منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   القول المفيد في أدلة التوحيد (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=365)

ابوعبدالله الجزائري 26 Jan 2008 10:38 PM

ادلة التوحيد

قال الله تعالى:(( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ
وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ))سورة الاخلاص.

وقال تعالى:((... واذا ذكرت ربك في القران وحده ولوا على ادبارهم نفورا))الاسراء:46.

وقال تعالى:(( واذا ذكر الله وحده اشمازت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة واذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون))الزمر:45.

وقال تعالى:(( ذلكم بانه اذا دعي الله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير))غافر:12.

الشاهد من الآيات:أحد،ووحده.

_وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صالى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن قال له :(انك تقدم على قوم من اهل الكتاب،فليكن اول ما تدعوهم الى ان يوحدوا الله تعالى )
اخرجه البخاري في التوحيد رقم:6937واللفظ له،ومسلم في اليمان الرقم الخاص :30و31.
_ورواه مسلم رقم:19عن معاذ بن جبل.

_وعن طارق لابن أشيم _رضي الله عنه_قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(من وحد الله وكفر بما يعبد من دونه،حرم ماله ودمه،وحسابه على الله عز وجل ).اخرجه مسلم في الايمان رقم 23،واحمد3/482.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بني الإسلام على خمس على أن يوحد الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان والحج)اخرجه البخاري رقم :8،ومسلم رقم :16 واللفظ له.

_ وعن عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما أن العاص بن وائل نذر في الجاهلية أن ينحر مائة بدنة , وأن هشام ابن العاص نحر حصته خمسين بدنة , وأن عمراً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ? فقال:( أما أبوك فلو كان أقر بالتوحيد , فصمت وتصدقت عنه نفعه ذلك) رواه الامام احمد 2/182 وصححه الالباني في السلسلة الصحيحة رقم:484.
قلت :بل هو حسن.

قلت :في هذه الادلة رد على الجهال الذين ينكرون التوحيد.

ابوعبدالله الجزائري 27 Jan 2008 09:06 PM

أقسام التوحيد اربعة

اعلم اخي المسلم_ثبتني الله واياك على الحق_ان التحيد ينقسم الى اربعة اقسام،وهي :

1_توحيد الربوبية.

2_توحيد الالوهية.

3_توحيد الاسماء والصفات.

4_توحيد المتابعة.

وهذه الاقسام الاربعة كلها موجودة في سورة الفاتحة.

فقوله سبحانه وتعالى :(( بسم الله الرحمن الرحيم(1) ))الفاتحة :1.

فيها توحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات.

وقوله((الحمد لله رب العالمين (2)))الفاتحة :2.

فيها توحيد الالوهية وتوحيد الربوبية و توحيد الاسماء والصفات .

وقوله :((الرحمن الرحيم(3) مالك يوم الدين(4)))الفاتحة :3و4.

فيهما ايضا توحيد الاسماء والصفات وتوحيد الربوبية.

وقوله:(( اياك نعبد واياك نستعين(5)))الفاتحة :5.

فيها توحيد الالوهية.

وقوله:(( اهدنا الصراط المستقيم(6) صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين(7)))الفاتحة :6و7.

فيها توحيد الالوهية وتوحيد المتابعة.

راجع: شرح العقيدة الطحاويةص:89،والجامع الفريدص:276.

أبو تميم يوسف الخميسي 27 Jan 2008 09:13 PM

ما شاء الله وفقكم الله
واصل بارك الله فيك

ابوعبدالله الجزائري 30 Jan 2008 09:57 PM

الاول توحيد الربوبية

توحيد الربوبية هو :افراد الله في افعاله.

ومعناه ان الله هو المتفرد بالخلق والامر والملك والتدبير والموجد لهذه الكائنات من العدم الى الوجود بدون شريك ولا معين.

فهو الخالق وهو الآمر وهو المالك وهو المدبر وحده لا شريك له.

قال الله تعالى :((الحمد لله رب العالمين))في ستة مواضع في القرآن وهي كما يلي:
1_الفاتحة :2.

2_الانعام:45.

3_يونس:10.

4_الصافات :182.

5_الزمر :75.

6_غافر :65.

وقال تعالى :(( ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين ))الاعراف:54.

وقال تعالى :((ملك يوم الدين))الفاتحة :4.

وقال تعالى :((قل اعوذ برب الناس (1)ملك الناس))الناس :1و2.

وقال تعالى :(( يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون ))السجدة :5.

وقال تعالى :((...ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل افلا تتقون))يونس:31.

وقال تعالى:((تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير(1)))الملك:1.

وقال تعالى :(( قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون(88) سيقولون لله قل فانى تسحرون (89)))المؤمنون :88و89.

_قلت :ولم ينكر هذاالقسم احد الا فرعون والنمرود والدهرية قديما والشيوعية حديثا،والمنكر له يعتبر كافرا ملحدا.

ابوعبدالله الجزائري 31 Jan 2008 08:54 PM

الثاني : توحيد الألوهية

توحيد الألوهية: هو افراد الله في افعال العباد.

ومعناه صرف جميع انواع العبادات: من ذبح ونذر ودعاء وتوكل وخوف ورجاء وانابة ورغبة ورهبة وخشية وغير ذلك من انواع العبادات لله وحده لا شريك له.

قال الله تعالى :((واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا )النساء:36.

وقال تعالى :((وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه...))الاسراء :23.

وقال تعالى :((وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون (56)))الذاريات :56.

_اي ليوحدوني وآمرهم وأنهاهم.

_قلت : والذين أنكروا هذا القسم هم المشركون قديما والقبوريون حديثا.

ابوعبدالله الجزائري 02 Feb 2008 10:21 PM

الثالث :توحيد الاسماء والصفات

توحيد الاسماء والصفات : هو افراد الله بما سمى به نفسه او سماه رسوله صلى الله عليه وسلم،او وصف به نفسه او وصفه رسوله صلى الله عليه وسلم،من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل.

كما قال تعالى :((... ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) الشورى :11.

وقال تعالى :(( ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون(5)))الاعراف :180.

وانما نثبت له كل اسم وصفة وردا في الكتاب او السنة الثابتة على الوجه الذي يليق بجلال ربنا ،فنؤمن بانه يسمع ويبصر ويتكلم متى شاء ،وبما شاء وانه مستو على عرشه استواء يليق به كما قال تعالى :((الرحمن على العرش استوى (5))) طه :5.

قاعدة : اسماء الله وصفاته توقيفية

لا نسمي ربنا الا بما سمى به نفسه او سماه رسوله صلى الله عليه وسلم ،ولا نصفه الا بما وصف به نفسه او وصفه رسوله صلى الله عليه وسلم.

فائدة :اسماء الله وصفاته تنقسم الى قسمين :

1_مالا يطلق الا على الله وحده :مثل الله ،الرحمن، الرب بالالف واللام في الرب .

2_ما يجوز اطلاقه على غير الله مثل :رحيم ،ملك ،عزيز ،كريم .

فائدة اخرى :

انكر المشركون بعض اسماء الله مثل الرحمن كما قال تعالى :((وهم بذكر الرحمن هم كافرون)) الانبياء 36.

وقال تعالى :((وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه متاب...))الرعد :30.

واما الجهمية والمعتزلة والا شعرية والماتريدية والاباضية فقد غيروا وحرفوا في اسماء الله وصفاته ،كل فرقة بحسبها .

قال الله تعالى :(( ان ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ))السجدة 25.

ابوعبدالله الجزائري 11 Feb 2008 02:14 PM

الرابع : توحيد المتابعة
توحيد المتابعة :هو ان نفرد رسول الله صلى الله عليه و وعلى آله سلم في الاتباع،فلا نتبع الا اياه اتباعا صادقا.

قال الله تاعالى((قل ان كنتم تحبون الله فالتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم(31)قل اطيعوا الله والرسول فان تولوا فان الله لا يحب الكافرين)) آل عمران :31و32.

وقال تعالى :
وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ{7})) الحشر :7.

وقال تعالى :

وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً{115})) )) النساء :115.

وهذا هو معنى :(شهادة ان محمدا رسول الله ).

- قال شارح العقيدة الطحاويةص 200بتحقيق الشيخ الالباني رحمه الله :

(فالواجب كمال التسليم للرسول صلى الله عليه و سلم والانقياد لأمره وتلقي خبره بالقبول والتصديق دون أن نعارضه بخيال باطل نسميه معقولا أو نحمله شبهة أو شكا أو نقدم عليه آراء الرجال وزبالة أذهانهم فنوحده صلى الله عليه و سلم بالتحكيم والتسليم والانقياد والإذعان كما نوحد المرسل سبحانه وتعالى بالعبادة والخضوع والذل والإنابة والتوكل
فهما توحيدان، لا نجاة للعبد من عذاب الله الا بهما: توحيد المرسل، وتوحيد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم
فلا نحاكم الى غيره ، ولا نرضى بحكم غيره ، ولا نوقف تنفيذ أمره وتصديق خبره على عرضه على قول شيخه وإمامه وذوي مذهبه وطائفته ومن يعظمه ، فإن أذنوا له نفذه وقبل خبره ، وإلا فإن طلب السلامة فوضه إليهم وأعرض عن أمره وخبره ، وإلا حرفه عن مواضعه ، وسمى تحريفه تأويلاً وحملاً ، فقال : نؤوله ونحمله . فلأن يلقى العبد ربه بكل ذنب - ما خلا الإشراك بالله - خير له من أن يلقاه بهذه الحال . بل إذا بلغه الحديث الصحيح يعد نفسه كأنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهل يسوغ أن يؤخر قبوله والعمل به حتى يعرضه على رأي فلان وكلامه ومذهبه ؟ ! بل كان الفرض المبادرة إلى امتثاله ، من غير التفات إلى سواه ، ولا يستشكل قوله لمخالفته رأي فلان ، بل يستشكل الآراء لقوله ، ولا يعارض نصه بقياس ، بل نهدر الأقيسة ، ونتلقى نصوصه ، ولا نحرف كلامه عن حقيقته ، لخيال يسميه أصحابه معقولا، نعم هو مجهول ، وعن الصواب معزول ! ولا يوفق قبول قوله على موافقة فلان دون فلان ، كائناً من كان( اه

_قلت: لقد ازعج هذا النوع من اقسام التوحيد وهو توحيد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم،ازعج المبتدعة والمتحزبة بجميع اشكالهم وانواعهم، ولم يفرح به الا اهل الحق وهم اهل السنة والجماعة ،وهم حزب الله المفلحون ان شاء الله،اما المبتدعة والمتحزبة على الباطل فقد اقلقهم وازعجهم ايما ازعاج ذلك لنه يفقدهم التبعية والتحكم في رقاب الناس وممتلكاتهم ،ويجعل الناس لا يتبعون الا رسول الله صلى الله عليه وسلم،واما غير رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يتبع لا فيما يوفق الكتاب والسنة،فلا طاعة مطلقة بدون أي شرط ولا قيد الا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم،واما غير ذلك فهي طاعة مقيدة في حدود الكتاب والسنة.

-وقد قرض على كتاب القول المفيد سبعة من العلماء ،وكلهم مقرون بتوحيد المتابعة ولم ينكره احد منهم، بل منهم من اكد عليه في تقريضه ،وهو الشيخ احمد بن احمد سلامة رحمه الله تعالى ،ولما رايت اعتراض الحزبيين على توحيد المتابعة:
0سألت عنه الشيخ /مقبل بن هادي الوادعي حفظه الله تعالى فاكد من شانه وقال :اثبت ولا تبال بهم .
0ثم سالت عنه الشيخ/ محمد ناصر الدين الالباني يرحمه الله تعالى حين التقيت به فاكد من شانه وقال انه ممن يدعو اليه.
0وقد اخبرني من كان مجالسا للشيخ /عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله بان كتاب القول المفيد قرىء على سماحة الشيخ فاعجب به وامر بطبعه.
0ولما الف الشيخ /ابراهيم بن ابراهيم قريبي كتابه((اللباب في شرح العقيدة على ضوء السنة والكتاب)) نص عليه واعتبره قسما رابعا للتوحيد كما في صفحة 19و30.
0ولاخ فاضل/مؤلف خاص بعنوان ((الدفاع عن توحيد المتابعة)).
0وقد نص عليه الدكتور/شمس الدين السلفي الافغاني مؤسس الجامعة الاثرية ببيشاور في رسالته الدكتوراه العالمية ((جهود علماء الحنفية في ابطال عقائد القبورية))(1/104-106)مقدمة للجامعة الاسلامية بالمدينة النبوية. نوقشت هذه الرسالة ليلة الثلاثاء20/12/1414.
0 واجاب الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى عن سؤال يتعلق باقسام التوحيد وانواعه فقال :
(
هذا مأخوذ من الاستقراء؛ لأن العلماء لما استقرءوا ما جاءت به النصوص من كتاب الله وسنة رسوله ظهر لهم هذا، وزاد بعضهم نوعا رابعا هو توحيد المتابعة، وهذا كله بالاستقراء.
فلا شك أن من تدبر القرآن الكريم وجد فيه آيات تأمر بإخلاص العبادة لله وحده، وهذا هو توحيد الألوهية، ووجد آيات تدل على أن الله هو الخلاق وأنه الرزاق وأنه مدبر الأمور، وهذا هو توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون ولم يدخلهم في الإسلام، كما يجد آيات أخرى تدل على أن له الأسماء الحسنى والصفات العلى، وأنه لا شبيه له ولا كفو له، وهذا هو توحيد الأسماء والصفات الذي أنكره المبتدعة من الجهمية والمعتزلة والمشبهة، ومن سلك سبيلهم. ويجد آيات تدل على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ورفض ما خالف شرعه، وهذا هو توحيد المتابعة، فهذا التقسيم قد علم بالاستقراء وتتبع الآيات ودراسة السنة، ومن ذلك قول الله سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[1]، وقوله عز وجل: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[2]، وقوله عز وجل: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ[3]، وقوله سبحانه: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ[4]، وقوله سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ[5]، وقوله سبحانه: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ[6]، وقوله سبحانه: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ[7]، وقال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[8]، وقال عز وجل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ[9]، وقال سبحانه: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ[10]، وقال سبحانه: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ[11]، والآيات فيما ذكر من التقسيم كثيرة.

ومن الأحاديث: قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ رضي الله عنه المتفق على صحته: ((حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار)) رواه البخاري في صحيحه، وقوله صلى الله عليه وسلم لجبريل لما سأله عن الإسلام قال: ((أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة)) الحديث، متفق عليه، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصا الله)) متفق على صحته، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى)) قيل: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: ((من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)) رواه البخاري في صحيحه.
والأحاديث في هذا الباب كثيرة.)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (الإله هو المعبود المطاع فإن الإله هو المألوه، والمألوه هو الذي يستحق أن يعبد، وكونه يستحق أن يعبد هو بما اتصف به من الصفات التي تستلزم أن يكون هو المحبوب غاية الحب، المخضوع له غاية الخضوع). وقال: (فإن الإله هو المحبوب المعبود الذي تألهه القلوب بحبها وتخضع له وتذل له وتخافه وترجوه وتنيب إليه في شدائدها وتدعوه في مهماتها وتتوكل عليه في مصالحها وتلجأ إليه وتطمئن بذكره وتسكن إلى حبه، وليس ذلك إلا لله وحده، ولهذا كانت لا إله إلا الله أصدق الكلام، وكان أهلها أهل الله وحزبه، والمنكرون لها أعداءه وأهل غضبه ونقمته، فإذا صحت صح بها كل مسألة وحال وذوق، وإذا لم يصححها العبد فالفساد لازم له في علومه وأعماله)[12].

ونسأل الله أن يوفق المسلمين جميعا من حكام ومحكومين للفقه في دينه والثبات عليه والنصح لله ولعباده، والحذر مما يخالف ذلك، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.)مجموع الفتاوى(1/84-87)جمع الطيار واحمد بن عبد العزيز بن باز.

وقال ايضا عن اقسام التوحيد:

( وبما ذكرنا من كتاب الله عز وجل، ومن كلام رسوله محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، ومن واقع العالم يتضح أن التوحيد أقسام وقد عرف ذلك أهل العلم بالاستقراء لكتاب الله، وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.

فهو أقسام ثلاثة: توحيد الربوبية، وهو الإيمان بأن الله عز وجل واحد في أفعاله، وخلقه وتدبيره لعباده، وأنه المتصرف في عباده كما شاء سبحانه وتعالى، بعلمه وقدرته جل وعلا.
والثاني: توحيد الأسماء والصفات، وأنه سبحانه وتعالى موصوف بالأسماء الحسنى والصفات العلى، وأنه كامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله جل وعلا، وأنه لا شبيه له ولا نظير له، ولا ند له عز وجل.
الثالث: توحيد العبادة وأنه يستحق سبحانه وتعالى أن يعبد وحده لا شريك له، دون ما سواه جل وعلا. وإن شئت قلت توحيد الله سبحانه وتعالى: هو الإيمان بأنه رب الجميع وخالق الجميع، ورازق الجميع، وأنه لا شريك له في جميع أفعاله سبحانه وتعالى، لا شريك له في خلقه ورزقه للعباد، لا شريك له في تدبير الأمور، وهو المالك لكل شيء جل وعلا، كما قال سبحانه وتعالى: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[64] فهو المالك لكل شيء، والمتصرف في كل شيء جل وعلا، له الأمر كله، وله الخلق كله، كما قال تعالى: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ[65] وهو الموصوف بصفات الكمال، والمسمى بالأسماء الحسنى، فلا شبيه له من خلقه في شيء، بل هو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، وهو المستحق أن يعبد ويخص بالعبادة من الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والصلاة والصوم والذبح والنذر وغير ذلك.
هذا كله داخل في مسمى التوحيد، توحيد الله سبحانه وتعالى توحيد الأنبياء والمرسلين. وهو التوحيد الذي جاء به خاتمهم وسيدهم وإمامهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.
ويمكن أن نأتي بعبارة أخرى فنقول: توحيد الله الذي جاءت به الرسل جميعهم ينقسم إلى قسمين - توحيد في المعرفة والإثبات: فمعناه الإيمان بأسماء الله وصفاته وذاته جل وعلا، وخلقه للعباد ورزقه لهم، وتدبيره لشئونهم سبحانه وتعالى. هذا هو التوحيد في المعرفة والإثبات: أن تؤمن وتصدق بأن الله سبحانه واحد في ربوبيته، واحد في أسمائه وصفاته وتدبيره لعباده، وهو الخالق لهم والرازق لهم والموصوف بصفات الكمال المنزه عن النقص والعيب لا شريك له في ذلك، ولا شبيه له، ولا ند له جل وعلا.
والقسم الثاني توحيد القصد والطلب: وهو إفراد الله سبحانه في قصدك وطلبك وصلاتك وصومك، وسائر عباداتك، لا تقصد بها إلا وجهه جل وعلا، وهكذا صدقاتك، وسائر أعمالك التي تتقرب بها، لا تقصد بها إلا وجهه جل وعلا، فلا تدعو إلا إياه، ولا تنذر إلا له، ولا تتقرب بأنواع القربات إلا له سبحانه، ولا تطلب شفاء المرضى والنصر على الأعداء إلا منه عز وجل، توحده في كل ذلك.
فهذه أنواع التوحيد لك أن تعبر عنها بنوعين، ولك أن تعبر عنها بثلاثة أنواع، ولك أن تعبر عنها بنوع واحد كما تقدم فيما ذكرنا آنفا. ولا مشاحة في الاصطلاح والتعبير، وإنما المقصود أن نعرف ما هو التوحيد الذي بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب، ووقعت فيه الخصومة بين الرسل وأممهم، وهو توحيد العبادة.) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز –رحمه الله-جمع محمد بن سعد الشويعر(2/68-71).

ابوعبدالله الجزائري 12 Feb 2008 02:01 PM

القرآن كله توحيد

_قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
(...كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد شاهدة به داعية إليه فإن القرآن
إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله فهو التوحيد العلمي الخبري

وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له وخلع كل ما يعبد من دونه فهو التوحيد الإرادي الطلبي.

وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته في نهيه وأمره فهي حقوق التوحيد ومكملاته.

وإما خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة فهو جزاء توحيده.

وإما خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم في العقبى من العذاب فهو خبر عمن خرج عن حكم التوحيد .

فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم).

كما في فتح المجيد ص:17_18وهو منقول من مدارج السالكين 3/468_469.وانظر شرحالعقيدة الطحاوية ص:89.

ابوعبدالله الجزائري 16 Feb 2008 09:40 PM

أقسام الشرك كثيرة ذكرت منها (15)نوعا وهي :
1-شرك الربوبية:
وذلك كأن يعتقدشخص ان غير الله يخلق او يرزق او يحيي او يميت ،الى غير ذلك من صفات الربوبية.

2-شرك الالوهية :
وذلك كأن يصرف شخص نوعا من انواع العبادات لغير الله كائنا من كان،كالذبح والنذر والدعاء والحلف وغير ذلك.

3-شرك في الأسماء والصفات :
وذلك كأن يصف شخص بعض خلق الله ببعض الصفات الخاصة بالله تعالى :كعلم الغيب مثلا،الى غير ذلك من صفات ربنا سبحانه الخاصة به.

4-شرك أكبر :وهو ان يعتقد انسان ان غير الله يخلق او يرزق او يحيي او يميت او يعلم الغيب او يتصرف في الكون او ان يصرف انسان نوعا من انواع العبادة لغير الله كالركوع والسجود والذبح والنذر والدعاء الى غير ذلك وهو مخرج من الملة.

5-شرك أصغر :
وهوكثير مثل الحلف بغير الله من غير تعظيم ،وقول ماشاء الله وفلان،ومنه الرياء والسمعة وهو غير مخرج من الملة ولكن تجب التوبة منه ،وهو من اكبر الكبائر بعد الشرك بالله.
-عن جندب بن عبد الله بن سفيان رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((من سمع ،سمع الله به ،ومن يرائي يرائي به الله)) رواه البخاري رقم :6134 ومسلم رقم:2987.

تنبيه :الرياء يكون من الشرك الأكبر اذا لم يعمل العبد العمل الا من اجل الناس،ويكون من الشرك الاصغر اذا عمل العمل لله ولكن طرأ عليه الرياء.
راجع فتاوى اللجنة الدائمة المجلد الاول.

6-شرك خفي :
وهو ان يعمل الرجل لمكان الرجل ،وهو الرياء ايضا ،وهو كما علمت غير مخرج من الملة ولكن تجب التوبة منه.
-عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((الشرك الخفي ان يعمل الرجل لمكان الرجل ))رواه ابن ماجه:4204 وابن صاعد وابن عدي والحاكم وحسنه الالباني في صحيح الجامع :3729.

-والشرك الخفي قد يكون اكبر وقد يكون اصغر بحسب نوع الشرك الذي وقع فيه الانسان .انظر مجموع فتاوى الشيخ بن باز 1/46-47 جمع الشويعر.
وان شئت فقل :

7-شرك اعتقادي :
وهو الشرك الاكبر المخرج من الملة والعياذ بالله ،وهو ان يعتقد انسان ان غير الله يخلق او يرزق او يحيي او يميت او يعلم الغيب او يتصرف في الكون او ان يصرف انسان نوعا من انواع العبادة لغير الله كالركوع والسجود والذبح والنذر والدعاء الى غير ذلك.

8-شرك عملي :
وهو كل عمل حكم عليه الشرع الاسلامي بالشرك كالذبح لغير الله والنذر لغير الله وغير ذلك وهو اكبر واصغر بحسب نوعه فالذبح لغير الله شرك اكبر وتعليق الحروز ان اعتقد فيها الضر والنفع من دون الله فهو اكبر وان اعتقدها سببا فهو اصغر،انظر كتاب التوحيد للفوزان ص:12.

شرك لفظي :
وهو كل لفظ حكم عليه الشرع الاسلامي بالشرك كالحلف بغير اللهوكقول بعض الناس :ما لي الا الله وانت،وتوكلت على الله ةعليك،ولولا فلان لكان كذا وكذا الى غير ذلك من الالفاض الشركية.والشرك اللفضي قد يكون اكبر وقد يكون اصغر بحسب نوعه.

10-شرك التشريع والحاكمية :
وهو ان ينبذ الانسان الكتاب والسنة او بعض احكامهما وياخذ بآراء الرجال وقوانين البشر.

قال الله تعالى((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ...))الشورى :21.

وقال تعالى :(( اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ{31}))التوبة :31.

وقال يوسف عليه السلام :(( إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ{40}))يوسف :40.

وقال تعالى :(( وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً)) الكهف :26.

وقال تعالى :(( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ{50})) المائدة :50.

وقال تعالى :(( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً{60}))النساء :60.

انظر(وجوب الحكم بما انزل الله...)ص:158 من هذا الكتاب.

11-شرك المحبة:
وهو ان يحب الانسان غير الله كحبه لله اوأشد
قال الله تعالى :(( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ...))البقرة :165.
وانظر اقسام المحبة ص:114.

12-شرك الخوف والخشية :
وسيأتي الكلام عليه في أقسام الخوف ان شاء الله ،فراجعه ص:110.
13- شرك القصد والارادة :
وهو ان يريد الانسان بعمله غير الله ويقصد به غير وجه الله،فهذا شرك القصد والارادة .
قال الله تعالى :((فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا))الكهف :110.
وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((قال الله تعالى :انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه))رواه مسلم رقم :2985.

14- شرك الطاعة :
وهو ان يطيع العبد شخصا في تحليل حرام او تحريم حلال.
قال الله تعالى :(( اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ...)) التوبة :31.

15- شرك الدعوة :
قال تعالى :(( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ{14})) الرعد :14.

وقال تعالى :(( َلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ{62})) الحج :62.

فائدة :قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين :1/347 بتحقيق الفقي :

(والشرك انواع كثيرة لا يحصيها الا الله .واو ذهبنا نذكر أنواعه لا تسع الكلام أعظم اتساع،ولعل الله ان يساعد بوضع كتاب فيه ،وفي أقسامه، وأسبابه، ومبادئه،ومضرته،وما يندفع به).
وراجع كتاب جهود علماء الحنفية في ابطال عقائد القبورية 1/395-396.

ابوعبدالله الجزائري 19 Feb 2008 01:40 PM

ملخص الشرك

ينقسم الشرك الى قسمين أكبر وأصغر:
فالأكبر مخرج من الملة ،والاصغر غير مخرج من الملة ولكنه اكبر من الكبائر.
فمن الشرك الاكبر:الذبح لغير الله والنذر لغير الله ودعاء غير الله والسجود لغير الله الى غير ذلك.

ومن الشرك الاصغر : الرياء والسمعة والحلف بغير الله من غير تعظيم
وقول :مالي الا الله وانت،وواثق في الله وفيك الى غير ذلك.
تنبيه :الرياء يكون من الشرك الاكبر اذا لم يعمل العبد العمل الا من اجل الناس ،ويكون من الشرك الأصغر اذا عمل العمل لله ولكن طرأعليه الرياء.
راجع فتاوى اللجنة الدائمة المجلد الاول.

ملخص الكفر
1-أكبر.
2-أصغر.
وان شئت فقل :
1-مخرج من الملة .
2- غير مخرج من الملة.
فأما الكفر الأكبر وهو مخرج من الملة ،فأقسام هي :
1-كفر تكذيب.
2- كفر الالحاد.
3-كفر الجحود.
4-كفر الشرك.
5-كفر الانكار
6-كفرالشك.
7-كفر الاستهزاء والسخرية .
8-كفر الاعراض.
9- كفر الاباء والاستكبار .
10-كفر النفاق .
11-كفر العناد .
12- كفر الزندقة .انظر شرح الطحاوية ص342.
13- كفر الموالات لاعداء الله.
14- كفر الردة.
15- كفر المنجمين والسحرة .انظر مدارج السالكين 1/337.
16-كفر من يصدق المنجمين والكهان .انظر فتاوى اللجنة الدائمة 1/412 طبع ادارة البحوث.
_وأما الكفر الأصغر وهو غير مخرج من الملة فأقسام منها :
1-كفر النعمة.
2-كفر الأخوة.
3-كفر العشرة.
4-كفر الطعن في الأنساب.
5-كفر النياحة على الميت.
6-كفر الرغبة عن الأب.

ابوعبدالله الجزائري 21 Feb 2008 03:17 PM

الكفار قسمان :
1-كفار اصليون.
2-كفار مرتدون.

تقسيم آخر للكفار:
1-كفار دعاة الى الكفر.
2-كفار مقلدون.

فائدة: قال العلامة ابن القيم رحمه الله :
(فأما الكفر فنوعان :كفر اكبر وكفر اصغر..
فالكفر الاكبر :هو الموجب للخلود في النار.
والأصغر:موجب لاستحقاق الوعيد دون الخلود) انظر مدار السالكين :1/364.

خطر الاستهزاء بالكتاب والسنة او من دعا اليهما وخطر مخالفتهما

_قال ربنا عز شأنه:((...لْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{63}))النور :63.

-وقال تعالى :((وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ{65} لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ{66})) التوبة :56و66.

-وقال الله تعالى :((إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ{29} وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ{30} وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ{31} وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ{32} وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ{33} فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ{34} عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ{35} هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ{36}. المطففين 29-36.

-وقال الله تعالى :(( حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ{99} لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{100} فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ{101} فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{102} وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ{103} تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ{104} أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ{105} قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ{106} رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ{107} قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ{108} إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ{109} فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ{110} إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ{111})) المؤمنون :99-111.

-وقال سبحانه وتعالى :(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ{24})) الانفال :24.

-وقال تعالى :(( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ{95}))الحجر:90.

الأحاديث :
1-عن أبي حميدالساعدي قال:
غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك، فلما جاء وادي القرى، إذا امرأة في حديقة لها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (اخرصوا). وخرص رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أوسق، فقال لها: (أحصي ما يخرج منها). فلما أتينا تبوك قال: (أما، إنها ستهب الليلة ريح شديدة، فلا يقومن أحد، ومن كان معه بعير قليعلقه). فعلقناها، وهبت ريح شديدة، فقام رجل، فألقته بجبل طي...))رواه البخاري 1411،ومسلم :1392.

3-عن سلمة بن الأكوع ولفظه: ((أن رجلاً أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال: ((كل بيمينك)) فقال: لا أستطيع قال: ((لا استطعت، ما منعه إلا الكبر)) قال فما رفعها إلى فيه)) مسلم (2021).

4-عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال :جعل النبي صلى الله عليه وسلم على الرجالة يوم احد –وكانوا خمسين رجلا- عبد الله بن جبير فقال :(( ‏إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم ووطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم‏))فهزموهم ،قال :فانا والله رأيت النساء يشتددن قد بدت خلاخلهن وأسوقهن، رافعات ثيابهن، فقال أصحاب عبد الله بن جبير : الغنيمة، أي قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم، فما تنتظرون، فقال عبد الله بن جبير : أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة، فلما أتوهم صرفت وجوههم، فأقبلوا منهزمين، فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم، فلم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم غير اثني عشر رجلاً، فأصابوا منا سبعين وكان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه أصاب من المشركين يوم بدر اربعين ومائة ،سبعين اسيرا وسبعين قتيلا.فقال ابو سفيان :أفي القوم محمد؟ثلاث مرات،فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يجيبوه،ثم قال :أفي القوم ابن ابي قحافة؟ثلاثة مرات،ثم قال أفي القوم ابن الخطاب؟ثلاث مرات،ثم رجع الى اصحابه فقال :أما هؤلاء فقد قتلوا،فما ملك عمر نفسه ،فقال :كذبت والله يا عدو الله،ان الذين عددت لأحياء كلهم،وقد بقي لك ما يسوؤك.قال : : يوم بيوم بدر، والحرب سجال، انكم تجدون في القوم مثلة، لم آمر بها ولم تسؤني.،ثم اخذ يرتجز ،اعل هبل ،اعل هبل ،قال النبي صلى الله عليه وسلم ((الا تجيبونه؟)) قالوا :يا رسول الله مانقول؟قال ((قولوا :الله اعلى واجل))قال :ان لنا العزى ولا عزى لكم ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(( الا تجيبونه؟)) قالوا :يا رسول الله ما نقول ؟قال :((قولوا الله مولانا ولا مولى لكم)) رواه البخاري :رقمك2874.

القصص:

1-قصة الاستهزاء بالسواك .كما في البداية والنهاية لابن كثير حوادث سنة665.اذ قال :وحكى ابن خلكان - فيما نَقَل مِن خَطّ الشيخ قطب الدين اليوناني - قال : بلغنا أن رجلا يدعى أبا سلامة مِن ناحية بُصرى كان فيه مُجُون واستهتار ، فَذُكِر عنده السواك وما فيه مِن الفَضيلة ، فقال : والله لا أستاك إلا في الْمَخْرَج - يعني دُبُرَه - فأخذ سِواكًا فَوَضَعه في مَخْرَجِه ، ثم أخْرَجه ، فمكث بعده تسعة أشهر وهو يشكو من ألم البطن والمخْرَج ، فَوَضَع ولداً على صِفة الجرذان له أربعة قوائم ، ورأسه كرأس السمكة ، وله أربعة أنياب بارزة ، وذنب طويل مثل شبر وأربع أصابع ، وله دُبُر كَدُبُر الأرنب ، ولَمَّا وَضَعَه صاح ذلك الحيوان ثلاث صيحات ، فقامت ابنة ذلك الرجل فَرَضَخَتْ رأسه فمات ، وعاش ذلك الرجل بعد وضعه له يومين ، ومات في الثالث ، وكان يقول : هذا الحيوان قتلني وقطّع أمعائي . وقد شاهَد ذلك جماعة من أهل تلك الناحية ، وخطباء ذلك المكان ، ومنهم من رأى ذلك الحيوان حياً ، ومنهم من رآه بعد موته.

2-قصة الذي حول رأسه رأس حمار كما في القول المبين في أخطاء المصلين ص:252.
وهي كما يلي :(وقال ابن حجر عن بعض المحدثين :
انه رحل الى دمشق لأخذ الحديث عن شيخ مشهور بها،فقرأعليه جملة،لكنه كان يجعل بينه وبينه حجابا ، ولم يرى وجهه،فلما طالت ملازمته له ،ورأى حرصه على الحديث كشف له الستر ،فرأى وجهه:وجه حمار،فقال له :احذر يابني ان تسبق الامام ،فاني لما مر بي في الحديث استبعدت وقوعه،فسبقت الامام ،فصار وجهي كما ترى)
قلت والآيات والأحاديث والقصص في الباب كثيرة.

ابوعبدالله الجزائري 23 Feb 2008 01:49 PM

البراءة من الشرك وأهله

-قال الله تعالى:((...قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ{19}))الانعام :19.

-وقال الله تعالى :(( َلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ{78}))الانعام :78.

-وقال الله تعالى :(( بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ{1})) التوبة :1.

-وقال الله تعالى :((و َأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ)) التوبة :3.

-وقال الله تعالى :(( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ{114})) التوبة :114.

- وقال هود عليه السلام لقومه:(( إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ{54} مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ{55} )) هود :54و55.

-وقال الله تعالى :(( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ{26} إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ{27})) الزخرف :26 و27.

-وقال الله تعالى :(( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)) الممتحنة :4.

-وقال الله تعالى :(( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ{1} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ{2} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{3} وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ{4} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{5} لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ{6})) الكافرون.

ابوعبدالله الجزائري 24 Feb 2008 02:51 PM

اقسام الخوف خمسة

الاول :عبادة :

وهو الخوف من الله وحده لا شريك له، وهذا النوع عبادة قلبية تعبدنا الله بها.

-قال الله تعالى :(( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ{46}))الرحمن :46.

-وقال الله تعالى :(( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى{40} فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى{41})) النازعات 40 و41.

-وقال تعالى واصفا عباده الملائكة :(( يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ{50})) النحل :50.

-وقال تعالى :(( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً{39})) الاحزاب :39.

-وقال الله تعالى :((... فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{175}))آل عمران:175.

-وقال الله تعالى :((... يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً...))السجدة:16.

-وقال الله تعالى :(( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ{7} جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ{8})) البينة 7و8.
-
-وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله . ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه)) رواه البخاري رقم :629ومسلم رقم :1031.

-وعن شداد بن اوس رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( قال الله عز وجل : وعزتي وجلالي ، لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع فيه عبادي ، وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع فيه عبادي )) رواه ابو نعيم.انظر الجامع الصحيح رقم :4332،والصحيحة رقم :742.

ابوعبدالله الجزائري 26 Feb 2008 09:54 PM

الثاني :شرك.

وهو :ان يخاف العبد من غير الله –كجني وميت وغيرهما –كخوفه من الله أو أشد.

قال الله تعالى :(( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً)) النساء :77.


-وقال الله تعالى :(( إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ...)) آل عمران:175.

-وقال ربنا سبحانه وتعالى :(( فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ...)) المائدة :44.

الثالث : معصية :

وهو : ان يخاف العبد من انسان او اناس فيترك واجبا ،او يرتكب محرما خوفا منهم ،ولم يصل الى حد الاكراه ،فهذا الخوف معصية.

-قال الله تعالى :(( إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{175})) آل عمران 175.

-وقال الله تعالى :(( فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي...)) البقرة :150.

-وقال الله تعالى :(( فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ...)) المائدة :3.

-وقال ربنا سبحانه وتعالى :(( َلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ)) المائدة :44.

ابوعبدالله الجزائري 28 Feb 2008 01:47 PM

الرابع : الخوف الطبيعي :

وهو : كخوف الانسان من العدو والسبع والحية وغير ذلك ،وهذا جائز على ان لا يتعدى الخوف الطبيعي.

-قال الله تعالى اخبارا عن عبده ورسوله موسى عليه السلام :(( فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ ...)) القصص :18.

-وقال تعالى :(( فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ ...)) القصص:21.

-وقال موسى عليه السلام :(( ...رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ))الشعراء :12 و القصص:34.

-وقال موسى ايضا :(( قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ{33})) القصص :33.

-وقال موسى وهارون عليهما السلام :(( قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى{45} قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى{46})) طه :45 و46.

-وقال تبارك وتعالى :(( فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى{67} قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى{68})) طه :67 و68.

الخامس :الخوف الوهمي :

وهو الذي ليس له سبب اصلا او له سبب ضعيف.
فهذا مذموم يدخل صاحبه في وصف الجبناء ،وقد تعوذ صلى الله عليه وسلم من الجبن فهو من الأخلاق الرذيلة ،ولهذا كان الايمان التام والتوكل والشجاعة تدفع هذا النوع.

انظر كلام الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله المتوفي سنة 1376ه في كتابه :القول السديد في مقاصد التوحيد ص:116.


الساعة الآن 07:46 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013