[التفريغ للمقطع] الشيخ محمد بن هادي المدخلي- حفظه الله - يبكي بحرقة لشدة غربة أهل الاستقامة
1 مرفق
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم الشيخ محمد بن هادي المدخلي-حفظه الله- يبكي بحرقة لشدة غربة أهل الاستقامة التفريغ للمقطع حديثه عن غربةالرجل مع أهله . ((سَمِعَ عمرُ بن عبد العزيز امرأتَهُ مَرَّةً تقول :أراحَنا الله منك. فقال آمين.... الشيخ : وهذا أشَدُّ ما يكون الغُربة ،هذا أشد ما يكون فيه الغُربة،حينما يُنكر الرَّجُلَ أهلُهُ و وَلَدُهُ يُنكرون حالَه ولا يَجِدُ منهم على الحق مُعيناً ، بل يجد منهم المُستثقِلَ له فهذا الرَّجُل الأن سَمِعَ زوجتَه وهو خليفة .. عمر بن عبد العزيز سمعها و هي تقول : أراحنا اللهُ منك . قال : آمين. فاطمة بنت عبد الملك وذلك لأنه -رضي الله عنه- كان على الطريقة الكاملة على السُّنَّة بمعناها الكامل الذي سَمِعتُمُوه قبل قليل عن فُضَيْل بن عِياض -رضي اللهُ تعالى عنه- حينما كان يُؤاخِذ نَفْسَه ويُحاسِبها -رضي الله عنه يُحاسبها في الحلال و طالحرام ويُجاهدها في السُّنَّة ومُحاربة البدع وأهلها. قد كان يُناظِر أهلَ البِدَع كما حصل منه مع الخَوارِج وكما حصل منه مع القدرية ، وكتابُه في مُناظرتِه للقدر معروف و كتابَتِهِ في رَدِّه علي القدرية معروف في سُنَن أبي داود -رحمه الله تعالى - من رواية أبي بكر بن باسه عن أبي داود -رحمه الله تعالى - في رَدِّه علي المُنكِر للقدر ، فقد كان مُجاهِداً -رحمه الله تعالى - لأهل الأهواء و البِدَع و لأهل الشهوات من أُمَراء بني أُميّة من أهلِهِ من بني عُمُومَتِهِ ، فقد نَزَعَ منهم المظالم و رَدَّها إلى أصحابها و تَحَرَّي الحلال و كان خليفةً لكنّه كان كأحد الناس لا يأخُذ إلا ما يقُوتُه - رضي الله عنه فثَقُلَ ذلك على أولادِه ، يُريدون يعيشوا عِيشـة الملوك عِيشَة البذخ في هذه الحياة الدنيا ، وهو يُريد أن يعيشَ عِيشَة مُلُوك الأخِرة ، فلا يأخُذ إلا ما له و ما يَحِلُّ له أخذُه ، فَشَقَّ ذلك عليهم فوَصَل الأمر إلى درَجة أنْ زوجَتَه سَمِعَها ذات يوم ما كانت ... كأنها تُريد -والله أعلم- ولكنه سَمِعَها و هي تقول : أراحنا الله مِنك. فقال : آمين. يعني كما أنتم تطلبون الراحة مني أنا أرى راحتكم مني راحة لِيا منكم. فإذا وصل المرء إلي هذه الدرجة فما بقي له في الحياة؟؟ -نسأل الله العافية و السلامة - وهذا موجود الأن ، بعض النِساء و بعض الأولاد مع أبائِهم ممن قَلَّ تَوْفيق الله لهم : أنت مُتَعَصِّب .. أنت مُتَشَدِّد .. أنت مُتَحَجِّر .. أنت من العصر الحجري .. أنت ضَيَّقت علينا .. أنت ما تفعل للناس .. هذا للمشايخ ، هذا هم يطلعون في التِلفزيون و انظُر إلي أحوالِهِم و انظر إلي بُيُوتِهم .. هؤلاء .. و أنت ما عِندك إلا هذا حرام هذا حرام هذا موجود موجود و يَعرِفُهُ كثيرٌ منكم ، لكن هؤلاء إنما نَظَروا إلي الدنيا و هم أقربُ الناسِ إليك و أعرفُ الناسِ بِك ما يُريدون إلا الدنيا ما ينظُروا إلى ما تنظُر أنت إليه ولا يخطُرُ بِبَالِهم ما يخطُر بِبَالِك ؛ فلذلك استثقلوك ، فإذا وصل الأمرُ إلى هذه الدرجة فكما قال عمرُ بن عبد العزيز -رضي الله عنه- آمين ، أراحكم الله مني و أستريحُ أيضاً أنا هذا موجود موجود في كثير من الأُسَر ، و الناس كما قال الله -جلَّ و علا- "و إنْ تُطِع أكثرَ مَن في الأرض يُضِلّوك عن سبيل الله إن يتَّبِعون إلا الظَنَّ و إنْ هُم إلا يَخرُصون." و يقول جَلَّ و علا "إنّما أموالكم و أولادكم فِتنة" و يقول "إنّ من أزواجكم و أولادِكم عَدُوّاً لكم فاحذروهم" و مع ذلك أَمَرَ بالصبر "و إنْ تعفوا و تصفحوا و تغفروا فإنّ الله غفور رحيم" هذه فتنةٌ عظيمة ، غُربَة صاحب السُّنَّة إذا وصلت إلى غُربَتِه في أهل بيته فهي والله المصيبة .. عظيمة ، لا تَجِدُ أنصار لك حتي في أهل بيتِك . تَجِد ُ المُحارِب لك من أهلِكَ و زوجِكَ و وَلَدِكَ ، هذه مُصيبةٌ عظيمة ؛ فعليك أنْ تَضَرَّع بالصبر و تَدعُوَ الله -جَلَّ و علا- بالثبات نسأل الله -جَلَّ و علا- أنْ يُثَبِّتنا و إيّاكُم على الحق و الهدي و أنْ يُنَوِّر بصائِرَنا إنه جوادٌ كريم.. وصلى الله و سلم و بارك على عبده و رسوله و نبينا محمد |
الساعة الآن 08:33 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013