منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الجمع بين تنبيهات الشيخ رضا بوشامة ونقد تخريجات الشيخ خالد حمودة لتحقيق عبد المجيد جمعة لرياضة المتعلمين للإمام أبي بكر بن السني (ت 364هـ) (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=24833)

أبو العباس عبد الله بن محمد 15 Oct 2020 09:09 PM

الجمع بين تنبيهات الشيخ رضا بوشامة ونقد تخريجات الشيخ خالد حمودة لتحقيق عبد المجيد جمعة لرياضة المتعلمين للإمام أبي بكر بن السني (ت 364هـ)
 
1 مرفق
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

﴿يا أيّها الّذِين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاتِهِ ولا تموتنّ إِلّا وأنْتمْ مسْلِمون﴾[ آل عمران:102]

﴿ يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الّذِي خلقكمْ مِنْ نفْسٍ واحِدةٍ وخلق مِنْها زوْجها وبثّ مِنْهما رِجالًا كثِيرًا ونِساءً واتّقوا اللّه الّذِي تساءلون بِهِ والْأرْحام إِنّ اللّه كان عليْكمْ رقِيبًا﴾[ النساء:1]

﴿يا أيّها الّذِين آمنوا اتّقوا اللّه وقولوا قوْلًا سدِيدًا (70) يصْلِحْ لكمْ أعْمالكمْ ويغْفِرْ لكمْ ذنوبكمْ ومنْ يطِعِ اللّه ورسوله فقدْ فاز فوْزًا عظِيمًا ﴾[ الأحزاب:70 - 71]

ألا وإن أصدق الحديث كلام الله تعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمر محدثاتها وكل محدثة وكل بدعة ضلالة
أما بعد:

فهذه محاولة الجمع بين الـ "تنبيهات على تحقيق د. عبد المجيد جمعة لكتاب: رياضة المتعلمين" للشيخ رضا بوشامة و "نقد تخريج الدكتور عبد المجيد جمعة لكتاب رياضة المتعلمين" للشيخ خالد حمودة للإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن محمد بن إسحاق بن السني رحمه الله نعالى (ت364هـ)، وسأزيد عليها بعض الملاحظات التي واجهتني في أثناء مقابلتي لهذه الطبعة مع التحقيق الثاني للكتاب والذي اعتنى به وقابلة بأصله نظام محمد صالح يعقوبي طبع بالإشتراك بين مكتبة نظام يعقوبي الخاصة بالبحرين، ودار النوادر بدمشق الطبعة الأولى سنة 1436هـ / 2015م، 419 ص.

وطريقتي ستكون مختلفة على طريقة الشيخين حيث سأجعل في كل مشاركة حديث وأضيف له التعليق من عند الشيخين رضا وخالد وأضيف عليه تعليقاتي وما اشترك تعليقهما مع تعليقي فلن أذكر تعليقي إلا ما كان فيه زيادة علم.

والله أسأل التوفيق والإخلاص.

وفي المرفق تحقيق نظام يعقوبي على شكل بي دي أف.

أبو العباس عبد الله بن محمد 16 Oct 2020 12:27 AM

1 مرفق
ملاحظات:

تحقيق نظام يعقوبي قبل عبد المجيد جمعة حيث طبع باعتناء نظام يعقوبي سنة 1436هـ 2015م وتحقيق جمعة سنة 2016/1437.

طبع تحقيق جمعة مرتين أول مرة بمعالم السنن للنشر والتوزيع وتحقيق التراث بقسنطينة -وهي غير معروفة لدي فمن كان له معلومات فيفدنا- ثم مرة ثانية بدار الميراث النبوي للنشر والتوزيع ومن العجيب أن كلا الطبعتين خرجت نفس السنة بينهما أشهر أي 1437هـ-2017م.

ليس لهذا الكتاب إلا نسخة خطية واحدة المحفوظة في مكتبة الدولة بمدينة برلين في ألمانيا، تحت رقم (3196)، وقد قرر عبد المجيد جمعة والشيخ رضا بوشامة أنها بخط عبد الغني المقدسي خلافا لما جاء في بداية المخطوطة وأنها من مسموعاته لا بخطه وهذا ما قرره نظام يعقوبي كما في مقدمة تحقيقه ص 54.

فرق كبير بين مقدمة عبد المجيد جمعة ومقدمة نظام يعقوبي كالفرق بين علمهما في علم المخطوط، وإليك تفصيل ذلك:

مقدمة عبد المجيد جمعة:

- صفحة ونصف بين خطبة الحاجة ووصف في سطور لكتاب ابن السني رحمه الله.
- في بضع سطور ذكر بعض المؤلفات المشابهة لكتاب رياضة المتعلمين.
- ثم في ذكر فائدة في بضع سطور كذلك.
- نقل من كتاب الخطيب اقتضاء العلم والعمل في سطرين.
- ثم نقل من مقدمة كتاب الخطيب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي في تقريبا صفحة، -والذي جاء في طبعة معالم السنن باسم ابن السمعاني واستدرك ذلك أو غيره في طبعة الميراث-.
- ثم نقل أبياتا من كتاب ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.
- ثم ذكر قيمة الكتاب العلمية وعناية أهل العلم بالكتاب وتأثر من جاء بعده به.
- ثم ذكر عنوان الكتاب ومن ذكره من العلماء، وتقسيم ابن السني لكتابه.
- ثم نسبة الكتاب ومن أثبته ومن رواه عنه، وسماعات أهل العلم للكتاب.
- ثم وصف النسخة الخطية المعتمدة في سبعة أسطر والعجيب أنه قال "ونسخت سنة (726هـ) بخط الحافظ عبد الغني المقدسي وهذا الأخير توفي سنة 600هـ" وقد علق الشيخ رضا بقوله: "وكأنَّه خفي على الدكتور
المحقِّق أنَّ الحافظ عبد الغني توفي سنة (600هـ) أي قبل هذا التاريخ بـ(126 سنة)، والكتاب بخط
عبد الغني حقيقة، لكن التاريخ المدون آخر الكتاب تنبيه على المعارضة بخط مغاير لخط عبد الغني،
ولو قرأ السماعات التي في آخر الأجزاء ودرسها لعلم شناعة صنيعه.
ويشهد لعدم معرفته بأصول التحقيق أنَّه لم يثبت لنا سماعات الكتاب وهي كثيرة (وصوَّر بعضها)، ولم يتعنَّ كتابتها، وهي "أنساب الكتب" كما يقول أهل هذا الشأن، وفوائدها لا تخفى على من ذاق حلاوة التحقيق، ولو كتبها المحقِّق لأتى بالعجاب من التصحيف في أسماء الرواة والسامعين.

كل هذا في عشرة (10) صفحات.

ثم ثلاث ورقات من الكتاب وأربع ورقات من السماعات...

ثم شرع بالكتاب وبدايته الجزء الثاني...
والملاحظ أن كلا الطبعتبن لم يرقم عبد المجيد جمعة الكتاب، وقد قمت بترقيم النسخة التي عندي وقد بلغت 477 نصا.

مقدمة نظام يعقوبي:

- بدأها بصفحة شكر وتقدير.
- ثم صفحة في رواية الكتاب وسنده إليه.
- ثم في صفحة قيد سماع الجزء المقروء على العلامة عبد الوكيل الهاشمي.
- ثم حمد الله وتكلم عن حفظ الله للقرآن والسنة ثم تكلم مختصرا على رياضة المتعلمين، في صفحتين.
-الفصل الأول:
ترجم لابن السني في ست صفحات -الأمر الذي لم يفعله عبد المجيد جمعة-.
-الفصل الثاني:
ثم أحصى عدد شيوخ ابن السني في هذا الجزء وقد بلغ عددهم: (133) شيخ مع الترجمة لهم ما لم لا يجد في (34) صفحة.
- الفصل الثالث:
1 - اسم الكتاب وصحة النسبة للمؤلف. في صفحة
2 – منهج المؤلف في كتابه. في صفحتين.
3 – موارد المؤلف في كتابه. صفحة.
4 – منهج التحقيق. صفحة ونصف.
5 – وصف النسخة الخطية. في نصف صفحة.
رقم المحقق النصوص بأرقام متسلسلة، ورقم المسائل والموضوعات التي أوردها المصنف مسلسلة ومستقلة عن أرقام الروايات.

الفصل الرابع:
سماعات الكتاب:
وجاء هذا الفصل الزاخر في 59 صفحة الأمر الذي عجز عنه عبد المجيد جمعة ولم يفعله.

ثم أربع صفحات من المخطوط أما السماعات فقد صورها كلها في الـ 59 صفحة.

كل هذا في تقريبا 116 صفحة.

ثم شرع في النص المحقق.


وقد أرفقت لكم مخطوطة الكتاب في المرفق لمن أرادها.

أبو العباس عبد الله بن محمد 17 Oct 2020 02:09 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.


يا أيّها الّذِين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاتِهِ ولا تموتنّ إِلّا وأنْتمْ مسْلِمون[ آل عمران:102]

يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الّذِي خلقكمْ مِنْ نفْسٍ واحِدةٍ وخلق مِنْها زوْجها وبثّ مِنْهما رِجالًا كثِيرًا ونِساءً واتّقوا اللّه الّذِي تساءلون بِهِ والْأرْحام إِنّ اللّه كان عليْكمْ رقِيبًا[ النساء:1]

يا أيّها الّذِين آمنوا اتّقوا اللّه وقولوا قوْلًا سدِيدًا (70) يصْلِحْ لكمْ أعْمالكمْ ويغْفِرْ لكمْ ذنوبكمْ ومنْ يطِعِ اللّه ورسوله فقدْ فاز فوْزًا عظِيمًا[ الأحزاب:70 - 71].
أما بعد:

فإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

فهذا كتاب جليل القدر، عظيم الفخر، كثير الفوائد، غزير الفرائد؛ للحافظ أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط بن عبد الله بن إبراهيم بن بُديَح، الدِّينَوَري، المعروف بـ«ابن السُّنِّي» (المتوفَّى سنة 364هـ)، صاحب الكتاب المشهور: «عمل اليوم والليلة».

تضمَّن الكلام على أصول العلم وفنونه وآدابه التي ينبغي للمعلِّم أن يتحلَّى بها في نفسه ودرسه، وما يلزمه استعماله مع طلَّابه وأصحابه، كما ينبغي للمتعلِّم أن يتحلَّى بها في نفسه، ودرسه، ومع شيخه، وما يلزمهما من التخلُّق بمحاسن الأعمال، ومكارم الأخلاق، واستعمالهما حسن الهدي، والسمت، والوقار، والسكينة، وغيرها من آداب المعلِّم والمتعلِّم، وما ينبغي الهما سلوكه واستعماله في طرق التعلُّم والتعليم.

مستنبطا ذلك من معاني كتاب الله عز وجل، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومُستمَدّا من آثار أصحابه، وختمه بنکت عجيبة، ونُقول غريبة من آداب العلماء وهديهم وسيرهم وأخبارهم، ليُتَّبع في ذلك دليلهم، ويسلك سبيلهم.

ولقد اهتم أهل العلم بهذا الموضوع، وَنَوَّهُوا به، وحثوا على طلبه والتخلق به، ومنهم من أفرده بالتأليف.

ومن أهم هذه المؤلفات:
- «الفقيه والمتفقِّه»، و«الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع»، و «اقتضاء العلم والعمل» ثلاثتهم للخطيب البغدادي.
- و«جامع بغŒان العلم وفضله» لابن عبد البر .
- و«أخلاق حملة القرآن»، و «أخلاق العلماء» کلاهما للآجري.
- و«أدب الإملاء والاستملاء» لابن السمعاني.
- و«المدخل إلى السنن الكبرى» للبيهقي.
- و«الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع» للقاضي عياض.
- و «تذكرة السامع» لابن جماعة.
- و «تعليم المتعلم طرق التعلم» للزرنوجي، وغيرها كثير.

وإنَّما نبَّهوا على ذلك؛ لأنَّ أهل العلم وطلَّابه هم أولى الناس بالتحلي بالفضائل، والتخلي عن الرذائل؛ لأنَّ العلم يُراد للعمل الذي هو سبيل النجاة والطريق إلى الجنة؛ فهو ثمرته، بل هو لبُّه وجوهرته، فمن عمل به فله فائدته، ومن ترك العمل به فعليه عائدته، فعِلم بلا عمل كجسد بلا روح، وشجر بلا ثمر.

و«مَثَلُ العالِمِ الذي يعلِّم الناسَ الخيرَ ويَنسَى نفسَه كمثل السِّراج يضيء للناس ويحرق نفسه».
وقد قال تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ[الصف: 2-3].

قال الخطيب في «اقتضاء العلم العمل» (ص15): فإذا كان العمل قاصرا عن العلم، كان العلم كَلََّا على العالم، ونعوذ بالله من علم عاد كَلََّا، وأورث ذُلاََّ، وصار في رقبة صاحبه غُلََّا.

ولهذا ذمَّ العلماء من لم يتحل بآدابه، ولم يطرق دروب أبوابه.

قال الخطيب البغدادي في مقدمة «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» (1/75): «قد رأيت خَلقََا من أهل هذا الزمان -وهذا في زمانه، فلو أدرك زماننا هذا ماذا سيقول؟!- ينتسبون إلى الحديث، ويعدون أنفسهم من أهله المتخصِّصين بسماعه ونقله، وهم أبعد الناس مما يَدَّعون، وأقلهم معرفة بما إليه ينتسبون، يَرَى الواحدُ منهم إذا كتب عددََا قليلََا من الأجزاء، واشتغل بالسماع برهة يسيرة من الدَّهر، أنه صاحب حدغŒث على الإطلاق، ولمَّا يُجهد نفسَه ويُتعِبها في طِلَابِه، ولا لحقته مشقة الحفظ لصنوفه وأبوابه ...

ثم قال: وهم مع قلة كتبهم له وعدم معرفتهم به أعظم الناس كِبرََا، وأشد الخلق تِيهََا وعُجبََا، لا يراعون لشيخ حرمة، ولا يوجبون لطالب ذِمَّة، يَخرِقُون بِالرَّاوِينَ، ويُعَنِّفون على المتعلمين، خلاف ما يقتضيه العلم الذي سمعوه، وضد الواجب مما يلزمهم أن يفعلوه....

ثم قال: والواجب أن يكون طلبة الحديث أكمل الناس أَدَبََا، وأشد الخلق تواضعََا، وأعظمهم نزاهة وتدينََا، وأقلهم طَيشََا وغضبََا؛ لدوام قرع أسماعهم بالأخبار المشتملة على محاسن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وآدابه، وسيرة السلف الأخيار من أهل بيته وأصحابه، وطرائق المحدثين، ومآثر الماضين، فيأخذوا بأجملها وأحسنها، وَيَصدِفُوا عَن أَرذَلِهَا وَأَدوَنِهَا».

ونقل ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (353/1) قول الشاعر:

يــا أيهــا الــرجل المعلّــم غيـــــره***هلا لنفسك كان ذا التَعليــمُ
ابــدأ بنفــسك فانههــا عـن غيّـهـا***إذا انتهت عنه فأنت حَكيـــمُ
فـهــناك يُقــبل مــا تقول ويقتـــدى***بالعلم منك وينفع التَعليــــمُ
تصف الدواء لذي السّقام من الضَّنَا***كيما يصح به وأنت سَقيــــمُ
وأراك تُلْقِـــحُ بالرّشــــاد عقولـــــنا***نصحا وأنت من الرَّشاد عَديمُ
لا تـــنه عــن خلـــق وتأتي مثلــه***عار عليك إذا فعلت عَظيـــــمُ


والكتاب له قيمة علمية كبيرة، وتتجلى هذه القيمة فيما يلي:

أولا: اهتمام أهل العلم به، وذلك بكثرة سماعاته في جميع أجزائه.

ثانيا: أنه ظهر أثره في الخطيب البغدادي حيث اقتبس كثيرا من تراجم أبوابه، وترجم بها في كتابيه: «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع»، و«الفقيه والمتفقه»:

من ذلك أن الحافظ ابن السني ترجم في الكتاب (30): «فإن حَضَر معهم غريبٌ كان أحقَّهم بالسُوال والسَّبق».

وترجم الخطيب في «الجامع» (1/ 303): «ويستحب للسابق أن يقدم على نفسه من كان غريبََا، لتأكد حرمته ووجوب ذمته».

وترجم أيضا (191): «أول ما يجب أن يبتدئ بتعلمه: القرآن».

وترجم الخطيب في «الجامع» (106/1): «ذكر ما يجب تقديم حفظه على الحديث: ينبغي للطالب أن يبدأ بحفظ كتاب الله عز وجل».

وترجم أيضا (73): «وَليبَكِّر؛ فإنه أعظم للبركة».

وترجم الخطيب في «الجامع» (149/1): «البكور إلى مجالس الحديث».

وترجم (74): «وليمش على تُؤدة».

وترجم له الخطيب (151/1): «مشي الطالب على تؤدة من غير عجلة».

وترجم (76): «فإذا انتهى إلى باب العالم فلا يَطرق عليه إلَّا طرقا خفيفََا».

وترجم له الخطيب (160/1): «جواز طرق الباب وصفته».

ومن ذلك أنه ترجم (44): «ولا بأس أن يداعبهم عند الخطأ، ليزيل عنهم الخجل».

وترجم الخطيب في «الفقيه والمتفقه» (284/2): «ويجوز للفقيه مداعبة من أخطأ من أصحابه ليزيل عنه الخجل بذلك»، ثم ذكر حديث الباب.

ومن ذلك أنَّه ترجم (29): «وليَعدل بين المتعلِّمِينَ، ويأخذ عليهم على السَّبق».

وترجم الخطيب في «الفقيه والمتفقه» (200/2): «فإذا صار إلى مجلسه واجتمع إليه أصحابه، فلا يخلو من أن يكون عادته أن يذكر للجماعة دروسََا مختلفة لكل طائفة منهم درسََا، أو يذكر لجميعهم درسََا واحدََا هم فيه مشتركون، وعلى اختياره متفقون، فإن كانت دروسهم مختلفة، قدم من كان السبق له». ثم ذكر حديث الباب.

وغير ذلك مما سيقف عليه الناظر في هذا الكتاب، وفي كتابي الخطيب.

ثالثا: عناية أهل العلم به قراءة وتحديثََا، فقد سمعه كثير منهم عن أشياخهم، وذكروه في أثباتهم:
منهم: ابن السمعاني، سمعه من أبي حفص عمر بن عثمان بن الحسين الجنزي الأديب، كما في المنتخب من معجم شيوخ ابن السمعاني» (1173).
وسمعه أيضا من عبد الله بن أحمد بن محمد أبي المعالي الحلواني، كما في «التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانغŒد» لابن نقطة (326).

ومنهم: محمد بن محمد بن أبي بكر بن إسماعيل الكرابيسي الهمذاني، حدث به عن الدوني، كما في «التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد» (109).

ومنهم: عبد الله بن أحمد بن أبي الفتح الخرقي الأصبهاني، أبو الفتح بن أبي العباس، حدَّث به عن أبي محمد الدوني أيضََا، كما في «التقيد» (326).

ومنهم: الحافظ ابن حجر، سمعه عن الشيخ أبي إسحاق التنوخي مشافهة عن صالح بن إبراهيم الحافظ أنبأنا الإمام أبو الفرج بن أبي عمر، كما في «المعجم المفهرس» (178).

ومنهم: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن سليمان الرُّوداني السوسي المكي المالكي، سمعه عن بعض مشايخه، كما في «صلة الخلف بموصول السلف» (253)، وغيرهم.


وعنوان الكتاب هو:

رياضة المتعلمين

كما هو مثبت في طرَّة المخطوط، وذكره بهذا الاسم كثير من أهل العلم، كما سيأتي ذكره عند توثيق نسبة الكتاب إلى الحافظ ابن السني.

وذكره الحافظ ابن حجر في «المعجم المفهرس» (278) باسم: «رياضة المتعلم»، وتبعه حاجي خليفة في «کشف الظنون» (938/1)، وذكره أبو الطيب المكي الفاسي في «ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد» (17/2) بلفظ: «رياض المعلمين» -بالجمع دون التاء -.

ويشترك عنوانه مع كتاب «رياضة المتعلمين» للحافظ أبي نعيم، كما ذكره الحافظ ابن حجر في «المعجم المفهرس» (279) وغيره، ومع كتاب «رياضة المتعلم» للشيخ موفق الدين حمزة بن يوسف الحموي المتوفى سنة 670هـ، كما في «کشف الظنون» (938/1).

وقد قسَّم الحافظ ابن السني كتابه هذا إلى سبعة أجزاء، وما وصلنا إلا الجزء الثاني إلى الجزء السابع، وفُقِدَ منه الجزء الأول، لعل الله عز وجل يقيد له من يعثر عليه كما عُثِر على إخوته، ويخرجه من ظلمات المفقود إلى نور الموجود.


وثبت صحة نسبة الكتاب إليه قطعََا، ويدل عليه أمور:

أحدها: أنه رواه عنه: تلميذه وصاحبه أحمد بن الحُسين بن محمد بن عبد الله بن بَوان القاضي، أبو نصر الدِّينَوَري المعروف بالكسَّار، المتوفى سنة 433هـ.

قال فيه الذهبي في «تاريخ الإسلام» (523/9): «وكان صدوقا، صحيح السَّماع، من أهل العلم والجلالة».

وعنه: أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الدوني.
قال فيه الذهبي في السير» (239/19): «الشيخ، العالم، الزاهد، الصادق، كان آخر من روى کتاب «المجتبى» من «سنن النسائي»، وغير ذلك عن القاضي أبي نصر أحمد بن الحسين الكسار صاحب ابن السني».

وقال الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي: «حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمد الدوني بالدون، وكان متقنََا، ثبتََا، ثقة»، كما في «التقييد المعرفة رواة السنن والمسانيد» (338) لابن نقطة.

وعنه: أبو المحاسن عبد الرزاق بن إسماعيل بن محمد بن عثمان الهَمَذَاني القُومَسَاني.

قال الذهبي في «تاريخ الإسلام» (655/12): «سمع عبد الرحمن بن حَمد الدُّوني، وناصر بن مَهدي الهَمَذَاني، وغيرهما؛ روى عنه الحافظ عبد الغني، وأجاز للحافظ الضياء في سنة أربع وسبعين».

وابن عمه أبو سعيد المطهر بن عبد الكريم بن محمد بن عثمان الهَمَذَاني القُومَسَاني.

قال الذهبي في «تاريخ الإسلام، (660/غ±غ²): «وكان ثقة، وقا، صالحا».

سمع(1) منهما الحافظ(2) عبد الغني بن عبد الواحد بن علي المقدسي؛ كما في طرة المخطوط.
فالسند إليه صحيح.

الثاني: أن الحافظ ابن السني روي فيه عن أعيان شيوخه، كالنسائي وأبي يعلى، وغيرهما.

الثالث: أنَّه ذكر فيه بعض مؤلفاته التي ثبتت نسبتها إليه، مثل كتاب الطب؛ حيث قال (ص276): وقد استقصينا أبوابه في «كتاب الطب».

الرابع: أنَّه ثبت فيه سماعات لكلِّ جزء من أجزائه.

الخامس: أن بعض أئمة الحديث قد روى أحاديث من طريق هذا الكتاب، كالديلمي في مسند «الفردوس» وابن عساكر في «تاريخ دمشق» وغيرهما، كما ستجده في تخريج أحاديث الكتاب.

السادس: أنه قد ذكره بعض أهل العلم منسوبََا إليه، وعزا إليه أحاديث عند تخريجها؛ كالحافظ العراقي في «تخريج إحياء علوم الدين» (16، 18، 1073، 1738)، والحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (128/12) و(254/19)، والحافظ السخاوي كما في «فتح المغيث» (76/3).

السابع: أنه سمعه وأقرأه بعض أهل العلم كما تقدم في بيان قيمته العلمية، وذكره الحافظ ابن حجر في «المعجم المفهرس» (278)، وابن طاهر في «صلة الخلف بموصول السلف» (252) أنه في سبعة أجزاء؛ وهو كذلك.

هذا، وقد اعتمدت على نسخة فريدة محفوظة بمكتبة الدولة ببرلين - ألمانيا، برقم (3196)، ونسخت سنة (726هـ) بخط الحافظ عبد الغني المقدسي(4)، جاء في آخر الورقة من المخطوط: «بلغ في الثالث عشر بدار الحديث الأشرفية بقاسيون، يوم الخميس الثالث والعشرين من ربيع الأول سنة ست وعشرين وسبعمائة».

وهي نسخة مصححة عليها سماعات كثيرة، وقد فُقِد الجزء الأول منها كما تقدم الإشارة إليه.

وقد قمت بنسخ الكتاب حسب قواعد الإملاء الحديثة، وصححت ما وقع فيه من الأخطاء والتصحيف، واستدركت السقط، وحصرته بين معقوفتين [ ]، ونبهت على ذلك في الهامش، وعلَّقت عليه، وقمت بتخريج أحاديثه وآثاره، وعزوها إلى مصادرها، فإن كان في الصحيحين أو في أحدهما اقتصرت على ذلك، وإن كان في غيرهما عزوتها إلى كتب السنن، وإلا عزوتها إلى أهم مصادر المسانيد والمعاجم والمصنفات أو غيرها، وقد لا أجدها فيها حسب جهدي، وقمت بدراسة أسانيدها، وبيان درجتها صحة أو ضعفا بحسب جهد المقل مع ضعف الصناعة، وقلة البضاعة والله المستعان وعليه التكلان.

وختامََا: أسأل الله الكبير المتعال أن يرزقنا الإخلاص في الأعمال، والسداد في الأقوال، والصفاء في الأحوال، وأن يثبت أقدامنا، ويعفو عنَّا يوم الأهوال، وصلى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ذوي الفضل والإفضال.





وكتب
عبد المجيد جمعة
ضحوة يوم الثلاثاء 13 من شهر شوال لعام 1436 من الهجرة النبوية
بالجزائر المحروسة

-----------------------------الحواشي-----------------------------

1 - في الأصل "سماع" وهو خطأ مطبعي ظاهر.

2 - في الأصل "للحافظ" وهو خطأ مطبعي ظاهر.

3 - في الأصل "ذكر" وهو خطأ مطبعي ظاهر.

4 - قال الشيخ رضا بوشامة: "لعلَّ الحافظ عبد الغني المقدسي قام من قبره ونسخ هذا الكتاب، وكأنَّه خفي على الدكتور المحقِّق أنَّ الحافظ عبد الغني توفي سنة (600هـ) أي قبل هذا التاريخ بـ (126 سنة)، والكتاب بخط عبد الغني حقيقة، لكن التاريخ المدون آخر الكتاب تنبيه على المعارضة بخط مغاير لخط عبد الغني، ولو قرأ السماعات التي في آخر الأجزاء ودرسها لعلم شناعة صنيعه.

ويشهد لعدم معرفته بأصول التحقيق أنَّه لم يثبت لنا سماعات الكتاب وهي كثيرة (وصوَّر بعضها)، ولم يتعنَّ كتابتها، وهي «أنساب الكتب» كما يقول أهل هذا الشأن، وفوائدها لا تخفى على من ذاق
حلاوة التحقيق، ولو كتبها المحقِّق لأتى بالعجاب من التصحيف في أسماء الرواة والسامعين.

وأعجبني قوله في وصف النسخة: «وهي نسخة مصحَّحة عليها سماعات كثيرة»!!
ثم بعد أن كانت مصحَّحةً أخرجها المحقِّق محرَّفةً مصحَّفة، ويا ليته تركها على حالها!!

أبو العباس عبد الله بن محمد 17 Oct 2020 02:09 AM

الجزء الثاني
من كتاب

رياضة المتعلمين

تأليف
أبي بكر أحمد ين محمد بن إسحاق بن السني الحافظ

رو اية
أبي محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن الدوني
عن أبي نصر أحمد بن الحسين بن الكسار الدينوري عنه
وعنه ابو المحاسن عبد الرزإق بن إسماعيل بن محمد بن عثمان
وأبو سعيد المطهر بن عبد الكريم بن محمد بن عثمان

سماع منهما
لعبد الغني بن عبد الواحد بن علي المقدسي
نفعه الله الكريم به

أبو العباس عبد الله بن محمد 18 Oct 2020 12:57 AM

الحديث الأول
 
2 مرفق
بسم الله الرحمن الرحيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


وإن كان فيهم أصمٌ لا يَسْمَعُ فَلْيُسْمِعُوه

1 - لما حدثني محمد بن سَهْل المَرْوَزي ثنا محمد بن إبراهيم البُوشَنْجِي ثنا محمد بن أبي هارون القرشي ثنا أبو أميّة بن يَعْلَى الثَّقَفي عن أبي الزِّنَاد عن خارجةَ بن زيد بن ثابت عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأصَمُّ شَريكٌ فإن سمعَ وإلّا فأَسمعوه"1


-----------------------------------
1 - أخرجه الديلمي في "الفردوس" (445) من طريق المصنف كما في "الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس" (-1132 نسخة الشاملة)، وإسناده ضعيف جدا، أبو أمية بن يعلى هو إسماعيل بن يعلى أبو أمية الثقفي، قال يحيى: ضعيف، ليس حديثه بشيء. وقال مرة: متروك الحديث. زقال النسائي والدارقطني: متروك. وقد مشاه شعبة، وقال اكتبوا عنه، فإنه شريف. وقال البخاري سكتوا عنه. وذكره ابن عدي وساق له عشر حديثا معروفة، لكنها منكرة الإسناد، كما في الميزان.



-----------------------------الحواشي-----------------------------

والحديث في المطبوع من الغرائب (361/3) برقم 1078.
ولا يوجد الحديث في غير هذا المصدر.

- لم يرقم عبد المجيد جمعة أحاديث الكتاب في الطبعتين = طبعة معالم السنن وطبعة الميراث النبوي وقد رقمت الطبعة التي عندي وسأعتمده.

* قال الشيخ رضا ص6:
لم يرقِّم المحقِّق النصوص وهذا خلل،
وكذا لم يبيِّن بداية الورقة ونهايتها -كما هي العادة في المخطوطات ذات الأوراق الكثيرة- ليسهل الرجوع إلى المخطوط، وهذا خلل آخر، ولذلك يكون العزو للصفحات، مع بيان موضعها من المخطوط بذكر الورقة ووجهها تسهيلًا لمن أراد الوقوف على ذلك في النسخة الخطية من الكتاب، وهي متوفرة عبر الشبكة.


* قال الشيخ رضا ص 5-6:
وقع في الكتاب صيغة: «أبنا» ي مواضع كثيرة، وهي اختصار «أخبرنا»: وصحَّفها المحقِّق إلى «أنبا» ولعله يقصد اختصار «أنبأنا»، وهذا جهل منه بقواعد المحدثين، ولا حاجة للتنبيه عليها في بيان التصحيفات ومواضعها كثيرة، انظر مثلا: (ص 28 ، 32 ، 34 ، 35 ، 36 .......).
....
ولا ينبغي الاستهانة بصيغ الأداء، فما عُرف منهج دقيق في العلوم إلا منهج المحدِّثين، وما تمكَّنوا
من حفظ السنَّة إلا بهذه الدقَّة المتميِّزة والتتبع الشامل للأسانيد -رجالا وصيغًا- والمتون.


- الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس للحافظ ابن حجر والصحيح أن اسمه زهرة الفردوس وقد مر الكتاب على ثلاثة مراحل:

وهو كتاب الفردوس (وجاء تسميته كذلك فردوس الأخبار بمأثور الخطاب مرتبا على كتاب الشهاب) لأبي شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي(ت509هـ) محاكيا كتاب الشهاب للقضاعي.
وهو غير مسند مرتب على حروف المعجم.

مسند الفردوس -وهو ابن الأول- لأبي منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي (ت558هـ)
أسند أحاديث كتاب أبيه الفردوس وبنفس ترتيب أبيه، وزاد عليها أحاديث كثيرة.

وأخيرا الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس للحافظ ابن حجر (ت852هـ) علق فيه على أسانيد مسند الفردوس حيث عمد إلى كتاب الديلمي الابن وجرده من الأحاديث المسندة الموجودة في الكتب المشهورة وهي: الستة، والموطأ، ومسند الشافعي، ومسند أحمد، ومعاجم الطبراني، ومسانيد أبي يعلى وأحمد بن منيع والطيالسي والحارث بن أسامة، وأبقى على الأحاديث التي اختصت بها الكتب النادرة وهي: الحلية، والحلواني، والثواب لأبي الشيخ ومكارم الأخلاق لابن لال، وما أسنده هو (يعني صاحب مسند الفردوس).
وله أي الحافظ كتاب اسمه تسديد القوس رتب فيه مسند الفردوس واختصره واقتصر فيه على طرف الحديث وعزاه لمن خرجه.


وهذا الأخير أي الغرائب طبع مؤخرا في 8 مجلدات بتحقيق 8 باحثين لأول مرة بجمعية البر بالإمارات، معتمدين في ذلك على ثلاث نسخ خطية.

https://www.tasfiatarbia.org/vb/atta...1&d=1602978281

https://www.tasfiatarbia.org/vb/atta...1&d=1602978281

أبو العباس عبد الله بن محمد 20 Oct 2020 11:06 PM

الحديث الثاني
 
وإنْ حضر معهم ضريزٌ فَلْتَكْئُبْ له بعضُهم.


2- فإنّ أبا يعلى ثنا قال: أنا الحَكَم بن موسى ثنا يحيى بن حمزة عن بشْر بن العَلاء أنه سمع حكيم بن حِزَام يُحَدِث عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن سَمْعَك للمَنْقُوص سمعُه صدَقة وإنّ بَصَرَك للمنقوص بَصَرُه صدقةٌ".

-----------------------------------
1 - الديلمي (851)، وبشر بن العلاء هو أخو عبد الله بن العلاء، ذكر البخاري في "تاريخه" (79/2) وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (363/2)، ولم يتعرضا له بجرح أو تعديل، وذكره ابن حبان في "الثقات" (6876)، وقد رواه (يعني بشرا هذا) عن حكيم بن حزام يحدِّث عن أبي ذرّ أنه قال: "يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذهب بالأجور أهل الدثور..."، وذكره بطوله، وفيه: "وعلى كل نفس في كل يوم صدقة، فَفَضْلُ بصرك للمنقوص بصره لك صدقة، وفضل سمعك للمنقوص له سمعه صدقة" أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (810) ، ورواه عن حرام بن حكيم عن أبي ذر به، ذكره البخاري في "تاريخه"، وحسنه في "كنز العمال" (593/6)، وقد روي من طرق أخرى، عن أبي الدرداء، وعن أبي ذر، لكن من دون هذه الزيادة، كما في الصحيحة (3308)، والله أعلم.



-----------------------------الحواشي-----------------------------

* قال الشيخ رضا بوشامة ص7:
فإنَّ أبا يعلى ثنا قال: أنا، والصواب فإنَّ أبا يعلى حدثنا قال: نا.انتهى

- وفي طبعة نظام يعقوبي ثنا.


* قال الشيخ خالد حمودة ص 32: في قول عبد المجيد جمعة: "وحسنه في "كنز العمال" (593/6)".
" معلوم أن صاحب "كنز العمال" لا يحكم على الأحاديث، وإنما هي أحكام السيوطي في الجامع وزوائده".انتهى

- ولو قرا عبد المجيد جمعة مقدمة الكتاب لعلم أن الكتاب عبارة عن إعادة ترتيب لبعض كتب السيوطي ألا وهي:

1 - الجامع الكبيبر، واسمه الأصلي جمع الجوامع. وهذا الكتاب محاولة من السيوطي رحمه الله لجمع جميع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد قسم السيوطي رحمه الله كتابه هذا قسمين:
الأحاديث القولية، رتبها على حروف المعجم.
الأحاديث الفعلية رتبها على مسانيد الصحابة رضي الله عنهم.
لكنه توفي رحمه الله قبل إكماله، وقد طبع عدة طبعات منها:
طبعة مجمع البحوث الإسلامية للأزهر الشريف في 25 مجلد ، وطبعة الكتب العلمية في 15 مجلد.
وعدد أحاديثه تفوق الأربعين ألفا.

2 - الجامع الصغير من حديث البشير النذير صلى الله عليه وسلم، وهو انتقاء من الجامع الكبير بعض الأحاديث الصحيحة عنده والحسنة والضعيف ورتبه على حروف المعجم وزاد أحاديث غير موجودة فيه، ويتميز هذا الكتاب أنه يذكر متن الحديث كاملا مع ذكر من خرجه وراوي الحديث سواءا الصخابي أو غيره، مع ذكر حكمه بالصحة أو الحسن أو الضعف.
طبع عدة مرات منها:
طبعة المطبعة التجارية بمصر في 06 مجلدات. ودار النهضة الحديثية بلبنان، ودار الكتب العلمية في (2) مجلدين.
وعدد أحاديثه تفوق العشرة آلاف حديث.

3 - زيادة الجامع ويقصد بالجامع هنا الصغير وهو على نسقه، وقد قام أحدهم بضم الزيادة إلى الجامع ومزج أحدهما بالآخر، ورتبهما ترتيباً خاصا به.

- والحديث في الغرائب الملتقطة (690/2) ح 830. من طريق حرام بن حكيم
ووقع في طبعة الغرائب في السند خلافا في أحد الروة حيث جاء في طبعات رياضة المتعلمين والمخطوط ومسند الشاميين حكيم بن حزام وجاء في الغرائب الملتقطة حرام بن حكيم.

وعبد المجيد جمعة لم يذكر موضع التاريخ الكبير الذي أشار إليه وهو (79/2) الهندية ت 1754، و (437/2) ت 1748 طبعة الناشر المتميز.

ووقع في طبعة نظام يعقوبي محمد بن حمزة بدل يحيى بن حمزة.


- قوله: "وقد روي من طرق أخرى، عن أبي الدرداء، وعن أبي ذر، لكن من دون هذه الزيادة" غير صحيح بل جاء في مسند أحمد قال:
حَدَّثَنَا*عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو*، حَدَّثَنَا*عَلِيٌّ*- يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ - عَنْ*يَحْيَى*، عَنْ*زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ*، عَنْ*أَبِي سَلَّامٍ*، قَالَ*أَبُو ذَرٍّ*: عَلَى كُلِّ نَفْسٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ صَدَقَةٌ مِنْهُ عَلَى نَفْسِهِ. قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِنْ أَيْنَ أَتَصَدَّقُ وَلَيْسَ لَنَا أَمْوَالٌ ؟ قَالَ : " لِأَنَّ مِنْ أَبْوَابِ الصَّدَقَةِ التَّكْبِيرَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، وَتَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَعْزِلُ الشَّوْكَةَ عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ وَالْعَظْمَ وَالْحَجَرَ، وَتَهْدِي الْأَعْمَى، وَتُسْمِعُ الْأَصَمَّ وَالْأَبْكَمَ حَتَّى يَفْقَهَ، ... الحديث

وفي السنن الكبير للبيهقي (82/6) الهندية، وطبعة هجر (584/11) ح 11550:

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ ابْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أخبرنا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي، ثنا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَهَبَ الأَغْنِيَاءُ بِالأَجْرِ، فَقَالَ: "أَلَسْتُمْ تُصَلُّونَ وَتَصُومُونَ وَتُجَاهِدُونَ؟ "
قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، وَهُمْ يَفْعَلُونَ كَمَا نَفْعَلُ، يُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ وَيُجَاهِدُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَلا نَتَصَدَّقُ،
قَالَ: " إِنَّ فِيكَ صَدَقَةً كَثِيرَةً، إِنَّ فِي فَضْلِ بَيَانِكَ عَنِ الأَرْتَمِ تُعَبِّرُ عَنْهُ حَاجَتَهُ صَدَقَةٌ، وَفِي فَضْلِ سَمْعِكَ عَلَى السَّيِّئِ السَّمْعِ تُعَبِّرُ عَنْهُ حَاجَتَهُ صَدَقَةٌ، وَفِي فَضْلِ بَصَرِكَ عَلَى ضَرِيرِ الْبَصَرِ تَهْدِيهِ الطَّرِيقَ صَدَقَةٌ، ... الحديث

والله الموفق.

أبو العباس عبد الله بن محمد 21 Oct 2020 11:22 PM

الحديث الثالث
 
وكذلك، إنْ كان فيهم أَبْكَمْ أَفْهَمُوه


3- لما أخبرني أبو عروبة أنبا محمد بن بَشّار ثنا يحيى بن كثير ثنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سَلّام عن أبي سَلّام عن أبي ذرِِّ رضي الله عنه قال: "قلتُ: يا رَسُول الله، مِنْ أَيْنَ نَتَصذَّق، وليس لَنَا أموالٌ؟ قال: "أَوَ لَيْسَ من أبواب الصدقَةِ تُفْقِهُ الأَصَمَّ والأَبْكَمَ حتى يَسْمَعَ؟!"1.

-----------------------------------
1 - أخرجه أحمد (383/35) عن علي بن المبارك به، ولفظه: "وَتُسْمِع الأصمَّ والأبكمَ حتى يفقَهَ" وكأن لفظ المصنف مقلوب. وصححه الشيخ الألباني في "الصحيحة" (575).



-----------------------------الحواشي-----------------------------


جاء عند جمعة: "أنبا محمد بن بَشّار" وجاء عند نظام يعقوبي: "ثنا محمد بن بشار".

أبو العباس عبد الله بن محمد 22 Oct 2020 12:55 AM

الحديث الرابع
 
وليدرجهم على التعليم قليلََ قليلاََ


4 - لما أخبرنا حَامد بن محمد بن سعيد البَلْخِيُّ ثنا سُرَيج بن يونس ثنا أبو معاوية عن شَبِيبُ بن شَيْبة عن الحَسَن عن عِمران بن حُصَين: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبيه حُصَين: "إنْ أسلمت -يا حُصَين- علّمتك كلمتين. فأسلم حصينٌ، فجاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم قال: علّمني الكلمتين. قَالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ أَلْهِمْنِي رُشْدِي، وَقِنِي شَرَّ نَفْسِي.(1)

-----------------------------------
1 - أخرجه الترمذي (3483) عن أبي معاوية به، وقال: هذا حديث غريب. فيه شبيب، قال الذهبي في "الكاشف": ضعفوه. وفيه عنعنة الحسن، وهو البضري، لذا ضعفه الشيخ الألباني في "ضعيف الترمذي".




-----------------------------الحواشي-----------------------------
قال الشيخ رضا بوشامة ص 7: حامد بن محمد بن سعيد البلخي والصواب حامد بن محمد بن شعيب البلخي. انتهى

وهو على الصواب في الحديث 14بعد ورقتين، وهو على الصواب في طبعة نظام يعقوبي.

أبو العباس عبد الله بن محمد 24 Oct 2020 06:24 PM

الحديث الخامس
 

وليَعْدل بين المتعلِّمين، ويأخذ عليهم على السَّبْق

5 - لما حدثني جعفر بن بَهْمَرْد ثنا معمر بن سَهْل ثنا يحيى بن أبي الحجّاج الَبْصري ثنا عِيسى بن سِنان أبو سِنَان عن يَعْلى بن شَدَّاد بن أَوْس عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: "صَلَّى لَنَا رَسُول الله صلى الله وسلم فَتَخَطَّى إليه رجلان: رَجُلٌ من الأنصار ورجل من ثَقِيف، فبدَه الأنصاريُّ، فوقع الثقفيُّ في حديثِه، فقال النبي صلى اليه وسلم: إنّ الأنصاريَّ قد سَبقك. فقال الأنصاريُّ: يا رَسُول الله، هو في حِلِِّ، لعلّه أعجلُ منّي فسأله.(1).

-----------------------------------

(1) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (2320)، والخطيب في «الفقيه والمتفقه» (922) من طريق يحيى بن أبي الحجاج به، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد» (603/3): «رواه الطبراني في «الأوسط»، وفيه محمد بن عبد الرحيم بن شروس، ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ومن فوقه موثقون». كذا قال، ويحيى بن أبي الحجاج، وشيخه عيسى بن سنان، لينهما الحافظ في «التقریب»، لكن يشهد له ما بعده.


-----------------------------الحواشي-----------------------------


في طبعة جمعة: "فسأله"، في طبعة نظام يعقوبي"مسألة".

أخرجه الطبراني في الأوسط (16/3) ح 2320.

جعفر بن بَهْمَرْد ومعمر بن سهل بن معمر مجهولان.


أبو العباس عبد الله بن محمد 24 Oct 2020 10:28 PM

الحديث السادس
 
فإنْ تَسَاوَوْا في السَّبْق فَمَنْ قَدَّم صاحبَه، وَعَرَفَ فَضْلَه فذلك حَسَنٌ

6 - كما حدثنا محمد بن خُرَيْم بن مروان ثنا هِشام بن عَمَّار ثنا عَطَّاف بن خالد المَخْزُومي ثنا إسماعيل بن رافع المدني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كنتُ مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد قُبَاء، فأتاه رجلٌ من الأنصار ورجلٌ من ثقيف، فقالا: جئناك نسألك. فقال الأنصاريُّ للثَقَفِيِّ : سَلْ. قال: بل أنتَ فَسَلْ، فإنيّ أعرفُ لك حقََّا. قال الأنصاريُّ: أخبرني يا رسول الله. قال: جِئْتَنِي تَسْأَلْنِي عَنْ مَخْرَجِكَ مِنْ بَيْتِكَ، تَؤُمُّ البَيْتَ الحَرَامَ. ، وذكر الحديث" (1).



-----------------------------------

(1) أخرجه البزار (-1083 کشف الأستار) والطبراني في «الأحاديث الطوال» (61) من طريق عطاف بن خالد؛ وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (601/3): رواه البزار، وفيه إسماعيل بن رافع، وهو ضعيف. لكن يشهد له ما قبله، وما بعده؛ وقد حسنه لغيره الشيخ الألباني في «صحيح الترغيب و الترغيب» (1112).




-----------------------------الحواشي-----------------------------

والحديث عند البزار (317/12) ح 6177 عن ابن عمر وأخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (5/2) والشجري في "ترتيب الأمالي الخميسبة". هذه مستفادة من تحقيق نظام يعقوبي.

والحديث كذلك عند عبد الرزاق بطوله عن مجاهد عن أبيه عن ابن عمر ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبراني في الكبير(54/11) عن إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق به.
وهو عند ابن حبان كذلك من طريق مجاهد (205/5) ح1887
وعند البيهقي في الدلائل

وسيأتي بعد هذا الحديث

أبو العباس عبد الله بن محمد 24 Oct 2020 10:50 PM

الحديث السابع
 
فإنْ حَضَر معهم غريبٌ، كَانَ أحقَّهم بالسُّؤَال والسَّبق

7- فقد حدثني أحمد بن يحى بن زُهَير ثنا محمدُ بنُ عُمرَ بنِ هَيَّاج ثنا يَحْيى بنُ عَبْدِ الرحمن حدّثني عُبَيْدَةُ بنُ الأَسْوَدِ عَنِ القاسم بن الوَلِيدِ الهمداني عن سِنان بنِ الحارث عن طلحة بن مُصَّرفِِ عن مجاهد، عن أبن عمر رضي الله عنه قال: "جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبى الله، كلمات أسألك عنهن تُعَلِّمُنِيهنّ، فقال: اجلس. حتى جاء رجل من ثقيف فقال: يا رسول، كلمات أسألك عنهن تُعَلِّمُنِيهنّ فقال: سبقلث الأنصاري. فقال الأنصاري: يا رسول الله، رجل غريب، وللغريب حقٌ، فابدأ به. فأقبل على الثقفي".(1)



-----------------------------------
(1) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (15/5) والبزار (6177) والطبراني في الكبير (54/11) وابن حبان (1887) عن مجاهد به، وحسنه البيهقي في دلائل النبوة (294/6)، وكذا الشيخ الألباني في صحيح الترغيب (1155).


-----------------------------الحواشي-----------------------------

سبق التخريج في الحديث الذي قبله.

قال الشيخ رضا بوشامة ص 7: حدثني عبيدة، والصواب ثنا عبيدة.

أبو العباس عبد الله بن محمد 25 Oct 2020 11:02 PM

الحديث الثامن
 
وليس على العالم أن يجيب العوام من الناس إلا عن الفتوى خاصة، وأما أصول العلم، وغوامضه، فإنه يخص به من فزَّغ نفسه للعلم وقصد له

8 - لما أخبرنا أبو يعلى ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا الأحوص عن الأعمش عن عمرو بن مُرة عن أبي عُبيدة عن عبد الله رضي لله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله عز وجل وتر يحب الوتر. أوتروا يا أهل القرآن. فقال أعرابي: ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال : "ليس لك ولا لأصحابك.

-----------------------------------
(1) أخرجه أبو داود (1417) وابن ماجه (1170) عن عثمان ابن أبي شيبة به، وصححه الشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" (1275-الأم).


-----------------------------الحواشي-----------------------------
في طبعة جمعة "أوتروا يا أهل القرآن" وفي طبعة نظام يعقوبي"فأوتروا".

الجملة الأولى من الحديث وهي "إن الله وتر يحب الوتر" عند البخاري ومسلم.

أبو العباس عبد الله بن محمد 25 Oct 2020 11:31 PM

الحديث التاسع
 



9 - حدثنا محمد بن حمدان ثنا أحمد بن داود المكي ثنا معاذ بن أسد ثنا أبو غانم يونس بن نافع قال: قال عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم لحواريّيه(1): "أخبوا غرائب علمكم، لا تخبرونه إلا أهله.(2)


-----------------------------------
(1) في الأصل: لحواريه، ولعل الصواب ما أثبته.

(2) إسناده ضعيف، يونس بن غانم، قال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطئ، لكن نقل الذهبي في "الميزان" عن السليماني أنه قال: منكر الحديث.


-----------------------------الحواشي-----------------------------

في طبعة جمعة: "لحوارييه" وفي طبعة نظام يعقوبي: "لحواريه".

في طبعة جمعة: "أخبوا" وفي طبعة نظام يعقوبي: "أخبئوا".

في طبعة جمعة: "لا تخبرونه إلا أهله" وفي طبعة نظام يعقوبي "لا تخبروا به إلا أهله".

تصرف جمعة في النص بالظن وهذا مما لا ينبغي له ذلك فله الحاشية ويكتب ما يشاء أما النص فلا يغيره حتى يتأكد أن الذي كتبه هو الذي كتبه المؤلف.

ترجمة رجال السند:

أبو عبد الله محمد بن حمدان بن سفيان الطرائفي المخرمي البغدادي، قال عنه الخطيب البغدادي في تاريخه(101/3): "الخطيب البغدادي : كان رجلا سهلا حسن الأخلاق يصبر على التحديث، واسع العلم، صدوقا".

أبو عبد الله أحمد بن داود بن موسى المكي وثقه أبو سعيد بن يونس المصري ومسلمة بن القاسم الأندلسي.

أبو عبد الله معاذ بن أسد بن أبي سخبرة الغنوي, المروزي، قال أبو حاتم الرازي: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ ابن حجر: ثقة.

أبو غانم يونس بن نافع المزوزي، قال بن حبان: يخطئ، ووثقه النسائي، وقال الحافظ: صدوق يخطئ، الذهبي في "الميزان" (205/5) ت 9373 عن السليماني أنه قال: منكر الحديث.
ذكر جمعة في الحاشية 2 يونس بن غانم والصواب يونس بن نافع


أبو العباس عبد الله بن محمد 26 Oct 2020 01:17 PM




10 - أخبرنا أبو بكر النيسابوري ثنا العباس بن الوليد بن مَزْيَد، قال: سمعت أبا مُسهر عبد الأعلى بن مُسهر يقول: سمعت مالك بن أنس رحمه الله يقول: "من إذالة العلم أن تجيب كلّ من سألك".(1)

-----------------------------------

(1) إسناده حسن؛ رجاله ثقات غير العباس بن الوليد؛ قال فيه الحافظ في «التقریب»: صدوق عابد وأورده الحارثي في «قوت القلوب» (1/ 265)، وعلق عليه، فقال: «أي من إهانته ووضعه، يقال: أشل هذا، وأذل هذا؛ أي ارفع وضع. يقال: إذا تكلم بالعلم قبل أن يسأل عنه ذهب ثلثا نوره»؛ وأورده أيضا القاضي عياض في ترتيب المدارك» (2/ 61)؛ وقال في موضع آخر (22/3): وسأل أبا مسهر رجل عن مسألة فلم يجبه، ثم أعاد عليه فلم يجبه، ثم أعاد عليه فلم يجبه. فقيل له في ذلك فقال: سمعت مالكا يقول». وأخرج البيهقي في «المدخل إلى السنن» (617) عن ابن وهب قال: قال مالك: «ذلك ذل وإهانة للعلم، إذا تكلم الرجل بالعلم عند من لا يطيعه».

-----------------------------الحواشي-----------------------------


قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد! لأبي طالب المكي، من كتب الصوفية فلا أدري مشكلته ماذا مع الصوفية فهو يحقق كتبهم ويعزو لها من دون أدنى تنبيه والله المستعان.

ققد سئل شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (551/10) عن:
" إحياء علوم الدين " و " قوت القلوب " ...
فأجاب:
أما (كتاب قوت القلوب) و (كتاب الإحياء) تبع له فيما يذكره من أعمال القلوب: مثل الصبر والشكر والحب والتوكل والتوحيد ونحو ذلك. وأبو طالب أعلم بالحديث، والأثر وكلام أهل علوم القلوب من الصوفية وغيرهم من أبي حامد الغزالي وكلامه أسد وأجود تحقيقا وأبعد عن البدعة مع أن في " قوت القلوب " أحاديث ضعيفة وموضوعة وأشياء كثيرة مردودة...

وقد عده ابن تيمية من كتب التصوف فقال عن الغزالي كما في مجموع الفتاوى: (56/2): "فابتدأ بتحصيل علمهم من مطالعة كتبهم مثل قوت القلوب لأبي طالب المكي وكتب الحارث المحاسبي والمتفرقات المأثورة عن الجنيد والشبلي وأبي يزيد؛ حتى طلع على كنه مقاصدهم العلمية. ثم إنه علم يقينا أنهم أصحاب أحوال لا أصحاب أقوال وأن ما يمكن تحصيله بطريق العلم. قد حصله ولم يبق إلا ما لا سبيل إليه بالتعلم والسماع؛ بل بالذوق والسلوك".

والله المستعان.

أبو العباس عبد الله بن محمد 27 Oct 2020 01:09 AM

الحديث الحادي عشر
 



11 - حدثني الحسن بن محمد بن مأمون ثنا محمد بن هشام بن أبي خيرة أبنا عمر بن علي المُقَدَّمِيُّ عن حريز بن عثمان عن سليمان بن سُمَيْر عن كثير بن مُرَّة الحضرمي أنّه قال لابنه: "يا بنيّ، لا ئحدّث بالحكمة عند السفهاء فيكذبوك، ولا بالباطل عند الحكماء فيمقتوك، ولا تمنع العلتم أهله فتأثم، ولا تبذله لغير أهله
فتجهل، واعلم أنّ عليك في علمك حقّا، كما أن عليك في مالك حقا".(1)


-----------------------------------

(1) أخرجه البيهقي في "المدخل إلى السنن" (618) وفي الشعب (1630) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (452/1) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/50) من طريق حريز بن عثما، وسليمان بن سمير -يقال له: سلمان- مقبول، كما في "التقريب"، لكن قال الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" (24/11): قال أبو عبيد الله الآجري عن أبي داود: شيوخ حريز كلهم ثقات، وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" (314/4).

-----------------------------الحواشي-----------------------------
في طبعة جمعة: "حدثني الحسن بن محمد بن مأمون" وفي طبعة نظام يعقوبي: "حدثني الحسين بن محمد مأمون". الصحيح الحسين كما في كتب التراجم. والصحيح مأمون كما ذكر نظام يعقوبي كم في بغية الطلب لابن العديم (2750/6).

في طبعة جمعة وطبعة نظام يعقوبي: "سليمان بن سُمير" والصواب: "سلمان بن سُمير" وهو سلمان بن سمير الألهاني الشامي. كما جاء في:
- الثقات للعجلي. - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم. - المؤتلف والمختلف للدارقطني. والتقريب والتهذيب للحافظ وتهذيب الكمال للمزي وجاء عندهم ويقال سليمان. وغيرهم.

وأخرجه الدارمي في المقدمة والخطيب في الجامع من طريق حريز عن سلمان، كما في حاشية الشعب والعجيب أنه قال سليمان وليس سلمان كما أثبته في النص.

أبو العباس عبد الله بن محمد 28 Oct 2020 01:09 AM

الحديث الثاني عشر
 
1 مرفق
فإن سأله سائل عن شيء يطول الحوار عنه فليأمره بالجلوس

12 -فقد أخبرنا أبو يعلى ثنا يحيى بن حجر بن النعمان السّامي ثنا محمد بن يعلى الكوفي ثنا عمر بن صُبْح عن ثور بن يزيد عن مكحول عن شداد بن
أوس رضي الله عنه قال: "بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل من بني عامر، وهو سيد قومه وكبيرهم، وَوَفدهم، وهو يتوكّأُ على عصا، فقام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فسأله، فأعجب النبى صلى الله عليه وسلم مسألته ثم قال: "يا أخا بني عامر، إن للحديث الذي تسأل عنه نبأََ ومجلسا. فجلس، وثنى رجله، وبرك كما يبرك البعير. (1)


-----------------------------------

(1) أخرجه أبو يعلى كا في «المطالب العالية» (4207)، وكذا ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (3/ 469) والآجري في «الشريعة» (962) عن شداد مطولا جدا؛ وقال البوصيري في «إتحاف الخيرة المهرة» (7/ 19): «هذا إسناد ضعيف، لضعف عمر بن صبح، والراوي عنه محمد بن يعلى الكوفي»، كذا قال، وهذا من تساهله؛ فإن عمر بن صبح -وهو أبو نعيم الخراساني - قال الحافظ في «التقریب»: متروك، كذبه ابن راهويه؛ وقال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث؛ وكذبه الأزدي، وقال الدارقطني وغيره: متروك؛ كما في الميزان»؛ ولهذا قال ابن كثير في البداية والنهاية» (414/3) بعدما أشار إلى الحديث، وعزاه إلى أبي نعيم في «الدلائل»: «ولكن عمر بن صبح هذا متروك، كذاب، متهم بالوضع، فلهذا لم نذكر لفظ الحدیث، إذ لا يفرح به». وفيه علة أخرى، وهى انقطاع بين مكحول وبين شداد، فإنه لم يسمع منه. وقد رماه الذهبي في الميزان» (4/ 177) بالتدليس. وقال العلائي في جامع التحصيله (53 و796): ذكره الحافظ الذهبي بالتدليس، وهو مشهور بالإرسال عن جماعة لم يلقهم.



-----------------------------الحواشي-----------------------------

قال جمعة: "وفيه علة أخرى، وهى انقطاع بين مكحول وبين شداد، فإنه لم يسمع منه."، قال الشيخ خالد حمودة: خرج حديثا وذكر أن في اسناده كذابا، ثم أعله بالانقطاع بين مكحول وشداد، وتكلم عن تدليس مكحوا!
وهذا غير مقبول ولا معقول، لأن عنعنة مكحول في "صحيح مسلم"، فكيف يتكلم عنها في إسناد فيه كذاب.انتهى

وقد أرفقت ثلاث صفحات عن مكحول وروايته في صجيح مسلم من كتاب رواية المدلسين في صحيح مسلم وفيه كلام متين، وخلاصته أن وصفه بالتدليس ليس مطلقا بل مقيدا ...

جاء عند جمعة : "يحيى بن حجر بن النعمان السّامي" وعند نظام يعقوبي: "يحيى بن حجر بن النعمان الشامي"، وجاء في المطلب العالية (185/17) ح 4207: يحيى بن عمر بن النعمان الشامي.

يحيى بن حجر ذكره ابن حبان في ثقاته (267/7) وقال: "يحيى بن حجر بن النُّعْمَان السَّامِي يروي عَن الْبَصرِيين حَدَّثنا عَنهُ مُحَمَّد بن إِدْرِيس الشَّامي".

وتحرف في تاريخ دمشق السيرة النبوية (القسم الأول/ص380) : إلى يحيى بن حجي ...

ورواه الطبري في تاريخه (456/1) وأبو نعيم في الحلية (188/5).

أبو العباس عبد الله بن محمد 28 Oct 2020 01:28 AM

الحديث الثالث عشر
 
فإن سأله عن شيء لا يحب أن يسمعه من حضر فليستأذنه في السرار


13 - لما أخبرنا أبو بكر النيسابوري قال: أنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن عبيد الله بن عدي بن الخيار عن عبد الله بن عدي أنه حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس بين ظهراني الناس، جاءه رجل يستأذنه أن يُساره، فأذن له، فساره". فذكر الحديث (1).


-----------------------------------

(1) أخرجه عبد الرزاق (163/10) وعنه أحمد (75/39) والبيهقي (512/3) وابن حبان (5971) مطولا، وصححه الشيخ الألباني في "التعليقات الحسان".


-----------------------------الحواشي-----------------------------

قال الشيخ رضا بوشامة: أنا محمد بن يحيى والصواب نا محمد بن يحيى.

أبو العباس عبد الله بن محمد 08 Nov 2020 07:28 PM

ولْيُدن من يغشاه ويقربهم منه

14 - فإن حامد بن شعيب أبنا قال: ثنا بشر بن الوليد ثنا سليمان بن داود اليمامي عن يحى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "جاء أبو هريرة فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أدن مني، يا أبا هريرة. فدنا، ثم قال: أدن. فدنا، حتى مس أطراف أصابع أبي هريرة أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: اجلس، يا أبا هريرة، ادن مني طرف ثوبك. فمد أبو هريرة ثوبه وأمسكه، وأدناه من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوصيك -يا أبا هريرة- بخصال أربع، لا تدعهن ما بقيت. قال: نعم، أوصني بما شئت. قال: أوصيك بالغسل يوم الجمعة، والبكور إليها، ولا تلغ، ولا تله، وأوصيك أن لا تنام إلا على وتر، وأوصيك بثلاثة أيام من كل شهر فإنه صوم الدهر، وأوصيك بركعتي الفجر، لا تدعهما، [و](1) إن صليت الليل كله، فإن فيهما الرغائب. قالها ثلاثا: ضم إليك ثوبك. وضم ثوبه إلى صدره فقال: يا رسول الله، أسر هذا أو أعلنه؟ قال: "بل آعلن، يا أبا هريرة، قال ذلك ثلاثا". (2)


-----------------------------------

(1) هذه زيادة يقتضيها السياق، وهي ثابتة في مصادر التخريج.

(2) أخرجه ابن عدي في "الكامل" (277/3) والشجري في "الأمالي" (1277) عن بشر بن الوليد به، وإسناده ضعيف جدا، سليمان بن داود اليمامي، نقل ابن عدي في ترجمته عن ابن معين أنه قال: ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. قال الذهبي في "الميزان" (202/2) معلقا عليه: وقد مر لنا أن البخاري قال: من قلت فيه: منكر الحديث فلا تحل رواية حديثه. ثم ساق له ابن عدي عدة أحاديث، وقال: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد. وانظر الضعيفة (1534).


-----------------------------الحواشي-----------------------------

بحثت في الطبعات المتاولة للكامل حتى أعرف أي طبعة عزا إليها هنا ولم أجدها:

طبعة الرشد بتحقيق السرساوي (296/5) ت 749 والحديث ص 299.
طبعة الفكر ص 1125 والحديث ص 1126.
طبعة الكتب العلمية (271/4) والحديث ص 272-273.


قول جمعة: "هذه زيادة يقتضيها السياق، وهي ثابتة في مصادر التخريج."، نعم بل من دونها ينقلب المعنى رأسا على عقب.

أبو العباس عبد الله بن محمد 08 Nov 2020 10:12 PM

الحديث الخامس عشر
 


وإن حضر من يسأل عن مسألة نازلة فلا بأس أن يجيبه من بحضرة العالم من التلاميذ إن كان قد تعلم

15 - لما أخبرنا عبدان الأهوازي ثنا معمر بن سهل ثنا عبيد الله بن موسى أنبا إسرائيل عن ابن المهاجر عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن الصيام فشغل عنه، فقال له ابن مسعود: صم رمضان وثلاثة أيام من كل شهر. فسألته مرتين، فقال الرجل: إني أعوذ بالله منك، يا عبد الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وما تبغي، صم رمضان وثلاثة أيام من كل شهر.(1)

-----------------------------------

(1) أخرجه البزار (1058 - كشف الأستار) عن عبيد الله بن موسى به مختصرا، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (448/3): رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح. وحسنه الحافظ في "المطالب العالية" (1102).

-----------------------------الحواشي-----------------------------

جاء في طبعة جمعة: "التلاميذ" وفي طبعة نظام يعقوبي "التلامذة".
جاء في طبعة جمعة: "أنبا إسرائيل" وفي طبعة نظام يعقوبي "أبنا إسرائيل".



أبو العباس عبد الله بن محمد 08 Nov 2020 11:03 PM

الحديث السادس عشر
 
ولا ينبغي للعالم أن يلقن المتعلم إلا مقدار ما يعلم أن يضبطه ويحفظه

16 - لما أخبرنا أبو عبد الرحمن ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن يزيد ابن أبي حبيب عن أبي عمران أسلم عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه، قال: تبعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه، فقلت: أقرئني سورة هود أقرئني سورة يوسف فقال: "لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله عز وجل من {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: 1]. (1)

-----------------------------------

(1) اخرجه النسائي (5439،953) عن عقبة بن عامر به، وزاد في رواية: ""، وصححه الشيخ الألباني في "الصحيحة" (3499)، وأخرجه مسلم (814) عن قيس بن أبي حازم عن عقبة به.
-----------------------------الحواشي-----------------------------

جاء في طبعة جمعة: "ما يعلم أن يضبطه" وفي طبعة نظام يعقوبي "ما يعلم أنه يضبطه".

أبو عبد الرحمن هو الإمام النسائي رحمه الله الله تعالى وهو أول موضع في الكتاب يرويه عنه.

ورواه النسائي كذلك في الكبرى وأحمد في مسنده والدارمي في سننه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وغيرهما...

أبو العباس عبد الله بن محمد 14 Nov 2020 11:01 PM

الحديث السابع عشر
 
فإذا تبين له من المتعلم أنه قد فَقُه وعلم، فلينبه على ذلك وليمدحه به، ليزداد في العلم رغبة، وبه سرورا

17 - فقد حدثنا به أيو محمد بن صاعد ثنا هارون بن إسحاق ثنا ابن عبد الوهاب السكري عن سفيان الثوري عن سعيد بن إياس الجريري عن أبي السليل عن عبد الله بن رباح عن أبي بن كعب رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "أيُّ آية في كتاب الله أعظم؟"، قلت: الله ورسوله أعلم، حتى أعادها ثلاثا، ثم قلتُ: (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ ) [البقرة: 255]، فضرب صدري وقال: "ليَهْنِك العلمُ أبا المنذر".(1)




-----------------------------------

(1) أخرجه مسلم (810) من طريق الجريري به.

-----------------------------الحواشي-----------------------------

قال الشيخ رضا بوشامة: ثنا ابن عبد الوهاب، والصواب ثنا محمد بن عبد الوهاب

أبو العباس عبد الله بن محمد 14 Nov 2020 11:58 PM

الحديث الثامن عشر
 
وكذلك يجب على المتعلم الاعتراف بفضل معلمه

18 - لما أخبرني أحمد بن محمود بن يحى أبنا محمد بن أحمد بن الوليد بن برد ثنا محمد بن عيسى بن الطباع ثنا معاذ بن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب حدثني أبي عن جدي عن أبي بن كعب رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله! بالله آمنت، وعلى يديك أسلمت، ومنك تعلمت. (1).

-----------------------------------

(1) أخرجه الطبراني في "الكبير" (200/1) وفي "الأوسط" ( 444 ) وعنه الضياء في "المختارة" (1267) وأبو نعيم في الحلية (251/1) والخطيب في الفقيه والمتفقه (281/2) عن عيسى بن الطباع به، وفي إسناده مجاهيل، قال ابن المديني لا نعرف محمدا هذا، ولا أباه، ولا جده في الرواية، وهذا إسناد مجهول كما في "اللسان" (511/7).

-----------------------------الحواشي-----------------------------

زاد نظام يعقوبي: ابن عساكر في تاريخ دمشق (312/7)، قال الهيثمي "مجمع الزوائد" (312/9): رواه الترمذي باختصار، ورواه ...

أبو العباس عبد الله بن محمد 18 Nov 2020 12:49 AM

الحديث التاسع عشر
 
ويستحب للعالم أن ينبه الناس على مقادير أصحابه في العلم ،ويبين فضلهم ليأخذ الناس عنهم

19 - لما أخبرنا أبو خليفة ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا شعبة عن سليمان قال: سمعت أبا وائل يحدث عن مسروق قال: قال عبدالله بن عمرو رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل.(1)

-----------------------------------

(1) أخرجه البخاري (3759) ومسلم (2464)عن أبي وائل به.

-----------------------------الحواشي-----------------------------

جاء في طبعة جمعة: "على مقادير أصحابه" وفي طبعة نظام يعقوبي "على معادن أصحابه".

جاء في طبعة جمعة: "ثنا شعبة" وفي طبعة نظام يعقوبي "ثنا سعيد". والصحيح شعبة.


أبو العباس عبد الله بن محمد 19 Nov 2020 12:40 AM

الحديث العشرون
 
.
.
.

20 - حدثني علي بن أحمد الجرجاني ثنا محمد بن حميد الرازي ثنا مهران بن أبي عمر عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأقواها في دين الله عمر، وأشدهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد، وأقرؤهم أبيٌّ، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح.(1)


-----------------------------------

(1) أخرجه الترمذي (3790) من طريق قتادة عن أنس، ورواه (3791) والنسائي في "الكبرى" (8185) وابن ماجه (154)، عن أبي قلابة عنه بلفظ: "أشدّهم" بدل "أقواها"، وزاد ابن ماجه: "وأقضاهم علي بن أبي طالب"، وصححه ابن حبان (7131 و7137 و7252)، والحاكم (477/3)، وزاد على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وأقرهم الشيخ الألباني في الصحيحة (1224)، وصححه أيضا الحافظ في "الفتح" (93/7).

-----------------------------الحواشي-----------------------------

وروى الحديث كذلك من طريق أبي قلابة: الترمذي في جامعه وأحمد والطيالسي في مسنديهما وابن حبان في صحيحيه.

أبو العباس عبد الله بن محمد 19 Nov 2020 01:32 AM

الحديث الحادي والعشرون
 
.
.
.

21 - أخبرني أحمد بن عمير ثنا عمرو بن عثمان ومحمد بن هاشم قالا: ثنا سويد بن عبد العزيز عن الأوزاعي عن يحى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي، فمر أعرابي بين يديه فسبحوا به، فلم يأبه، فقال عمر: تنح عن قبلة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من القائل؟" قالوا: عمر، قال: "يا له فقها! (1).

-----------------------------------

(1) لم أجده، وهو باطل، سويد بن عبد العزيز، قال فيه البخاري في "تاريخه" (148/4): عنده مناكير، لأنكرها أحمد. وفيه علة أخرى، قال ابن أبي حاتم في "علل الحديث" (432) سألت أبي عنه فقال: "هذا حديث باطل يشبه أن يكون: يحيى عن النبي مرسل" كذا، بحذف ألف تنوين النصب.


-----------------------------الحواشي-----------------------------

قال نظام يعقوبي في تخريجه: "رواه قاضي المارستان في "أحاديث الشيوخ الثقات"(636)".انتهى

وقد أخرجه الدارقطني في الأفراد -كما في أطرافه لابن طاهر- (رقم 5600)، من طريق سويد بن عبد العزيز به.
وقال: "قال ابن أبي داود: هذا الحديث منكر، تفرد به كثير بن عبيد عن سويد بن عبد العزيز عن الأوزاعي عن يحيى".
وللحديث شاهد من حديث أبي سعيد الخدري: أخرجه الطبراني في الأوسط (رقم 1584)، بإسناد شديد الضعف أيضا. من حاشية محقق كتاب أحاديث الشيوخ الثقات ص 1262.
والحديث في طبعة الحرمين (156/2) ح 1561، حيث أن المحقق اعتمد على طبعة المعارف السقيمة.

أبو العباس عبد الله بن محمد 19 Nov 2020 08:50 PM

الحديث الثاني والعشرون
 
فإن حضر مجلسه صبيان فلئخاطبهم بما يفهمون عنه

22 - كما أخبرنا أبو يعلى الموصلي ثنا علي بن الجعد ثنا سعيد عن محمد بن زباد قال: سمعت أبا هريرة، قال: أخذ الحسن بن علي رضي الله عنه تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كخ ألقها، أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة" (1).

-----------------------------------

(1) أخرجه البخاري (1491) ومسلم (1069) عن محمد بن زياد به.


-----------------------------الحواشي-----------------------------

فات الجميع أن سعيد الذي في السند تحرف والصحيح أنه شعبة كما في في مسند علي بن الجعد برقم 1185 طبعة مكتبة الفلاح تحقيق عبد المهدي بن عبد القادر وبرقم 1122 في طبعة عامر أحمد حيدر. وهو كذلك في جميع طرق الحديث.

أبو العباس عبد الله بن محمد 19 Nov 2020 09:48 PM

الحديث الثالث والعشرون
 
ولا ينبغي للعالم أن يرفع نفسه عن أن يعلم الصبيان ويأخذ عليهم ما قد تعلموه


23 - لما حدثني عمر بن سهل قال ثنا جعفر بن أبي عثمان ثنا يحيى ابن معين ثنا إسماعيل بن مجالد عن أبيه عن عامر الشعبي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، قال: ذهب بي أبي إلى رسول صلى الله عليه وسلم، فقال : إن ابني هذا قد قرأ سورة من القرآن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرأ" ، فقرأت (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) [الأعلى: 1] حتى ختمتها، فجعل نبي الله صلى الله عليه وسلم يتبسم فانطلق أبي حتى أتى بي أمي فقال: يا فلانة! هنيئأ لك، قد قرأ ابنك على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورا من القرآن.

-----------------------------------

(1)لم أجده، وإسناده ضعيف، إسماعيل بن مجالد، قال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطئ، وأبوه مجالد -هو ابن سعيد بن عمير الهمداني- قال في "التقريب": ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره.



أبو العباس عبد الله بن محمد 19 Nov 2020 10:09 PM

الحديث الرابع والعشرون
 
24 - أخبرني جعفر بن حمدان بن يحى الشحام ثنا أبو عبيد يحيى بن محمد بن السكن ثنا أبو عامر العقدي ثنا خارجة بن عبد الله من ولد زيد بن ثابت عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم انطُلِق بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل: يا رسول الله! هذا غلام من بني النجار قد قرأ مما أنزل الله عليك بضغ عشرة سورة، فاستقرأني، فقرأت عليه فأعجبه. (1)

-----------------------------------

(1) أخرجه البخاري معلقا في باب ترجمة الحكام، وهل يجوز ترجمان واحد (76/9)، ووصله في "التاريخ الكبير" (1278/380/3)، وكذا أحمد في المسند (490/35)من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن خارجة بن زيد به، وإسناده صحيح، رجاله ثقات غير جعفر بن حماد الشحام شيخ المؤلف، قال الخطيب في "تاريخ بغداد" (121/8): روايته مستقيمة. وأبو عامر العقدي هو عبد الملك بن عمرو القيسي البصري؟، وهو ثقة من رجال الشيخين، كما في "التقريب"، وتابعه ابن أبي الزناد، قال فيه الحافظ في "التقريب": صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد، وكان فقيها.


-----------------------------الحواشي-----------------------------
في طبعة جمعة: "فأعجبه" وفي طبعة نظام يعقوبي "وأعجبه".

علقه البخاري بصيغة الجزم كما في سنن أبي داود ط الرسالة (489/5) حاشية 1.

أبو العباس عبد الله بن محمد 19 Nov 2020 10:48 PM

الحديث الخامس والعشرون
 


25 - أخبرنا أبو يعلى ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا شريك عن أبي إسحاق عن بُرَيدة بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي رضي الله عنهما، قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر: "اللهم عافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليمت، واهدني فيمن هديت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، سبحانك تباركت وتعاليت.(1)

-----------------------------------

(1) أخرجه أبو داود (1427) والترمذي (464) والنسائي (1745-1746) وابن ماجه (1178) عن الحسن به، وحسنه الترمذي، وصححه ابن خزيمة (1095) وابن حبان (945)، وكذا ابن دقيق العيد حيث أورده في "الإلمام" (285)، وابن الملقن في "البدر المنير" (630/3) وابن حجر في "نتائج الأفكار" (145/2)، وكذا أحمد شاكر في "تخريج المسند" (343/2) والشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" (1281- الأم).


-----------------------------الحواشي-----------------------------

قال الشيخ رضا بوشامة: عن بريدة بن أبي مريم، عن أبي الحوراء والصواب: عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء. قلت -أي الشيخ رضا- هو بريد بن أبي مريم -واسمه مالك- بن ربيعة السلولي، من رجال التهذيب.

أبو العباس عبد الله بن محمد 25 Nov 2020 09:57 AM

الحديث السادس والعشرون
 
فإذا كبير الصبى وصار في حد العقل، فليلقنه التوحيد والايمان بالقدر، وحسن الطاعة لله عز وجل، والتوكل عليه

26 - لما حدثني أحمد بن عمر(1) بن المهلب القرشي ثنا أحمد بن شيبان الرملي ثنا عبد الله بن ميمون القداح المكي ثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال: قال لي ابن عباس: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة، أهداها له قيصر أو كسرى، فركبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بحبل من شعر، ثم أردفني خلقه، فسار بي مليا، ثم التفت إليّ فقال: "يا غلام! " قلث: لبيك يا رسول الله، قال : "احفط الله يحفظك، احفط الله عز وجل تجده أمامك، تعرف إلى الله عز وجل في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا استعنت فاستعن بالله، قد جف القلم بما هو كائن، ولو جهد الناس أن تنفعوك بشيء لم يقضه الله لك، لم يقدروا عليه، ولو جهد الناس أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عز وجل عليك، لم يقدروا عليه، فإن قدرت أن تجمع بين اليقين والصبر فافعل، فإن لم تقدر، ففي الصبر
خير كثير، واعلم أن الصبر مع اليقين، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا(2)".

-----------------------------------

(1) في الأصل: عَمْرو -بفتح العين المهملة-، وهو تصحيف، والتصويب من "تاريخ بغداد" (470/5)، وذكره ابن عدي في "الكامل" (440/6) في سند حديث.

(2) أخرجه من طريق المصنف عبد الغني المقدسي في "التوكل" )ق١- نسخة الشاملة(، ورواه الحاكم في "المستدرك" )623/3( من طريق آخر عن ميمون بن عبد الله القداح عن شهاب بن خراش، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن عباس به وقال: " هذا حديث كبير عال من حديث عبد الملك بن عمير عن ابن عباس رضي الله عنهما، إلا إن الشيخين رضي الله عنهما لم يخرجا لشهاب بن خراش ولا للقداح في الصحيحن، وقد روي الحديث بأسانيد عن ابن عباس غيرا هذا"، وميمون بن عبد الله القداح هذا، قال الحافظ في "التقريب": "منكر الحديث، متروك"، وفيه علة أخرى، وهي الإنقطاع بين عبد الملك وبين ابن عباس، وانظر: "الضعيفة" )5107(.
وأخرج الترمذي )2516( طرفا منه، إلى قوله: "جفت الصحف"، وأخرجه بتمامه أحمد )18/5( عن حنش عن ابن عباس به، وقد رُوي من طرق أخرى كثيرة، قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" ص461: "وأصح الطرق كلها طريق حنش الصنعاني التي خرجها الترمذي، كذا قال ابن منده وغيره". وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وصححه أيضا الشيخ الألباني في "صحيح الترمذي".

-----------------------------الحواشي-----------------------------

قال الشيخ رضا بوشامة: لما حدَّثني أحمد بن عمر بن المهلَّب القرشي والصواب لما حدَّثني أحمد بن عمرو بن المهلَّب القرشي.
علَّق المحقق على "عمر": في الأصل: (عمرو) بفتح العين المهملة، وهو تصحيف، والتصويب من "تاريخ بغداد" (470/5)، وذكره ابن عدي في "الكامل" (440/6) في سند حديث".
قلت: إذا كان خطأ فيبقيه كما هو؛ لأنَّ عبد الغني المقدسي روى النسخة كذلك، وروى هذاا الحديث في كتابه "التوكل" - وقد أحال عليه المحقق من الشاملة، وهو فيه (ل:2/أ) - من طريق ابن السني بسند هذاا الكتاب، وفيه: "عمرو"، فيحتمل أن يكون مختلفا فيه، أو كذلك سمَّاه ابن السني، خاصة أنَّ ابن حجر أورده في كتابه "الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس" (1/ل: 143/1/أ) بإسناد آخر غلى أبن السني وفيه: "عمرو".

قلت: هو في المطبوع من الغرائب (229/4) رقم 1399: أثبته "عمر" وأحال لتاريخ بغداد وكذلك صاحب مصباح الأريب في تقريب الرواة الذين ليسوا في تقريب التهذيب (124/1) ترجمة رقم 2260، وهو كذلك عند ابن الجوزي في المنتظم (156/13) ترجمة رقم 2113، وهو كذلك في تاريخ ابن يونس المصري (27/2) 63.


قال الشيخ خالد حمودة ص 33: اشتغل بالكلام على إسناد الحاكم وترك إسناد المحقق!

وقد وقع له هذا في موضع آخر، ص(90) (105)، فقد تكلم على إسناد كتاب "الزهد"، وترك إسناد الكتاب الذي يحققه!




أبو العباس عبد الله بن محمد 25 Nov 2020 11:03 PM

الحديث السابع والعشرون
 
ومما يستحب للعالم إذا أتقن المتعلِّم العلم أن يقول له

27 - ما أخبرنا أبو خليفة ثنا إبراهيم بن بشار ثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: قدم عبدالله بن مسعود رضي الله عنه الشام، فاجتمعوا عليه، فقالوا : اقرأ علينا يا أبا عبد الرحمن، فقرأ عليهم سورة يوسف، فقال له رجل من القوم فائم: ما هكذا أنزلت، فقال له ابن مسعود: ويحك، لقد قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أحسنت"(1).

-----------------------------------

(1) أخرجه البخاري (5001) عن سفيان بنحوه، وزاد: "ووجد منه ريح الخمر، فقال: أتجمع أن تكذب بكتاب الله، وتشرب الخمر؟! فضربه الحد".

-----------------------------الحواشي-----------------------------

فات جمعة ذكر أن مسلم خرجه كذلك ولم يفت نظام يعقوبي.

أبو العباس عبد الله بن محمد 25 Nov 2020 11:20 PM

الحديث الثامن والعشرون
 
فإن أخطأ في شيء فليعرفه ذلك، ليتعاهد نفسه، ولا يقصره:

28 - لما أخبرنا محمد بن خُريم ثنا هشام بن عمار ثنا سعيد بن يحيى ثنا يونس بن يزيد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس: أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت الليلة في المنام ظلة تنطف(1) السمن والعسل، والناس يتكففون منها، فالمستقل والمستكثر. وساق الحديث. قال أبو بكر: يا نبيّ الله، دعني اعبزها. قال: اعبر. ثم قال: يا رسول الله، بأبي أنت أصبت؟ قال: أصبت بعضا، وأخطأت بعضا.(2)


-----------------------------------

(1) تنطف: - بنون، وطاء مكسورة، ويجوز ضمها - معناه تقطر- بقاف، وطاء مضمومة، ويجوز كسرها- "الفتح" (434/12).
(2) أخرجه البخاري (7046) ومسلم (2269) عن الزهري به.


-----------------------------الحواشي-----------------------------


جاء عند جمعة: لما أخبرنا محمد، وجاء عند نظام يعقوبي: لما حدثنا ...


أبو العباس عبد الله بن محمد 26 Nov 2020 12:45 AM

الحديث التاسع والعشرون
 
ويستحب للعالم أن تمتحن التلامذة بالمسائل الفكرية

29 - لما أخبرنا أبو يعلى ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما لأصحابه: أخبروني عن شجرة، مثلها مثل المؤمن؟ فجعل القوم يذكرون شجرا من شجر البوادي. قال: وألقي في روعي أنها النخلة، فجعلت أريد أن أقولها فإذا أسنان من القوم فأهاب أن أتكلم، فلما تسكعوا فيها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي النخلة(1).
قوله: "تسكعوا": تعسّفوا، يقال: تسكع الرجل إذأ مشى متحيرا متعسفا، لا يدري أين يأخذ من أرض الله عز وجل؟ قال الفرزدق:

لما تسكع(2) في الرمال هدت له ... عرفاء هادية بكل وجار(3)
تسكع: تحبر.

-----------------------------------

(1) أخرجه البخاري (7046) ومسلم (2811) من طرق، منها عن مجاهد به.
(2) كذا في الأصل، وفي "شرح نقائض جرير والفرزدق" (502/2) لابن المثنى: "تكسع" بدل "تسكع". وهو بمعنى واحد، هو يتكسع ويتسكع: تحير، "المزهر في علوم اللغة" (370/1)، وقد أورد الحديث المديني في "المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث" (43/3) بلفظ: "فلما تكسعوا فيها"، وقال: "قيل: أي تأخروا عن جوابها، ولم يردوه، ويحتمل أن يكون مقلوبا، من قولهم: تسكع في أمره، إذا تحي، وتردد فيه، ولم يهتد ‘لى الصواب منه".
(3) في الأصل: وجام، وهو تحريف. والوجار: جحر الضب، وقوله عرفاء، وهي ضبع كثيرة شعر العرف، أنظر "شرح نقائض جرير والفرزدق".




أبو كنان بلحسن علي 26 Nov 2020 08:49 AM

أحسنت ، جزاك الله خيرا.

أبو العباس عبد الله بن محمد 28 Nov 2020 12:32 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو كنان بلحسن علي (المشاركة 98692)
أحسنت ، جزاك الله خيرا.


آمين آمين بارك الله فيك، أسعدني مرورك أخي الكريم.

أبو العباس عبد الله بن محمد 28 Nov 2020 12:50 AM

الحديث الثلاثون
 
ولا بأس أن يداعبهم عند الخطأ، ليزيل عنهم الخجل

30 - لما أخبرناه أبو يعلى ثنا زكريا بن يحيى ثنا صالح بن عمر عن مطرف عن عامر عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قلت : يا رسول الله! أرأيت الخيط الأبيض من الخيط الأسود هما خيطان!؟ فضحك وقال: "إنك لعريض القفا يابن حاتم، هو بياض النهار من سواد الليل .(1)

-----------------------------------

(1) أخرجه البخاري (4509) ومسلم (1090) من طريق حصين عن الشعبي به.

أبو العباس عبد الله بن محمد 28 Nov 2020 01:01 AM

الحديث الواحد والثلاثون
 
فإذأ أخطأ فليبين له الخطأ في لطف ورفق

31 - فقد أخبرنا أبو خليفة قال ثنا مسدد قال: ثنا يحيى بن سعيد عن الحجاج الصواف ثنا يحى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال: بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: وا ثكل أمياه! ما لكم تنظرون إلى؟! فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتوني، لكني سكت، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي! ما ضربني ولا شتمني ولا كهرني، فقال : "إن هذه الصلاة لا تصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح، والتكبير ، وقراءة القرآن"، أو
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(1).

-----------------------------------

(1) أخرجه مسلم مطولا (537) من طريق حجاج الصواف به.

أبو العباس عبد الله بن محمد 28 Nov 2020 10:37 PM

الحديث الثاني والثلاثون
 
وللبيان مراتب:
فالجواب الأول تعريض

32- كما ثنا أبو خليفة أبنا داود بن شبيب ثنا حماد بن سلمة عن عاصم الأحول وأيوب وحبيب بن الشهيد وهشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الصلاة في الثوب الواحد، قال: "أوكلكم يجد ثوبين؟!"(1).

والجواب الثاني أبين:
قال الله تبارك وتعالى: (فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ) [النساء: 11].


-----------------------------------

(1) أخرجه البخاري (365) ومسلم (515) عن أيوب عن محمد به.




أبو العباس عبد الله بن محمد 28 Nov 2020 11:04 PM

الحديث الثالث والثلاثون
 

33 - حدثنا أبو خليفة ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا الليث بن سعد عن كثير بن عبد الله بن الأشج عن عبد الملك بن سعيد الأنصاري عن جابر بن عبد الله عن عمر بن الخطاب، قال: هششت فقبلت وأنا صائم، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: لقد صنعت اليوم أمرا عظيما، قال: "وما هو"، قال: قبلت وأنا صائم، قال: "أرأيت إن تمضمضت من الماء؟!"، قلت: إذا لا يضير؟ قال: "ففيم"، أي: لا بأس به(1).

والثالث أشرح. قال الله عز وجل: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّه يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُواْ بَقَرَةً) [البقرة: 67] الآية.

-----------------------------------

(1) أخرجه أبو داود (2385) عن عبد الملك بن سعيد به، وصححه جمع من أهل الحديث، وقال الشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" (2064-الأم): وهذا إسناد جيد، ورجاله ثقات على شرط الشيخين، غير عبد الملك ابن سعيد، فهو على شرط مسلم وحده.

-----------------------------الحواشي-----------------------------

قال الشيخ رضا بوشامة: ثنا الليث بن سعد، عن كثير بن عبد الله بن الأشج والصواب: ثنا الليث بن سعد، عن بكير بن عبد الله بن الأشج.
قلت: بكير من رجال «التهذيب».انتهى

ورواه النسائي في الكبرى وأحمد في مسنده في موضعين والحاكم في المستدرك وغيرهم...

أبو العباس عبد الله بن محمد 28 Nov 2020 11:29 PM

الحديث الرابع والثلاثون
 


34 - حدثنا عبدان بن أحمد ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم ثنا سويد بن عبد العزيز ثنا داود بن عيسى عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إن لي مالا وعيالا ولأبي مالا وعيالا، وإنه يريد أن يأخذ مالي إلى ماله، فقال: "أنت ومالك لأبيك.(1)

الرابع: أوكد. قال الله تعالى: (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا) [النور : 17]

-----------------------------------

(1) أخرجه ابن ماجه (2291) عن محمد بن المنكدر به، وقال الشيخ الألباني: "قلت: وهذا سند صحيح، رجاله ثقات على شرط البخاري". وللحديث شاهد عن جمع من الصحابة. أنظر "الإرواء" (838).


-----------------------------الحواشي-----------------------------

ورواه الطبراني في المعجم الأوسط.


الساعة الآن 02:48 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013