منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   تَعْلِيقٌ يَسِيرٌ عَلَى حادثةِ غرقِ الطفل السُّوري (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=17038)

عبد اللطيف غاليب 03 Sep 2015 10:51 PM

تَعْلِيقٌ يَسِيرٌ عَلَى حادثةِ غرقِ الطفل السُّوري
 

تعليقٌ يَسِيرٌ على حادثةِ غرقِ الطفلِ السُوري


لَقَدْ مَنَّ اللهُ عليَّ لِزِيَارةِ بِلادِ سُوريَا فِي سنةِ 1431 هجرية الموافق لـ 2010 ميلادية وأَقَمْتُ فِي دِمَشقِ الشَّام وَزُرْتُ كَثِيراً من أحيَائِها وَ مُدُنِها كالزبدانِي وبلودان ومضاياَ وَ بَاب تُومةَ وشرِبْنَا مِن مِياهِ بَقِّين وجبل قَسْيُون وصلينَا فِي المَسْجِدِ الأَمَوِي وَزُرنا سُوقَها الكَبِير (( الحَمِيدِية )) فَلَم نرَ هناك إلا شَعْباً مُتَخَلِّقاً وَدُوداً كَرِيماً مِضْيَافاً لاَ تَمَلّ وأنت تتحدَّث مع أَهْلِنَا فِي سُورِيا لما عِنْدَهُم مِن الأَخْلاَقِ الحَسَنَةِ وَ الطِباع الطيِّبةِ مَعَ سَمْحِ الكلاَمِ ولطَافةِ العِبارة ولِينِ الجَانِبْ وَحُبِّهم للجزَائِرِيين وَحَفَاوَتِهِم بِهِم مع انتشَارِ الأَمنِ والأَمَانِ وَ رَغَدِ العَيْشِ وَ كَانت نِعَمُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَاضِحَة رُغْمَ ابتلائِهِم بنِظام النُصَيرِيين الكفَرَة الَّذِينَ نهبُوا الخَيْراتِ وظَلَمُوا العِبَاد وضَيَّقُوا عَلَيْهِمْ فِي بعضِ جَوَانِبِ الدِّينِ والحَيَاةِ ، حَتَّى نَادَى مُنَادِي الشَّرِّ والفسَاد وَقَال هَلُمّاً لاسْتِعَادَةِ الُحُرِّيةِ والكَرَامةِ بالسَّيْفِ والسِنَانِ لِتَحْقِيقِ الرَّبِيعِ والهَنَاء ووَجدَ هَذَا المُنَادِي مَنْ يَنْفُخُ فِي نَارِهِ و يَنْتَصِرُ لِبَلاَئِهِ مِنْ أَنْصَافِ العُلَمَاءِ والمَفْتُونِين بِمنهجِ سيِّد قُطْب القَائِم عَلَى الخُرُوجِ والثورَاتِ وتَكْفِيرِ الشُّعُوبِ الإسْلاَمِيةِ وَالعَجِيب أنَّ هؤلاءِ هُمُ الَّذِينَ كَانُوا سَبَباً فِي نَكْسَةِ الجزائِر وَمِنهم : سلمان العودة وعائِض القرنِي وبعض الجُدُد من أَمْثالِ : طارق السويدانِ والعَرِيفِي وَ غَيْرِهِما مِن المُنْحَرِفِين الذين ليس بينهم وَ بَين العلمِ وأهلِهِ رَحِمٌ ، فَأَجَّجُوا الفتن ودفَعُوا بالشعب السوري المقهور إِلَى نِيرانِ الحرْبِ والدَّمارِ ، رُغْمَ نِداءاتِ كِبارِ عُلماءِ هذِهِ الأُمةِ مِنَ الأئمةِ الصَّادِقِين بوجوبِ تَجَنُّبِ المُواجهة مع النِّظام السُّوري لِعَدَمِ وُجود رايةٍ تُتَّبع ومنهم : العَلاَّمة صالح بن فوزَانِ الفَوزانِ والعلامة ربِيع بنِ هَادِي عُمير المَدْخَلِي (1) والعلامة عبد المُحْسِنْ العبَّاد والشيخ عُبَيْد بن عبد اللَّهِ الجابرِي - حفظهمُ اللهُ تعالى - فَحَصلَ من الخراب والدمارِ والقتلِ والتشريد ما يتحملهُ بجدارةٍ واستحقاقِ هؤلاءِ المُنْحَرِفِون والمُهووسون بهوسِ الخروج والثوراتِ ، فَرَأيتُ العجب العُجاب حينما قارنْتُ بَعْضَ المناطِقْ التي تذكرتها في سفرتِي وبين حالهَا الآن واللهِ دَمَارٌ شَامِل وخرابٌ وَاسِعْ .
فهربَ السُّوريون بأبنائهم وأهليهم نَحْو بلدانٍ كَثِيرَة عبر البر والجو والبحرِ هُرُوباً من نِظامِ الأسدِ الفاجر و ضلالِ الدواعِشِ البائِر ومنهم - مع الأسفِ - منْ هلك في الطريقِ ومنهم من تشرد في البلدانِ ومنهم من غرق في البحرِ كذاك الطفلِ السورِي الصَّغِير - رحمة الله عليه - الذي رمتهُ الأمواجُ فِي سواحل تركيا وكان منظراً مُفزِعاً ومشهداً مُبْكِياً يتحملهُ من هم يتَنَعَّمُون مع أولادهم في الفرشاتِ والديارِ ممن كَانُوا بالأمسِ يُحَرِّضون ويُؤلِّبون ويُفتُون بِوُجوبِ الْجِهَاد رُغْمَ كثرةِ الفِرق والجماعات وعدم وجود الراية الإسلامية الواضحة الصحيحةِ(2)، ومهما يكن فنسأل الله تعالى أن يرفع عن إخواننا السوريين البلاء والفتن وأن يحقن دماءهم ويحفظ أعراضهم ، ونبشرهم بما يُخَفِّف شيئا من معاناتهم بحديثٍ صحيحٍ رواه ابن عمر -رضي الله عنهما-: أن مولاةً له أتتهُ ، فقالت : اشتد عليَّ الزمان ، وأني أريد أن أخرج إلى العراق؟ قال: فَهَلا الشام أرض المنشر (وفي التاريخ : المحشر) ؟! اصبري لَكاعِ! فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من صبر على شدتها ولأْوائِها ، كنتُ له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة) (3) .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً والحمد لله رب العالمين .
عبد اللطيف غاليب .

ــــــــــــــــــــــــ
(1) وقد سَمِعْتُ هذا منه بالسندِ العَالِي فِي بَيْتِه العامِر الَّذِي كان فِي عوالِي مكةَ فِي بداية الفتنةِ وهو حزِينٌ - حفظه الله - لِما حصل فِي بِلادِ الشامِ بسببِ طَيْشِ المُتَعالِمِين وأهلِ البدعِ من التكفيريين و السروريين والقطبيين وَاللَّهُ المستعان .
(2) ومن هنا يتضح لك الفرق بين علماء الأمة وفقهاء الملة المتبعون لمنهج السلف الصالح وبين أشباه العلماء ودعاة السوء .
(3) [ (( الصحيحة )) ( 3.73) ]

أبو سهيل محمد القبي 03 Sep 2015 11:50 PM

الله المستعان، نسأل الله تعالى أن يرفع عنهم البلاء، كما نسأله سبحانه أن ينتقم من دعاة الفتن، الذين أججوا نيرانها في بلد كان مطمئنا آمنا، وكما قيل: سلطان غشوم خير من فتنة تدوم.

أبو البراء 04 Sep 2015 06:29 AM

الله المستعان، حسبنا الله ونعم الوكيل.
اللَّهم ارفع عن إخواننا في الشَّام الضرَّ والبأس، فقد طال بهم البلاء ومسَّتهم الضَّرَّاء، وأنت أرحم الرَّاحمين، اللَّهم أعد إليهم رَغَدَ العيش وأمنَ الدَّار.
بارك الله فيك أخي عبد اللَّطيف على هذه الالتفاتة.

عبد اللطيف غاليب 04 Sep 2015 08:52 AM

جَزَاكَ اللهُ خيراً أَخِي الفَاضِل الطَّالِب النَبِيه الشيخ خَالد حمودة - حفظكم الله ورعاكم - على تعلِيقكم الماتِع وتتمَّتِكُم النافعة وحِرصِكم على توجيه إخوانكم في هذا المنتدى الطيب النافِع لما فيه خَيْرٌ وصلاحٌ لهم في دينهم ودعوتهم ، كما أشكركم على طيبة نفوسكم وسلامة صدوركم لإخوانكم جميعاً وأتمنى لكم من خالص قلوبنا مزيداً من التوفيق والسداد والثبات والرشاد ، والله الموفق والهادي للصواب .

أبو معاذ محمد مرابط 04 Sep 2015 09:07 AM

جزاك الله خيرا أخانا عبد اللطيف.
وإن دماء المسلمين لا يعظم حرمتها إلا أهل السنة.
والتاريخ يشهد على هذا

أبو عبد الرحيم أحمد رحيمي 04 Sep 2015 09:16 AM

حسبنا الله ونعم الوكيل.
أحسن الله إليك أخي عبد اللطيف

شعبان معتوق 04 Sep 2015 09:29 AM

إنَّها نفثة مصدور، جزاك الله خيرًا أخي الفاضل عبد اللَّطيف على هذه الإلتفاتة، نسأل الله بمنِّه وكرَمه أن يفرج عن إخواننا في سوريا و يُيسر لهم أمُورهم إنه سميع مجيب.

أبو فهيمة عبد الرحمن البجائي 04 Sep 2015 10:05 AM

جزاك الله خيرا أخانا عبد اللطيف على ما خطته يمينك بذكر ما يعانيه اخواننا في سوريا، واننا والله لمحزونون لمصابهم، فانا لله وانا اليه راجعون، أما دعاة الفتن ممن ذكرتهم وغيرهم من المدسوسين والمغفلين؛ فعسى أن يستفيق من اغتر ببريق كلامهم وتمثيلياتهم ويعود الى جادة الطريق ويلتزم غرز العلماء فان "البركة مع أكابركم"، ورحم الله جميع اخواننا في سوريا وغيرها من بلاد الاسلاد الجريحة، ولا حول ولا قوة الا بالله.

أبو عبد الله طارق 04 Sep 2015 11:02 AM

حسبناالله ونعم الوكيل
الله أكبر علي من طغى وتجبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر

أبو معاذ رضا التبسي 04 Sep 2015 03:03 PM

بارك الله فيك أخي عبد اللطيف ولا شلت يمينك اللهم كن لإخواننا في سوريا عونا ونصيرا ، اللهم ارحم ميتهم واشف جريحهم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل من دعاة الفتن .

عمر عليان 04 Sep 2015 03:16 PM

الله المستعان ، حسبُنا اللهُ و نِعمَ الوَكيل

أبو عبد السلام جابر البسكري 04 Sep 2015 06:32 PM

<جزاكم الله خيرا> أخي عبد اللطيف .

واليوم يتباكى مشايخ الفتنة على أبناء الأمة ، ويغردون - بل ينعقون وينوحون -

ويصدق فيه المثل : قتل القتيل ومشى في جنازته .

من المسؤول عن هذه الثورات يا سواعد الإيذاء

من القائل : ثوروا ثوروا ؟

من بارك لهذه الثورات في تونس وليبيا و سوريا ؟.

من تمنى أن تلحق الجزائر بركبهم ؟.

أليس مشائخ الفتنة ودعاة الهرج !!.

فلماذا التغريد والنوح وقد قتلتم أطفال المسلمين وفتتم أكباد الأباء والأمهات !؟

لماذا اللوم والعتاب وانتم تأكلون ما لذ وطاب وتلاعبون الأبناء والاصحاب ، وتزجون بأبناء الأمة للعذاب!؟

لا رحم الله فيكم مغرز إبرة يا دعاة الفتنة .

أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي 05 Sep 2015 07:34 AM

جزاك الله خيرا أخي عبد اللطيف .
ونسأل الله أن يرفع عن اخواننا في الشام واليمن ومصر وليبيا الضر وان يكفينا شرور من يتسمون بالدعاة وان يعاملهم بعدله

مراد قرازة 05 Sep 2015 01:24 PM

جزاك الله خيرا أخي عبد اللّطيف
وقد كتبت في هذا المعنى :
دعاة على أبواب جهنّم

يا لائم الدّهر خلّ الدّهر وانســــاه *** وابحث بنفسك عن عيب ستلقــــاه
ويا حزينا على دنيا لـــــــه ذهبت *** والدّين يطمس والأعراض عقبــاه
خلّ الدموع فما يقضي العويل وما *** تفضي النّسـاء فذا بالخزي أدنـــاه
ماغرّ طارقنا بالشّر غير هــــوى *** ترضاه أنفسنا والشّرع يأبــــــــاه
وما أظلّ عـدوّ بــاب قريتنــــــــــا *** مثل الّذي ألفت بالأمس سكنــــــاه
كيف النّصير لعبد كـــان قــــــائده *** في ظلمة اللّيل ذئب قاد ممشـــــاه
أنتبع الخطو من آثار كائدنــــــــــا *** ونطمع الرّشد من سبع بمرعــــاه
والله ما كادكم يـا أهــل ملّتنـــــــــا *** إلا رجال لهم بالـدّين أفـــــــــــواه
دعاة غدر على أبـــــواب مهلكـــة *** من أمّهم جعلوا بالنّار مثـــــــــواه
وأهل كيد متى ما أمكنـوا بطشــوا *** وأهل جبن بيوم جدّ مـــــــــــــرآه
كم ثورة رصدوا للنّــاس حرّتهـــا *** واستنفروا لنفاذ الشرّ مــــــــــولاه
واستجمعوا لقضاء السّوء عرّتهــا *** من كلّ غرّ عمى بـالموت مرمــاه
ثمّ اختفوا زمنا خلف القصور وقـد *** خلّوا الغويّ وما أجرته كفّـــــــــاه
والآن قد ركبوا دور العويل فمــــا *** تغني الدّموع بمن أفضى لمـــولاه
طفل قضى غرقا من قبلـه أمــــــم *** وبعده ولنا حزن لرؤيـــــــــــــــاه
لكنّ محنتنا فيكــــم وفتنتنــــــــــــا *** في من أهلّ لنا بالموت لحيـــــــاه
وليس يؤنسنا منكم ويخدعنـــــــــا *** دمع فذاك بكم زور ألفنـــــــــــــاه

.

يوسف صفصاف 05 Sep 2015 11:25 PM

<جزاكم الله خيرا>
إنا لله و إنا إليه راجعون.

إن التساؤل الذي يحيرني : ما هو شعور من كان سببا في هذه المصائب بفتواه و تحريضه عندما يشاهد أمورا عظاما كهذه؟؟؟


الساعة الآن 11:27 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013