منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   عبدة بن عبد الرحيم أبو سعيد المروزي. بين أن يكون راويا أو مرويا عنه، إما ثقةٌ جليل أو شقيٌّ ضليل (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=21853)

أبو عاصم مصطفى السُّلمي 13 Oct 2017 01:00 PM

عبدة بن عبد الرحيم أبو سعيد المروزي. بين أن يكون راويا أو مرويا عنه، إما ثقةٌ جليل أو شقيٌّ ضليل
 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام، على من لانبي بعده، وعلى آله وصحبه. وبعد:

كتاب البداية والنهاية لابن كثير – رحمه الله تعالى - (ت 774هـ)، هذا السّفر الجليل و التاريخ الأصيل، كان في أصله تذييلا على تاريخ الحافظ علم الدين البرزالي– رحمه الله تعالى – (739 هـ)، والذي ذيَّل به هو الآخر على تاريخ شهاب الدين أبي شامة المقدسي – رحمه الله تعالى – (665 هـ). وكان الحافظ ابن كثير قد انتهى به الانتقاء من تاريخ البرزالي إلى حوادث سنة (738 هـ) وهو آخر ما أرخه البرزالي - سنة قبل وفاته -. وكان ذلك في يوم الأربعاء العشرين من جمادى الآخرة من سنة (751 هـ) انظر البداية والنهاية (214/14)، ثم أضاف بعدُ حوادثَ تسعٍ وعشرين سنة بلغ بها سنة (767 هـ) وهو آخر كتاب البداية والنهاية، عاش بعدها -رحمه الله – سبع سنين حيث توفي سنة (ت 774هـ).
وكان ابن كثير رحمه الله تعالى محققا بارعا ومهذِّبا متقِنا، ولهذا انتشر تاريخه وكثرت طبعاته، وهو على اختصاره غير المخل وتفصيله غير الممل، من أجود التواريخ الإسلامية الموثوقة، ومن أغنى الموسوعات التراثية المرموقة. ولا أظنّ أنه تخلو منه مكتبة لمحبّ اطّلاع فضلا عن طالب علم.
هذه عَتَبة رصفتها بين يدي المقصود، توطئة – أو كالتوطئة – لبلوغ المنشود. ولا أدّعي أنني أوّل ذالفٍ إلى هذا الموضوع، ولا أول كاشفٍ عنه. وإنّما هو شيء سبقني إليه كثير من الناس، من المحققين والعلماء وطلبة العلم. وكان الذي استحثني على الكتابة عنه، ثلاثة أمور:
الأول: أنه وبرغم ذكر هذا المقصود والتنبيه عليه من مدّة، كان قد علق بذهني واستقر به – إلى عهد قريب –، ما قرأته في الأصل (غير محقَّق).
الثاني: أن التنبيه على شيء، تحقيقا في كتاب أو تعليقا عليه، أو نشرا في الشبكة أو ذكرا في درس أو محاضرة، يطرق أسماع بعض، ويخفى عن الأكثرين.
الثالث: أنه كلما انتشر التنبيه أكثر، واتسعت دائرته، زاد المطلعون عليه والمنتفعون به. وهذا ما رُمته من نشر هذا الموضوع في هذا المنتدى.
أقول هذا لأن الثّقة في الأصول المعتمدة، والكتب السائرة، وبخاصة إذا كانت للعلماء المحققين والأمناء الموثوقين، تكون عمياء عند الأكثرين، فتجدنا نركن للمعلومة الواردة في الكتاب، حتى ولو لم يكن محققا أو مخدوما بالتحشية والتعليق، ونسلّم بأنها صحيحة، دون تكبُّد يسير عناء في تحقيقها بالرجوع إلى الأصول (سواء النسخة الأصل، أو الكتاب المنتقى منه -كما هو الحال في هذه الصورة)، أو المقابلة مع النظائر في الفن أو الباب. ولهذا تجد كثيرا من الخطباء وطلبة العلم و الدعاة وغيرهم، يذكر المعلومة ويصدرها بصيغة الجزم، بل يقررها ويدعو إلى التسليم بصحتها، لأنها وردت في الكتاب الفلاني. وهذا في حد ذاته ليس عيبا أو خطأ، إذ أنّه ناقل ولا عهدة عليه، وكما قيل: من أسند فقد برئت ذمته. ولكنها قطعا ليست سبيل المحققين، ولو أنه بقليل من النظر والجهد، بحث وحقق، لانتفع ونفع، وأفاد واستفاد.
وليس لي في هذا المقال والمقام من جهد يذكر، ولا بحثٍ يؤثر، إلا الحلّة التي كسوتُها جهودَ غيري، أو رجاء النفع به بنشره هاهنا، في هذا النادي العامر والمحل الخصيب.
وها قد وصلنا إلى بيت القصيد. ... لم أزل أسمع من الخطباء والوعاظ، وأقرأ في الكتب والرسائل والمواقع قصة ذاك المجاهد الصوام القوام، الذي تعشّق نصرانية، ثم ارتد وتنصر، والقصة فيها عبرة وتذكرة لأولي الألباب والبصائر. كنت أسمع هذا وأطالعه هنا وهناك، غير مزمَّم بزمام ولا مخطوم بخطام، متيقنا أن كثيرا من الوعاظ والقصاصين والكُتّاب، حطّاب ليل، وجُمّاع غرائب، ولو مما ضعف سنده أو وُضع مستنده. لكن أن ترِد القصة في كتاب موسوعي معتمد لإمام مؤرخ محقق مُذيّل على الأصول مطلع على النظائر والفنون، باسم الرجل واسم أبيه محلى بتاريخ الوفاة، فذلك مطيّة التسليم بالصحة، ونبذ الظنون.
جاء في البداية والنهاية في حوادث سنة 278 هـ: [ وفيها توفى عبده بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَبَّحَهُ اللَّهُ. ذَكَرَ ابْنُ الجوزي أن هذا الشقي كان من المجاهدين كثيرا في بلاد الروم، فلما كان في بعض الغزوات والمسلمون محاصرون بلدة مِنْ بِلَادِ الرُّومِ إِذْ نَظَرَ إِلَى امْرَأَةٍ من نساء الروم في ذلك الحصن فهويها فراسلها ما السبيل إلى الوصول إِلَيْكِ؟ فَقَالَتْ أَنْ تَتَنَصَّرَ وَتَصْعَدَ إِلَيَّ، فَأَجَابَهَا إلى ذلك، فَمَا رَاعَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا وَهُوَ عِنْدَهَا، فَاغْتَمَّ الْمُسْلِمُونَ بِسَبَبِ ذَلِكَ غَمًّا شَدِيدًا، وَشَقَّ عَلَيْهِمْ مَشَقَّةً عَظِيمَةً، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ مَرُّوا عَلَيْهِ وَهُوَ مَعَ تِلْكَ الْمَرْأَةِ فِي ذَلِكَ الحصن فقالوا: يا فلان ما فعل قرآنك؟ ما فعل علمك؟ ما فعل صيامك؟ ما فعل جهادك؟ ما فعلت صلاتك؟ فَقَالَ: اعْلَمُوا أَنِّي أُنْسِيتُ الْقُرْآنَ كُلَّهُ إِلَّا قَوْلَهُ (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) وقد صار لي فيهم مال وولد.] اهـ (الجزء 11/ الصفحة 64 الشاملة)
فابن كثير - رحمه الله – ناقل عن ابن الجوزي (ت 597 هـ) كما ترى، بل جاء في طبعة دار هجر للطباعة والنشر (14/ 640) ذكر الكتاب المنقول عنه (ذَكَرَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي "الْمُنْتَظَمِ" أَنَّ هَذَا الشَّقِيَّ ...) (استفدته من احد المواقع)
وهكذا يبدو للناظر كلّ شيء مُشعر بأن القصة بهذا الشّكل ثابتة لا تشوبها شائبة. فورودها في كتاب معتمد لمؤرخ محقق، عازيا إلى الأصل الذي استفاد منه ومُحيلا على صاحبه، وتصديره الواقعة بصيغة الجزم. فقوله: (عبدة بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَبَّحَهُ اللَّهُ. ذَكَرَ ابْنُ الجوزي أن هذا الشقي كان...) يبعث في النفس راحة بالثبوت، لحكم ابن كثير على الرجل هذا الحكم الجازم.
ولكن بالرّجوع إلى "المنتظم في تاريخ الأمم والملوك" لابن الجوزي، ينتقل عبدة من بطل القصة، إلى مجرد راو لها. فقد جاء فيه (الجزء 12/ الصفحة 301 الشاملة) ما نصه: [ عبدة بن عبد الرحيم .كان من أهل الدين والجهاد. أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْن طَاهِرٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو بكر البَيْهَقيّ، أَخْبَرَنَا الحاكم أبو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عبد الله قَالَ: سمعت أبا الحسين بن أبي القاسم المذكر يقول: سمعت عمر بن أَحْمَد [بن علي] الجوهري يقول: أخبرني أبو العباس أَحْمَد بن علي قَالَ: قَالَ عبدة بن عبد الرحيم: خرجنا في سرية إلى أرض الروم، فصحبنا شاب لم يكن فينا أقرأ للقرآن منه، ولا أفقه ولا أفرض، صائم النهار، قائم الليل، فمررنا بحصن فمال عنه العسكر، ونزل بقرب الحصن، فظننا أنه يبول، فنظر إلى امرأة من النصارى تنظر من وراء الحصن، فعشقها فقال لها بالرومية: كيف السبيل إليك؟ قالت: حين تنصر ويفتح لك الباب وأنا لك. قَالَ: ففعل فأدخل الحصن، قَالَ: فقضينا غزاتنا في أشد ما يكون من الغم، كأن كل رجل منا يرى ذلك بولده من صلبه، ثم عدنا في سرية أخرى، فمررنا به ينظر من فوق الحصن مع النصارى، فقلنا: يا فلان، ما فعلت قراءتك؟ ما فعل علمك؟ ما فعلت صلواتك وصيامك قَالَ اعلموا أني نسيت القرآن كله ما اذكر منه إلا هذه الآية: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ.] اهـ
هذا بالرجوع إلى الأصل المستفاد منه، وهو قاطع بلا ريب. وبالرجوع إلى النظائر من كتب الفن، نجد أن الذهبي -رحمه الله - (ت 748 هـ) في "تاريخ الإسلام وَوفيات المشاهير وَالأعلام" (الجزء 5/ الصفحة 1176) قال: [ عَبْدة بن عبد الرحيم، أبو سعيد المَرْوَزِيّ. [الوفاة: 241 - 250 هـ] عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وبقيّة، ووَكِيع، وطبقتهم. وَعَنْهُ: النسائي، وقال: ثقة، ومحمد بن زبّان المِصْريُّ، ومحمد بن أحمد بن عمارة، وآخرون. توفي يوم عرفة بدمشق من سنة أربع وأربعين. ويقال له: الباباني. وبابان محلة بمرو. قال الحاكم: حدثنا أبو الحسين بن أبي القاسم المذكر، قال: سمعت عُمَر بْن أحمد بْن عليّ الجوهريّ ابن علك، قال: أخبرنا أبي قال: قال عَبْدة بْن عَبْد الرحيم: خرجنا فِي سَرِيّةٍ معنا شاب مقرئ صائم قوّام، فمررنا بحصن... ] فذكر القصة بنحو مما ذكرها ابن الجوزي. وزاد ذكر طبقته والرواة عنه وعدالته.
وورد ذكر القصة في "مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر" لابن منظور -رحمه الله - (ت 711 هـ) كالآتي: [ عبدة بن عبد الرحيم بن حسان أبو سعيد المروزي روى عن وكيع بن الجراح بسنده عن عمر بن الخطاب قال: " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لإمرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله، وإلى رسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه."
قال عبدة بن عبد الرحيم: دخلنا بلاد الروم، وكان معنا شاب يقطع نهاره بقراءة القرآن ...] (الجزء 15/ الصفحة 296) ثم ذكرها بنحو مما ذكر ابن الجوزي والذهبي رحمهم الله جميعا.
وهكذا يتضح جليا أن المحدث الثقة الجليل الراوية عن الأكابر، شيخ النسائي وبن زبّان المصري راوٍ لقصة شاب كان يصحبهم، وليس هو المرتد المتنصر، والعجيب ممن حققوا الكتاب ونشروه، كيف فاتهم مثل هذا، بل إن أحدهم، ذكر رقم المجلد والصفحة التي فيها أصل القصة من المنتظم لابن الجوزي، ولم يتفطن لذلك، ولم يشر إليه. كذلك وجدتُ أن القصة ذكرها البيهقي (ت 458 هـ) في شعب الإيمان من رواية عبدة بن عبد الرحيم - رحمه الله - تحت الحديث رقم 4005، كما ذكرها غيره.
قال أحد من استفدت منهم في هذا المجموع : [اليوم راجعت خمس طبعات للبداية والنهاية لدور نشر مختلفة وبتحقيقات مختلفة بحثا عن تحقيق للمسألة
1 - طبعة دار العلوم المصرية بتحقيق خمسة أساتذة منهم علي عبد الستار. لم يعلقوا على هذه المسألة.
2 - طبعة دار ابن كثير ياسين محمد السواس. أخطأ المحقق في الحاشية لما أحال على كتاب المنتظم بالجزء والصفحة تأكيدا لما في المتن دون التنبيه على الخطأ
3 - دار إحياء التراث العربي بتحقيق علي شيري لم يعلق على المسألة
4 - دار الفكر بدون تحقيق
5 - طبعة دار هجر للطباعة والنشر الصفحة (14/ 640) ]
ثم ذكر أن الطبعة الأخيرة بتحقيق عبد الله بن عبد المحسن التركي، نبه فيها إلى هذا الوهم عند ذكر القصة قائلا: (على وهم أو خطأ ردة وتنصر عبدة بن عبد الرحيم المروزي) وقال أيضا في الحاشية: (المصدر السابق أي المنتظم الجزء12 الصفحة 302: فيه أن هذه القصة إنما وقعت لشاب كان في صحبة عبدة, فالذي تنصر إنما هو ذلك الشاب وليس "عبدة بن عبد الرحيم" و"عبدة" هو راوي القصة وليس هو صاحبها.)اهـ
وهكذا ترى أن الاسترواح إلى ما ورد في البداية والنهاية هاهنا مسلما به، خطأ ظاهر. وفيه أيضا هضم لمكانة المحدث الثقة "أبي سعيد عبدة بن الرحيم بن حسان" الراوي عن ابن عُيَيْنَة، وبقيّة، ووَكِيع، وطبقتهم، وشيخِ النسائي ومحمد بن زبّان المِصْريُّ ومحمد بن أحمد بن عمارة. الراوي عن وكيع بسنده إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حديث الأعمال العظيم. واعتقاد ردة هذا الشيخ الجليل ظلم له وتجنّ عليه، وبخاصة إذا تحقق المرء من بيّنة الأمر، ونرجوا أن يعذر الله تعالى، الناقل لهذه القصة استنادا لورودها في كتاب البداية، جاهلا حقيقة الصورة.
ولا يستساغ بحال من الأحوال ختم المقال دون الاعتذار للحافظ ابن كثير -رحمه الله- والتماس الأعذار له.
فأقول: (ولستُ بأهل لأن أقول) الاحتمالات كثيرة، ظهر لي منها التالي:
1 – قد يكون الخطأ في النسخة التي نقل عنها ابن كثير من المنتظم، لأنه إذا جاز الوهم على ابن كثير – وهو بشر طبعا – فإنه جائز على ناسخ المنتظم. والله أعلم
2 – قد يكون الوهم والخطأ ممن نسخ الأصل المخطوط المعتمد لكتاب البداية، هذا إذا لم توجد نسخة يُتحقّق أنها بخط المؤلف. وعليه درج جميع النساخ الناقلين عنه. والله أعلم
3 – قد تكون سبق قلم، أو حتى وهما من المؤلف، فقد ينقل القصة بالمعنى دون المقابلة بالأصل والرجوع إليه، أو لبعد العهد بالاطلاع عليها، فَيَهِمُ ويجعل الراوي هو نفسه المروي عنه. والله أعلم
4 – قد يكون في السياق حذف أو سَقط في نسخة المؤلف أو النسخة الأصل، هي مورث الوهم ومنشأ الخطأ. والله أعلم
5 – قد يكون إدراجا من ناسخٍ أو تحريفا من متصرف جاهل أو حاقد، وقد حصل هذا كثيرا.
6 – ومن الاعتذار له -رحمه الله – أننا نعتقد أنه لو اطّلَع المؤلف على ما رأيناه، أو أُطلِع عليه، لرجع عما سطره في كتابه ولعدّله إلى الصواب.
بقي أن أنبه إلى أمر لاحظته كذلك وهو أن ابن كثير ذكر وفاته من حوادث سنة 278 هـ ، وذكر الذهبي أن وفاته بين سنتي (241ـ250 هـ) غير جازم، وذكر بن منظور وفاته سنة 244 هـ. وبين ما ذكره ابن كثير وما أرخه بن منظور أربع وثلاثون سنة. والله أعلم.
وفي الختام فالتنبيه على هذه القصة، وتصحيح وقائعها، فيه تصويب لخطأ تاريخي، ووهم شائع عند الوعاظ والخطباء وكثير من الناس، وفيه اظهار للحق، وارجاع الأمور إلى أنصبتها، وفيه حفظ لمكانة هذا المحدث الجليل ومعرفة لقدره، إذ قال بن الجوزي مباشرة بعد ذكر اسمه (كان من أهل الدين والجهاد) كما رأيته أعلاه، وهذا هو الأصل والمرجع المستفاد منه. وحتى لا يُظلم ولا يتهم بالرّدّة والكفر.

هذا هو الثوب الذي ألبسته هذا البحث الذي هو جهد لغيري، وليس لي فيه غير إخراجه بشكل آخر، أو الحاق أسطر في الاعتذار للمؤرخ الكبير والمفسر الخطير، العلامة بن كثير. فما كان فيه من صواب فهو من الله تعالى وحده، ثم ممن ألغب نفسه في التنقيب في الطبعات والكتب، ليخرج بهذا التنبيه العظيم، والتصويب الجسيم. وما كان من خطأ فهو من النفس والشيطان، والبراءة منه واجبة والرجوع عنه أوجب
والله المستعان

ملاحظة: ذكر المراجع وأرقام الصفحات مستفاد من مقالات منشورة في مواقع على الشبكة وهي التي اعتمدت عليها في هذه المقالة.

أبو عاصم مصطفى بن محمد
السُّلمي
تبلبالة يوم الجمعة 22 محرم 1439 هـ

أبو عاصم مصطفى السُّلمي 10 Dec 2017 02:04 PM

و منه تعرف قيمة الكتاب المحقَّق على يدي المحقِّق المدقِّق


الساعة الآن 02:41 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013