<بسملة 2>
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
فهذا تفريغ لنصيحة الشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله وهو سؤال أجاب عنه الشيخ لشاب يتوب من المعصية ثم يراودها مرة ثانية وأخرى للشباب أهلكتهم المعاصي فأجاب فضيلته بنصيحة شافية بإذن الله حفظ الله الشيخ وأجزل الله له المثوبة ورفعه في عليين إنه ولي ذلك والقادر عليه .

سائل يقول: إنه بحمد الله له نصيب من قيام الليل ويحفظ ثلث كتاب الله ويحضر الدروس العلمية لكنه مبتلى بمعصية يتوب ثم يعود فماذا يفعل ؟

أولا أقول يأخي إحمد الله عزوجل على ماوفق إليه من الطاعة وإحمد الله عزوجل على هذه الصالحات التي تعملها وأكثر من الصالحات فإن عقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فأكثر من الطاعات حتى يزيد إيمانك و كلما زاد إيمان العبد رق قلبه وخاف من ربه فيكون ذلك أدعى لأن يترك المعصية وأما كونك قد ابتليت بمعصية تتوب منها ثم تعوذ إليها فينبغي عليك أولا أن تنظر في عظم من عصيت أن تنظر لا تنظر إلى المعصية وإنما تنظر إلى أنك عصيت الله الذي أوجدك وأنعم عليك بالنعم الكثيرة وهو قادر على أن يآخذك بالمعصية حال فعلها لكنه سبحانه يتركك لتتوب سبحانه وتعالى فينبغي عليك أن تتأمل لهذه النعمة ليكون ذلك زاجرا لك عن هذه المعصية وعليك أن تتوب إلى الله وإذا تحققت تلك الشروط التوبة فإن الله عزوجل يقبل التوبة وإن عدت إلى المعصية مرت أخرى فبادر بدثرها فورا بالتوبة إلى الله عزوجل مع الإكثار من الطاعات فإن إسرار التوبة الصادقة والإكثار من الطاعات هما الطريق إلى قتل هذه المعصية في نفسك إن شاء الله عزوجل .
يقول الأخ هنالك بعض الشباب يقولون إن معاصينا كثيرة ونظن أن الله لا يغفر لنا ؟

سبحان ربي الله عزوجل رد على هؤلاء وبين لهم ((قل يعبادي الذين أسرفوا على أنفسكم لا تفنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا)) ( الزمر 53) الله عزوجل يغفر الذنوب حميعا إذا تاب منها الإنسان فإذا تاب الإنسان توبتا صادقتا غفر الله عزوجل له جميع الذنوب غفر الله له جميع الذنوب وهذا فضل عظيم من الله .الله سبحانه وتعالى يغفر للإنسان بأسباب المغفرة كما جاء في الحج لقول النبي <صلى الله عليه وسلم>:
((من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه))(1) وجاء في رواية صحيحة في حديث صحيح أن النبي <صلى الله عليه وسلم>قال عن يوم عرفة :((فلو كان عليك مثل رمل عالج أو عدد قطر السماء ذنوبا عفرها الله لك))(2) فالله عزوجل يغفر الذنوب حميعا ولا يهلك على الله إلا هالك .
أيها الأخ الكريم لا تنظر إلى كثرة معاصيك لكن إحذر من أن تأمن الله عزوجل إياك أن تكثر من المعاصي وتقول الله غفور رحيم بل تذكر في حالك ورجع إلى الله وتوب إلى الله فإذا تبت إلى الله إذ محى الذنب مهما كان ومهما كثر وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.