منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   قال الشيخ عبيد-لله دره-: حياتي العلمية والعملية تزيد على خمسين سنة وما أعهد أني يوما من الأيام سألت أحدا أن يزكيني. (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=15455)

أبوعبدالرحمن عبدالله بادي 25 Feb 2015 11:15 PM

قال الشيخ عبيد-لله دره-: حياتي العلمية والعملية تزيد على خمسين سنة وما أعهد أني يوما من الأيام سألت أحدا أن يزكيني.
 
1 مرفق

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد :

فقد قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره عند قوله جل وعلا " وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا [النساء : 115]:

وقوله : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ) أي : ومن سلك غير طريق الشريعة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم ، فصار في شق والشرع في شق ، وذلك عن عمد منه بعدما ظهر له الحق وتبين له واتضح له . وقوله : ( ويتبع غير سبيل المؤمنين ) هذا ملازم للصفة الأولى ، ولكن قد تكون المخالفة لنص الشارع ، وقد تكون لما أجمعت عليه الأمة المحمدية ، فيما علم اتفاقهم عليه تحقيقا ، فإنه قد ضمنت لهم العصمة في اجتماعهم من الخطأ ، تشريفا لهم وتعظيما لنبيهم [ صلى الله عليه وسلم].

ومن نعم الله وتوفيقه أن ربط هذه العصمة من الخطأ باجتماعهم على الحق ولم يربطها بأشخاصهم وذواتهم، ولذلك وبيانا لهذا المعنى العظيم رُوي عن العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله أنه قال عند قوله تعالى :أولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ [الأنعام : 90]:


قال سبحانه { فبهداهم } ولم يقل [فبهم] لأن العبرة بالمنهج وليس بالأشخاص. اهـ

وقد ضرب السلف رضوان الله عليهم أروع الأمثلة في اتفاقهم واجتماعهم على هذا النهج القويم والطريق المستقيم لأنهم من مشكاة واحدة يغترفون ومن معين صاف ينهلون فمن أمثلة ذلك ما رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (8/15):

عن عقبة بن علقمة قال : كنت عند أرطأة بن المنذر فقال بعض أهل المجلس : ما تقولون في الرجل يُجالس أهل السُنة ويخالطهم ، فإذا ذكر أهل البدع قال : دعونا من ذكرهم لا تذكروهم ، فقال أرطأة : هو منهم لا يُلّبس عليكم أمره ، قال : فانكرتُ ذلك من قول أرطأة قال : فقدِمتُ على الأوزاعي وكان كشافا لهذه الأشياء إذا بلغتهُ فقال : صدق أرطأة والقول ما قال هذا ينهى عن ذكرهم ومتى يُحذروا إذا لم يُشَد بذكرهم .

فإن رمت وصل القوم فاسلك سبيلهم :::فقد وضحت للسالكين عيانا

و إن من أعظم سمات هذا المنهج السلفي المبارك أن السلفي تزكيه أعماله و أقواله ودعوته و نشاطه لا كما يفعله أهل التشغيب من طرق ماكرة ووسائل فاجرة من التملق لأهل العلم والتظاهر عندهم بالسنة والاستقامة لأجل أن يظفروا بأدنى كلمة -ولو كانت من باب الحكم على الظاهر أو إحسان الظن أو في مقابل الجرح المفسر المبين بدليله من عارف بأسبابه- ليطيروا في كل ناد وبلاد فيبلغوا بها الآفاق وكأنه ظفر بصك مختوم عليه بأنه من أهل الجنان ونسي المحروم أن الله عز وجل هو الرافع الخافض هو الذي ذمه شين ومدحه زين ولا يدري المغبون أن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله و أنه يعامل بنقيض قصده.

وليعلم السلفي الصادق أن هذا هو ديدن القوم منذ القدم إذ هو ليس حديث العهد بل هو ناشئ في المهد ، فجذور هذا الفعل الشنيع تتغلغل في تاريخ الاسلام ولكل قوم وارث وكذلك يفعلون؛ كما كان يفعله الرواة مع يحيى بن معين رحمه الله فقد قال العلامة مقبل رحمه الله في الفتاوى الحديثية ٢/ ٢٩:

" كان المحدث الضعيف يتصنع ليحيى بن معين ،
ثم يقول يحيى بن معين عنه بأنه
(ثقة)

وأهل بلده يجرحونه
من أجل هذا ،

فإذا رأيت يحيى يوثق رجلًا غريبًا
وقد جرحه أهل بلده
فأهل بلده أعلم به من يحيى.


و من جنس ما سبق نقله عن يحيى بن معين ما جرى للإمام أحمد رحمه الله مع داوود الظاهري فقد جاء في تاريخ بغداد ( 8/374 ):

" وقدم داود الأصبهاني الظاهري بغداد وكان بينه وبين صالح بن أحمد حسن، فكلم صالحاً أن يتلطف له في الاستئذان على أبيه،

فأتى صالح أباه

فقال له: رجل سألني أن يأتيك.

قال: ما اسمه؟

قال: داود.

قال: من أين؟

قال: من أهل أصبهان،

قال: أيّ شيء صنعته؟

قال وكان صالح يروغ عن تعريفه إيَّاه، فما زال أبو عبد الله يفحص عنه حتى فطن

فقال: هذا قد كتب إليّ محمد بن يحيى النيسابوري في أمره أنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني.

قال: يا أبت ينتفي من هذا وينكره،

فقال أبو عبد الله: محمد بن يحيى أصدق منه، لا تأذن له في المصير إليَّ " .


قال الشيخ عبيد حفظه الله:

"جُرب عبر التاريخ أن كل من تترس بأهل العلم وتمسح بهم حتى حصل على تزكياتهم متسترًا بذلك أن الله يفضحه ويهتك ستره ويكشف عن حاله"
-تغريدة الأخ رائد آل طاهر يوم 2015/02/15-

ومهما يكن عند امرئ من خليقة::: وإن خالها تخفى على الناس تعلم


وكنت قد قرأت كلمة أثرية وعبارة سلفية في هذا الصدد من الشيخ العلامة الفقيه عبيد بن عبدالله الجابري حفظه الله نقلها الأخ رائد آل طاهر في تغريدة له على برنامج التويتر جاء فيها:

http://www.tasfiatarbia.org/vb/attac...1&d=1424899272

فما أعظمها من كلمة صادقة من عالم مربي تدل على سير على منهج السلف واتباع لآثارهم واقتفاء لمنارهم في مدة تزيد على خمس عقود فلله دره.


قال الشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ :

يجب على الشخص الذي يختلف حوله الناس ولا يزكي نفسه بابراز المنهج السلفي وانما يعتمد على تزكية فلان وفلان ، وفلان وفلان ليسوا بمعصومين في تزكياتهم فقد يزكون بناءا على ظاهر حال الشخص الذي قد يتملقهم ويتظاهر لهم بأنه على سلفية وعلى منهج صحيح ، وهو يبطن خلاف ما يظهر ، ولو كان يبطن مثلما يظهر لظهر على فلتات لسانه وفي جلساته وفي دروسه ومجالسه فإن الإناء ينضح بما فيه ، وكل إناءا بما فيه ينضح ، فإذا كان سلفيا فلو درّس أي مادة ولو جغرافيا أو حساب ، لرأيت المنج السلفي ينضح في دروسه وفي جلساته وغيرها .

الى أن قال حفظه الله:

فبعض الناس لا تزكيه أعماله ولا مواقفه ، ولا تشهد له بأنه سلفي ، فيلجأ إلى هذه الوسائل الدنيئة من الإحتيال على بعض الناس والتملق لهم حتى يحصلوا على التزكية ، ويكتفون بهذا ويذهبون ، ليتهم يكفون بأسهم وشرهم عن أهل الحق والسنة ، فيذهبون ويتصيدون أهل السنة بهذه التزكيات ، فتكون مصيدة يضيعون بها شبابا كثيرا ويحرفونهم عن المنهج السلفي ، وأنا أعرف من هذا النوع كثير وكثير الذي يسلك هذا المسلك السيء ـ نسأل الله العافية ـ
(من شريط أسباب الانحراف وتوجيهات منهجية)

ومن المضحكات المبكيات ما حدثنا به الشيخ الفاضل لزهر سنيقرة حفظه الله أنه جاءه يوما شخص فقال له يا شيخ : تعرفني؟ فقال له الشيخ: لا. فقال له: ولدك فلان يعرفني!!!
فعلق الشيخ عليه متعجبا : وهل يجب أن أعرف كل من يعرفه ولدي؟

قال الشيخ : ولما أكملت معه الكلام علمت أنه يدرس بعض إخوانه في مدينته فقالوا له : أنت غير معروف وغير مزكى فجاء ليأخذ تزكية والله المستعان.

هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


أبو ميمونة منور عشيش 26 Feb 2015 07:29 AM

شكر.
 
جزاك الله خيرا أخي الفاضل و أحسن إليك، كلام بديع نفيس، نسأل الله أن يثبتنا على منهج الحق، وأن يجعلنا ممن ظواهرهم على السنة وبواطنهم خير وأحسن منها، والله المستعان.

ابومارية عباس البسكري 26 Feb 2015 01:51 PM

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك أخي بادي نسأل الله أن يصلح أعمالنا وسرائرنا

أبوعبدالرحمن عبدالله بادي 02 Mar 2015 09:14 PM


الأخوان منور، عباس

جزاكما الله خيرا على مروركما الحسن و ظنكما الأحسن.


أبوشهاب حسان خالد 09 Jan 2018 11:16 PM

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا .

لزهر سنيقرة 10 Jan 2018 06:17 AM

جزاك الله خيرا أخي عبدالله على هذا المقال الطيب النافع، الذي حوى آثارا سلفيةً وتقريرات منهجية تبين أصلا من الأصول العظيمة، وهو أن الرجل يزكيه عمله ويشهد له سيره ومواقفه، وإن كانت التزكية شهادة له بهذا الأمر، فالأول هو الأصل والآخر يعضده.

أبوعبيد الله عبد الله مسعود 10 Jan 2018 08:30 AM

إذا قلت عن ولدك أنه مجتهد في الدراسة يراجع دروسه ويحل تمارينه وكانت حاله الحقيقة غير ذلك بمعنى أنه كسول لا ينظر في دروسه إطلاقا فهل سينفعه قولك عنه أنه مجتهد؟
لا والله وشواهد الامتحان ستفضح ذلك فلا تنفع الإنسان التزكية إذا كان حاله يخالفها وكما قال شيخنا أزهر - حفظه الله - الرجل يزكيه عمله.

أبوعبدالرحمن عبدالله بادي 14 Jan 2018 06:58 PM


آمين وإياكم

شكر الله لكم شيخنا الكريم ووالدنا الفاضل تعليقكم المشجع ومروركم النافع ورزقنا الله وإياكم الصدق في الأقوال والإخلاص في الأفعال.

أبو عبد الله بلال يونسي 15 Jan 2018 12:09 PM

صدقت أخي
حقا فالدعوة السلفية تعاني من صنفين:
متسلقون : وهؤلاء ليس لهم غاية سوى بلوغ التزكية ولو على ظهور إخوانهم وبعدها يتنكرون لكل فضل ولهم طرق ملتوية وتخطيطات ماكرة للظفر بالتزكيات .
متعالمون : وهؤلاء يتلبسون برداء النصح وهم في حقيقتهم غشاشون حاسدون لكل طالب علم أو داعية وهمهم أن يسقط الجميع ولا يرضون في قرارات أنفسهم عن أحد ولو كان أكبر وأقدم داعية ولكنهم كما يقال (مع الواقف) فيقبلون في غيرهم أي إشاعة أو طعن ولو تيقنوا كذبه ومصادمته لشهادات العدول من العلماء والصالحين ثم يكون سعيهم الأكبر أن يظهروا هم وليس غيرهم مع ما هم عليه من الجهل وسوء الطوية والتقدم بين يدي أهل العلم بخبث وجاهلية.

فليتنبه المحبون من هذين الصنفين جميعا فقد كثروا هذه الأيام بسبب وسائل التواصل والأنترنت فلا كثرهم الله .

وقد قيل قديما:
( الطعن في النيات من صنيع المنافقين)
و
(الغلو في الظواهر من صنيع المشركين)
والله المعين وبه وحده أستعين وهو حسبي ونعم الوكيل .

بلال يونسي


الساعة الآن 11:03 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013