الشيخ ربيع المدخلي: فـلا يكـن القاعـدة عندكـم فقـط هجـر و هجـر و هجـر.
بسم الله الرحمن الرحيم || فلا يكن القاعدة عندكم فقط هجر و هجر و هجر|| || لا يُهجَر إلا المبتدع المستكبر المعاند || || الأساس هداية الناس وإنقاذهم من الباطل والضلال|| في إجابة لشيخنا الهمام ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله عن هذا السؤال : أتباع المبتدع هل يلحقون به في الهجر ؟ قال أطال الله في عمره في طاعته : " المخدوع منهم يُعلم يا إخوة ، لا تستعجلوا ، علموهم وبيِّنوا لهم ، فإن كثيراً منهم يريد الخير ، حتى من هؤلاء الصوفية والله لو هناك نشاط سلفى لرأيتهم يدخلون فى السلفية زراقات ووحداناً . فلا يكن القاعدة عندكم فقط هجر و هجر و هجر ، الأساس هداية الناس ، وادخال الناس فى الخير ، الهجر هذا قد يُفهم غلطاً ، إذا هجرت الناس كلهم من يدخل فى السنة ، إذا وضعنا السدود والحواجز بيننا وبينهم بالهجر وبين السنة متى يدخلون في السنة ؟ الهجر هذا يا إخوتاه في وقت الإمام أحمد ..الدنيا مليئة بالسلفيين ، وإذا قال الإمام أحمد : فلان مبتدع ؛ سقط ، أما الآن فعندك السلفية كالشعرة البيضاء فى الثور الأسود ، فلا يُهجَر إلا المبتدع المستكبر المعاند ، أما المخدوعون فتأنَّ بهم ، ويُدعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، فقد يستجيب منهم الكثير . الأساس هداية الناس وإنقاذهم من الباطل والضلال ، فادعوهم وقرِّبوهم ، وقدِّموا للناس الكتب والرسائل العلمية النافعة ، والأشرطة العلمية ، واستخدموا كل وسائل الدعوة المشروعة ، ومنها الخطب والمحاضرات ، فسيحصل بذلك الخير الكثير إن شاء الله ، و يكثر إن شاء الله سواد السلفيين ، وما تخسرون كثيراً من الناس ، كل الناس ضالون عندك ولا تنصح ولا شيء ولا بيان ؟! غلط ! هذا معناه سد أبواب الخير في وجوه الناس ، فلا يكون عندكم فقط هجر هجر . القاعدة الأساسية هداية الناس وإدخالهم في السنة ، وإنقاذهم من الضلال ، هذه القاعدة عندكم ، واصبروا واحلموا وكذا وكذا ، ثم من عاند بعد البيان الواضح فآخر الدواء الكي ، أما الكي من أول مرة ، هذا غلط بارك الله فيكم . فليكن أيها الإخوة القاعدة عندكم انتشال الناس ، والله كثير من الناس يريدون الخير ، يريدون الجنة يا إخوان ، يريدون الخير ، فلتكن أساليبكم حكيمة ، والله الأساليب الحكيمة الرحيمة التى يشعر أنك لست متعالياً عليه ، وأنك ما تريد إهانته ، لكن تواضع له ، ألن جانبك ، ترفَّق به ، وبلِّغ بالحكمة ، كثير وكثير من الناس قبوريون هداهم الله على على أيدي قلة من أهل الحديث لما جاؤوا بالعلم والحكمة والموعظة الحسنة . وأضرب لكم مثالاً واحداً من هؤلاء الدعاة : كان الشيخ ثناء الله الأمرستري في الهند من جهابذة العلماء وحكمائهم يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، ويناظر بالحكمة والحجة والبرهان مع الأخلاق العالية ، فأقبل بَشرٌ كثير على دعوته واستجابوا لها ، فغاظ ذلك علماء السوء والضلال المعاندين فسلَّطوا عليه رجلاً جاهلاً فاجراً ليقتله ، فجاء هذا الرجل إلى الشيخ ثناء الله وهو يحاضر فهجم عليه بمعول وضربه ضربة قاتلة ، فخرَّ مغشياً عليه ، فجاء رجال الحكومة - انظر ثلاثة ، أربعة من كبار تلاميذ الشيخ نذير حسين قلبوا الهند رأساً على عقب بحكمتهم وعلمهم ! - وأخذوا هذا المجرم ، وأودعوه في السجن ، فأول ما أفاق هذا من غشيته قال : أين هذا الذي ضربني ؟ قالوا : في السجن ، قال : ما يسجن أبداً ، فأصرت الحكومة على سجنه ، فكان هذا الحليم ينفق على أولاد المجرم مدة بقائه في السجن ، ثم لما أفرج عنه فأول عمل قال به زيارة الشيخ وإعلان الدخول في السلفية ونبذ البدع . ومثال آخر : كان أول داعية في السودان إلى السلفية في هذا العصر الشيخ حسونة ، وكان مضرب المثل في الصبر والحلم والحكمة ، يدعو إلى الله بنشاط في المساجد وغيرها ، فيهجم عليه أهل البدع فيضربونه ضرباً شديداً حتى يعتقدوا أنه مات ، فيسحبونه برجله ثم يرمونه خارج المسجد ، فإذا أفاق فأول ما يفاجئ الناس بالابتسامات ، لا السب ، ولا التسخط ، ولا يحقد على أحد ، ولا ينتقم ، ولا شيء ، فدخل ناس كثير بسبب هذه الأخلاق في الدعوة السلفية . ومرة أخرى ركبوا في قطار فحانت صلاة المغرب أو العشاء ، وصلى بالناس بقراءة حلوة جداً ، أُعجبوا بها ، فقالوا : من صلى بكم ؟ قال : أنا فلان ، فوثبوا عليه فضربوه ضرباً شديداً حتى أغمي عليه ، وكعادته إذا أفاق فأول ما يفاجئ الناس بالابتسامات الرضية . الشاهد : يجب أن يكون عندكم شيء من الحكمة والحلم والصبر و القصد الطيب - بارك الله فيكم - والله بالأخلاق الحكيمة ، بالحلم يُقْبِلُ الناس على دعوتك ، وإن كان ما عندكم إلا الجفاء والشدة { وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ } [ آل عمران : 159 ] ؟ يا إخوة - بارك الله فيكم - بعض إخواننا عنده شدة زائدة التي تخرج الناس من السلفية ما تدخل أحد ، هذا موجود الآن ، هؤلاء المطاردين عليهم أن يتوبوا إلى الله عز وجل ، وأن يُحَسِّنوا أخلاقهم ، وأن يكونوا هداة إلى الله عز وجل بارك الله فيكم ، عليكم بهذه الأخلاق ، واتركوا التركيز على الهجر ، الهجر مشروع ولكن عندما ينفذ الصبر والحلم بارك الله فيكم ، فعليكم بترغيب الناس في الخير وإدخالهم فيه " انتهى المصدر : من محاضرة بعنوان : [ إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويسخط لكم ثلاثاً ] صفحة ( 38 ) السؤال الرابع عشر. النسخة المطبوعة عن دار الميراث النبوي الجزائرية. |
الله أكبر ، أين نحن من صبر هؤلاء و حلمهم ... ، لقد صار الهجر للسلفيين من طرف السلفيين ، فالله المستعان ، ألا فلنتق الله في دين الله ، و في منهج سلفنا الصالح الذي نمثله ، و لنمثله كما نقله سلفنا إلينا .
|
الله المستعان .
|
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وجعلني الله واياكم وجميع الاخوة من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه . |
الساعة الآن 09:56 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013