منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   قصة الأخ سليم مع أمه (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=12922)

أبو أمامة حمليلي الجزائري 11 Apr 2014 11:06 PM

قصة الأخ سليم مع أمه
 

بسم الله الرحمن الرحيم
أصل المقال لأحد الأخوات السلفيات .
قصة الأخ سليم مع أمه .
كان الأخ سليم يبلغ من العمر ثلاثة أشهر حين افصلت أمه عن أبيه و انتقل إلى العيش مع والدته في بيت جده بمدينة عين تموشنت و كانت أمه ترعاه و تحرص على أن يكون شابا صالحا و تحذره من رفقاء السوء دائما و لما كبر الأخ سليم و أصبح له من العمر سبعة عشر سنة ذهب مع أصدقائه إلى شاطئ البحر و في اليوم الثاني عرض عليه رفاقه أن يرافقهم إلى البحر مرة ثانية فاستأذن أمه فمنعته لأنّها لم تكن مرتاحة و مطمئنة على ذهاب ابنها مع هذه الرفقة إلى البحر فأمسكته من صدره و قالت لا تذهب فقام هو نزع يدها من صدره بشدة و دفعها و ذهب مع رفاقه و ما هي إلا نصف ساعة من الزمن حتى جاء الخبر بأنَّ ابنها الوحيد سقط في البحر على حجر كبير و نقل إلى المستشفى فذهبت إلى المستشفى مسرعة خائفة مفزوعة على ابنها و فلذة كبدها و ما إن وصلت إلى هناك حتى وجدته مغمى عليه فضمته إلى صدرها و بكت عليه بكاء شديدا حتى رآها بعض الأطباء و الممرضين فقالوا لها هو بخير غدا احضري ملابسه و تعالي لتأخذيه ، بات هو في المستشفى و عادت هي في اليوم التالي فإذا به لم يفق من غيبوبته فنقل إلى مستشفى بمدينة وهران و هناك اجتمع عليه جمع كبير من الأطباء و المختصين و اجمعوا على أن َّهذا الشاب ميؤوس منه و سوف يموت بعد شهريين أو ثلاثة لأنَّه أصيب بكسر في العمود الفقري و قد أدى هذا الكسر إلى شلل كلي و هو سيقضي هذه الأيام بآلات التنفس و أصبحت أمه تنتظر لحظة موته في هذه الأشهر بالأيام و الليالي بل الساعات و الدقائق و لكن شاء الله سبحانه و تعالى أن يعيش الأخ سليم و يعجز العلم و التطور الطبي أمام قدرة الله – عز و جل – و إرادته سبحانه فقد قدَّر الله لهذا الشاب أن يعيش بآلات التنفس و هو في غيبوبة كاملة و أمه المسكينة تتردد بين مدينة وهران و مدينة عين تموشنت تذهب إليه تغير ثيابه و فراشه ثم تعود إلى البيت لتغسلها ثم تعيد إليه مرة ثانية ثم بعد مرور ستة أشهر و هي على هذا الحال أفاق سليم من غيبوبته و لكنه لا يستطيع الكلام و إذا تكلم فأمه الوحيدة التي تفهمه و بقي على تلك الحال سبع سنوات و أمه تخدمه و لا تقصر في خدمته و قالت بأنَّ ابنها لم يتعبها يوما و كان يطلب منها أن تسامحه و ترضى عنه و كانت تقول له بأنَّها هي رجلاه و يداه التي لا يستطيع تحريكها و بعد ذلك سمع به أحد المسؤليين فزاره في بيته و سأله ماذا يتمنى ؟ فقال الأخ سليم أنّه يتمنى أن ينطق و يتكلم ليذكر الله و يحفظ القرآن فوعد بنقله إلى الخارج للعلاج و لكن قبل ذلك علينا أن ننقله إلى الجزائر العاصمة و نعرضه على الأطباء الكبار و المختصين و بعد ذلك قرر الطبيب أن يجري له عملية تساعده على الكلام فقط أما الحركة إلا أن يشاء الله و لكن بشرط أن توقع أمه على عدم متابعته قضائيا إن حصل لإبنها مكروه فوافقت و قالت له أنا أوقع لك بأصابعي العشرة المهم أن يتعافى ابني فلما جاء موعد العملية و أُدخل سليم إلى غرفة العمليات و اجتمع الأطباء الكبار و ما دونهم و الممرضون و هو مندهشون و ينتظرون نتيجة هذه العملية بفارغ الصبر فقال لهم الأخ سليم و هو ممتد على سريره أذكروا الله قولوا بسم الله قولوا سبحان الله و بعد مرور ما يقارب الثماني ساعات و نصف أفاق و أول ما تكلم قال الماء و بعدها انطلق في الكلام و هو يحمد الله و يشكره أن رد عليه نعمة النطق و في اليوم التالي أحضروا له طبيبة تعلمه نطق الحروف باللغة الفرنسية لأنه لم يتكلم منذ سنين فضحك هو و قال لها أنا اعرف الحروف الفرنسية و بدا يرتل القرآن بصوت عال فاجتمع عليه كل من كان بجواره في ذلك المستشفى و أمر له الطبيب بأحسن غرفة في المستشفى و كان يزوره الإخوة من كل مكان حتى سمع به إمام من بلدية أولاد يعيش فزاره و طلب منه سليم أن يعلمه مخارج الحروف و صفاتها فوافق هذا الشيخ و أصبح يتردد عليه في المستشفى و يعلمه أحكام التجويد و يكتب له الدرس في ظهر الباب و بعد ما ينصرف الشيخ كان الأخ سليم يطلب من آمه أن تغلق الباب حتى يتمكن من مراجعة و حفظ الدرس و لما عرفوا منه حرصا على القرآن أحضروا له حاملة للقرآن و كانت من حديد و وضعت له أمه المصحف عليها و هي تقلب له الصفحة كلما احتاج الى ذلك و هو منكب على المصحف تلاوة و حفظا و حتى لا يزعج أمه في تقليب المصحف كان يكثر من الدعاء بأن يحرك الله يده حتى يتمكن من تقليب صفحات المصحف وحده فاستجاب الله سبحانه و تعالى لدعائه و أصبحت أصابع يده تتحرك و هو ينادي و يصرخ بأعلى صوته أمي إنَّ أصابعي تتحرك ، يالها من عجائب قدرة الله في استجابة الدعاء و حفظ الأخ سليم ما يفوق نصف القرآن و قالت أمه أنَّه كان مواظبا على سورة الكهف كل يوم جمعة و لا يترك القرآن أبدا و طلب منها أن تمكنه من تقبيل يديها مرارا و تكرارا و لكنَّها رفضت و كانت كلما اقتربت منه لتنظف جسمه أو تيممه للصلاة يستغل فرصة قرب يديها منه فيقبلها بشدَّة و من عجائب استجابة الله لدعائه كان عنده بعض الإخوة يزورونه فقالوا بأنَّهم ذاهبون إلى لقاء الشيخ عبد الرزاق البدر – حفظه الله – الذي جاء من المدينة النبوية لإلقاء محاضرة في مدينة ارزيو فقال لهم سليم ياليتني أستطيع الذهاب معكم لرؤية الشيخ فذهب الإخوة الى المحاضرة و بقي سليم في بيته يدعوا الله سبحانه و تعالى أن يُمكنه من رؤية الشيخ عبد الرزاق البدر – حفظه الله – و ما إن انتهى الشيخ من محاضرته وُجِهت له دعوى إلى مدينة مغنية الواقعة على الحدود الجزائرية المغربية فسافر الشيخ مع رفقته عبر الطريق السيار الذي يمر بمدينة عين تموشنت و لم يكن الشيخ حفظه الله ينوي زيارة الأخ سليم و هو لا يعرفه و لم يسمع به و في الطريق أخبره أحد الإخوة بقصة الأخ سليم فطلب الشيخ أن يزوره فذهبوا به إليه و ما إن دخل الشيخ على الأخ سليم حتى صاح قائلا هذه معجزة فوالله لم يأت بك إلا الدعاء و كم كنت أتمنى أن أراك يا شيخ ، فرد الشيخ قائلا أنت هو الشيخ و أخذ الشيخ يقبل رجليه و يديه و هو يبكي و طلب منه أن يقص عليه قصته كاملة و لما رجع الشيخ الى المدينة النبوية ألقى درسا يعظ فيه الناس و بيَّن لهم صبر الأخ سليم على قضاء الله و قدره و كان الشيخ يتصل به و يسأل عنه و يبعث له الهدايا و كان كل من زار الأخ سليم خرج من عنده باكيا متأثرا متعظا و كان ممن زاره من المشايخ في الجزائر الشيخ عبد الحكيم دهاس – حفظه الله – و الشيخ عبد الخالق ماضي – حفظه الله - و الشيخ رضا بوشامة – حفظه الله – و قد القى هذا الأخير خطبة للجمعة يذكر الناس فيها و يعظهم بقصة الأخ سليم و كان أيضا من دعائه الذي استجابة الله له كانت أمه قد خرجت لقضاء بعض حاجاته و تركته في البيت فأتت إليه ذبابة و بدأت تدخل في أذنه و انفه و تزعجه و هو لا يستطيع إبعادها فقال لها : إما أن تذهبي و إما شكوتك إلى الله حتى لم يوجد لهذه الذبابة اثرا و كان الاخ سليم يحب امه حبا كبيرا فقال لها يوما عليك ان تحضري طفلة من المركز حفظ الاطفال حتى إذا قدر الله له أن يموت لا تبقى امه وحيدة في البيت و ستجد من يرافقها و يعيش معها و لا اصبح عمر هذه الطفلة سلسبيل ما يفوق ثلاث سنوات أصبحت تتدرب على خدمته و كان الاخ سليم يوصي أمه دائما بأن تربيها أحسن تربية حتى تكون فتاة صالحة و كان يوصي أمه ايضا بتقوى الله و الإكثار من الحسنات و، تقول امه كان إذا سُئِل عن حاله قال إنَّه يحمد الله و يثني عليه و كان يعظ و يذكر بالله كل من زاره و كان مما أوصى به أمه أنَّه إذا مات تكفل بتغسيله و تكفينه الإخوة السلفيون و بقي الأخ سليم على هذه الحال و بعد مرور سبعة عشر سنة من البلاء و المعاناة و التنقل بين المستشفيات و الصبر على قضاء الله و قدره و كان الإخوة قائمون عليه جزاهم الله خيرا يجهزون أوراقه للسفر به مع والدته و الطفلة الصغيرة إلى المكة المكرمة لأداء مناسك العمرة و لكن قدر الله و ما شاء فعل أحسَّ الأخ سليم ببعض الآلام فنقلته أمه إلى المستشفى و بعدما اطلع عليه الطبيب أخبرها بأنَّ ابنها قد توفي – رحمه الله – و ما إن أُعلن عن خبر وفاته حتى توافد الإخوة من كل مكان على المستشفى الذي مات فيه و تسابقوا و تنافسوا على تغسيله و تكفينه و كل واحد منهم يريد أن ينال شرف تغسيل و تكفين هذا الشاب التائب إلى الله الراجع إليه الصابر على قضائه و شُهِدَ جنازته خلق كثير و صدق فيه قول الإمام احمد : قولوا لأهل البدع بيننا و بينكم يوم الجنائز ، وصلى عليه الشيخ عبد الحكيم دهاس – حفظه الله – و دُفِن على السنة رحمه الله .
كَتَبَتْه أختكم في الله السلفية الأثرية .

عبد المجيد عبد الجبار ابو عبد الرحمن 11 Apr 2014 11:21 PM

رحمه الله رحمة واسعة
بارك الله فيك

أبو أمامة حمليلي الجزائري 11 Apr 2014 11:25 PM

و قد كانت هذه القصة خطبة للجمعة للاخ الفاضل أبو ريحانة - حفظه الله - ( إمام مسجد ابو حنيفة لبلدية الامطار ببلعباس ) اليوم .

ياسين بن أباجي 12 Apr 2014 12:22 AM

الرجل رحمه الله كان آية في الصبر, آية في الوعض والتذكير بالله والدار الآخرة, آية في إعلاء الهمم, في التواضع والرجوع إلى الحق ولقد كان يتردد عليه أصناف كثيرة من الناس قصد الزيارة وأنا أشهد الله أنه كان يفحم المخالفين بالأدلة الشرعية, وكان دوما يحث زائريه على التمسك بالكتاب والسنة ونبذ الحزبية البغيضة.
كان رحمه الله دوما يسألنا عن الأمور المنهجية بدقائقها وعندما سألته عن إصراره على هذه النقطة بالذات قال: (يزورني كثيرا من الناس وأخشى أن يُدسلي السم في العسل). نسأل الله سبحانه أن يتغمده برحمته الواسعة, وأن يجزي والدته عنا خير الجزاء وأن يجمعنا به مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا.

ابومارية عباس البسكري 12 Apr 2014 08:03 AM

سبحان الله الخير باقي في أمة محمد صلى الله عليه وسلم الى يوم القيامة الحمد لله الذي توافه على السنة وانقذه الله من أهل البدع رحمه الله

أبو سلمة يوسف عسكري 12 Apr 2014 08:16 AM

سبحان الله
تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا

أبو سلمة يوسف عسكري 12 Apr 2014 08:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أمامة حمليلي الجزائري (المشاركة 47902)
و لما رجع الشيخ الى المدينة النبوية ألقى درسا يعظ فيه الناس و بيَّن لهم صبر الأخ سليم على قضاء الله و قدره



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أمامة حمليلي الجزائري (المشاركة 47902)
و الشيخ رضا بوشامة – حفظه الله – و قد القى هذا الأخير خطبة للجمعة يذكر الناس فيها و يعظهم بقصة الأخ سليم




نرجوا منكم رفع هذه الدروس لتعم الفائدة بارك الله فيكم

أبو يونس دراوي لعرج 12 Apr 2014 09:38 AM

رحمه الله تعالى رحمة واسعة
نسأل الله جل وعلا أن يحفظ المسلمين أجمعين وأن يبعد عنهم كيد الظالمين

محمد طيب لصوان 12 Apr 2014 09:44 AM

رحمه الله رحمة واسعة و أسكنه الفردوس الأعلى
تمنيت لقاءه و لكن قدر الله و ما شاء فعل

أبو معاوية كمال الجزائري 12 Apr 2014 10:19 AM

رحمه الله رحمة واسعة، ورزق والدته الصّبر الجميل.

أبو عبد الرحمن أسامة 12 Apr 2014 11:23 AM

رحمهُ الله رحمةً واسعةً، وقد تأثَّر كثيرٌ من الإخوة بقصَّة هذا الشَّاب -رحمهُ اللهُ - من خلال سماعهم لخُطبة الشَّيخ رضا بُوشامة -وفّقه الله- .. وقد رُفِعَت بعنوان: (قصَّةُ شابّ تائب) على موقع الشَّيخ

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سلمة يوسف عسكري (المشاركة 47911)

نرجوا منكم رفع هذه الدروس لتعم الفائدة



تفضَّل أخي الحبيب يُوسف خُطبة الشَّ
يخ رضا بُوشامة عن الأخ سليم -رحمهُ اللهُ-


أبو حفص محمد ضيف الله 12 Apr 2014 11:42 AM

أسأل الله العلي العظيم أن يحسن خاتمتنا ، أمر جد مؤثر فعلا .
بارك الله فيك .

أبو أمامة حمليلي الجزائري 12 Apr 2014 11:58 AM

حفظ الأخ سليم ما يفوق نصف القرآن

أبو أمامة حمليلي الجزائري 12 Apr 2014 11:59 AM

قالت أمه أنَّه كان مواظبا على سورة الكهف كل يوم جمعة و لا يترك القرآن أبدا

أبو أمامة حمليلي الجزائري 12 Apr 2014 12:04 PM

و لم يكن الشيخ { عبد الرزاق البدر - حفظه الله -}حفظه الله ينوي زيارة الأخ سليم و هو لا يعرفه و لم يسمع به و في الطريق أخبره أحد الإخوة بقصة الأخ سليم فطلب الشيخ أن يزوره فذهبوا به إليه و ما إن دخل الشيخ على الأخ سليم حتى صاح قائلا هذه معجزة فوالله لم يأت بك إلا الدعاء و كم كنت أتمنى أن أراك يا شيخ ، فرد الشيخ قائلا أنت هو الشيخ و أخذ الشيخ يقبل رجليه و يديه و هو يبكي و طلب منه أن يقص عليه قصته كاملة


الساعة الآن 06:55 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013