*جديد* قصيدة بعنوان: الكَِلمَاتُ الحَزِيْنَةُ في وَصْفِ جَائِحَةِ كُوْرُونَا
 

الكلماتُ الحزينةُ في وصفِ جائحةِ «كُوْرُونَا»

لقد بُليَتْ عوالمنا بداءٍ *** ومعروف بـ «كورونا» الوباءِ
له فتكٌ بقوم الكُفر جمعاً *** ولم يَسْطِيعُوا تَوْصِيفَ الدَّواءِ
بدايته بأرض الصِّين قتلاً *** له فتكٌ بصمتٍ في الخَفاءِ
و)أمريكا) تردَّت من خفيٍّ *** وما عرفوا روؤسا من حذاءِ
بـ(طلْيانٌ) تفشَّى الدّاء برقاً *** وقد سلكوا سبيل الأغبياءِ
وقد ظنُّوا بأنَّ الأمر هُزْؤٌ *** وللفيروس صاروا كالوعاءِ
لقد عَظُمَت بأرضهمُ المنايا *** وما لهمُ سبيلٌ للعزاءِ
وقد وردُوا حياض الموت طوعاً *** لخاتمة كخاتمة الزِّباءِ (1)
وكانوا يفخرون بحسن طبٍّ *** وأنّ لهم علوم الأقوياءِ
وريح فواحشٍ قد فاح منهم *** ونالوا حظْوَةً باسم العراءِ
وقالوا تَحَضُّرٌ نلناهُ قِدْماً *** وهم رجعوا قروناً للوراءِ
وقد زعموا بأنَّ لهم فُهوماً *** تُطاولهم لأعْنَانِ السَّماءِ
وقد حَاصوا حِذاراً من خَفِيٍّ *** وما صنعوا علاجا للشِّفاءِ
وقالوا الدَّاء نذهبُه بفهمٍ *** ألا بخساً لفهم الأشقياءِ
أمَا علِموا بأنَّ الدَّاء جندٌ *** ويبـعثُه إلــهــي للبـــــلاءِ
أمَا علِموا بأنَّهمُ طُغــــاةٌ *** وللكــــفار شـــرٌّ بالجـــزاءِ
أمَا علِموا بأنَّ اللَّه يمهل *** ويأخذ مُذنــباً بالكــبـرياءِ
وصال الدَّاء شرقاً ثمَّ غرباً *** وقد جهر المُعَاندُ بالنِّداءِ
وقد مُنعتْ زيارةُ بيت ربِّي *** ألا أعظمْ بذيَّاك الجَواءِ
وصارت كعبة الإسلام حظراً *** وأبدلتِ المودَّة بالجفاءِ
وغُلِّقت المساجدُ خوفَ عدوى ***وقد رُفِعَت أكفٌّ بالدُّعاءِ
ونادى مؤْذِنٌ: صلُّوا ببيتٍ *** وأظلمت المساجدُ بالخواءِ
ودبّ الخوف يجري في نفوسٍ *** وصارت تبتغي سبل النجاءِ
وخزِّنت المآكل والمشارب *** وقد حُبِسَت نفوسٌ بالخِباءِ
وخير الزاد تقوى الله دوما *** في شبعٍ وجوعٍ بالسَّواءِ
وأنفسنا اكْفَهَرتْ ثمَّ سالت *** لمن ذا الحال عينٌ بالبكاءِ
وحمدُ الله واجبُنا جميعاً *** يقيناً غير سخطٍ بالقضاءِ
وأسأله إلهي رفـعَ ضـرٍّ *** وأن يحمينا من شرِّ الوباءِ
ألا فاكشف إلهي بأس قومي *** وبدِّل عِكْر جوٍّ بالصَّفاءِ
ألا وارحمْ إلهي ضعف نفسٍ *** ألا عفوا بوجه الأتقياءِ
وطهّرنا إلهــي مــن وباءٍ *** ألا وامنُنْ إلهي بالشِّفاءِ

نظمُ أخيكم: أبي سُلاف بلال التِّمزريتي
(في زمن وباء كورونا)
رفع الله عنّا البلاء وكشفنا عنَّا الهمَّ والغمَّ
الإثنين 28 رجب مضر 1441هـ
الموافق لـ 24 مارس (آذار) 2020ن

----------------------------------------------------------

(1): وقصَّة الزّباء ملكة «تدمُر» وهي التي قتلت جذيمة الأبرش أحد ملوك الحيرة، فتآمر ابن أخته عمرو بن عَدي مع وزير الأبرش واسمه (قصير) على قتل الزّباء فلمّا كان اليوم، وأيقنت الزباء الموت لا محالة كان بيدها خاتم حُشيَ سماًّ فمصته فماتت، وقد قالت قولة جرت مثلا بعدها: «بيدي لا بيد عمرو»؛ وقد نظم العلاَّمة الإبراهيمي هذا المعنى في ماتعته العصماء «تعليم البنت» الموجّهة إلى علماء نجد قائلا:

واذكُرْ ففي الذِّكرى إلى العقل مَمَرْ *** من قال قدْماً (بيدي ثمَّ انتحرْ)

وهذا وجه الشاهد من إيراد هذا المعنى بالبيت
يُنظر: الآثار، 4/134.
ونصيحة لأهلنا وإخواننا وذوينا بالجزائر الحبيبة أقول: إنّ هذا الوباء جائحة قد ابتلينا بها اختبارا، وامتحانا لنا جميعا على جميع الأصعدة، وقد أمرنا ولي أمرنا بلزوم البيت كسبب من جملة الأسباب المتخذة، والتدابير المسطّرة من أجل الحدّ من انتشار هذا الوباء، فلنلتزم فإن في ذلك إرضاء لله تعالى وطاعة لولي الأمر، وإن كنت متوكلا على الله، فإن من تمام التوكل امتثال قول ولي الأمر. وأسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرفع عنا الوباء والبلاء، إنّه ولي ذلك والقادر عليه.

رائعة منك جزاك الله خيرا
والأروع قولك : وخير الزاد تقوى الله دوما في شبع وجوع بالسواء

بوركت يمينك ولله درك وعلى الله أجرك أخي العزيز
قلت حفظك الله
بـ(طلْيانٌ) تفشَّى الدّاء برقاً *** وقد سلكوا سبيل الأغبياءِ
وقد ظنُّوا بأنَّ الأمر هُزْؤٌ *** وللفيروس صاروا كالوعاءِ
والسعيد من وعظ بغيره

لله درك أخي الفاضل بلال على هذا النظم السلس البديع نفع الله به وزادك من فضله.

ماشاء الله نظم رائع جزاك الله خيرا أخي العزيز بلال