منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الوصيَّة بإظهار السُّنَّة وترك المداهنة فيها (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=15817)

أبو البراء 01 Apr 2015 05:20 PM

الوصيَّة بإظهار السُّنَّة وترك المداهنة فيها
 

الوصيَّة بإظهار السُّنَّة وترك المداهنة فيها

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على عبد الله ورسوله محمَّد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.
أمَّا بعد:
فإنَّ من الأمور الَّتي تميَّز بها أئمَّة السُّنَّة والحديث، ولا بدَّ لنا من إحيائها والدَّوام عليها ـ وإن فرَّط فيها من فرَّط ممَّن أضاع حظَّه وغبن رأيه ـ أن يُظهر الإنسانُ السُّنَّة والمنهج الصَّحيح ويجهرَ به، ولا يداهن مَن حوله ممَّن لا يحبُّون الكلام فيها ولا إظهارها، وفي هذا نصرةٌ للدِّين، وإرضاءٌ للربِّ، وراحة للقلب، قال أبو محمَّد ابن أبي حاتم رحمه الله في «تقدمة الجرح والتَّعديل» (1/329): «قرأتُ كتاب إسحاق بن راهويه بخطِّه إلى أبي زرعة: «إنِّي أزدادُ بك كلَّ يوم سرورًا، فالحمد لله الَّذي جعلك ممَّن يحفظ سنَّته، وهذا من أعظم ما يحتاج إليه اليوم طالب العلم، وأحمدُ بن إبراهيم لا يزال في ذكرك الجميل حتَّى يكاد يفرط، وإن لم يكن فيك بحمد الله إفراط، وأقرأني كتابَك إليه بنحو ما أوصيتك من إظهار السُّنَّة وترك المداهنة، فجزاك الله خيرًا، فدُم على ما أوصيتك، فإنَّ للباطل جولةً ثمَّ يضمحل، وإنَّك ممَّن أُحبُّ صلاحه وزَيْنَه، وإنِّي أسمع من إخواننا القادمين ما أنت عليه من العلم والحفظ فأُسرُّ بذلك».
وهذا كتابٌ جليلٌ، قد ـ والله ـ أخذ بمجامع قلبي، وملَكَ عليَّ جوانحي، ولا أمل من التَّأمُّل فيه، فإنَّه كتابُ إمامٍ إلى إمامٍ نقلَهُ إمام، وفيه ما كان عليه أئمَّة السُّنَّة من التَّواصي بالخير والفرح بإجراء الله له على أيدي أهل السنَّة المرجوِّ نفعهم وصلاحهم.
وفيه تناقلُ أخبار أهل السُّنَّة والفرح بذلك والسُّرور به.
وفيه التَّنبيه إلى أهمِّية حفظ السُّنن والحديث، يقول إسحاق: إنَّه من أعظم ما يحتاج إليه طالب العلم، وهو كما قال الشَّافعي رحمه الله: «من كتب الحديث قويت حجَّته».
وفيه المسألة العظيمة الَّتي سُقت من أجلها الكتاب، وهي الوصيَّة بإظهار السُّنة، فإسحاقُ وصَّى بها أبا زرعة، وكتب أبو زرعة بذلك إلى أحمد بن إبراهيم ـ وهو الدَّورقي فيما يظهر ـ، فلمَّا رآى إسحاقُ ذلك فرح به، وكتب إلى أبي زرعة يخبره بسروره بذلك، ويوصيه بالمداومة عليه، وأنَّ ذلك هو سببُ نصرة الحقِّ واضمحلال الباطل، وأنَّ العاقبة الحميدة للحقِّ بإذن الله، فإنَّ للباطل جوله ثمَّ يضمحل كما قال إسحاق رحمه الله.
وإنَّ كثيرًا من المتصدِّرين للدَّعوة يدخل عيله الشَّيطان من جهة الحكمة ورعاية المدعوِّين فربَّما ترك إظهار السُّنَّة وداهن فيها، فيتضرَّر من حولَه باختفاء السُّنة وجهلهم بها، ويتضرَّر هو بأن يطمع فيه المخالفون، وربَّما قَرُبُوا منه فأَغْرَوْه فركن إليهم، وما انحرف كثيرٌ ممَّن انحرف عن السُّنَّة ممَّن كان يُعرف بالاستقامة عليها إلَّا بسبب غفلته عن إظهار السُّنَّة فيكثر حوله المنحرفون فينحرف معهم نسأل الله السَّلامة.
فتأمَّل يا رعاك الله هذا الكتاب، وانظر فيه بعين البصيرة، وخذ بوصيَّة الأئمَّة بعضهم بعضًا فإنَّه والله الهُدَى، رزقنا الله ذلك بمنِّه.

أبو عبد الرحمن أسامة 01 Apr 2015 05:26 PM

جزاك اللهُ خيرًا شيخ خالد،

ما أعظمها من وصيَّة، أسألُ الله عزّ وجلّ أن يُوفّقنا لإظهار السُّنّة ..

ندير بومدين حمادي 01 Apr 2015 05:43 PM

جزاك الله شيخ خالد على هذه الوصية النافعة ووفقنا للعمل بها
ورحم الله أئمتنا الأعلام

بلال بريغت 01 Apr 2015 07:25 PM

بارك الله في الأخ الحبيب خالد حمودة وزاده الله حرصا على التمسك بالسنة والدفاع عنها

أبو ميمونة منور عشيش 01 Apr 2015 07:34 PM

شكر.
 
جزاك الله خير الجزاء شيخ خالد ونفع بك وبما تخطّه يمينك، أسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا من المظهرين للسّنّة، الرّافعين بها رأسا، لا من المداهنين فيها والمخذّلين عنها، إنّه وليّ ذلك ومولاه.

أبو إكرام وليد فتحون 01 Apr 2015 07:43 PM

وصية غالية ونفيسة و نافعة بإذن الله
جزاك الله خيرا اخانا خالد وبارك فيك
وتقبلها منك

عبد الرحمن رحال 01 Apr 2015 07:50 PM

أسأل الله عزوجل أن يبارك فيكم وأن ينفعنا بعلمكم أبا البراء، فإنه والله لتنبيه مهم وتذكير لازم يجب أن لا نغفل عنه.

عبد الرحمن بن براهم 01 Apr 2015 08:05 PM

صدقت أستاذ خالد، إنها وصية أئمة السنة و الحديث في كل عصر و مصر، و هذا كلام الشيخ ربيع حفظه الله جوابا على سؤال:

أحسن الله إليكم، يقول البعض: إن توضيح منهج السلف الصالح سبب للانتكاسة في صفوف الشباب، و السكوت هو الحكمة التي تجمع للاستقامة و تقرّب للهداية فما حكم هذه المقولة بارك الله فيكم؟

الجواب: ... السكوت كتمان للحق والله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} فليهنأ هؤلاء بمثل هذه اللعنات -نعوذ بالله من ذلك- فيسمون كتمانهم حكمة و يسمون حماية البدع بالحكمة، كيف يعرف الناس الحق و أنت ساكت ؟ ! الفتنة و الشبه إنما جاء بها أهل البدع و الأهواء، و الدعوة إلى الله و إلى كتاب الله والتمسك بالكتاب و السنة هي دعوة تجمع الأمة كلها، الفتن و الافتراق و الخلافات التي جاءت كلها عن طريق أهل الباطل و أهل الفتن، و هم ما يسكتون هم ينشرون باطلهم في صحفهم في مجلاتهم في أشرطتهم و يريدون صوت الحق أن يسكت، صوت الحق هو الذي يجب أن يسكت عندهم، و صوت الباطل له أن يعلو و ينتشر في الأرض، و هل هم سكتوا ؟ أهل الباطل لا يسكتون و لا يفترون و لا يهدؤون و لهم خطط جهنمية ينفذونها ثم يطلبوا من أهل الحق أن يسكتوا ! قال الله عزوجل لمحمد صلى الله عليه و سلم :{ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}.
يـأتي إلى المنهج السلفي يقول لك: هذا يمزق هذا يفرق، إنما من فرق و مزق الأمة هي الأهواء و الضلالات التي يتحمس لنشرها أهل الباطل في الأنترنيت مواقع الباطل في الصحف في المجلات في المدارس في كل مكان ينشرون باطلهم و الشيء الذي يصعب عليهم أين يسمعوه هو صوت الحق. اهـ [كشف الستار عما تحمله بعض الدعوات من أخطار]

أبو عبد السلام جابر البسكري 01 Apr 2015 09:21 PM

جزاك الله خيرا يا أبا البراء خالد حمودة
وكما قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:

الظاهر عنوان الباطن

الظاهر عنوان الباطن و ليس الأمر كما يقول بعض الناس من الشباب التائه أنه: "يا أخي العبرة بما في القلب !" ، صحيح العبرة بما في القلب و لكن الأمر كما قيل: "و كل إناء بما فيه ينضحُ" و هذا المعنى مأخوذ من قوله عليه الصلاة و السلام : (ألا إن في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب) ، إذا القضية المعنوية، "الروحية" كما يقولون اليوم هي كالقضية المادية البدنية ، لا يمكن أن تجد جسما سليما في الظاهر و القلب مريض ، لا بد من أن يظهر أثر هذا المرض على ظاهر الجسد و كذالك بالنسبة للناحية الإيمانية ، فإذا كان الإيمان هو المستقر في قلب هذا الإنسان فلا بد من أن يظهر على بدن هذا الإنسان و هذا صريح في الحديث السابق : (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب.) فنسأل الله أن يصلحنا ظاهرا و باطنا.
[سلسلة الهدى و النور الشريط رقم 488]

ابومارية عباس البسكري 01 Apr 2015 09:32 PM

السلام عليكم صدقت وأصبت أخي خالد والله أنى في زمن من قال أوطبق كلام السلف صار غريب وسار إدعاء العدل والوسطية منهج الحق عند كثيرا قال الشيخ العنجري( أنت لاتستطيع أن تدافع وتضهر السنة لا تتخذ من ضعفك منهج وأجعل ضعفك لنفسك )

عبد القادر شكيمة 01 Apr 2015 09:40 PM

وإنَّ كثيرًا من المتصدِّرين للدَّعوة يدخل عيله الشَّيطان من جهة الحكمة ورعاية المدعوِّين فربَّما ترك إظهار السُّنَّة وداهن فيها، فيتضرَّر من حولَه باختفاء السُّنة وجهلهم بها، ويتضرَّر هو بأن يطمع فيه المخالفون، وربَّما قَرُبُوا منه فأَغْرَوْه فركن إليهم، وما انحرف كثيرٌ ممَّن انحرف عن السُّنَّة ممَّن كان يُعرف بالاستقامة عليها إلَّا بسبب غفلته عن إظهار السُّنَّة فيكثر حوله المنحرفون فينحرف معهم نسأل الله السَّلامة.
جزاك الله خيرا شيخ خالد . والله إن هذا الكلام لموجود على أرض الواقع. نسأل الله السلامة والعافية.

أبو عبد الله طارق 01 Apr 2015 11:34 PM

جزاك الله خيرا أخي خالد على هذه الوصية
وأنا أقول لك (كلما أقراء ماتكتب أزداد علما ونفعا)
بارك الله فيك

مهدي بن صالح البجائي 02 Apr 2015 08:04 AM

حفظكم المولى ورعاكم، وهذه كلمات قد تشبه الشعر!، فإن لم يرتضيها أهله فليتقبلها أهل النثر.
كن للنبي المصطفى متبعا ، وأظهر السنن ولا تك مبتدعا
ولا تك في دينك مداهنا مميعا ، وانصر إلهك وبالحق كن صادعا

أبو البراء 02 Apr 2015 08:37 AM

بارك الله فيكم وحفظكم.
أسأل الله أن يرزقنا جميعًا التمسُّك بالسنة ظاهرا وباطنا، وأن يجعلنا من الغرس الذين يغرسهم لنصرتها ورفع أعلامها.

أبو عبد الرحمن أسامة 02 Apr 2015 09:25 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهدي البجائي (المشاركة 59452)
حفظكم المولى ورعاكم، وهذه كلمات قد تشبه الشعر!، فإن لم يرتضيها أهله فليتقبلها أهل النثر.
كن للنبي المصطفى متبعا ، وأظهر السنن ولا تك مبتدعا
ولا تك في دينك مداهنا مميعا ، وانصر إلهك وبالحق كن صادعا



جزاك اللهُ خيرًا أخي الحبيب مهدي، وهذه مُحاولتي على نَحْوِ ما قُلتَ علَّها تنالُ إعجاب إخوانِي (ابتسامة):

كُن للنّبيّ المُصطفى مُتّبعًا *** ومُظهرًا للحقّ لا مُبتدعًا
ولا تَكُن في دينك مُميّعًا *** ولا تكُن مُداهنًا كُن صادعًا


الساعة الآن 05:37 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013