منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   كلمةٌ فيِ أهل الرَفضِ والكِبر (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=21206)

عبد الباسط لهويمل 13 Jul 2017 11:12 AM

كلمةٌ فيِ أهل الرَفضِ والكِبر
 
بِسْمِ اللهِ الرَّحمَــنِ الرَّحيم



...فالتَعظيمُ وَالغلوُ فيِ الصالحينَ أكثر من الغلوُ فيِ غيرهم ، أمّا الغَاليِ فيِ أولي الشَّرِ والبَغيِ فَهوَ أَعظمُ فِتنةً وأضلُّ سَبيلاً منَ الغَاليِ فيِ أوليِّ الخير والعدلِ ؛ وَ لِذاَ كَان فَسادُ الرافضةِ جاَمعاً لهذا وهذاَ ؛ فَهمْ يَغلونَ فيِ آل البيتِ غلواً عَظيماَ ؛ ومعَ ذلكَ تَجدهم يُعَظِمُونَ أَبا لُؤلؤةَ المَجُوسيِ قَاتلِ عُمَر بنِ الخَطابِ رَضىَ اللهُ عنهُ ؛ وَيَتَخِذونَ لهُ مَشْهَداً فيِ إيرانَ رِضًا بِصَنِيِعهِ بِسيّدٍ من سادةِ المُسلمين ؛ وَكذاَ يَفْعَلونَ مَعَ مُجرِميْهم ، كإبنِ العَلقميِ الخَائنْ ؛ وَمنْ بَعدهم كَثيرونَ ، وَ اليَّومَ يُوَقرون الخُمينيِ وَ وَرَثتهُ أَكثَر ممَا يُوقرون النبيِّ عليهِ الصَّلاة والسلامَ التَوقير الوَاجب ؛ فكانوا بِحقِ أضلَّ الفِرقِ وَ أَوجَبهاَ للذَّمِ والطَرد ؛ فهَؤلاءِ وَقَعوا فيِ عَدالةِ خِيارِ المُسلمينَ وأَعرَاضِهم ؛ والصَّحابة هُم خيارُ النَّاس بَعدَ الأنبياءِ والمُرْسَلين .
وتَجدهم فيِ المُقابلِ عَدَّلُوا من الجَرحُ بهِ حَقيق ، والطعنُ فيهِ مُحِيق ؛ وَهمُ أهلُ الرِّيبةِ والشُكوك ، ولاَ عِلمَ ولاَ حِلمَ فيِ خَنْدَقهم ؛ بل إتفقَ العُقلاءُ مِن كلُ الفِرقِ علَى فَسَاد عقدهم وعَقلهم و أَنهم فيِ ضلالٍ مُبين ؛ فجَمعواُ بينَ الجهلِ والظلمِ ؛ ولِذلكَ لا تجدُ فِرقةً جَمعتْ البِدعَ والشِركِياتِ جِماعاً كمثلِ هؤلاءِ الرافضةِ ؛ والشِركُ فيهم كثير ؛ وَهم أَشْبهُ بالنَّصارى شَبهاً الوَلدِ بوالدهِ فَماؤهم من ماءِ النَصارى ، وَ ولاؤهم لهمْ ؛ وَ لأسيَادهم من اليَهود ؛ ولذا لَم يُكنُ يَخْفَى كَرائمُ أعمالهم التيِ يؤدونَها للمِلتَينِ الضَالتين ؛ ولَليهودُ أشدُّ مَودةً للرَافضةِ منَهم للنَصارىَ ؛ فإنَّ بينَ اليهودية والنصرانية منَ النِزاع والإختلافِ ما ذَكره اللهُ تعالىَ فيِ كتابهِ ، كما أن أَسباب العَداوةَ مُمَكََنَةٌ بينهماَ غَير أنهاَ تَكُنُّ فيِ أَزمانٍ وَتُعلنُ فيِ أزمانٍ أُخرى تَبَعاً للمصَالحِ ، ولكنَ الرَّافضةُ لليهودِ كالحِلسِ البَاليِ ، وَ أطوعُ للأمرِ من غَيرها منَ الفِرق والمللِ ؛ كَما أنَهاَ تَنتميِ إلىَ دَائرةِ الإِسلام ، وَتنتسبُ إلي الأمة وإن كانَ ذلكَ إنتساباً كاذباً فإن الوَلد للفراش وللعاهرِ الحجر ؛ وَ مَالم تُفلح فيهِ اليَهودُ فيِ تَحريفِ دينِ الإسلامِ وتَغير مناره وَ دَرسِ رسومهِ قدْ تَعهدت لهم الرافضةُ بإتمَامِه وكَفتهم المؤونةِ في ذلك ، فهيِ بدلٌ لهم فيِ الأمَّة ؛ فَقالواَ بِتَحريف الكِتابِ وَ خَطأ الملائكةِ فيِ الرسَّالةِ ، و سَفاهةِ الأنبياء وخِفةَ عقولهم ، وَ سَبُّوا صحابةَ النبيِّ عليه الصلاةُ والسَّلام ، وَ طَعنوا فيِ أزواجهِ وأصهارهِ ؛ وَ كلَّ ذلكَ تقيةً ومكراً وكيداً عَبر السِنينَ (1) فَكانوا لليهودِ فيِ آخر الأزمانِ كما كان المنافقونَ الأوائلَ لليهودِ فيِ أولِ الزَمانِ ؛ ولاَ تقومُ دَولةٌ لليهودِ ولا للنصارىَ فيِ ديارِ الإسلام إلا كانَ الرافضةُ هُم خُدامهمُ وأدلاؤهم ، وَبالفعلِ فَقد رأيناَ ذلكَ فيِ العراقِ وفيِ الشَامِ ، وهما من أكبر حواضرِ الإسلام ؛ فكانواَ مواليَ لأمريكان فيِ العراق ، وموالي للرُوسِ الملاحدةِ فيِ الشَّام ؛ ويكونونَ دائماً حلفاءَ لكلِ فرقةٍ أو مِلةٍ مُعاديةٍ للإسلامِ وأهلهِ فيِ العمومِ أو الخُصوصِ ؛ فهم في الخصوص حلفاءُ للملتينِ الضالتين قلباً وقالباً فإن أعدَى الإسلام اليهود والنَصارى ، وهم فيِ العموم حلفاءُ الفِرقِ الضَّالة علىَ قدرِ عَونِ تلكَ الفرقَ لَهم ، وَعَلىَ قَدر مُخالفةِ تِلكَ الفِرق للإِسْلَام وَ تَعالميهِ ، ولذاَ تَراهم يتَحالفونَ معَ الخَوارجِ والمتصوفةِ وغيرهم ؛ فلاَ تَعجب إنْ وَقعت حربٌ فيِ ديارِ الإسلامِ ووَقفَت طوائف من أهلُ الأهواء معَ هؤلاءِ كماَ حَدثَ فيِ العراقِ والشَام ؛ وَ اليَومَ نَرىَ ذلك عَياناً لاَ شوبَ عليهِ ؛ والرَافضةُ يقولونَ فيِ المَهديِ المُنتَظر ما تَقولهُ اليَهودُ فيِ المسيحِ المُنتَظر ، حَذو القُذةِ بالقُذَةِ ، وَ لاَريبَ أنهم من أَتبَاعِ الدَجال ؛ فَقدَ صَحَ الحَديثُ عنَ النَبيًّ عليهِ الصلاةُ والسَلامَ يَتَبِعُ الدَّجالَ من يهودِ أَصْبَهَان سَبعونَ ألفاً عليهم الطَيالسَة (2)؛ وَلازمُ ذلكَ أن يَتبعهم حُلَفَاؤُهم منَ الرافضةِ وأشبَاههاَ .
فإن سُئِلتَ عن الرَّافضةِ فقلْ همُ مَريجٌ منَ دينِ اليهودِ والنَصارى ؛ فكانَ لهم نصيبٌ من الغضبِ الذيِ علىَ اليهود ، وَكان لهم نصيبٌ من الضلالَ الذيِ عليهِ النَصارىَ ثمَ همَ بعدُ أجهلُ وَأظلمُ منَ المِلتينِ المَذكورَتين ؛ إذ لاَ رَيب أنهم أجهلُ النَاسِ بالكتابِ والسُّنة ، وَ أعدىَ النَاسِ للأنبياءِ والصَالحين ؛ فكانَ تَعظيمهم لآل البيتِ جهلاً وبغياً ، وكانَ تصغيرهم لأزواجِ النبيِّ والصحابةِ ظلُما وعلواَ ؛ وفيِهم فيِ التعظيمِ لآل البيتِ من الضلالِ ما لا يحصيهِ إلا الله تبَارك وتعالى ، وَ قد عَلمِ العقلاء من الملل والنحل والفرق ضَلالهم المُبين وضحالة مذاهبهم ، ولهم فيِ تَحقيرهم للصحابةِ منَ الكِبرِ ما لا يحصيه إلا الله تبارك وتعالى ، وهذا قدَ علمهُ أهلُ العلمِ والإيمان والتقوى ، ممن يَوفون بالعهدِ والميثاق ، ويعملون بالولاء والبراء على الأمرِ المُقتضى ، أمَّا أهل الأهواءِ يتَفاوتون فيِ الولاءِ والبراء معَ هؤلاء وَغيرهم ؛ وإن لم يَخْفَ فَسادُ قولِ الرافضةِ لهم، لكِن قد يوالونهم إتباعاً لهوى من الأهواء كَما تفعل جماعة حَسنِ البَنَا السَاعاتيِ وَ أتباع سَيد قُطب ؛ أماَ المُتَصوفة فيوالونهم لِماَ فيِ الرَفضِ منَ الشَبهِ عندَ الصوفية ؛ فيلتقونَ فيِ المُشترك البِدعيِ والشِركي ؛ ولذلكَ قيل إن غلاةُ المُتَصوفة همُ عَوام الرافضة ؛ ولأجل ذلك كان أمثال ابن عربيِ الطَّائيِ مِنَ الكُبَراءِ عندَ الرافضةِ والمتصوفةِ علىَ السَّواء معَ فسادِ مذهبهِ وضلالهِ البعيد فيِ التوحيدِ وفيِ أمر النبوات وَغيرهماَ منَ المَسائلِ ، كَما أن المتصوفة لاَ يَوقرون آل البيت إلا علىَ طريقة الروافض ؛ وَكَذلِكَ مِنهم من يعلنُ تحقيرهُ لبَعض الصَحابةِ مثلِ أبي سفيان وابنهِ معاوية وعمرو بن العاص رضوان الله عليهم ؛ لتَوَهُمِهم أن الوُقوعَ فيِ أمْثَالِ هؤلاءِ السَّادةِ الأخيَار هوَ لاَزمُ تمامِ وصحِة مَحبةِ آل البيتِ ؛ وهذا معَ فيهِ منَ الجهلِ والبَغيِ فإنهُ يُجلَيِ وَجهُ الإقترانِ بينَ الطائِفتين .
وهم يأخذونَ من أخلاقِ بَعضهم البَعضِ مَفتونينَ أيّما فِتنة ، لذا كانت كِلتا الطَائفتين عند التحقيق والمقابلة والمعارضة لاَ تجدَ بينهما فُروقاً إلا اللمم ؛ وَ بِخَاصةٍ معَ غُلاةِ هؤلاء وَهؤلاءِ ؛ مَع فضلِ المُتَصوفة مِمَنَ لَم يُغرق فيِ البدعياتِ والشِركياتِ إغراقاً فَاحشًا ، الّذيِنَ يُوَقِرُونَ خيار هذه الأمَّة ؛ وَيَلتزمونَ شرائعَ الإسلام علىَ العُموم ، بِخلافِ الروافض فهم باطِنهم مُجافٍ لِظاهرهم ، وفيهم حِقدٌ وَبغضٌ على الإسلامِ وخاصة أهلهِ وعامتِهم ، ولاَ يحبونَ أن يكونَ الإسلام ذو عزةٍ ومَنعةٍ ،وَيغتاظون لظهورِ رسومِ الديانةِ كما يَغتظونَ لفضلِ سَاداتِ الأمةِ وخيارهاَ ، وَ نَصرُ الإسلامِ ليسَ بِنصرهم ، ولا يَفرحونَ لِفرحِ هذهِ الأمُة ، بل يصيبهم الغم والهم جراء ذلك، وإذاَ أصابَ المسلمينَ ماَ يَغْلِبهم وَ يَقهرهمُ فيِ زَمنٍ منَ الأَزمنةَ ،من النَّوازل والحَوادثِ الكبيرة فهم أفرحُ النّاس بذلك .
والمُتَأمل فيِ مُعتقدِ هؤلاءِ الطَّائفةِ وَحَالهم فيِ الأمَّة ؛ يعلمُ عِلمَ اليَقينَ أنَهم عَلىَ غَيرِ سَنَنِ هذهِ الأمةِ ، وَهم أَبعدُ من الإنْتِسَابِ إليهاَ ؛ فَلاَ أفَراحُ الأمةِ أَفراحههم ، ولا أحزانُ الأمّة أحزانهم ، ولاَ خيارُ الأمةِ خيارهم ، ولاكتاب الأمة كتابهم ولاَ نبيُّ الأمةِ نبيّهم كما صرحَ بذلك زَعيمهم الخُمينيِ ؛ وَهمُ بعدُ حَميرُ أعداءِ هذهِ الأمةِ ، وهذا غَيضٌ من فَيض ، وأهلُ الجهل والبغيِّ والظلم والكبر لا يخلو منهم زمان ولا مكان ، والحمد الله الذي جعل فيِ هذه الأمة من هو قائمٌ بأمرِ الله فيها ، بنيانهم ظاهرٌ لا يطمس ، ورايتهم مرفوعةٌ لاَتُنَكس ، وجعل لأهل ولايته من العون والنصرة والغَلبة ما ليس لأحد سواهم ؛ وأعزَّ أهل الطَّاعَةِ والإيمانِ ، وَأذّل أهل الشركِ والعصيان ، وصلىَ الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
----------------
(1)فإذا قويّت دولة الإسلام خَنسوا وَ إن هيَ ضَعفت دولة الإسلام تَغوّلوا وتَرأسوا ؛ وهذا حال أهلُ الأهواء المخالفينَ لطريقةِ الإسلامِ وَمنهاجِ النبوة ؛ والرافضة هم اليوم ظاهرينَ فيِ بلاد المَشرقِ للفُرقةِ والإختلافِ وتَشتتِ الأمر فيِ تلكَ البلاد وإلاَ فهم لاَ يكونُ لهم ذلكَ الوُجود غالباً إلاَ عندَ ضُعفِ سُلطانِ المُسلمين؛ والَدليلُ على ذلكَ أنه ليسَ لهم دَولةٌ فيِ بلادِ المغربِ وليس لهم طائفةٌ منصورة الا شتاتٌ متَفرق متَخفيِ لن يبرح حتى يُهزم ويندرس لفحشِ مَذهبهم الكَبير فإن النَّاس تَنفرُ منهُ بالطَبعِ ؛ حتَى عند غير المسلمين ، فقد بَلغنا أن كَثيراً منَ الداخلينَ فيِ الإسلامِ من بلادِ الغربِ يُسلمون على أيديِ رافضة ثمَ لا يفتؤون أن يتحولوا إلىَ الطريقة السُّنيّة ؛ لأن الرافضةَ يخبرونَ بعموماتِ الإسلام التيِ في ظاهرها سليمةٌ ، وتَوافق الفِطرة السوية ؛ حتى إذا أسلم الغَربيِ وَجد ضلال الرافضة أشنع من ضلال ما كان عليهِ من الإعتقاد ؛ فيتحوَّل من دينِ الرافضة إلى دينِ الإسلام ، إمّا أن يكونَ قدَ سمعَ علىَ صحةِ الإسلامِ فيتَحرىَ بلوغَ ذلك ، وإمّا أن يهيأ له الله تعالى من يأخذ بيدهِ إلى الغاية المنشودة ؛ ولله الحُكم والأمر من قبلُ ومن بعدُ وهو العزيز الحكيم .
(2) راوه مسلم


الساعة الآن 06:52 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013