منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   فضــلُ العلــم . . . (( صوت و قراءة )) للشيــخ ربيـع (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=927)

حيـــــدر 11 Dec 2007 04:51 PM

فضــلُ العلــم . . . (( صوت و قراءة )) للشيــخ ربيـع
 
تفريـــغ رقم: 3
فضــلُ العِلــم




بســـــم الله الرحمن الرحيـــــم



هذه محاضَرةٌ قيمةٌ ألقاها الشيخ العلامَة المُحدث رَبيع ابن هادي ابن عمير المَدخلي ـ حفظه الله تعالى ـ والتي قمتُ بفضل الله تعالى على


تفريغها .


يجِبُ عليك الالتفات للنقاط التالِية :


1ـ حذفُ بعضَ الكلِمات ، مِثل المكرّرة.


2 ـ تَشكِيل النَّص أو بعضهُ ( لما تقتضيه الحاجة ) كما سمعتهُ مِن الشيخ ـ حفظه الله ـ


3 ـ مراجعة الآيات وكتابتها كما هي مَرسُومة في المصحف


أمّا الأحاديث فأنقُلها كما سمعتها ولا أزيد عليها ولا أنقص ( هذا خاص بِصاحب علم ).


4 ـ يبقَى أن أُشِير إلى :


. أنَّ الكَلِمة التي تحتهَا خَط ( ؟؟؟؟؟ ) فهي مكتُوبة كما فهِمتُها أنا وعلى القارئ أن يتأكد مِنها
. أنّ الكلِمة المُلونة بالأحمر (؟؟؟؟؟) فهي إضافة من عندي مثل (و ، مع ، ال ، في..)
. أنّ مايوجد بين قوسين ( ..... ) فهي كلمة غير مفهومة .


5 ـ أحيانا الشيخ يخرج عن الموضوع أو يشرح كلمة قالها أو سؤال وجواب فمثلُ هذا أخرجتُهُ من الموضوع وجعلتهُ في الهامِش


مع الترقيم مثل (1)



6 ـ وأخيرًا لا أقبل أن يُعتمد على هذا التفريغ إلا ومعهُ المادة الصوتية أو أن يأذن الشيخ ـ حفظه الله ـ أو أحدا من طلابِهِ .



هذا وأرجوا من الله سبحانه وتعالى أنْ يَكتُب لي الأجرَ قَدرَ ما يستفِيدُ وينتفع به المسلمون مِن هذا العمل ، ومَن سَاهمَ أيضًا فينشرِه .



عنــوان المحاضرة : فضــــلُ العِلــــم


الشـيخ : رَبيع ابن هادي ابن عمير المَدخلي ـ حفظه الله تعالى ـ


مكــان وزمن المحاضرة : ليلة الجُمعة المُوافِق لليلة السادِسة مِن شهرِ ذي القِعدة عام ثمانية وعشرين وأربع مائةَ وألف


وقــت المحاضرة : ساعة و 17 دقائق


حجم المحاضرة : 11.364


لتحميل المحاضرة : http://img188.echo.cx/img188/5863/16ll.png









التفريـــــــغ:







المُقدِم : الحَمدُ لله ربِ العالمين والصلاةُ والسلامُ على نبينَا محمد وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِهِ بإحسانٍ إلى يومِ الدّين أمّا بعد :

فَيَسُرُّنا في هذِه الليلَةِ المُباركة أن نُرحِّب بكم باسم مَركز الدَعوةِ والإرشاد بالمدِينةِ النبوية ، وباسمِكُم جميعًا نرحِبُ بفضيلة شيخِنا

ووالدِنا العلامة المحَدّث الشيخ رَبيع ابن هادي ابن عُمير المَدخلي ـ حفظه الله تعالى ـ ونفَعَ بعِلمِهِ ، نُرحِبُ به باسمِكُم جميعًا وقبلَ ذلك

باسمِ مركز الدعوةِ والإرشاد بالمدينةِ النبوية ، ونشكُرُ لهُ تفضلَهُ بإجابة دعوَة أبنائِهِ لإلقاءِ هذه الكلمة في هذه الليلة ليلة الجُمعة المُوافِق

لليلة السادِسة مِن شهرِ ذي القِعدة عام ثمانية وعشرين وأربع مائةَ وألف حسبَ تقويم أم القرى وهذِهِ الكلِمة كما رأيتُم عِنوانها تتكَلمُ

عن أمرٍ مهمٍ في حياتِنا جميعًا ألا وهو ( فضلُ العِلم ) ونسألُ الله سبحانهُ وتعالى أن يجزِيهُ خيرًا وأن يُبارِك في عُمره وعلمِه وعملِه وأن

ينفعنا وإيّاكُم جميعًا بما نقُولُ ونَعلَم ونسأل الله سُبحانه أنْ يَرزُقنا وإيّاكُم جمِيعًا الفِقهَ في الدّين والبَصِيرة فيه والإتّباعَ لنبيه محمد ـ صلى

الله عليهِ وسلم ـ وليتفَضّل فضيلة شيخِنا ووالدِنا جزاه اللهُ خيرًا سائِلين الله سُبحانهُ وتعالى أنْ يفتَحَ عليه .


السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ تعالى وبركاتُه

إنّ الحَمدَ لله ، نحمَدُه ونستعِينُهُ ونستغفِرُهُ ، ونَعُوذُ باللهِ مِن شُرُورِ أنفُسِنا ومِن سّيِئَاتِ أعمالِنا ، مَن يَهْدِهِ الله فَلا مُضِّلَلهُ ومن يُضْلِل فلا

هاديَ لَه ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلا الله وَحدَه لا شرِيك له وأشهدُ أنَّ محمدً عبدُه ورسُولُه .

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي

َتسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً

عَظِيماً

أمَّا بعدُ :

فإنَّ أصدَقُ الحديثِ كَلامُ الله وخيرُ الهديِ هَديُ محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشرّ الأمورِ محدَثاتها وكلّ مُحدَثةٍ بِدعة وكل بِدعةٍ

ضَلالة وكل ضلالةٍ في النار.

ثم أمّا بعد :

فيَسُرُّني هذا اللِقاء معَ أبنائنا وأحِبّتِنا وإخوانِنا مِن طلابِ العِلم ـ العِلم الشرعي ، العلم النبوي ـ الذي جاءَ بِهِ محمد ـ صلى الله عليهِ

وسلم ـ وحدِيثُنا معهُم في ( فضلِ العِلم ) فنتحدّث بما يَمنّ الله بِهِ علينا مِن بيانِ هذا العِلمِ ومِيزاتِهِ وميزات أهلِهِ وماذا يَلزمُهُم من

هذا العِلم الذي أكرمَ اللهُ به هذِه الأمة ورفعَ مِن شأنِها وجعَلها خير أمةٍ أُخرِجت للناس يأمُرون بالمعرُوفِ وينهون عن المُنكر ، تَتَأتّى

هذِهِ الخيرِية لهذه الأُمة ولا أن يتسلّموا مرتبة الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المُنكر إلا عن طريقِ العِلم ، العِلم بكتاب الله وبسنةِ رسُولِ

الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ واقتِفاء آثارِ السلف في تعَلّمِ كتاب الله وحِفظِهِ وتَعلّم سنة رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ وحِفظها

ونشرِ معاني القرآنِ والسنة .

فنحنُ إن شاء الله نقتَفي آثارَهُم في دِراسةِ كِتابِ الله والتفَقُّهُ فيه وفي دِراسة سنة رسولِ الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ والتَفَقُّهُ فيها

والعمَل بما حثَّ عليهِ القرآن والسنّة ، العمل بِهِ على الوجهِ المُطابِق لمُرادِ الله ولِمُرادِ رسولِهِ ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ لا بِحسبِ الأهواء

وإنّما على الفهمِ الصحِيح المُوافِق لمُرادِ الله تبَاركَ و تعالى ولِمُراد هذا الرسول .

منزِلةُ العلم رفيعَة وأهلُهُ رُفَعاء ولهُم درجاتٍ رفيعَة ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ العلم ليسَ بالسهل

ولا بالهَيِّن ، العلم منزِلة عظيمة ، العلمُ وِراثةُ النُبوّة فحملةُ العلم هُم ورّاثُ الأنبياء ـ عليهِم الصلاة والسلام ـ في فهمِ الرسالات التي

أوحاها الله إلى هؤلاءِ الرُسُل الكِرام ـ عليهِم الصلاة والسلام ـ وفي التَمسّكِ بها وتطبيقِها على الوجهِ الذي يرضاهُ الله ويحِبُّه سُبحانه

وتعالى .

هذا العِلم هو الذي يمدَحُهُ الله ويُثني على أهلِهِ ويَعِدُهُم بِرِفعَةِ الدرجاتِ عندَهُ سُبحانهُ وتعالى ، فلنَحرِص أنْ نكونَ مِن وُرَّاثِ الأنبِياء

عِلمًا وعملَا ، واعتِقاداً ومنهَجَا ، لا مُجرّد حمل العِلم وإنّما العلم والعمَل بِهِ على مُرادِ ربنا سبحانه وتعالى .

والعلمُ كما يقُول الإمامُ البخاري ﴿ بابُ العلم قبلَ القولِ والعمَل فالعلمُ أساس للأقوال والأعمَال ، فيَجِب أنْ تُراعِيَ في كلِّ ما

تتَفوّه به وتقُولُه أنْ تُراعيَ فيهِ العِلم ﴿ مَن كانَ يُؤمِن باللهِ واليَومِ الآخِر فليقُل خيراً أو يَصمِت لا يتَكلم المُؤمِن العالِم الذي يحتَرِمُ

العِلم ويحتَرِم الرسالَة التي حملَت في طيّاتِها هذا العلم ، يتحلى بهذا الأدَب العَالي أنهُ لا يقُولُ إلا خيرا ، فإذا لم يَجِد مجالا لكلِمة الحق

فعليهِ أنْ يصمِت ولا يتكلم بالفُحش ولا يتكَلم بالباطِل ولا يتَكلم في الغِيبة ولا في النّمِيمة ولا في الإشاعَات الظالمِة الفاسِدة .

المُؤمِن التقي العالِم يُراعي العِلمَ والتَوجِيهات الربّانِية في هذا العِلم مِن الكِتابِ والسُنة ، يُراعي حركاتِهِ وسكناتهِ وأقولهُ وأفعالهُ لأنَهُ

يشعُر بأنهُ ﴿ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ هذا هو العِلم النافِع المحمُود عند الله تبارك وتعالى ، والمحمُود أهلُه ، أنهُ يُراقِبُ

الله تبارك وتعالى في أقوالِهِ وفي أفعالِهِ وفي عِبادتِهِ يُخلِصُ فيها لله ويعبُدُ الله كأنَهُ يراه فإِن لم يَكُن يراه فإنهُ يعتَقِد أنّ الله تبارك وتعالى يراه

ويَعلم حركات نفسِهِ وحركات وخرجات قلبِهِ ، يُدرِك هذا لأنهُ مُرهَبُ الحِسّ شدِيدُ المُراقبة في عِبادتِهِ وفي سائرِ شؤونِ حياتِهِ .

العِلم ليسَ المفصُود منهُ مُجرد الدِراسة وحَمل الشهادات إنما المقصُود منهُ الفِقهُ فيهِ ، الفِقهُ لِعقائِدِهِ وعِباداتِهِ وأخلاقِهِ وآدابِهِ وكلُ ما

يتعلق بحياة المُؤمِن ، يجب أن يُقِيمَها المُؤمِنون في ضوءِ كِتابِ الله و سُنة رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ فعِبادتُهُ يُخلِصُ فيها لله

لأنّ الله أمرَهُ بالإخلاص ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ يجبُ

أن نُربِّيَ أنفُسَنا وأبنائنا وطُلابنا ومَن يُمكن أن يصل إليهِ صوتُنا وكلِمَتُنا ، فلنُربيهُم على احتِرامِ العِلم وعلى تقوى الله ، تِلك الأوامِر

بتقوى الله في كِتاب الله وسنة رسولِ الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ .

المقصُود مِن العِلمِ طاعةَ الله تبارك وتعالى وطاعةُ رسولِهِ وتَصدِيقُ أخبار الله وتصديقُ أخبارِ الرسول ـ عليهِ الصلاة والسلام ـ فلا يصِلُنا

خبرٌ مِن القرآن أو مِن السنة الصحيحة عن رسول الله إلا ونُؤمِنُ بِهِ ونُكِلُّ له كلّ احتِرام وتعظيمٍ وإجلال ، وهذا كان حالُ الصحابة

الكِرام والسلفُ الصالِح فإنهُم كانوا يُقدّرون هذا العِلم ويُقدرون العُلماء ، ومِن تقدِيرهِم للعِلم أنَّ الرجُلَ كان يَرحَل مِن مشارِق

الأرضِ إلى مغارِبِها ومِن شمالِها إلى جَنُوبِها لأجلِ حديثِ رسولِ الله عليهِ الصلاة والسلام والتفقُه في القُرآن الكريم بل كان الرَجُل في

عهدِ الرسول عليه الصلاة والسلام يرحَل مِن أنحاءِ الجزِيرة إلى رسُولِ الله عليهِ الصلاة والسلام ليتعلّموا منه أمُورَ دينِهِم فيُصبِحُون

عُلماء ومِن الدُعاةِ إلى اللهِ تبارك وتعالى وكان التابِعُون يرحَلوا بلِ الصحابة رحَلوا بعدَ النبي عليهِ الصلاة والسلام ، رحلَ جابِر من

المدينة إلى الشام مِن أجل حديثٍ واحِد ورحل أبو أيوب ـ رضي اللهُ عنهُ ـ مِن المدينة إلى مِصر مِن أجلِ حديثٍ واحِد ولمّا سمِع هذا

الحديث الذي يَنشُدُه لوا زِمَامَ ناقَتِهِ وعاد إلى المدينة لم يقَر لهُ قرَار مع العلمِ والإيمان ، وهكذا كان أئمةُ الحديث والتفسِير والفقه

يرحَلُون من مشارِقِ الأرضِ إلى مغارِبِها لتعلُمِ هذا العِلم ، لماذا ؟ لأنهُم عرفوا قدرَ و منزلةَ و شرفَ العِلم في الدُنيا والآخرة وأنَّ الله

يرفعُ أهلهُ درجات ، ومِن شرفِ العِلم أنَّ الله سُبحانه وتعالى لم يأمُر رسولهُ أنْ يطلُب الدنيا وإنما أمَرَهُ أن يطلُبَ المزيدَ مِن العِلم

﴿ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً ما قال زِدني مالا ولا دُنيا ولا سلطانا ـ عليهِ الصلاة والسلام ـ ، هذا مِن أوضحِ الأدِلة على شَرفِ العِلم

ومكانَتِهِ عِندَ الله ورسُولُ الله أعلم العُلَماء ـ عليهِ الصلاة والسلام ـ ومعَ ذلِك يُرشِدُهُ ربُّه أنْ يطلُبَ الازدِيادَ مِن العِلم .

حيـــــدر 11 Dec 2007 04:53 PM

فينبغي أن يطلبَ هذا العِلم كما يُقال مِن المهدِ إلى اللَحد ، لا يرى نفسِه في يومٍ من الأيام أنهُ عالم وأنهُ قد أخذَ حظّهُ مِن العِلم ، بل


هو يطلُبُ المزِيد إلى آخِرِ أنفاسِهِ ، آخرِ لحظات حياتِهِ مِن المهدِ إلى اللَحد والعِلم كما يقولُ الإمام أحمد ﴿ الناسُ أشَدُّ إليهِ حاجة مِن

حَاجتِهِم إلى الطعامِ والشراب لأنهُم يكفيهِم في اليوم أكلَة أو أكلتين ولكِنَّ العِلم نَحتاجُهُ في كلِ لحظة وفي كلِّ نَفَسٍ مِن أنفاسِنا ،

هؤلاءِ قالوا هذا الكلام أدركُوا قيمةَ العِلم وأدرَكوا قيمة العمل ، وينبَغي أنْ يكونَ عِندنا من الفِقهِ والوَعيِ والهِمَمِ العاليَةِ ما يجعَلُنا

نرى منزِلة هذا العِلم ومكانَتَهُ ومكانة أهلِهِ مَن أرَادَ الله بِهِ خيراً يُفَقِههُ في الدّين ، تتَجِه لطلَبِ العِلم والتفقُه فيه والعمل بهِ هذا مِن

العلامات والأمارات الدالَة أنَّ الله قد أرادَ بهِ خيراً ، تسْتَبشِر وأحسِن الظنَّ بالله تبارك وتعالى وأخلِص للهِ تبارك وتعالى في قولِك

وعملِك وعِلمك ولا تَغْتَّر ، فنعوذُ بالله مِن الغُرُور ، ولا نأمَن مَكرَ الله ﴿ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ والمُؤمِن يخشى

دائِماً أنْ تتَغَير حالُه ﴿ يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك وكان رسول الله يُكثِرُ مِن هذا الدُعاء فقالت لهُ عائشَة يا رسول الله

أراكَ تُكثِر مِن قول ( يا مقلِّبَ القلوب ثبت قلبي على دينك ) قالت هل تخافُ علينا يا رسول الله قال ﴿ كيف لا وقلوب بن آدم

بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ،هذا والله فِقه ، لا يأمَن الإنسان على نفسِهِ لأنَّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى

الدّم ، فليكُن حارسًا لقلبهِ وعَقلِهِ وعِلمِهِ حراسةً شدِيدةٍ أشدَّ مِما يحرُسُ مالَهُ وعِرضَهُ ومَن أُسِدَ إليهِ ولايَة أمرِهِ ، يجِب أنْ يهتَم

بِحراسَة قلبِهِ قبلَ كلِ شيء ﴿ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ وقد أشادَ القرآن

كثيراً بالعِلمِ والعُلماء قال تبارك وتعالى ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء العُلماء العَامِلون ، العُلماء الذين استفادوا مِن هذا

العِلم فعرفوا اللهَ بِأسمائِهِ وصِفاتِه عرفوا الله وعظّموه مِن خلالِ معرفَتِهِم بأسماءِ الله وصِفاتِهِ التي قلَّ ما تمُرُ آية مِن آيات القرآن إلا وفِيها

شيء مِن صِفات الله وأسمائِهِ فيقرأ القرآن وتَمُرّ عليهِ هذِهِ الصفات وكُلما مرّ بآية ازداد إيماناً ، وخاصة آياتِ التوحيد وآياتِ الأسماءِ

والصِفات ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ

يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ فأولئك المُؤمِنون الذين احتَلوا هذهِ المَرتبة العظِيمة التي نوّهَ الله عنها ، عُلماء عامِلون حقاً

ـ فقهاء ـ يفقهُون كِتاب الله وكُلما تُلِيَت عليهِم آية ازدادوا إيمانًا حتى يصيرَ إيمانُهُم أمثال الجبال ، يزداد ويزداد . . . وهكذا في نُمُو

مُضطرِب وازديادٍ عظيم ، هؤلاءِ العُلماء الذين يُشيد الله بمكانَتِهِم لأنهُم يتفقهُون في كتابِ الله ويَزدادُون بتِلاوتِهِ وآياتِهِ إيمانًا . . ،

كما قُلنا يتأملون آياتِ التوحيد وآيات الأسماءِ والصِفات وآيات توحِيد العِبادَة وآيات الوعد و الوعِيد وهي كثيرةٌ في القرآن الكريم

وأوصاف الجنة ولما فيها مِن النعِيم لأهلِها من القُصور والحور والبِناء والأنهار . . إلخ والنار ولِما فيها مِن أغلال ومشاكِل وعذابٍ

شدِيد والعِياذُ بالله ، فيُؤمِن بالجنة ويزدادُ شوقاً إليها ويُؤمِن بالنار فيزدادُ هربًا مِنها لأنهُ مؤمِنٌ عامِلٌ عالِم ، هذا الطِراز هو الذي يرِيدُهُ

الله تبارك وتعالى .


هذهِ النُفُوس العظِيمة والأرواح العالِية هي التي يريدُها الله مِنّا أنْ نُربّيَ أنفُسَنا على كِتاب الله وعلى سنة رسُولِ الله ـ عليه الصلاة

والسلام ـ وأن نعرِف فيها ما ذكرناه مِن أصناف التوحيد وأنواعِهِ وأصنافِ الوعدِ والوعيد والحلال والحرام والأخلاق العالِية التي

يجِب أنْ يهتَم بِها المُسلِم كما كان يهتَمُ بِها رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ الذي شهِدَ لهُ ربّه أنهُ على خُلُقٍ عظيم ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى

خُلُقٍ عَظِيمٍ ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، وأخلاقِ رسول الله دُوّنَت في الدواوين العظيمة مِن صبرِهِ وحِلمِهِ ورِفقِهِ ولينِهِ ومُرُوءتِهِ

وشرَفِهِ ورحمتِهِ وهو لنا أسوَة في كل هذه الخصال ، يجِب أنْ نتحَلّى بِها ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو

اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً فكونوا مِن هذا الطِراز العالي .

يا معشرَ الشباب : والأمة تحتاج إلى هذِهِ النوعِيَات التي تفقه كتاب الله وتجعَل نصُوصهُ ونصُوص السنة نُصبَ الأعيُن في العقِيدة

والعبادة والسياسَة والانتماء والأخلاق وفي الاتصال بِكل شُؤون الحياة ، لا يَخطُ خطوة ولا يَقدِم على عمل إلا على بصِيرة ومعرفة

وبالعمَل والتطبيق يُحفظ العلم وكان السلف يقول إذا أردتَ أن تحفظ النص فاعمَل بِهِ فإنّ العمل يُثبّت العلم ، وإذَا كان يقرأ ويمشي

ولا يعمَل فإنه يضيعُ العلم ، فَأوصيكم بحِفظ العِلم بالحِفظ الواقِع فِعلا ثم الحِفاظ عليهِ بالعملِ والتطبيق ، تُصلي فكأنَمّا رسُول الله أمامَ

عينَيك ﴿ صَلوا كَمَا رأَيْتُمُوني أصلِي (1) ، فتُصلي وأنتَ تستَحضرُ رسُول الله وصلاتُهُ ـ عليه الصلاة والسلام ـ (2) ، على هذا

المِنوال الإنسان دائمًا ـ يعني ـ تعالِيم رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ وسُنته وتصرُّفاتُه كأنها نُصبَ عينيه ، هذا العِلم الذي يُشيدُ

الله بهِ ويُثني على أهلِهِ ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ بِمُجرد العِلم فقط ؟ يحفظ ويمشي ؟ لا، يعلَم

ويعمَل ويُربّي ويدعوا إلى هذا العِلم ويدعوا بهذا العلم ويدعوا إلى ما تضمنهُ هذا العلم مِن عقائد وعِبادات وأخلاق ، هذا العِلم الذي

يُشيدُ الله بِعلمِه ، وهذِه الجماعة الذين شهِد الله لهُم أنهُم هم الذين يخشَونهُ ، حَصر الخِشيةَ فيهِم

﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء(3) .

وردت أحاديث كثيرة في العِلم عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ مِنها ما قال ( ... ) مُعاوية ـ رضي الله عنه ـ ﴿ مَن يُرِد الله بهِ خير

يُفقِههُ في الدّين ومِنها حديث ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ ﴿ لا حَسَدَ إلا في اثنَتَين : رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مالا فسَلَّطَهُ على هلكَتِهِ في

الحَق ، ورَجُلٌ آتاهُ اللهُ الحِكمَة (4) فهو يقضي بِها ويُعَلِّمُها ( ... ) أنفَع الناس للناس ، إنسان أعطاه الله مالا جزِيلا فهُو ينفِقُهُ في

وجُوه الحق والخير ، لا يبذِّر ولا يُسرف ولا يُنفق في وجوه الحرام ولا بما يسخط الله إنمّا هذا المال كلهُ يصُبُّه في اتِّجاهٍ واحِد الاتِّجاه

الذي يُرضي الله تبارك وتعالى في الحًق ، وآخَر عالِم عامِل أعطاهُ الله الحِكمة وهو العَقل والعِلم ويُعلِّمُ الناس عقائِدَهُم وعِبادتهم

وأعمالِهِم .. ، فهؤلاء الذين يجوز للمُسلِم أن يَغبَطهُم لأنّ الحسد هذا معهُ الغِبطَة وهي أن تتمنى مِثل ما حصل لفلان مِن العلم أو

تتمنى أنْ تكُون عالما مثل فلان فأعمَل مثلَ عمَلِهِ ، هذا لا حرجَ فيه ، الحسد المذمُوم أنْ تحسَد الشخص على ما آتاهُ الله مِن الخير مِن

مال أو غيرُهُ وتتمنى زوالِ هذهِ النِعمة عنهُ فهذا هُو الحَسد الخبيث المذمُوم أهلُه ـ بارك الله فيكم ـ أمّا الحسد مع الغِبطة أن تتمنى مِن

الخير مثل ما حصل لهذا الرجُل من الخير والمال أو ممّا حصلَ لِفُلان مِن الخير والعِلم أن تكون مِثلَهُ في العِلم النافِع والعمل الصالِح

والدعوة إلى الله والتربِية على هذا العِلم ، هذا مشرُوعٌ فيهِ الغِبطَة ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ أمور الآخِرة يُشرع فيها

التنافُس (5) .


ويقُول الرسُول ـ عليه الصلاة والسلام ـ ﴿ مثلُ ما بَعثَني الله بِهِ مِنَ العِلمِ والهُدى كَمَثلِ غيْثٍ أصَابَ أَرْضاً فكَانَت مِنهَا طائِفَةٌ طَيّبَة

قَبِلَت المَاء فأَنبتَتِ الكلأ والعُشبَ الكَثِيف ، وكَانت طائفةً مِنها أجادِب أمسَكتِ المَاء فانتَفَعَ بِهَا النَاس فشَرِبوا وسَقوا وزرعُوا ،

وكانت طائِفةٌ أخرى إنما هِي قِيعاَن لا تُمسِكُ ماءً ولا تُنبِتُ كلأَ فذلِك مَثَلُ من فَقُهَ في دينِ الله فنَفَعَهُ الله بما أرسلني بِهِ فعَلِم وعلّم

ومثلُ مَن لم يرفع بذلك رأسا فشبّهَ العِلم بالغيث لأنّ حياةَ الناس بالمطَر وبالعِلم ، فالعِلم تحي بهِ القُلُوب والمَطر والغيث تحي بهِ

الأبدان ، وبعضُ القُلُوب مثل الأرض الطيّبة التي تقبَل الماء وتُنبِت وتُعشِب ويرعَى الناس ويأكُلون ويطعمُون و يَشرَبون . . ، وناس

قُلوبُهُم يعني تعي العلم لكن ما عِندها ذاك الفِقه لكِنها في نفس الوقت لها ميزَة أنها تعي هذا العِلم وتُبَلِّغُه إلى الناس كما هُو فَيَنْتفِع بِهِ

الناس مِثل الأرض التي تحبِس الماء فيَشرِب الناس مِنها ويسقُون ويزرَعون ، وطائِفة أخرى ثالِثة كالأرض السبِخة والأرض الملساء التي

لا تُمسِك مِن الماء شيئاً مهما ما صبّ مِن الأمطار لا تُمسِكُ منهُ شيئا ولا تُنبِت كلأ فهذِه مثل القلوب التي لا تعي عنِ الله شيئاً ، لا

تُقبِل على عِلم ولا تحفظهُ ولا تريدُهُ ـ نعُوذ بالله من ذلك ـ .


فاحرِص يا طالِب العلم أن تكون واحِداً من الاثنَين السابِقين ، إمّا علم وفقه ودعوة وإما علمٌ وإنْ ضَعُفَ الفِقه ، فهُو نافِع يأتي بالبلاغ

والتبلِيغ وتأدِية هذه الأمانة ـ أمانة العلم ـ إلى الناس فرُبَّ مُبلغ أوعى مِن سامِع ﴿ نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه كما سمعه فرب

مبلغ أوعى من سامع فهذا الذي حَفِظ العِلم ونقلَهُ إلى غيرِهِ قد يكون فيهِ من هو أفقهُ مِنهُ فَينفعُ الله بِهِ ـ بارك الله فيك ـ بِنقلِه لهذا

العِلم ، بِخِلاف مَن لا يقبَل العِلم ولا يقبل هذا الهُدى ـ والعِياذُ بالله ـ مثل الأرض السبِخة لا تقبلُ ماءاً ولا تُنبِتُ كلأ .

فهذا مِثالٌ عظيم للعِلم وأصناف الناس منهُ وكيف يستفِيدون وكيف يُحرمون الاستفادة مِنه ـ فنعوذُ بالله من الحِرمان ـ .

فهذِهِ بعضُ الأحاديث عنِ الإشادة بالعِلم وعن آثارِهِ النافِعة وعن حِرمان من لا يهتم بالعِلم وحالِهِ السيئة ـ والعياذ بالله ـ وقد يكُون

هذا كافِرًا أو فاسِقًا أو مُبتدِعًا لا يهتم بالعلم ـ والعياذ بالله ـ

ومِن الأحاديث التي وردت في شأنِ العِلم قول النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ ﴿ بلغوا عني ولو آية وتحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج

ومن كذبَ عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار فأنتَ مأمورٌ بتبليغِ العِلم الذي يأتيك وتنالُه وتُبلِغُهُ كثيرًا كان أو قليلا وإيّاك و

الكذِب على رسُول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ فإنّ بعض الناس قد تدفَعُهم العواطف العمياء والجَهل إلى الكذبِ على رسولِ الله

ـ صلى الله عليه وسلم ـ بِأن يقول قال رسول الله كذا وكذا فينقُل حديثًا مكذوبًا ، هذا إمّا أن يخترِع حديثًا فيكُون قد كذبَ على

الرسول مُتعمِداً فليتبوأ مقعدهُ من النار ، وإمّا أن ينقُلَ حديثًا اخترَعهُ غيرُه فيصدُق عليهِ ﴿ مَن روى عني حديثًا يُرى أنهُ كذب فهو

أحل الكذّابين على أحد الروايات .

فناقُل الكذبِ كاذِب ، فإذا رَويت حديثًا كذِباً على رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ فأنت أحدُ الكاذِبَيْن ـ والعياذ بالله ـ ،

فاحرِص على تبليغِ العِلم على الوجهِ الصحيح وبالأمانة التي حمّلها الله تبارك وتعالى السموات والأرض فأبيْنا أن يحمِلنها وحملها

الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا وجاءت نصُوص في وعِيد من يطلُب العِلم ولا يُبلِغهُ قال الله تبارك وتعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا

أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ يكتُم هذا الهدى وهذِه الآياتِ

البيّنات التي أنزَلها الله لهِدايةِ الناس ولِيستَفيدَ مِنها الناس ولِيقِيموا عليها عباداتِهم وأعمالِهِم وحياتَهُم ، فيكتمُ هذا العِلم فهذا يستحِق

هذا اللعن وهذا الوعيد الشديد ، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ

يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ويقول الرسول ـ عليه الصلاة والسلامـ ﴿ من سُئَل عن عِلمٍ فَكَتَمَهُ ، ألجَمَ يومَ القِيامَة بِلِجامٍ مِن

نارـ والعياذ بالله ـ فإذا بلغَكَ شيء مِن العِلم في العقيدة أوالعبادة أو الحلال أو الحرام فبلِغ الناس بالحِكمةِ والموعِظة الحسنة ﴿ ادْعُ

إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فنحنُ مأمورون بالدعوةِ إلى الله تبارك وتعالى وبالأسلوبِ

الطيّب والمُقنِع وبالحُجة الواضحة وبالحِكمة واللُطف واللين وغيرُ ذلك ، كما كان رسول الله وصحابتهُ الكِرام وتبليغ هذا العِلم

مقرون بهذِه الأخلاق العالية والصِفاتِ النبيلة دين و رفق ﴿ ما كان الرِفق في شيءٍ إلا زانه ولا نُزِع من شيء إلا شانه و ﴿ إن الله

رفيق يحب الرفق في الأمر كلهِ فنحنُ مُكلّفون بالدعوة إلى الله تبارك وتعالى ، الذي نتعلّمُه نُبلّغُهُ للناس ولو كان لآيةً واحِدة يُرافِقُهُ

أخلاقٌ عالِية وشرٍيفة أخلاقُ محمدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي اقتبسنها مِنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا

السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ

عَظِيمٍ فنحنُ مأمورون أن نتعلم ، علَينا أنْ نتعلّم وأن نعمَل وأنْ ندعوَ إلى اللهِ تبارك وتعالى بالطُرق التي بيّنها الله لنا وبيّنها رسوله

وطبّقها ـ عليه الصلاة والسلام ـ وطبّقها صحابَتُهُ الكرام مِن بعدِهِ إذ نشروا الإسلامَ في الدُنيا كلِها في مُختلفِ الشُعوب ، أكثر ما تمَّ

انتشار هذا العِلم والخير عن طريق الأخلاق والصبر والحِلم والأمانة والصِدق والمُروءة والشرف ( ... ) والوفاء بالعهد وما شابه ذلِك

هذِه الأخلاق ظهرت بالناس فجاءت الشُعوب تُقبِل بِقلُوبِها وأسماعِها وأبصارِها على هذا الهُدى والنور الذي كان يحمِله أصحاب

محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنتُم تشدون الرّحال مِن أفاقٍ بعِيدة إلى الجامِعةِ الإسلامية وتنهلون من هذا العِلم .

وأقول لكُم بِهذه المُناسبة : إنّ منهج الجامِعة الإسلامية منهجٌ عظيم ووضعهُ أئمةٌ أعلام ، وضعُوها لإعادةِ مجد الأمة الإسلامية على ما

كان عليه في عهدِ رسول الله وأصحابهِ ، على الكِتاب والسنة وعلى منهجِ السلف الصالِح ، وبعدَ أن رأوْ أنّ العَالَمَ الإسلامي في

وضعٍ مؤلِم جداً مِن الجهل وانتشار البِدع والخُرافات وضياع التوحيد ومكانتُه إلا مَن سلّم الله تبارك وتعالى ، فأُنشِئت هذِه الجامِعة

لقصدِ تجديد الإسلام على أيدِ خِرِّيجي هذهِ الجامِعة كلٌّ يعودُ إلى بلدِه ، بعض الناس يتعلّم ويجلِس هنا ما يأخُذ بقول الله تبارك وتعالى

﴿ فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ وكأنّه في عهدِ رسول

الله يشدُّون الرحال إلى رسول الله يتعلّمُون منهُ ( ... ) ثم يعودون إلى بُلدانِهِم لِيُبلّغُوهُم رسالةَ الله تبارك وتعالى ﴿ فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ

فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إذا رجعوا إليهم ، الإنذار يتم بالعِلم والحُجة والبُرهان فيرجعُ وعِندهُ الحُجج

والبراهين وعندهُ العِلم الصحيح والعقيدة الصحيحة فيُحاول إصلاح ما استطاع في بلدِهِ (6) ، والدعوة التي خلت مِن الحِكمة ومِن

العِلم والحُجة تصير وبالا على صاحِبِها وعلى الناس .

والأخلاق لها آثارُها البعِيدة والعمِيقة ولِهذا يَحُثُّ الله عليها ويحثُّ عليها رسولهُ ـ عليه الصلاة والسلام ـ وكان يتعامَل رسولُ الله مع

الناس بِهذِه الأخلاق (7) .

أسأل الله تبارك وتعالى أن يَرزُقَنا وإيّاكُم العِلم النافع والعملَ الصالِح وأنْ يجعلنا مِن الدعاةِ إليه المُخلصين لهُ في أقولِنا وأفعالِنا وأعمالِنا

وأنْ يجعلنا هُداةً مهديين إنّا ربّنا سميعُ الدعاء وصلى اللهُ على نبينا محمد وعلى آلِهِ وصحبِه وسلم والسلامُ عليكم وبركاته .

حيـــــدر 11 Dec 2007 04:54 PM

المقدم : جزى اللهُ فضِيلة الشيخ خيراً ونفعَنا وإياكُم جميعًا بِما سمِعنا وجعلنا وإياكُم مِمّن يستَمِعُ القول فيتبِعُ أحسنهُ ، والأسئلة معشرَ

الإخوة كثيرة وهذِهِ قد فرزتُها ، والكثير الكثير هو بين يديَّ وقليلٌ مِنهُ هو هذا الذي ترون المكرور لأنّ الأسئلة تقدّمت في الفرزِ

مثله ، وأمّا هذِه التي ترون هي عبر الشبكة ولعل الله سُبحانه وتعالى أن يُبارك في الوقت ونختارُ مِنها فنبدأُ بهذا السؤال :


يقول السائل : فضيلةَ الشيخ السلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته ، كيفَ نجمَعُ بين قولِهِ ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ في فضلِ الصحابة

﴿ لو أنفقَ أحَدُكُم مِثل أحُدٍ ذهباً .. الحديث ، وبين قولِهِ في المُتمَسّكِ بدينِهِ في آخرِ الزمان بِأن أجرهُ يعدِلُ أجرَ خمسين مِن

الصحابة وجزاكم الله خيرًا .

الشيخ : بسم الله والحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله ، هذا الحديث أنا درستُهُ يا إخوة وفي الجملة صحيح إلا جُملة ـ خمسين

منا أو منهم قال مِنكُم ـ هذِهِ الجُملة فيها نظر ، أنا لا أذكُر الآن سبب ضعفِها درستُها منذُ مدة طويل ـ بارك الله فيكم ـ ووافقتُ

الشيخ الألباني ـ رحِمه الله ـ في تصحيح هذا الحديث إلا هذِهِ الجملة ـ خمسين منّا أو منهم ، قال منكم ـ فهذِه فيها نظر ، ثانيًا على

فَرض صِحّتِها هذا الأجر فيما عدا الصُحبة الصُحبة منزلة عظيمة لا تُلحق ، لا يُمكن أنْ يلحقَ الصحابة فيها أفاضِلُ التابعين فضلا

على من بعدهُم لأنّ الرسول يقول ﴿ خيرُ الناس قرني ثم الذينَ يَلونَهُم ثم الذينَ يَلُونهُم ثم يأتي بعدهُم قومٌ يَشهَدون ولا يستشهَدون

وينذرون ولا يفون ويكثر فيهِم السّمن فخيرُ القرون قرنُهُ ـ عليه الصلاة والسلام ـ ثم الذين يلونهُم وهم التابعون ، ثم الذين يلونهم

وهم أتباع التابعين ـ رضي الله عنهُم ـ هؤلاء خيرُ القرون ، التابِعون مثل : سعيد بن المسيّب وعُمر بن عبد العزيز والزُهري وغيرِهم

على اختِلاف طبقاتِهِم لا يُمكن أن يلحقوا أدنى صحابي مِن صحابة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى إنّ ابن المبارك سُئِل أيهما

أفضل : مُعاوِية أو عُمر بن عبد العزيز قال :﴿ لا الغُبار الذي دخلَ أنف مُعاوية وهو يغزوا مع رسولِ الله أفضل مِن عُمر بن عبد

العزيز على كلِّ حال الذين هُم في آخر الزمان الغُرباء ( ... ) أنواعِ الأذى والكذِب والإشاعات والفِتن والمشاكِل مأجورون إن

شاء الله ولهُم أجرٌ عظيمٌ عند الله تبارك وتعالى ، ويُمكن أن نقول خمسين من غير الصحابة على القول بِعدم صحّة ـ مِنكم ـ بارك الله

فيكم .

على كل حال الصُحبة لا تُلحق فأدنى الصحابة وأصغرهُم وأقلُهم شأنًا ـ وليسَ فيهم من هو قيد الشأن ـ رضي الله عليهم لا يلحقُون

في فضيلةِ الصُحبة .

المقدم : أحسن الله إليكُم ، وهذا السائل عبر الشبكة مِن السُويد يقول : السلام عليكم ، نحنُ في السُويد نُريد أن نُحضر مشايخ

الدعوةِ السلفية ويقولُ شخصٌ : يجبُ إحضارِ العُلماء فقط ، مع العِلم أنهُ مِن الصعب إحضارُ العُلماء ، فهل هذا القولُ صحيح ؟

يعني في توقُف الدعوة على عدم حضور العُلماء ؟ وبارك الله فيكُم .

الشيخ : الدعوة لها شُروط ﴿ قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

والبصِيرةُ هي العِلم ورسولُ الله يتحلى بهذهِ البصيرة وأتباعُهُ في الإيمان والعمل والدعوة عِندهم هذه البصيرة ، فمن كان عِندهُ علمٌ

وبصِيرة فليذهب إلى أوروبا إلى فرنسا ، بلجيكا وإلى أي ّ بلد ، يدعوا إلى الله على بصِيرة ، البصِيرة مِن كتاب الله ومِن سنة رسول

الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ وما هو شرط أن يكون على درجات العِلم ، عِندهُ علمٌ بِما يدعوا إليه وما يُبلّغُه وما يُنكِرُهُ مِن المُنكرات
مِن الشِرك والبِدعِ والخُرافات وما شابهَ ذلِك ، يكون عندهُ أسلحة مِن العلم ، هذِه القضية مِن الباب الفلاني فيها الحديث والآية

الفُلانية . .فيها قول الأئمة فلان . . . عندهُ مِن هذا النوع يتفضل يدعوا إلى الله تبارك وتعالى ، ما هو يلزم أن يكون بن باز أو أمثالهُ

ـ بارك الله فيكم ـ .

المقدم : وهذا يسأل سُؤال يسألُهُ فيهِ صاحِبُه يقول : هناك بعضُ الدُعاة ينتسِب أنهُ مِن طلبةِ الشيخ الفلاني مع انهُ لا يُعلم له جُلس إليهِ

إلا عِدة جلسات لا تتجاوز عدد الأصَابِع فنُريدُ مِنكُم تحديد وإلقاء الضوء ، متى يكون الطالِبُ أو الرجلُ مِن طلابِ ذلِكم الشيخ

ويُعدُّ فيهِم ؟

الشيخ : إذا رجعتَ إلى تراجُم السلف ، يعني شُيوخ هذا الإمام الذي تُرجم له وتلاميذُهُ تجِدُهُم يعُدّون في شُيوخِهم من روى عنهُم

حديث واحِد أو حدِيثين ، وتجِد في ما يعدّون مِن تلاميذِهِ مَن روى عنهم حديث أو حديثين ولكن في الاصطِلاحات اختلفت ـ واللهُ

أعلم ـ فإذا قالَ أنا مِن تلاميذ فُلان .. موهِماً الناس أنهُ درسَ على يد البًخاري ومُسلِم وأبو داود والترمذي والعقِيدة الطحاوية ، فإذا

كان يوهمُ هذا فيجب عليهِ أن يُبعِد هذا عنهُ ، ويُبيّن لهُم مِقدار ما أخذَ عليهِم ، لا يُغرِر بالناس لأنّ كثير مِن الناس يقول أنا درستُ

على الشيخ بن عُثيمين ، بن باز ، الألباني قال شيخُنا قال شيخُنا .. يُوهِم الناس أنهُ مِن تلامِيذهِ الذين لازمُوه وأخذوا مِنهُ العُلوم فإذا

كان ( ... ) فعليهِ أن يُزيل هذا عنهُ ، يقول أنا درستُ عليه في جلسة واحِدة في الكِتاب الفلاني ، قرأتُ عليهِ شيء من مسلم أو من

البخاري أو مِن الأحاديث الصحيحة والضعيفة ، جلستُ معهُ في لِقاء ، يُبيّن للناس ، لهُ أن يقول ( ... ) أنْ لا يُوهِم الناس أنهُ كان

مُلازماً له وأنهُ اخذ مِنهُ كذا وكذا ..

المُقدم : وهذا سُؤالٌ يقول : بارك الله فيكم وأحسن إليكُم ، هلِ السُؤال على الرِجالِ مِن هدي السلف ؟

الشيخ : مِن منهج السلف ؟

المقدم : أي نعم .

الشيخ: نعم السُؤال عن الرجال مِن منهج السلف أنظروا عمّن تأخذون دينَكُم ﴿ إنّ هذا العِلم دين فانظروا عمّن تأخُذون دينَكُم

فيه أناس يسألونَ بِصِدقٍ وإخلاص ، يُريد أنْ يأخُذَ دينهُ مِن الأكفاء مِن أهلِ العِلم والعقيدة والمنهج الصحيح فهذا لهُ أن يسأل ،

وبعضُهُم يسأل للفِتن ، في هذا الوقت كثير مِن الأسئلة ـ ما رأيكم في فُلان . . ما رأيُكم في منهج فلان ـ وليس قصدُهُ الاستِفادَةِ مِنهُ

أو الابتِعادَ عنهُ وإنمّا قصدُهُ شيءٌ آخر هو الإشاعات ونشرِ الفِتن بين الناس ، فهذِهِ الأسئلة لا تجوز لأنها للفتن والأمُور بمقاصِدِها ،

وأمّا إذا كان السائِل يُريد الخير ويُريد أن يتعلّم ويأخُذ دينهُ الصحيح فيجِب أن تدُلّهُ على من يأخُذ العلم ـ بارك الله فيكم ـ

المقدم : وهذا سائِل يعني جاءَ بِحديث أنا أول مرّة أسمعه يقول : هل هذا الحديث صحيح ﴿ مَن طلبَ العِلم في مسجِدِي كان لهُ

كحجةٍ وعُمرة يسأل عن صِحتِهِ ؟

الشيخ: لا أعرِف درجتهُ ، كأنّ مرّ عليّ لكِن لا أعرِف درجتهُ .

أقول لكُم حاجة يا شباب ـ طلاب العِلم ـ : عِندكُم والحمدُ لله ( ... ) مُتوفِرة جدًا للحُصول على الحديث ودرجَتِهِ ـ بارك الله فيكم
ـ عِندكم الانترنيت فيها كُتب مُخزنة وبرامج ، سهل لكُم ، المعلُومة ( ... ) عِنكُم كتُب الشيخ الألباني ـ بارك الله فيكُم ـ عِندكم

كتب الحافظ بن حجر وكتب ابن تيمية وابن القيم ، كتب أئمة الدعوة .

المُقدم : نعم ، وهذا سُؤالٌ آخر عبر الشبكة يقول : أيّهم أحسن طلبُ العِلم مع المُجاهَدة لتركِ المعاصي ـ يعني عِندهُ بعض المعاصي ـ

أو نتوقّف حتى نترك المعاصي ؟

الشيخ: تتوقف عنِ المعاصي وأطلب العِلم ، توقفتُ إلى الله عزّ وجلّ مِن الذنوب والذنوب تُمِيتُ القلوب ـ والعياذ بالله ـ فتُب إلى الله

عزّ وجلّ مِن المعاصي وأطلب العلم ـ بارك الله فيكم ـ فإذا قلتَ لا أطلبَ العِلم حتى أتوب أو حتى أتخلص مِن المعاصي وأنت مُتمادي

في ذلِك فقد لا تصِل إلى درجةِ العِلم فتموت ـ والعياذ بالله ـ قبل أن تصل إلى هذه الدرجة .

المقدم : نسأل الله العافية ، أحسنَ الله إليكُم ،وهذا سائل يسأل فيقول : فضيلة الشيخ يعلَم الله أنني أحِبُّك في الله وسؤالي هو : نرى

كثيرًا مِن إخوانِنا الطلاب مَن لا يحرص على دُروس المشايخ والعُلماء الكِبار المشهود لهُم بِصحّةِ المُعتقد وسلامةِ المنهج ويحرِصُ فقط

على دروس الجامِعة عِلمًا أنّ فيها الخير الكثير مِن أجلِ أن يحصُل على الماجِستير أو حتى يكونُ لهُ منصِبٌ كبيرٌ في بلدِه ، كأن يكون

أستاذًا جامِعيًا مثلا ، فما النصيحة والتوجيه لِمن يُشاهِدُ أو يُشاهَد لهُ مثلُ هذا ؟

الشيخ : طلبُ العِلم يجبُ أن يكون خالِصاً لله عزّ وجلّ ، العِلم من أفضل العبادات ، العِلم أفضل مِن جِهاد التطوّع وأفضل مِن حج

التطوّع طلبُ العِلم ـ بارك الله فيكم ـ فطلبُ العِلم أمرٌ عظيم وعِبادة عظيمة ، يجِب أن يُخلِص فيها الإنسان لله عزّ وجلّ لا يُريد

بِذلك إلا وجه الله والدارَ الآخِرة ، فإذا طَلَبَ العِلم لغرضٍ من الدنيا هلك ـ والعياذ بالله ـ مَن طلبَ عِلمًا مِمّا يُبتغى به وجه الله لا

يطلبهُ إلا لِغرض إلا لَم يرِح رائحة الجنة أو لا يجد عرش الجنة فالعِلم كالصلاة (8)وإذا طلبت العِلم تُراءِ مثل الصلاة تراءِ فيها ـ

والعياذ بالله ـ فأخلِص في هذا العِلم لا تُريدُ بهِ إلا وجهَ الله لا تُريدُ شهادة ولا غيرها ، تُريد بهذا العلم وجه الله تبارك وتعالى أمّا أن

يكون هدفَك الشهادة مُتناسِيًا الإخلاص لله في هذهِ العِبادة فهذا أمرٌ مذموم وخطيرٌ جِداً على صاحِبِهِ ـ بارك الله فيكم ـ فاطلُب العلم

لله تبارك وتعالى وإذا رزقك الله بالعِلم فعُد إلى بلدك وادعوا إلى الله تبارك وتعالى ثم اطلُب العلم على المشايخ الموجُودين ، فيه مشايخ

في الجامِعة والحمدُ لله فيهِم كفاءة وعِندهم العلم والفضل ولكن ( ... ) تحتاج إلى عِلمِهِم ، لا تستغني فقد كان الشخص الواحد ألف
شيخ أو ألفين شيخ ، يستَكثرون مِن الشيوخ ويوجد عند هذا مالا يوجد عند هذا ، ليسَ هُناك أحد حوا كلّ العُلوم ، فتجِد عند

هذا لغة ولا تجد عند هذا وعِند هذا توسُع في العقيدة أكثر من الذي درسّك وعِند هذا توسُع في عِلم الحديث ماذا تجدون عنده في

دراسة حصة في اليوم تقريبًا ـ بارك الله فيكم ـ فليحرِص الإنسان أنْ يحصُل على العِلم مِن أهلِه سواءً في داخِل الجامِعة أو في

خارِجها .

حيـــــدر 11 Dec 2007 04:55 PM

المقدم : وهذِهِ سائلة تسأل أيضًا عبرَ الشبكة فضيلة الشيخ فتقول : ما حُكمُ دخولِ الحائض المسجِد بِحجّةِ طلبِ العِلم ؟


الشيخ : تدخل للدروس ؟

المقدم : نعم

الشيخ : في حديث ، لا يحلُّ الدخول لمسجد للحائض ولا تقربه ، ولكنهُ ضعيف ومُمكن أن نأخُذ مِن حديث عائشة ـ رضي الله عنها

ـ لمّا قال لها رسول الله ﴿ ناوليني الخُمرة (9) ، قالت إني حائض ، قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ ﴿ ليست حيضتُكِ في يدِك فهذا

يُأخذ مِنهُ أنه ما تدخُل ، عائشة فهِمت أنهُ ليسَ لها الحق أن تدخُل المسجد أو تمُد يدها على المسجِد فقال لها ﴿ ليسَ حيضَتُكِ في

يدك مع أنها لو دخلت ارتكبت خطأً ، فينبغي أنها لا تدخل المسجد ، تجلس خارج المسجِد تستمع ـ بارك الله فيكم ـ وإلا تحبِس

نفسها حتى إذا طَهُرت تحضر حلقات العِلم .

المقدم : أحسن الله إليكم ، وهذان سُؤالان حول بعضِهِما يسألان عنِ المنهج الذي ينبغي لطالِبِ العِلم السيرَ عليهِ إذا حصلَ خطأٌ مِن

بعض المشايخ وهُم مشايخُ وعلماء ويسمع بعض طلابِ العِلم ينبِزُهم ويقعُ فيهِم أو يطعنُ فيهِم ، فما توجِيهكُم لِمثلِ هذا ؟

الشيخ : الشيخ يطعن في بعض الناس ؟

المقدم : لا ، الطلبة ، بعض طلبة العِلم .

الشيخ : يطعن في مَن ؟

المقدم : يقول ، يعني هذان سُؤالان حول بعضِهِما ، يسأل كل واحِد منهما عن موقِف طالب العلم والسنة معَ المشايخ ، خاصةً إذا

حصَل مِن بعضِ هؤلاء المشايخ خطأ

الشيخ : خطأ ، غيرَ سبّ الآخرين .. ؟

المقدم : نعم ، فيعلم أو يرى بعض هؤلاء أنهم يقعون في هؤلاء الأشياخ ، فيرجوا أنْ يُبينَ المنهج الحق في هذا .

الشيخ : يُبين المنهج الحق في هذا ؟

المقدم : نعم .

الشيخ : أنّ العالِم قد يخطأ والعالم قد يجهَل وبعضُ الناس إذا أخطأ العالِم قالوا جاهِل ، هذا منهجٌ هدّام ، مالك كان يُسأل عن أربعين

مسألة فيُجيب عن ثمان مسائل أو أربع أو ست فقط ، ويقول في الباقي الله أعلم . .لا أعلم ، وسألهُ رجلٌ شدّ بحاجة مِن الأندلس عن

مسألة قال لهُ ما قولكم في كذا وكذا قال لا أعلم ، قال له أنا شِدت بحاجة إليك مِن الأندلس وتقول الله أعلم ، قال لهُ كل مالك

جاهِل ... ، فالعالِم الصادِق المُخلِص لا يُبالي أن يُقال فيه عالِم أو جاهل وطالب العِلم يجب أن يكونَ مؤدباً ولا يكون عِندهُ هذا

الميزان الجائِر ، لأنّ الإنسان إذا أخطأ يُخطأ خطأين ثلاثة ، عشرة ، عشرين لا تتنقّصه ، عندهُ عِلم يا أخي وما يعلَم كل شيء ولا

أحاطَ بكل شيء عِلما وما أحَد أحَاطَ بالعِلم ، لا الشافِعي ولا مَالك ولا أحمَد ولا الصحَابة وكان الصحَابة ، قَد يفوتُ أبو بَكر وقَدْ

يفُوتُ عمر وقد يفوت عثمَان تفوتهُم بعض الأحديث ، ويحفَظُها مَن هو دونَهُم ، فلا أحَد يَحتَقِرُهُم ولا أحد يرى أنّهُم جَهَلة ـ والعياذ

بالله ـ يوجد في الساحَة أصناف مثل هذا الشكل ، الإنسان إذا أخطأ خطأ واحِد وإلا جَهَل مسألة ... والله جهل ، هذهِ المناهج هدّامة

يجب أنْ نحترِم العُلماء ونحترمُ طلابَ العِلم وأنْ يحترِم المُسلِمون بعضهُم بعضاً ، وأنْ لا نستحِلّ الأعراض بأقلّ فرصَة تجِدها تنتهِزها

للنيْل مِن أخيك المُسلم .

المقدم : هذا سائلٌ يسأل ويقول : فضيلةَ الشيخ أُشهِدُ الله على حُبِّكُم فيه ، ثم يقول عِندنا دُكتورٌ أشعَريٌ في العقِيدة ومُؤولٌ في

الصِفات وعِندما نُوصِح قالَ أنا لا يُمكِن أنْ أترُك التأويل والسُؤال : هل يُأخذ عليهِ العِلم ، وكيف يكُونُ التعامُلُ معهُ ؟ و جزاكُم الله

خيرا .

الشيخ : أنتَ حُر في الدراسةِ عليهِ أو تركِها ، إذا كان مفرُوض عليك ـ الأزهر مثلا ـ أو في مدرسة غيرُ سلفِية ، فأفضِل أنك تذهب

إلى مدرسة سلفية تتعلم مِنهَا دينَك الصحيح ﴿ إنّ هذا العِلم دين فانظروا عمّن تأخُذون دينَكُم ، والسلف فرّقوا بين أهلِ البِدع

وقسموا بين أهلِ البِدعِ قِسمين : قسم لا يدعوا إلى بِدعِهِم ، عِندهُم شُبه تأثروا بِها لكنهم ليسوا متحَمِّسين لها ولا يَدعُون إليها ،

هؤلاء احتاجَ السلف إلى الأخذِ مِنهم مِن الحديث وغيره ، وآخرون دُعاة إلى بِدعِهم فمنَعوا وحرّموا الأخذَ عليهِم ، فهذا الأستاذ قد

يكون داعِياً إلى بِدعتِهِ مادام يقول أنا لا أستَطيع أنْ أترُك التأويل معناه أنهُ يخوض في الأسماء والصِفات بالتأويل ، ونفسُهُ تُرغِمُه على

الاستِمرار في هذا المنهَج ، فهذا إنْ وجدتَ مِنهُ مفراً فلا تطلب عليهِ العِلم أبداً وإنْ لم تجد منهُ مفراً أنت في بلد فيها جهل وتُريد أنْ

تتعلّم ولكِن بُليت بمثلِ هذا ( ... ) عقيدة ، صُمّ أذنَيك لسماعِ أباطيلِهِ وتأويلاتِهِ ولا ترفع بذلِك رأسًا ، وإن وجدت مخلصاً منهُ

فتخلص ، فهذا مذهَب السلف وهو الحق في التعامُل مع أهلِ البِدع وأنهم قسمين : قِسم لا يدعون إلى بِدعِهم فهذا ما يدعوا إلى

بدعتِه ، عندُ علم ولغة وفقه وحديث لكن ما يدعوا إلى بِدعتِهِ هذا خذ مِنهُ ونحنُ وجدنا هذه الأصناف والدعاة وكنّا نناقِشهُم ،

وجدنا مَن يدعوا إلى بِدعتهِ في خِلال دراستنا وكنّا نناقشهُم ونوقِفُهم عند حدّهِم وآخرون لا يُشير مِن قريب ولا مِن بعيد إلى ما

عِندهُم مِن مُعتقد سالِم وهي شُبهة عرضت عليه ( ... ) فيُقدِّم العلم الصحيح بكُل سلامة ـ بارك الله فيك ـ مِن إيذاء الناس

والإضرار بهم ، وآخرون كنّا نُناقِشهُم والله إذا طَرِح شُبهة بأدب وعِلم حتى يفُك الله بأسهُ .

المقدم : وهذا يسأل يقول : أحسَنَ الله إليكُم ما رأيُكُم في مَن يقُول إنّ التوحيد قواعِد تُعلّم ولا تحتاج إلى وقتٍ كبيرٍ للتعليم ويقول

يُخطِأُ مَن يَقول إنّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جلسَ في مكةَ ثلاثة عشرةَ سنة يدعوا إلى التوحيد ، بل كان يبحث عن جِهةٍ تؤويه

فكيف يُجابُ على هذا ؟

الشيخ: كل هذه الثلاث عشرة سنة يبحث عن جِهات تؤويه ولا يدعوا إلى التوحِيد !! ثلاثة عشرة سنة كان يدعوا إلى التوحيد ونوحٌ

ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوا إلى التوحيد وصالِح وهود و إبراهيم عاشوا حياتهُم كلها دعوة إلى التوحيد يؤكّدُ هذا قول الله تبارك

وتعالى ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ و ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا

إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ورسولُ الله ثلاثة عشرة سنة يدعوا إلى التوحِيد ويُحارِبُ الشِرك إلى آخر نفَس مِن أنفاسِهِ ـ عليهِ الصلاة

والسلام ـ في مكة كانت أكثر ما تُنزل عليه آياتُ التوحِيد والصلاة ما كُلّف بِها إلا في السنةِ العاشِرة ـ عليه الصلاة والسلام ـ

والزكاة والصوم والحج هذِهِ كُلها ما فُرِضت إلا في المدينة ، كان الشُغل الشاغِل إلى الدعوة إلى التوحيدِ إلى الله تبارك وتعالى وخلالَ

هذه الفترة ، فترة التشريعات في الحلال والحرام والعبادات وما شابَهَ ذلِك يتخَلَّلُها آيات وآيات ونصُوص في التوحيد إلى أنْ مات

وهو يقول ﴿ لَعنَةُ اللهِ على اليَهُودِ والنصارى اتخَذوا قُبُورَ أنبِيائهم مساجِد ـ عليه الصلاة والسلام ـ آخر نفَس وآخر لحظة مِن

حياتِهِ وهو يدعوا إلى التوحِيد ويُحذِّرُ مِن الشِرك ـ عليه الصلاة والسلام ـ هؤلاء تضيقُ نفوسُهُم بالدعوةِ إلى التوحِيد ويقولون مثل

هذهِ الأقوال ، نسأل الله لهم الهِداية .

المقدم : وهذا سؤالٌ لهُ تعلق بما سبق ولهذا جعلناهُ تِلوهُ ويقول : فضيلة الشيخ ـ حفظه الله ـ أين دعوةُ التوحيد اليوم مِن الدُعاة

هكذا ؟

الشيخ : دعوة التوحيد موجودة وقائِمة وللهِ الحمد ، وهناك من يقومون بِها ويدعوا إليها في كل بلدٍ مِن بلدان العالم وللهِ الحمد ، ما

ضاعَت ولن تضيع ﴿ لا تزالُ طائِفةٌ مِن أمّتي على الحق ظاهِرين لا يضُرّهُم مَن خذلَهُم ولا مَن خالَفهُم فهذا الكلام مِن التخذيل

ومِن المُخالفات التي سبق أنهُ التوحيد قواعِد ويُحفظ في أيام فليلة ، بعضهُم يقول ساعة وبعضُهم يقول نصف ساعة وبعضُهم يقول

عشر دقائق ، نسأل الله العافية ، ويُفني حياتهُ ـ بارك الله فيك ـ في الأباطيل بالنسبة للإسلام فنسأل الله العافية وللمُسلِمين مِن بلائهِم .

المقدم : هذا سؤالٌ أيضاً عبرَ الشبكة يقول صاحِبه : ما حُكم الصلاة في مسجدٍ فيهِ مُصلى ووجدوا فيهِ أموات ـ يعني مدفونة ـ ثم

طُمِست وفي ساحَتِهِ كانت توجد مقبرة ثم طُمِست وبقيَ فيها ضريح وأخرجَ الأموات منهُ ـ يعني مِن هذا الضرِيح فقط الذي في

الساحة ـ ولكن بقيَ المَعْلَم ، وزيادة على ذلِك توجد لائحة أنهُ توجد مقبرة في المسجِد ، فما حُكمُ الصلاة في هذا المسجد ؟ بارك الله

فيكم .

الشيخ : القُبور إنْ كانت ظاهِرة في المسجِد فلا يجُوز الصلاة فيهِ أبداً وإن كانت ( ... ) أو يعني لا أثرَ لها ولا ظهُورَ لها ( ... )

فيُصلّى فيه ، وساحةُ المسجِد مثلا إذا كان يوم الجُمعة أو أعياد يُصلوا فيها تبعاً للمسجد فينبغي أن لا يبقى فيها هذا القبر ، ينبغي أنْ

يُزال ويُدفن في مقابر المُسلِمين ـ بارك الله فيك ـ فالمسجِد و القبر في الإسلام لا يَجتَمِعان أبداً ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ

أَحَداً وغالباً ما تكون هذهِ الأضرحة في القُبور إلا للاستِغاثةِ بِها والتمسُح والتبرُك بِها ، ويُقال إنّ في بعض البُلدان يُقبِل الناس على

المساجِد التي فيها قبور وأضرحة ويقِلّ رواد المساجِد التي تخلوا مِن القبور والأضرِحة ، وهذا مِن جهلِ الناس وبُعدِهم عن معرِفة

الإسلام الحق .

المقدم : وهذا سؤالٌ آخر أخير عبرَ الشبكة تقول : تُريد أن تُعطيَ ابنتها مِن ماء زمزم ، لكِن ابنتُها صغيرة ولا تعرِفُ شيئاً ـ عُمرُها

أقل مِن شهر ـ والمُراد مِن ذلك ، هل يصِح أن تنويَ هي عنها يعني وما العمل في هذا لأنها تُريد أن تصِل لقول النبي ـ صلى الله عليه

وسلم ـ ﴿ ماءُ زمزم لِما شَرِبَ له

الشيخ : لا أعرف ، الجواب لا أعلم ـ بارك الله فيكم ـ

المقدم : نعم ، هذا أيضاً سُؤال مِن الإخوة الحُضور يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فضيلة الشيخ ، هل يجوزُ لي أنْ أتعلّم

عِلمَ المَنطق ؟ أفيدُوني جزاكُم الله خيرا .

الشيخ : علمُ المنطق علمٌ فاسِد وحرّمَ السلف بالإجماع دِراستهُ لِما فيهِ مِن الضلال والآثار الخبيثة ـ بارك الله فيكم ـ ، ويقول فيه

شيخ الإسلام بن تيمية :﴿ لا يستَفِيدُ منهُ الغبي ولا يحتَاجُ إليهِ الذكي الذكي في غنى عنهُ فإنهُ منطِقيٌ بنفسِهِ وبطبيعتِه وبعقلِهِ والغبي

لا يستفيد منهُ ( ... ) كان الشيخ الألباني يُناظِر عُلماء المنطق فيكون كالأطفال أمامهم ، هم درسوا المنطق ، أعطاه الله منطق

وأعطاه علم ، ولا حجة أقوى مِن حجج القرآن والسنة وهذا المنطق دائماً مهزُومٌ والله فمهما تفلسفوا وتعمّقوا في المنطق فإنهم

مهزومون أمامَ منهجِ السلف الصالح على الكِتاب والسنة

المقدم : وهذا سؤال يقول صاحبه السلام عليكم ورحمة الله ، هل يجوز استماع الأناشيد ، من فضلكم اشرح لنا الأناشيد قصدي

بِدون موسيقى وهل يجوز أن يُكلِم المرءُ مع خطيبته في الجوال، نعم سؤالان .

الشيخ : ـ هذا بيت القصيد ـ إذا خطبت امرأة فكنت شريفاً وعلّمها الشرف والمروءة ، لا تعلمها السقوط علِمها الإباء والشرف

والأنَفة ، ولا تغازلها من خلال الجوال ، أو غيره ، وأسرع بالزواج ، وبعدين إذا جاءت عندك غازلها ، وافعل كل ما أباحها الله لك

معها ، بارك الله فيكم .

وأما الأناشيد الدينية فهذه طبعاً ، السلف ما كان عندهم هذه الأناشيد ، السلف كان عندهم ـ الحِدا ـ ، وعندهم الشعر الذي يخدم

الإسلام ، ونُطقهم بهوكلامهم به يختلف عن طريقة الأناشيد .

هذه الطريقة التي تستخدم الآن في الأناشيد مأخوذة من النصارى ، مأخوذة من الروافض ، مأخوذة من الصوفية

الأناشيد التي امتُحنت بها بعض الجماعات ، وصارت أصلاً من أصولهم ، ولا يستطيعون التنازل عنها أبداً مهما تكلم العلماء وبينوا .

أحمد والشافعي وأمثالهم حاربوا هذه الأناشيد وكانوا يسمونها في ذلك الوقت (التغبير ) التغبير يعني أناشيد دينية يعني تحريك العواطف

الدينية قال الشافعي ﴿ هذه اخترعها الزنادقة ليصرفوا الناس عنكتاب الله .

والذي يُغرم بالأناشيد يعني سبحان الله تضعف إرادته ورغبته في القرآن ، وعرفنا ناسٌ من هذه ،فالحدا يجوز ، كان بعض الأحيان في

السفر يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لحادٍ إحدوا بنا،حديث الإبل ، إذا كانوا في عمل مثل ـ الخندق ـ ، كانوا يقولون بعض

الشعر ، يقولون بعض الشعر ، يقولون :

﴿ نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا يقولون مثل هذا .

لكن بمنطق عربي وبأسلوب عربي ليس مثل أغاني النساء ، وأصوات النساء ، وأصوات المغنيات ، هذا ما يعرفه العرب ، ولا ألِفه

المسلمون إلا عن طريق النصارى والروافض وغلاة الصوفية .

فأنا أنصح الشباب أن يسلكوا مسلك السلف في كل شيء ، في عبادتهم ، في تعاملهم مع الأصوات ومع غيرها على طريقة السلف

الصالح .

إذا احتجت إلى الحدا ، عند الحاجة قل وانطق بهذا الشعر على الطريقة العربية بارك الله فيكم ، عند الحاجة ، أما تتخذه أصلاً وأسلوباً

ومنهج حياة فهذا والله هو الضلال، بارك الله فيكم

المقدم : ونشكُرُ لفضيلة شيخِنا على ما تفضل به ونسأل الله سبحانه وتعالى أنْ يجزيه عنّا خيرا وأن يرزُقنا العلم النافع والعمل الصالِح

وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك ‘لى عبدِهِ ورسولِه نبينا محمد .








(1) قل الله أكبر وتصور كيف كان تكبير الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، كيف كان يضع يديهِ على صدرِهِ ـ عليه الصلاة

والسلام ـ ؟ كيف قراءته وكيف كان خاشِعًا في القراءة ـ عليه الصلاة والسلام ـ ؟ ماذا يقولُ في ركوعِهِ وكيف حالُ في هذا

الركوع ؟ وماذا يقولُ في سجُودِهِ ؟ وفي صلاتِهِ كان إذا دخلَ في الصلاة يُسمَع لصدرِهِ أزيزٌ كأزيزِ المِرجل القِدر حين يغلي مِن خوفِهِ

مِن الله ومُراقبتِه لله تبارك وتعالى

(2) كيف كان يُصلي ؟ كيف يقرأ وكيف يركَع وكيف يسجد ـ عليه الصلاة والسلام ـ ؟ وماذا يقول في رُكُوعِه وسجودِهِ ؟

كيف يتعامَل مع الناس ومع إخوانِهِ ومع أعدائهِ ـ عليه الصلاة والسلام ـ ؟

(3) هذا الطِراز مِن العُلماء العامِلين هُم الذين ( ... ) عليهِم ، تُرفعُ لهم الدرجات ، هم الذين يخشونه إلى أن مدحهُم باسمِ الإيمان

وبأي وصفٍ آخر وكُلها ترجِع إلى العِلم النافِع وإلى العملِ الصالِح

(4) الحِكمة : يعني العلم .

(5) إنسانٌ يعبُد الله ويقيم الليل فتَغبطَهُ على هذا تُحاول أن تكون مِثله فَتُقسم الليل ، تنافَسوا في هذا ـ ما فيه شيء ـ ، يُجاهد في

سبيل الله وتتمنى ان تكون مثلهُ مجاهِداً في سبيل الله لا في سبيل الشيطان وهكذا عندَهُ مال وينفِق في وجوه الخير ووجوه البر وأنت

تتمنى أن تكون مِثلهُ لا حرجَ في هذا ـ بارك الله فيكم ـ

(6) عشرة في بلد تخرّجوا مِن الجامِعة الإسلامية و مِن بلد واحد كلٌ بدل جُهدهُ في إصلاحِ هذه الأمة التي بين يَديهِ ، فيُقدّم لها الخير

بالعِلم والحُجة والبرهان والحِكمة والتذكير بالأسلاف ـ مالك والشافعي وأحمد عقائدهم ومناهجهم ـ هذِهِ الأساليب يرفع الله تبارك

وتعالى بها ويهدي الله بها كثيرٌ مِن الناس ـ إن شاء الله ـ

(7) مع أهلِهِ في بيتِه وأصحابِه مع خصومِه حتى إنّ يهودياً كلمّ الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ فقال السام عليكم فقال الرسول

وعليكم السام قالت عائشة وعليكم السام واللعنة ، قال لا يا عائشة ، إنّ الله رفيق يحِب الرِفق ، انظروا يهودي ترفق بهِ ، إذا وجد

منك هذا الرِفق هذا يُدخِله الإسلام أو على الأقل يدفع الله بهذه الأخلاق العالية شراً كثيرًا من شر هذا اليهودي ويكون ذلك في

صالِحِك وفي صالِح الدعوة إلى تبارك وتعالى

(8) عبادة ، إن صليتَ تريدُ وجه الله عزّ وجلّ بذلك وأخلصت فيها هذه صلاة صحيحة ومقبولة عِند الله سبحانه وتعالى

(9) الخُمرة : هي سجادة صغيرة كان يُصلي عليها ـ صلى الله عليه وسلم ـ







قــام بتفريغــه:




حيـــدر




ـ غفر الله له ولوالديه ـ




والسلام عليكم

أبو تميم يوسف الخميسي 11 Dec 2007 05:03 PM

بارك الله فيك أخي حيدر

أبو نعيم إحسان 11 Dec 2007 05:24 PM

بارك الله فيك أخي , و أحسن إليك

أبو أنس عبد الهادي 17 Dec 2007 02:28 PM

ما شاء الله، جزاكم الله خيرا؛

ومن هنا التفريغ على ملف pdf..

http://www.gbland.info/up12/fadl-elilm-chikh-rabee.zip

أو من هنا:

http://www.upload.ps/211007/50315b5c17.zip

حيـــــدر 18 Dec 2007 12:18 AM

بارك الله فيك أخي عبد الهادي

الـــــنـاصـــح 02 Jan 2008 05:16 PM

أحسن الله إليك، مجهود مبارك


حيـــــدر 26 Jan 2008 12:42 AM

بارك الله فيكم


الساعة الآن 02:25 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013