منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   العدو الخفي للدعوة السلفية ...للعلامة الفاضل شيخنا الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=22584)

محمد ليمان 06 Jan 2018 08:40 AM

العدو الخفي للدعوة السلفية ...للعلامة الفاضل شيخنا الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله
 
الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين و الآخرين و أشهد أن محمداً عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله و أصحابة و أتباعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :

قال شيخنا الشيخ العالم العلامة الحافظ محمد بن هادي بن علي المدخلي حفظه الله وبارك فيه في صوتية تحذير السلفيين من ألاعيب المتلونين :

[ العدو الخفي للدعوة السلفية ]


فبضعف منا ، لا بغفلة لكن بضعف و توان و تقصير نفد هذا العدو من خلالنا ، فأخذ بعض من أخذ من أبنائنا ، و حاول جاهداً أن يأخذ ما يستطيع ولكن ولله الحمد بفضله ورحمته ثم بسبب أصالة هذه الدعوة في نفوس أبنائها وأتباعها لم يستجب لهذا النوع من الدعاة الذين دخلوا في حين غفلة إلى بعض أبنائنا إلا القلة القليلة وذلك قدر الله جل وعلا ولا راد لقضائه ، و الحمد لله على كل حال ، فاختزلوهم واختلوا بهم عن مشايخهم وعن أصدقائهم و إخوانهم و زملائهم ؛ لسبب أو لآخر إما بسبب في نفس ذلك المخطوف إما لضعف في دينه و إما لشهوة في الدنيا ، و النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ)[10] .
إما لضعف في دينه و إما لشهوة دنيوية ، حالة ضعف دينه أو حالة شهوة دنيوية .
ولا ينبغي أن يغفل هذا السبب معشر الإخوة ، فإن أهل الأهواء حريصون على أن يجدوا قدماً بيننا من أبنائنا ، لهذا السبب ؛ و الله جل وعلا قد عاتب رسوله فقال { وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى }[11]
و اسمعوا تعبير الرب جل وعز بقوله ( واصطبر ) ولم يقل ( واصبر ) قال ( واصطبر ) و البلاغيون يقولون [ كل زيادة في المبنى تدل على زيادة في المعنى ] فهذا الصبر ليس بالصبر العادي بل هو صبر فوق العادي ، وهذا الذي يعبر عنه الناس اليوم -ونحن نعبر- يقول فوق طاقتي - فوق طاقتك تحمّل اصبر ضحي احتسب يوشك أنّ يمنّ الله جل وعلا عليك فيخف الحمل عنك بعد؛ إن أنت صبرت قليلاً ، كالبعير يتعب من طول المسافة وما بقي إلا القليل من أن يصل إلى القرية فيوضع عنه الحمل فيرتاح - فاصبر قال هنا ( واصطبر عليها ) .


[ المتغيرون : ذئاب أهل البدع ] !!


فالشاهد هؤلاء وجدوا طائفة انسلوا بهم من بيننا و إذا بهم يأتوننا بما يأتوننا به من طرح غريب جديد ، وهم المأهلون لذلك من قبل اولئك الذين عدوا على الدعوة السلفية ، ذئاب أهل البدع ، فهؤلاء أخذوا ، فطلعوا علينا اليوم بعدما تغير حالهم وعند بعض الناس لا يعرفهم إلا أنهم إخوانه سلفيين ، و إذا به تسمع عن نَفَس غريب ليس بسلفي وليس بنَفَسِ السلفيين ، و إذا المشايخ السلفيين الذين نصر الله بهم و نفع الله بهم - الذين بالأمس كان يقول عنهم هؤلاء أعدائهم عندهم شدة ، وما عندهم إلا كذا ما أفلحوا - فالآن جندوا هؤلاء و قسموهم طائفتين ، طائفة ترمي السلفيين و أشياخهم و دعاتهم بالتشدد و تفريق الناس ، هذا الكلام هو نفسه ما تغير ولكن تغير الذي يلقيه ، الذي بالأمس يلقيه حزبي معروف مكشوف عداوته ظاهره لأهل الدعوة السلفية ، الآن لا ! تجد بعض أبنائنا يقول هذا أو من يتستر وكان بالأمس إما مغموصاً أو غير معروف الله أعلم بسابقته التي كان عليها ، إما مغموصاً في دينه ولما رأى الناس و قد استبان الحق و اتضح الطريق وظهر صدق أهل الدعوة السلفية و أتباع المنهج السلفي ، حاول الآن أن يأخذ الراية و كأنه هو الذي جاهد وجاهد و ناضل ليقطف الثمرة .
وكثير من هؤلاء لا أحتاج إلى أن أسمي ، يُعرف بآثاره الآن على الساحة ، وسيأتي وقت و أسمي ولكن أقول لعل الله جل وعلا أن يرد هؤلاء إلى الحق رداً جميلاً ، فجائنا الذين يصفون مشايخ الدعوة السلفية بالتشدد نفّروا الناس ردود ردود ردود ردود ! ما عندهم لطف ما عندهم رحمة بأبنائهم ما عندهم رحمة بالمسلمين وهكذا ، الناس بدؤوا ... هذا منهم وهذا يقول فيهم ، هذا الذي يريده عدو الدعوة السلفية أن يجند منك وفيك من يعاديك ، لأنه يعرف عند الناس أنه أبنك ومنك وفيك .
وقسم آخر هؤلاء مرجئة هؤلاء مرجئة هؤلاء ألبانية هؤلاء كذا ، هؤلاء كذا ، هؤلاء كذا ، هؤلاء كذا ! فأفلحوا في زعزعة بعض الناس ، و أما العارف الخبير المطّلع على سير الدعوة السلفية المتابع لها ، يعرف أن هذه مكيدة و يعرفها بماذا ؟! يعرفها بالدلائل لأنه يتابع يجد هؤلاء يذمون السلفيين و شيوخهم و يعتذرون و يهونون من شأن من ؟! من شأن الخلفيين أو من شأن المغموصين الذين بالأمس وهم يشك فيهم ، أو المغمورين الذين لم يعرفوا و الله أعلم بسابقتهم ، وبعضهم يُكشف وإذا بسابقته حزبيه فإذا به يهوّن من حال هؤلاء و يلطفهم للناس ليقبلوهم ، ويشنّع ويقبّح شأن السلفيين ، فوصل هؤلاء بمكيدتهم إلى ما يريدون بمن ؟! بمن أخذوهم من بين صفوفنا .
وتجد هؤلاء يشاركون بالمخيمات التي فيها التمثيلات و المخيمات التي فيها الأناشيد و المخيمات التي فيها حتى الألعاب البهلوانية السحرية للأسف ، هذا سلفي ؟ لا لا لا لا سلفي اسماً على الإدعاء ، على الإدعاء سلفي أما أعماله فلا ، لأن الأعمال ميزان يوزن بها ، و الدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ( الفرج يصدق ذلك و يكذبه )[12] ، الذي يدّعي العفه ويدعي كذا ، الأعمال تصدق أو تكذب .
فالشاهد حينما ترى هذا الهجوم الكاسح من هؤلاء الذين طلعوا ، فتجد بعضهم الآن يقول سفر كان على حق ! وتبين لنا اليوم أن الألباني - وقد شابت لحيته الكذاب - أن الألباني مرجئ و أن الألباني خطير و أنه أخطر على الدعوة السلفية ممن ؟ من الأعداء و أنه الآن يكتشف ، ويأتي ثاني ويقول الألباني حامل لواء الأرجاء ، هم ما قصدوا الألباني يعلمون أن الألباني بشخصه مستقل { وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } - رحمه الله - لكن يقصدون من يقولون الألباني عالم من علماء السنة فإذا قلت فأصبحت هذه سبه عندهم بمجرد ما تقولها - هو يريدك أن تقولها و أنا لست بالخائف منك أنا أقولها قبل أن تتمنى أنت أني أقول - .
فهذا باب ؛ بالأمس وهذا الضال ضال والآن ماشاء الله لا ! هو المصيب ، بالأمس هو تكفيري و الآن لا ! هو المصيب و الألباني هو الخطر العدو اللدود ، فعجب ! كما قيل إن الرزية كل الرزية أن تعرف ما كنت تنكر و أن تنكر ما كنت تعرف .
وما و الله رأينا واحداً فارق الدعوة السلفية إلا وعاد إلى واحد من أمرين - و و الله ما رأينا واحد من الكبار في السن عادى أهل الدعوة السلفية إلا عاد إلى أحد أمرين - الصغير يحتوشه الخلفييون و الكبير يحف به الخلفييون و لكن إذا جاء وقت الجد ما يجد إلا السلفي نصيره ، و إن ظلمه ، ومن هنا تعلمون أن السلفيين لا يعادون ولا يوالون إلا لله جل وعلا .


[ الحث على الائتلاف و التحذير من الاختلاف ]


فالشاهد يا معشر الإخوة انتبهوا إلى هذه المكيدة فلا يفرقنا العدو ولا يتسلل إلينا فمن أقل القليل نختلف ومن أقل القليل نتقاطع ومن أقل القليل نتدابر و من أقل القليل نتباغض ، لا ! معشر الإخوان الإسلام يوجب على أبنائه عموماً فيما بينهم النصيحة فكيف بطلبة العلم كيف بحملة الدعوة السلفية ، الواجب التناصح و الواجب الاجتماع [13] ، النفوس في الغالب لا تقر بالخطأ في الغالب ولهذا من أنصف الناس من نفسه هذا قليل جداً جداً جداً فلا بد من طرف ثالث ، فلمَ تكثر الاختلافات أو تبعد الشقة بينك وبين أخيك و إخوانك موجودين و أنت ترى أن فلان مرضي وهو يرى أن فلان هذا مرضي ؟ مرضي في عقله مرضي في علمه مرضي في دينه ، الحمد لله ، فلم لا تجتمعون عنده ويكون بينكم حكماً فيرد هذا ويرد هذا ، فالمصيب يحمد الله جل وعلا أن وفقه لبيان الحق لأخيه ، لا لكونه هو بس [14] مصيب في نفسه المسألة ما هي مغالبة ولا مبارزة أن وفقه الله لبيان الحق و إصابته ، و المخطئ يحمد الله على أمرين : أن بُيّن له الخطأ فيرجع عنه و يستغفر و يستعتب قبل أن تأخذ الروح الملائكة ، وفي الوقت نفسه يحمد الله أنه عاد إلى أخوانه ، هذا هو الواجب علينا .
هذا من ناحية و الناحية الأخرى و هي المصيبة العظيمة أن يكون الخطأ خطئاً صغيراً و ربما كان شخصياً وربما كان مبنياً أخْذُه على بعض التصرفات الخاطئة الشخصية ، وكما يقال مصدرها اجتهاد من ذلك الإنسان ولو استشار قبل أن يجتهد لما وصل إلى هذا فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يستشير أصحابه ، يا عباد الله يوم الفرقان يوم بدر قال أشيروا عليَّ أيها القوم - عليه الصلاة و السلام - ؛ قام المهاجرين مافي ! عرف أهل المدينه أنه يريد الأنصار ، لأن البيعة بينهم على أن ينصروه في دارهم ، فقام من قام - كما تعلمون - قال لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك ، ولا نقول نقول كما قالت بنو اسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ، ولكن اذهب أنت وربك إنا معكما مقاتلون ، وجاءت المشورة الثانية ؛ نزل المنزل غير المناسب - يا ناس هذا النبي عليه الصلاة و السلام المؤيد بالوحي فكيف بنا - نزل المنزل غير المناسب ؛ غير المناسب عند من ؟! عند أهل الحرب الذين يعرفون فنون الحرب و القتال و يعرفون الأسباب الحسية المؤدية إلى الفوز المعنوي وهو النصر فنزل دون الماء ، فلما نزل دون الماء وجم الصحابة سكتوا !! بعضهم يعرف أن هذا ما هو محل ، قام الحباب بن المنذر رضي الله عنه قال : أمنزل أنزلكه الله يارسول الله ، أم هو الرأي و الحرب و المكيدة ؟ قال بل الرأي و الحرب و المكيدة ! ، قال فما أرى أن هذا هو المنزل ولكن نأتي أدنى ماء فنقيله ونشرب ولا يشربون ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم و أخذ بمشورته ، فجاؤوا إلى أحواض الماء وقيلوا الأحواض وجمعوها ونزلوا وجعلوها أمامهم بينهم وبين العدو لا يستطيع العدو يصل إليها لأنهم حماتها من خلف ، و جاء المطر وملأها بالماء فصاروا يشربون والئك ما عندهم ماء ، فكان من تقدم إلى الأحواض أخذته النبال ، فكان هذا هو الرأي ؛ فليس بعيب أن تسأل من هو أكبر منك سناً أكبر أقدم منك تجربة ، ليس بعيب يسددك قبل أن تقع في الخطأ ، لكن بعد أن وقعت احمد الله جل وعلا أن هيأ الله لك ، فيا معشر الإخوان الله الله بالتلاقي و التعاون و التناصح و التواصي و الرحمة و يكون قصد الإنسان مع إخوانه الرحمة بهم و الإحسان إليهم ، وذكر الخير لهم الذي كانوا عليه لأن هذا يشجعهم يحفزهم يأخذ بأيديهم إلى المزيد أما أنت فيك كذا وأنت فيك كذا و أنت فيك كذا وأنت فيك كذا هذا ما يصلح ، فإن مثل هذا ما يقوله الحكيم المعالج و الداعية إلى الله جل وعلا معالج للقلوب .
فمعشر الإخوان أنا أوصي نفسي وإياكم بكل ما سمعتم و أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا وإياكم الفقه في الدين و البصيرة فيه كما أسأله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم متواصلين متباذلين متزاورين ، متناصحين فيما بيننا متآزرين إنه ولي ذلك و القادر عليه و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان


الساعة الآن 09:57 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013