منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   التَّنكيل بما جاء به ميلود الباتني من أباطيل في تعقُّبه على الشَّيخ الجليل (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=14837)

أبو عبد الرحيم الباتني 23 Dec 2014 08:49 PM

جزاكم الله خيرا ونفع بكم على هذا البيان النافع بإذن الله تعالى، فقد ظهر جليا مجانبة الشيخ ميلود-وفقه الله- للصواب فيما سطره في رده على الشيخ الفاضل محمد علي فركوس-حفظه الله تعالى-، وإن كان ينتسب إلى الحديث ويعد نفسه من أهله، فقد ذكر الخطيب في فاتحة كتابه "الجامع" وصفا مطابقا لحاله حيث قال-رحمه الله-: (وقد رأيت خلقا من أهل الزمان ينتسبون إلى الحديث، ويعدَّون أنفسهم من أهله المتخصصين بسماعه ونقله وهم أبعد الناس مما يدعون، وأقلهم معرفة بما إليه ينتسبون، يرى الواحد منهم إذا كتب عددا قليلا من الأجزاء، واشتغل بالسماع برهة يسيرة من الدهر أنه صاحب حديث على الإطلاق) إلى أن قال : (وهم مع قلة كتبهم له، وعدم معرفتهم به أعظم الناس كبرا، وأشد الخلق تيها وعجبا، لا يراعون لشيخ حرمة، ولا يوجبون لطالب ذمة..)
ثمَّ اعلموا إخواني أنَّ حِقده-أصلحه الله- على الشيخ الفاضل أبي عبد المعز هو ليس وليد اليوم، فقد أيَّد من قبل طعونات العنابي في الشيخ فركوس-حفظه الله- ودافع عنها بغير حق.
وممَّا يدلك على عدم إنصافه وإتباعه للهوى موقفه من مسألة الاختلاط، فإنه كان كثير الإنكار والتشنيع على الشيخ فركوس-حفظه الله- في هذه المسألة وكان كثيرا ما يقول في مجالسه بأن الشيخ فركوس تسبب في فتنة عظيمة بسبب فتواه حول الاختلاط وما إلى ذلك، وفي المقابل كان يجيز لبعض مقربيه العمل في أشد حالات الاختلاط كالعمل في المستشفى والتدريس في المتوسطات والتكوين المهني وغير ذلك بل وعرض على أحدهم الوساطة للعمل في المستشفى، ونحن نذكره بقوله تعالى: ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [البقرة: 44]، وقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ ) [الصف:2،3] ، وقال تعالى إخباراً عن شُعيب -صلى الله عليه وسلم- : ( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ)[هود:88] وقوله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى بالرجل يوم القيامة فليقي في النار ، فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدورُ الحمارُ في الرحا، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان مالك ؟ ألم تك تأمرُ بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ فيقول : بلى كنت أمرُ بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه) [البخاري3397، ومسلم 3989].

أبو عبد الرحمن العكرمي 23 Dec 2014 09:22 PM

بارك الله فيك شيخ خالد على ما ذببت به عن علم و فضل ومكانة العلامة أبي عبد المعز , و مثل هذا الصعفوق لا يغرنّك ادعاءه للأدب , فهو و الأدب نقيضان
و تاريخه معروف يوما مأربي و هو الذي ربى في أحضان مأرب , و يوما حجوريا ركبته العدوى على بُعد الديّار و الله المستعان

أبو مالك أبو بكر حشمان 23 Dec 2014 09:56 PM

جزاك الله خيرا شيخ خالد على ما كتبت يداك، وأعانك على باقي الحلقات وسددك وجعل الصواب حليفك، وحفظ الله الشيخ الجليل ونفعنا بعلمه وأدبه وورعه.
وأسأل الله الهداية لهذا الميلود أصلحه الله .

مراد قرازة 23 Dec 2014 10:00 PM

جزاك الله خيرا وبارك سعيك ووفقك لكل خير ، وذب عن وجهك النار كما ذببت عن شيخنا - حفظه الله -
أما ميلود الباتني فليس هذا أول أمره مع الشايخ ، فقد سبق أن زاره الشيخ عبد الغني في بيته زيارة ملاطفة ومجاملة ، فعامله معاملة أقل ما يقال عنها أنها لا تليق بمن هو في مثل سنه وعلمه وسبقه ( أخبرنا بذلك الشيخ لزهر منذ عدة سنوات ) فانظر إلى حلم المشايخ عنه وانظر إلى موقفه منهم والله المستعان .

أبو عائشة مراد بن معطي 24 Dec 2014 08:44 AM

جزاك الله خيرا أخي خالد
ويرفع في وجوه الحدادية الحجاورة ومن على شاكلتهم ممن جمع بين الحدادية والمميعة وعلى رأسهم عبد الحميد العربي الذي أصبح يطعن في شيخنا العلامة محمد علي فركوس في صفحته على الفايسبوك المشؤومة ويزعم أنه على منهج اهل الحديث والأثر فنسأل الله أن يكفينا شره.

أبوعبد الرحمن صدام حسين شبل 24 Dec 2014 12:08 PM


جزاك الله خيرا أخي خالد.
و حفظ الله الشيخ فركوس و جميع مشايخنا من كل سوء وبلاء.



أبو فهيمة عبد الرحمن البجائي 24 Dec 2014 01:44 PM

بوركت أخي المفضال خالد حفظك الله على بيانك الشافي الكافي الذي أرجو أن يكفي هذا "الشاب" كما وصفه شيخنا لزهر حفظه الله، ولو جاوز سن الشباب؛ فهو شاب في علمه وطريقته في العلم والدعوة، ومَن هو أمام علمِ الجزائر وعالمها بشهادة العلماء: أبو عبد المعز فركوس أيده الله وأعزه. أقول هذا لأنني من جملة الإخوة الذين اطلعوا عن كثب على شيء من حاله، ويعود ذلك إلى سنوات 2009/2011 لما كنت طالبا بجامعة باتنة، وهذه شهادتي أدلي بها ليعرف إخواننا كيف هي معاملة "الشاب ميلود" لمن يكبره سنا وعلما ودعوة وحلما وكذلك سُنَّةً؛ يعني منهج السُنة: علما وعملا؛ وهو شيخنا الوالد الشيخ عبد الغني عوسات حفظه الله تعالى وبارك فيه، فهي طريقته مع الشيخ فركوس والشيخ عبد الغني حيث تُبين المكانة التي يضع فيها هذا الشاب نفسه إزاء هؤلاء الكبار؛ ففي تلك السنة 2009 لما سجلت في كلية الشريعة في باتنة وجدت الطلبة آنذاك –والحق يقال- كما يقال، لا صلة لهم ولا تواصل مع المشايخ الكبار؛ أقصد مشايخ الدعوة في الجزائر–حفظهم الله تعالى ووفقهم-؛ ففي ذلك الوقت انقسم الطلبة إلى فرقتين بالنسبة "للشاب ميلود" ؛ فرقة تلتف حوله؛ يجالسونه ويسألونه، وفرقة لا تثق به وتجتنبه لأمور مخالفة في الفتوى والمنهج كانوا يرونها عنده بالإضافة إلى خلافات منهجية نشبت بينه وبين بعض الشباب السلفي في تلك المدينة، فكانت الشكاوى تصل إلى شيخنا عبد الغني من أبناء المدينة وغيرهم من الطلبة، فكان لابد إذن والحالة هذه من السعي لإصلاح البين وفك الخلاف وإسداء النصح والتوجيه الشرعي لكل طرف، فبدأنا نسعى مع أحد الطلبة المقربين آنذاك إلى "الشاب ميلود" وهو من ولاية المسيلة لتنظيم لقاء بينه وبين شيخنا حفظه الله، -وهنا أمر لا بد من ذكره أود الوقوف عنده وبيانه عرفانا لأهل العرفان، وبشهادة طلبة جامعة باتنة، فإن الفضل في خروجهم من عزلتهم هناك في الجامعة والإقامة وتواصلهم مع مشايخ الدعوة من بعد سنة 2009 إلى الآن؛ فالفضل بعد فضل الله تبارك وتعالى يعود إلى شيخنا الوالد عبد الغني بن الحسن حفظه الله ومتع به؛ فهو الذي كان بدأ جهوده وتنقلاته ورحلاته إلى ولاية باتنة، ثم كذلك بتوجيهاته الرشيدة السديدة وصبره وحنكته المعهودة، كل ذلك لإقامة المحاضرات والدورات والنصح في اختيار الدعاة وغير ذلك، فجزاه الله خير الجزاء وبارك في عمره، وإني أغتنم الفرصة في هذه المداخلة لأوصي الطلبة هناك، وكذا غيرهم في سائر الجامعات، قياسا عليهم واقتداء بهم، أدعوهم أن يواصلوا ولا ينقطعوا ويصبروا ويتصابروا ولا يفتروا، بل يتسلسلوا ويتساندوا فيكون للسالف فيهم خالف، وتستمر الجهود وتتكافل المساعي وتقوى العزائم والهمم لمواصلة درب التعلم والدعوة، والتصفية والتربية –خاصة- وأنتم لضرورة العصر في تلك الجامعات –وأهل مكة أدرى بشعابها- والله تعالى ولي التوفيق-، فقبل أن أنهي مداخلتي، وليعذرني الإخوان على طولها، أقول رغم تلك المساعي لتنظيم لقاء بين "الشاب ميلود" والشيخ عبد الغني لم يتم ذلك، بل ولا حتى مكالمة هاتفية منه للشيخ وهو كان يسافر إلى العاصمة لطبع بعض رسائله ! أقول لم يتم ما كنا نصبوا إليه لأنه بكل بساطة لم يكن يريد ذلك ولم يرغب في الجلوس إلى الشيخ لينصحه ويوجهه وكذلك الشباب الذين كانوا في أوج الخلاف معه، وقد أثبت الوقت ومرور الأعوام أنه لم يكن حقيقة يود مقابلة الشيخ، فسبحان الله، كانت المعادلة -عنده- أن شيخنا عبد الغني هو الذي كان عليه أن يجتهد ويجهد نفسه ويعمل وسائطه ويستفرغ الوقت والوسع للقاء "الشاب ميلود الباتني" ! فهل هكذا كانت سيرة أصحاب الحديث ؟! فكيف كانت سيرة السلف رحمهم الله إذا سمعوا بقدوم شيخ سلفي كبير فيهم ؟ أليسوا هم من يهمون للقائه، ويسعون لرؤيته، ويتخذون الوسائط لمجالسته، هكذا كان دأب الصالحين من الأكابر، أما الأصاغر فمواقفهم كذلك معلومة ولم تعد شيئا مجهولا. فلما الغياب والاختفاء واللامبالاة والتسويف -وهو من عمل الشيطان- والشيخ كان يأتي مرارا وتكرارا ليحاضر وفي نفس الوقت مع وجود المساعي والجهود للالتقاء ؟! ولكنها البصائر لما تعميها حظوظ النفس، وهي الضمائر لما تحيد عن منهج السلف، والله المستعان.
فجزاك الله خيرا أخي خالد وحفظ الله شيحنا أبا عبد المعز وأعزه في الدنيا والآخرة وزاده علما وتوفيقا؛ فإن والله من رآه أحبه، ومن استمع لما يفوه به من عِلم عَلِم أنه عالم، وإنما (لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)، نسأل الله السلامة والعافية.

فتحي إدريس 24 Dec 2014 02:18 PM

جزاك الله خيرًا شيخ خالد على توضيحك للمسائل وتقريبها للأذهان مع درر غوالي حواها المقال، فقد أبان أنَّه لم يفهم كلام الشَّيخ الوقور -حفظه الله- فضلا عن تحقيق المسألة العلميَّة وفهمها والإحاطة بجوانبها، فجاء بيانك حفظك الله كافيا في توضيح مواطن الخلل وتجليتها كافيا شافيا للمردود عليه ومن اطَّلع عليه من غيره ناصرًا لما أفتى به الشيخ -حفظه الله- وقرَّره مع بيان أنَّه لم يخرج في ذلك عن قول الأعلام.
فأسأل الله أن يحفظك بحفظه، وأن يزيدك علما وفهما تسخرهما في الدعوة إلى الله تعالى، وأن ينفع الله بك المسلمين.

عسوس محمد فتحي 24 Dec 2014 05:34 PM

رد علمي مؤصل و دفاع مفتول عضل عن والدنا الشيخ فركوس, أسأل الله العظيم أن يجزيك عن هذا العمل خير الجزاء و أن يجعله في ميزان حسناتك

إبراهيم بويران 24 Dec 2014 05:36 PM

جزاك الله خيرا أخي خالد، و وفقك، ذبَّ الله عن وجهك النار يوم القيامة و زادك علمًا وهدًى .

أبو معاذ محمد مرابط 24 Dec 2014 06:56 PM

من سلّ سيف البغي أغمده في رأسه !!


أكثر ما يشتبه النقد العلمي عند فئام من (طغاة المحابر) بمجالس الزجل والغزل.
فيخيّل لهم في نواديهم وقد غشيهم سَكَر العظمة وغمرتهم نشوة التجبر أن الأرض قد خلت لحافرهم.
وأن الضياغم قد رضيت بمرابذها مهربا منهم خشية المواجهة
ووالله ما خافت وما جبنت، وليس الجبن بسجية لها
بل ترفّعت عن مواطن الجيف التي تستهوي الضباع
فحال الميلود لا يختلف عن حال الضباع تلك، فكم شرَّق وغرّب بجيفته النتنة؟!
وكم تفاخر وتجاسر في غيبة الأسود، وقد استعجل بتصرفه الطائش عقاب الله وسخط عباده
وكفى بردود أهل السنة عقوبة وفضيحة
ورحم الله القائل: من ألّف فقد وضع عقله ليراه الناس
فقد رأينا يا ميلود ما وضعته في مسودتك ونظرنا فيه فوجدنا ما يشبه عقول البشر!
بشكله الغريب ومكوناته العجيبة، فحمدنا الله وقلنا: اللهم لا تحرمنا من نعمة العقل
فالنجاة النجاة يا ميلود!
فجميع الطرق مسدودة! وأيادي التوبة إليك ممدودة! لا تلحقنّك حلقات حمودة
اللهم احفظ لأهل السنة شيخهم الكبير وعالمهم النحرير محمد علي فركوس
وبارك فيما يبذله أخي خالد لهذه الدعوة المباركة من خير وعلم ونفع
والحمد لله رب العالمين

أبو إكرام وليد فتحون 24 Dec 2014 07:06 PM


جزاك الله خيرا و بارك فيك
أخي خالد.
و حفظ الله ووفق الشيخ فركوس و جميع مشايخنا .


أنقل للمناسبة موضوع أخينا بارك الله فيه
سيدهم حسين
و أحسن الله اليه


سب الدين في حال الغضب ومراتب الغضب
الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله
يقول سائل: إذا غضب شخص واشتد به الغضب، وحصل منه سبٌّ للدين. فما حكمه؟ وإن كان متزوجاً فما حكم زوجته منه إذا كان بهذا قد خرج عن الإسلام؟


هذه مسألة عظيمة ولها شأن خطير، فسبّ الدين من أعظم الكبائر والنواقض للإسلام، فإن سبّ الدين ردّة عند جميع أهل العلم، وهو شر من الاستهزاء، قال الله تعالى: قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ* لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[1].
وكانت جارية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم تسبّ النبي صلى الله عليه وسلم، فقتلها سيدُها لما لم تتب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا اشهدوا إن دمها هدر))[2].
فسبّ الدين يوجب الردة عن الإسلام، وسبّ الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك يوجب الردة عن الإسلام، ويكون صاحبه مُهْدَر الدم، وماله لبيت المال، لكونه مرتداً أتى بناقض من نواقض الإسلام، لكن إذا كان عن شدة غضب واختلال عقل فله حكم آخر.
والغضب عند أهل العلم له ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: أن يشتد غضبه حتى يفقد عقله، وحتى لا يبقى معه تمييز من شدة الغضب. فهذا حكمه حكم المجانين والمعاتية؛ لا يترتب على كلامه حكم؛ لا طلاقه، ولا سبّه، ولا غير ذلك، ويكون كالمجنون لا يترتب عليه حكم.
المرتبة الثانية: دون ذلك، أن يشتد معه الغضب ويغلب عليه الغضب جدًّا حتى يغير فكره، وحتى لا يضبط نفسه ويستولي عليه استيلاءً كاملاً، حتى يصير كالمكره والمدفوع الذي لا يستطيع التخلص مما في نفسه، لكنه دون الأول، فلم يَزُلْ شعوره بالكيلة، ولم يفقد عقله بالكلية، لكن معه شدة غضب بأسباب المسابة والمخاصمة والنزاع بينه وبين بعض الناس كأهله أو زوجته أو ابنه أو أميره أو غير ذلك.
فهذا اختلف فيه العلماء؛ فمنهم من قال: حكمه حكم الصاحي وحكم العاقل؛فتنفذ فيه الأحكام، فيقع طلاقه، ويرتد بسبّه الدين، ويحكم بقتله ورِدَّته، ويُفرَّق بينه وبين زوجته.
ومنهم من قال: يُلحق بالأول الذي فقد عقله؛ لأنه أقرب إليه، ولأن مثله مدفوع مكره إلى النطق، لا يستطيع التخلص من ذلك لشدة الغضب.
وهذا قول أظهر وأقرب، وأن حكمه حكم من فقد عقله في هذا المعنى، أي في عدم وقوع طلاقه، وفي عدم ردْته؛ لأنه يشبه فاقد الشعور بسبب شدة غضبه واستيلاء سلطان الغضب عليه حتى لم يتمكن من التخلص من ذلك.
واحتجوا على هذا بقصة موسى عليه الصلاة والسلام، فإنه لما وجد قومه على عبادة العجل اشتد غضبه عليهم، وجاء وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه من شدة الغضب، فلم يؤاخذه الله لا بإلقاء الألواح، ولا بجر أخيه هارون وهو نبي مثله، ولو ألقاها تهاوناًَ بها وهو يعقل لكان هذا عظيماً، ولو جرَّ إنسان النبي بلحيته أو رأسه وآذاه لصار هذا كفراًَ.
لكن لما كان موسى في شدة الغضب العظيم لله عزَّ وجلَّ على ما جرى من قومه سامحه الله، ولم يؤاخذه بإلقاء الألواح ولا بجر أخيه.
هذه من حجج الذين قالوا: إن طلاق هذا الذي اشتد به الغضب لا يقع، وهكذا سبّه لا تقع به ردّة، وهو قول قوي وظاهر، وله حجج أخرى كثيرة بسطها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والعلامة ابن القيم، واختار هذا القول.
وهذا القول أرجح عندي وهو الذي أُفتي به؛ لأن من اشتد غضبه ينغلق عليه قصده، ويشبه المجنون بتصرفاته وكلامه القبيح، فهو أقرب إلى المنجون والمعتوه منه إلى العاقل السليم، وهذا قول أظهر وأقوى.
ولكن لا مانع من كونه يُؤدَّب بعض الأدب إذا فعل شيئاً من أسباب الردّة أو من وجوه الردّة، وذلك من باب الحيطة، ومن باب الحذر من التساهل بهذا الأمر، أو وقوعه منه مرة أخرى إذا أدَّب بالضرب أو بالسجن أو نحو ذلك، وهذا قد يكون فيه مصلحة كبيرة، لكن لا يحكم عليه بحكم المرتدين من أجل ما أصابه من شدة الغضب التي تشبه حال الجنون، والله المستعان.ُ
المرتبة الثالثة: فهو الغضب العادي، الذي لا يزول معه العقل، ولا يكون معه شدة تضيِّق عليه الخناق، وتفقده ضبط نفسه، بل هو دون ذلك، غضب عادي يتكدّر ويغضب، ولكنه سليم العقل سليم والتصرف.
فهذا عند أهل العلم تقع تصرفاته، ويقع بيعه وشراؤه وطلاقه وغير ذلك؛لأن غضبه خفيف لا يغير عليه قصده ولا قلبه. والله أعلم.
[1] سورة التوبة الآية 65،66.
[2]رواه أبو داود: كتاب: الحدود، باب: الحكم فيمن سب النبي صلى الله عليه وسلم، رقم (4361)، والنسائي: كتاب: تحريم الدم، باب: الحكم فيمن سب النبي – صلى الله عليه وسلم-، رقم (4070).
فتاوى نور على الدرب المجلد الأول



سُئل الشيخ العلامة العثيمين رحمه الله :
شيخنا: ما حكم من سب الدين والرب وذلك إذا نشأ بين قوم قد اعتادوا هذا الأمر في ساعة غضب، وكذلك كيف تكون معاملته إذا كان يعتقد نفسه مسلماً؟ الجواب: قال أهل العلم: من سب الله أو رسوله أو كتابه أو دينه فهو كافر جاداً أو لاعباً، واستدلوا بقول الله تعالى عن المنافقين الذين كانوا يسبون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65-66] وجاء رجل منهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: إنما كنا نتحدث حديث الركب، لنقطع به عنا الطريق، فكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد على أن يقول له: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65-66]. أما إذا قالها عند غضب شديد بحيث لا يملك نفسه ولا يدري ما يقول فإنه لا يكفر بذلك؛ لأنه غير مريد للقول (2) ، ولهذا لو طلق الإنسان زوجته في غضب شديد لا يملك نفسه عنده فإن زوجته لا تطلق؛ لأنه لم يرد طلاقها، وتعلمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم حدث عن فرح الله سبحانه وتعالى بتوبة العبد، وأنه أشد فرحاً بذلك من رجل كان في السفر ومع بعيره عليها طعامه وشرابه، فضلت عنه، فطلبها ولم يجدها، فنام تحت شجرة ينتظر الموت، ما بقي عليه إلا أن يموت، فإذا بخطام الناقة متعلقاً بالشجرة، فأخذه وقال: (اللهم أنت عبدي وأنا ربك) يريد أن يقول: أنت ربي وأنا عبدك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أخطأ من شدة الفرح) ولم يقل: هذا كافر..فالمهم أن من سب الله أو رسوله أو دينه أو كتابه جاداً كان أو هازلاً فهو كافر. أما من فعل ذلك غاضباً وهو لم يملك نفسه ولا يدري ما يقول فإنه لا يكفر؛ لأنه لا اعتداد بقوله بل هو حكم المجنون، ولكن ينبغي عليه إذا أفاق وذهب عنه الغضب أن يراجع نفسه ويستغفر الله تعالى ويطهر لسانه من هذا الشيء القبيح. ويتعود ذكر الله تعالى والثناء عليه، فإذا تعود لسانه ذلك فإنه لن ينطق بالسباب ولو عند الغضب." اهـ

"لقاءات الباب المفتوح" للعلامة العثيمين رحمه الله طبعة مكتب دار البصيرة بالإسكندرية ، اللقاء الرابع والستون سؤال رقم 1458 صحيفة رقم 405 ، 406 ، 407.

أبو سهيل عبد الوهاب 24 Dec 2014 09:09 PM

جزاك الله خيرا أبا البراء ونفع بك

أبو عبد الباري أحمد صغير 24 Dec 2014 11:42 PM

جزاك الله خيرا أخانا خالدا وذب عن وجهك النار كما ذببت عن شيخنا ووالدنا أبي عبد المعز رفع الله قدره
أما هذا المسكين فأقول له أشفق على نفسك ولا تتنكب سبيل الحق فتندم وأظن أن هذا البيت يشفيه ويرويه
(فيما يضير البحرأمسى زاخرا**إن رمى فيه غلام بحجر )

محمد فوزي علية 25 Dec 2014 09:56 AM

جزاك الله خيرا و زادك علما و توفيقا


الساعة الآن 12:10 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013