منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الجَعَاظِرَةُ الجَوَّاظُون... (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=16001)

فريد الميزاني 23 Apr 2015 10:30 PM

الجَعَاظِرَةُ الجَوَّاظُون...
 
الجَعَاظِرَةُ الجَوَّاظُون

كتبه العلَّامة الشَّيخ أحمد محمد شاكر (1309-1377هـ)
مجلة "الهدي النبوي"، المجلد 16، العدد 12، ذو الحجة 1371هـ.
______________________________________

قالَ ابنُ حِبَّانَ، الإمامُ الحافظُ أبو حاتم محمَّد بن حبَّان التَّميمي البُسْتِي، في صحيحه: "ذِكْرُ الزَّجر عن العِلْمِ بأمر الدُّنيا مع الانهماك فيها والجهلِ بأمر الآخرة ومُجَانَبَةِ أسبابِها": حدَّثنا أحمد بن محمَّد بن الحسن قال: حدَّثنا أحمد بن يوسف السُّلَمِي قال: أخبرنا عبد الرزَّاق قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبي هِنْد عن أبيه عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إنَّ اللهَ يَبْغَضُ كُلَّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ، سَخَّابٍ بِالأَسْوَاقِ، جِيفَةٍ بِاللَّيْلِ، حِمَارٍ بِالنَّهَارِ، عَالِمٍ بِأَمْرِ الدُّنْيَا، جَاهِلٍ بِأَمْرِ الآَخِرَةِ.»

«الجَعْظَرِيُّ» و «الجَوَّاظُ» متقاربا المعنى: الجَسِيمُ، الأَكُولُ، الشَّرُوبُ، البَطِرُ، يختالُ ويتعاظمُ [...].
«سَخَّابٌ» بالسِّين و «صَخَّابٌ» بالصَّاد من «الصَّخَبِ» بالصَّاد والسِّين وهو الجَلَبَةُ والصِّياح والخِصَامُ. قالَ في اللِّسان: الصَّاد والِّسين يجوزُ في كلِّ كلمةٍ فيها خاءٌ.

هذا الوصفُ النَّبوي الرَّائع الَّذي سَمَا بتصويره إلى القمَّة في البلاغة والإبداع لهؤلاء الفِئَامِ من النَّاس، أستغفرُ اللهَ، بل من الحيوان، تجده كلَّ يومٍ في كثيرٍ ممن ترى حولك ممن ينتسبون إلى الإسلام، بل تراه في كثيرٍ من عظماء الأُمَّة الإسلامية، عظمة الدنيا لا الدِّين، بل لقد تجده فيمن يُلَقِّبُونَ منهم أنفسهم بأنَّهم "علماءٌ" ينقلون اسم "العِلْمِ" عن معناه الإسلامي الحقيقي المعروف في الكتاب والسُّنة إلى علومٍ من علوم الدُّنيا والصِّناعات والأموال.
ثم يملؤهم الغرور، فيريدون أن يحكموا على الدِّين بعلمهم الذي هو الجهل الكامل! ويزعمون أنهم أعرفُ بالإسلام من أهله، ويُنْكِرُونَ المعروفَ منه، ويَعْرِفُونَ المنكرَ، ويَرُدُّون من يرشدُهم أو يرشدُ الأُمَّةَ إلى معرفة دينها ردًّا عنيفًا يناسبُ كلَّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ منهم.

فتأمَّلْ هذا الحديثَ واعقلْه، تَرَهُم أمامك في كلِّ مكانٍ.

انتهى النقل مختصرا من "جمهرة مقالات العلَّامة الشَّيخ أحمد محمَّد شاكر"، ص 572

قلتُ: صلى الله وسلم على من أوتي جوامع الكلم ، ورحم الله العلامة المحدث المجاهد: أبو الأشبال أحمد محمد شاكر. فهذا المقال، على وجازته، قد أجاد فيه الشيخ وصفَ الجعاظرة الجواظين الذين «نراهم أمامنا في كل مكان»، في الجرائد، والقنوات، والمواقع، والشبكات الاجتماعية... قد ملؤوا الدنيا صخبا وصياحا وخصاما... تراهم يتسمون بالعلماء تارة، وبالمفكرين (les penseurs)، وكأن غيرهم لا يفكر، تارة، وبالمثقفين (les intellectuels) تارة، وبالمتنورين أو التنويريين تارة، وبالنخبة (l'élite) نخبة خائنة لدينها ووطنها كما وصفها الأخ الفاضل أبو معاذ، تارة، وبالأذكياء (l’intelligentsia) تارة أخرى !... ما أشبههم بهِرِّ الأعرابي!... كثرت ألقابهم ولا قيمة لهم... يزعمون الثقافة والسماحة والذكاء وهم أصفق الناس عقولا، وأثقلهم فهوما، وأشدهم تعصبا لآرائهم، لا يقبلون رأي مخالف أبدا!... قد ملؤوا غرورا... وأكثرهم بطرا وأشرا وغطرسة وغمطا للناس، يحتقرون الشعب البائس المسكين ويزدرونه ويسفهونه، ولولاه لما أكلوا خبزا ولا سكنوا بيتا، فهم لا يحسنون صناعة، ليس لهم إلا الكلام والسياحة في بلاد الكفار والسهر في السفارات حول طاولات الويسكي... جِيَفٌ بالليل، حُمُرٌ بالنهار كما وصفهم النبي المختار !...

يريدون أن يحكموا على الدِّين بعلمهم الذي هو الجهل الكامل!... فتجد الغبي الجاهل منهم إذا ابتُعِثَ فشذا شيئا من علوم الكفار كـ "الأنتروبولوجيا" و "علوم الاجتماع" و "الإسلامولوجيا" فتعلَّمَ الرَّطَانَةَ بإحدى لغاتِ الأعاجم، وأخذ شهادةً مزيَّفةً يعود إلى قومه مسفها وإلى علماء الدين مزدريا ومحتقرا، وإلى لغته ودينه سابا ولاعنا... ينبذ وراء ظهره كل قديم عتيق لأنه أمسى صاحب عقل مستنير !...

وتجدهم يُنْكِرُونَ المعروفَ منه، ويَعْرِفُونَ المنكرَ إرضاء لأسيادهم البيض !... فهذا يعطل الحدود، وآخر ينكر الجهاد، وثالث ينصب نفسه مدافعا عن حقوق المرأة "المظلومة" فيدعو لإبطال شريعة تعدد الزوجات، والتسوية في الميراث، وإلغاء شرط الولي في النكاح... ورابع يجعل الزندقة والكفر هي الإسلام، فيظهر منهج السلف في صورة الدين الرجعي الدموي، ويمجد دين الفلاسفة ودين الحلاج وابن عربي... وخامس يتهجم على القرآن والسنة، فينادي بأعلى صوته إلى إعادة النظر في ترتيب سور كتاب الله، أما دواوين السنة فلا يرى لها مصيرا إلا الحرق !... وقد ابتلينا في بلادنا الجزائر بشرذمة من هؤلاء المجانين الجدد رفعوا عقيرتهم وسُخِّرَتْ لهم الجرائد والمجلات والقنوات كبوكروح (السياسي الفاشل)، وحدة حازم (العجوز الشمطاء)، وكمال داود (الكاتب الجريء!)، وشوقي عماري (الصحفي الطائش)، وأمين الزاوي (تلميذ الحلاج المتنور) وغيرهم، أراح الله الأمة منهم.

وإن نهض مُصْلِحٌ يريد أن يرشدهم ويرشد الأمة إلى معرفة دينها صاحوا عليه وشنوا عليه "الغارات الإعلامية" واستغاثوا بالسلطان وطلبوا منه أن يوقف هذا الرجعي المتخلف الذي يريد أن يرجع بالأمة إلى العصور الوسطى، "عصور الظلام" !... فيردون هذا المصلح ردا عنيفا يناسب كل جعظري جواظ منهم.

هذا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين.

فريد الميزاني 23 Apr 2015 10:33 PM

ومن أراد مطالعة المقال كاملا، وباقي كتابات العلامة أحد شاكر، فهذا رابط تحميل كتاب "جمهرة مقالات العلامة الشيخ أحمد محمد شاكر مع أهم تعقبات الشيخ على دائرة المعارف الإسلامية": http://waqfeya.com/book.php?bid=7858
https://ia902606.us.archive.org/14/i...6954/cover.jpg

عبد القادر شكيمة 24 Apr 2015 05:55 PM

جزاك الله خيرا أخانا فريد لقد بينت في وقت يجب فيه البيان وفضحت هؤلاء الجرذان وأصبتهم في المقاتل ورميتهم في المزابل. أسأل الله أن يحفظك من شرهم .

حسن أبو سلمى 24 Apr 2015 07:05 PM

والتاريخ يعيد نفسه!
قديما كان لويس عوض ونوال السعداوي وقاسم أمين وكاتب ياسين...أما الآن فنجد هؤلاء الأراذل المساكين يخبطون خبط عشواء على نمط الإستشراق والإستئصال والتنكر لثوابت الأمة وتاريخها.
والحمد لله أن سخَّر لنا علماء وأدباء, أفذاذا أجلاء يدكون عروش هذه الحثالة الرعناء, ويبصرون الأمة بلغتها ودينها وتاريخها, بعيدا عن طابور الخساسة وبيع الذمم والخيانة.
فأشباه المثقفين والمفكرين والصحفيين يقربون هذا الوطن العزيز من الغرب الكافر المأفون - باسم الإنفتاح والإستفادة من علوم الآخرين - .
وباسم التميز والمرجعية الدينية, يبعدونه عن مشرق الإسلام والتوحيد والعروبة والأصالة والشهامة.

بوركت أخي فريد على هذا النقل الموفق.

أبو البراء 25 Apr 2015 12:19 AM

جزاك الله خيرًا أخي فريد.
والله لقد استمتعت وتحمَّست وأنا أقرا مقالك الكريم، وقد لمست فيه غيرة دينية وفهما لواقع أولئك المجانين المتعاظمين في أنفسهم مِلأ السماء، فبارك الله فيك أخي الكريم ورفع قدرك.

أبو ميمونة منور عشيش 25 Apr 2015 10:19 AM

شكر وامتنان.
 
مقال مختصر ماتع نافع، جزاك الله خيرا أيّها الميزاني، ورحم الله الشّيخ المحدّث أحمد شاكر ورفع درجته في عليّين.

فريد الميزاني 26 Apr 2015 11:25 AM

إخواني الكرام، الشيخ خالد، عبد القادر شكيمة، حسن أبو سلمى، أبو ميمونة منور... أحسن الله إليكم وبارك فيكم... سرني جدا مروركم.

لزهر سنيقرة 27 Apr 2015 11:16 PM

بارك الله فيك أخي فريد فقد أحسنت وأحسنت، رددت بعلم وصدعت بالحق في وجه أهل الزندقة والطيش في زمن الخراصين والخارصين، ثقَّل الله بهذه الكلمات موازينك، ورفع الله بهذه الغيرة قدرك -وقد شحت الأرض من الغيور-.
أعداء الملة يكيدون بالليل والنهار وهم الكثير منا إهدار للأعمار، والله المستعان.

هشام بن حسن 28 Apr 2015 07:31 AM

شكر الله لكم أخانا الموفّق على مقالك الكاشف لحال هؤلاء البؤساء ممّن تشابهت قلوبهم مع من سبقوهم إلى النفاق ومعادة دين التوحيد وملة خير الأنبياء - عليه الصلاة والسلام-، وهكذا يستمر الصراع بين الحق والباطل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وعزاؤنا أنّه لا تزال طائفة من الأمة على الحق ظاهرين يردون شبه هؤلاء الضالين، والله تعالى يقول :{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُون} .

أبو عمر جلايلي 28 Apr 2015 09:54 AM

أحسن الله إليك أخي بوركت والله هذا وصفهم بحق لا كثرهم الله

فريد الميزاني 29 Apr 2015 06:58 PM

شيخنا الفاضل لزهر سنقيرة، جزاك الله خيرا وبارك الله فيك وأمد في عمرك ونفع بك، فقد شرفني تعليقك أيما تشريف...
إخواني الكرام، هشام بن حسن و أبو عمر الجيلالي، أحسن الله إليكم وبارك فيكم وحفظكم...
أسأل الله أن يهيء لهذه الأمة أمر رشد يكرم فيه أهل طاعته ويهان فيه أهل معصيته.

أبو عبد السلام جابر البسكري 04 May 2015 06:18 PM

جزاك الله خيرا أخي فريد - موضوع ماتع ونقل موفق و تعليق مسدد -
حقا ما اكثر الجعاظرة الجواظون من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، يحاربون الإسلام باسم الثقافة والصحافة وحرية التعبير ، يزعمون الإصلاح ومحاربة الفساد [ ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ]
والله المستعان

أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي 07 May 2015 07:39 PM

بارك الله فيك أخي فريد
لله درها من كتابةٍ طُبعت في الدفاع عن الدين وغيرة على مصير الوطن!
حقًا ما أكثر الجَعَاظِرَةَ الجَوَّاظِين الذين نسأل الله تعالى بأسماءه الحسنى وصفاته العلى أن يكفي الأمة شرهم

فريد الميزاني 07 May 2015 11:24 PM

أبو عبد السلام جابر، أبو الحسين عبد الحميد... بارك الله فيكما أخواي الكريمين وجزاكما الله خيرا على مروركما وتعليقكما ودعواتكما الطيبة.

أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي 10 May 2015 06:39 AM

جزاك الله خيرا على هذا النقل الماتع النافع،
ولا ننسى اللوثة الاخوانية الرافضية لدى هؤلاء المجانين الى جانب ما ذكرت (...لأسيادهم البيض !)
نسأل الله أن يسلم شيبنا وشبابنا من فكر هؤلاء المدسوسين


الساعة الآن 12:06 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013