منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   (والصُّلحُ خَيْرٌ) (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=17947)

أبو أنس يعقوب الجزائري 30 Jan 2016 09:05 PM

(والصُّلحُ خَيْرٌ)
 
#بشرى
بسم اللّه والصلاة والسلام على رسول اللّه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :

قال تعالى : { إِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ } [ الحجرات: 10] ؛ و قال تعالى : { وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ } [ الأنفال : 1] ؛ بِتوفيقٍ من اللّه وكرمِهِ ومَنِّهِ وفضلِهِ وبعد حَوالِي ستَّة ساعاتٍ من الأخذِ والرَد ، نُبشِرُ إِخواننَا أنهُ تمَّ الصُلح بين الإِخوة السلفيِّين الأثريِّين السُنِيِّين أصحَاب المنهج الواحد في مدينة سطيف - حرسها اللّه تعالى - والعودة إلى صفحة بَيضاء نقيَّة بإِذنِ اللّه ، وقد تمَّ تقيِّيد بَعض النِقاط العالِقة كي نعرضِها على أحَد مشايِخنا كي يَتِمَّ الحُكمُ لِمن يرجِعُ لهُ الحق فيها ، وسَيكُون الإلتِزَامُ مِنَ الطَرفين بِما يحكُمُ بِهِ الشيخ إن شاء الله ، وكان هذا المجلِس المبارك إن شاء اللّه تعالى في أحد بيوت إِخواننا الأَفَاضِل وقد أكرمنا - جزاه اللّه خيرا - ويَشهد اللّه أنَّ الصُلح أفرحَنَا وَأَثلَجَ صدورَنَا وقد صدق من قال :" الإجتماعُ رحمة والخلاف عذاب " (الإجتماع على الحق طبعًا )؛ والحمد للّه الذي بنعمِهِ تتِمُّ الصالِحَات ،وأضعُ بين أيدِي إخواني كلام نفيسٌ يحتاج أن نقرأه بتدبر وتمعَّن ، فالحاجة إليه شديدة ، قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى -:

" فإذا قال قائل : كيف يمكن أن يزيل الإنسان ما في قلبه من الحقد أو الغل على أخيه ؟
- فالجواب : يستطيع الإنسان أن يتخلص من ذلك بما يلي :
- أولا : أن يذكر ما في بقاء هذه العداوة من المآثم ، وفوات الخير حتى إن الأعمال تعرض على الله يوم الاثنين والخميس ، فإذا كان بين اثنين شحناء قال : « أنظروا هذين حتى يصطلحا »، أي : الرب عز وجل لا ينظر في عملك يوم الاثنين والخميس إذا كان بينك وبين أخيك شحناء .
- ثانيا : أن يعلم أن العفو والإصلاح فيه خير كثير للعافي ، وأنه لا يزيده ذلك العفو إلا عزا ؛ كما قال النبي ﷺ : « ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا » .
- ثالثا : أن يعلم أن الشيطان ـ وهو عدوه ـ هو الذي يوقد نار العداوة والشحناء بين المؤمنين ؛ لأنه يحزن أن يرى المسلمين متآلفين متحابين ويفرح إذا رآهم متفرقين والعداوة والشحناء بينهم ، فإذا ذكر الإنسان المنافع والمضار فإنه لا بد أن يأخذ ما فيه المصالح والمنافع ، ويدع ما فيه المضار والمفاسد .
- فعليك أن تجاهد نفسك ولو أهنتها في الظاهر ، فإنك تعزها في الحقيقة ؛ لأن من تواضع لله رفعه ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ، وجرب تجد أنك إذا فعلت هذا الشيء وعفوت ، وأصلحت ما بينك وبين إخوانك تجد أنك تعيش في راحة وطمأنينة وانشراح صدر وسرور قلب ، لكن إذا كان في قلبك حقد عليهم أو عداوة ، فإنك تجد نفسك في غاية ما يكون من الغم والهم ، ويأتيك الشيطان بكل احتمالات يحتملها كلامه ، أي لو احتمل كلامه الخير والشر قال لك الشيطان : احمله على الشر ، مع أن المشروع أن يحمل الإنسان كلام إخوانه على الخير ما وجد له محملا ، فمتى وجدت محملا للخير فاحمله على الخير ، سواء في الأقوال أو في الأفعال ، ولا تحمله على الشر ، وبعض الناس ـ والعياذ بالله ـ يحمل الفعل أو القول على الشر ثم يؤزه الشيطان إلى أن يتجسس على أخيه ، ويتابع أخاه ، وينظر ماذا فعل ؟ وماذا قال ؟ فتجده دائما يحلل أقواله وأفعاله ، وليته يحمله على الأحسن ، أو على الحسن ، ولكن على السيء والأسوء ، وذلك بإيحاء الشيطان ـ والعياذ بالله ـ ،
- والذي يجب على المؤمن إذا رأى من أخيه ما يحتمل الخير أو الشر أن يحمله على الخير ما لم توجد قرائن قوية تمنع حمله على الخير ، فهذا شيء آخر ، فلو صدر مثل هذا من رجل معروف بالسوء ومعروف بالفساد فلا بأس أن تحمله على ما يحتمله كلامه ، أما رجل مستور ولم يعلم عنه الشر ، فإذا وجد في كلامه ، أو في فعاله ما يحتمل الخير والشر فاحمله على الخير حتى تستريح ،
- وربما يصاب هذا الرجل الذي يتبع عورات الناس وأخطاءهم القولية والفعلية بأن يسلط الله عليه من يتابعه هو بنفسه ، ومن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته " (1)

تنبيه :
من باب قولِهِ صلى اللّه عليه وسلم :" لا يشكرِ اللّه من لا يشكُرِ النَّاس " ، فإنَّ صاحِب المُبادرة والصُلحِ بينَ إخوانِنَا هو الأخ الحبيب أبو عبد اللّه رمزي بن مسعود فراج السطايفي -وفقه اللّه - فقد سعى في لَمِ الشَمل ، واجتهدَ كثيرًا كي يحصُلَ هذا الصُلح بين إخوانِهِ ، فجزاه اللّه خيرًا وغفرَ اللّه لهُ ولوالديه وجعل سعيهُ في موازين حسناتِهِ.
-آمين-


فاللّهُم جنبنا الفِتن ومُضِلاتِهَا ،واللّه الموفق .


وكان هذا ليلة ۱٩ من ربيع الثاني ۱٤٣٧ الموافق 29 جانفي 2016

(1) انظر : (الشرح الممتع) (٢٠٦/٥ - ٢٠٨) .

كتبه: يعقوب بن مسعود الجزائري .

أبو زكرياء إسماعيل الجزائري 30 Jan 2016 09:32 PM

.

أبو ربيع زبير مبخوتي 30 Jan 2016 10:57 PM

الحمد لله

‏قال ابن تيمية رحمه الله : ‏وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا، وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا، فإنَّ الجماعة رحمةٌ والفرقة عذابٌ. [مجموع الفتاوي 3-421]


قال العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله: اجتنبوا الخلاف، وأسباب الفرقة لاتثيروها بينكم، وإذا حصل من الإنسان خطأ، يعرض على العلماء ليعالجوه . [ الذريعة (3/216) ]

شمس الدين حماش 30 Jan 2016 11:30 PM

فرحت بهذا الخبر السعيد
كثير من الخلافات التي تقع بين أصحاب المنهج الواحد قد تكون نتيجة التفرق بالأبدان لا الأفكار فالتزاور والتقارب مقصد شرعي يحفظ الود ويذهب الغل

سيدهم حسين 30 Jan 2016 11:42 PM

بارك الله فيك أبو أنس نسأل الله أن يلم شمل جميع أهل السنة ولعلها استجابة من الله لدعوات علمائنا بلم الشمل أصلحوا النيات يوفقكم الله للحب والبغض فيه

أبو سعيد عزالدين الأثري 31 Jan 2016 08:04 AM

اللــــــهم لـــك الحمـــد ....
.
وفقـــكم الله لـــما يــحبـه و يرضــــــاه ، و الصــلح هو مـــن مكــارم الأخلاق الفـــاضلة
و قد قــيل :
إن المكـارم كلها لو حصلت ...... رجـعت جمـلتها إلى شـيئين
تعظيم أمر الله جـل جـلاله ...... والسعي في إصلاح ذات البيـن


أبو أنس يعقوب الجزائري 31 Jan 2016 02:20 PM

وإياكم ، جزاكم اللّه خيرا .

عبد المجيد عبد الجبار ابو عبد الرحمن 31 Jan 2016 11:33 PM

هذا الذي يغيظ الشيطان وحزبه
ويزيد أساه وغله ويذكي كربه
وليس مسلم إلا ويفرح لمثل هذا ويستبشر
وليس مريض قلب إلا ويتأذى بهذا ويتحسر
فمن سره اجتماع المسلمين على الحق و على صدق الاتباع
فقد سلم قلبه من الغل لهم وبرئ من مسالك أهل الابتداع
********
الحمد لله على نعمه و آلائه
وفقكم الله

أبو يونس دراوي لعرج 01 Feb 2016 12:30 AM

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
أسأل الله جل و علا أن يوفق الجميع لما يحبه و يرضاه
إجتماع أهل السنة يثلج الصدور


الساعة الآن 04:15 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013