منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   تنبيه النّبيه إلى ما قرّره قرازة من الضّلال والتِّيه (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=24504)

خالد فضيل 25 Aug 2019 05:14 PM

تنبيه النّبيه إلى ما قرّره قرازة من الضّلال والتِّيه
 
<بسملة1>

تنبيه النّبيه إلى ما قرّرَه قرازة من الضّلال والتِّيه

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فقد كتب مراد قرازة كتابة تعقب فيها أبا أسامة -وإن كان أبو أسامة قد رجع عن مقاله في الجملة فإنّ الحق لا يبطل برجوع من رجع عنه- فيما ذكره من الغلو الحاصل في فركوس، وكان أبو أسامة قد ذكر أنموذجا للغلو قولَ الغالي:
محمد أحيا الناس والناس في بلى *** موات ألا إن الجهالة تقتل!
فكان هذا موضع تعقب الرجل على أبي أسامة والتشنيع عليه، وأنا أنقل كلام المعترض-إن شاء الله-بحروفه، وأبيّن ما فيه من الزيغ عن سبيل المرسلين في هذا الأمر العظيم الذي له تعلق بمسألة من أعظم أسباب الشرك بالله سبحانه، بل هي سبب كفر بني آدم وشركهم بربهم، فأقول:
قال قرازة: (فإني كسائر إخواني من أهل السنة، قد ساءني كثيرا ما جاء به الشيخ أبو أسامة في مقاله الذي اجتر فيه شبهات الغلمان، زاعما أنها دراسة علمية، ونظرة محايدة....).
ولي على هذا ملاحظات:
فقوله:" فإني كسائر إخواني من أهل السنة، قد ساءني كثيرا ما جاء به الشيخ أبو أسامة في مقاله"، إن قصد الهمج الرعاع أتباع كل ناعق فقد صدق، وإن قصد أهل السنة علماء وطلاب علم فقد كذب، فإن رأس العلماء المشتغلين بهذا الشأن من غير منازعة هو العلامة ربيع بن هادي -وهو من أعيان أهل السنة- وقد سرّه ما كتب أبو أسامة، وكذا غيره من أهل العلم، كما أن من أعيان السفهاء في هذا العصر أسامة بن عطايا؛ وقد ساءه ما كتب أبو أسامة، وهذه أمارة من أمارات الحق، بها يعرف أهل السنة من أهل البدعة.
ثم قال: (قد ساءني كثيرا ما جاء به الشيخ أبو أسامة في مقاله الذي اجتر فيه شبهات الغلمان).
وهذا فيه من سوء الأدب ما فيه، فإن "اجترّ" تقال للبعير والبقرة ونحوها من المجترات، فإسناده لأبي أسامة فيه من مخالفة الأدب ما هو معلوم، كيف والرجل كان قبلُ يوصف بأنه عالم، فهل العلماء والحيوانات عندكم سواء!؟
وقوله: "شبهات الغلمان"، فهذا خلاف الواقع، فإن هؤلاء الذين تقول عنهم "غلمان":
إن أردت أنهم غلمان من جهة السن: فإن أكثرهم أكبر منك سنّا، بل منهم من هو جدّ له أحفاد، فوصفك لهم خلاف الواقع كما أنه خلاف اللغة، ولو نظرت في الكتاب والسنة لوجدت الإطلاق على هذا النحو؛ كما جاء في سورة مريم وحديث أنس وحديث ابن عباس رضي الله عنهم، وفي القرآن: {حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة}.
وإن أردت من جهة العلم: فإن أكثرهم يفوقك علما ودعوة كما هو معروف لدى أهل العلم الذين هم الميزان، وعليهم المعوّل في الحكم.
فخالفت الواقع واللغة في هذه الكلمة، كما أنك خالفت الشرع، فإن إطلاق من أطلقها إنما أراد بها الهمز واللمز والتحقير، وقد قال الله تعالى: {ويل لكل همزة لمزة}، وقال سبحانه: {بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان} كما جاء في الحديث: (سباب المسلم فسوق)، وفي الحديث: (بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم).
والذي أشاعها في الناس ونشرها في هذه الفتنة لزهر، ثم الناس بعده تبع له، وقد جاء في ترجمة محمد بن شجاع الثلجي الجهمي أنّه كان يقول عن أحمد بن حنبل قولتكم هذه عن أهل السنة.
ثم شرع في تعقب أبي أسامة، فقال: "وقد أردت أن أجيب في هذه العجالة عن شبهة غريبة عجيبة أتى بها الرجل، وهي زعمه أن السلفيين يقدسون شيخهم ويعظمونه ويغالون في منزلته!! وقد استشهد لدعواه هذه ببيت من الشعر، قال أنه نشر على بعض المواقع السلفية، وإن كنت لا أعرف قائله؛ وهو قول الناظم: محمد أحيا الناس والناس في بلى *** موات ألا إن الجهالة تقتل! ومعنى البيت أوضح من أن يوضح، وأظهر من أن يجلى!!! فصاحبه لم يترك لذي شبهة سبيلا، فقد نص في أول البيت أن محمدا يحيي الناس، ثم بين نوع الموت فقال أنهم قتلى الجهل، فحياتهم حياة علم".
قلت: أبو أسامة لايزعم أنّ السلفيين يقدسون شيوخهم ويغالون في منزلتهم، وإنما ذكر أن من الناس من غلا في فركوس، والغالي ليس على السنة في هذا، وكم من رجل سلفي انحرف بسبب الغلو، بل كم من مسلم كفر بسبب الغلو، فنسبة هذا إلى أبي أسامة يوهم أنه يطعن في السلفيين، وهذه طريقة جمعة.
أمّا طريقة النبي صلى الله عليه وسلم فخلاف ذلك، فإنه أخبر أنه يلحق فئام من أمته بالمشركين، وأن منهم من يرجع إلى عبادة ذي الخلصة، وأن الشيطان يحرش بين أمته، وأنهم يتبعون سنن من كان قبلهم، فكان هذا تحذيرا لأمته أن يفعلوا ذلك الفعل، ونصحا لهم، ولم يكن صلى الله عليه وسلم يطعن في المؤمنين، بل هو صلى الله عليه وسلم كما قال الله سبحانه: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}.
وهذا البيت الذي لم يعرف قرازة قائله ولا موقعه هو: لشاعرهم أبي ميمونة منور عشيش في منتدى -المطة- وقد كان قرازة ممّن علق على القصيدة وأثنى عليها، وقد تعقب هذا البيت أخي الفاضل أبو معاذ المرابط فيما كتبه من نقد على فركوس في حوار هاديء (الحلقة السادسة).
وأمّا ما ذكره قرازة من أن المراد بالبيت أنها حياة العلم، فهذا أيضا يدركه أبو أسامة، ومع ذلك حكم على البيت أن فيه غلوّا، لأن هذا التركيب والسياق لا ينبغي أن يقال فيه إلاّ:
الله أحيا الناس والناس في بلى*** موات ألا إنّ الجهالة تقتل.
فالذي يحيي الناس عموما هو الله وحده سبحانه، سواء كان حياة بدن أم حياة قلب، وصاحب البيت أتى به على صيغة العموم.
كما أنّ مما يعكر على معنى البيت قوله "والناس في بلى" والبلى عادة يكون للأجساد في مثل هذا السياق، فصاحب البيت غلب عليه الغلو حتى ما كان يدري ما يخرج من رأسه.
كما أنّ هذا كذب مخالف للواقع فإن الناس قبل فركوس كانوا على ملة حنيفية، وعلى علم بميراث النبوة، وأكثر الناس لم يأخذوا علمهم عنه، ولا منهجهم ولا عقيدتهم منه، كيف وهو ليس بذاك في هذا.
ومما يبيّن فساد هذا البيت أن قوله "والناس في بلى" هو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال هلك الناس فهو أهلكهم".
ومن تدبر ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم علم أنه كان ينهى أصحابه عما هو أقل من هذا، فمن ذلك ما أخرجه أبو داود عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ: قَالَ أَبِي: انْطَلَقْتُ فِي وَفْدِ بَنِي عَامِرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَقُلْنَا: أَنْتَ سَيِّدُنَا، فَقَالَ: «السَّيِّدُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى» قُلْنَا: وَأَفْضَلُنَا فَضْلًا وَأَعْظَمُنَا طَوْلًا، فَقَالَ: «قُولُوا بِقَوْلِكُمْ، أَوْ بَعْضِ قَوْلِكُمْ، وَلَا يَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ»[أبوداود وصححه الألباني في المشكاة برقم 4900].
ثم إذا غفل المرء عن هذا واشتبه عليه الأمر فلا أقلّ من أن ينظر في كلام العلماء، وما انتقدوا به البردة الوثنية، فإن بعض ما انتقدوه على صاحبها يشبه هذا البيت، ولم يعتبروا ما ذُكر من جهة القرائن التي يدعيها قرازة.
وكل من كان على الفطرة ممن لم يدخل في هذه الحزبيات التي ابتلاكم الله بها إذا سمع هذا البيت استنكرته فطرته، وعلم أنه مما لا ينبغي لغير الرب سبحانه.
ثم قال قرازة: "وأعجب من هذا وذاك أن الشاعر قد استعمل لفظ القرآن، فهل يرد أبو أسامة على الله قوله كما رده على صاحب البيت؟؟! فمما جاء في الكتاب العزيز:ّ 1/ قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ غ– وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ" (الأنفال 24)، قال البخاري : "لما يحييكم: لما يصلحكم" (فتح الباري 158/8).قال الحافظ: "لما يحييكم أي لما يهديكم ويصلحكم" (المصدر السابق). قال القرطبي: "يحييكم ، أي يحيي دينكم ويعلمكم . وقيل : أي إلى ما يحيي به قلوبكم فتوحدوه ، وهذا إحياء مستعار ; لأنه من موت الكفر والجهل . ( الجامع لأحكام القرآن7/389)".
قلت: وهذا الاستدلال غلط، فإن القرآن جاء باستعمال لفظ الإحياء الذي يكون بالعلم، وهذا مما لا يخالف فيه الشيخ أبو أسامة، ولكن الإحياء لم ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن أن ينسب إلى فركوس، ثم إذا كان فركوس يحيي الناس، فإنه قادر على إماتتهم، فإن المحيي هو المميت، فينبغي أن يكون قادرا على أن يحول بين المرء وقلبه، فيميته بالجهالة، وما أوصل إلى هذه الضلالة فقد لاح بطلانه.
وهذا المعنى الذي في قول الله سبحانه: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} هو نكتة المسألة، وأنّ هذا الإحياء الذي أحيا به فركوس الناس بزعم الناظم إنما هو الهداية الخاصة بالله رب العالمين التي نفاها عن خير خلقه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}، فهداية التوفيق هي الهداية التي يحيي بها الله بعد موت القلب، وهي المشار إليها في قول الله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق} إلى قوله: {اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها} فالذي يحيي الأرض بعد موتها هو الذي يحيي القلوب بعد قسوتها وموتها، وأهل الإسلام قاطبة يؤمنون بأن الله هو الذي يفعل ذلك لا فركوس.
وقد جعل الحافظ ابن كثير في معنى هذه الآية قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"، فتثبيت القلب على الدين هو معنى الإحياء بالعلم والإيمان، وهذا خاص بالله عز وجل ليس لفركوس فيه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض.
ثم استدلّ بقول الله تعالى: {أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
واستدلاله كسابقه لا يدلّ على مراده، بل يدل على صحة ما ذكره أبو أسامة، فإن الله سبحانه نسب الإحياء إليه، لا إلى مخلوق غيره، وإنما يصح استدلال المتعقِّب لو جاز أن يقال: (أو من كان ميتا فأحياه فركوس وجعل له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها)، لأن النّاظم أضاف الإحياء إلى فركوس.
واستدل أيضا بقول الله تعالى: {لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} وقوله : {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ}، وقوله: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ}.
فأمّا الآية الأولى فكونه حيّا فبإحياء الله له، لا بإحياء النبي صلى الله عليه وسلم، ولا غيره، وليس الكلام في هذا.
وأمّا قول الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ} فهي حجة عليك، فإن الله نفى عن نبيه إسماع الموتى -على القول بأن المراد منه الكفار- وهذا يدل على أن إسماعهم لله سبحانه وحده.
وإسماع الموتى -أي الكفار- الإسماع الذي به حياة قلوبهم إنما هو لله وحده، فمن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هدي له، وهذه هي هداية التوفيق التي قال فيها شعيب لقومه في مقام التوحيد وإفراد الله سبحانه: {وما توفيقي إلا بالله}.
وأما قول الله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ} فهي أيضا حجة عليك، فإن الأحياء والأموات إنما هم أحياء وأموات بإحياء الله لهم وإماتته سبحانه وحده، وليس بفعل مخلوق من مخلوقاته، فإن كان المراد به ما يتعلق بالإيمان والكفر فقد أخبر الله سبحانه أنه هو يُسمع من يشاء؛ فقال: {إن الله يُسمع من يشاء} ونفى الإسماع عن نبيه صلى الله عليه وسلم؛ فقال: {وما أنت بمسمع من في القبور}، وهذه هي هداية الله لعبد وتوفيقه كما سبق، وقد أخبر الله أنها له ونفاها عن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، أفتريد من السلفيين أن يثبتوها لفركوس.
قال قرازة: "وحتى لو لم يصرّح، فاللفظ المشترك والمتواطئ وكذا اللفظ العام يحمل على بعض معانيه بحسب السياق والقرينة، فما نسب لمخلوق يفهم بحسب نسبته، وكذلك ما نسب للخالق ...قال الإمام الشاطبي: "... فَلَا مَحِيصَ لِلْمُتَفَهِّمِ عَنْ رَدِّ آخِرِ الْكَلَامِ عَلَى أَوَّلِهِ، وَأَوَّلِهِ عَلَى آخِرِهِ، وَإِذْ ذَاكَ يَحْصُلُ مَقْصُودُ الشَّارِعِ فِي فَهْمِ الْمُكَلَّفِ، فَإِنْ فَرَّقَ النَّظَرَ فِي أَجْزَائِهِ فَلَا يَتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى مُرَادِهِ، فَلَا يَصِحُّ الاقْتِصَارُ فِي النَّظَرِ عَلَى بَعْضِ أَجْزَاءِ الْكَلَامِ دُونَ بَعْضٍ" (الموافقات4/268)، ومثل هذا مشهور عن ابن تيمية وابن القيم، وكثير من الاصوليين واللغويين واهل التفسير، ولا أظن طالب علم يجهله فضلا عمن قيل في حقه عالم!!".
قلت: لو لم يأت بالقرينة لما اختلف مسلمان في كون هذا كفرا وردّة عن دين الإسلام، لأن كلامه يكون على هذا النحو: محمد أحيا الناس والناس في بلى موات، وهذا صريح في إثبات الربوبية، والله سبحانه يقول عن الكافر: {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة، وهو بكل خلق عليم} وقال سبحانه: {والله يحيي ويميت}.
ثم جعل قرازة من القرينة على صرف المعنى إلى ما يصح أن يُنسب الفعل إلى الله أو إلى المخلوق، فإن نسب إلى الخالق كان على حسبه، وإن نسب إلى المخلوق كان كذلك، وهذا تقرير باطل وفتح لباب الشرك على مصراعيه.
فإن مراده أنك إذا قلت: فركوس يحيي الموتى، جائز، لأنك نسبتها إلى مخلوق، والمخلوق لا يحيي الموتى بعد البلى، وإنما يقدر على إحيائهم الحياة العلمية، فكان هذا قرينة على المراد، ولا شك أن تصور مثل هذا يرد صاحبه عن مذهبه إن كان له علم وعقل وإيمان، فإن هذا الذي قرره قرازة هو عينه مذهب النمرود بن كنعان، فإنه زعم مثل هذا الزعم، وقد ذكر الله القرينة التي هي الملك، فهي قرينة بحسب من نُسبت إليه، ولم يعتبرها الله سبحانه ولا اعتبرها خليله إبراهيم عليه السلام، بل حكم الله عليه بالكفر، قال الله سبحانه: {ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت}، وكان يزعم أنه يعفو عمن حكم عليه بالقتل فهذا إحياء له، كما يقتل غيره فهذا إماتة له، فختم الله الآية بقوله: {فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين} فاتفقت صورة دعوى النمرود بن كنعان ودعوى قرازة، إلا أن الأول منسوب إلى الملك، والآخر منسوب إلى العلم.
وكان من آيات عيسى عليه السلام إحياء الموتى بإذن الله، والحجة في هذا على المبطل أن الله جلّ ذكره أطلق الموت، ولم يقيده بالعلم ولا بمن كان رميما، فحمل على الأصل الذي هو الموت المعروف، فقول القائل: فركوس أحيا الناس الأصل فيه أن يحمل على الموت الذي يقابل الحياة، كما قال الله تعالى: {وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى} فالموتى ما قابل الأحياء.
فإذا كان عيسى عليه السلام؛ وهو أحد أولي العزم من الرسل يحيي أبدان الموتى بإذن الله آية له، و نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليس إليه إحياء القلوب الذي هو أشرف الحياتين وأعلاهما وأكملهما، وبه السعادة في الدارين، فكيف يُنسب ذلك لفركوس، ثم يدعي المدّعون أن هذا ليس بغلو.
وهذا النبي صلى الله عليه وسلم لما قالت الجارية: "وفينا نبي يعلم ما في غد"[البخاري 5147] نهاها عن هذا القول، ولم يجعل ذكر النبوة قرينة على المراد بأنه يعلم ما في غد بتعليم الله إيّاه كما قال سبحانه: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول}، وقوله: {وما هو على الغيب بضنين}، بل نهاها مطلقا.
ولو طردنا قاعدة قرازة لجاز له أن يقول: سبحان فركوس وتعالى عما يصفونه من طعون، وسلام عليه، والحمد له، كما قال الله سبحانه: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين} فإن التسبيح يدلّ على التنزيه، والسلام مأخوذ من السلامة، والحمد مضاف إلى مخلوق كإحياء الموتى؛ فهو قرينة يحمل على حسب ما أضيف إليه على زعم هذا المبطل.
وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يقل أحدكم عبدي وأمتي" ما يدل على إبطال هذه القاعدة، فإن إضافة العبودية إلى المخلوق هنا ليست إضافة عبادة، والقرينة فيها ظاهرة، ومع ذلك لم يعتبرها النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد أجمع الناس على حرمة التعبيد لغير الله سبحانه، مع أنها لا تكون إلا في اللفظ، فالقرينة الصارفة عن إرادة التعبد له ظاهرة.
وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل لما قال: "ومن يعصهما فقد غوى" "بئس خطيب القوم أنت" ما يدلك على هذا المعنى، فأيهما أشد قول هذا الخطيب أم قول هذا الغالي.
ومن فقه أهل التوحيد والسنة، المعظمين لله رب العالمين ما ذكره الحافظ ابن كثير عن شيخ الإسلام ابن تيمية عند ذكره أبيات المتنبي:
يَا مَنْ أَلُوذُ بِهِ فِيمَا أُؤَمِّلُهُ ... وَمَنْ أَعُوذُ بِهِ مِمَّا أُحَاذِرُهُ
لَا يَجْبُرُ النَّاسُ عَظْمًا أَنْتَ كَاسَرُهُ ... وَلَا يَهِيضُونَ عَظْمًا أَنْتَ جَابِرُهُ.
قال ابن كثير: "وَقَدْ بَلَغَنِي عَنْ شَيْخِنَا الْعَلَّامَةِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ تَيْمِيَّةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّهُ كَانَ يُنْكِرُ عَلَى الْمُتَنَبِّي هَذِهِ الْمُبَالَغَةَ، وَيَقُولُ: إِنَّمَا يَصْلُحُ هَذَا لِجَنَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَخْبَرَنِي الْعَلَّامَةُ شَمْسُ الدِّينِ بْنُ الْقَيِّمِ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّهُ سَمِعَ الشَّيْخَ يَقُولُ: رُبَّمَا قُلْتُ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ فِي السُّجُودِ"[البداية والنهاية 15/278]، فلم يعتبر ابن تيمية قرينة الملك في نسبة هذه الأشياء إلى غير الله.
ولو أعملنا قاعدة قرازة لعذر صاحب البردة في كثير مما أخذ عليه من الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم، فإن أبياته من جنس هذا البيت، ومع ذلك لم يعذره العلماء، وإن كان أصحابه من القبوريين يصرفون كثيرا من معاني أبياته إلى معنى لا يكون شركيا لقرينة يدّعونها.
وأبو أسامة ذكر هذا البيت على سبيل المثال لا الحصر، وإلا فحصر ذلك مما يشق.
فإن قال قائل: فما الفرق بين قول هذا الغالي وقول أحمد في مقدمة كتابه "الرد على الجهمية" (فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه)
قيل: عبارة الإمام من أبعد الكلام عن الغلو وعمّا يستشنع عند سماعه، فإنه ذكر هذا عن علماء الأمة عموما، كما أنّه ذكر الإحياء في مقابل القتل، فكان كقول الله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} فالقتل المذكور لإبليس مقابل الإحياء، لا كما ذكر صاحب البيت الإحياء في مقابلة الموت كما قال الله تعالى: {والله يحيي ويميت}.
ولما ذكر الإمام أحمد الإحياء في مقابل الإماتة أتى بما يدلّ على تعظيم الله، وأن مردّ ذلك إلى الله سبحانه فقال: (وكم من ضال قد هدوه، يحيون بكتاب الله الموتى) فكان إحياء العلماء عموما بكتاب الله، وهذا فيه من تعظيم الله وكتابه ما ينافي ما جاء في البيت المذكور، فإن صاحب البيت أكده بأن الناس في بلى موات، ثم جاء بقرينة تخالف ذلك المعنى الذي أكده ليس فيها شيء يفهم منه تعظيما لله في سياق ينبغي أن يكون لله، وهذا كله إنما هو على المعنى الأول الذي ذكره قرازة -أي مع القرينة- أما المعنى الثاني فلا إشكال أنه ضلال، والحمد لله رب العالمين.

كتبه:
أبو إسحاق خالد فضيل
الأحد 23 / 12 / 1440 هـ
الموافق لـ 25 /08 /2019


أبو عبد الله جابر عبد الإله حيمر 25 Aug 2019 09:31 PM

مقال مسدد، جزاك الله خيرا شيخ خالد.

أبو بكر يوسف قديري 25 Aug 2019 09:55 PM

جزاك الله خيرا على هذا المقال الطيب
يا ليت الشيخ أبا أسامة يقرأ مثل هذا التقرير الطيب لما ذكره في بيانه الأول حتى يطمئن قلبه إلى سلامة منهجنا من جهة
وسوء خلق المفرقين الذين وصفوه بأبشع الأوصاف من جهة أخرى
وكما ذكرتَ يا طيب فإن للمفرقين مثيلاتها في الغلو في فركوس حتى قال أحد مبرقعيهم (كربوز): اللهم رد مشايخ الإصلاح إلى الريحانة ردّا جميلًا -والعياذ بالله-
والأدهى والأمرّ أن الداعي يدرس تخصص العقيدة وفي مرحلة الدكتوراه!
العمى والله

أبو أويس موسوني 25 Aug 2019 09:58 PM

جزاك الله خيرا شيخ خالد فضيل لقد كشفت ضعفه العلمي وتخبط المفرقة و تصدرهم لهذا العلم علم الردود
جزاك الله خيرا ونفع الله بك.

فاتح عبدو هزيل 25 Aug 2019 10:26 PM

جزاك الله خيرا

أبو الزبير خيرالدين الرباطي 25 Aug 2019 10:37 PM

جزاك الله خيرا شيخنا خالد فقد اشتقنا إلى كتاباتك السديدة ومقالاتك المفيدة وخاصة فيما يخص العقيدة فبارك الله فيك وجعل هذا الرد في ميزان حسناتك

جمال بوعون 25 Aug 2019 10:42 PM

جزاك الله خيرا أستاذ خالد على هذا الرد، لقد ألقمته حجراً، لقد فعل الغلوُّ في هؤلاء فعلته ومما يؤكد غلوهم جدالهم عنه بالباطل كحال هذا المسكين.

أبو أويس عمر التلمساني 25 Aug 2019 10:45 PM

جزاك الله خيرا شيخ خالد على هذا التوضيح وفقك الله

محسن أبو محصن بن جمال العروم 25 Aug 2019 11:35 PM

بارك الله فيك

كمال بن سعيد 25 Aug 2019 11:44 PM

جزاك اللّه خيرا شيخ خالد بارك اللّه فيك على هذا الرد الماتع نفع اللّه به وجعله في ميزان حسناتك.

أبو عبد الرحمن العكرمي 25 Aug 2019 11:45 PM

بوركت أستاذ خالد
وقبح الله لزهر فكم جرأ من سفهة أنذال فقدمهم بوشاح الطلب وحلس الجد
وهم كالنعاج يساقون للمذبحة فالله المستعان

عبد الله طلحي 25 Aug 2019 11:51 PM

جزاك الله خيرا شيخ خالد على هذا المقال السلفي الرصين أسأل الله أن يثقل به موازينك كما أسأله سبحانه أن يوفقنا لتوحيده و اتباع سنة ونبيّه صلى الله عليه و سلم.

و إلى قرازة نقول ما قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في حق من ردّ الحق وازدرى أهله :‏
‏"من بطر الحق فجحده فإنه يضطر إلى أن يقر بالباطل.!، ومَن غمطَ الناسَ فاحتقرهم وازدراهم بغير حق فإنه يضطرّ إلى أن يُعظّم آخرين بالباطل!!" جامع المسائل(ظ¦ / ظ¢ظ¢ظ¨)


فننصحه بما نصحنا به الشيخ العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله- إقرأ كتب الشيخين

أبو عبد الله حيدوش 25 Aug 2019 11:59 PM

بوركت يمينك وجزاك الله خيرا على هذا البيان والتوضيح نسأل الله ان ينفع به المردود عليه ومن كان على شاكلته
وإنك تعجب حين تقرأ قوله ( وإن كنت لا أعرف قائله) ؟! وهو قد نشر في المطة وقرازة ممن علق هناك! فإما انه يقرأ قراءة سطحية على مذهب بويران أو أنه لا أصلا على طريقة لزهر و أحلهما مر كما يقال ومهما يكن فقد أقر ودافع وها قد جاءه ما كان يجهل فلعله يعرف أن مثله لا يصلح أن يتكلم في دين الله تعالى

فاتح بن دلاج 26 Aug 2019 12:29 AM

جزاك الله شيخ خالد خير الجزاء وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك رد مفحم على الرويبضة قرازة الذي يجادل بالباطل وهذا ما يفعله الغلو بصاحبه نسأل الله العافية والسلامة.

أبو محمد وليد حميدة 26 Aug 2019 12:35 AM

‏جزاك الله خيرا أخي خالد
أعجبني استدلالك بنهي ‏النبي صلى الله عليه وسلم للجارية حين قالت "وفينا نبي يعلم ما في غد"
إستدلال موفق وقاصم لظهور المريدين

أبو الهيثم جمال 26 Aug 2019 01:09 AM

جزاك الله خيرا وبوركت.

أبو حذيفة عبد الحكيم حفناوي 26 Aug 2019 02:15 AM

جزاك الله خيرا وبارك فيك
هكذا فليكن حماة الدين وحراس العقيدة .
مقال موفق حوى دفعا لشبهات حول الغلو في الأشخاص .

أشرف حريز 26 Aug 2019 06:05 AM

بارك الله فيك أخي خالد على ما بينته في هذا الرد
وهدى الله المردود عليه و من كان على شاكلته
فقرازة هداه الله لا يخلو أن يكون متصفا بأحد الصفتين ، هذا إن لم تكن قد إجتمعتا فيه ، إما سوء فهم أو سوء قصد.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب (الروح): "...سوء الفهم عن الله ورسوله أصلُ كلِ بدعةٍ وضلالة نشأت في الإسلام، بل هو أصلُ كلِ خطأ في الأصول والفروع، ولاسيما إن أُضيف إليه سوءُ القصد!".

موهوب زناتي 26 Aug 2019 06:06 AM

جزاك الله خيرا
رد مسدد وموفق
هكذا كونوا أو لا تكونوا
وأسأل الله تعالى أن يبصر المردود عليه بالحق المبين

سيدعلي سحالي 26 Aug 2019 06:08 AM

جزاك الله خيرا أبا إسحاق على المقال الماتع الذي انتصرت فيه لجناب التوحيد، والذي استهان به المفرقة في هذه الفتنة مع الأسف الشديد، فقد أعماهم التعصب وحملهم التحزب على السكوت بل الإقرار وتكلف الأوجه وإيجاد المخارج لنصرة الغلو الذي تمجه فطرة كل مسلم تشرب قلبه عقيدة التوحيد، وما أشبه اليوم بالبارحة وإن طرائق أهل الأهواء التي كشف زيفها حماة السنة والشريعة لها وراث، قال العلامة المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله وهو يوجه نصيحة لشبكة الأثري التي كانت منبرا للحدادية وزعيمها فالح: [وأصبحوا يطاردون السلفيين عن حياضهم ويشنون عليهم حملات الطعون والاتهامات الخطيرة بالتمييع وغيره واعتبارهم وراث ابن سبأ؛ إلى جانب السباب المقذع الذي لا يصدر إلا ممن لا يخشى الله ولا يراقبه ويبعد صدور هذه الشناعات والرذائل من السلفيين.
هذا إلى جانب اعتبارهم الحق باطلا والباطل حقا واعتبارهم الغلو الشنيع حقاً وعدلاً عند كثير منهم واعتبار ألفاظ المنقذ والجهبذ وشاهد عصره وحاوي العلوم والفنون وأعرف الناس بالمنهج السلفي وأعلم الناس بخبايا الحزبية هكذا بصيغتي التفضيل
].
وقال حفظه الله: [((وكان علماء المنهج السلفي قد أدركوا خطورة هذا الاسترسال في البطش بالسلفيين وإسقاطهم فناصحوه مراراً وتكرارا ولفتوا نظره إلى خطورة هذا الاتجاه وإلى العواقب الوخيمة التي ستترتب على هذا المسلك الخطير.
لكنه أبى إلا التمادي والطعن في الناس بدون حجج ولا براهين،
ووجد الجهلاء والمتربصون بالمنهج السلفي طَلِبتهم في فالح فالتفوا حوله يؤزونه أزا بالمدائح شعراً ونثراً تلك المدائح التي لا تقال إلا في الخلفاء حتى بلغ بهم الأمر إلى إطلاق الألفاظ التي لا تقال إلا في الأنبياء ومنها " الشيخ فالح هو أحد رعاة الأغنام وهذا بداية عمره وهذا هي بداية ميراث النبوة .. فصار طالب علم كغيره .. أرادها منزلة لنفسه، عرف قدر نفسه فتواضع لله الحي القيوم "، " الشيخ الجهبذ والعلامة المنقذ "، "شاهداً على عصرٍ بين محنة السراء والضراء فلا يضره شأن المحب أو شأن خبئ"،" وإذا تكلم أنصت له الطير، وكل الشباب حوله يتهيّب"، " هنيئاً له من عالمٍ أجاد الفنون، وأطاب السنون، وأشار إلى أهل المعرفة بسواء البساط فارتضوه هادياً مهديا على سواء الصراط".)) انتهى
وقال الشيخ ربيع أيضا عن غلو أتباع فالح فيه وترحيبهم بهذا الغلو كما رحب قرازة بغلو شعر منور الفظيع : [وهذا الغلو من فالح في تمجيد نفسه يذكرنا بتمجيد أحد الغلاة فيه والنافخين فيه حيث مدحه بمقولة منها : " ... وإذا تكلَّم أنصت له الطير ... حوى العلوم والفنون ، وأطاب السنون ، وأشار إلى أهل المعرفة بالبساط ... فرضيناه هاديًا مهديًا " !
ورحَّب حدادية فالح بهذا التمجيد
، وقال أحدهم : " إنَّ شيخنا يستحق أكثر من ذلك " !!].
وقد تكرر هذا الغلو الفظيع في منتدياتهم وصفحاتهم ولم نجد إنكارًا من شيوخهم ومن قيل في حقه هذا الغلو الفاضح؛ قال العلامة أحمد النجمي رحمه الله منكرا على فالح الحربي سكوته عن غلو أتباعه فيه: [سابعاً :ننكر على الشيخ فالح - هدانا الله وإياه - سكوته عن القوم الذين يغلون فيه كما نقل ذلك من لا نشك في صدقه.
حيث قالوا فيه :
1- ( الشيخ الجهبذ المنقذ ) وكلمة المنقذ لا تطلق إلا على الله فهو المنقذ من كل ورطة والمفرج لكل كربة ولا يجوز لأحد أن يقبل مثل هذا الكلام بل يجب عليه أن يتبرأ ممن يقوله وينهاه , أليس النبي صلى الله عليه وسلم قال لمن قال له : ما شاء الله وشئت قال : أجعلتني لله نداً بل ما شاء الله وحده , وقال لمن قالوا له أنت سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا قال لهم : يا أيها الناس قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستهوينكم الشيطان إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله .
2- وقولهم ( بدأ حياته برعاية الغنم ) هل يريد قائل ذلك أنه توطئة للنبوة ؟ ـ أعوذ بالله ـ .
3- وقولهم فيه ( إذا تكلم أنصت له الطير وكل الشباب حوله يتهيب له هنيئا له من عالم أجاد الفنون وأطاب السنون ) .
أقول : هذا كلام فيه إطراء وغلو لا يجوز للمسلم قبوله بل يجب عليه أن يتبرأ ممن يقوله, فالله هو الذي يطيب السنون والأيام أو يجعلها غير طيبة .
وقولهم ( أنصت له الطير ) لا يخفى ما فيه من الغلو حيث شبهوه بنبي الله سليمان عليه السلام الذي علمه الله منطق الطير] انتهى.

وإنه من غرائب هذه الفتنة مناقشة هؤلاء المنتسبين للسلفية في المسلَّمات الواضحات في أغلى ما يدين به المسلم من عقيدة التوحيد وصيانة جنابها وسد الذرائع المفضية إلى الشرك بالله، وهذا البيت الذي تضمن غلوا فاحشا تنفر منه طباع أهل التوحيد وتمجه، وقد رأينا من العلماء من ينكر ما هو دونه مما قيل في حقهم
فهذا الشيخ الإمام ابن عثيمين رحمه الله ألقى أحد تلاميذه قصيدة أبياتها :
( يا أمتي ! إن هذا الليل يعقبه فجر . وأنواره في الأرض تنتشر ... والخير مرتقبٌ ، والفتح منتظر . والحق رغم جهود الشر منتصر ... وبصحبة بارك الباري مسيرتها . نقية ما بها شوبٌ ولا كدر ... ما دام فينا ابن صالح شيخ صحوتنا . بمثله يرتجى التأييد والظفر ) .
فرد الشيخ رحمه الله معقبا : أنا لا أوافق على هذا المدح ؛ لأني لا أريد أن يربط الحق بالأشخاص ، كل شخص يأتي ويذهب ، فإذا ربطنا الحق بالأشخاص معناه أن الإنسان إذا مات قد ييئس الناس من بعده ، فأقول : إذا كان يمكنك الآن تبديل البيت الأخير بقول : ( ما دام منهاجنا نهج الأولى سلفوا . بمثلها يرتجى التأييد والظفر ) .
فهذا طيب ، أنا أنصحكم ألا تجعلوا الحق مربوطًا بالرجال :
أولاً : لأنهم قد يضلون ، فهذا ابن مسعود - رضي الله عنه - يقول : ( من كان مستنًا فليستن بمن مات ؛ فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ) .
الرجال إذا جعلتم الحق مربوطًا بهم يمكن الإنسان أن يغتر بنفسه - والعياذ بالله من ذلك - ، ويسلك طرقًا غير صحيحة .
فالرجل أولاً : لا يأمن من الزلل والفتنة ، نسأل الله أن يثبتنا وإياكم .
ثانيًا : أنه سيموت ، ليس فينا أحد يبقى أبدًا . وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ . سورة الأنبياء ، ( الآية : 34 ) .
ثالثًا : أنه ربما يغتر إذا رأى الناس يبجلونه ويكرمونه ويلتفون حوله ، وربما ظن أنه معصوم ، ويدعي لنفسه العصمة ، وأن كل شيء يفعله فهو حق ، وكل طريق يسلكه فهو مشروع ، ولا شك أنه يحصل بذلك هلاكه ، ولهذا امتدح رجل رجلاً عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له : ( ويحك قطعت عنق صاحبك ) .
وأنا أشكر الأخ على ما يبديه من الشعور نحوي ، وأسأل الله أن يجعلني عند حسن ظنه أو أكثر ، ولكن لا أحب المديح .

فهذه سيرة الأئمة الأعلام وهذه تربيتهم السلفية، وهذه غيرتهم على عقيدة التوحيد، فأين رؤوس التفريق من هذا كله، وقد عرضت شيئا مما لاكه المفرقون من عبارات الغلو والإطراء على الشيخ ربيع حفظه الله والشيخ عبيد الجابري فاستنكروه وتعوذوا منه وقالوا هذا غلو شنيع، ومنه هذا البيت، ومنه كلام بويران الخطير الذي شبه فيه الشيخ فركوس بقلب الدعوة النابض الذي إذا توقف شلت جميع الأعضاء، وأصل شجرتها الذي إذا يبس ذبلت الأغصان، ومنه كلام ياسين حماش الذي قال فيه وهو يخاطب الأخ خالد حمودة [فاعلم يا حمودة أنّنا لن نترك شيخنا، ولو جئتَنا بألف جرح مفسـر، لأنّنا عرفنا مدخلك، ومخرجك، ومنهجك في إسقاط الدعاة، فإن الشيخ قد ثبتت إمامتُه، وجاوز القنطرة، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث». فالتفت الشيخ ربيع حفظه الله وقد هاله هذا الكلام وقال: [هذا غلو أشد من غلو أهل البدعوقال الشيخ العلامة المربي عبيد الجابري حفظه الله لما عرض عليه شيء من كلامهم وتقعيداتهم [الذي تحصل عندي من قواعد القوم الغلو وأنهم أهل غلو]

فأدركوا أنفسكم أيها المفرقون وأنقذوها من أسر التحزب وغلواء التعصب، فهذه عقيدتكم يستهان بأخطر أبوابها وهو الغلو في الأشخاص ولا تحركون ساكنًا بل تقرون هذه الأباطيل المخزية.
ونقول لقرازة ما قاله المجاهد ربيع حفظه الله لبكر أبي زيد: [ أتثأر وتهيج للجاني ثوران الأسود، فتجعل الحق باطلاً والباطل حقًا، والمسيء محسنًا، والمحسن مسيئًا قبيح الصورة شائه الفعال سيء المقال]

أبو عبد الرحمن التلمساني 26 Aug 2019 08:31 AM

جزاك الله خيرا .

محمد أمين أبو عاصم الأرهاطي 26 Aug 2019 09:48 AM

جزاك الله خير الجزاء أستاذ خالد فضيل فللمتعالم أسكت،وللمجادل بالباطل أفحمت،وللشبه دحضت و أتلفت!
لفت انتباهي قول قرازة أنه يجهل صاحب البيت،مع أن القصيدة لشاعرهم،وفي منتداهم،وقد علق بنفسه عليها!!!
مايجعلنا نوقن أن قرازة هو #أزهر_صغير يكتفي بالقراءة السطحية،ومع ذلك يتعمق في اصدار الأحكام!
نسأل الله العافية

محسن سلاطنية 26 Aug 2019 09:58 AM

ليهنك العلم أبا إسحاق ، بوركت يمينك وجزاك الله خيرا ،على مابينت من غلوٍ للقوم وفتحٍ لباب من أبواب الشرك - وهو الغلو في الأشخاص - فذب الله عن وجهك النار لما بذلته- في هذه المقالة الرائعة الموشحة بالأدلة - من حماية لجناب التوحيد .
بارك الله فيك ياشيخ خالد و رد الله رؤوس التفريق وأبواقهم إلى الحق ردا جميلا.
كما لا يفوتني أن أتقدم بالشكر لأخينا الفاضل أبي معاذ سيد علي سحالي على تعليقك الماتع الذي حوى نقولا رائعة عن أئمةالشأن -الجرح والتعديل - و شهادات قيمة فجزاك الله خيرا سيد علي.

أبو همام القوناني 26 Aug 2019 10:25 AM

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
أصبح دفاعهم عن مشايخهم مهزلة
و الله المستعان

علاء الدين محديد الداموسي 26 Aug 2019 10:44 AM

جزاك الله خيرا وبارك فيك وفي علمك وزادك من فضله،مقال ماتع أفحمت به هذا القرازة إفحاما تجعله يراجع -إن كان منصفا صادقا- مسائل التوحيد والشرك و باب سد الذرائع فالرجل أظهر جهلا عظيما في هذا الباب، فلا يستغرب من أتباع هذا حالهم و مستواهم أن يتعصبوا لشيوخهم ويقدسوهم، فهذه الحال هي نتيجة الإخلال وعدم الضبط لهذه المسائل العظيمة...فبارك الله فيك وسددك وجعل ما كتبته في ميزان حسناتك يا شيخنا خالد.

أبو معاذ محمد مرابط 26 Aug 2019 10:54 AM

جزاك الله خيرا أستاذ خالد على هذا الدرس العظيم في توحيد رب العالمين
سيستفيد منه السلفيون وستقف عليه الأجيال

وتعرف بأنّ إخوانهم عاصروا هذه الفئة الباغية
وضحوا بأوقاتهم وأعراضهم لكشف باطلها ولنصرة هذا الدين
أسأل الله أن يثيبك خير الثواب وأحسنه

أبو عبد الرحمن صلاح عابد 26 Aug 2019 11:23 AM

جزاك الله خيرا شيخ خالد على هذا المقال الماتع الذي يقطر عقيدة و توحيدا
أمتعتنا متعك الله في جنة الفردوس

أبو أنس فاتح خليل 26 Aug 2019 12:13 PM

بوركت يمينك الشيخ خالد فضيل على ما رقمت من البيان في مسائل التوحيد ورد غلط المبطلين الغالين في كبيرهم إحقاقا للباطل وردا للحق الذي عليه العلماء الربانيين الداعين إلى الاجتماع ونبذ الفرقة في الدين

وليد ساسان 26 Aug 2019 01:43 PM

ليهنك العلم يا شيخ خالد، لقد كتبت بلغة العلم فأفدت إخوانك إفادة عظيمة، وإنا ابتلينا اليوم بأقوام لايكتبون إلا عندما يقدسون، فمتى رد عليهم بالعلم خنسوا، ولا عجب في المتزلفين المرضى بقدر مالعجب ممن ارتضى لنفسه ان يجعل منها محلا لهذا التقديس والتزلف قد فرق الامة لأجل ذاته المريضة ونفسيته البائسة،
وفي الاخير نقولها رسالة من هنا لهذه الشخصية المتعبة، احذر أن يؤتى الدبن من جهتك وأن يخرم التوحيد بسببك وإن تفرق الأم لمكانتك، واجعل من نفسك ترسا لهذا الدين تهلك أنت ولا يهلك الدين وتمس مكانتك ولا يمس الدين، وإياك أن تظن في قرارة نفسك أن الدين قد تمثل فيك بمس الدين متى مس جنابك، ويخرم الحق متى خرمت مكانتك، فهذا باب من أبواب الشيطان ومدخل له الى القلوب والنفوس، فالدين يحفظ بك وبغيرك وأما أنت فمسكين متى مايكلك الله لنفسك تهلك، وأما الدين فيحفظه بكن فيكون،
فهذه نصيحة من مشغق ولأكن في النصح عندك إن تقبله بقيمة ذلك الغراب الذي يعلم احدى ابني آدم كيف يواري سوأة أخيه وأنا راض بها

عمر رحلي 26 Aug 2019 02:26 PM

جزاك الله خيرا أخي الشيخ خالد فضيل على هذا المقال الذي خطه يراعك وسال به حبر قلمك في الرد على هذا المقدس قرازة

يوسف شعيبي 26 Aug 2019 02:56 PM

جزى الله خيرًا الشيخ خالدًا على هذا المقال القيم في الانتصار لحق الله تعالى الأعظم، والتصدِّي لهذا الكاتب الذي سلك طريق أهل الأهواء في ترك الجادة السويَّة، والتعلُّق بالمتشابه، متكلِّفًا تقويم اعوجاج ذلك البيت الذي أقلُّ ما يقال فيه أن فيه إطراء مبالغا فيه، ولو كان لصاحب هذا الشعر هذا البيت فقط، لربَّما قال القائل: تلك زلَّة تقال بإصلاح ذلك البيت، ولكن له ولهذا الكاتب ولغيرهما حتى من شيوخهم وكبرائهم منها مثيلات وأخواتٌ شعرًا ونثرًا، ولا يزال السلفيون والعلماء ينكرون عليهم غلوَّهم ولكن تأبى الطباع على الناقل.
والعجيب أنَّهم يرمون خصومهم الذين ينكرون عليهم ذلك الغلو بتقديس الشيخ ربيع وقالوا فيهم أعظم من ذلك!

مهدي بن صالح البجائي 26 Aug 2019 03:57 PM

ليهنك العلم أبا إسحاق، أسأل الله أن يحفظك ويبارك في علمك وقلمك.

أبو جميل الرحمن طارق الجزائري 26 Aug 2019 05:33 PM

جزاك الله خيرا أبا إسحاق خالد فوضيل على هذا الدرة المضيئة والمقال الماتع الذي يصلح أن يكون نبراسا يستنير منه كل من لطخ عقيدته بالتقديس وخدشها بالغلو في الأشخاص هاهم فرسان السنة والتوحيد يا جمعة البليد
فاصرخ واستنجد بكل جهول عنيد
ما زادكم إلا نكولا وتفنيد

أبو بثينة إبراهيم عباوي 26 Aug 2019 09:03 PM

سلّم اللّه يمينك شيخنا الفاضل خالد و أجزل مثوبتك، و بارك فيك على هذا المقال المرتّب النافع. فقد بيّنت عوار استدلال بوق التّقديس الذي غامر في تصحيح عبارات الغلوّ الصريح.
هي لغة العلم الواضحة التي غابت عن خربشات المدافعين عن مقدسات التفريق.
اللهم احفظ مشايخنا الذابين عن الحق و أهله من كل شرّ و سوء.

يوسف بن حبيلس 27 Aug 2019 03:43 PM

ما أَوفَقَ كتابةَ الرِّجالِ مُنافحةً عن جَناب التَّوحيد، و قيامَا بواجب النَّصيحة و البَيان.
جزاكَ اللّه خيرًا أيُّها الشَّيخ الرَّشيدُ خالد و بارك فيما سَبَكَته يمينُك من مُسدَّد التَّأصيل بواضحِ البُرهان و الدَّليل.

عَجِبتُ للمُبطِل قرازة يتقحَّمُ حِمَى التَّوحِيد في عَجَلة، مُقَمِّشًا خُيوطًا واهِية لعلَّها تُسعفه في فَتل حَبلٍ يَستَنقِذ به شاعِرَ القَبيلة الهائمَ في وادي عِشقِ شيخِ الطَّريقة، و ساءَني أنَّه لَم يتَعنَّ البحثَ الجادَّ و تطلابَ الحقيقة، بل كان همّه مظاهَرةَ خِدنِه -على سَنَن صاحِب غُزَيَّة- انتصارًا للباطلِ، فأذكَرَني حالُهم قول القائل:
ذَهَبَ الرِجالُ المُقتَدى بِفِعالِهِم
وَالمُنكِرونَ لَكُلِّ أَمرٍ مُنكَرِ
وَبَقيتُ في خَلَفٍ يُزَكّي بَعضُهُم
بَعضاً لِيَدفَعَ مُعوِرٌ عَن مُعوِرِ

فالأوَّلُ غَلَب عليه الغلوُّ و شَطح به بَعيدًا لمَّا قال قولَه المُنكَر، و الثَّاني غلَبَته العصبيَّةُ الحزبيَّةُ، و تَخلخَل مِعيارُ الشُّبهَة عنده فرَمى بها الشَّيخ أبا أسامةَ -أصلَحهُ اللّه- لمَّا نَصَح و حذَّر مِن أنَّ بعضَ المفرِّقة يُغالون في شَيخهم، فعَمَد المُبطِل إلى مِعوَل المُغالَطات يُوسِّعُ به الخَرقَ الذي أحدثه صاحبه الهائمُ في جدار حِمَى التَّوحيد، مُدَّعِيًا صحَّةَ اعتبار القَرائن مُطلَقًا في تقرير المُرادِ من توظيف الألفاظ المشترَكة و نِسبتها إلى المَخلوق بَدَل الخالق!

و لقد أَجَدتَ أيُّها الرّجلُ الأثيل رَأبَ الجِدار بلَبِنٍ عُنصرُه الحجَّة و الدَّليل، صيانةً للحِمَى الأكبرِ من عَبَث الخَرقى المَفتُونين -أصلَحهم اللّه- الّذين وَجب الأخذ على أيديهم اليومَ و في كلِّ حين.

و خِتامًا أقولُ: بِئسَ شاعِرِ القَوم أنتَ يا عشيش و بِئسَ كاتِبِ القَوم أنتَ يا قرازة!

يونس بوحمادو 27 Aug 2019 04:30 PM

بارك الله فيك شيخ خالد على هذا الرد العلمي المتين، وجزاك سبحانه خير الجزاء على ما أودعته فيه من الأدلة والبراهين السلفية المحكمة.
هذا هو التطبيق الصحيح المليح لمنهج الاستدلال والاحتجاج.

أمين المهاجر 29 Aug 2019 09:16 PM

بارك الله فيك على هذا المقال المفيد و الرد السديد

قاضي سعيد 05 Sep 2019 02:33 AM

بارك الله فيك، مقال مسدد.

أبو سلَمة يوسف عسكري 24 Sep 2019 06:34 PM

جزاك الله خيرا أستاذ فضيل وبارك فيك وفي قلمك، وأما المردود عليه؛ فإن يُشكر -على شيئ- يُشكر على أن حرَّك هاته الأقلام التي جعلته في الخانة المناسبة له تاما بتمام.


الساعة الآن 06:20 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013