بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يزين الفتى في الناس ويشينه في الناس عقله،فالناس يحكمون بذلك عليه في أقواله وأفعاله،فإن كان عاقلا رأيت تصرفاته سوية،وإن رأيته غير ذلك رأيته خفيفا طياشا،وإذا كان كذلك فأنت لا تأمنه على شيء،لا تأمنه على سر ولا تثق به في رأي ولا تعتمد عليه في قضاء أمر،وهذه هي ثلاثة الأركان.
لا تأمنه إيش ؟ لا تأمنه على سر،لأنه خفيف العقل ما يحفظ الأسرار.
والثانية -لا تأمنه على سر – ولا تثق به في رأي،إذا كان لا يحسن الرأي لنفسه،كيف يُحسنه لك ؟
ولا تعتمد عليه في قضاء أمر.
إذن صفر ،وكم من الناس تجد فيهم هذه الخصلة،في هذه الأعصَار الحُمق والخفة وقلة الإدراك،الإدراك لما فيه ولما ينبني على ما يقوله ويفعل،ما يدرك عواقب الأمور وما يحسن تصريف الأمور،لا في حاضره ولا في مستقبله.
وهذا في الحقيقة بلاء وشؤم على من يُصاحب وعلى من يُجالس،فلا تصحب مثل هذا.
فلا تصحب أخا الجهل وإياك واياه
فكم من جاهل أردى حليما حين آخاه
يُقاسُ المَرْءُ بالمَرْءِ إذا ما هُوَ ماشاهُ
وللشيء على الشيء مقاييس وأشباه

الناس ينسبونه إليك وينسبونك إليه،فمثل هذا يشينك في الناس،فاحذر أن يكون صفيا لك أو صديقا لك،صاحبا لك أخا لك،هذا هو بمثابة المريض يحتاج إلى العلاج،فأنت تعالجه إذا من الله جل وعلا عليك بالعقل وبالعلم،وقديما قيل:وما المرء إلا حسن عقل ومنطقٍ ،ومن فاته هذا وهذا فقد دمر.يعني هلك،{ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا }الإسراء .يعني أهلكناهم.
فالشاهد أن من كان كذلك فلا يصلح أن يكون أخا ولا صديقا،فضلا على أن يكون صفيا وخليلا ومستشارا أمينا،فابتعد عن هذا الصنف أيها العاقل،هؤلاء مرضى هم بحاجة إلى أن يُعالجوا،حتى يصحوا ويستقيموا في أنفسهم ...

ــــــــــــــــــــــــ

انتهى
تفريغ أم صهيب السلفية
مصدر التفريغ:
http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=22117