منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   نقض تأسيس الصوفية وبيان تلبيس الأخس من الحدادية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=24816)

أبو عاصم ياسين زروقي 31 Aug 2020 05:51 PM

نقض تأسيس الصوفية وبيان تلبيس الأخس من الحدادية
 
<بسملة1>
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدا عبده ورسوله. <<يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا».
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ>>
<<يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا>> ، أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وخير الهدى هدى محمد <صلى الله عليه وسلم>، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار،
أما بعد :
فإن اسمي قد قرن باسم ( زيدان بريكة ) في - بيان البراءة من منهج المفرقة – وقد تراجع الرجل وتبرأ مما في البيان بشكل مجمل اقتصر على الاعتذار والثناء على من رأى أنه أخطأ بحقهم والإشارة إلى فساد منهج المشايخ الذين يوافقون كبار العلماء حيث قال : (وأعلن –تبعا لذلك- براءتي من منهج الاحتوائيين، وتوجهي بالاعتذار إلى جميع السلفيين طلبة ومشايخ، ممن هم على جادة الصواب ومع المشايخ المذكورة أسماؤهم أعلاه ) فاعتذر ممن سبوه وشنعوا عليه وصرحوا أن لا أنس في قربه ولا وحشة في بعده ، وعرض بمن احتفوا به وأثنوا عليه وكانوا قبل رجوعه إليهم ساكتين عنه عاذرين له
رفعته حتى تعدّى طوره ... وكان هذا لك منه شكره

ولقد قررت عدم الرد عليه والاشتغال به لما سمعت منه أسباب رجوعه وأدركت أنني كنت مخدوعا بالرجل أحسبه على شيء فإذا هو : ( كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ) ومع ذلك أردت أن أحفظ للصحبة والعشرة الطويلة التي بيننا حقها فأنسحب بهدوء وأعتبره كمن توفي إلى رحمة الله ، رغم ما كان يبلغني من تلبيس على الإخوة وتخذيل فكل من تواصل معه أو زاره أشاع في الناس أنه قد رجع وتاب ولم يبق إلا فلان وغير ذلك من الأساليب المؤسفة ،
وكنت أقول : من اتبع الحق عن عقيدة فسيثبته الله ، أما من يقلد زيدان ويدور معه حيث دار فــ "إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم".
ولسبب آخر وهو أن القوم يرمون بالكذب كل من خالفهم وأحرجهم بالحقائق وإن تيقنوا صدقه في أنفسهم ، ولكن حسبي أن الجموع الكثيرة من الناس ( الموافقين والمخالفين ) سيعلمون في أنفسهم أني صادق وقبل ذلك كله رب العالمين تبارك وتعالى يعلم ذلك وهو حسبي ونعم الوكيل
فالرجل رجع ببيان آخر سماه : ( كيف نجوت من الصعفقة ) تضمن تدليسا وتضليلا وتأسيسا لتقديس أسياده وتبريرا لانتكاسه واستجابة لما اشترطوه عليه من الطعن في إخوانه ، وذلك يقتضي أن أدافع عن الحق الذي اتبعته ولا أسكت ولا أقر الباطل الذي جاء به صاحب المقال ومن كتبوه له ، قال رسول الله صلى الله وسلم : ( لا يمنعنَّ رجلًا هيبةُ الناسِ أن يقولَ بحقٍّ إذا رآه أو شهِدَه فإنه لا يقرِّبُ من أجلٍ ولا يباعِدُ من رزقٍ أو يقولَ بحقٍّ أو يُذكِّرَ بعظيمٍ ) السلسلة الصحيحة 168. ص324
وإني أسأل الله تعالى أن يرزقني الإخلاص له و أن يوفقني لنصرة الحق بالصدق والعدل وأن يسلك بي في ذلك سبيل أئمة الهدى الذين لم يحابوا في دين الله أحدا
قال السخاوي في فتح المغيث 4/356: ( وَلَمْ يُحَابُوا أَبًا وَلَا ابْنًا وَلَا أَخًا، حَتَّى إِنَّ ابْنَ الْمَدِينِيِّ سُئِلَ عَنْ أَبِيهِ، فَقَالَ: سَلُوا عَنْهُ غَيْرِي. فَأَعَادُوا ; فَأَطْرَقَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: ‌هُوَ ‌الدِّينُ، إِنَّهُ ضَعِيفٌ، وَكَانَ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ لِكَوْنِ وَالِدِهِ كَانَ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ، يُقْرِنُ مَعَهُ آخَرَ إِذَا رَوَى عَنْهُ، وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ صَاحِبُ (السُّنَنِ) : ابْنِي عَبْدُ اللَّهِ كَذَّابٌ، وَإِنْ تَأَوَّلْنَاهُ فِي غَيْرِ هَذَا الْكِتَابِ، وَنَحْوُهُ قَوْلُ الذَّهَبِيِّ فِي وَلَدِهِ أَبِي هُرَيْرَةَ: إِنَّهُ حَفِظَ الْقُرْآنَ ثُمَّ تَشَاغَلَ عَنْهُ حَتَّى نَسِيَهُ. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ كَمَا فِي مُقَدِّمَةِ مُسْلِمٍ: لَا تَأْخُذُوا عَنْ أَخِي. يَعْنِي يَحْيَى الْمَذْكُورَ بِالْكَذِبِ.) انتهى
و قال (شعبة بن الحجاج: ولو حابيت أحداً حابيت هشام بن حسان كان ختني. ولكن لم يكن يحفظ ) . (الكامل 1/81)
وإني ألتزم في هذا الجواب أن لا أذكر إلا ما هو مستفيض مشهور سمعه عشرات الإخوة من الموافقين والمخالفين ما استطعت إلى ذلك سبيلا ، ويعلم الله أني لا أريد فضح الرجل ولا الشماتة به ولا التحريش بينه وبين من يتملقهم ولكن الرجل أساء إلى العلم وظلم إخوانه واتهمهم بما هم منه براء وباع ذمته والله الموعد ولا حول ولا قوة إلا بالله :
قال : ( فإن من تمام نعمة الله على العبد هدايتَه إلى الحق، وتوفيقه للرجوع إليه بعد تبيُّنه وتيقُّنه، فلله الحمد والمنة والشكر، ولا يتم للعبد شكر نعمة الحق إلا ببيانه للناس وإعلانه، وبالذب عنه وعن أهله، والرد على كل ما خالفه، وكل من خالفه. )
التعليق : هذا حق ولكن الكاتب خالفه في أول الفتنة ثم خذله في آخرها
فقد كان يقول : إنه تبين له الحق وعرفه منذ بداية الأحداث وعرف أن المشايخ قد ظلموا وأن فركوس وجمعة وأزهر ظلموهم ورفضوا الصلح وردوا كلام كبار العلماء وطعنوا فيهم لما خالفوا أهواءهم ( ويشهد على هذا عشرات الطلبة والكثير من المشايخ سمع منه ذلك مباشرة )
ولكنه لم يعلنه للناس ولم يذب عنه وعن أهله بل أظهر الموافقة للظالمين ووقف في صفهم وزعم أن ذلك من الحكمة حتى يقنع الإخوة ويبين لهم الحق فلا تضيع الدعوة في المنطقة على الأقل
ويعلم الله أني في أول الأحداث كنت أعتقد أن الحق مع الشيخ فركوس مع توقفي في بعض التهم التي رمي بها بعض المشايخ خاصة الشيخ عبد الغني – حفظه الله - فإنه ألحق بغيره من المشايخ لما أراد الصلح وجمع الكلمة ولم يقبل مخطط التفريق والإقصاء
ثم لما ظهر لي بمرور الوقت الموقف الحقيقي للكاتب واقتناعي بكثير من القضايا رجعت إلى الحق ؛ ورجع الكثير من الإخوة في الولاية والحمد لله
فلما أظهرالكاتب موقفه للعلن من خلال- بيان البراءة - ونصر الحق الذي يعتقده إذا به يخذله ويسيء إلى أهله ويتملق من كان يقرر ويبرهن على جهلهم وظلمهم وإساءتهم ،
قال : (وانطلاقا من هذا الواجب أحببت ورغبت في نشر بيان تفصيلي لما حدث معي- في الفترة الأخيرة- مذ زلت بي القدم، وانجرفتُ في حمأة الفتنة، فأصدرت البيان الأول الذي كان شرا عليَّ كله، فأستغفر الله -عز وجل-، وأتوب إليه، معتذرا إلى العلماء والمشايخ وسائر السلفيين -الذين هم على الجادة- مما قلته في ذلكم البيان. )
التعليق : إنك لم تحب ولم ترغب بل طلب منك فأجبت صاغرا ، ونقل إلي بإسنادين متصلين خاصين بك جدا أنك كتبت وعرضت كتابتك على أسيادك فرفضت وطلب منك الإفصاح والتصريح بالطعن في المشايخ الذين تعتقد فيهم التربية الرفيعة والأخلاق الكريمة – كما شهدت مرارا - فاستجبت للأسف الشديد وسمحت أن تثبت باسمك تلك الطعون الظالمة في الأبرياء
ولم يكن بيانك شرا عليك بل فرح بك أهل السنة ورفعوك عاليا ولكن علم الله تعالى ما لم يعلموه وكانت الحكمة الباهرة في قضائه

قال : ( ومما يجب التعرض له وذكره في هذا الصدد، توضيحُ السبب الذي دفعني إلى إصدار ذلك البيان ...وهي ظني حينها أن الشيخ العلامة ربيعا -حفظه الله- قد بخس حقُّه في كونه المرجعية العليا في هذه القضية وما تعلق بها من أحداث، )
التعليق : السبب الحقيقي هو توهمك أن المشايخ قد قوي صفهم ورجع إليهم الإخوة فقد كنت تسأل عن حال حلقة الشيخ عزالدين وجمعته هل رجع إليه الإخوة ؟ ، وعن دروس الشيخ رضا ، وكنت تذكر لنا أن فركوسا وأصحابه لم يبق لهم شيء خارج الجزائر وأن البلدان الإسلامية وأوربا مع الحق ومع الشيخ ربيع وأن محمد بن هادي لم يبق معه أحد ...الخ
وتيقنت ذلك كما قلته لغير واحد لما زرناه في العمرة الأخيرة حيث لم نجد معه إلا حفنة من الجزائريين ،
هذا أقوى أسباب توبتك ثم ظهر لك أن الجماعة والأغلبية مع فركوس فقلت : ( وإنما الذي وقع أن غالبية السلفيين اجتمعت كلمتهم على معالي الدكتور فركوس وأخويه )
فخذلت الحق وطعنت على أهله ظلما من أجل هذه الغالبية ورغبة في هذه الشعبية وإني أخشى عليك أن يعاملك اللَّه بنقيض قصدك؛ فإن المعاقبة بنقيض القصد ثابتة شرعًا وقدرًا
كما قال ابن القيم رحمه الله (إعلام الموقعين 3/434)
قال : ( والسبب في هذا الظن الخاطئ أشياء كثيرة، منها: الصوتيات الملفقة التي سمعتُها، والمقالات المضللة التي قرأتها والأخبار الملَبِّسة التي تلقيتها مباشرة أو بواسطة بعض من كان يسعى في تغيير موقفي تجاه إخواني المشايخ تشويها وتأليبا، ناهيك عن قلة التواصل مع المشايخ الذي كان كفيلا بحل الإشكالات وتوضيح التلبيسات وفهم الأمور على وجهها. )
التعليق : ما هو الدليل على كون الصوتيات التي سمعناها من مكالمات مسجلة ومجالس مسربة ملفقة ؟؟
دعوى التلفيق لا يعجز عنها أي أحد ،
ثم ماذا عن صوتية الشيخ عبيد الجابري ، وعن نصائح العلامة ربيع المدخلي ؟؟
لقد ثبت من طرق كثيرة أن جمعة وعد الشيخ ربيعا بالرجوع إليه والجلوس مع مشايخ الإصلاح وبحث القضايا بين يديه وإصلاح ذات البين ، ولما رجع إلى الجزائر لم يف بوعده وسأله أحد أئمة المساجد لماذا لم ينفذ ما وعد به الشيخ فقال : نهاني الشيخ فركوس عن الذهاب .
ودعاه الشيخ عبيد في صوتية للذهاب إليه والاجتماع للنقاش والبحث فأبى وجعل يعلل ذلك ( الصعافقة يمكرون ويفعلون ... )
هذا إضافة إلى الطعون الصريحة والمبطنة في الشيخين
للأسف سلك صاحب المقال مسلك الشطط والتعصب فلما لم يجد جوابا عن الصوتيات والمقالات وأخبار الثقات قدح فيها بالتلفيق والتضليل والتلبيس وهي دعاوى لا يملك عليها أي دليل .
• من الذي كان يسعى في تغيير المواقف ؟
لقد شرحت بنفسك وقلت لعشرات الإخوة وذكرت للمشايخ أنك كنت على يقين من الحق منذ البداية وأنك كنت تسعى مع إخوانك لتبين لهم الحق حتى يتهيأ الجو المناسب للصدع به
فأنت الذي سعيت لتغيير موقف إخوانك وإقناعهم بأن الحق مع كبار العلماء وأن فركوسا وجمعة وأزهر ظالمون وهذا جالسك عليه الناس وسمعوه منك
• ومن الذي شوه جمعة وأزهر ؟
إنك منذ نحو عشرين سنة وأنت تبكي من ظلم جمعة وأزهر و الكثير ممن له صلة بك يتيقن هذا ، وأغلب الإخوة في ميلة والعلمة وغيرهما إنما أبغضوا جمعة ولزهر بسبب كلامك الدائم فيهما ، وشكواك منهما
ومشايخ الإصلاح سمعوا ذلك منك مباشرة مرات كثيرة
وقد كنت تقول لطلبة العلم جمعة لن يترك أحدا كل من نبغ سيتكلم فيه ، والدور آت عليكم بعدي ونحو هذا الكلام
فأنت الذي كنت تشوه وتؤلب !!!

قال : ( فما إن صدر البيان، ورأيته مزبورًا على النَّت في مواقعَ شتَّى حتى أعدت قراءته عدة مرَّات، ولاحظت أن فيه ألفاظا قبيحة مخالفة للشرع والواقع، مثلَ وصف المنهج الذي يسير عليه إخواني العلماء والمشايخ والطلبة وعامة السلفيين بالظلم، والكذب، والتلاعب بقواعد الشرع، فكان هذا أول موقف هزَّني، وأشعرني بندم شديد جرَّاء هذه الفِعلة. )
التعليق : كل من كان معك أو اتصل بك من الإخوة وطلبة العلم والمشايخ يعلم
أنك فرحت به فرحا شديدا وطالبت الإخوة بتأييده وكتابة البيانات في الانتصار له فطلبت ذلك من الإخوة هنا في أنحاء ميلة كإخوة تاجنانت ومن قسنطينة والعلمة والدرعان بعنابة ومن إخوة فرنسا وغيرها بل رجوت أن يكون التأييد من الشيخ ربيع أو عبيد - حفظهما الله –
ثم : لقد كنت تصف منهج جمعة وأزهر بل وفركوس بأشنع الأوصاف وتسبهم سبا قبيحا طيلة سنوات قبل الفتنة أصلا وقد تقدم ما يتعلق بجمعة وأزهر ، وأنت أخبرتني بكلامك في فركوس مند 2004 نصراني ؛ وأنه بعد ستين سنة من عمره غير عقيدته ؛ وسلك مسالك أهل البدع في تأويل النصوص ويشهد عليك في هذا المشايخ الذين كلمتهم وصرحت لهم بموقفك منه منذ القديم ، هذا كله لم تندم عليه ، فلما تكلمت فيهم نصرة للحق ندمت !!!

قال : ( شرعت بعد ذلك - على تردُّد مني وتلكؤ- في جمع كلمة الإخوة في المنطقة على محتوى ذلك البيان،)
التعليق : هذا خلاف الواقع ، بل نشطت واجتهدت وكنت توصي بالصبر على الإخوة والسعي للإلتقاء بهم واحتساب ذلك في سبيل الله .
وشرعت في كتابة رد على كتاب الشيخ فركوس ( توجيه نصوص في العذر بالجهل ) ولم ترض أن يكتب لك أحد بل عملت عليه بنفسك الليالي الطوال وذكرت أنك ستناقشه في الدلائل وتبين له أنه لا يحسن الاستدلال وقلت لنا وقفت على خيانات علمية في نقوله ووعدت بعض المشايخ بإتمام هذا العمل
فهل هذا تردد وتلكؤ ؟؟ فكيف يكون النشاط والإقبال ؟؟

قال : ( ثم دُعيت إلى مجلس آخر دام إلى وقت متأخر من الليل، وشرحت فيه دوافع البيان - كما هو مذكور آنفا -، وفي طريق العودة منه انزلقت بنا السيارة، فأخذت تموج بنا يمنة ويسرة –في حادث مروع مهول – حتى استقرت وسكنت بسلام ، فنجانا الله سبحانه وتعالى–بفضله ومنِّه وكرمه- من هذا الحادث، وما إن نزلت أنا ومن كان معي، وحضر الإخوة، حتى أخبرتهم أنها المرة الأولى -منذ ثلاثين عاما- التي أتعرض فيها إلى حادث سيارة وأنا في طريق دعوي )
التعليق :
قال : المرة الأولى -منذ ثلاثين عاما- التي أتعرض فيها إلى حادث سيارة وأنا في طريق دعوي لعل هنا حذفا وهو: ( بسبب كلامي في الشيخ فركوس )
فإنك أصبت بمصائب وأمراض أثناء الدعوة حتى كنت تصل إلى المسجد لإلقاء درس شرح القول المفيد ثم تحمل إلى بيتك أو إلى الطبيب
وخرجت إلى إلقاء محاضرات انتهت بما تعلمه وحدثت به مما لا أحب ذكره ،
ووقع لك حادث مرور في رجوعك من العمرة لعله أخطر من هذا حدثت عنه بنفسك ولا فرق بين طريق الدعوة والعبادة
وأخرجت من العمل ... إلخ وهذه المصائب يشهد عليها عشرات الإخوة والعجيب أن أعظم الابتلاءات التي كنت تراها نزلت عليك هي : تسلط جمعة وأزهر وتضييقهم عليك غيرة منهما وحسدا
ثم لا داعي لوصف الحادث بالمروع المهول فليس كذلك .

قال : ( وأن هذا إنذار من الله –تبارك وتعالى- لنا، لكوننا نسعى في فتنة تُفرِّق الصف السلفي، وتضعف الدعوة السلفية وتوهنها، فأنكر علي الإخوة من كل جانب، وردوا علي قولي، فأسررتها في نفسي، وتيقنتها تمام اليقين. )
التعليق :
تيقنت أن الله تعالى أنذرك لاتباعك كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ونصائح الأئمة ونصرتك المظلوم ، وإنكارك على الظالمين !!!
هذا من العجائب، بل من الفضائح المؤسفة التي وددت أنها لم تنتشر ولم يسمع بها إنسان
قد قلب عليك هذا الكلام أخ من عوام الإخوة أنطقته فطرته فقال : لما لا نقول إن هذه عقوبة من الله لأنك تأخرت عن بيان الحق وسكوتك مدة عن نصرته .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" ذكر- الله تعالى - عن المنافقين والذين في قلوبهم مرض الناكصين عن الجهاد. ما ذكره بقوله { وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك} هذا يقولونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي بسبب ما أمرتنا به من دينك والرجوع عما كنا عليه: أصابتنا هذه السيئات. لأنك أمرتنا بما أوجبها. فالسيئات: هي المصائب والأعمال التي ظنوا أنها سبب المصائب: هو أمرهم بها. وقولهم " من عندك " تتناول مصائب الجهاد التي توجب الهزيمة لأنه أمرهم بالجهاد. وتتناول أيضا مصائب الرزق على جهة التشاؤم والتطير. أي هذا عقوبة لنا بسبب دينك.
كما كان قوم فرعون يتطيرون بموسى وبمن معه. وكما قال أهل القرية للمرسلين {إنا تطيرنا بكم} وكما قال الكفار من ثمود لصالح ولقومه: {اطيرنا بك وبمن معك} فكانوا يقولون عما يصيبهم - من الحرب والزلزال والجراح والقتل وغير ذلك مما يحصل من العدو -: هو منك. لأنك أمرتنا بالأعمال الموجبة لذلك. ويقولون عن هذا وعن المصائب السمائية: إنها منك. أي بسبب طاعتنا لك واتباعنا لدينك: أصابتنا هذه المصائب كما قال تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة} . فهذا يتناول كل من جعل طاعة الرسول وفعل ما بعث به: مسببا لشر أصابه: إما من السماء. وإما من آدمي. وهؤلاء كثيرون. ...- هم ومن أشبههم إلى يوم القيامة - يجعلون ما جاء به الرسول والعمل به: سببا لما قد يصيبهم من مصائب. وكذلك من أطاعه إلى يوم القيامة. وكانوا تارة يقدحون فيما جاء به ويقولون: ليس هذا مما أمر الله به. ولو كان مما أمر الله به: لما جرى على أهله هذا البلاء. " مجموع الفتاوي ج14/ص 249

وهذا عين ما فعل صاحب المقال حيث جعل نصرة الحق بدلائله واتباع كبار العلماء والعمل بنصائحهم سببا لما أصابه ؛ وجعل ذلك دليلا على أن الله لا يرضى به بل تيقن أن الله أنذره !!!
وقال شيخ الإسلام أيضا : " ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ليس سببا لشيء من ‌المصائب، ولا تكون طاعة الله ورسوله قط سببا لمصيبة، بل طاعة الله والرسول لا تقتضى إلا جزاء أصحابها بخيرى الدنيا والآخرة، ولكن قد تصيب المؤمنين بالله ورسوله مصائب بسبب ذنوبهم، لا بما أطاعوا فيه الله والرسول، كما لحقهم يوم أحد بسبب ذنوبهم، لا بسبب طاعتهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وكذلك ما ابتلوا به في السراء والضراء والزلزال، ليس هو بسبب نفس إيمانهم وطاعتهم، لكن امتحنوا به، ليتخلصوا مما فيهم من الشر وفتنوا به كما يفتن الذهب بالنار؛ ليتميز طيبه من خبيثه، والنفوس فيها شر، والامتحان يمحص المؤمن من ذلك الشر الذي في نفسه، قال <تعالى>: {وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين} " الحسنة والسيئة ص
36

قال : (مضت الأيام تترى، وفي كل يوم يحدث معي ما ينغص عليَّ ذلك اليوم ويؤرقني، فازداد يقيني فيما قطعت به قبل، وبدأت عزيمتي تخور شيئا فشيئا عن المضي في الذي ذهبت إليه من نصرة المظلوم - فيما قدَّرت حينها-.
وقد كانت هذه الأحداث كافية في دفعي إلى تغيير جهة النظر وزاويته التي كنت أرى من خلالها الأحداث إلى زاوية أخرى، أريد بذلك العدل والإنصاف بدل الهوى والعاطفة والاعتساف، ثم مع كثرة الدعاء وفقني الله -عز وجل- لتقليب القضية على جميع وجوهها، إلى أن استقرت الصورة النهائية، واتضحت جلية بحمد الله –عز وجل-، )

التعليق :
الأحداث والمصائب والأمراض أصابت الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وصالح المؤمنين
قال <تعالى> : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)
قال ابن كثير : يَقُولُ <تعالى>:أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ) قَبْلَ أَنْ تُبتَلُوا وَتُخْتَبَرُوا وَتُمْتَحَنُوا، كَمَا فُعِلِ بِالَّذِينِ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْأُمَمِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: (وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ) وَهِيَ: الْأَمْرَاضُ؛ وَالْأَسْقَامُ، وَالْآلَامُ، وَالْمَصَائِبُ وَالنَّوَائِبُ.
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو الْعَالِيَةِ، وَمُجَاهِدٌ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، ومُرّة الهَمْداني، وَالْحَسَنُ، وَقَتَادَةُ، وَالضَّحَّاكُ، وَالرَّبِيعُ، وَالسُّدِّيُّ، وَمُقَاتِلُ بْنُ حَيّان: (الْبَأْسَاءُ) الْفَقْرُ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (وَالضَّرَّاءُ) السَّقَمُ.
(وَزُلْزِلُوا) خَوْفًا مِنَ الْأَعْدَاءِ زلْزالا شَدِيدًا، وَامْتُحِنُوا امْتِحَانًا عَظِيمًا، كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ خَبَّاب بْنِ الأرَتّ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟ فَقَالَ: "إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ أَحَدُهُمْ يُوضَعُ الْمِنْشَارُ عَلَى مفْرَق رَأْسِهِ فَيَخْلُصُ إِلَى قَدَمَيْهِ، لَا يَصْرفه ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، ويُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا بَيْنَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ، لَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ".
انتهى
لقد وقع صاحب المقال في تخريفات الصوفية وورط نفسه فيما لا مخرج له منه إلا بالتوبة من هذه الخواطر الشيطانية وترسيخ ما يدفعها من مسائل التوحيد والإيمان
والعجيب أن بعض الناس أراد أن يستدل له على حساب التوحيد ولصالح تقديس شيخهم بأثر : جاء في تاريخ بغداد ج14ص 272 : عن عبد الرحمن بْن أبي حاتم الرازي، قَالَ: ( اعتل أَبُو زرعة الرازي، فمضيت مع أبي لعيادته، فسأله أبي عَنْ سبب هذه العلة، فقال: بت وأنا في عافية، فوقع في نفسي أني إذا أصبحت أخرجت من الحديث ما أخطأ فيه سفيان الثوري، فلما أصبحت خرجت إلى الصلاة، وفي دربنا كلب ما نبحني قط، ولا رأيته عدا على أحد، فعدا علي وعقرني وحممت، فوقع في نفسي أن هذا عقوبة لما وضعت في نفسي، فأضربت عَنْ ذلك الرأي. )
وهذا يدل على أن القوم أوصلهم التقديس والغلو في شيخهم إلى سلوك مسالك الصوفية :
ومن ذلك عبارات الغلو : «لا يُتصوّر منه الظلم... حياته وأنفاسه في سبيل الله»، «لا يُقال لمثله تُب»، «حالي بغير الشيخ لا يستقيم»، «انظر إلى وجهه لعلّ الله يُبصّرك بالحق»!
ومنها : حكاية المنامات وتأويلها بصحة ماعليه شيوخهم
ومنها : ذكر القصص والحكايات عن الأولياء والصالحين معتقدين أن شيوخهم كذلك
وآخرها مقالة صاحبنا الذي تيقن أن الله تعالى أنذره بحادث مرور وأحداث نغصت عليه أيامه وحذره من تفريق الجماعة عن الشيخ فركوس ، والذي هو بدوره ساكت عن هذا كله

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (وقال نبينا - صلى الله عليه وسلم -: «لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم، فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله» ، وكذا لما سجد له معاذ رضي الله عنه نهاه، وقال: «إنه لا يصلح السجود إلا لله» وما كان أحد أحب إليهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما كانوا يقومون له إذا قدم عليهم لما يعلمون من كراهته لذلك. فهذا شأن أنبياء الله وأوليائه. وإنما يقر على ‌الغلو فيه وتعظيمه من يريد العلو في الأرض بالفساد: كفرعون، ومشايخ الضلالة الذي غرضهم العلو في الأرض . ) المستدرك على مجموع الفتاوى 1/19
وأرجع إلى الأثر المذكور :
هل هذه الواقعة – على تقدير صحتها وهي لا تصح – حجة في دين الله تعالى ؟
وهل ترك أبو زرعة الكلام في علل الحديث ومداره على البحث في أوهام الثقات ؟
هل ترك الكلام في الجرح والتعديل ؟
لقد أفرد صاحب كتاب : " أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية " ، فصلا سماه : انتقاد أبي زرعة وتجريحه لبعض الأئمة والدفاع عنهم : ومما قال فيه : (ولقد جرح بعض الأئمة لا لضعفهم فهو يقر ويشهد بحفظهم بل لخوضهم في فتنة خلق القرآن، وجرح بعضهم بسبب منهجهم في التصنيف ، وحمل على البعض بسبب أقواله وطريقته في الزهد وتكلم في غيرهم لبعض الأسباب." ص 971
بل هل ترك ذكر أوهام سفيان الثوري وشعبة وغيرهما من الأئمة ؟
ذكر ابن أبي حاتم أنه سأل أباه وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفْيان الثَّوْري، عَنْ أَبِي الزِّناد، عَنِ الْمُرَقِّع بْنِ صَيْفِي، عَنْ حَنْظلة الْكَاتِبِ؛ قَالَ: لمَّا خرَجَ رسولُ الله فِي بعضِ مَغَازِيهِ نظَرَ إِلَى امرأةٍ مقتولةٍ، فَقَالَ: «مَا كَانَتْ هَذِهِ تُقَاتِلُ!» ، فَنَهَى عَنْ قَتْلِ النساء والوِلْدان؟
قال: «قَالَ أَبِي وأَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطَأٌ؛ يُقَالُ: إنَّ هَذَا مِنْ وَهَمِ الثَّوْرِي؛ إِنَّمَا هُوَ الْمُرَقِّعُ بن صَيْفي، عن جَدِّهِ رِيَاح بْنِ الرَّبِيع أَخِي حَنْظَلَةَ، عَنِ النَّبيّ. كذا يرويه مغيرة ابن عبد الرحمن، وزياد بن سعد، وعبد الرحمن ابن أَبِي الزِّنَاد.) علل ابن أبي حاتم 3/340
قال : وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبَة عن منصور ، عن الفَيْضِ ، [عن] ابن أَبِي حَثْمة ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا خرجَ مِنَ الخَلاء قَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي، وَأَذْهَبَ عَنِّي الأَذَى؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ شُعْبَةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ. 1/466
وفيه : وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ غُنْدَر، عَنْ شُعْبة، عن أيُّوب، عن سعيد ابن جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ ؛ أَنَّهُ قَالَ فِي بَيْعِ حَبَلِ الحَبَلَة: رِبًا؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ شُعْبة عِنْدِي فِي هَذَا الْحَدِيثِ 3/663


قال : ( وبيانها المختصر على النحو الآتي:
أولا: انقدح في نفسي -بوضوح- أن الشيخ العلامة أبا عبد المعز، والشيخ الفاضل أزهر سنيقرة، والشيخ الدكتور عبد المجيد جمعة، لم يظلموا أحدا، ولم يعتدوا على أحد )

التعليق :
مازلنا مع عبارات الصوفية : انقدح في نفسي ، وتيقنه قلبي ، وأنذرني ربي ...الخ
قال ابن القيم رحمه الله : ( ومن كيده - الشيطان - : أنه يحسن إلى أرباب التخلى والزهد والرياضة العمل بهاجسهم وواقعهم، دون تحكيم أمر الشارع، ويقولون: القلب إذا كان محفوظا مع الله كانت هواجسه وخواطره معصومة من الخطإ، وهذا من أبلغ كيد العدو فيهم.
فإن الخواطر والهواجس ثلاثة أنواع: رحمانية، وشيطانية، ونفسانية، كالرؤيا، فلو بلغ العبد من الزهد والعبادة ما بلغ فمعه شيطانه ونفسه لا يفارقانه إلى الموت، والشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم، والعصمة إنما هى للرسل صلوات الله وسلامه عليهم الذين هم وسائط بين الله عز وجل وبين خلقه، فى تبليغ أمره ونهيه ووعده ووعيده، ومن عداهم يصيب ويخطئ، وليس بحجة على الخلق.
وقد كان سيد المحدثين الملهمين عمر بن الخطاب رضى الله عنه، يقول الشىء فيرده عليه من هو دونه، فيتبين له الخطأ، فيرجع إليه وكان يعرض هواجسه وخواطره على الكتاب والسنة، ولا يلتفت إليها ولا يحكم بها ولا يعمل بها.
وهؤلاء الجهال يرى أحدهم أدنى شىء فيحكم هواجسه وخواطره على الكتاب والسنة، ولا يلتفت إليهما، ويقول: حدثنى قلبى عن ربى .) اغاثة اللهفان 1/ 123
فها أنت انقدح في نفسك أن العلماء مخطؤون في أحكامهم وبوضوح لكن بلا أي دليل .
الشيخ العلامة لم يظلم من اتهمهم بأخذ المال بناءا على خبر مكذوب
الشيخ العلامة لم يظلم الإمام ربيعا لماّ اتهمه أنه يتكلم لشيء في نفسه وأنه يزكي من لا يعرف
أما أزهر وجمعة فما أكثر ما شكوت أنت ظلمهما ، فإذا بهما لم يظلما أحدا !!!
لقد قلت عشرات المرات : إن مشايخ الإصلاح قد ظلموا ، فمن ظلمهم ؟
وقد سمع الإمام ربيع بن هادي من الطرفين فحكم أن المشايخ مظلومون وحكم العلامة عبيد أن جمعة هو متولي كبر هذه الفرقة .


قال ( بل سمعت من الشيخين الفاضلين: عبد المجيد وأزهر -بعد اتصالي بهما مؤخرا-كل عبارات الحب والإعظام، والتقدير والاحترام، للشيخ ربيع-كالمعهود عنهما-، وسمعت منهما كل عبارات التحسر والأسى مما ارتكبه الصعافقة، من تلبيس وتدليس، وتشويه وتشغيب، في حق حملة الدعوة السلفية والذابين عنها، وما جنوا به عليها بقطع الصلة بين الشيخ ربيع وأبنائه وتلامذته وأحبائه في كل قطر.)
التعليق :
يحبونه لكن لا يسمعون كلامه ولا يقبلون نصائحه بعد أن احتكموا إليه وسمع منهم ومن خصومهم
يحبونه لكن قد برهنت بنفسك للإخوة وشرحت لهم أن كلامهم فيه هو في لغة علم الحديث جرح مفسر ورمي له بالغفلة والتلقين
يحبونه لكن طلب الشيخ عبيد من جمعة أن يأتيه فلم يفعل ؛ ووعد بالرجوع إلى الشيخ ربيع ولم يفعل
بل سمعه الناس وهو يحلف أيمانا مغلظة أن لا يجتمع مع المشايخ ولو تعلقوا بأستار الكعبة وبهذا يقابل نصائح العلماء الذين يحبهم ويقدرهم
.
قال : (وإنما الذي وقع أن غالبية السلفيين اجتمعت كلمتهم على معالي الدكتور فركوس وأخويه، وأن هذا الرجل قد دان له أهل السنة في هذا البلد، واعترفوا له بالأهلية العلمية والمقدرة التربوية، ولم يجبر أو يرغم أحدا من السلفيين على محبته وموالاته، والانحياز له، بل كان ذلك فضلا من الله - تبارك وتعالى -، ومنة على عبده إذْ أخلص لله وصدق معه. )
التعليق :
هذا هو سبب رجوعك وهو أنك أدركت أن الأغلبية مع الشيخ فركوس وأن الأقلية مع مشايخ الإصلاح خلافا لما توهمته من قبل عند كتابة بيان البراءة ؛ وهذه هي الزاوية التي غيرتها
إن هذه الأغلبية وهذه الجموع ولو كانت ملأ الأرض لا تعترف بك ولا تأخذ عنك إلا على سبيل الإعتضاد والمتابعة إن لم نقل على سبيل الإستئناس
ولا يجوز لك عندهم مخالفة الشيوخ فضلا عن تخطئتهم ؛ بل حضورهم عندك مرهون بثنائك على شيوخهم وذبك عنهم وإن لم تعمل جاهدا في ذلك فأنت ضعيف المنهج كما أخبرتني بنفسك عن رأي أزهر فيك
إنك لست شيخا على من يحضر عندك –وأرجوا من كل قلبي أن يرجعوا إليك ويحضروا عندك ويمتلأ مجلسك منهم فإنك ضحيت بكل شيء من أجل ذلك – لكنهم شيوخ عليك
الشيخ الحقيقي هو الذي يثق طلبته في علمه ودينه ومنهجه وخلقه ، الذي يقول كلمة الحق ولا يتهيب الناس
الذي لا يداهن الظالم بل يأخذ على يده وينصف المظلوم ولا يخذله
إنك إن قمت بالحق لله وضع لك القبول في الارض وأحبك الناس ووثقوا فيك لقيامك بالحق لا لكونك مع فلان من الخلق

قال شيخ الإسلام : (وَكَذَلِكَ طَالب ‌الرِّئَاسَة والعلو فِي الأَرْض قلبه رَقِيق لمن يُعينهُ عَلَيْهَا وَلَو كَانَ فِي الظَّاهِر مقدمهم والمطاع فيهم فَهُوَ فِي الْحَقِيقَة يرجوهم ويخافهم فيبذل لَهُم الْأَمْوَال والولايات ويعفوا عَمَّا يجترحونه ليطيعوه ويعينوه فَهُوَ فِي الظَّاهِر رَئِيس مُطَاع وَفِي الْحَقِيقَة عبد مُطِيع لَهُم. وَالتَّحْقِيق أَن كِلَاهُمَا فِيهِ عبودية للْآخر وَكِلَاهُمَا تَارِك لحقيقة عبَادَة الله وَإِذا كَانَ تعاونهما على الْعُلُوّ فِي الأَرْض ) العبودية ص91
قال : ( ثانيا: ثم نظرت، فإذا بالخلاف بينه وبين من يخاصمه قد مَرَّ عليه ثلاث سنوات، وفي كل يوم يزداد حب السلفيين له، والتفافهم حوله، وإكبارهم له، والانصياع لتوجيهاته، من غير أن يجيِّش لهم الجيوش، أو يسل عليهم السيوف، خبِرت ذلك ورأيته من خلال ما ورد إليَّ من اتصالات من داخل البلاد وخارجها، من طرف كبار طلبة العلم وصغارهم، ومن عامة إخواني السلفيين، وكلٌّ يعاتبني بشدة - حرصا علي-، ويدعو الله -تعالى- أن يوفقني إلى التوبة مما اقترفَته أناملي وأملاه عليَّ خاطري في هذه القضية، وفي هذه الفتنة الشعواء.
فانعقد في نفسي –بعد هذا كله- يقينٌ بأبلغ درجةٍ أن الحق في هذه القضية مع معالي الدكتور محمد علي فركوس ومن معه من المشايخ –حفظهم الله جميعا - )

التعليق :

تركت قوله تعالى : (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
) ،
وقوله :

وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَافَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُواإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
قال ابن كثير : يَقُولُ تَعَالَى آمِرًا بِالْإِصْلَاحِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ الْبَاغِينَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)، فَسَمَّاهُمْ مُؤْمِنِينَ مَعَ الِاقْتِتَالِ. وَبِهَذَا اسْتَدَلَّ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ عَلَى أَنَّهُ لَا يَخْرُجُ مِنَ الْإِيمَانِ بِالْمَعْصِيَةِ وَإِنْ عَظُمَتْ، لَا كَمَا يَقُولُهُ الْخَوَارِجُ وَمَنْ تَابَعَهُمْ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ وَنَحْوِهِمْ. وَهَكَذَا ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ <صلى الله عليه وسلم> خَطَبَ يَوْمًا وَمَعَهُ عَلَى الْمِنْبَرِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ مَرَّةً وَإِلَى النَّاسِ أُخْرَى وَيَقُولُ: "إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ" . فَكَانَ كَمَا قَالَ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، أَصْلَحَ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ أَهْلِ الشَّامِ وَأَهْلِ الْعِرَاقِ، بَعْدَ الْحُرُوبِ الطَّوِيلَةِ وَالْوَاقِعَاتِ الْمَهُولَةِ. انتهى
وهؤلاء سادات الصحابة أفضى الخلاف بينهم إلى الاقتتال وكلهم عدول مجتهدون رضي الله عنهم فهل كانت مواقفهم ومناصرتهم لمن يعتقدون أن معه الحق ؟
أم نظروا لمن معه الكثرة ؟؟
وتركت توجيهات كبار العلماء من أجل التفاف السلفيين بالشيخ فركوس ومحبتهم له
يظهر أن الخلل عندك في أصول السنة : فأزهر أعلم منك بالسنة وأقعد بها فهو القائل : لن أرجع ولو بقيت وحدي – لأنه يرى أنه على الحق - فلا يهتم بكثرة ولا قلة و كذلك الشيخ محمد هادي المدخلي

قال : ( وأن الجماعة الواجب نصرتها والوقوف معها هي جماعة السلفيين المجتمعين على هؤلاء المشايخ، ذلك أن الواقع والحس، يشهدان أنَّ الشيخ أبا عبد المعز ومن معه اجتمعت عليهم كلمة غالب السلفيين في هذا القطر المبارك –حرسه الله من كيد الكائدين )
التعليق :
قد وقفت على عمل صاحب المقال بهذه القاعدة في المنطقة إذا حصلت خصومة بين الإخوة جماعات أوأفرادا نظر من الأكثر أو من معه الجماعة فوقف معها وقال : ( لا أفرق الجماعة من أجل فلان )
والآن يطبقها على الخلاف الحاصل بين المشايخ وقد صرح في اتصال هاتفي مع بعض الإخوة بما نصه : " هل إذا أخطأ الشيخ فركوس مثلا وجرح إخوانه وأبعدهم يحل لنا نحن أن نخطئ ونذهب ونبدأ في محاولة أننا ننزع منه السلطة العلمية ونقاومه حتى نردها بعد ثلاثين سنة أو أربعين سنة إلى زيد أو عمرو ، ما فائدة السلفيين أن يكون الموجه الشيخ فركوس أو أن يكون الموجه هو من نعمل من أجل أن نرد السلطة العلمية أو القيادة العلمية – سمها ما شئت - إليه ، ما هي الفائدة من وراء أننا نجاهد ثلاثين سنة او عشرين سنة أو عشر سنوات من أجل أن نرد حق زيد أو عمرو وهو حقه في الفتوى مثلا والتوجيه ؟ " انتهى بلفظه
والمعنى ما فائدة نصرة الحق ، وما فائدة نصرة المظلوم ؟؟ مادام الأقوى هو الشيخ فركوس حتى ولو كان ظالما
فهل هذا الكلام يقبله عاقل ؟

قال : (ولا أظنُّ في مخالفِي الشيخ العلامة من يُقْدم على إنكار كون غالبية السلفيين يؤيِّدون الشيخ، ويوالونه ويذبون عنه المناوئين، وكفى بها شهادة. ولا يخفى على مسلم أمرُ الشرع بالاجتماع ونهيه عن التفرق، قال الله –تبارك وتعالى-: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا» ، ووجه الاستدلال ظاهر من الحال في قوله: «جَمِيعًا». وقال –سبحانه وتعالى-:« إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ»، وقد ثبت عن ابن عمر –رضي الله عنهما- قوله <صلى الله عليه وسلم>«يدُ الله معَ الجماعةِ، ومَن شذَّ شذَّ إلى النَّارِ» ، وثبت عن عمر –رضي الله عنه- قوله <صلى الله عليه وسلم>: «عليكُم بالجماعَةِ وإيَّاكُم والفُرقةَ« ، و عنه أيضا قال <صلى الله عليه وسلم>: «مَن أراد بحبوحةَ الجنةِ فلْيلزَمِ الجماعةَ» ، والإجماع منعقد على عدم جواز تفريق كلمة المسلمين.)
التعليق :
يريدنا صاحب المقال أن نبحث عن الغالبية والكثرة فنعتصم بها وإن كانت ظالمة مخطئة وأن نعتبر المظلوم مفرقا شاذا عن الجماعة وإن كان بريئا ،
قال أبوشامة رحمه الله : " وحيث جاء الأمر بلزوم الجماعة فالمراد به لزوم الحق واتباعه ، وإن كان المتمسك به قليلا والمخالف له كثيرا " . الباعث على إنكار البدع والحوادث ص91
قال الإمام ابن عثيمين : " والاعتصام بحبله أي: بشرعه، فحبل الله هو شرعه -(وليس الغالبية أو الكثرة )- ... وأضيف إلى الله عز وجل لأمرين: الأمر الأول: أنه هو الذي وضعه سبحانه وتعالى، والأمر الثاني: أنه موصل إليه.
وقوله: (جَمِيعًا) حال من الواو في (اعْتَصِمُوا) يعني: اعتصموا كلكم، لا يَشُذ أحد عن هذا الاعتصام. -( لا الكثير منكم ولا القليل )-
(وَلَا تَفَرَّقُوا) لا تفرقوا في أيش؟ في حبل الله كونوا جميعًا تحت المظلة الشرعية، لا يشذ أحد منكم، ولا تفرَّقوا أحزابًا ولا أفرادًا. " انتهى من تفسير ابن عثيمين
وقال الإمام الالباني : حديث ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) لم يسق لبيان أن الحق مع القلة أو مع الكثرة وإنما لبيان أن الله عز وجل عصم مجموعة الأمة أن تجتمع كلها على ضلالة ، فكل الأمة المسلمة تكون على ضلالة هذا مستحيل هذا مما تفضل الله به على هذه الأمة المحمدية بينما الأمة النصرانية واليهودية وغيرها من الأمم ممكن أن يجتمع كل أفرادها على ضلالة ، بل هذا هو الواقع أما الأمة المسلمة فقد صانها الله عز وجل من أن يجتمع جميع أفرادها على الضلالة ؛ لو صغرنا - تيسيرا لفهم هذا الحديث - عدد الأمة إلى مئة شخص ...، فاختلفوا فيستحيل أن يكون هذا الاختلاف كله ضلال لابد أن يكون في هذه المئة نفس، أشخاص ولو قلة يكون الحق معهم ؛ فلو فرضنا أنهم اختفلوا فكانوا نصفين خمسين وخمسين, خمسين منهم يقولون برأي والآخرون يقولون برأي ثان لابد أن أحد الرأيين صواب والآخر خطأ لماذا؟ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) فهل اجتمعت الأمة على ضلالة حينما وجد فيها من يقول بقولين قول صواب وقول خطأ ما اجتمعت على ضلالة فلو قلنا أن الطائفة التي على الحق تسعة وأربعين والتي على الخطأ واحد وخمسين أيضا يتم الجواب أن الأمة ما اجتمعت على ضلالة فلا يزال يقل عدد المتمسكين بالحق حتى نقول واحد مقابل تسعة وتسعين فهل اجتمعت الأمة على ضلالة ؟ ، لا لأن الأمة عددها مئة وجد فيهم واحد ؛ الله عز وجل هداه إلى الحق والآخرون على خطأ ، إذًا صدق قول الرسول عليه الصلاة والسلام على هذه الأمة التي فرضنا عددها مئة أنها لا تجتمع على ضلالة ... هذا هو المقصود من الحديث ؛ ثم الآيات الكثيرة التي تذم الكثرة وتمدح القلة أين نذهب بها (( ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) (( ولكن أكثر الناس لا يعقلون )) (( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين )) (( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله )) أين نذهب بهذه النصوص القاطعة الصريحة في ذم الأكثرية في الوقت الذي نحن نريد أن نجعل الأكثرية حجة على الأقلية إذا عرفنا هذه الحقيقة زال التعارض بين أحاديث الغرباء والثناء عليهم لأنهم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم . انتهى ملخصا مختصرا من (أشرطة متفرقة للشيخ الألباني ش رقم 301).

قال : ( من المفرق الآن؟ )
التعليق :
إليك من المفرق :
" حدثني الأخ أبو هند محمد بن نوح ( من تمنراست وهو إمام مسجد بسطيف ) قال : زرت الشيخ جمعة مع مجموعة من الإخوة وكان مما جرى بيني وبين ش جمعة أني ذكرت له في الإشكال الثالث.. أنك وعدت العلامة ربيعا لما زرته في شعبان أن ترجع إليه في رمضان ليقوم بالصلح بينك وبين مشايخ الإصلاح وأكد عليك العودة فأكدت أنك تحضر. فلم لم توف بوعدك ؟!وخاصة أن الشيخ يراك الان مخلفا للوعد ولا تريد الصلح!! ... فقال ش جمعة :نعم أنا وعدت الشيخ ربيعا ولكن جدت أمور منها أن الجماعة فجروا في الخصومة فكتبوا البيان... فقلت له البيان لم يخرج الا في 16 شوال ..بعد علمهم أنك لن تحضر وفشل مساعي الاصلاح
فقال لي إنه استشار الشيخ فركوس فنصحه بعدم الذهاب والحضور عندالشيخ ربيع للصلح. "
وحدثني أخونا د. عبد العزيز بوفلجة قال : " انا قطعت تواصلي مع جمعة بعد دخوله سرا دون علمنا (أنا ومحمد بن هادي و من معنا ) على الشيخ البخاري، وهذا كان في الأشهر الأولى ، و خرج من ذلك المجلس وهو ينهى عن إطلاق لقب الصعافقة و ندم على دخوله في هذه الفتنة ،و عزم على الاجتماع مع الشيخ عويسات، والذي منعه من ذلك هو فركوس "


قال : ( إذا تقرر ذلك، تبين أني كنت المفرق ببياني الأول، وأن السلفيين كانوا مجتمعين على الشيخ الدكتور فركوس وصاحبيه، وأني كنت الساعي –بموقفي السابق- في تفريقهم بعد اجتماع كلمتهم، وأستغفر الله العظيم من ذلك، وأن الذين وصفوا المشايخ بـ "المفرقة" هم المفرقة حقا، أقصد بذلك الصعافقة ومن انتهج سبيلهم من مشايخ الإصلاح في بلادنا ومن شاكلهم.
لذا فإني أبرأ إلى الله تعالى من هؤلاء ومن الطريقة التي سلكوها، لما تسببوا به من شر وفتنة، وتعطيل لمسار الدعوة، وللسبل التي ينتهجونها للوصول إلى غاياتهم ومآربهم.)

التعليق :
أشك أن يكون هذا الكلام لمن وقع باسمه المقال ، ولكن ليس لنا إلا الظاهر ولا عذر له فيما رضي أن ينسب إليه ويكتب باسمه ،
لا عجب أن يركن الكاتب إلى جمعة وأزهر وأن يغرق في الهوان لإرضائهما ، فهاهو يبالغ في الإساءة لمن أحسن إليه وأكرمه من أجل من يعتقد هو أنه ظلمه وأهانه :
واجعلْ بطانتكَ الكرامَ فإِنهمْ ... أدرى بوجهِ الصالحاتِ وأخبرُ
إِن الكريمَ له الكرامُ بطانَةٌ ... طابتْ شمائلُهم وطابَ العنصرُ
إِن لاحَ خيرٌ قَرَبوه ويَسْروا ... أو لاحَ شرٌ باعدُوه وَعَّسروا
أما اللئيمُ فحولَه أمثالُهُ ... قرناءُ سوءٍ ليس فيهم خيَّرُ
إِن لاحَ خيرٌ باعدوهُ وعَسَّروا ... أو لاحَ شرٌ قَرَّبوه ويَسَّروا
ولكل كونٍ كائناتٌ مثلُهُ ... فقبيلُهُ من جنسِه والمعشرُ
ومن الحدادية المستترة في تقرير صاحب المقال إقصاء المشايخ المخالفين لفركوس وعدم قبول توبتهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة كما قال سيده
وإلا فإن مشايخ الإصلاح قد دعوا إلى الصلح ورضوا بالتحاكم لأهل العلم وهو أمر مستفيض يعلمه كل الناس ، كما قد علم أيضا موقف ش فركوس وش جمعة وش أزهر ومعهم ش محمد ابن هادي من ذلك
ولكن لسان حال صاحب المقال : مادام يرفضهم أسيادي فأنا أرفضهم ولا ألتفت إلى أحكام القرءان والسنة ونصائح العلماء
.
قال : ( لماذا قال الشيخ: همشوهم؟
وإنما قـال الشيخ العلامة محمد علي فركوس عبارته الشهيرة: «همِّشوهم»، لعلمه أن الغالبية الساحقة ممن يكتب ويرد على فضيلته لا يُحسن إلا الشَّغب والكلام الذي لا طائل تحته، فليُفهم كلام الشيخ على وجهه، فإن الالتفات إلى هؤلاء فيه تضييع الأوقات والأعمار، واستنزاف الطاقات والمجهودات والأقدار، قـال الله –تبارك وتعالى-: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ». )

التعليق : الذين همشهم الشيخ فركوس هم أقران له وإن كان أعلم من بعضهم بالأصول ففيهم من هو أعلم منه بالعقيدة ومن هو أعلم منه بالحديث ومن هو أعلم منه بالرجال وقضايا الدعوة والمنهج وكان هو يحيل عليه
فمن سبق الشيخ فركوسا إلى تهميش مخالفيه من أهل السنة ؟
هل همش الشيخ ربيع – حفظه الله – المخالفين أم ملأت ردوده العلمية في الذب عن السنة ونصرة الحق الدنيا
هل همش الإمام الألباني - رحمه الله -مخالفيه أم أجابهم وناقشهم وأفحمهم على انشغاله وعمله الجبار الذي عجزت عنه الدول ؟
لقد جعل الإمام مقبل الوادعي رحمه الله هذه القاعدة سمة من سمات الحزبيين فقال
: ( اعلم أخي القارئ - يرحمك الله - أن الحزبية التي جاءت النصوص بذمها لها سمات وفنون، فمن ذلك ,المنع من الجلوس مع الآخرين [من أهل السنة]:
قال الإمام أيوب السجستاني: إذا أردت أن تعرف خطأ معلمك فجالس غيره. [أي من أهل السنة].
فالحزبيون يحرصون غاية الحرص على عدم استفادة طلابهم من علماء السنة حتى لا تظهر لهم الأخطاء التي تصدر من الحزب الذي ينتسبون إليه. فيقوم الحزبيون بنشر الأكاذيب والأباطيل عن علماء الإسلام خصوصا على من يجند نفسه للطعن والتحذير من أهل الأهواء والبدع، فيصفونه بأنه عميل، وتارة مخابرات، وتارة جواسيس، وعبيد لا يفقهون الواقع، وهلم جرا. ) البركان لنسف جامعة الإيمان ص
19
وقال الشيخ عبيد الجابري كلمته المشهورة : "التَّهمِيشُ لاَ عَهدَ لَهُ عِندَ السَّلَف، أَبداً، وَأَنَا أَخشَى أَنَّهُ مِن مُصطَلَحَاتِ الرَّافِضَة، حُرِّفَ إِلَى التَهمِيش" .
قال : ( الحذر والاحتراز من التسجيلات والصوتيات الملفَّقة: أخبركم –إخواني- أنني كنت ضحية بعض الصوتيات الملفقة التي وصلتني من بعض من كنت أحسن بهم الظن، ومنها -على سبيل المثال لا الحصر-: الصوتية التي فيها قسمُ الشيخ الدكتور عبد المجيد جمعة بين يدي الشيخ العلامة ربيع بن هادي، أقول: أخبرني الشيخ جمعة بعظْمة لسانه -وجعل يدعو على نفسه بكل ما أوتي- أنَّ قسَمه كان على حسب السُّؤال الموجه إليه، معتقدا أنه لم يأمر بحرق أي رسالة أو كتاب على طرته أو في طياته ذبٌّ أو دفاع عن الصحابة –رضوان الله عليهم-، وإنما أمر بحرق رسائل ذلك المسؤول عنه، ولم يكن يدري أن فيها مضمونَ السؤال الذي وجهه إليه الشيخ ربيع -حفظه الله تعالى-، ثم تبينتُ أن الشيخ عبد المجيد بريء مما ألصِق به براءة الذئب من دم يوسف-عليه السلام-. )
التعليق :
الصوتيات كان يستخرجها لك ويسمعها إياك أقرب الناس إليك و من أهل بيتك كما أخبرت مرارا فلماذا تعرض بإخوانك ومن كان يسند ظهرك بعد الله عز وجل ويقف معك ، وكنت إذا التقينا وكان هناك مقال أوصوتية قرأناه أو سمعناه وعلقنا عليه وكنت تفرح أشد الفرح بما يدين أسيادك ويبين بطلان ما هم عليه
فلماذا البهتان والظلم ؟
ثم :
الذين يشهدون على أكاذيب جمعة بالعشرات من أئمة المساجد وغيرهم
وهذا تفريغ الصوتية التي سأله فيها الشيخ ربيع عن إحراق الكتب :
جمعة: عجيب يعني كيف أنا أمرت بحرق كتب في الدفاع عن الصحابة؟ يا ألله! وشني هذا الكلام؟ ووالله الذي رفع السموات والأرض بلا عمد ليس بصح! كيف أنا أمرت في صوتية ومكتوبة أنا أمرت بإحراق كتب تدافع عن الصحابة وتحذير من خطر الشيعة؟! إن لكلام هذا يا شيخ سبحان الله
جمعة: هذا كذب هذا! ثم يتكلم مع أحد الحضور ويخبره بكلام الشيخ متعجبا: أمر بإحراق كتب في الدفاع عن الصحابة.
الإمام ربيع: والتحذير من خطر الشيعة يعني الكتب ذي ألفها إخوانكم الذين تحاربون فيهم بارك الله فيك أمرتم بإحراقها.
جمعة: هذا ليس بصحيح شيخنا والله ليس بصحيح . انتهى
فهذا سياق الكلام وقد ذكرت أنه أخبرك بعظْمة لسانه أنَّه إنما أمر بحرق رسائل ذلك المسؤول عنه، ولم يكن يدري أن فيها مضمونَ السؤال الذي وجهه إليه الشيخ ربيع -حفظه الله تعالى
تريد أن تقول أن جمعة كان ذاكرا لكونه أمر بإحراق كتب المسؤول عنه ، والشيخ ربيع سأله عن ذلك واصفا الكتب بأن فيها الدفاع عن الصحابة والتحذير من خطر الشيعة
فلم يهتد جمعة لكون مقصود الشيخ ربيع بالكتب التي وصف مضمونها أنها كتب المسؤول عنه التي أمر بإحراقها .
والله لو نلتمس مثل هذه المخارج للذين يحاربهم جمعة ويتكلم فيهم لثبتت براءتهم مما ألصِق بهم براءة الذئب من دم يوسف-عليه السلام-.
ولكنه الحيف والجور والظلم والبهتان ويزاد لكاتب المقال أنه عن قصد وعلم والله المستعان
وما المخرج من حلف جمعة – عفا الله عنه – أن لا علاقة لهم بمحمد هادي ؟؟
ونفى أن يكون حساب الواتس آب له ( قطعا ) وأنه من مكر الصعافقة الأشرار ؛ وهو حسابه يعرف ذلك كل من تواصل معه ؟؟
وقد أخبرت مرارا بنفسك أنه يكذب عليك ويغدر بك إذا زرته لين لك القول وإذا مشيت من عنده حذر منك ( والعشرات من الإخوة يشهدون على ذلك )
وعلى كل حال لماذا ألوم - الشيخ جمعة - وفي هذا المقال وحده جرأة عجيبة على الإخبار بما يعلم البعيد والقريب أنه خلاف الواقع .

قال : ( نصيحتي للشباب السلفي –كافة- أن يتركوا السعي في الفتن، والخوض فيها، وعليهم بالحرص على أوقاتهم بدل الاشتغال بمحاولة الانتصار لفلان على فلان على حساب الحق، فكم من وقت يضيع، وكم من جهد يهدر بلا فائدة تذكر، قال رسول الله <صلى الله عليه وسلم>: « سَتَكُونُ فِتَنٌ القاعِدُ فيها خَيْرٌ مِنَ القائِمِ، والقائِمُ فيها خَيْرٌ مِنَ الماشِي، والماشِي فيها خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، ومَن يُشْرِفْ لها تَسْتَشْرِفْهُ، ومَن وجَدَ مَلْجَأً أوْ مَعاذًا فَلْيَعُذْ بهِ ».)
التعليق : ليتك عملت بهذه النصيحة ولم تسع لنصرة من تنصره على حساب الحق وتخترع القواعد و القياسات والتبريرات
وتصنع كل يوم دليلا

قال :
( الاعتناء بأصول منهج أهل السنة والجماعة .... ومن تلك الأصول صَمُّ الآذان عن سماع المخالفين وصون الأعين عن النظر في كتبهم، فإن القلوب ضعيفة والشبه خطافة، والسلامة لا يعدلها شيء، قال الذهبي في ترجمة أيوب السختياني –رحمه الله-:" وقال له رجل من أصحاب الأهواء: يا أبا بكر، أسألك عن كلمة، فولَّى وهو يقول: ولا نصفِ كلمة –مرتين-". "ودخل رجلان من أصحاب الأهواء على محمد بن سيرين، فقالا: يا أبا بكر، نحدثك بحديث؟،قال: لا. قالا: فنقرأ عليك آية؟، قال: لا، لَتقومانِ عنِّي، أو لأقومَنَّهْ. فقاما. فقال بعض القوم: يا أبا بكر، وما عليك أن يقرأ عليك آية؟، قال: خشيت أن يقرآ آية فيحرِّفانها، فيَقِرُّ ذلك في قلبي". )
التعليق :
أحتاج هنا إلى ذكر قياسك البديع والذي لسبب ما لم تثبته في مقالك هذا وتذكره في جملة أسباب هلاكك الذي حسبته نجاة .
قال صاحب المقال ما لفظه : (رأيت اجتماع الكلمة على الشيخ الدكتور أبي عبد المعز محمد على فركوس – حفظه الله عز وجل - تشبه اجتماع كلمة المسلمين على الأمير المسلم وكتبت في هذا بحثا وقلت اسميه قياسا يكون الامير المسلم أصلا والشيخ الدكتور فرعا و العلة اجتماع الكلمة والحكم حرمة تفريق كلمة السلفيين حول شيوخهم بأي ذريعة كانت ، لا أريد أن أقول صار الشيخ فركوس أميرا علينا لا ، العلة هي اجتماع الكلمة والحكم حرمة تفريق المسلمين على علمائهم ) انتهى بلفظه مع حذف بعض الكلمات المكررة
وأول ما يرد على قياسه هذا أنه يخالف فهم السلف وآثارهم :
قال الإمام ابن القيم : وَاعْلَمْ أَنَّ الْإِجْمَاعَ وَالْحُجَّةَ وَالسَّوَادَ الْأَعْظَمَ هُوَ الْعَالِمُ صَاحِبُ الْحَقِّ، ‌وَإِنْ ‌كَانَ ‌وَحْدَهُ، وَإِنْ خَالَفَهُ أَهْلُ الْأَرْضِ، قَالَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيُّ: صَحِبْت مُعَاذًا بِالْيَمَنِ، فَمَا فَارَقْته حَتَّى وَارَيْته فِي التُّرَابِ بِالشَّامِ، ثُمَّ صَحِبْت مِنْ بَعْدِهِ أَفْقَهَ النَّاسِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَسَمِعْته يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ يَدَ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ، ثُمَّ سَمِعْته يَوْمًا مِنْ الْأَيَّامِ وَهُوَ يَقُولُ: سَيُوَلَّى عَلَيْكُمْ وُلَاةٌ يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا، فَصَلُّوا الصَّلَاةَ لِمِيقَاتِهَا؛ فَهِيَ الْفَرِيضَةُ، وَصَلُّوا مَعَهُمْ فَإِنَّهَا لَكُمْ نَافِلَةٌ، قَالَ: قُلْت يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ مَا أَدْرِي مَا تُحَدِّثُونَ، قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قُلْت: تَأْمُرُنِي بِالْجَمَاعَةِ وَتَحُضُّنِي عَلَيْهَا ثُمَّ تَقُولُ لِي: صَلِّ الصَّلَاةَ وَحْدَك وَهِيَ الْفَرِيضَةُ، وَصَلِّ مَعَ الْجَمَاعَةِ وَهِيَ نَافِلَةٌ قَالَ: يَا عَمْرُو بْنَ مَيْمُونٍ قَدْ كُنْت أَظُنُّك مِنْ أَفْقَهِ أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ، أَتَدْرِي مَا الْجَمَاعَةُ؟ قُلْت: لَا، قَالَ: إنَّ جُمْهُورَ الْجَمَاعَةِ هُمْ الَّذِينَ فَارَقُوا الْجَمَاعَةَ، الْجَمَاعَةُ مَا وَافَقَ الْحَقَّ وَإِنْ كُنْت وَحْدَك، وَفِي لَفْظٍ آخَرَ: فَضَرَبَ عَلَى فَخِذِي وَقَالَ: وَيْحَك، إنَّ جُمْهُورَ النَّاسِ فَارَقُوا الْجَمَاعَةَ، وَإِنَّ الْجَمَاعَةَ مَا وَافَقَ طَاعَةَ اللَّهِ تَعَالَى.
وَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: إذَا فَسَدَتْ الْجَمَاعَةُ فَعَلَيْك بِمَا كَانَتْ عَلَيْهِ الْجَمَاعَةُ قَبْلَ أَنْ تَفْسُدَ، وَإِنْ كُنْت وَحْدَك، فَإِنَّك أَنْتَ الْجَمَاعَةُ حِينَئِذٍ، ذَكَرَهَا الْبَيْهَقِيُّ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ بَعْضُ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ وَقَدْ ذُكِرَ لَهُ السَّوَادُ الْأَعْظَمُ، فَقَالَ: أَتَدْرِي مَا السَّوَادُ الْأَعْظَمُ؟ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَمَ الطُّوسِيُّ وَأَصْحَابُهُ. فَمُسِخَ الْمُخْتَلِفُونَ الَّذِينَ جَعلُوا السَّوَادَ الْأَعْظَمَ وَالْحُجَّةَ وَالْجَمَاعَةُ هُمْ الْجُمْهُورُ وَجَعَلُوهُمْ عِيَارًا عَلَى السُّنَّةِ، وَجَعَلُوا السُّنَّةَ بِدْعَةً، وَالْمَعْرُوفَ مُنْكَرًا لِقِلَّةِ أَهْلِهِ وَتَفَرُّدِهِمْ فِي الْأَعْصَارِ وَالْأَمْصَارِ، وَقَالُوا: مَنْ شَذَّ شَذَّ اللَّهُ بِهِ فِي النَّارِ، وَمَا عَرَفَ الْمُخْتَلِفُونَ أَنَّ الشَّاذَّ مَا خَالَفَ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ النَّاسُ كُلُّهُمْ عَلَيْهِ إلَّا وَاحِدًا مِنْهُمْ فَهُمْ الشَّاذُّونَ.
وَقَدْ شَذَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ زَمَنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ إلَّا نَفَرًا يَسِيرًا؛ فَكَانُوا هُمْ الْجَمَاعَةُ، وَكَانَتْ الْقُضَاةُ حِينَئِذٍ وَالْمُفْتُونَ وَالْخَلِيفَةُ وَأَتْبَاعُهُ كُلُّهُمْ هُمْ الشَّاذُّونَ، وَكَانَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَحْدَهُ هُوَ الْجَمَاعَةُ، وَلَمَّا لَمْ يَتَحَمَّلْ هَذَا عُقُولُ النَّاسِ قَالُوا لِلْخَلِيفَةِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتَكُونُ أَنْتَ وَقُضَاتُك وَوُلَاتُك وَالْفُقَهَاءُ وَالْمُفْتُونَ كُلُّهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ وَأَحْمَدُ وَحْدَهُ هُوَ عَلَى الْحَقِّ؟ فَلَمْ يَتَّسِعْ عِلْمُهُ لِذَلِكَ؛ فَأَخَذَهُ بِالسِّيَاطِ وَالْعُقُوبَةِ بَعْدَ الْحَبْسِ الطَّوِيلِ؛ فَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالْبَارِحَةِ، وَهِيَ السَّبِيلُ الْمَهْيَعُ لِأَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ حَتَّى يَلْقَوْا رَبَّهُمْ، (إعلام الموقعين عن رب العالمين ج3/ص 308)

وقال أيضا :
وَلَمَّا كَانَ طَالِبُ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ طَالِبَ أَمْرٍ أَكْثَرُ النَّاسِ نَاكِبُونَ عَنْهُ، مُرِيدًا لِسُلُوكِ طَرِيقٍ مُرَافِقُهُ فِيهَا فِي غَايَةِ الْقِلَّةِ وَالْعِزَّةِ، وَالنُّفُوسُ مَجْبُولَةٌ عَلَى وَحْشَةِ التَّفَرُّدِ، وَعَلَى الْأُنْسِ بِالرَّفِيقِ، نَبَّهَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَى الرَّفِيقِ فِي هَذِهِ الطَّرِيقِ، وَأَنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ {أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: ظ¦ظ©] فَأَضَافَ الصِّرَاطَ إِلَى الرَّفِيقِ السَّالِكِينَ لَهُ، وَهُمُ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، لِيَزُولَ عَنِ الطَّالِبِ لِلْهِدَايَةِ وَسُلُوكِ الصِّرَاطِ وَحْشَةُ تَفَرُّدِهِ عَنْ أَهْلِ زَمَانِهِ وَبَنِي جِنْسِهِ، وَلِيَعْلَمَ أَنَّ رَفِيقَهُ فِي هَذَا الصِّرَاطِ هُمُ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَلَا يَكْتَرِثُ بِمُخَالَفَةِ النَّاكِبِينَ عَنْهُ لَهُ، فَإِنَّهُمْ هُمُ الَأَقَلُّونَ قَدْرًا، وَإِنْ كَانُوا الْأَكْثَرِينَ عَدَدًا، كَمَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: " عَلَيْكَ بِطَرِيقِ الْحَقِّ، وَلَا تَسْتَوْحِشْ لِقِلَّةِ السَّالِكِينَ، وَإِيَّاكَ وَطَرِيقَ الْبَاطِلِ، وَلَا تَغْتَرَّ بِكَثْرَةِ الْهَالِكِينَ "، وَكُلَّمَا اسْتَوْحَشْتَ فِي تَفَرُّدِكَ فَانْظُرْ إِلَى الرَّفِيقِ السَّابِقِ، وَاحْرِصْ عَلَى اللَّحَاقِ بِهِمْ، وَغُضَّ الطَّرْفَ عَمَّنْ سِوَاهُمْ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَإِذَا صَاحُوا بِكَ فِي طَرِيقِ سَيْرِكَ فَلَا تَلْتَفِتْ إِلَيْهِمْ، فَإِنَّكَ مَتَى الْتَفَتَّ إِلَيْهِمْ أَخَذُوكَ وَعَاقُوكَ. انتهى مدارج السالكين 1/46
فكان جواب صاحب المقال وتوجيهه أعجب من قياسه فقال : إن هذه الآثار في الخلاف مع أهل البدع وليس في الخلاف بين أهل السنة
فلينظر المنصف إلى شدة هذا الظلم لماذا لا يعامل المخالفين لأسياده بنفس الطريقة ؟
فإن توجيهه هو جواب الآثار التي أوردها : " وقال له رجل من أصحاب الأهواء: يا أبا بكر، أسألك عن كلمة " ، " ودخل رجلان من أصحاب الأهواء على محمد بن سيرين، فقالا: يا أبا بكر، نحدثك بحديث "
فانظر كيف جاء التنصيص في الأثرين أن القائل من أهل الاهواء ونزلها صاحب المقال على أهل السنة سالكا طريقة الحدادية .
ثم أرجع إلى القياس :
ألا ترى أن الشريعة التي أمرت بالإجتماع على الأمير المسلم هي التي نهت عن طاعته في المعصية ؟
وهل يقول أهل السنة للشيخ فركوس إلا إننا لا نتابعك على الخطأ ولا نطيعك فيه .
ألا ترى أن ابن تيمية رحمه الله خالف في مسألة الطلاق الثلاث وهي ثابتة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبها يقول الجمهور وحكي فيها الإجماع وخالف ذلك كله انتصارا للسنة وأوذي بسبب ذلك الأذى البليغ .
لم لم يقل لا أفرق كلمة المسلمين ؟؟
إن من القواعد التي اخترعها صاحب المقال أننا لا ننصر الحق إلا فيما يتعلق بالسنة والبدعة أما الصواب والخطأ والراجح والمرجوح فنكون فيه مع الجمهور
ويبني على هذا التقرير أن الخلاف بين المشايخ ليس خلاف سنة وبدعة والنتيجة أن نقف مع الأكثرية ولما قال له الإخوة في مكالمة مسجلة فإن رجحت الكفة مع مشايخ الإصلاح وصارت الجماعة معهم ؟؟
قال : ( إن قبلني الإصلاحيون أرجع معهم )
وتكفي حكاية هذا الكلام عن مناقشته .

قال :
( أقول: الحمد لله الذي وفَّقني لأن رجعت إلى منهج الحق مع إخواني المشايخ: فضيلة الشيخ الدكتور محمد علي فركوس، وفضيلة الشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي، وفضيلة الشيخ أزهر سنيقرة وفضيلة الشيخ الدكتور عبد المجيد جمعة.
أقول: رجعت إلى الحق خوفًا من الله –جلَّ وعلا- وحده، والحمد لله على توفيقه وامتنانه على عباده.
كما لا يفوتني أن أدعوَ الشباب السلفي جميعا إلى الالتفاف حول هؤلاء المشايخ الفضلاء- المذكورين آنفًا -والله أعلم. )

التعليق : كأن كاتب هذه الكلمات هنا يقصد إغاظة أحد قد وضعه نصب عينيه ،
كأنه يمعن في تقرير العكس النقيض ليشفي غيظ قلبه
وعلى كل حال قد كتب باسم من نسب إليه فيقال له :
تنكرت للمشايخ الذين كنت تشهد أنهم وقفوا معك ضد اضطهاد وظلم جمعة وأزهر لك ، ورميتهم بما لادليل لك عليه بل ولا ذرة دليل إرضاءا لأسيادك ، وبهت أصحابك ورميتهم بما تعلم براءتهم منه ، حرصا على الكثرة وخوفا أن تبقى وحدك ، كل هذا وأنت تقول كما في المكالمة : لعلي لا أعيش عامين أو عاما فأنا رجل كبير الآن ...مع مرضي وتعبي وبداية شيخوختي ونهاية كهولتي .

و على كل حال إني أرجوا من الله صادقا من كل قلبي أن يقبلوك و أن يسامحوك فهنيئا لك بهم وهنيئا لهم بك ، ولست أريد بما ذكرت من حقيقة أقوالك فيهم هنا التحريش بينكم ، ولكنه من باب إثبات تناقض أقوالك في أسيادك جرحا وتعديلا .
أما الشباب السلفي فلهم بحمد الله تعالى الأئمة الأعلام الشرفاء الكرام الذين نصحوا لدين الله تعالى ونصروه ولم يحابوا فيه أحدا.


وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أبو عبد الله حيدوش 02 Sep 2020 05:33 PM

بارك الله فيك وجعل غيرتك ونصرتك للحق وأهله في ميزان حسناتك
نعوذ بالله من الحور بعد الكور
.قال فضيلة الشيخ توفيق عمروني حفظه الله ورعاه:
5 خطورة الشبهة إذا استحكمت في قلب صاحبها ،فإنه يعسر ويندر أن يرجع عنها ويتركها ،كما هو حال الكرابيسي فرغم كل النصح الذي أسداه إليه غير واحد من المقربين منه كالمروذي وأبي ثور الذي سأله أن يمحو الكتاب ويعزف عنه؛ إلا أنه أبى الرجوع عما شرع فيه من المخالفات وآثر الاستمرار في باطله؛ وهذا حال بعض المنتسبين إلى العلم والدعوة في أيامنا إذا بدت منهم أخطاء ومخالفات أعرضوا عن نصح الناصح ، وقاموا في وجهه وأعلنوها حربا ضده.
من مجلة الإصلاح العدد 64 ص 26 مقال بعنوان:
موقف الإمام أحمد من الكرابيسي.

أبو الحارث عادل 02 Sep 2020 05:51 PM

جزاك الله خيرا
رفع الله قدرك على ما خطت به يمينك

أبو كنان بلحسن علي 02 Sep 2020 05:57 PM

لا فضّ فوك أخي، جزاك الله خيرا وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك.

أبو عبد المحسن زهير التلمساني 02 Sep 2020 06:41 PM

بارك الله فيك وأعانك وثبتك على الحق

عمر رحلي 02 Sep 2020 07:01 PM

جزاك الله خيرا أيها الرجل الشهم على ما سطرته أناملك نصرة للتوحيد الذي هو حق الله على العبيد ونصرتك للمشايخ الصالحين الذي هو واجب على كل مَن استطاعه مِن فحول الرجال.

أبو جويرية عجال سامي 02 Sep 2020 07:23 PM

لا أجد ما أقول بعد قراءة هذا الكلام المتين الرشيد أخي الدكتور ياسين حفظك الله وبارك فيك غير الإخبار بأن العبرات خنقتني لصدق العبارات، هكذا هو الحق ذهب إبريز يخترق القلوب ويبهج الوجدان، إنا لله وإنا إليه راجعون، لا إله إلا الله وحده لا شريك له مخلصين له الدين ولو كره الناس أجمعون، نسأل الله السلامة والعافية والثبات على السنة حتى نلقاه...

كمال بن سعيد 02 Sep 2020 08:02 PM

بارك الله فيك الأخ ياسين على ما سطرته من حقائق ووقائع في هذا المقال، الحمد لله الذي عافانا ممّا ابتلى به غيرنا وفضلنا على كثير من النّاس تفضيلا أسأل الله أن يثبتا وإخواننا على الحقّ وأن يهدي من انحرفوا ويردّهم إلى الجادّة أو أن يكفينا شرهم بما شاء

فاتح عبدو هزيل 02 Sep 2020 08:24 PM

جزاك الله خيرا أخي ياسين

أبو عبد الرحمن التلمساني 02 Sep 2020 08:52 PM

جزاك الله خيرا أخي ياسين على هذا المقال والذي جمعت فيه بين الشهادات الصادقة ورد أكاذيب زيدان اصلحه الله تعالى وكانت شهادتي الاخ بوفلجة و الاخ ابو هند قوية جدا في هذا المقال والتي سيكون لها أثر على من اغتر برأس التفريق فركوس ان شاء الله تعالى .

صالح أيت أمقران 02 Sep 2020 09:26 PM

جمعة يعترف أن الدكتور فركوس هو الذي منعه من الذهاب إلى الشيخ ربيع و ليس بطانة الشيخ كما خدعوا بذالك أتباعهم !
و أن الدكتور فركوس هو الذي نهاه عن الإجتماع و ليست تلك الشروط المزيفة كما يدعي !
بارك الله فيك اخي الدكتور ياسين على هذا المقال الذي فيه من الحقائق ما يساعد المغرر بهم في العودة الى الحق و أهله .

عبد القادر بن يوسف 02 Sep 2020 09:27 PM

جزاك الله خيرا أخي ياسين على مقالك النافع وشهاداتك على القوم .

أبو همام القوناني 02 Sep 2020 10:04 PM

جزاك الله خيرا شيخ ياسين ثبتنا الله واياك على الحق
مقال جميل ورائع مرصع بالدليل
ومما أعجبني فية
قولك حفظك الله
الشيخ الحقيقي هو الذي يثق طلبته في علمه ودينه ومنهجه وخلقه ، الذي يقول كلمة الحق ولا يتهيب الناس*
الذي لا يداهن الظالم بل يأخذ على يده وينصف المظلوم ولا يخذله*
إنك إن قمت بالحق لله وضع لك القبول في الارض وأحبك الناس ووثقوا فيك لقيامك بالحق لا لكونك مع فلان من الخلق

أبو أويس موسوني 02 Sep 2020 10:05 PM

جزاك الله خيرا على هذا الرد المفحم ، لله درك وعلى الله أجرك.

أبو أنس فاتح خليل 02 Sep 2020 10:33 PM

جزاك الله خيرا أخي ياسين على هذا الرد المتين ونصرتك للحق وبيان الحقائق الفاضحة التي تظهر الخلل المتجذر في نفوس المفرقة وكذا التخبط الذي يميز كتاباتهم وبياناتهم بسبب مخالفتهم الحق الذي نصت عليه نصوص الكتاب والسنة وبينه كبار العلماء. فكلام أهل الحق مرصع بالأدلة الشرعية والٱثار السلفية بفهم سليم لها بخلاف مخالفيهم فعمدتهم في تقرير باطلهم الهواجس وحديث النفوس نسأل الله السلامة والعافية


الساعة الآن 03:23 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013