انظر يا أخي ... أقلبك حي أم ميت ؟!
- بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على محمد رسول الله صلى الله عليه وصحبه وسلم اما بعد ،
فقد قال الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله : '' انظر يا أخي هل قلبك سليم أو مريض ؟! أقلبك حي أم ميت ؟! " فأحيه بالحق ,واطلب الحق من كتاب الله و من سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام , واجعل الحق ضالتك ، خذه من أي شخص كان ، ولا نكون مثل اليهود والعياذ بالله - " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا " (91) يعني ما يعرفون الحق و لا يقبلونه الا من كتبهم وهم كذابون ، حتى في هذا لا يصدقون . بعض الناس الآن لايقبل الا ماجاء عن فلان وفلان ، اما اذا جاءه من غيره يرده ،ويحكم عليه جزافا أنه باطل ، والله تبارك وتعالى يطلب التبين - " إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا " ( الحجرات 6) تبين أي تثبت ، يعني كلام تأخذه ونشره قبل أن تتبين ماحقيقته ؟! أنت نشار للكذب ، و الاشاعات الكاذبة حالت بين كثير من الشباب وبين الحق ، ودفعتهم الى الباطل ، والى تولي أهل الباطل ، والى نصرة أهل البدع الكبرى - لا أقول البدع الصغرى - . الاشاعات الكاذبة والافتراءات ضد أهل الحق شوهت جمال الحق ، وحالت بين الناس وبين الحق ، وصدتهم عن سبيل الله ،فأصبحوا لا يقبلوا الحق الا من فلان وفلان ، حتى ولو كان كلاما باطلا جعلوه حقا ؟! . هذا مرض فتاك يا اخوتاه ، هذا هو مرض القلوب الذي يجب أن تحتشد القوى كلها لعلاج هذا المرض الفتاك و الله أبناء البوسنة يدمرون بأسلحة الأعداء ، ''أهون والله من القتل بأسحة الباطل'' ، و الله أهون من قتل النفوس ، ومن قتل القلوب ، الذي يقتل مظلوما نرجو له الجنة لكن الذي يموت قلبه والحق أمامه ، الحق بين يديه ويفر منه ويركض وراء الباطل " إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ " (الشعراء 89 ) . انظر هل قلبك سليم ؟ القلب السليم هو الذي يرفض الشرك ويرفض الباطل ، ويقبل الحق ، ويرد الباطل بكل قوة ، هذا قلب سليم ، فاذا رأيت نفسك أنك تقبل الحق ولو من يهودي ، أو نصراني ، أو مسلم ، تقبل الحق رائدك الحق ، بغيتك الحق ، فولله قلبك سليم ، وعقلك سليم واذا رأيت نفسك أنك ترفض الحق اذا جاء من جهة معينة وتقبل الباطل اذا جاء من جهة معينة و تجعله حقا فاعلم أن قلبك مريض ؟! لأن الذي يقابل القلب السليم القلب المريض ، الذي يتقبل الباطل ، ويعشش فيه الباطل ويسرح ويمرح فيه الشياطين ، وتنفر منه الملائكة فلا تسدده وتوسوس فيه الشياطين فينقاد لهذه الوساوس ، هذا القلب المريض يجب أن يعالج ،وفي هذا القران شفاء للناس،شفاءلأمراض القلوب،وأمراض الأبدان فلنعالج أنفسنا بهذا القران ، ونربي أنفسنا على عقائده ،" وعلى الرجولة " ، وعلى حب الصدق و الحق فيه و الولاء و البراء من الباطل و أهله ولو كانوا أباءنا أو أبناؤنا ، أو اخواننا أو عشيرتنا ، هذا القلب السليم ، القلب المنيب ، هو نفسه لكن العبارات تختلف ، قال الله تعالى "وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ " ( سورة ق الاية 31 - 33) القلب المنيب الرجاع الى الله تبارك وتعالى الأواب الى الله تبارك وتعالى ، فانظر الى نفسك والله لا ينفعك مال و لا بنون يوم القيامة و لا أصدقاء و لاغيرهم ، ما عندك الا سلامة القلب هي التي ستنفك يوم القيامة ، وانابة هذا القلب الى تبارك وتعالى ، هذا من يأتي بقلب منيب تقرب له الجنة " وأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ " ( سورة ق الاية 31 - 32) . - المصدر : أصناف القلوب لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ص 11 - ص 16 |
الساعة الآن 01:14 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013