في كلام أحدٍ ممَّن نَقَل كلامَه تصريحٌ باستثناء المكرَه، وإنَّما سلَّم به مع أنَّهم لم ينصُّوا على استثنائه لأنَّ الكلام إنَّما هو في المكلَّف مطلقًا بغضِّ النَّظر عمَّا قد يعرض له من الأمور المانعة من التَّكليف، وبهذا علَّل الشَّيخُ أبو عبد المعزّ ـ حفظه الله ـ إخراجَه له من الحكم فقال: «لأنَّ جميع الأقوال والتَّصرُّفات مشروطةٌ بوجود التَّمييز والعقل، فمن لا تمييز له ولا عقل ليس لكلامه في الشَّرع اعتبار..».
وقد أشار البخاري رحمه الله إلى هذا المعنى وهو التَّسوية بين الإكراه والإغلاق في رفع التَّكليف سواءٌ فيما تعلَّق بمسائل الكفر والشِّرك أو بغيرها من الأحكام والفرائض بقوله: «باب الطَّلاق في الإِغلاق والكُرْه، والسَّكران والمجنون وأمرهما، والغلط والنِّسيان في الطلاق والشِّرك وغيره، لقولِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «الأعمَالُ بِالنِّيَّةِ وَلِكُلِّ امرِئٍ مَا نَوَى»، فبيَّن رحمه الله أنَّ الأحكام الَّتي ذكَرها وهي الطَّلاق والشِّرك وغيره كلُّها «يجمعها أنَّ الحكم إنَّما يتوجَّه على العاقل المختار العامد الذَّاكر، وشمل ذلك الاستدلالُ بالحديث، لأنَّ غير العاقل المختار لا نيَّة له فيما يقول أو يفعل، وكذلك الغالطُ والنَّاسي والَّذي يُكره على الشَّيء»، قاله الحافظ في «الفتح» (9/389)، والغرض منه أنَّ البخاريَّ رحمه الله قد سوَّى بين الإكراه وغيره من العوارض لاجتماعه معها في علَّة عدم المآخذة وهي زوال العقل وفساد القصد، وإن أُخذ من عطفه الإغلاقَ على الإكراهِ أنَّه يغاير بينهما ويرى الإغلاق هو الغضب كما هو منقولٌ عن الإمام أحمد وغيره على ما أشار إليه الحافظ في «الفتح» كان هذا أبيَن في الدَّلالة على المقصود من كلامه.
وقال ابن القيم رحمه الله في «إعلام الموقعين» (4/430) بعد أن حكى عن مسروق والشَّافعي وأحمد وأبي داود والقاضي إسماعيل أنَّهم فسَّروا الإغلاق في قول النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا طَلَاقَ وَلَا عِتَاقَ فِي إِغلَاقٍ» بالغضب، قال: «وهو من أحسن التَّفسير، لأنَّ الغضبان قد أُغلق عليه باب القصد لشدَّة غضبه، وهو كالمكره، بل الغضبان أولى بالإغلاق من المكره، لأنَّ المكره قد قصد رفع الشَّرِّ الكثير بالشَّرِّ القليل الَّذي هو دونه، فهو قاصدٌ حقيقة، ومن هاهنا أوقع عليه الطَّلاق من أوقعه، وأمَّا الغضبان فإنَّ انغلاق باب القصد والعلم عنه كانغلاقه عن السَّكران والمجنون، فإنَّ الغضب غولُ العقل يغتاله كما يغتاله الخمر، بل أشدُّ، وهو شعبة من الجنون، ولا يشكُّ فقيه النَّفس في أنَّ هذا لا يقع طلاقه...».
قلت: كما لا يشكُّ فقيه النَّفس في أنَّه لا يقع عليه حكم التَّكفير إن تلفَّظ بكلمة الكفر في ذلك الحال، وهو أولى بالعذر من المكره كما تقدَّم.
وقال رحمه الله (5/455): «المخرج الثَّاني ـ أي من حيلة التَّحليل المحرَّمة ـ: أن يطلِّق أو يحلف في حال غضبٍ شديدٍ وقد حال بينه وبين كمال قصده وتصوُّره، فهذا لا يقع طلاقه، ولا عتقه، ولا وقفه، ولو بدرت منه كلمةُ الكفر في هذا الحال لم يكفر، وهذا نوعٌ من الغلق والإغلاق الَّذي منع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وقوع الطَّلاق والعتاق فيه، نصَّ على ذلك الإمام أحمد وغيره...»، قال: «وقسَّم شيخ الإسلام ابن تيميَّة قدس الله روحه الغضب إلى ثلاثة أقسام:
قسمٌ يزيل العقل كالسُّكر، فهذا لا يقع معه طلاق بلا ريب، وقسمٌ يكون في مبادئه بحيث لا يمنعه من تصوُّرِ ما يقول وقصدِه، فهذا يقع معه الطَّلاق، وقسمٌ يشتدُّ بصاحبه ولا يبلغ به زوال عقله، بل يمنعه من التثبُّت والتَّروِّي ويخرجه عن حال اعتداله، فهذا محلُّ اجتهاد» اهـ.
فتأمَّل إطلاقه أنَّه لو بدرت منه كلمة الكفر في هذا الحال لم يكفر، فهو صريحٌ في المقصود من إسقاط التَّكليف على من أُغلق عليه بابُ القصد بالغضب الشَّديد.
وتأمَّل ما حكاه عن شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله من تسويته في ذلك الحال بالسُّكر، وأنَّ ذلك علَّة عدم وقوع طلاقه، وقد صحَّ من سنَّة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ المتلفِّظ بكلمة الكفر حالَ السُّكر الَّذي لا يدري معه ما يقول ليس مآخذًا به وذلك في قصَّة حمزة ï*¬ عمِّ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، قال عليٌّ رضي الله عنه: «بَقَرَ حمزةُ بطنَ شارفيَّ، فطفق النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يلوم حمزة، فإذا حمزة ثِمِلٌ محمرَّة عيناه، ثمَّ قال حمزة: وهل أنتم إلَّا عبيدٌ لأبي؟ فعرف النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قد ثَمِل، فخرج وخرجنا معه»، أخرجه البخاريُّ ومسلمٌ، قال ابن القيم رحمه الله في «زاد المعاد» (5/210): «وهذا القول لو قاله غير سكرانٍ لكان ردَّةً وكفرًا»، وقد استدلَّ به البخاريُّ رحمه الله على عدم لزوم طلاق السَّكران، فإنَّه لا عقل له، وحكى على أثَرِه عن عثمان رضي الله عنه أنَّه قال: «ليس لمجنونٍ ولا لسكران طلاقٌ»، وقال الطَّحاويُّ محقِّقًا هذا المعنى محتجًّا عليه: «أجمع العلماء على أنَّ طلاق المعتوه لا يقع، فالسَّكران معتوهٌ بسُكره»، نقله ابن بطَّال في «شرح البخاري» (7/413)، والمعتوه هو ناقص العقل، فإذا أُلحق به السَّكران لزوال علقه فالمغلَق عليه بالغضبِ مثلُه، وإذا لم يؤاخِذ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم السَّكران بما قال، وقد صحَّ أنَّه في معنى المجنون عند الصَّحابة والأئمَّة فقد ثبت ثبوتًا بيِّنًا أنَّ الغضبان غضبًا لا يدري معه ما يقول غيرُ مآخذٍ بما قال، وهو المقصود.
ولهذا أفتى من أفتى من العلماء المعتبرين بمثل ما أجاب به الشَّيخ فركوس، قال الشَّيخ الإمام محمَّد بن عثيمن رحمه الله كما في «مجموع فتاويه» (2/154): «فهذا الرَّجل الَّذي ذكر عن نفسه أنَّه سبَّ الدِّين في حال غضب نقول له: إن كان غضبك شديدًا بحيث لا تدري ما تقول ولا تدري حينئذ أأنت في سماءٍ أم أرضٍ وتكلَّمت بكلامٍ لا تستحضره ولا تعرفه فإنَّ هذا الكلام لا حكم له، ولا يُحكم عليك بالرِّدَّة، لأنَّه كلامٌ حصل من غير إرادة وقصد، وكلُّ كلامٍ حصل من غير إرادة وقصد فإنَّ الله سبحانه وتعالى لا يُؤاخِذ به...».


تقويلُ المنتقد الشيخَ ما لم يقله وتحميله كلامَه ما لا يحتمله
ثمَّ قال المنتقد (ص/9): «ثمَّ عرفتُ بعدُ أنَّ (فركوس) ـ كذا كتبَها، كأنَّه عامَلَه معاملةَ الممنوع من الصَّرف وليس كذلك ـ يقيِّد تكفير السَّاب لله ـ جلَّ وعلا ـ بالشُّروط والموانع، وذلك لمَّا وقفت له على فتوى صوتيَّة في موقعه تبيِّن بجلاء أنَّه يقول بهذا القول الباطل»، ثمَّ نقل الفتوى وفيها: «هل إذا كان الرَّجل يسبُّ الله سبحانه وتعالى وهو مجنون، أو هو صبيٌّ أخذ عن غيره، أو هو في مجتمع لا يجعلون مثل هذه الألفاظ غاية ما فيها أنَّها سبٌّ وليست كذلك لمن عاش في مكان يعني يختلف فيه مثل هذا، هل يتحقَّق فيه حكم الكفر مع وجود لربَّما هذه الموانع، فالواجب والحالة هذه لا بدَّ أن ننظر إلى هذه الجوانب بالنِّسبة إلى المعيَّن..»، ثمَّ قال معلِّقا عليها في كلامٍ: «وهذه جناية عظيمةٌ أن يجعل سابَّ الله خاضعًا للشُّروط والموانع، وهي هفوةٌ كبيرةٌ وقع فيها كثيرٌ ممَّن كتب في الموضوع...».
أقول: مع أنَّ الشَّيخ في الفتوى لم يطلق القول بالشُّروط والموانع حتَّى يدخل فيها الجهلُ والتَّأويل والمزاح ونحوها من الأمور الَّتي قد تُعتبر في غير هذا الموضع، بل بيَّن ما يعني بالشُّروط والموانع، وأنَّها عوارض الأهليَّة الَّتي لا يكون الرَّجل بها مكلَّفًا أصلًا، وذلك كالجنون والصِّغر، فما كان ينبغي للمنتقد أن يُلزم الشَّيخ بكونه يرى أنَّ الباب تجري عليه الموانع والشُّروط بإطلاق، فيُفهم أو يوهم ما هو غير مرادٍ للشَّيخ بصريح كلامه.
وقد كنت أظنُّ أنَّ الإيهام في كلامه يقف عند هذا الحدِّ، إلَّا أنَّه زاد فيه وأوغل حتَّى قال (ص/10): «إذ إنَّ من موانع التَّكفير الجهل والتَّأويل، فهل يُعقل أن يجهل أحدٌ ربَّه جلَّ وعلا، وهل يُتصوَّر أن يحصل له تأويل في سبِّ الله جل وعلا..»، وهذه منه دَرَكَة سحيقة في مجانبة الإنصاف، ما كان يليق به أن ينحدر إليها، بل كان يقتضي منه العدلُ الَّذي هو أعزُّ ما يتدثَّر به النَّاقد أن يبحث مع الشَّيخ في الموانع الثَّلاثة الَّتي ذكرها، ولا يأخذ العبارة الجامعة الَّتي يفسِّرها على حسب ما يشتهي ليُلزم الشَّيخ بما لا يقول به ولا يعتقده.
بلى، قد ناقش الشَّيخَ في واحدةٍ من الثَّلاثة الَّتي أبداها ـ وبئس ما صنع في مناقشته إيَّاه فيها ـ ، فإنَّ الشَّيخ ذكر الجنونَ، والصِّغرَ، وكونَ العبارة ليست سبًّا في مجتمع السَّابِّ، فأعرض عن الأوَّلَين لأنَّه ليس عنده ما يدفع كلامَ الشَّيخ فيهما وهما ممَّا اتَّفق عليه المسلمون، واشتغل بمناقضة الشَّيخ في الثَّالث، ففسَّره بما لا يخطر على بالِ مسلمٍ، فضلًا عن الشَّيخ في علمه ومكانه، وهذا نصُّ كلام المنتقد، قال في (ص11): «وقد زاد الأمرَ سوءً عندما قرَّر هنا في هذه الفتوى أنَّ سبَّ الله جلَّ وعلا إذا كان في مجتمعٍ يجعلونه مجرَّد سبٍّ، أي أنَّه نوع من أنواع السِّباب الَّتي يتسابُّون بها فيما بينهم، فمثلًا: واحد يسبُّ شخص آخر (كذا، وهي جملةٌ عاميَّةُ التَّركيب والإعراب) والآخر يردُّ عليه بسبِّ الله جلَّ وعلا، فهذا عند الدُّكتور فركوس ليس سبًّا لله ـ جلَّ وعلا ـ ما دام أنَّه من جملة السِّباب الَّتي يتسابُّ بها أهل ذلك المجتمع، وإن تعجب فاعجب من هذا التَّقرير».
نعم ـ والله ـ يا أبا عبد الرَّحمن! لقد تعجَّبتُ منه فلم أقض العجب، لكن عجبي إنَّما هو من إقدامك على تفسير كلام الشَّيخ بهذا الوجه القبيح الَّذي لا يخطر على بال، كيف ساغ لك أن تظنَّ بالشَّيخ هذا المذهب أو تحمله عليه؟! لئن كان هذا صدقًا ما فهمتَه من كلام الشَّيخ فقد ـ والله ـ قصَّرت في إبطاله وما وفَّيته حقَّه من الإنكار، وإن كنت تظنُّ خلافَ ذلك وعمَّيت على القارئ فالله حسيبك.
أمَّا الشَّيخُ فحاشاه وحاشا كلَّ مسلم يؤمن بالله ربًّا من هذا التَّأويل المنكر البعيد، ولكن مراد الشَّيخ واضحٌ في أنَّه يقرِّر شيئًا واقعًا ملموسًا نعيشه كلُّنا في بلادنا المتَّسعة الأقطار متعدِّدة اللَّهجات والأصول، فالرَّجل قد يتكلَّم في بيته وبين أهله وأمام والديه بعبارةٍ شائعةٍ فيهم مشتهرةٍ فيما بينهم لا يرونها سبًّا ولا يعدُّونها فحشًا، والكلمةُ نفسها هي عند غيرهم سبٌّ وإقذاعٌ وفاحشٌ من القول تتنزَّه عنه مجالسُ أهل العفَّة والحشمة، فإذا تكلَّم الرَّجل بكلمة هي عنده في مجتمعه ليست سبًّا فإنَّما يُنزَّل الحكم عليه بحسب عرفه هو، لا بحسب عرف غيره ممَّن يجعل تلك الكلمة سبًّا، هذا الَّذي لا يُفهم من كلام الشَّيخ سواه، كيف وقد قابل بين المجتمعات ونصَّ على قوله: «وليست كذلك لمن عاش في مكان يعني يختلف فيه مثل هذا»، فبيَّن مراده أتمَّ بيان، والله المستعان.
مع أنَّه قد سلَف للمنتقد أن نقلَ عن الشَّيخ في فتواه المحرَّرة خطًّا قولَه: «فما عدَّه أهلُ العرف سبًّا وانتقاصًا أو عيبًا أو طعنًا ونحو ذلك فهو من السَّبِّ»، فقد اعتبر كلِّ ما هو سبٌّ عرفًا سبًّا مخرجًا من الملَّة، وهو تنصيصٌ يزيل وهمَ الواهِمِ لو أنصف ، ولكن هيهات الإنصافُ من نفسِ ناقدٍ يتطلَّب العيب.
وقد سبق الشَّيخَ إلى تقريره هذا غيرُه من أهل العلم ممَّن نصَّ على ضرورة اعتبار المفتين لأعرافِ النَّاس ومقاصدهم من عباراتهم، حتَّى عدَّ القرافيُّ من لا يعتبر ذلك من المفتين فاسقًا ساقطَ الأهليَّة، بل قرَّر رحمه الله أنَّ من أفتى مهملًا لهذه المدارك الَّتي تتغيَّر بتغيُّر الأعراف فهو خارقٌ للإجماع، فانظر بعضَ كلامه في «الفروق» (3/283).

حجَّة ثانية للمنتقد وجوابها
ثمَّ رجع المنتقد إلى مسألة العذر بالغضب، وعابَ على الشَّيخ استثناءَ الغاضب غضبًا شديدًا مع أنَّه سبق له ـ يعني الشَّيخَ فركوسًا ـ أن قرَّر أنَّه «إنَّما ينبعث عن نفس شيطانية ممتلئةٍ من الغضب..»، ونقلَ نحو عبارته هذه عن شيخ الإسلامِ تقيِّ الدِّين ابن تيميَّة رحمه الله، وعلَّق عليه بقوله: «فهذا كلامٌ صريحٌ من شيخ الإسلام رحمه الله في أنَّ الغضب الشَّديد هو من الأسباب الباعثة على سبِّ الله ـ جلَّ وعلا ـ، وهو يعني بهذا أنَّ الغضب الشَّديد ليس بعذرٍ مسقطٍ للمآخذة».
قلت: قد تقدَّم الجواب الجامعُ عن هذا، وهو أنَّ الغاضب غضبًا يُغلَق عليه به بمنزلة المجنون والصَّغير فاقدِ العقل، فلا تكليف عليه ولا مآخذة بأقواله، وكونه باعثًا على السَّبِّ واضحٌ، ولا يلزم منه أن يشمَل المغلَق عليه لأنَّ كلام الشَّيخ تقيِّ الدِّين هو فيمن الفرضُ أنَّه مكلَّف، وهو من لم يصل الغضب به إلى حدِّ الإغلاق، وما دام أنَّ المنتقد يعلَم أنَّ الغضب درجاتٌ وأنَّ الكلام هو فيمن وصل به الحال إلى الإغلاق، فلم يكن من الجيِّد في حقِّه أن يأخذ كلامه عن أصل الغضب ويحمله على الدَّرجة الَّتي يريد هو، مع وجود الفرق الواضح المؤثِّر بين المسألتين، وكان يكون اكتفاؤه بنقل ابن تيميَّة جاريًا على وفق الأمانة والجادَّة المسلوكة لو أنَّه نصَّ على الغضب الشَّديد الَّذي يُغلَق على صاحبه ـ وهو محلُّ الخلاف ـ أو كان كلامه على مسألة عامَّة تستوي جزئيَّاتها في مدار الحكم ومبناه، وليس الحال هنا كذلك، لأنَّ المغلَق عليه فارقَ أصلَ الغضب بفقد العقل الَّذي هو شرطٌ في التَّكليف.
ــــــ
إفادة: هذه الحلقة الأولى من ثلاث حلقات، تُرفع واحدةٌ كلَّ أسبوع إلى أن تتمَّ في خير ـ إن شاء الله ـ، ثم تُجمع في ملفٍّ واحد (pdf)، وترفع للتحميل.

سليم حموني 23 Dec 2014 10:41 AM

جزاك الله خيرا على حسن التحرير لمثل هذه المسائل التي قد يقع الالتباس فيها لكثير منا.

زين الدين صالحي 23 Dec 2014 10:55 AM

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم أخانا الفاضل أبا البــراء .

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 23 Dec 2014 11:23 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
عجبا لزمن كثر فيه خبثه ... فتجرأ سفيهه على فقيهه ، لكن إعلم حفظك الله أن ما زادهم من أمرهم إلاّ خسارا ، يظنون خيرا بأنفسهم وهم لا يعلمون ، و يمنون أنفسهم العلم و هم جاهلون ، كيف لا و إن علموا ما تكلموا ليهدوا حسناتهم إن كانت لهم لمن بارك الله في علمه ، فهنيئا لك أبا عبد المعز .
أحسنت أخي خالد في تحريرك لهذا المقال ، وحق لك هذا لأننا ما عرفناك إلا مدافعا مبينا لا متعصبا .

أبو عبد الله حيدوش 23 Dec 2014 11:56 AM

جزاك الله خيراً أستاذ" خالد حمودة "
حفظ الله شيخنا العلامة الفقيه" أبي عبد المعز محمد علي فركوس" "
قال بعض السلف""
ولو أن العلماء تركوا الذب عن الحق خوفاً من الخلق لكانوا قد أضاعوا كثيرا و خافوا حقيرآ
وكذلك يقال
ولو أن طلبة العلم تركوا الذب عن علمائهم خوفاً من الخلق لكانوا قد أضاعوا كثيرا و خافوا حقيرآ

عبد الرحمن رحال 23 Dec 2014 12:16 PM

أحسن الله إليك أخانا الفاضل أبا البراء على ما سطرت، فقد أثلجت صدورنا بنصرك للحق، ودحضك للباطل، ودفاعك عن شيخ -حفظه الله-قد صارَ محنةً يتميَّز بها السُّنِّي الصَّادق من المبتدع الغارق.
وما يسعنا أن نقول للمنتقد-هداه الله- إلا كما قال القائل:
يا ناطح الجبلَ العالي ليَكْلِمَه *** أَشفق على الرأسِ لا تُشْفِق على الجبلِ.

أبو حفص محمد ضيف الله 23 Dec 2014 12:57 PM

بارك الله فيك شيخ خالد وجزاك الله خيرا .
وإن هناك من الأمور والكلمات الغامضة الغريبة التي صدرت من ميلود الباتني التي لو طلب منا مشايخنا الإفصاح عنها لفعلنا ، ولكن كما يقال لكل مقام مقال .

أسامة العابد 23 Dec 2014 01:53 PM

شكر
 
بارك الله فيك أبا البراء وجعلها في ميزان حسناتك
ونسأل الله ان يحفظ شيخنا من كيد الكائدين ومكر الماكرين
انه خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ

أبوأنس عبداللطيف الجزائري 23 Dec 2014 02:04 PM

جزاك الله خيرا شيخنا خالد حمودة في دفاعك عن علم من أعلام أهل السنة والجماعة شيخنا الوالد أبي عبدالمعز محمد علي فركوس حفظه الله وكشفك حقيقة هذا المتعالم ميلود الباتني الذي طعن في أحد كبار العلماء الربانيين ومايسعني الا أن اذكر نفسي واخواني تزكية شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله لشيخنا العلامة محمد علي فركوس قال العلامة الإمام و المحدث الهمام ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله -
( وعلماء السنة في كل مكان يحرمون المظاهرات ولله الحمد، ومنهم علماء المملكة العربية السعودية، وعلى رأسهم العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي المملكة سابقاً، والعلامة محمد بن صالح العثيمين، وهيئة كبار العلماء وعلى رأسهم مفتي المملكة الحالي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، وفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان وفضيلة الشيخ صالح اللحيدان، ومحدِّث الشام محمد ناصر الدين الألباني، وعلماء السنة في اليمن وعلى رأسهم الشيخ مقبل الوادعي، وعلماء الجزائر وعلى رأسهم الشيخ محمد علي فركوس، رحم الله من مضى منهم، وحفظ الله وثبّت على السنة من بقي منهم، وجنّب المسلمين البدع والفتن ما ظهر منها وما بطن. )من مقاله : حكم المظاهرات في الإسلام
نِعْمَ الاعتراف بالفضل من أهل الفضل لؤلي الفضل

بلال بريغت 23 Dec 2014 02:33 PM

رد علمي متين بأسلوب مؤدب ، بارك الله فيك وجزاك الله خيرا أخي خالد أثلجت صدورنا

لزهر سنيقرة 23 Dec 2014 04:14 PM

بورك فيك أخي خالد على هذا الرد الرصين والمؤصل على هذا الشاب الذي لو تأدب وتواصل مع الشيخ لفهم ما جهل، لكنه التعالم والتطاول الذي ابتلي به هؤلاء، نسال الله أن يهديهم ويوفق شيخنا ويسدده وينير دربه، ومزيد من التوفيق والتسديد لأخي خالد، وأن ينفع الله به.

أبو سهيل محمد القبي 23 Dec 2014 04:41 PM

ذبّ الله تعالى عن وجهك النار، كما دافعت عن شيخنا أبي عبد المعز ما ألصقه به هذا المتطاول ـ هداه الله ـ

أبو عبد السلام جابر البسكري 23 Dec 2014 04:51 PM

جزاك الله خيرا أخي الحبيب خالد حمودة
والله اشتقنا لدررك النفيسة الغالية ، بارك الله في علمك وعملك وعمرك
- آمين-

أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي 23 Dec 2014 05:22 PM

جزاكم الله خيرا

يوسف بن عومر 23 Dec 2014 05:54 PM

وفقك الله أخانا "خالد"

أبو عبد الرحيم الباتني 23 Dec 2014 08:49 PM

جزاكم الله خيرا ونفع بكم على هذا البيان النافع بإذن الله تعالى، فقد ظهر جليا مجانبة الشيخ ميلود-وفقه الله- للصواب فيما سطره في رده على الشيخ الفاضل محمد علي فركوس-حفظه الله تعالى-، وإن كان ينتسب إلى الحديث ويعد نفسه من أهله، فقد ذكر الخطيب في فاتحة كتابه "الجامع" وصفا مطابقا لحاله حيث قال-رحمه الله-: (وقد رأيت خلقا من أهل الزمان ينتسبون إلى الحديث، ويعدَّون أنفسهم من أهله المتخصصين بسماعه ونقله وهم أبعد الناس مما يدعون، وأقلهم معرفة بما إليه ينتسبون، يرى الواحد منهم إذا كتب عددا قليلا من الأجزاء، واشتغل بالسماع برهة يسيرة من الدهر أنه صاحب حديث على الإطلاق) إلى أن قال : (وهم مع قلة كتبهم له، وعدم معرفتهم به أعظم الناس كبرا، وأشد الخلق تيها وعجبا، لا يراعون لشيخ حرمة، ولا يوجبون لطالب ذمة..)
ثمَّ اعلموا إخواني أنَّ حِقده-أصلحه الله- على الشيخ الفاضل أبي عبد المعز هو ليس وليد اليوم، فقد أيَّد من قبل طعونات العنابي في الشيخ فركوس-حفظه الله- ودافع عنها بغير حق.
وممَّا يدلك على عدم إنصافه وإتباعه للهوى موقفه من مسألة الاختلاط، فإنه كان كثير الإنكار والتشنيع على الشيخ فركوس-حفظه الله- في هذه المسألة وكان كثيرا ما يقول في مجالسه بأن الشيخ فركوس تسبب في فتنة عظيمة بسبب فتواه حول الاختلاط وما إلى ذلك، وفي المقابل كان يجيز لبعض مقربيه العمل في أشد حالات الاختلاط كالعمل في المستشفى والتدريس في المتوسطات والتكوين المهني وغير ذلك بل وعرض على أحدهم الوساطة للعمل في المستشفى، ونحن نذكره بقوله تعالى: ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [البقرة: 44]، وقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ ) [الصف:2،3] ، وقال تعالى إخباراً عن شُعيب -صلى الله عليه وسلم- : ( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ)[هود:88] وقوله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى بالرجل يوم القيامة فليقي في النار ، فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدورُ الحمارُ في الرحا، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان مالك ؟ ألم تك تأمرُ بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ فيقول : بلى كنت أمرُ بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه) [البخاري3397، ومسلم 3989].

أبو عبد الرحمن العكرمي 23 Dec 2014 09:22 PM

بارك الله فيك شيخ خالد على ما ذببت به عن علم و فضل ومكانة العلامة أبي عبد المعز , و مثل هذا الصعفوق لا يغرنّك ادعاءه للأدب , فهو و الأدب نقيضان
و تاريخه معروف يوما مأربي و هو الذي ربى في أحضان مأرب , و يوما حجوريا ركبته العدوى على بُعد الديّار و الله المستعان

أبو مالك أبو بكر حشمان 23 Dec 2014 09:56 PM

جزاك الله خيرا شيخ خالد على ما كتبت يداك، وأعانك على باقي الحلقات وسددك وجعل الصواب حليفك، وحفظ الله الشيخ الجليل ونفعنا بعلمه وأدبه وورعه.
وأسأل الله الهداية لهذا الميلود أصلحه الله .

مراد قرازة 23 Dec 2014 10:00 PM

جزاك الله خيرا وبارك سعيك ووفقك لكل خير ، وذب عن وجهك النار كما ذببت عن شيخنا - حفظه الله -
أما ميلود الباتني فليس هذا أول أمره مع الشايخ ، فقد سبق أن زاره الشيخ عبد الغني في بيته زيارة ملاطفة ومجاملة ، فعامله معاملة أقل ما يقال عنها أنها لا تليق بمن هو في مثل سنه وعلمه وسبقه ( أخبرنا بذلك الشيخ لزهر منذ عدة سنوات ) فانظر إلى حلم المشايخ عنه وانظر إلى موقفه منهم والله المستعان .

أبو عائشة مراد بن معطي 24 Dec 2014 08:44 AM

جزاك الله خيرا أخي خالد
ويرفع في وجوه الحدادية الحجاورة ومن على شاكلتهم ممن جمع بين الحدادية والمميعة وعلى رأسهم عبد الحميد العربي الذي أصبح يطعن في شيخنا العلامة محمد علي فركوس في صفحته على الفايسبوك المشؤومة ويزعم أنه على منهج اهل الحديث والأثر فنسأل الله أن يكفينا شره.

أبوعبد الرحمن صدام حسين شبل 24 Dec 2014 12:08 PM


جزاك الله خيرا أخي خالد.
و حفظ الله الشيخ فركوس و جميع مشايخنا من كل سوء وبلاء.



أبو فهيمة عبد الرحمن البجائي 24 Dec 2014 01:44 PM

بوركت أخي المفضال خالد حفظك الله على بيانك الشافي الكافي الذي أرجو أن يكفي هذا "الشاب" كما وصفه شيخنا لزهر حفظه الله، ولو جاوز سن الشباب؛ فهو شاب في علمه وطريقته في العلم والدعوة، ومَن هو أمام علمِ الجزائر وعالمها بشهادة العلماء: أبو عبد المعز فركوس أيده الله وأعزه. أقول هذا لأنني من جملة الإخوة الذين اطلعوا عن كثب على شيء من حاله، ويعود ذلك إلى سنوات 2009/2011 لما كنت طالبا بجامعة باتنة، وهذه شهادتي أدلي بها ليعرف إخواننا كيف هي معاملة "الشاب ميلود" لمن يكبره سنا وعلما ودعوة وحلما وكذلك سُنَّةً؛ يعني منهج السُنة: علما وعملا؛ وهو شيخنا الوالد الشيخ عبد الغني عوسات حفظه الله تعالى وبارك فيه، فهي طريقته مع الشيخ فركوس والشيخ عبد الغني حيث تُبين المكانة التي يضع فيها هذا الشاب نفسه إزاء هؤلاء الكبار؛ ففي تلك السنة 2009 لما سجلت في كلية الشريعة في باتنة وجدت الطلبة آنذاك –والحق يقال- كما يقال، لا صلة لهم ولا تواصل مع المشايخ الكبار؛ أقصد مشايخ الدعوة في الجزائر–حفظهم الله تعالى ووفقهم-؛ ففي ذلك الوقت انقسم الطلبة إلى فرقتين بالنسبة "للشاب ميلود" ؛ فرقة تلتف حوله؛ يجالسونه ويسألونه، وفرقة لا تثق به وتجتنبه لأمور مخالفة في الفتوى والمنهج كانوا يرونها عنده بالإضافة إلى خلافات منهجية نشبت بينه وبين بعض الشباب السلفي في تلك المدينة، فكانت الشكاوى تصل إلى شيخنا عبد الغني من أبناء المدينة وغيرهم من الطلبة، فكان لابد إذن والحالة هذه من السعي لإصلاح البين وفك الخلاف وإسداء النصح والتوجيه الشرعي لكل طرف، فبدأنا نسعى مع أحد الطلبة المقربين آنذاك إلى "الشاب ميلود" وهو من ولاية المسيلة لتنظيم لقاء بينه وبين شيخنا حفظه الله، -وهنا أمر لا بد من ذكره أود الوقوف عنده وبيانه عرفانا لأهل العرفان، وبشهادة طلبة جامعة باتنة، فإن الفضل في خروجهم من عزلتهم هناك في الجامعة والإقامة وتواصلهم مع مشايخ الدعوة من بعد سنة 2009 إلى الآن؛ فالفضل بعد فضل الله تبارك وتعالى يعود إلى شيخنا الوالد عبد الغني بن الحسن حفظه الله ومتع به؛ فهو الذي كان بدأ جهوده وتنقلاته ورحلاته إلى ولاية باتنة، ثم كذلك بتوجيهاته الرشيدة السديدة وصبره وحنكته المعهودة، كل ذلك لإقامة المحاضرات والدورات والنصح في اختيار الدعاة وغير ذلك، فجزاه الله خير الجزاء وبارك في عمره، وإني أغتنم الفرصة في هذه المداخلة لأوصي الطلبة هناك، وكذا غيرهم في سائر الجامعات، قياسا عليهم واقتداء بهم، أدعوهم أن يواصلوا ولا ينقطعوا ويصبروا ويتصابروا ولا يفتروا، بل يتسلسلوا ويتساندوا فيكون للسالف فيهم خالف، وتستمر الجهود وتتكافل المساعي وتقوى العزائم والهمم لمواصلة درب التعلم والدعوة، والتصفية والتربية –خاصة- وأنتم لضرورة العصر في تلك الجامعات –وأهل مكة أدرى بشعابها- والله تعالى ولي التوفيق-، فقبل أن أنهي مداخلتي، وليعذرني الإخوان على طولها، أقول رغم تلك المساعي لتنظيم لقاء بين "الشاب ميلود" والشيخ عبد الغني لم يتم ذلك، بل ولا حتى مكالمة هاتفية منه للشيخ وهو كان يسافر إلى العاصمة لطبع بعض رسائله ! أقول لم يتم ما كنا نصبوا إليه لأنه بكل بساطة لم يكن يريد ذلك ولم يرغب في الجلوس إلى الشيخ لينصحه ويوجهه وكذلك الشباب الذين كانوا في أوج الخلاف معه، وقد أثبت الوقت ومرور الأعوام أنه لم يكن حقيقة يود مقابلة الشيخ، فسبحان الله، كانت المعادلة -عنده- أن شيخنا عبد الغني هو الذي كان عليه أن يجتهد ويجهد نفسه ويعمل وسائطه ويستفرغ الوقت والوسع للقاء "الشاب ميلود الباتني" ! فهل هكذا كانت سيرة أصحاب الحديث ؟! فكيف كانت سيرة السلف رحمهم الله إذا سمعوا بقدوم شيخ سلفي كبير فيهم ؟ أليسوا هم من يهمون للقائه، ويسعون لرؤيته، ويتخذون الوسائط لمجالسته، هكذا كان دأب الصالحين من الأكابر، أما الأصاغر فمواقفهم كذلك معلومة ولم تعد شيئا مجهولا. فلما الغياب والاختفاء واللامبالاة والتسويف -وهو من عمل الشيطان- والشيخ كان يأتي مرارا وتكرارا ليحاضر وفي نفس الوقت مع وجود المساعي والجهود للالتقاء ؟! ولكنها البصائر لما تعميها حظوظ النفس، وهي الضمائر لما تحيد عن منهج السلف، والله المستعان.
فجزاك الله خيرا أخي خالد وحفظ الله شيحنا أبا عبد المعز وأعزه في الدنيا والآخرة وزاده علما وتوفيقا؛ فإن والله من رآه أحبه، ومن استمع لما يفوه به من عِلم عَلِم أنه عالم، وإنما (لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)، نسأل الله السلامة والعافية.

فتحي إدريس 24 Dec 2014 02:18 PM

جزاك الله خيرًا شيخ خالد على توضيحك للمسائل وتقريبها للأذهان مع درر غوالي حواها المقال، فقد أبان أنَّه لم يفهم كلام الشَّيخ الوقور -حفظه الله- فضلا عن تحقيق المسألة العلميَّة وفهمها والإحاطة بجوانبها، فجاء بيانك حفظك الله كافيا في توضيح مواطن الخلل وتجليتها كافيا شافيا للمردود عليه ومن اطَّلع عليه من غيره ناصرًا لما أفتى به الشيخ -حفظه الله- وقرَّره مع بيان أنَّه لم يخرج في ذلك عن قول الأعلام.
فأسأل الله أن يحفظك بحفظه، وأن يزيدك علما وفهما تسخرهما في الدعوة إلى الله تعالى، وأن ينفع الله بك المسلمين.

عسوس محمد فتحي 24 Dec 2014 05:34 PM

رد علمي مؤصل و دفاع مفتول عضل عن والدنا الشيخ فركوس, أسأل الله العظيم أن يجزيك عن هذا العمل خير الجزاء و أن يجعله في ميزان حسناتك

إبراهيم بويران 24 Dec 2014 05:36 PM

جزاك الله خيرا أخي خالد، و وفقك، ذبَّ الله عن وجهك النار يوم القيامة و زادك علمًا وهدًى .

أبو معاذ محمد مرابط 24 Dec 2014 06:56 PM

من سلّ سيف البغي أغمده في رأسه !!


أكثر ما يشتبه النقد العلمي عند فئام من (طغاة المحابر) بمجالس الزجل والغزل.
فيخيّل لهم في نواديهم وقد غشيهم سَكَر العظمة وغمرتهم نشوة التجبر أن الأرض قد خلت لحافرهم.
وأن الضياغم قد رضيت بمرابذها مهربا منهم خشية المواجهة
ووالله ما خافت وما جبنت، وليس الجبن بسجية لها
بل ترفّعت عن مواطن الجيف التي تستهوي الضباع
فحال الميلود لا يختلف عن حال الضباع تلك، فكم شرَّق وغرّب بجيفته النتنة؟!
وكم تفاخر وتجاسر في غيبة الأسود، وقد استعجل بتصرفه الطائش عقاب الله وسخط عباده
وكفى بردود أهل السنة عقوبة وفضيحة
ورحم الله القائل: من ألّف فقد وضع عقله ليراه الناس
فقد رأينا يا ميلود ما وضعته في مسودتك ونظرنا فيه فوجدنا ما يشبه عقول البشر!
بشكله الغريب ومكوناته العجيبة، فحمدنا الله وقلنا: اللهم لا تحرمنا من نعمة العقل
فالنجاة النجاة يا ميلود!
فجميع الطرق مسدودة! وأيادي التوبة إليك ممدودة! لا تلحقنّك حلقات حمودة
اللهم احفظ لأهل السنة شيخهم الكبير وعالمهم النحرير محمد علي فركوس
وبارك فيما يبذله أخي خالد لهذه الدعوة المباركة من خير وعلم ونفع
والحمد لله رب العالمين

أبو إكرام وليد فتحون 24 Dec 2014 07:06 PM


جزاك الله خيرا و بارك فيك
أخي خالد.
و حفظ الله ووفق الشيخ فركوس و جميع مشايخنا .


أنقل للمناسبة موضوع أخينا بارك الله فيه
سيدهم حسين
و أحسن الله اليه


سب الدين في حال الغضب ومراتب الغضب
الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله
يقول سائل: إذا غضب شخص واشتد به الغضب، وحصل منه سبٌّ للدين. فما حكمه؟ وإن كان متزوجاً فما حكم زوجته منه إذا كان بهذا قد خرج عن الإسلام؟


هذه مسألة عظيمة ولها شأن خطير، فسبّ الدين من أعظم الكبائر والنواقض للإسلام، فإن سبّ الدين ردّة عند جميع أهل العلم، وهو شر من الاستهزاء، قال الله تعالى: قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ* لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[1].
وكانت جارية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم تسبّ النبي صلى الله عليه وسلم، فقتلها سيدُها لما لم تتب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا اشهدوا إن دمها هدر))[2].
فسبّ الدين يوجب الردة عن الإسلام، وسبّ الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك يوجب الردة عن الإسلام، ويكون صاحبه مُهْدَر الدم، وماله لبيت المال، لكونه مرتداً أتى بناقض من نواقض الإسلام، لكن إذا كان عن شدة غضب واختلال عقل فله حكم آخر.
والغضب عند أهل العلم له ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: أن يشتد غضبه حتى يفقد عقله، وحتى لا يبقى معه تمييز من شدة الغضب. فهذا حكمه حكم المجانين والمعاتية؛ لا يترتب على كلامه حكم؛ لا طلاقه، ولا سبّه، ولا غير ذلك، ويكون كالمجنون لا يترتب عليه حكم.
المرتبة الثانية: دون ذلك، أن يشتد معه الغضب ويغلب عليه الغضب جدًّا حتى يغير فكره، وحتى لا يضبط نفسه ويستولي عليه استيلاءً كاملاً، حتى يصير كالمكره والمدفوع الذي لا يستطيع التخلص مما في نفسه، لكنه دون الأول، فلم يَزُلْ شعوره بالكيلة، ولم يفقد عقله بالكلية، لكن معه شدة غضب بأسباب المسابة والمخاصمة والنزاع بينه وبين بعض الناس كأهله أو زوجته أو ابنه أو أميره أو غير ذلك.
فهذا اختلف فيه العلماء؛ فمنهم من قال: حكمه حكم الصاحي وحكم العاقل؛فتنفذ فيه الأحكام، فيقع طلاقه، ويرتد بسبّه الدين، ويحكم بقتله ورِدَّته، ويُفرَّق بينه وبين زوجته.
ومنهم من قال: يُلحق بالأول الذي فقد عقله؛ لأنه أقرب إليه، ولأن مثله مدفوع مكره إلى النطق، لا يستطيع التخلص من ذلك لشدة الغضب.
وهذا قول أظهر وأقرب، وأن حكمه حكم من فقد عقله في هذا المعنى، أي في عدم وقوع طلاقه، وفي عدم ردْته؛ لأنه يشبه فاقد الشعور بسبب شدة غضبه واستيلاء سلطان الغضب عليه حتى لم يتمكن من التخلص من ذلك.
واحتجوا على هذا بقصة موسى عليه الصلاة والسلام، فإنه لما وجد قومه على عبادة العجل اشتد غضبه عليهم، وجاء وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه من شدة الغضب، فلم يؤاخذه الله لا بإلقاء الألواح، ولا بجر أخيه هارون وهو نبي مثله، ولو ألقاها تهاوناًَ بها وهو يعقل لكان هذا عظيماً، ولو جرَّ إنسان النبي بلحيته أو رأسه وآذاه لصار هذا كفراًَ.
لكن لما كان موسى في شدة الغضب العظيم لله عزَّ وجلَّ على ما جرى من قومه سامحه الله، ولم يؤاخذه بإلقاء الألواح ولا بجر أخيه.
هذه من حجج الذين قالوا: إن طلاق هذا الذي اشتد به الغضب لا يقع، وهكذا سبّه لا تقع به ردّة، وهو قول قوي وظاهر، وله حجج أخرى كثيرة بسطها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والعلامة ابن القيم، واختار هذا القول.
وهذا القول أرجح عندي وهو الذي أُفتي به؛ لأن من اشتد غضبه ينغلق عليه قصده، ويشبه المجنون بتصرفاته وكلامه القبيح، فهو أقرب إلى المنجون والمعتوه منه إلى العاقل السليم، وهذا قول أظهر وأقوى.
ولكن لا مانع من كونه يُؤدَّب بعض الأدب إذا فعل شيئاً من أسباب الردّة أو من وجوه الردّة، وذلك من باب الحيطة، ومن باب الحذر من التساهل بهذا الأمر، أو وقوعه منه مرة أخرى إذا أدَّب بالضرب أو بالسجن أو نحو ذلك، وهذا قد يكون فيه مصلحة كبيرة، لكن لا يحكم عليه بحكم المرتدين من أجل ما أصابه من شدة الغضب التي تشبه حال الجنون، والله المستعان.ُ
المرتبة الثالثة: فهو الغضب العادي، الذي لا يزول معه العقل، ولا يكون معه شدة تضيِّق عليه الخناق، وتفقده ضبط نفسه، بل هو دون ذلك، غضب عادي يتكدّر ويغضب، ولكنه سليم العقل سليم والتصرف.
فهذا عند أهل العلم تقع تصرفاته، ويقع بيعه وشراؤه وطلاقه وغير ذلك؛لأن غضبه خفيف لا يغير عليه قصده ولا قلبه. والله أعلم.
[1] سورة التوبة الآية 65،66.
[2]رواه أبو داود: كتاب: الحدود، باب: الحكم فيمن سب النبي صلى الله عليه وسلم، رقم (4361)، والنسائي: كتاب: تحريم الدم، باب: الحكم فيمن سب النبي – صلى الله عليه وسلم-، رقم (4070).
فتاوى نور على الدرب المجلد الأول



سُئل الشيخ العلامة العثيمين رحمه الله :
شيخنا: ما حكم من سب الدين والرب وذلك إذا نشأ بين قوم قد اعتادوا هذا الأمر في ساعة غضب، وكذلك كيف تكون معاملته إذا كان يعتقد نفسه مسلماً؟ الجواب: قال أهل العلم: من سب الله أو رسوله أو كتابه أو دينه فهو كافر جاداً أو لاعباً، واستدلوا بقول الله تعالى عن المنافقين الذين كانوا يسبون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65-66] وجاء رجل منهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: إنما كنا نتحدث حديث الركب، لنقطع به عنا الطريق، فكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد على أن يقول له: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65-66]. أما إذا قالها عند غضب شديد بحيث لا يملك نفسه ولا يدري ما يقول فإنه لا يكفر بذلك؛ لأنه غير مريد للقول (2) ، ولهذا لو طلق الإنسان زوجته في غضب شديد لا يملك نفسه عنده فإن زوجته لا تطلق؛ لأنه لم يرد طلاقها، وتعلمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم حدث عن فرح الله سبحانه وتعالى بتوبة العبد، وأنه أشد فرحاً بذلك من رجل كان في السفر ومع بعيره عليها طعامه وشرابه، فضلت عنه، فطلبها ولم يجدها، فنام تحت شجرة ينتظر الموت، ما بقي عليه إلا أن يموت، فإذا بخطام الناقة متعلقاً بالشجرة، فأخذه وقال: (اللهم أنت عبدي وأنا ربك) يريد أن يقول: أنت ربي وأنا عبدك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أخطأ من شدة الفرح) ولم يقل: هذا كافر..فالمهم أن من سب الله أو رسوله أو دينه أو كتابه جاداً كان أو هازلاً فهو كافر. أما من فعل ذلك غاضباً وهو لم يملك نفسه ولا يدري ما يقول فإنه لا يكفر؛ لأنه لا اعتداد بقوله بل هو حكم المجنون، ولكن ينبغي عليه إذا أفاق وذهب عنه الغضب أن يراجع نفسه ويستغفر الله تعالى ويطهر لسانه من هذا الشيء القبيح. ويتعود ذكر الله تعالى والثناء عليه، فإذا تعود لسانه ذلك فإنه لن ينطق بالسباب ولو عند الغضب." اهـ

"لقاءات الباب المفتوح" للعلامة العثيمين رحمه الله طبعة مكتب دار البصيرة بالإسكندرية ، اللقاء الرابع والستون سؤال رقم 1458 صحيفة رقم 405 ، 406 ، 407.

أبو سهيل عبد الوهاب 24 Dec 2014 09:09 PM

جزاك الله خيرا أبا البراء ونفع بك

أبو عبد الباري أحمد صغير 24 Dec 2014 11:42 PM

جزاك الله خيرا أخانا خالدا وذب عن وجهك النار كما ذببت عن شيخنا ووالدنا أبي عبد المعز رفع الله قدره
أما هذا المسكين فأقول له أشفق على نفسك ولا تتنكب سبيل الحق فتندم وأظن أن هذا البيت يشفيه ويرويه
(فيما يضير البحرأمسى زاخرا**إن رمى فيه غلام بحجر )

محمد فوزي علية 25 Dec 2014 09:56 AM

جزاك الله خيرا و زادك علما و توفيقا

عبد الرحمن رحال 25 Dec 2014 12:24 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه. وبعد:
فأردت أن أنبه إخواني الأفاضل-حفظهم الله- إلى أن جواب الشيخ ابن العثيمين-رحمه الله- على السؤال الذي طرح عليه والذي نصه كالآتي: شيخنا: ما حكم من سب الدين والرب وذلك إذا نشأ بين قوم قد اعتادوا هذا الأمر في ساعة غضب، وكذلك كيف تكون معاملته إذا كان يعتقد نفسه مسلماً؟ جواب يخالف بعض مسموعه مكتوبه إذ أن هناك نقص في بعض الكلام المكتوب و زيادة لا توجد في الشريط المسموع، فقد كنت حملت الشريط من اللقاء المفتوح وسمعته كله فوجدت ما وجدت من زيادة ونقص في بعض الكلام وليس كله.

وهذه زيادة مكتوبة لا توجد في الشريط المسموع: " ...بل هو حكم المجنون، ولكن ينبغي عليه إذا أفاق وذهب عنه الغضب أن يراجع نفسه ويستغفر الله تعالى ويطهر لسانه من هذا الشيء القبيح. ويتعود ذكر الله تعالى والثناء عليه، فإذا تعود لسانه ذلك فإنه لن ينطق بالسباب ولو عند الغضب." وهذا يدل أنها مقحمة من كلام الشيخ في موضع آخر أو من عند الناشر. و من عنده زيادة علم فلا يبخل علينا بالتنبيه.

و لا بأس أن نذكر بهذا التنبيه الهام:
بسم الله الرحمن الرحيم

حيث أن دار النشر في الإسكندرية التي تسمي نفسها:(دار البصيرة - 24 س كانوب - كامب شيزار)قد تمادت في الاعتداء على تراث فضيلة الشيخ والدنا محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - والمتاجرة به والعبث بمضمونه مستغلة بذلك مكانة الشيخ العلمية رحمه الله وقبوله لدى فئات المجتمع في جميع البلاد الاسلامية،فإن مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية هي المسؤولة الوحيدة عن طباعة مؤلفات فضيلة الشيخ والدنا- رحمه الله تعالى- ونشرها والعناية بها وحمايتها من العبث بعون الله تعالى , تُحذر وتُنبه الجميع وتدعو القراء جميعهم لمنع شراء وبيع وتوزيع وتداول تلك المطبوعات الصادرة من دار البصيرة في الاسكندرية.

كما تحتفظ المؤسسة بحقوقها ضد اعتداءات دار البصيرة في الاسكندرية , وتطالبها بكف يدها عن هذه المتاجرة والخداع لإخواننا المسلمين وعدم احترام حقوق المؤلف - رحمه الله تعالى- وحسبنا الله ونعم الوكيل.



رئيس المؤسسة

عبدالله بن محمد بن صالح العثيمين
http://www.ibnothaimeen.com/all/shai...le_17728.shtml

عماد معوش 25 Dec 2014 04:59 PM

جزاكم الله خيرا

عبد الحميد الهضابي 25 Dec 2014 09:04 PM

جزاك الله خيرا أخي خالد على هذا البيان والإيضاح المبني على الحجج الدامغة وجعله في ميزان حسناتك

أبو أسامة عيسى الشلفي 27 Dec 2014 02:31 PM

جزاك الله خير أيها الفاضل

مراد براهيمي 29 Dec 2014 09:51 PM

جزاكم الله خيراً أبا البراء ، وبارك الله في هذا العطاء، وما رقمتموه بحبر الخير والوفاء.
وأسأل الله أن يمتّعنا بمثل هذه التعقيبات والتحريرات العالية....
وحفظ الله شيخنا الكبير والعلَم المستنير أبي عبد المعزِّ محمَّد علي فركوس وأعلى مقامه في الدارين ..


إذا جالسْتَ أحدا وسمعتَ الشيخ فركوس يُهان ؛ ففرّ منه فرارك من الجُذام، وإن استطعتَ أن تُحذّر منه فافعل فإنما هو شيطان .

وأقول لعبد الحميد العربي ، والميلود الباتني : لا تكونُ البذاءَةُ من خِفّة الدّمِ أبَدًا، وليس فاضِلا من احتَقَرَ النّاس، وبدايةُ الهلاكِ إعجابُ المرء بنفسِه ورأيِه .

"إن الحَسَدَ هو غَمّّ يلحَقُ الإنسان بسبب خير نال مُستَحِقّه، ثم يتبَعُ هذا الانفعال الرّديء أفعال أُخر رَديئة، فمنها أن يتمنّى زوالَ ذلك الخير عن المُستحِق، ويتبعُ هذا التّمني أن يسعى فيه بضروب الفساد فيتأدّى إلى شرور كثيرة .
فمن عَرَضَ لهُ عارضُ الحَسَدِ الّذي حدّدْناه فهو شِرّير، والشّرير لا يكونُ فاضِلا" .
شوامل أبي علي مِسْكويه على هوامل أبي حيّان التّوحيدي / ص 90
.


الساعة الآن 08:08 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013