منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   تنبيهات مهمات لإبعاد الشبهات حول طليعة المقالات (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=24100)

مصطفى قالية 27 Oct 2018 02:13 PM

تنبيهات مهمات لإبعاد الشبهات حول طليعة المقالات
 
<بسملة1>


تنبيهات مهمات لإبعاد الشبهات حول طليعة المقالات

رحم الله سلفنا الصالح فلقد كان في سيرتهم دروس للمتبصرين وفي حياتهم عبر للمعتبرين، ولا يحتاج من يريد الوقوف على ذلك إلى تكلف بحث أو إلى جهد أو مشقة بل ذلك أمر يجده مباشرة كل من طالع شيئا من سيرهم العطرة.
وممّا أريدُ تسليط الضوء عليه أمر ضرب فيه سلفنا الصالح أروع الأمثلة، وهو حالهم إذا وجه إليهم الانتقاد أو عورضوا في قضية ما.. فأقول.. لا يخلو الأمر من حالتين:
إمّا أن يكون الصواب مع المُنتقِد، وإمّا أن يكون المنتَقِد مُخطئا.
ففي الحالة الأولى: وهي إذا كان الصواب مع المنتقِد كان موقفهم واحدا وهو الرجوع عن خطئهم إلى الحق مباشرة دون تلكّؤ أو تماطُل أو تحجج بالقصد والنيات، سواء كان من انتقدهم مريدا النصيحة لله، أو قصده عيب المنصوح، أو قصده إظهار نفسه، وسواء كانت النصيحة بأدب وحسن عبارة، أو كانت بعبارات شديدة، وسواء كان الناصح مساو للمنصوح في العلم، أو في السنّ، أو كان دونه، فالحق ضالّة المؤمن وحيثما وجده أخذه وتمسّك به، فينتفع هو باتّباعه الحق، وأمّا الناصح فانتفاعه بنصحه من عدمه مقيد بقصده حسنا كان أو سيّئا، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة:8]، وفي صحيح البخاري قول نبينا صلى الله عليه وسلم: «صدقك وهو كذوب، ذاك شيطان»، فأقر نبينا صلى الله عليه وسلم الحق مع أن قائله شيطان! وفي هذا قال شيخ الإسلام رحمه الله وهو يبين تعامله في قبول الحق حتى من أهل الضلال: «وليس كل من ذكرنا شيئا من قوله - من المتكلمين وغيرهم - يقول بجميع ما نقوله في هذا الباب وغيره؛ ولكن الحق يقبل مِن كلِّ مَن تكلّم به؛ وكان معاذ بن جبل يقول في كلامه المشهور عنه، الذي رواه أبو داود في سننه: «اقبلوا الحق من كل من جاء به؛ وإن كان كافرا -أو قال فاجرا- واحذروا زيغة الحكيم» [مجموع الفتاوى (5/101-102)].

وللأسف فإنّ كثيرا ممّن جاء بعد هؤلاء الأخيار قد يمنعهم ما بينهم وبين الناصحين من الجفاء من قبول الحق الذي معهم، وهذا خلاف الهدي، الذي من مقتضياته قبول الحق ولو كان مع العدو والبغيض، ورد الباطل ولو كان مع الوليّ والحبيب، قال ابن القيم رحمه الله: «والاختلاف المذموم: كثيرا ما يكون مع كل فرقة من أهله بعض الحق فلا يقر له خصمه به بل يجحده إياه بغيا ومنافسة فيحمله ذلك على تسليط التأويل الباطل على النصوص التي مع خصمه، وهذا شأن جميع المختلفين، بخلاف أهل الحق فإنهم يعلمون الحق من كل من جاء به فيأخذون حق جميع الطوائف، ويردون باطلهم، فهؤلاء الذين قال الله فيهم: (فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[البقرة213]، فأخبر سبحانه أنه هدى عباده لما اختلف فيه المختلفون، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: «اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم»، فمن هداه الله سبحانه إلى الأخذ بالحق حيث كان ومع من كان ولو كان مع من يبغضه ويعاديه ورد الباطل مع من كان ولو كان مع من يحبه ويواليه فهو ممن هدى لما اختلف فيه من الحق. فهذا أعلم الناس وأهداهم سبيلا وأقومهم قيلا»، [الصواعق المرسلة (ص 515-516)].

وأما ما ورد عن سلفنا من قبولهم الحق ولو من الصغير فكثير أقتصر على قصّة واحدة ذكرها الخطيب وغيره، ففي تاريخ بغداد (2/324-325) قال: «أبو جعفر محمد بن أبي حاتم الوراق النحوي، قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري: كيف كان بدء أمرك في طلب الحديث؟ قال: أُلهِمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب، قال: وكم أتى عليك إذ ذاك؟ فقال: عشر سنين أو أقل، ثم خرجت من الكتاب بعد العشر، فجعلت اختلف إلى الداخلي وغيره، وقال يوما فيما كان يقرأ للناس: «سفيان عن أبي الزبير، عن إبراهيم»، فقلت له: يا أبا فلان إنّ أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم، فانتهرني، فقلت له: ارجع إلى الأصل إن كان عندك، فدخل ونظر فيه ثم خرج فقال لي: كيف هو يا غلام؟ قلت: هو الزبير بن عدي عن إبراهيم، فأخذ القلم منّي وأحكم كتابه، فقال: صدقت، فقال له بعض أصحابه: ابن كم كنت إذ رددت عليه؟ فقال: ابن إحدى عشرة»، فقبِل منه هذا الشيخ المحدث الكبير وهو ابن أحد عشرة سنة! ولم يضره أنه صحح له هذا الخطأ وهو بين طلابه!

والحالة الثانية: أن يكون المنتقِد مخطئا فهنا يُردّ عليه خطؤه وينصح ببيان الأدلة والحجج فإن رجع المنتقِد إلى الصّواب والحق فهذا ما يُرجى، وإلا فقد أدى النّاصح ما عليه ثم تكون المعاملة معه بحسب حاله وأصوله.
ثم إن كان الخلاف بين من اتفقت أصولهم رُغِّب كل من الطرفين بترك الفرقة وما يؤدّي إليها، وذلك بالتحاكم للكتاب والسنة لا لغيرهما، وترك التعصب المقيت للأشخاص، فلقد أهلك التعصب أقواما من الناس، قال ابن القيم رحمه الله: «وأهل هذا المسلك إذا اختلفوا فاختلافهم اختلاف رحمة وهدى، يقر بعضهم بعضا عليه، ويواليه ويناصره، وهو داخل في باب التعاون والتناظر الذي لا يستغني عنه الناس في أمور دينهم ودنياهم،...فإذا قوبل بين الآراء المختلفة والأقاويل المتباينة وعرضت على الحاكم الذي لا يجور وهو كتاب الله وسنة رسوله، وتجرد الناظر عن التعصب والحمية، واستفرغ وسعه، وقصد طاعة الله ورسوله، فقلَّ أن يخفى عليه الصواب من تلك الأقوال وما هو أقرب إليه، والخطأ وما هو أقرب إليه،...وهذا النوع من الاختلاف لا يوجب معاداة، ولا افتراقا في الكلمة، ولا تبديدا للشمل، فإن الصحابة رضي الله عنهم اختلفوا في مسائل كثيرة من مسائل الفروع...فلم ينصب بعضهم لبعض عداوة، ولا قطع بينه وبينه عصمة، بل كانوا كل منهم يجتهد في نصر قوله بأقصى ما يقدر عليه ثم يرجعون بعد المناظرة إلى الألفة والمحبة والمصافاة والموالاة من غير أن يضمر بعضهم لبعض ضغنا، ولا ينطوي له على معتبة ولا ذم بل يدل المستفتي عليه مع مخالفته له ويشهد له بأنه خير منه وأعلم منه، فهذا الاختلاف أصحابه بين الأجرين والأجر وكل منهم مطيع لله بحسب نيته واجتهاده وتحريه الحق»، [الصواعق المرسلة (ص 516-518)].

وبعد ذلك لا يلزم أن يكون الاعتذار والرجوع من المخطئ أوّلا، بل أيهما سبق وسعى للصلح والإصلاح كان خير الطرفين عند الله، ففي الصحيحين عن أبي أيوب الأنصاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام».
ومن الوقائع التي تزين بها تاريخنا ما قصه الذهبي في السير (10/16)، فقال: «قال يونس الصدفي: ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوما في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي، ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسألة»، لا إله إلا الله لو كنّا على بعض هذه الأخلاق لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من التهاجر والتدابر والتقاطع بل والتقاتل، وغير هذا من المنكرات ثم يقال إنها أزهى الأيام، حقّا إنها أزهى الأيام للشيطان الذي غاية سعادته في التحريش بين المسلمين. والله المستعان.

ثم إني أقول لمن ظن أن تقديم النصيحة للمنصوح - كائنا من كان - وعدم قبول قوله دلالة على الطعن والقدح فيه وعدم احترامه! لقد شابهتم الصوفية لما قالوا لأهل الحق والدليل أنتم لا تحبّون محمدا صلى الله عليه وسلم وتطعنون فيه، لما لم يرضوا الغلو فيه! وشابهتم المقلدة من أصحاب المذاهب لما قالوا لأهل الحق والدليل أنتم تطعنون في الإمام مالك والشافعي وغيرهما من الأئمة لما لم يرضوا أخذ قولهم مجردا عن الدليل! وجهل هؤلاء المساكين أن أهل الحق والدليل أشد الناس محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وأشد محبة لهؤلاء الأئمة الأعلام، فدليل المحبة الحقة هو الاتباع بحق، لذا قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31].

ومقلدة اليوم جهلوا كما جهل أولئك أننا أشد محبة لبعض من ينتقدون -وأخص بالذكر شيخنا فركوس- فو الله إن له في القلب مكانة كبيرة، ولنحن أشد حرصا على الخير له منهم، ولكن ما تعلمناه منه ومن غيره أن الحق أحق أن يتبع، ولا يسلم العالم مهما علت منزلته وكثر علمه من الخطأ إذ هذا مقتضى البشرية، ومن اعتقد غير هذا فقد أساء للشيخ حيث وضعه في موضع لا ينبغي له.
وهؤلاء المساكين أخطئوا حين ظنوا أن المحبة تقتضي نصرة رأي المحبوب ورد قول كل من يخالفه في كل الأحوال، وهذه نصرة جاهلية لا تجوز. في حين أن النصرة الحقيقية تكون بتأييد الحق ورد الباطل، ولو كان صادرا من المحبوب، ويكون حينها قد انتصر لمحبوبه، قال نبينا صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلوما، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره؟ قال: «تحجزه، أو تمنعه، من الظلم فإن ذلك نصره» أخرجه البخاري ومسلم.
نسأل الله أن يهدينا ويهدي قومنا وأن يصلح أحوالنا، ويجمع على الحق كلمتنا، وأن يعيننا على نصرة دينه النصرة الحقيقية، وليس النصرة الجاهلية، إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير وهو حسبنا ونعم الوكيل.

كتبه:
مصطفى قالية
17 صفر 1440 هـ

أبو أنس يعقوب الجزائري 27 Oct 2018 06:45 PM

‏‎مقال جمع فيه كاتبه-الشيخ مصطفى وفقه الله- بين العلم والأدب، فجزاه الله خيرا ونفع به

أبو دانيال طاهر لاكر 27 Oct 2018 07:01 PM

جزاك الله خيرا

وليد ساسان 27 Oct 2018 07:07 PM

جزاك الله خيرا شيخنا على هذه الكلمة النبيلة.
فنعلم يقينا أنكم جميعا أولى بالشيخ فركوس من هؤلاء الملتفين حوله، كأولوية أهل السنة في علي رضي الله عنه من الرافضة، وفي عيسى من النصارى،وفي موسى من اليهود، وفي تنزيه الله من المعطلة والمشبهة،وهلم جرا.
والله سبحانه يوفق للحسنى

أبو عبد الباري أحمد صغير 27 Oct 2018 07:10 PM

أحسن الله إليكم شيخ مصطفى قالية وبارك الله في هذه الكلمات التي تحمل في طياتها رحمة وعلما، وإن القلب ليعتصر غما وهما مما آلت إليه دعوتنا المباركة، والناظر في حال إخواننا الذين خالفوا الشيخ فركوس سدده الله يعلم حبهم له وصدقهم في صيانة عرضه ومكانته وهم والله خير له ممن يتمسح بمحبته لأنه وافق أهواءهم ومصالحهم فقط ولو خالفهم لنال من النكال ما مس إخوانه ظلما وعدوانا، وظنُّنا بالشيخ أن يفتح قلبه لانتقادات أبنائه فهو عالم البلد وأحرصهم على قبول الحق ممن جاءه، ولن يضر رجوع الشيخ مكانته البتة بل هو عندنا بعد رجوعه أعلى مقاما وأرفع مكانة، نسأل الله أن يوفقه ويسدده للخير وأن يأخذ بما جاء من الحق على لسان مخالفيه وإنها لكبيرة إلا على الذين هدى الله.

أبو ياسر أحمد بليل 27 Oct 2018 07:12 PM

بهذا تبتهج القلوب وتقر الأعين
سلمت يمينك أخي الشيخ مصطفى فلقد قلتَ الأصوب والأصلح ، جزاك الله خيرا ورفع قدرك عوالي الدرجات أحسنت ،ولهذا نرى الشباب قد جرفه سيل التقليد والتعصب إلا ما رحم ربك ، و يصدق على المعترض على الطليعة قول السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح :
"لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض"

أبو حاتم نبيل بويحي 27 Oct 2018 07:21 PM

جزاكم الله خيرا و بارك فيكم شيخ مصطفى

أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي 27 Oct 2018 07:28 PM

جزى الله خيرا الشيخ مصطفى قالية على هذه التنبيهات المليحة.

ويجدر بالتنبيه على أن دعوة أهل السنة والجماعة قامت على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقبولهما، ولم يأتِ عن أحدٍ من أئمة السُّنَّة أنه رفض كلمة الحق من قائلها مهما كانت، وقد ضرب شيخ الإسلام ابن تيمية مثالا من أروع الأمثلة في الباب، وقَلَبَ النَّقْصَ كَمَالاً، فقال كما في [(منهاج السنة)]:
[فصل كلام الرافضي أن عمر رضي الله عنه منع المغالاة في المهور]

قَالَ الرَّافِضِيُّ: " وَقَالَ فِي خُطْبَةٍ لَهُ: مَنْ غَالَى فِي مَهْرِ امْرَأَةٍ جَعَلْتُهُ فِي بَيْتِ الْمَالِ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ: كَيْفَ تَمْنَعُنَا مَا أَعْطَانَا اللَّهُ فِي كِتَابِهِ حِينَ قَالَ: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا} [سُورَةُ النِّسَاءِ: 20] ؟ فَقَالَ: كُلُّ أَحَدٍ أَفْقَهُ مِنْ عُمَرَ حَتَّى الْمُخَدَّرَاتُ".
وَالْجَوَابُ: أَنَّ هَذِهِ الْقِصَّةَ دَلِيلٌ عَلَى كَمَالِ فَضْلِ عُمَرَ وَدِينِهِ وَتَقْوَاهُ، وَرُجُوعِهِ إِلَى الْحَقِّ إِذَا تَبَيَّنَ لَهُ، وَأَنَّهُ يَقْبَلُ الْحَقَّ حَتَّى مِنِ امْرَأَةٍ، وَيَتَوَاضَعُ لَهُ، وَأَنَّهُ مُعْتَرِفٌ بِفَضْلِ الْوَاحِدِ عَلَيْهِ، وَلَوْ فِي أَدْنَى مَسْأَلَةٍ، وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ الْأَفْضَلِ أَنْ لَا يُنَبِّهَهُ الْمَفْضُولُ لِأَمْرٍ مِنَ الْأُمُورِ، فَقَدْ قَالَ الْهُدْهُدُ لِسُلَيْمَانَ: {أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ}، وَقَدْ قَالَ مُوسَى لِلْخِضْرِ: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًاوَالْفَرْقُ بَيْنَ مُوسَى وَالْخِضْرِ أَعْظَمُ مِنَ الْفَرْقِ بَيْنَ عُمَرَ وَبَيْنَ أَشْبَاهِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَلَمْ يَكُنْ هَذَا بِالَّذِي أَوْجَبَ أَنْ يَكُونَ الْخِضْرُ قَرِيبًا مِنْ مُوسَى، فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ مِثْلَهُ، بَلِ الْأَنْبِيَاءُ الْمُتَّبِعُونَ لِمُوسَى، كَهَارُونَ وَيُوشَعَ وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَغَيْرِهِمْ، أَفْضَلُ مِنَ الْخِضْرِ. (6/ 75-76).

نسأل الله أن يُبصِّرَ جماعة التفريق بالحق الذي زاغوا عنه.

أبو عبد الرحمن مصطفى الحراشي 27 Oct 2018 08:07 PM

جزى الله خيرا الشيخ مصطفى قالية على كشف ورد الشبهات التي أثيرت حول الطليعة، ولم يعلم مروجوا تلك الشبهات أنها كتبت _بمشورة العلماء _ نصرة وتنبيها للشيخ خاصة وللسلفيين عامة، وقد بُذل فيها الوسع لتكون على الحق والصواب، فمن وجد فيها غلطا أو سهوا فليبده مشكورا ومأجورا
أما دعوى أن نقد الشيخ لا مصلحة فيه أو مفسدته راجحة فيكفي في ردها ما سمعناه وقرأناه عن العلماء الكبار من نقد الشيخ فركوس والتحذير من صاحبيه وقد اشتملت الطليعة على شيء من ذلك

أبو حذيفة عبد الحكيم حفناوي 27 Oct 2018 08:26 PM

جزى الله خيرا أخانا الشيخ مصطفى على ما خطه بنانه ، وأسأل الله جل في علاه أن يفتح به على إخواننا ، والحقيقة أن الشيخ لم يترك مجالا لأحد أن يحتج بما كان يحتج به قبل المقال ، من أن الرد والنقد للفضلاء من أولي العلم والفضل لايقبلان إلا ممن هو من العلماء ، فأما من كان دون ذلك - فلا يحق له ذلك - ولو كان محقا في نقده ، وهذا خلاف هدي السلف الصالح ،ولعلي أضيف على ماقاله الشيخ مصطفى - حفظه الله تعالى - هذه القصة التي قرأتها قديما وأثرت في نفسي أيما تأثير ،لاسيما وأن الناصح والناقد فيها هو دون المنصوح والمنتقد بمراحل ، لكن نهايتها - والله - مشرقة تدل على حرص السلف على اتباع الحق والرجوع إليه في حال مجانبته وتعليم ذلك الخلق العظيم للناس ، وأنهم كانوا على دين متين وقوة يقين بأن الله مازاد المتواضع للحق إلا رفعة وإجلالا ، وهيبة وإقبالا والله المستعان.
فهاكم القصة كما رواها القاضي ابن العربي المالكي في كتابه " أحكام القرآن " ظ،\ظ،ظ¨ظ¢_ظ،ظ¨ظ£ قال رحمه الله :
المَسأَلَة الْخَامِسَةَ عَشْرَةَ : ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ { أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آلَى مِنْ نِسَائِهِ شَهْرًا ، وَصَارَ فِي مَشْرَبَةٍ لَهُ ، فَلَمَّا أَكْمَلَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ نَزَلَ عَلَى أَزْوَاجِهِ صَبِيحَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : إنَّك آلَيْتَ شَهْرًا . فَقَالَ : إنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ } أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قَاسِمٍ الْعُثْمَانِيُّ غَيْرَ مَرَّةٍ : وَصَلْت الْفُسْطَاطَ مَرَّةً ، فَجِئْت مَجْلِسَ الشَّيْخِ أَبِي الْفَضْلِ الْجَوْهَرِيِّ ، وَحَضَرْت كَلَامَهُ عَلَى النَّاسِ ، فَكَانَ مِمَّا قَالَ فِي أَوَّلِ مَجْلِسٍ جَلَسْت إلَيْهِ : إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَّقَ وَظَاهَرَ وَآلَى ، فَلَمَّا خَرَجَ تَبِعْته حَتَّى بَلَغْت مَعَهُ إلَى مَنْزِلِهِ فِي جَمَاعَةٍ ، فَجَلَسَ مَعَنَا فِي الدِّهْلِيزِ ، وَعَرَّفَهُمْ أَمْرِي ، فَإِنَّهُ رَأَى إشَارَةَ الْغُرْبَةِ وَلَمْ يَعْرِفْ الشَّخْصَ قَبْلَ ذَلِكَ فِي الْوَارِدِينَ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا انْفَضَّ عَنْهُ أَكْثَرُهُمْ قَالَ لِي : أَرَاك غَرِيبًا ، هَلْ لَك مِنْ كَلَامٍ ؟ قُلْت : نَعَمْ . قَالَ لِجُلَسَائِهِ : أَفْرِجُوا لَهُ عَنْ كَلَامِهِ . فَقَامُوا وَبَقِيت وَحْدِي مَعَهُ . فَقُلْت لَهُ : حَضَرْت الْمَجْلِسَ الْيَوْمَ مُتَبَرِّكًا بِك ، وَسَمِعْتُك تَقُولُ : آلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَقْت ، وَطَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَقْت . وَقُلْت : وَظَاهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَذَا لَمْ يَكُنْ ، وَلَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ ; لِأَنَّ الظِّهَارَ مُنْكَرٌ مِنْ الْقَوْلِ وَزُورٌ ; وَذَلِكَ لَا يَجُوزُ أَنْ يَقَعَ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَضَمَّنِي إلَى نَفْسِهِ وَقَبَّلَ رَأْسِي ، وَقَالَ لِي : أَنَا تَائِبٌ مِنْ ذَلِكَ ، جَزَاك اللَّهُ عَنِّي مِنْ مُعَلِّمٍ خَيْرًا . ثُمَّ انْقَلَبْت عَنْهُ ، وَبَكَّرْت إلَى مَجْلِسِهِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي ، فَأَلْفَيْته قَدْ سَبَقَنِي إلَى الْجَامِعِ ، وَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَلَمَّا دَخَلْت مِنْ بَابِ الْجَامِعِ وَرَآنِي نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ : مَرْحَبًا بِمُعَلِّمِي ; أَفْسِحُوا لِمُعَلِّمِي ، فَتَطَاوَلَتْ الْأَعْنَاقُ إلَيَّ ، وَحَدَّقَتْ الْأَبْصَارُ نَحْوِي ، وَتَعْرِفنِي : يَا أَبَا بَكْرٍ يُشِيرُ إلَى عَظِيمِ حَيَائِهِ ، فَإِنَّهُ كَانَ إذَا سَلَّمَ عَلَيْهِ أَحَدٌ أَوْ فَاجَأَهُ خَجِلَ لِعَظِيمِ حَيَائِهِ ، وَاحْمَرَّ حَتَّى كَأَنَّ وَجْهَهُ طُلِيَ بِجُلَّنَارٍ قَالَ : وَتَبَادَرَ النَّاسُ إلَيَّ يَرْفَعُونَنِي عَلَى الْأَيْدِي وَيَتَدَافَعُونِي حَتَّى بَلَغْت الْمِنْبَرَ ، وَأَنَا لِعَظْمِ الْحَيَاءِ لَا أَعْرِفُ فِي أَيْ بُقْعَةٍ أَنَا مِنْ الْأَرْضِ ، وَالْجَامِعُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ ، وَأَسَالَ الْحَيَاءُ بَدَنِي عَرَقًا ، وَأَقْبَلَ الشَّيْخُ عَلَى الْخَلْقِ ، فَقَالَ لَهُمْ : أَنَا مُعَلِّمُكُمْ ، وَهَذَا مُعَلِّمِي ; لَمَّا كَانَ بِالْأَمْسِ قُلْت لَكُمْ : آلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَلَّقَ ، وَظَاهَرَ ; فَمَا كَانَ أَحَدٌ مِنْكُمْ فَقُهَ عَنِّي وَلَا رَدَّ عَلَيَّ ، فَاتَّبَعَنِي إلَى مَنْزِلِي ، وَقَالَ لِي كَذَا وَكَذَا ; وَأَعَادَ مَا جَرَى بَيْنِي وَبَيْنَهُ ، وَأَنَا تَائِبٌ عَنْ قَوْلِي بِالْأَمْسِ ، وَرَاجِعٌ عَنْهُ إلَى الْحَقِّ ; فَمَنْ سَمِعَهُ مِمَّنْ حَضَرَ فَلَا يُعَوِّلْ عَلَيْهِ . وَمَنْ غَابَ فَلْيُبَلِّغْهُ مَنْ حَضَرَ ;
فَجَزَاهُ اللَّهُ خَيْرًا ; وَجَعَلَ يَحْفُلُ فِي الدُّعَاءِ ، وَالْخَلْقُ يُؤَمِّنُونَ . فَانْظُرُوا رَحِمَكُمْ اللَّهُ إلَى هَذَا الدِّينِ الْمَتِينِ ، وَالِاعْتِرَافِ بِالْعِلْمِ لِأَهْلِهِ عَلَى رُءُوسِ الْمَلَإِ مِنْ رَجُلٍ ظَهَرَتْ رِيَاسَتُهُ ، وَاشْتُهِرَتْ نَفَاسَتُهُ ، لِغَرِيبٍ مَجْهُولِ الْعَيْنِ لَا يُعْرَفُ مَنْ وَلَا مِنْ أَيْنَ ، فَاقْتَدُوا بِهِ تَرْشُدُوا.
نسأل الله أن يهدينا وإخواننا لقبول النقد الصحيح ممن جاء به ،صغيرا كان أو كبيرا عالما كان أو متعلما إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والحمد لله رب العالمين.

أبو سّلاف بلال التّمزريتي 27 Oct 2018 08:31 PM

جزاك الله خيرا يا شيخ مصطفى، صدقا وحقا لأنتم ونحن أشد حبا، وأقوم نصحا للشيخ فركوس، إذ لا نقدّسه، ولانرفعه فوق مكانته وهذا من الأدب بمكان، وعملا بالهدي النبوي لما جاء في الحديث الصحيح :"لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح بن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله"وأي شيخ مهما علت مكانته، وبزّ أقرانه، ولو كان وحيد عصره، وفريد دهره فإنه عرضة للخطأ، وقد يشطط في الحكم، وتزل قدمه في بعض أبواب العلم، وهذا مالك رحمه الله ورضي عنه الذي قيل فيه: لا يُفتى ومالك في المدينة، يقرر أصلا عظيما من أصول الدين، وهو نفي التقديس للأشخاص وكلامهم، فكل يستدل لقوله لا بقوله، إذ قال في كلمته الذهبية المشهورة: كلّ يؤخذ من قوله ويرد إلاّ صاحب هذا القبر، وهو يشير إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وليس لأحد أن يفرض قوله، أو يجمع الناس على قبول قوله، ما لم يقم دليلا واضحا وبيّنا عليه، وإلاّ فقد يردى به وبمتبعيه على ذلك في أودية الهوى، وتحت براثن الغلو، والتعصب الذميم كما وقع فيه بعض متعصبة هذه الفتنة، فكما لا يخفى: أنّه من أوسع أودية الباطل، الغلو في الأفاضل، وقد كان شيخ الإسلام يقول: من فارق الدليل ضل السبيل، ولا دليل إلا بما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي مرضى هذه الفتنة، وأن يذهب عنهم جنون التعصب، ويهدي قلوبهم إلى قبول الحق، والعمل به، والحمد لله رب العالمين

أبو معاوية نور الدين ماحي 27 Oct 2018 08:54 PM

جزاك الله خيرا شيخ مصطفى على هاته التنبيهات و بارك الله في علمك و حرصك لإيصال الحق
حفظك الله

أبو عبد الرّحيم سفيان شرقي 27 Oct 2018 08:55 PM

جزاك اللّه خيرا شيخ مصطفى

فاتح عبدو هزيل 27 Oct 2018 09:00 PM

جزاك الله خيرا على هذه الكلمات الطيبة النابعة من قلب محب للسنة حريص على التلاحم والمودة
نسأل الله أن يبارك في جهدكم ويرزقكم الإخلاص

أبو بكر يوسف قديري 27 Oct 2018 09:50 PM

جزاكم الله خيرا شيخنا وبارك فيكم
أعجبتني هذه الفقرة:
(ومقلدة اليوم جهلوا كما جهل أولئك أننا أشد محبة لبعض من ينتقدون -وأخص بالذكر شيخنا فركوس- فو الله إن له في القلب مكانة كبيرة، ولنحن أشد حرصا على الخير له منهم، ولكن ما تعلمناه منه ومن غيره أن الحق أحق أن يتبع، ولا يسلم العالم مهما علت منزلته وكثر علمه من الخطأ إذ هذا مقتضى البشرية، ومن اعتقد غير هذا فقد أساء للشيخ حيث وضعه في موضع لا ينبغي له.)

أبو مسدد بوسته محمد 27 Oct 2018 09:54 PM

جزاك الله خيرا شيخ مصطفى،،
نسأل الله تعالى أن ينفع بهذا المقال ويجعله في ميزان حسناتك،،

خالد فضيل 27 Oct 2018 10:01 PM

مقال جمع فيه كاتبه علما وأدبا، نصحا ورحمة، وبيّن فيه مسائل ذهل كثير من الناس عنها في هذه الفتنة، منها أن العلم سواء كان تقريرا أم نقدا يقبل من الصغير والكبير، ولم يقل أحد من الناس قبل هذه الفتن أن العلم والنقد يرد إذا جاء من جهة الصغير.
ومنها أن النقد إذا كان صوابا يُقبل ولو كان في قالب شديد، فإن الحق في الدين هو شريعة الله سبحانه.
وإن كان خطأ رُدّ ذلك الخطأ، ورُجع عنه.
ثم إن التباكي قبل ردّ أقوال الشيخ فركوس أو نقده دليل حزبية جاهلية مقيتة كامنة في النفوس، فإن أهل الصدق والدين يطلبون نقد أقوالهم، فإن كان النقد حقا قبلوه وفرحوا به، وإن كان باطلا أبانوا وجه بطلانه، ليس يحرجهم ولا يزعجهم ذلك في شيء، وهذا شيخ الإسلام أمهل مخالفيه ثلاث سنوات ليدلّوه على ما يخالف معتقد أهل السنة فيما كتبه في عقيدته لأهل واسط، وقد كان الحافظ أبو بكر الخطيب يسأل الحافظ ابن ماكولا عما كتبه فيما لاحظه عليه في كتبه، وكتب ابن عبد الهادي مجلدات في نقد أوهام شيخه أبي عبد الله الذهبي، وهذا باب واسع ضيقه أهل الجهالة والتحزب.
فبارك الله في الشيخ وجزاه الله خيرا على ما بذل.

أبو عبد الرحمن التلمساني 27 Oct 2018 10:11 PM

جزى الله خيرا شيخنا الكريم على هذا المقال والذي كان غايته التفريق بين من يدعي محبة رأي شيخه على اطلاقها حتى يرد قول من يخالفه في كل الأحوال ، وهذه نصرة جاهلية لا تجوز كما وصفها الشيخ مصطفى وبين النصرة الحقيقية والتي تكون بتأييد الحق ورد الباطل، ولو كان صادرا من المحبوب، ويكون حينها قد انتصر لمحبوبه،
وهذه المحبة الحقيقية التي يقصدها شيخنا لشيخه الشيخ فركوس فاللهم وفق إخواننا ومشايخنا في الرد على أهل الباطل والرفق والتأدب بمن كان لهم فضل في تعليمنا ولو حرف شرعي .

محسن سلاطنية 27 Oct 2018 10:14 PM

لله درك وعلى الله أجرك شيخنا مصطفى ،هذه هي السلفية الحقة ، علم وحلم وأدب ورحم بين أهلها ، دعوة لاتباع الدليل ، منهج وسط بين الغلو والجفاء ، لا تقديس فيه ولا تعصب .
نفع الله بما كتبت شيخنا الحبيب وزادك الله علما وحلما .

محسن سلاطنية 27 Oct 2018 10:14 PM

لله درك وعلى الله أجرك شيخنا مصطفى ،هذه هي السلفية الحقة ، علم وحلم وأدب ورحم بين أهلها ، دعوة لاتباع الدليل ، منهج وسط بين الغلو والجفاء ، لا تقديس فيه ولا تعصب .
نفع الله بما كتبت شيخنا الحبيب وزادك الله علما وحلما .

فتحي إدريس 27 Oct 2018 11:00 PM

جزاك الله خيرًا شيخ مصطفى على هذه المعانِي السَّامية الَّتي نثرتَها وليس في قبول الحقِّ ممَّن جاءَ به أيُّ غضاضةٍ ولا في الرُّجوع إليه أيُّ منقصةٍ.

وقد جاء في الحديث الَّذي رواه النَّسائي برقم (4696) وصححه الألباني عن قتيلة، امرأة من جهينة أن يهوديا، أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنكم تنددون وإنكم تشركون، تقولون ما شاء الله وشئت، وتقولون والكعبة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: " ورب الكعبة ويقول: أحدهم ما شاء الله ثم شئت" قبولُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلَّم الحقَّ من اليهوديِّ!

قال الشَّيخ محمد بن علي آدم في "ذخيرة العقبى"(30/ 306) مبيِّنا شيئا من فوائده: "(ومنها): أن على طالب الحقّ، ومتّبع الصواب أن يأخذ الحقّ أينما وجده، ولو كان عند غير أهله، كما يقال: الحكمة ضالّة المؤمن، أينما وجدها أخذها، فلا يمنع الإنسان العداوة الشخصيّة، أو الدينيّة، أو غيرها من قبول الحقّ، والإذعان له كيفما كان، وهذا هو المصيبة الطامة عند العوامّ، فإنهم لا يتلقّون الحقّ إلا عند من يعتقدونه، ولو أتاهم غيره بالحق الواضح لا يقبلونه، بل يردّونه، فقول من يعتقدونه؛ قال الشيخ الفلانيّ، أحبّ إليهم من قول من لا يعتقدونه: قال اللَّه تعالى، وقال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، وهذه هي الداهية العُظمى حلّت بضعفاء الإيمان, فإن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - لَمّا أتاه هذا اليهوديّ، وقاله ما تقدّم قبل منه ذلك؛ لأنه حقّ، ونبّه أمته، وأرشدهم إلى ما هو الصواب، ولم يقل: إنه يهوديّ لا يؤمن به، فيُردّ قوله كلا، وحاشا، اللَّهمّ أرنا الحقّ حقًا، وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً، وارزقنا اجتنابه. آمين".

وقال العلَّامة ابن القيِّم -رحمه الله- مستفيدًا ذلك من قبول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلَّم الحقَّ من المشرك: "وقد قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - خبر الدليل المشرك الذي استأجره ليدله على طريق المدينة في هجرته لما ظهر له صدقه وأمانته؛ فعلى المسلم أن يتبع هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في قبول الحق ممن جاء به من ولي وعدو وحبيب وبغيض وبر وفاجر، ويرد الباطل على من قاله كائنا من كان".

ورضي الله عن عمر ابن الخطَّاب إذ قال في رسالته لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه: "ولا يمنعك قضاء قضيته بالأمس فراجعت فيه نفسك، وهديت فيه لرشدك، أن ترجع عنه إلى الحق فإن الحق قديم، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل" فنعمت الوصيَّة هي.

وبمثل ما قال ابن القيم -رحمه الله- في "مدارج السالكين"(2/ 39) نقول: "شيخ الإسلام حبيب إلينا، والحق أحب إلينا منه، وكل من عدا المعصوم صلى الله عليه وسلم فمأخوذ من قوله ومتروك، ونحن نحمل كلامه على أحسن محامله، ثم نبين ما فيه".

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

محمد رحمانية 28 Oct 2018 07:41 AM

جزى الله خيرا الشيخ الفاضل على تنبييهه و حسن صنيعه في تذكيره

و لقد صدق في قوله أننا اشد حبا لشيخنا من من بالصعافقة نبزنا
و اشد حبا لسائر علماء السنة منهم فلسنا لهم بغاشين و لا لأخطائهم مقرين
و ظننا بهم انم اذا نصحوا رجعوا و اذا أوذوا عفوا و اذا وقعوا في مظلمة تحللوا و استغفروا
هكذا تعلمنا منهم و هكذا عودونا و به نصحونا فكيف نبدل بعدما عرفنا و ننحرف بعد ما انتصحنا

اسال الله رب السماوات و رب الارض رب العالمين ان يوفق كل ذي طوية سوية للعمل الحسن و العود المحمود

أبو همام القوناني 28 Oct 2018 08:01 AM

جزاك الله خيرا
ياشيخ مصطفى أسأل الله أن يرد ضال المسلمين الى صراطه المستقيم
اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن

أبو حفص عبد الحق البرج 28 Oct 2018 11:00 AM

جزاك الله خيرا شيخ مصطفى على مقالك النافع بإذن الله تعالى

أبو عبد الله حيدوش 28 Oct 2018 12:22 PM

جزاك الله خيرا وبارك فيك شيخ مصطفى مقال مختصر يفي بالغرض وزيادة لمن كان له عقل وحكم المنهج السلفي ولم يتبع هواه فإنه وكما قيل من أشكل المشكلات توضيح الواضحات!؟
قال الإمام العلامة شيخ الإسلام الشيخ ابن باز -رحمه الله- :
من أخطأ لا يؤخذ بخطئه، الخطأ مردود مثل ما قال مالك رحمه الله: "ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر" يعني النبي ﷺ، وكل عالم يخطئ ويصيب، فيؤخذ صوابه ويترك خطؤه، وإذا كان من أهل العقيدة السلفية ووقع في بعض الأغلاط، فيترك الغلط ولا يخرج بهذا من العقيدة السلفية إذا كان معروفًا باتباع السلف، ولكن تقع منه بعض الأغلاط في بعض شروح الحديث أو في بعض الكلمات التي تصدر منه فلا يقبل الخطأ ولا يتبع فيه.
وهكذا جميع الأئمة إذا أخطأ الشافعي أو أبو حنيفة أو مالك أو أحمد أو الثوري أو الأوزاعي أو غيرهم، يؤخذ الصواب ويترك الخطأ، والخطأ ما خالف الدليل الشرعي، وهو ما قاله الله ورسوله، فلا يؤخذ أحد من الناس إلا بخطأ يخالف الدليل، والواجب اتباع الحق، قال الله تعالى: مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7].
وقد أجمع العلماء على أن كل إنسان يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله ﷺ، فالواجب اتباع ما جاء به وقبوله، وعدم رد شيء مما جاء به عليه الصلاة والسلام؛ للآية الكريمة المذكورة، وما جاء في معناها؛ ولقوله تعالى: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء:59][1].

سؤال موجه لسماحته بعد الدرس الذي ألقاه في المسجد الحرام بتاريخ 25/ 12/ 1418 هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 28/ 255).

أبو أنس خير الدين رحيم 28 Oct 2018 12:51 PM

بارك الله في الشيخ مصطفى ونفع بما كتب

أدب رفيع وكلام بديع.

أبو ديمة محمد أمين بوحنك 28 Oct 2018 01:10 PM

شكر الله لكم شيخنا و أثابكم خير الثواب و جعل أعمالكم و أقوالكم خالصة لوجهه ، خالف هؤلاء أصول السلف المسلمات بتصويرهم أن الرد على خطأ العالم ممن هو دونه طعن فيه ، هذا من نسج خيالهم و لتبرير مواقفهم بعدم الاجتماع مع إخوانهم بعدما ثبت سقوط تهمهم بالتميع و الاحتواء فلم يجدوا شماعة يعلقون عليها موقفهم سوى هذه التفاهة التي لا تنطلي على عوام المسلمين ! ذب الله عن أعراضكم كما دافعتم عن إخوانكم المظلومين

أبو جميل الرحمن طارق الجزائري 28 Oct 2018 01:17 PM

بارك الله فيكم الشيخ مصطفى على هذا المقال الماتع والمؤدب والمهذب
وهو تقرير رائع لمنهج اهل السنة

فإن من أعظم ما يميز الدعوة السلفية عن باقي الدعوات الحزبية , هو انتصارهم للسنة والرد على كل من خالفها
ولو كان من خالف السنة جليلا ,قريبا ,وجيها , عظيم القدر عندهم
أما أهل الأهواء فلا يردون إلا على من كان بعيدا أو حقيرا أو ضئيلا عندهم لا يناسبهم ولا يؤالفهم لعدم موافقته لهم ولعدم انزوائه تحت أفكارهم ولم ينقاد لمعظميهم

وهذا الأصل السلفي الذي تميز به السلفيون

يقرره الشيخ فركوس تقريرا رائعا فيقول :
ولقَطْعِ باب الحوادث والضلال على كُلِّ مَنِ ابتدع بدعةً يَتوصَّلُ بها إلى القَدْح في سلامة المَفاهيم العَقَدية، فقَدْ شمَّر لذلك أئمَّةُ الإسلامِ العدولُ عن ساعِدِ الجِدِّ لتلخيصِ الأصول العُظْمى وترتيبِ القواعد الكبرى للمذهب السنِّيِّ السلفيِّ؛ حيث تَمَيَّزَ منهجُهم في تقرير الأمور الاعتقادية بمنهجِ عَرْضِ العقيدة الصحيحة مِنَ الكتاب والسنَّة وأقوالِ الصحابة والتابعين لهم بإحسانٍ مِنْ جهةٍ، وبمنهج الردِّ على المُنْحَرِفين عنها ـ مِنْ جهةٍ أخرى ـ صيانةً للدِّين وحفظًا للسنَّة؛ وذلك بعَرْضِ شُبَهِ الخصوم وبيانِ الحقِّ فيها مُدعَّمًا بالأدلَّةِ النقلية مِنَ الوحيين وأقوال الصحابة والتابعين؛ فاجتهدوا في إنقاذِ عقائِدِ الإسلام مِنَ الديانات الضالَّةِ ذاتِ الأصول الوثنية، وانبرَوْا لنَقْدِ كُلِّ جوانِبِ التيَّاراتِ الفلسفية ومُعْتقَداتِ الصوفية المُتَفَلْسِفَةِ، والتيَّاراتِ الباطنية مِنْ أرباب الفِرَقِ الغالية، والديانات المُحرَّفة، ومُعْتقَداتِ المُتكلِّمين مِنَ الجهمية والمعتزلة والأشاعرة وغيرِهم، كما عَمِلوا على تصفيةِ عقائِدِ الإسلام مِنْ مَظاهِرِ التعقيد العَقَديِّ، ومِنْ كُلِّ دخيلٍ فيها يُؤدِّي ـ بطريقٍ أو بآخَرَ ـ إلى زعزعةِ عقائدِ المسلمين. أهــ

https://ferkous.com/home/?q=art-mois-104


فهذا التقرير الذي ذكره الشيخ فركوس لا يعفيه من رد مخالفته للسنة و مناقشة آرائه بالدليل والحجة ومنهج سلف الأمة , بل يتناوله تناولا أوليا لأن ضرره على الأمة أصبح ظاهرا متيقنا لا يسع تقدير مصلحة السكوت عليه , بل المصلحة كل المصلحة في الرد عليه ومصارحته بمخالفته , لكسر شبح التعصب الذي نسجه المفرقون بهالات التقديس
ولا يستنكر عرض أقوال وآراء الشيخ فركوس على محك النقد ومناقشتها وفق أصول البحث والنظر , إلا من كان قد أصابته لوثة رافضية , أو لفحة صوفية , ممن يعتقدون العصمة في أوليائهم ومعظميهم وأئمتهم

وأما الدعوة السلفية فلا تقبل مناقضة أصولها السلفية عند التنزيل

الرد على الأخطاء وعلى المخالف للسنة منهج شرعي

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله: (فأما مخالفة بعض أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم خطأ من غير عمد، مع الاجتهاد على متابعته، فهذا قد يقع فيه كثير من أعيان الأمة من علمائها وصلحائها، ولا إثم فيه، بل صاحبه إذا اجتهد فله أجر على اجتهاده، وخطؤه موضوع عنه، ومع هذا فلم يمنع ذلك من علم أمر الرسول الذي خالفه هذا أن يبين للأمة أن هذا مخالف لأمر الرسول، نصيحة لله ولرسوله ولعامة المسلمين.
وهب أن هذا المخالف عظيم، له قدر وجلالة، وهو محبوب للمؤمنين؛ إلا أن حق الرسول مقدم على حقه، وهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم.
فالواجب على كل من بلغه أمر الرسول وعرفه أن يبينه للأمة وينصح لهم، ويأمرهم باتباع أمره وإن خالف ذلك رأي عظيم من الأمة)

[ الحكم الجديرة بالإذاعة من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بعثت بالسيف بين يدي الساعة "].

وقال ابن رجب رحمه الله أيضاً: (فلم يزل الناس بخير ما كان فيهم من يقول الحق ويبين أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم التي خالفها من خالفها، وإن كان معذوراً مجتهداً مغفوراً له، وهذا مما خص الله به هذه الأمة لحفظ دينها الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم فإنها لا تجتمع على ضلالة بخلاف الأمم السابقة)

[ مجموع رسائل ابن رجب" (ص ظ¢ظ¤ظ¥)
نقلا عن النقد منهج شرعي للشيخ ربيع حفظه الله].

وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي كذلك:
(ومن هنا رد الصحابة ومن بعدهم من العلماء على كل من خالف سنة صحيحة، وربما أغلظوا في الرد، لا بغضاً له؛ بل هو محبوب عندهم، معظم في نفوسهم؛ لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إليهم، وأمره فوق أمر كل مخلوق)[ الحكم الجديرة بالإذاعة].

وبعد هذا التقرير السلفي النفيس لا يأتي من يحاول أن يرتمي في أحضان الصوفية فيستنكر الرد على الشيخ فركوس بالدليل والحجة
خصوصا وأنه خالف الدليل والحجة
ورد توجيهات كبار علماء الأمة
ونازعهم في تخصصاتهم بلا حجة ولا بينة


هذا والله أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا وسلم
وكتب أبو جميل الرحمن طارق ابن أبي سعد عكير الجزائري

أبو معاذ محمد مرابط 28 Oct 2018 02:42 PM

حفظك الله أخي العزيز الشيخ مصطفى، ما أجمل مقالك! فهو درّة غالية، لا يطعن فيها إلا مضروب على قلبه وعقله، فقد جمع بين الأدب والعلم، خلاصته: امسحوا دموعكم، وارفعوا أقلامكم، فميدان الحجة موعدنا، وإظهار الحق هي غايتنا، ومن أبى غير ذلك فليلزم تهميشنا، وليترك ساحتنا، وليهجر منتدياتنا

عبد الله طلحي 28 Oct 2018 10:22 PM

جزاك الله خيرا شيخ مصطفى، مقال علمي ماتع حوى علما و أدبا فلله درك أيها الفاضل

يونس بوحمادو 30 Oct 2018 08:32 AM

بارك الله فيك شيخنا الفاضل وجزاك الله خيرا على ما أفدت به إخوانك، فما أحوج المسلمين إلى البيان والتذكير بالأدلة والحجج البينة الواضحة، ولا يخفى على سلفي ما في هذا المسلك المبارك من التأصيل والتحصيل، فيخرج القارئ بفكرة صحيحة مبنية على دليلها، فيمشي على بينة من أمره، وهذا مطلوب في كل وقت وحين، ولكن الأمر يتأكد عند اشتداد الفتن، وتقوي شبهات أهل الباطل والمنكر.
فحفظ الله شيخنا مصطفى على ما أفادنا به.

أبو عبد الرحمن العكرمي 30 Oct 2018 09:10 AM

بارك الله فيكم شيخ مصطفى ، و أعانكم على الخير و وفقكم إليه
(يا ليت قومي يعلمون)


الساعة الآن 01:35 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013