منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   علو الله على خلقه (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=21496)

أحمد القلي 24 Aug 2017 02:52 PM

علو الله على خلقه
 
ثلاث مقالات مشهورات ومتعارضات , وبها افترقت الفرق وعنها تشتت مقالات الأتباع
المقولة الأولى (( ما ثم فوق الخلق شيء))
والمقولة الثانية (( ما ثم إلا الله))
والمقولة الثالثة (( ما ثم فوق الخلق إلا الله))

أما المقولة الأولى فهي للجهمية والمعتزلة ومتأخري الأشاعرة صحيحة النسبة اليهم
وقولهم (ما ثم فوق الخلق شيء) يقصدون نفي علو الله تعالى على خلقه واستوائه على عرشه وينزهون الله تعالى بزعمهم عن المكان والجهة .
فليس عندهم خارج العالم الا العدم المطلق , ولما نفوا أن يكون الله خارج العالم اضطربوا بعد ذلك في اثبات كيفية وجوده
فمنهم من نفي أن يكون داخل العالم كما أنه ليس خارجه , فلا هو داخل العالم ولا خارجه , وهذا لاثباث المباينة بين وجوده ووجود المخلوقات , وليس شيء حقيق بهذا الوصف الا العدم المطلق .
ومنهم من اضطر بعد أن نفي أن يكون خرجا عن العالم منفصلا عنه ان يقول أنه اما داخل العالم أو هو العالم نفسه
فجعلوا وجوده هو عين وجود المخلوقات وقالوا هو حال (بتشديد اللام ) في كل مخلوق وهذا عينه قول الاتحادية والحلولية
وهو القول الثاني ( ما ثم إلا الله) لأصحاب وحدة الوجود , وهو مذهب الصوفية في كل مكان وزمان
فلمانفوا أن يكون الله بائنا عن خلقه منفصلا بوجوده عن كل موجود , لم يبق عندهم الا وجود واحد يتحد فيه الخالق والمخلوق
فقالوا ما ثم الا الله , اي ما ثم وجود الا الله , ووجود الخالق هو عين وجود المحلوق وليس في الوجود حقيقة الا هو
لكن هاته العبارة قد يكون لها جانب من الصواب اذا قصد بها القائل أن ما ثم خالق الا الله ولا رب سواه ولا رازق غيره ولا أحد يحيي ويميت ويرفع ويخفض ويعز ويذل الا هو
فان كان هذا هو المقصود كان هذا هو عين التوحيد

أما المقولة الثالثة (ما ثم فوق الخلق إلا الله)فهي الوسطى بين المقولتين السابقتين المتناقضتين , ففيها اثباث لما نفاه أصحاب المقولة الأولى من أن الله ليس عال على خلقه .
فهو العلي والأعلى المستوي على العرش الذي هو أعلى وسقف المخلوقات .
وفيها نفي لما أثبته الطائفة الثانية من أنه حال في خلقه متصل متحد بكل موجود مختلط بكل مخلوق .
تعالى الله عن كل نقص وتقدس عن كل عيب
فأصحاب المقولة الوسطى والمعتدلة هم أهل الحق وأصحاب الصراط المستقيم وهم على طريقة أهل السنة والجماعة
فقد أثبتوا لله صفات الكمال ونعوت الجلال التي نفاها عنه وعطلها الجهمية أصحاب التعطيل وأهل التأويل .
ونفوا عنه صفات النقص التي أثبتها له الحلولية والاتحادية والمشبهة والصوفية
فهم بحق أتباع السلف و أحق من انتسب الى الفرقة الناجية .

أبو عمر محمد 25 Aug 2017 11:45 AM

جزاك الله خيرا

أستسمحك في تنبيه لطيف عند قولك :


اقتباس:

لكن هاته العبارة قد يكون لها جانب من الصواب اذا قصد بها القائل أن ما ثم خالق الا الله ولا رب سواه ولا رازق غيره ولا أحد يحيي ويميت ويرفع ويخفض ويعز ويذل الا هو

فان كان هذا هو المقصود كان هذا هو عين التوحيد
إن كان القصد كما ذكرت فإنَّ غاية ما فيها إثبات توحيد الربوبيّة و لا يلزمُ - عند مثبته - أن يكون أصاب عين التوحيد! كما قال تعالى :" و ما يومن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون " و الله أعلم

أحمد القلي 25 Aug 2017 02:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر محمد (المشاركة 80496)
جزاك الله خيرا

أستسمحك في تنبيه لطيف عند قولك :



إن كان القصد كما ذكرت فإنَّ غاية ما فيها إثبات توحيد الربوبيّة و لا يلزمُ - عند مثبته - أن يكون أصاب عين التوحيد! كما قال تعالى :" و ما يومن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون " و الله أعلم

بارك الله فيك و أيدك الله بتوفيقه وزادك من فضله , نعم ليس بلازم من توحيد الربوبية تحقيق توحيد العبادة , لكن المعنى المحمود و المقصود في هاته العبارة (ما ثم الا الله ) يمكن أن يشمل جميع أنواع التوحيد والاخلاص , ذلك لأن فيها استثناء مفرغ من جميع الأحوال , فنفى أن يكون ثمة شيء يقصده ويتوجه اليه و بلجأ اليه الا
(الله ) فهذا الاثبات بعد النفي المطلق والمقترن بالاسم الأعظم (الله ) الجامع لصفات الألوهية يدل على الاخلاص في الطلب و اتحاد الوجهة وتوحد المطلوب

أما الآية , فعند عامة المفسرين محمولة على المشركين الذين يقرون بأن الله تعالى خالقهم ورازقهم ومحييهم ومميتهم ومع ذلك كله فهم يعبدون آلهة غيره

والمعنى السابق قد أشار اليه شيخ الاسلام بل من عنده لخصته واستخلصته حين قال في الفتاوى (2--488))

(قَوْلُ الْقَائِلِ مَا ثَمَّ إلَّا اللَّهُ: لَفْظٌ مُجْمَلٌ يَحْتَمِلُ مَعْنًى صَحِيحًا وَمَعْنًى بَاطِلًا فَإِنْ أَرَادَ مَا ثَمَّ خَالِقٌ إلَّا اللَّهُ وَلَا رَبٌّ إلَّا اللَّهُ وَلَا يُجِيبُ الْمُضْطَرِّينَ وَيَرْزُقُ الْعِبَادَ إلَّا اللَّهُ فَهُوَ الَّذِي يُعْطِي وَيَمْنَعُ وَيَخْفِضُ وَيَرْفَعُ وَيُعِزُّ وَيُذِلُّ وَهُوَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يُسْتَعَانَ بِهِ وَيُتَوَكَّلُ عَلَيْهِ وَيُسْتَعَاذُ بِهِ وَيَلْتَجِئُ الْعِبَادُ إلَيْهِ؛ فَإِنَّهُ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَى وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْهُ الْجَدُّ كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي فَاتِحَةِ الْكِتَابِ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وَقَالَ تَعَالَى: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} وَقَالَ: {قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} . فَهَذِهِ الْمَعَانِي كُلُّهَا صَحِيحَةٌ وَهِيَ مِنْ صَرِيحِ التَّوْحِيدِ وَبِهَا جَاءَ الْقُرْآنُ..))


أبو عمر محمد 25 Aug 2017 03:04 PM

أحسن الله إليك
كلام شيخ الإسلام جمع أنواع التوحيد كلَّها لذلك ساغ وصفه بصريح التوحيد
و كأنّي بك قد اختصرت كلامه فأنقصت منه ما ينبغي ضمّه إليه كي يستقيم المعنى و يتمَّ
و بارك الله فيك فقد أفدتنا كثيرا

أحمد القلي 25 Aug 2017 06:32 PM

وفيك بارك الله وزادك احسانا وتوفيقا ,وعلى كل حال فالأحسن تفادي هاته العبارة المجملة التي تحتمل حقا وباطلا , وقد يكثر من اطلاقها أهل البدع من المتصوفة فيغتر بها الذي يسمعها فيحملها محملا حسنا وقائلها انما قصد بها الحلول والاتحاد , وأن الله تعالى في كل مكان وأن كل فعل يصدر من المخلوقات هو فعله
و أحسن منها وأكمل وافضل أن يقول (لا اله الا الله )


الساعة الآن 04:28 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013