الفاصل هو الإيمان
الحمد لله الذي وفقني للطاعات بعد أن كنت من الضالين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين, أما بعد:
فلو كان كل الناس يؤمن بالله و اليوم الآخر لتسابقوا جميعهم على فعل الخيرات لأنها أسباب النجاة و الفلاح ; لكن من لا يؤمن بالله و اليوم الآخر يتسابق على ماذا ؟ على الدنيا قال تعالى: " مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ " آل عمران 152 فالإنسان بطبعه هكذا : "همّام" سواء كان همّ الآخرة أو همّ الدنيا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمّام، وأقبحها حرب ومرة. قال الشيخ العثيمين: " قال صلى الله عليه وسلم (أصدق الأسماء الحارث وهمّام) لأنه ما من إنسان إلا وهو حارث وهمام فإذا سمى بحارث أو همام صار مطابقا تماما للواقع " انتهى كلامه فهناك من همّه: النجاح في الدراسة و هناك من همّه: العمل و هناك من همّه: الزواج و هناك من همّه: الشهرة و هناك من همّه: الجاه و لا يخلو أحد من همّ, فما دام كذلك و لابد أن يكون همّ, فلماذا لا نجعله الآخرة, و انظر الثواب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كانت الدنيا همّه فرق الله عليه أمره و جعل فقره بين عينيه و لم يأته من الدنيا إلا ما كتب له و من كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره و جعل غناه في قلبه و أتته الدنيا و هي راغمة " . اقرأ جيدا: " و أتته الدنيا و هي راغمة " فهموم الدنيا على كثرتها مكفية من الكافي سبحانه و تعالى. أضف إلى ذلك ثواب الآخرة, قال تعالى " قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَٰلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ " آل عمران: ﴿١٥﴾ و صلى الله و سلم على محمد و على آله و صحبه و التابعين. |
الساعة الآن 10:22 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013