منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الكلام النفيس في هدم بدعة التفريق بين منهج المتقدمين مالتأخرين في علم الحديث للعلامة الألباني-رحمه الله- (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=19478)

أبو الحسن نسيم 16 Sep 2016 11:35 AM

الكلام النفيس في هدم بدعة التفريق بين منهج المتقدمين و المتأخرين في علم الحديث للعلامة الألباني-رحمه الله-
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على أشرف الأبنياء والمرسلين،وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد:
فهذه درر من إمام كبير في نسف باطل من الأباطيل تعلق بعلم مصطلح الحديث،ضرره كبير ومآله خطير كما ستقف عليه،جمعت كلام الإمام من سلسلة الهدى والنور حتى ينتفع بها طلاب العلم حماية لجناب سنة النبي صلى الله عليه وسلم،وإبرازا لجهود العلماء الربانيين في ذبهم عن الدين.

-حكم التفريق بين منهج المتقدمين والمتأخرين،يقول الشيخ:( جوابي على ذلك لا . بل أعتقد أن هذا التفريق هو مما يدخل في
عموم قوله عليه الصلاة والسلام ) كُلُّ بِّدْعَةٍ ضَلاَلَةٍ وَكُلُّ ضَلاَلَةٍ فِّي النَّارِّ ولست أعني أنها بدعة مجرد أنه أمر حادث لأن هذا المعنى المحدد ليس هو المقصود من هذا الحديث وأمثاله وإنما المقصود الْمُحدَثة التي يتقرب بها الْمُحدِّث إلى الله تبارك وتعالى فمن هذه الحيثية هذه بدعة ضلالة وليس هذا فقط بل هم أشبه ما يكونون بالذين يتقربون إلى الله بما حرم الله كالذين يتقربون بالصلاة عند قبور الأولياء والصالحين والأنبياء فهذه بلا شك يعني معصية فهي معصية لكن التقرب بالمعصية إلى الله هي بدعة فهم حينما يفرقون بين علماء الحديث المتقدمين وعلماء الحديث المتأخرين أحدثوا شيئًا لا يعرفه أهل الحديث إطلاقًا ولو أنهم وقفوا عند هذا الإحداث فقط لربما كان الخطب سهلاً لكنهم أضافوا إلى ذلك أنهم يتقربون بهذا الإحداث إلى الله ثم زادوا كما يُقال " في الطين بلة " أنهم يخربون السنة ويقضون عليها بمثل هذا التفريق ثم مما لا شك فيه أن هذا التقسيم مجرد خاطرة خطرت في بال أحدهم وهو الذي سن هذه السنة
السيئة فعليه وزرها و وزر من عمل بها إلى ما شاء الله ولعله يُقضَي عليها قريبًا بإذن الله تبارك وتعالى فالمقصود أن هذا التقسيم لا سبيل إلى وضع حدود له فمن هم علماء الحديث القدامى ومن هم الْمُحدَثون منهم من بعدهم كنت أظن سمعت شريطًا لهذا فأنت باعتبارك أنك حديث عهد بالاستماع لأشرطته تذكرني إن أصبت أو أخطأت)سلسلة الهدى والنور852:
ويقول :( الشيخ-رحمه الله-:(بدعة عصرية) سلسلة الهدى والنور719


-مما يبطل طريقة أصحاب هذا المنهج أنه لا دليل لهم على هذا التفريق ،يقول الشيخ-رحمه الله-:(ما هو حجتهم فى هذا التفريق الذي أراه أنه مجرد فرض نظرية لا يقوم عليها دليل لا شرعي و لا عقلي فهل هم يقدمون هذه
النظرية مجردة كدعوة مجردة عن أي دليل و برهان أم هم و لو على زعمهم يأتون بدليل أو برهان إن كان لديهم شيئ من ذلك فأنا أعتقد أن من تمام السؤال عرض ذاك الدليل أو البرهان المزعوم لنناقشه لأنك تعلم و جميع الحاضرين يعلمون قول ذلك العالم الشاعر " و الدعاوي ما لم تقيموا عليها بينات أبنائها أدعياء " و كل إنسان يستطيع أن يتكلم بما يبدو له سواء كان عن رأي و اجتهاد مخلص فيه أو عن هوى متبع هذا هو الشيء الأول). سلسلة الهدى النور 636
ومما يبطل هذا القول ما قاله الشيخ:( بقول الشيخ:( المقصود بارك الله فيك هذه الحداثة في الحقيقة عم تضر الدعوة
بعامة والحديث بخاصة إنهم يريدون أن يضعوا قواعد وأصولا حديثة وجديدة لعلم الحديث ويكفيهم في هذا أنهم يقعون في مخالفة قوله تبارك وتعالى )) ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا (( فهؤلاء يخالفون سبيل المؤمنين لا يمكن إطلاقًا لأحد من أهل الإسلام ما نتكلم عن الكفار لا يمكن لأحد من أهل الإسلام أن يأتي برأي جديد سواء كان فرعًا أو أصلا قاعدة أو فرعًا من قاعدة لا يمكن لأحد من هؤلاء أن يأتي بشيء يخالف فيه المسلمين لأن الله عز وجل يهدد هؤلاء المخالفين بما سمعتم )) ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا (( الآن من المعلوم في علم الحديث وعلم أصول الفقه أيضًا أن الحديث صحيح أو حسن أو ضعيف ثم هناك تقسيمات أخرى لسنا الآن في صددها فلو أن إنسانًا ما من هؤلاء الشباب المحدثين اليوم المغرورين بعلمهم والصحيح بجهلهم لو قالوا ما في عندنا إلا صحيح وضعيف ما في عندنا حديث وسط حديث حسن وبخاصة إذا ما قسمنا الحسن كالصحيح إلى حسن لذاته وحسن لغيره هذه التقسيمات يزعمون أو يريدون أن يزعموا أننا لا نعترف بها تشملهم الآية السابقة شاققوا خالفوا سبيل المؤمنين فشاققوا الله والرسول بذلك هذا من من الجهة الشرعية ، من الجهة الواقعية لا سبيل أبدًا لمخالفة هؤلاء العلماء لأن أي علم يمضي عليه قرون وقرون والعلماء يتتابعون في البحث فيه لا شك أنه يأخذ قوة ويأخذ دعمًا من المتأخر دعمًا للمتقدم فإذا ما جاء إنسان يريد أن يضرب هذه الجهود كلها هذه السنين بل هذه القرون هذا رجل
أحمق هذا رجل كأيّ لو ضربنا مثلا ماديًا لو أن رجلا أحمق وهذا لا وجود له في الماديات ما أدري ما أقول مع الأسف أو مع الفرح لا وجود لمثل هذا النوع لكن مع الأسف الشديد له وجود في المعنويات في العلوم هذه الشرعية مثل هذا الذي يأتي برأي جديد في هذه العلوم كمثل إنسان أحمق له غرام بالابتكار والإحداث فهو يريد الآن أن يبتكر طائرة لم يسبق إليها فهو لا يعرج على هذه الجهود الجبارة وقولوا ما شئتم من أمثلة هذه مسجلات مثلا وهذا الجهاز الذي يسمونه أخيرًا بالحاسوب إلى آخره لا يقيم وزنًا لجهود هؤلاء الذين توفروا على خدمة هذا المخترع أو ذاك إنما يريد أن يبتكر جهازًا يسبق كل هذه الجهود وهذه الخدمات هذا بيكون مجنون هذا بكون مجنون لكن مع الأسف أقول الماديات ما نراها مثل عند الإنسان لكن نراه مع الأسف الشديد في العلوم في المعنويات هذه أقول الواقع بعد ما عرفنا من ناحية الشرع أنه ما يجوز لمسلم أن يخالف سبيل المؤمنين في أصول الحديث أو أصول الفقه أو اللغة أو ما شابه ذلك لكن الواقع يكذبهم أيضًا لا يمكن أن نصنف الناس هذا يؤخذ بقوله وهذا لا يؤخذ بقوله هذا يؤخذ بقوله بتة وهذا لا يؤخذ بقوله بتة لا يمكن هذا التصنيف على فرض أنه بدنا نجعل علم الحديث إما صحيح فقط أو ضعيف فقط لا بد في هناك ناس مراتب ودرجات قد يكون مثلا شخص في منتهى
الضعف هذا لا يستشهد به بتعبير علماء الحديث لكن شخص آخر صالح مؤمن صادق كيس عاقل فطن الى آخره لكن بسبب انشغاله بعلم ما ضعف حفظه في علم آخر في هذا لا يطرح طرحًا إذا ما روى في علم آخر يستأنس به ويستشهد به وعلى هذا جرى علماء الحديث ولذلك أنت بارك الله فيك بتذكّر هؤلاء هل يريدون أن يأتوا بمصطلح جديد أم هم يؤمنون بالمصطلح المقرر في علم الحديث فإن أعلنوا الأمر الأول نفضنا أيدينا منهم ويقال لا ، نحن مع علم الحديث لكن الآراء الشاذة مثلما ذكرت عنهم أنه هذا أصولي وهذا شافعي وهذا أحمد الى آخره نسألهم الآن من أصول أو كما يعبرون في علم المصطلح من علوم الحديث المتابعات والشواهد وقد جاء في كلامك شيء من هذا الكلام ماذا يقولون في المتابعات والشواهد والمثال الذي نقلته عن الإمام أحمد في ابن لهيعة هو الذي حملهم في وضع هذه القاعدة والإمام الترمذي والإمام البخاري التلميذ يتبع الإمام البخاري في أنه يصف بعض الأحاديث بأنه حسن وليس يقول إنه صحيح مع أنه يقول في كثير من أحاديث أخرى صحيح أيضًا يقولون في البخاري هذا بخاري كمان رمينا به ضربنا به عرض الحائط هؤلاء يجب الحقيقة أن يعلموا وأن يبين لهم خطورة ما إليه ينحرفون وأن من خالف الجماعة ومن شذ شذ في النار وما نحتج نحن إلا بالحديث الصحيح ما من ثلاثة في بدو تحضرهم الصلاة لا يؤذن فيهم ولا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ( ) إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ( فهؤلاء معرضون خاصة في هذا الزمان للذئاب الكاشرة عن أنيابها أدعوا كما تعلمون يهاجم الإسلام من أعداء الإسلام ومن المنافقين المتظاهرين بالإسلام بأساليب مختلفة جدًا جدًا منها محاربة السنة بشتى الوسائل والطرق وقد يستخدمون بعض المسلمين الطيبين القلوب ليقوموا بالهدم الذي يبطنه هؤلاء لكن يوجهون هؤلاء الضعفاء وهؤلاء الضعفاء لا يشعرون بمكرهم.)سلسلة الهدى والنور842
ومما يبطل هذا التفريق ما قاله الشيخ :( -:(لا أعتقد أنه يوجد شيء من هذا هذا علمي لكني لا أستبعد أن يكون هناك قولٌ قديمٌ أخذ به بعض المتأخرين مرجحين له على غيره هذا ممكن وهذا في الحقيقة الذي أنا أفهمه أن القول في هذه المسألة الحديثية
كالقول في مسألة من المسائل الفقهية أي أنه كما أنه لا يجوز أن يتبنَّى الفقيه حقًا في هذا الزمان قولاً مُحدَثًالم يُسبق إليه من أحد الأئمة المتقدمين كذلك لا يجوز لمن كان عالمًا بعلم الحديث أن يتبنى رأيًا جديدًا لم يسبق إليه من أحد العلماء المتقدمين كل ما يجوز لهؤلاء وهؤلاء هو أن يرجِّّ حوا أو يتبنوا رأيًا من رأيين أو أكثر أما أن يبتدعوا فلا وعلى هذا أقول لا أعتقد أن هناك مسألة لم يقل بها أحد أو رأي لم يقل به أحد ممن سبقنا).سلسلة الهدى والنور842

-من الأسباب التي أدت إلى القول بهذا التفريق،قال الشيخ:( أقول هذا الذي ظهر بهذا الرأي في ظني إنه ليس شيخا لا لغة و لا علما و إنما هو من هؤلاء الشباب الناشئين الذين عرفوا شيئا من علم الحديث و من مصطلح علماء الحديث نظريا و لم يطبقوه عمليا) سلسلة الهدى النور 636

-إذا اختلفت الأقوال سواء عند المتقدمين أو المتأخرين فلا بد من ترجيح بينهما بالدليل ولو كان الدليل مع المتأخر،مع بيان الشيخ لفساد هذا القول أنه من جهة فيه إهدار لجهود الأئمة كابن حجر ومن جهة أخرى فيه مخالفة لسبيل المؤمنين،يقول الشيخ-رحمه الله-:(أنت تشير إليه هو لم يفهم لا مذهب المتقدمين و لا مذهب المتأخرين هو لو قدر لي اللقاء به لكنت أسأله مذهب المتقدمين حددته بآخرهم الدارقطني أما من جاء بعد الدارقطني أظن أنه إذا كان على علم و لو من هذا العلم الذي هو علم نظري و ليس بعملي فسيكون جوابه أنه قد اختلفوا طيب فحينما يختلفون فى مسألة ما و نضرب على ذلك مثلا الخلاف بين الإمامين الكبيرين البخاري من جهة و مسلم من جهة و هؤلاء طبعا فى قائمة القدامى الذين يحتج برأيهم و باجتهادهم لا إله إلا الله فالإمام البخاري كما يعلم طلاب هذا العلم لا يثبت عنه اللقاء من التلميذ للشيخ بمجرد أن يروي عنه و كان معاصرا له إلا بأن يثبت عنده لقائه إياه هذا رأي البخاري الإمام مسلم يرى أن هذا التلميذ الذي يروي عن شيخه معاصرا له و لم يعرف بالتدليس فالمعاصرة
في هذه الحالة كافية لإثبات الإتصال ما موقف هذا الرجل الذي يدعي هذه الدعوى التي أولا لم يسبق إليها و هو خالف سبيل المؤمنين و حسبه حجة عليه و ثانيا ماذا يفعل بين هذين الرأين لابد له أن يتخذ رأيا فما فائدة حينئذ هذا التقسيم المبتدع بين مذهب المتقدمين و مذهب المتأخرين مادام في المتقدمين يوجد اختلاف وجهة نظر فما الحكم الفصل في الموضوع حينذاك أليس الرجوع إلى الدليل الذي يقتنع به هذا الإنسان ظني أنه إن كان على شيء من فهم و وعي و إنصاف أيضا أنه سيقول
لابد من تحكيم الدليل في ترجيح أحد القولين على الآخر إذا الأمر كذلك أي إنه لابد من الرجوع إلى الدليل فيما اختلف فيه الناس سواء كان الإختلاف قديما أو حديثا أو كان الحديث بين القديم و بين الحديث فلابد و الحالة هذه من الرجوع إلى الدليل فإذا افترضنا أن الخطيب البغدادي الذي يعتبر من
المحدثين خالف الدارقطني الذي يعتبر من المتقدمين فهل يكفي أن نقول هذا متقدم فقوله أرجح من هذا لأنه متأخر هذا لا يوجد له وجه فى العلم إطلاقا لمجرد ... و هذا متأخر و الرسول عليه السلام يقول في الحديث الصحيح كما تعلمون جميعا ) فرب مبلّ أوعى له من سامع ( فالمبلغ بلا شك في هذا الحديث متأخر و السامع هو الصحابي المتقدم ) رب مبلغ أوعى له من سامع ( فرب رأي من مثل الخطيب يكون أرجح في النقد العلمي من رأي الدارقطني فإذا باختصار أقول لأن هذا البحث فى الحقيقة لوضوح بطلانه و لعدم إشغال الفكر مطلقا طيلة هذه الحياة التي قضيناها في خدمة هذا العلم ما فكرنا أن نحصر ذهننا يوم ما لكي نجمع الأدلة التى تبطل رأي هذا المدعي لكننا نكتفي بمثل هذا الذي قدمناه و خلاصة ذلك أنه خالف سبيل المؤمنين و أن فيه إهدارا لجهود العلماء الذين ذكرتهم عنهم كالحافظ بن حجر العسقلاني الذي بحق لقب بأمير المؤمنين في الحديث و كم ترك الأول للآخر فكيف هذا التصنيف أن متقدم يؤخذ رأيه دون نظر إلى حجته و برهانه و يقدم على قول المتأخر و لو كان الدليل
قائما على صحة رأيه لنفترض أن الدارقطنيّ علل حديثا رواه هو بإسناد فيه رجل قال بعض المتقدمين فيه مجهول فهو بناء على هذا القول و صرح بأنه مجهول صار الحديث عنده ضعيفا لكن هناك رواية عن بعض الأئمة المتقدمين في توفيق هذا الرجل المجهول أخذ به المتأخر فليكن هو الخطيب البغدادي أو من جاء بعده و من آخرهم أمير المؤمنين كما قلنا الحافظ بن حجر العسقلاني تبنى رأي من وثق هذا المجهول عند الدارقطني و بناء على ذلك صحح الحديث ماذا يكون موقف هذا الرجل المدعي لهذه الدعوى التي هي من أبطل ما يسمع في هذا الزمان) سلسلة الهدى النور 636

-مثال في رد تطبيق هذا المنهج في باب التدليس حيث يقول القوم في مثل حديث محمد بن إسحاق عن شيخه نافع أنه يقبل مطلقا إلا إذا أتت القرينة تدل على وجود الواسطة بين ابن إسحاق وشيخه حينئذ يعل الحديث،يقول الشيخ:( سنقول له الذين أثبتوا تدليس محمد بن إسحاق و هو روايته عن بعض شيوخه ما لم يسمع منه هم المتقدمون فإذا ثبتت هذه الحقيقة فكيف أنت لا تفرق بين ما يقول عن نافع لأن نافع فعلا من شيوخه كيف لا تفرق بين الرواية التي يقول فيها حدثني نافع و بين الرواية التى يقول فيها عن نافع و هو له روايات عن نافع لم يسمعها منه هل يجوز الحكم بالظن المرجوح في
الشريعة الإسلامية و من ذلك في نسبة الحديث إلى الرسول صلى الله عليه و آله و سلم الذي ستبنى عليه أحكام كثيرة و كثيرة جدا فأنا في إعتقادي أنهم كما قلت لك و أزيد على ما قلت آنفا إنهم درسوا المصطلح نظريا لكن لا حتى نظريا ما درسوه لأنه لو درسوه لوقفوا عند هذا المثال و لتبين لهم
أن إعلال الحديث برجل من عادته أن يروي عن ما لقيه ما لم يسمع منه فإذا في هذه الحالة لابد من التثبت من كونه سمع هذه الرواية عنه أو لم يسمعها و يكفي أيضا برهانا آخر أن هؤلاء يسوون بين الحرصين على عدم التدليس و بين أولئك الذين يدلسون فيسوون بين حديث هؤلاء و حديث هؤلاء و هذا خلاف ) أنزلوا الناس منازلهم ( و لو أن في هذا الحديث فيه من الضعف لكن معناه صحيح فهل يستوي الإمام الذي لا يحدث إلا بما سمع مع آخر يحدث عن من لم يسمع كالحسن البصري مثلا و كثير و الآن أذكر مثالا آخر و هذا في الواقع يجعلني أقدم عذرا لعدم جمع الأدلة لتحطيم هذا الرأي فالحسن البصري أظن يعاملونه على هذه القاعدة المنحرفة ؟
الشيخ : الحسن البصري هو يعترف في بعض رواياته أنه يروي أشياء لم يسمعها من الصحابة إنما سمعها من غيره فهذه مصرحة في ترجمة الرجل لكن أنا أريد أن أذكر مثالا حديث كنت ذكرته في السلسلة الضعيفة فى تفسير قوله تعالى )) فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما أتاهما الآية فى ظاهرها مشكلة
ضعف حديث سمرة الذي فسرت به آية الأعراف )) فلما آتاهما صالحا أنه آدم وحواء لأنها كما يعلم الجميع إن شاء الله أنها تعني الأبوين الكريمين آدم و حواء )) فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما (( يعني بادئ ذي بدأ كما يقال النفس المؤمنة المطمئنة لا تقبل نسبة أي شرك أي شرك إلى آدم و حواء آدم نبي و هي زوجه تمام الحديث أن الشرك الذي أشير إليه في هذه الآية هو أن حواء عليها السلام كانت كلما حملت أسقطت فجاء الشيطان و أوحي إليها أن سميه إيه سميه حارث الحارث فسمته الحارث فما عاد أسقطت أو عبد الحارث ليكون و إلى إيش؟
السائل : الحارث
الشيخ : الحارث وين الشرك هنا الآن أنا ذاهب عن ذهني المهم هذا الحديث مو هون الشاهد الحديث هذا موجود من رواية الحسن البصري عن سمرة فله هذه العلة و قد يكون له علة أخرى ما أذكر الآن الحسن البصري ثبت عنه بالسند الصحيح أنّه فسر الآية بخلاف حديثه فهل يعقل أن الحسن البصري الإمام الجليل يكون من الثابت عنده فى تفسير الآية ما حدث هو به عن سمرة بالعنعنة لو كان هذا الحديث هو صح عنده ه يفسر الآية بالتالي وهو و لما آتاهما صالحا جعلا له أي ذريتهما بتقدير مضاف محذوف ذرية آدم و حواء هم الذين جعلوا شركاء لما يؤتيهم الله عز و جل من فضله هذا مثال يصلح تقديمه إلى هؤلاء أو من كان منهم مريدا للحق و لم يكن مضللا بالباطل أيضا هذا ينير لهم الطريق أنه لا يجوز الأخذ برواية من ثبت تدليسه إلى إذا صرح بالتحديث هذا أيضا يضم إلى ما سبق إن شاء الله)

-خطورة هذا المنهج،يقول الشيخ:( طبعا خطورته تعطيل علم الحديث بالكلية و عدم الوصول إلى معرفة مراتب الأحاديث التي هي عندنا بالألوف المؤلفة التى لم أقل ما يقال و لا أريد أن أقول أكثر ما سأقول التي هي عندنا بألوف المؤلفة و لم يرد إلينا حكم أحد الحفاظ و لو على منهجنا من المتأخرين فضلا عن
المتقدمين فماذا يكون موقف هؤلاء و أقولها صراحة مع الأسف ماذا يكون موقف هؤلاء الجهلة بالنسبة لهذه الأحاديث الموجودة في مثل مسند الإمام أحمد و سائر المسانيد و المعاجم التي لا نجد فيها نصا بتصحيح أو تضعيف بمثل هذه الأحاديث عن أحد من أولئك المتقدمين الذين لا يقبلون حكم المتأخرين معنى هذا تجميد علم الحديث و تعطيل أحاديث الرسول عليه السلام و عدم إستمرارية هذا العلم الشريف و كما قلت أنا اليوم بالمناسبة أن الله عز وجل يعني جعل وين الخطيب اليوم شو كانت
المناسبة إن قلنا الله جعل مناسبة من أجل أن يستمر العلم علم الحديث جاءت مسألة اليوم معنا فما أستحضرها الآن . ابن حبان مثلا هو بلا شك عندهم من المتقدمين ؟...خلاصة القول إن هذا الرأي الحقيقة يعني إذا ما أسأنا الرأي بالذي ابتدع هذا القول بأنه أراد هدم الحديث فهنا أقول عدوّ عاقل خير من صديق جاهل !! ) سلسلة الهدى النور 636

- السبيل للنجاة من هذا المنهج المحدث،يقول الشيخ-رحمه الله-:(نحن نقول داما و أبدا أن أي علم لا يمكن أن يتسلق المتسلقون إليه دون الإستعانة بالذين سبقوه إليه فلابد من للمتأخر من أن يستفيد من المتقدم فقبل كل شئ يجب على طلاب هذا العلم و أي علم آخر أن يدرسوا هذا العلم دراسة نظرية قبل كل شيء و أن يدرسوه إذا تيسر لهم على عالم متمكن فيه تمكنا نظريا وعمليا ثم هم إذا درسوا هذا العلم بهذه الطريق إن تيسرت لهم أو بدراستهم الشخصية و أنا أعتقد بتجريتي الخاصة أن هذه الدراسة الشخصية صعبة جدا و تحتاج إلى أنات و إلى صبر و جلد قل ما تتوفر هذه الخصال فى صدور كثير من طلاب العلم فإن تيسرت لهم الطريقة الأولى لدراسة هذا العلم فهي طريقة المثلى أو لم تتيسر فدرسوها بأنفسهم فأنصحهم بأن لا يبدؤوا بتطبيق دراستهم النظرية تطبيقا عمليا إلا كدروس عملية يضعونها لأنفسهم و يضعونها عندهم محفوظة على الرف إلى ما بعد زمن طويل يبدو لهم برأي و اجتهادهم المستمر أولا و بشهادة بعض أهل العلم فيهم ثانيا أنهم صاروا من الذين يمكنهم أن يصدروا حكمهم تصحيحا أو تضعيفا) سلسلة الهدى النور 636

أبو البراء 17 Sep 2016 11:54 AM

جزاك الله خيرا أخي نسيم على هذا الجمع الطيب والجهد المبارك.

أبو الحسن نسيم 18 Sep 2016 08:45 AM

بارك الله فيك أخي الكريم على المرور،والدعاء الطيب والتشجيع الأخوي،الذي يزيد في النفس قوة وإقداما وإقبالا،أسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضى.

نسيم منصري 20 Sep 2016 11:22 PM

[ الحديث الحسن عند الإمام الترمذي ]
-مباحث في علم مصطلح الحديث-

- الحديث الحسن عند الإمام الترمذي -

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد :

- الحديث الحسن عند الإمام الترمذي :
هو كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون الحديث شاذاً ويروى من غير وجه نحو ذلك. (العلل الصغرى للترمذي-11)

- شروط الحسن عند الإمام الترمذي:
الحسن عند الإمام الترمذي له ثلاثة شروط :
1- أن لا يكون فيه راوٍ متهم بالكذب.
2- أن لا يكون شاذاً
3- أن يكون له طرق.

- الترمذي ليس أول من ذكر الحسن:
اطلاق لفظ الحسن على الحديث كان معروفاً من قبل الإمام الترمذي فقد وجد ذلك في كلام الأئمة
الكبار.

قال الخلال حدثنا أحمد بن أصرم أنه سأل أحمد بن حنبل عن حديث أم حبيبة في مس الذكر؟فقال:وهو حديث حسن.(النكت لابن حجر1/263)

وقال الترمذي في سننه(ح 128) حديث حمنة بنت جحش رضي الله عنها كنت أستحاض حيضة كثيرة شديدة.
سألت محمداً-يعني البخاري-عن هذا الحديث؟فقال:هو حديث حسن.اهـ

- الترمذي أول من شهر الحديث الحسن:
الإمام الترمذي هو أول من شهر الحديث الحسن وأكثر من استعماله في سننه حيث ذكره ما يقارب(300) مرة

قال الحافظ ابن الصلاح في المقدمة(22):وكتاب الترمذي أصل في معرفة الحديث الحسن وهو الذي نوه باسمه وأكثر من ذكره في جامعه.

وقال الحافظ ابن حجر في النكت(1/261):قد وجد التعبير بالحسن في كلام من هو أقدم من الشافعي كإبراهيم النخعي،ووجد في كلام علي بن المديني وأبي زرعة الرازي وأبي حاتم ويعقوب بن شيبة
وأما علي بن المديني فقد أكثر في وصف الأحاديث بالصحة والحسن في مسنده وفي علله فظاهر عبارته قصد المعنى الاصطلاحي وكأنه الإمام السابق لهذا الاصطلاح وعنه أخذ البخاري ويعقوب بن شيبة وغير واحد وعن البخاري أخذ الترمذي فبان أن استمداد الترمذي لذلك إنما هو من البخاري ولكن الترمذي أكثر منه وأشاد بذكره وأظهر الاصطلاح فيه فصار أشهر به من غيره.اهـ

وقال الحافظ السخاوي في فتح المغيث(1/129): الترمذي هو الذي أكثر من التعبير بالحسن ونوه بذكره كما قاله ابن الصلاح.اهـ

توضيح :
قال شيخ الإسلام في قاعدة جليلة(135): وأول من عرف أنه قسم الحديث ثلاثة أقسام:صحيح وحسن وضعيف هو أبو عيسى الترمذي في جامعه.اهـ
معنى قوله: أن الترمذي هو أول من أفرد الحسن بقسم مستقل من أقسام الحديث ولم يرد أن الترمذي هو أول من قاله، لأن الأئمة لم يفردوا الحسن بقسم مستقل بل كان عندهم ضمن الضعيف الذي يحتج به.
قال شيخ الإسلام في قاعدة جليلة(135):
كان في عُرف أحمد بن حنبل ومن قبله من العلماء أن الحديث ينقسم إلى نوعين: صحيح وضعيف والضعيف عندهم ينقسم إلى قسمين ضعيف متروك لا يحتج به ، وضعيف حسن يحتج به
ولهذا مثل أحمد الحديث الضعيف الذي يحتج به بحديث عمرو بن شعيب وحديث إبراهيم الهجري ونحوهما.اهـ

وقال الإمام ابن القيم في الفروسية(203): فأحمد يقدم الضعيف الذي هو حسن عنده على القياس ولا يلتفت إلى الضعيف الواهي الذي لا يقوم به حجة بل ينكر على من احتج به وذهب إليه.

كتبه
بدر بن محمد البدر


الساعة الآن 01:59 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013