منتديات التصفية و التربية السلفية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين القائل ‏ (‏ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا) ، صلى الله عليه وآله وصحبه الذين جاهدوا في الله حق جهاده حتى أتاهم اليقين.

أما بعد :

لن نتحدث عن التقصير في العبادات التي لا يستطيعها إلا الرجال الصالحون ، لن نتحدث عن قيام الليل وصيام الهواجر ، لن نتحدث عن الرحلة على الأقدام مسافة أشهر لطلب العلم !!

نتحدث عن السلفي المقصر في حق الله ، والمقصر في حق الوالدين وحق الأرحام والمقصر في حق إخوانه ونفسه.

سلفي لكن مقصر في صلاة الفجر، يصليها إما في المنزل أو بعد شروق الشمس، وهويعلم أن صلاة الفجر في جماعة فيها أجر كبير قال صلى الله عليه وسلم :" ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ". وفي رواية لمسلم ( لهما أحب إلي من الدنيا جميعها ) .
وقوله صلى الله عليه وسلم " من صلى البردين دخل الجنة " وقال صلى الله عليه وسلم " لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " . والبردان هما صلاة الفجر والعصر ,"
هل بعد معرفة هذا الأجر يترك السلفي المقصر صلاة الفجر؟؟
وكذلك تجد هذا السلفي المقصر يترك الأذكار ، وخاصة أذكار الصباح والمساء، يسارع إلى الدنيا ولا يسارع إلى ذكر الله ، لا يحصن نفسه فرط وضيع لا يجلس في المسجد مقدار نصف ساعة أو أقل ليأتي بأذكار الصباح أو المساء، فمن ذلك تسبيحه مائة مرة، سبحان الله وبحمده مائة مرة، من ذلك أن يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مائة مرة كل يوم، يقول - صلى الله عليه وسلم -: (من قال في يومٍ مائة مرة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كانت له عدل عشر رقاب - يعني عدل عتقه عشر رقاب - وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة وكان في حرزٍ من الشيطان في يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأتِ أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا رجلاً عملَ أكثر من عمله) رواه الشيخان في الصحيحين عن أبي هريرة.
كم فرطنا في هذا الأجر وقصرنا بزعم أن الدنيا شغلتنا.
قصرنا في الدعاء حتى لأنفسنا وقد قال صلى الله عليه وسلم : الدعاء هو العبادة . نعم أجل عبادة قصرنا فيها -والله المستعان-

قصرنا في تلاوة القرآن ،وفرطنا في الورد اليومي، فلا نختمه إلا في أشهر عديدة .
قال صلى الله عليه وسلم : (خيركم من تعلم القران وعلمه ).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( من قرأ حرفا من القرآن فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف )
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مروفي رواية مثل الفاجر بدل المنافق .رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب

وقد تجد سلفيا مقصرا في حق والديه.
لايبرهما إلا إذا أمراه بالشيء أو ألحا عليه، فلا يبادر هو من نفسه بل ربما يشمئز ولو لم يظهر ذلك ولو لم يقل لهما أف ، ولكن في نفسه أهات وزفرات ،وربما يأمر من ينوب عنه في هذا الأمر.
ألم يعلم هذا السلفي المقصر حكم بر الوالدين وهو أنه فرض وواجب، وأنه قد أجمعت الأمة على وجوب بر الوالدين وأن عقوقهما حرام ومن أكبر الكبائر؟؟
وقوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً).النساء:36
ألم يلاحظ أن الله قد قرن توحيده ـ وهو أهم شيء في الوجود ـ بالإحسان للوالدين..
ليس ذلك فقط بل قرن شكره بشكرهما ايضاً..
قال تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ) لقمان:14
إلى متى سنبقى في التأجيل المستمر للتفكير في برنا لوالدينا..
إلى متى ستبقى مقصرا في برهما؟؟
ستعرف مكانتهما إذا رحلا عن الدنيا وتندم على تفريطك وتقصيرك في برهما.

وتجد سلفيا مقصرا في حق صلة الارحام :
لا يزور أقرب الناس إليه ،جده وجدته وأخته وأخاه وعمه وعمته وخاله وخالته ...الخ. ألم يعلم أن الرحم شجنة من الرحمن ،عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :الرحم شجنة من الرحمن ، فقال الله : من وصلك وصلته ، ومن قطعك قطعته -صحيح ظلال الجنة للألباني-
اترضى أن يقطعك الرحمن.

ومن السلفيين المقصرين في حق إخوانهم تجد:
من لا يعرف لأخيه إلا حقا او حقين ويفرط في الباقي، لا يزوره ولا يعوده إذا مرض ، ولا يدعوا له بظهر الغيب ، ولا ينصحه إن إحتاج للنصحية.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلِّم عليه , وإذا دعاك فأجبه , وإذا استنصحك فانصح له , وإذا عطس فحَمِد الله فشمِّته , وإذا مرض فعُدْه , وإذا مات فاتبعه)) رواه مسلم في صحيحه.
مقصر في التعاون مع إخوانه . التعاون على البر والتقوى ، وقد شبههم النبي صلى الله عليه وسلم بالجسد الواحد .إي يحس ما يحس به إخوانه.
في الصحيحين وغيرهما من حديث النعمان بن بشير { مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى } .

فهل ندمنا على هذا التقصير !! ونحن نتبع المنهج السلفي سواء في العقيدة أو السلوك أو الأخلاق والمعاملات.
اعلموا أن الندم على التقصير سيلحقنا ، لأننا فرطنا في الوصول إلى الدرجات العلى ، لأن لأهل الجنة درجات لا ينالونها إلا على حسب أعمالهم.

قالى تعالى : (( وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَىٰ )).

نسأل الله أن يوفقنا للجد والإجتهاد للوصول إلى الفردوس الأعلى من الجنة.