منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   فوائدُ عقدية وتأصيلاتٌ سلفيةٌ منتقاةٌ منْ شرحِ الشيخِ ابنِ عثيمين للعقيدةِ الواسطيةِ (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=11894)

يوسف صفصاف 14 Feb 2016 10:53 PM

إثباتُ نزولِ اللهِ إلى السماءِ الدنيَا
دلَّ على هذا قولُ النبي صلى اللهُ عليه و سلمَ الذي رواه الشيخانِ عن أبي هريرةَ قال : "ينزلُ ربنَا إلى السماءِ الدنيا حينَ يبقى ثلثُ الليلِ الآخر، فيقولُ : منْ يدعونِي فأستجيبَ له؟، من يسألني فأعطيَه؟، من يستغفرني فأغفرَ له؟".
فدل الحديثُ أن اللهَ تعالى ينزلُ إلى السماءِ الدنيا نزولًا حقيقيا يليقُ بجلاله، في كل ليالي العامِ، في الثلثِ الأخيرِ من الليل، فَيُشَوِّقُ عبادَه لدعائِه، و سؤاله، و استغفاره، و هذا من كمالِ رحمتِه و كرمه.
زيادةُ بعضِ العلماءِ "بذاتِه"
زادَ بعضُ الأئمةِ على قولِ : ينزلُ اللهُ إلى السماءِ الدنيا لفظةَ : بذاتِه، و هذا اضطرارًا منهم؛ لأنَّ بعضَ أهلِ الأهواءِ حرَّفُوا الحديثَ عن حقيقتِه.
قولُ أهلِ الأهواءِ في النزولِ و الردُّ عليهم
خالفَ أهلُ الأهواء أهلَ الحقِّ في نزولِ اللهِ تعالى و قالوا كلامًا باطلا، بَيَّنَ الأئمةُ بطلانه.
1 _ أن الذي ينزلُ أمرُ اللهِ تعالى.
و هذا مردودٌ؛ لأن نزولَ أمرِ اللهِ تعالى دائمًا و أبدا، و ليسَ منحصرًا في الثلثِ الآخرِ من الليل، قالَ الله تعالى {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ} [السجدة 5].
2 _ أن الذي ينزلُ رحمةُ اللهِ تعالى.
و هذا باطلٌ؛ لأن رحمةَ اللهِ تعالى غيرُ منحصرةٍ في هذا الوقتِ فقط، قالَ الله تعالى {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل 53].
و كذلكَ ما فائدةُ نزولِ الرحمةِ إلى السماءِ الدنيَا؟!.
3 _ أن الذي ينزلُ ملكٌ من الملائكةِ.
و هذا باطلٌ أيضا؛ فليسَ من المعقولِ أن يقولَ ملكٌ : من يدعوني فأستجيبَ له؟.
خلوُّ العرشِ
لأهلِ السنةِ في هذه المسألةِ ثلاثةُ أقوالٍ :
1 _ أنه يخلُو.
2 _ أنه لَا يخلُو.
3 _ التوقفُ.
اللهُ تعالى ينزلُ نزولا حقيقيًّا إلى السماءِ الدنيا، مع أنه عالٍ على خلقِه، فإن السماءَ لا تقله و لا تحيطُ به، و لا يلزمُ من نزولِه خلوُّ عرشِه، و الله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى 11].
اتنقالُ ثلثِ الليلِ الأخيرِ حولَ العالمِ
ثلثُ الليلِ يكونُ في مكانٍ، ثم ينتقلُ إلى جهةٍ أخرى من هذا العالمِ، و هكذَا، و نحنُ نؤمنُ بنزولِ اللهِ تعالى في هذا الوقتِ المعينِ، و ليس لنا أن نسألَ عن كيفيةِ ذلك، فإذا كانَ ثلثُ الليلِ في مكانٍ فإن اللهَ تعالى نازلٌ، و هكذا.

أبو ميمونة منور عشيش 15 Feb 2016 10:38 AM

شكر وامتنان.
 
أسأل الله تعالى أن يزيدك علمًا وعملًا، وأن ينفع بك أيُّها الأخ الحبيب يوسف، واصل وصلك الله بعطاياه، آمين..

يوسف صفصاف 15 Feb 2016 03:26 PM

بارك الله في أخي الحبيب منور، زادك الله الله علما و فضلا، وفقك الله لما يحبه و يرضاه، آمين..

أبو أيوب صهيب زين 16 Feb 2016 09:47 PM

بارك الله فيك اخي و وفقك

يوسف صفصاف 16 Feb 2016 09:50 PM

آمين بارك الله فيك أبا أيوب.

أبو أيوب صهيب زين 16 Feb 2016 09:51 PM

و الاذن نوعان :
كوني :فان لم يرد الله للشافع ان يشفع فانه لا يمكنه من أن يشفع أصلا بأن يصرف قلبه و نفسه عن هذه الشفاعة .

شرعي : و هو أن تكون الشفاعة على وفق الشروط الشرعية في من شفع له الشافع (وقد ذكرتها اخي)

من شرح الشيخ صالح ال الشيخ -حفظه الله- الموسوم باللآلئ البهية [389] ط دار اعلام السنة.

اتماما للفائدة...وفقك الله الأخ صفصاف

-----------------------------------------------
هه علقت على الصفحة الأولى التي فيها مسألة الشفاعة فأتى التعليق هنا

يوسف صفصاف 16 Feb 2016 10:04 PM

اقتباس:

هه علقت على الصفحة الأولى التي فيها مسألة الشفاعة فأتى التعليق هنا

الخير حيثما وقع نفع، جزاك الله خيرا على الإفادة.

يوسف صفصاف 04 Apr 2016 03:40 PM

إثباتُ صفةِ الفرحِِ
و هذهِ الصفةُ دلَّ عليها قولُ النبي <صلى الله عليه وسلم> : "للهُ أشد فرحًا بتوبةِ أحدِكم، من أحدِكم بضالتِه، إذا وجدَها" أخرجه الشيخان من حديث أنسٍ و هو لفظ مسلم، أما لفظُ البخاري : "لله أفرحُ بتوبةِ عبدِه".
و قد أجمعَ أهلُ السنةِ على إثباتِ هذه الصفةِ لله تعالى.
فرحُ اللهِ حقيقيٌّ
إنَّ فرحَ اللهِ تعالى حقيقي، ليسَ كفرحِ المخلوقين، الذي هو : نَشْوَةٌ و خفةٌ يجدُها المرءُ من نفسِه عند حصولِ ما يسره، و لكن فرحَ اللهِ تعالى لا يماثلُ فرحَ المخلوقين.
قولُ المعطلةِ في صفةِ الفرحِ
خالفَ أهلُ البدعِ و تأولوا صفةَ الفرحِ فقالوا : أن اللهَ تعالى لا يفرحُ حقيقةً، و إنما هو إثابةُ التائبِ،أو إرادةُ الثوابِ.
و هذا بعيد مخالفٌ لظاهرِ النصوصِ.
إثباتُ صفةِ الضحكِ
دل على هذه الصفةِ حديثُ النبي <صلى الله عليه وسلم>: "يضحكُ اللهُ إلى رجلين يقتلُ أحدُهما الآخرَ يدخلانِ الجنةَ : يقاتلُ هذا في سبيلِ اللهِ، فيقتلُ، ثم يتوبُ الله على القاتلِ، فيستشهدُ" رواه الشيخان عن أبي هريرة.
و من الأدلةِ أيضا، ما رواه مسلم عن جابرٍ <رضي الله عنه> أنه سئلَ عن الورودِ، فقال : نجيءُ نحنُ يومَ القيامةِ عن كذا وكذا، انظر أي ذلك فوقَ الناسِ؟ قال : فتدعى الأممُ بأوثانِها، وما كانتْ تعبدُ، الأول فالأول، ثم يأتينا ربُّنا بعدَ ذلك، فيقول : من تنظرونَ؟ فيقولون : ننظرُ ربنا، فيقول : أنا ربكم، فيقولون : حتى ننظرَ إليك، فيتجلى لهم يضحكُ...".
ففيهمَا إثباتُ صفةِ الضحكِ لله تعالى حقيقةً على الوجه الذي يليقُ به، لا مماثلةَ للمخلوقينَ فيه، و هذا مما أجمعَ عليه السلفُ.
قولُ المعطلةِ في صفةِ الضحكِ
قالَ أهلُ التعطيلِ أن المرادَ بالضحكِ الرضى، و الرضَى هو الثوابُ أو إرادةُ الثوابِ.
و هذا باطلٌ من وجهينِ :
1 _ أنه صرفٌ للنصوصِ عن الظاهرِ.
2 _ أن فيه إثباتًا لمعنى مخالفٍ للظاهرِ.
إثباتُ صفةِ العجبِ
دلَّ على هذه الصفةِ قولُ الله <تعالى> {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} [الصافات 12] على قراءةِ ضمِّ التاءِ.
و من السنةِ قولُه <صلى الله عليه وسلم> : "عجبَ اللهُ من قومٍ يدخلونَ الجنة في السلاسلِ" رواه البخاري عن أبي هريرة.
و لمسلم عنه قالَ رسولُ الله <صلى الله عليه وسلم> : "قد عجبَ اللهُ من صنيعِكما بضيفِكما الليلةَ" و في الحديث قصة.
روى ابن حبان في صحيحه عن ابن مسعودٍ <رضي الله عنه>، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ : "عجبَ ربنا من رجلينِ : رجلٍ ثارَ من وطائِه ولحافِه من بين حبِّه وأهلِه إلى الصلاةِ، فيقول الله جل وعلا : انظرُوا إلى عبدي ثارَ من فراشِه ووطائه من بين حبه وأهلِه إلى صلاتِه رغبةً فيما عندِي، وشفقةً مما عندِي، ورجلٍِ غزَا في سبيلِ الله، فانهزمَ الناسُ، وعلم ما عليه في الانهزامِ، وما له في الرجوعِ، فرجعَ حتى أهريقَ دمُه، فيقول اللهُ لملائكتِه : انظروا إلى عبدِي، رجعَ رجاءً فيما عندِي، وشفقةً مما عندي حتى أهريقَ دمُه" حسنه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (3981).
روى أبو داود في السنن عن عقبة بن عامر، قال : سمعتُ رسولَ الله <صلى الله عليه وسلم> يقولُ : "يعجبُ ربُّكم من راعِي غنمٍ في رأسْ شظيةٍ بجبلٍ، يؤذنُ بالصلاةِ، ويصلِّي، فيقول اللهُ عز وجل : انظرُوا إلى عبدِي هذا يؤذنُ، ويقيمُ الصلاةَ، يخافُ مني، قد غفرتُ لعبدِي وأدخلته الجنةَ" صححه الإمام الألباني <رحمه الله> في صحيح سنن أبي داود (1203).
معنَى العجبِ : هو استغرابُ الشيءِ، و هذا الاستغرابُ يكون لسببينِ :
1 _ خفاءُ الأسبابِ على المستغربِِ، و هذا مستحيلُ في حقِّ الله تعالى؛ فإنه قد أحاطَ بكل شيء علمًا.
2 _ أن يكونَ السببُ فيه خروجُ هذا الشيءِ عن نظائِره، أو عمَّا ينبغِي أن يكونَ عليهِ، و هذا الثابتُ للهِ تعالى، و لا نقصَ فيه.

يوسف صفصاف 05 Apr 2016 03:55 PM

إثباتُ الرجلِ أو القدمِ للهِ تعالى
صفةُ القدمِ أو الرجل ثابتةٌ لله <تعالى>حقيقةً من غيرِ مماثلةٍ للمخلوقين، و دل على هذه الصفةِ ما رواه الشيخان عن أنسِ بن مالك<رضي الله عنه>، قال النبي <صلى الله عليه وسلم> : "لا تزالُ جهنمُ تقولُ : هل من مزيدٍ، حتى يضعَ رب العزةِ فيها قدمَه، فتقول : قطْ قطْ وعزتك، ويزوى بعضُها إلى بعض".
و لهما عن أبي هريرة <رضي الله عنه>، قال : قال النبي <صلى الله عليه وسلم> "تحاجت الجنةُ والنار، فقالت النارُ : أوثرتُ بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنةُ : ما لي لا يدخلُنِي إلا ضعفاءُ الناسِ وسقطهم، قال اللهُ تبارك وتعالى للجنةِ : أنت رحمتِي أرحمُ بك من أشاء من عبادي، وقال للنارِ : إنما أنت عذابي أعذبُ بك من أشاءُ من عبادي، ولكل واحدةٍ منهما مِلؤها، فأما النارُ : فلا تمتلئ حتى يضعَ رجلَه فتقول : قطْ قطْ، فهنالك تمتلئُ ويزوى بعضُها إلى بعض، ولا يظلمُ الله عز وجل من خلقِه أحدًا، وأما الجنةُ : فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقًا" و في رواية "قدمَه".
أقوالُ المخالفين في صفةِ القدمِ و الرد عليهَا
خالفَ الأشاعرةُ و أهل التحريفِ في صفة القدمِ، فمنهم من قالَ أن المراد :
1 _ طائفةٌ من المستحقينَ للدخولِ، و الرجلُ تأتي بمعنى الطائفةِ.
لكن هذا ممتنعٌ من وجهين :
أ _ فإن قوله : "عليها" يمنعُ ذلك.
ب _ إضافةُ أهلِ النارِ إلى اللهِ <عزوجل> تعد تشريفًا لهم، و هذا ممتنع.
2 _ أن القدمَ هو المقدمُ، أي يضعُ عليها مقدمَه ممن يقدمُهم إلى النارِ.
و لكن ثبتَ أن أهلَ النارِ {يُدَّعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} [الطور 13]، و يلقونَ فيها إلقاءً.

يوسف صفصاف 11 Apr 2016 02:36 PM

إثباتُ الكلامِ و الصوتِ
دلَّ على هذه الصفةُ أحاديثُ منها :
ما رواه الشيخان عن أبي سعيد الخدري، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "يقولُ اللهُ عز وجل يومَ القيامة : يا آدم، يقول : لبيكَ ربنا وسعديك، فينادى بصوتٍ : إن اللهَ يأمرك أن تخرجَ من ذريتكَ بعثًا إلى النارِ...".
و لهما أيضا عن عدي بن حاتم، قال : قال النبي صلى اللهُ عليه وسلم : "ما منكُم من أحدٍ إلا وسيكلمُه اللهُ يومَ القيامة، ليس بين الله وبينه ترجمانٌ".
فدلت الأحاديثُ أن الله تعالى يتكلمُ و ينادي بصوتٍ مسموع مفهوم حقيقةً.
إثباتُ علوِّ اللهِ تعالَى
دلت السنةُ على إثباتِ صفةِ العلو لله تعالى كما يليقُ به جل جلالُه، و من تلك الأحاديثِ :
قولُ النبي صلى الله عليه و سلم : "ألَا تأمنُوني وأنا أمينُ من في السماءِ" رواه الشيخان عن أبي سعيدٍ و في الحديثِ قصة.
و روى الطبراني و غيره عن ابن مسعود، أنه قال : "ما بينَ السماءِ الدنيا والتي تليهَا مسيرةُ خمس مِائةِ عام، وما بين كل سماءٍ مسيرةُ خمس مائة عامٍ، وما بين السماءِ السابعة والكرسي مسيرةُ خمس مائة عام، وما بين الكرسي، والماء مسيرة خمس مائة عام، والعرشُ على الماءِ، واللهُ عز وجل على العرشِ يعلمُ ما أنتم عليه".
و دل عليها أيضا حديثُ الجاريةِ الذي رواه مسلمٌ من حديث معاوية بن الحكم و فيه قولُه صلى الله عليه و سلم للجاريةِ : "أينَ اللهُ؟" قالت : في السماءِ، قال : "من أنَا؟" قالت : أنت رسول الله، قال : "أعتقها فإنها مؤمنة".

يوسف صفصاف 23 Oct 2016 02:54 PM

إثباتُ أن اللهَ قبلَ وجهِ المصلِّي
أي أن اللهَ تعالى أمامَ وجهِ المصلي، وهذا دلتْ عليه سنةُ نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فقد روى الشيخانِ –واللفظ لمسلم- عن ابن عمرَ عن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قالَ : "إن أحدَكم إذا قامَ يصلي، فإن اللهَ تبارك وتعالى قبلَ وجهِه، فلا يبصقنَّ قبل وجهِه، ولا عن يمينه، وليبصقْ عن يساره، تحت رجلِه اليسرى".
الجمعُ بين كونِ الله تعالى في السماءِ وقبلَ وجهِ المصلي
إنه لا تناقضَ بين إثباتِ العلو للهِ تعالى وإثباتِ أنه قبلَ وجهِ المصلي، والجمعُ بينهما يكون من ثلاثةِ أوجه :
الوجهُ الأول : أن الشرعَ جمع بينهما، ولا يجمعُ بين متناقضين.
الوجه الثاني : أنه يمكنُ ذلك في حقِّ المخلوقِ، فالشمسُ عالية في السماءِ ويستقبلها الإنسانً أمامه؛ فإن كان هذا في حق المخلوقِ ففي حق الخالقِ من بابٍ أولى.
الوجه الثالث : أنه إن كانَ ممتنعًا في حق المخلوقِ؛ فإنه لا يمتنعُ في حق الخالقِ؛ إذ ليسَ كمثله شيءٌ.
فائدةٌ من قولِه تعالى {فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} [الأنعام 95]
الحبُ يكونُ للزروعِ، فما كان زرعًا فأصله حبٌّ، وأما النوَى فيكون للغرسِ، فما كان أشجارًا فأصله نوَى.
أنواعُ النفوسِ
نفسُ الإنسانِ نفسانِ :
الأولى : نفسٌ مطمئنةٌ أمارة بالخيرِ.
الثانية : نفسٌ شريرةٌ أمارة بالسوءِ.
وكل من النفسينِ لوامةٌ، فالمطمئنةُ تلومُ صاحبها على التقصيرِ في الطاعات أو فعلِ المحرمات، والشريرةُ تلوم صاحبَها عند فعلِ الخيرات أو تركِ السيئاتِ.
إثباتُ قربِ اللهِ تعالى
وهذه الصفةُ دل عليهَا الكتابُ و السنةُ.
فمن كتابِ اللهِ تعالى : قوله جل وعلا {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} [البقرة 186].
ومن سنةِ النبي صلى اللهُ عليه وسلمَ : ما رواه البخاريُ عن أبي موسى رضي الله عنه، قال : كنا معَ النبي صلى اللهُ عليه وسلم في سفرٍ، فكنا إذا علونَا كبرنَا، فقالَ النبي صلى الله عليه وسلم : "أيها الناسُ إِرْبَعُوا على أنفسِكم ، فإنكم لا تدعونَ أصمَّ ولا غائبا، ولكن تدعونَ سميعًا بصيرا".
لا منافاةَ بينَ القربِ والعلوِّ
إثباتُ صفةِ القربِ للهِ تعالى لا تنافِي صفةَ العلوِّ؛ فإن اللهَ تعالى قريبٌ إلى خلقِه مع علوِّه.

يوسف صفصاف 08 Nov 2016 10:42 PM

إثباتُ رؤيةِ المؤمنينَ لربِّهِم
يؤمنُ أهلُ السنةِ والجماعة برؤيتِهم لربهم عز وجل يومَ القيامةِ رؤيةً بصرية، لا يحجبُ أحدٌ أحدًا، ولا يتضررون من رؤيتهِم لربهم، فإنه دل على هذا أدلةٌ كثيرة منها قولُ النبي صلى الله عليه وسلم : "إنكم سترونَ ربَّكم كما ترونَ القمرَ ليلةَ البدرِ، لا تضامون في رؤيتِه، فإن استطعتم ألا تغلبُوا على صلاةٍ قبل طلوعِ الشمس وصلاة قبلَ غروبها فافعلُوا" متفق عليه من حديث جرير بن عبد الله.
وروى أحمد في المسند عن لقيطِ بن صبرةَ قال : يا رسولَ الله، أكلنا يرى ربَّه عز وجل يومَ القيامة؟ وما آيةُ ذلك في خلقِه؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : "أليسَ كلكُم ينظرُ إلى القمرِ مخليا به؟" قال : بلى، قال : "فاللهُ أعظم" حسنه الإمام الألباني رحمه الله في ظلال الجنة (459).
فصلٌ
مكانةُ أهلِ السنةِ والجماعةِ بين فرقِ الأمةِ واتصافُهم بالوسطيةِ
بيانُ وسطيةِ الأمةِ المحمديةِ بين الأممِ
أمةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وسطٌ بين الأمم، وتظهرُ وسطيتها من وجوهٍ :
الوجه الأول : في حقِّ الله تعالى، فهم وسطٌ بين اليهودِ الذين تنقصُوا اللهَ تعالى فألحقُوه بالمخلوقِ، وبينَ النصارَى الذين تنقصُوه فألحقُوا المخلوقَ به، أما هذه الأمةُ فلم تصفِ الربَّ بالنقصِ من كلا الوجهينِ.
الوجه الثاني : في حق الأنبياءِ، فهم وسطٌ بين اليهودِ الذين كذبُّوا عيسَى ابنَ مريم عليه السلام، وبين النصارَى الذين غَلَوْا فيه فألَّهُوه، فهو عبدُ اللهِ ورسولُه.
الوجه الثالث : في العباداتِ، فهم وسطٌ بين اليهودِ الذين غَلَوْا في بعضِها، فإنهم إذا أصابتهم نجاسةٌ قرضُوا ثيابَهم، وبين النصارَى الذين يتعبدونَ اللهَ بعدمِ الطهارةِ، فهذه الأمةُ تغسلُ ثيابَها منَ النجاسةِ وتصلِّي بها.
الوجه الرابع : في المحرماتِ، فهم وسطٌ بينَ اليهودِ الذين حُرِّمَ عليهِم كلُّ ذِي ظُُفُر، وبينَ النصارَى الذين استحلُّوا الخبائثَ وجميعَ المحرماتِ.
الوجه الخامس : في القصاصِ، فهم وسطٌ بين اليهودِ الذين فُرِض عليهم القصاصُ، والنصارَى الذين فُرض عليهم التسامحُ عن القصاص، فهذه الأمةُ مخيرةٌ بين القصاصِ والديةِ والعفوِ.

يوسف صفصاف 10 Nov 2016 10:18 PM

بيانُ وسطيةِ أهلِ السنةِ والجماعةِ بينَ فرقِ الأمةِ المحمديةِ
كما أن أمةَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وسطٌ بين الأممِ، فإن أهلَ السنةِ والجماعة وسطٌ بين فرقِ هذه الأمة، وتظهر وسطيتُها بين الفرقِ في خمسةِ أصول :
الأصل الأول : بابُ الأسماءِ والصفات.
فأهل السنةِ وسطٌ بين المعطلةِ من الجهميةِ والمعتزلة والأشاعرة، وأهلِ التمثيلِ المشبهة؛ فإن المعطلةَ ينكرون صفاتِ اللهِ تعالى على تفاوتٍ بينهم في الغلوِّ، والمشبهة يثبتون الصفاتِ لله تعالى ويجعلونَها مثلَ صفاتِ المخلوقين.
وأما أهلُ السنةِ والجماعة فوسطٌ بينهما، يثبتون ما أثبته اللهُ تعالى لنفسِه ورسولُه صلى الله عليه وسلم لربه، من غير تشبيهٍ أو تعطيل، وينفونَ ما نفاه اللهُ تعالى عن نفسِه ورسولُه صلى الله عليه وسلم عن ربِّه.
الأصل الثاني : باب الأفعال.
فهم وسط بين الجبرية والقدرية، بين الجبرية الذين غلوا في إثبات القدر حتى سلبوا الإنسان مشيئته، وبين القدرية الذين غلوا في إثبات قدرة العبد حتى جعلوه مستقلا بنفسه لا شأن لله تعالى في أفعاله.
أما أهل السنة فوسط بينهما، فللإنسان اختيار وإرادة، وما يفعله العبد فباختياره وإرادته، لكن هو واقع بمشيئة الله تعالى.
الأصل الثالث : باب الوعيد.
فهم وسط بين المرجئة والوعيدية، وسط بين المرجئة الذين أخرجوا العمل عن مسمى الإيمان، وجعلوا الإيمان ثابتا مهما وقع من العبد لا يزيد ولا ينقص، وبين الوعيدية الذين كفروا مرتكب الكبيرة وخلدوه في جهنم بذلك.
أما أهل السنة والجماعة فوسط بين ذلك، لا يغلبون جانب الرجاء ولا جانب الوعيد، ففاعل الكبيرة مستحق للعذاب، وإن عذب فإنه لا يخلد في النار.
الأصل الرابع : باب أسماء الإيمان والدين.
فأهل السنة وسط بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة، فالحرورية والمعتزلة سموا صاحب الكبيرة كافرا حلال الدم والمال، والمرجئة الجهمية سموه مؤمنا كامل الإيمان، ولا تضره معصيته.
أما أهل السنة فوسط بينهما فسموه مؤمنا ناقص الإيمان، أو أنه مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته.
الأصل الخامس : باب الصحابة رضي الله عنهم.
فهم وسط بين الرافضة والخوارج، فالرافضة كفروا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم إلا آل البيت فغلوا فيهم وفي علي بن أبي طالب، وبين الخوارج الذين كفروا عليا ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم، واستحلوا دماءهم.
أما أهل السنة والجماعة فوسط بينهما، فإنهم نزلوا آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلتهم من غير غلو ولا جفاء، وحفظوا كرامة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير لمز ولا ازدراء.

يوسف صفصاف 05 Dec 2016 11:00 PM

فصلٌ
في المعيةِ وبيانِ الجمعِ بينها وبينَ علو اللهِ واستوائِه على عرشِه
يؤمنُ أهلُ السنة بأن اللهَ تعالى مستوٍ على عرشه فوقَ سماواته استواءً يليقُ بجلاله، لما دلَّ عليه الكتابُ والسنة، وعلى ذلك أجمعَ سلفُ الأمة.
واللهُ تعالى مع علوه فهو مع خلقِه معيةً حقيقية، ومن مقتضياتِ هذه المعيةِ العلمُ، والسمع، والبصر، والقدرة، والسلطان، والنصر والتأييد.
واللهُ تعالى قد جمعَ بين كونِه في السماءِ مستو على وبين كونِه مع خلقه في قوله {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد 4].
وليسَ معنى كونِ الله تعالى أنه معَ خلقِه أنه مختلطٌ بهم، لما يقتضيه من صفاتِ النقص –من تعددِ الآلهةِ أو تجزئِها أو إحاطةِ الأشياء بها- وهذا المعنى لا توجبُه اللغة، بل هو مخالفٌ لما أجمع عليه السلف، وخلافُ ما فطرَ اللهُ عليه الخلق.
وإذا صح أن يقالَ في القمرِ مع علوه هو معنَا ولا يعد نقصًا، فيصح –ولله المثلُ الأعلى- أن يكونَ وصفًا للهِ تعالى من باب أولى.
ولا يصح أن يقالَ أن اللهَ تعالى معنا بذاتِه لما في ذلك من إيهامِ معانٍ فاسدة يحتجُّ بها القائلون بالحلولِ.

يوسف صفصاف 16 Jan 2017 02:34 PM

فصلٌ
في قربِ اللهِ من خلقِه وأنَّ ذلكَ لا ينافِي علوهِ وفوقيتِه
يؤمنُ أهلُ السنة بأن اللهَ تعالى قريبٌ في نفسه، مجيب لعبادِه، كما قال سبحانه وتعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة 186]، وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن أبي موسى الأشعري : "والذي تدعونَه أقربُ إلى أحدِكم من عنقِ راحلةِ أحدكم"، وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى بصاقا في جدار القبلة، فحكه، ثم أقبل على الناس، فقال : "إذا كان أحدُكم يصلي، فلا يبصقْ قبلَ وجهه، فإن الله قبلَ وجهِه إذا صلى".
ومع ذلك فإن اللهَ تعالى مع قربِه من عباده فإنه لا يستلزمُ أن يكون في المكانِ الذي فيه الإنسانُ، ولا يلزم من قربه أن يكون في الأرضِ، فإن قربه عز وجل لا ينافي علوَّه وفوقيته، إذ هو سبحانَه ليس كمثله شيء في جميع نعوتِه، وهو علي في دنوِّه، قريبٌ في علوه.
أقسامُ قربِ اللهِ تعالى
اختلفَ العلماء في تقسيمِ قرب الله تعالى من العبادِ على قولين، فمنهم جعلها قسمين، ومنهم من جعلها قسمًا واحدا.
فمن قسمها جعلها :
1 _ قرب عام : وهو الذي مقتضاه الإحاطة.
2 _ قرب خاص : وهو الذي مقتضاه الإثابة والإجابة، وهو على وجهين :
أ _ إجابة الداعي.
ب _ إثابة العابد.
ومن نفى التقسيمَ جعلها قربًا خاصا فقطْ، مقتضٍ لإجابةِ الداعي وإثابةِ العابد، وأنه لا يمكنُ أن يكون اللهُ تعالى قريبا من الفجرةِ الكفرة، وهذا اختيارُ شيخِ الإسلام وتلميذِه رحمهما اللهُ تعالى.
واستدل أصحاب هذا القول :
1 _ بقول الله تعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة 186].
2 _ بما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "أقرب ما يكون العبد من ربه، وهو ساجد، فأكثروا الدعاء".
لكن أورد عليه إشكالات :
1 _ قال الله تعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق 16] وهذا شامل لكل إنسان، ولهذا قال في آخر هذه الآية {لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24)} [ق].
ولكن أجيب عن هذا الإشكال بأن قوله تعالى {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق 16] يعني الملائكة، واستدلوا لهذا بقوله تعالى {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} [ق 17].
2 _ قال تعالى {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ (85)} [الواقعة]، ومن هؤلاء الذين بلغت أرواحهم الحلقوم الكفار.
وأجيب عن هذا الإشكال بأن القرب هنا قرب الملائكة، إذ القريب يكون موجودا في ذلك المكان، وهذا ممتنع في حق الله تعالى إذ أنه مستو على عرشه في السماء.
فصلٌ
في الإيمانِ بأنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ حقيقةً
من الإيمانِ بالله الإيمان بأن القرآنَ كلامه حقيقةً، وذلك لأن القرآنَ كلامُه وصفة من صفاته، وأنه منزلٌ من عنده.
فأهل السنةِ يؤمنونَ بأن القرآنَ كلامُ الله، وذلك لأن ربَّ العزةِ والجلال قال {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة 6].
ويؤمنونَ بأنه منزلٌ من عندِ الله تعالى، وذلك لقولِه عز وجل {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر 9].
ويؤمنون بأنه غيرُ مخلوقٍ، حيث قال الله تعالى {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف 54]، أن وأن القرآنَ من أمرِه تعالى {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا} [الشورى 52].
وأنه منه بدأَ، فابتداءُ تنزيله من الله تعالى لا من غيرِه؛ لقوله تعالى {تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [الزمر 1]، وإليه يعودُ، رفعًا من الصدورِ والسطور آخرَ الزمنِ، وأنه يعودُ إليه وصفًا، فلا يوصفُ به أحدٌ سوى الله تعالى.
يؤمنونَ بأنه كلامُه حقيقةً، فإن الأصلَ أن جميع صفاتِ الله تعالى حقيقيةٌ، فإذا كان القرآنُ كلامَ الله فهو صفتُه، فلا يمكن أن تكون صفةُ الخالق مخلوقةً، وكونه مكتوبًا في السطور مقروءا لا يخرجُه عن كونه كلامًا لله تعالى حقيقةً، إذ الكلام يضافُ إلى قائله ابتداء.
قولُ المخالفين لأهلِ السنةِ في كلامِ اللهِ تعالى
خالفَ الضلالُ من الطوائفِ أهل السنةِ في مسألة أن القرآنَ كلامُ الله تعالى حقيقةً، فمنهم من قال :
1 _ أن كلامَ الله حروفٌ دون المعاني، إذ الكلامُ ليس معنى يقومُ بذاتِ الله، بل هو شيءٌ من مخلوقاتِه سماهُ كلاما، وهذا قول الجهميةِ والمعتزلة.
2 _ أن كلامَ الله معاني دونَ الحروفِ، إذ هو معنى قائمٌ بالنفس، ثم خلقَ أصواتًا تدل على هذا المعنى، واختلفوا في هذه الأصواتِ الدالةِ على المعنى على قولين :
أ _ أنه حكايةٌ عن كلامِ الله تعالى بإطلاقٍ، وهم الكلابيةُ.
ب _ أنه عبارة عن كلام الله تعالى بإطلاقٍ، وهم الأشاعرةُ.
والفرقُ بينهما أن الحكايةَ هي المماثلةُ، وأن العبارة هي تعبيرُ المتكلم عن كلامِه النفسي بحروفٍ وأصوات خلقت، لكن مع هذا الاختلافِ فهم متفقون أن القرآنَ الذي في السطور ليس كلامًا لله تعالى.
لو قيدت هذه العبارةُ لجاز ذلك ولم يكن بها بأسٌ، كأن يقول : أن القارئ الآن يعبرُ عن كلامِ الله أو يحكي كلامَ الله؛ لأن لفظَه بالقرآنِ ليس هو كلامُ الله.
فصلٌ
في الإيمانِ برؤيةِ المؤمنينَ ربهم يوم القيامةِ ومواضعِ الرؤيةِ
يؤمنُ أهلُ السنة بأن المؤمنين سيرونَ ربهم يوم القيامةِ عيانا أي رؤية بأعينهم، يرونه كما يرونَ القمرَ ليلة البدر، كما قال عليه الصلاة والسلام : "إنكم سترونَ ربكم كما ترون هذَا لا تضامون في رؤيتِه" متفق عليه من حديث جرير بن عبد الله.
المواضعُ التي يُرى اللهُ تعالى فيهَا
يُرى اللهُ تعالى في مواضعَ ثابتة بالنقلِ الصحيح، وهي :
الموضعُ الأول : في عرصاتِ يومِ القيامة، قبل أن يدخلَ المؤمنون الجنةَ.
الموضعُ الثاني : بعد دخولِهم الجنةَ.
هل الكفارُ والمنافقون يرونَ ربهم؟
الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف :
الأول : مؤمنون خلص، فهؤلاء يرون ربهم في العرصات وبعد دخول الجنة.
الثاني : كفار خلص، وهؤلاء اختلف فيهم العلماء على قولين :
أ _ أنهم لا يرون ربهم مطلقا، وهو ظاهر الأدلة {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [المطففين 15].
ب _ أنهم يرونه رؤية عذاب وعقاب.
الثالث : مؤمنون ظاهرا، وكفار باطنا، وهم المنافقون، وهؤلاء يرون ربهم في العرصات، ثم يحتجب عنهم بعد ذلك.


الساعة الآن 07:57 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013