منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   ركن الخطب المنبريّة والدروس العلمية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=37)
-   -   بيان تنبيه الأئمة بما وقع من سهو في بيان براءة الذمة (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=23865)

أبو عبيد الله السلفي 08 Jul 2018 10:03 PM

بيان تنبيه الأئمة بما وقع من سهو في بيان براءة الذمة
 
بيان

تنبيه الأئمة بما وقع من سهو في بيان براءة الذمة
إن الحمد لله نحمده، و نستعينه، و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا، و سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و نشهد أن محمدا عبده، و رسوله.
أما بعد: يقول الله تعالى في كتابه العزيز [ يأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ذلك خير و أحسن تأويلا ] {النساء:59}.
قال ابن القيم : هذا دليل قاطع، على أنه يجب رَدُّ موارد النزاع في كل ما تنازع فيه الناس من الدين كله إلى الله، و رسوله، ثم قال : و من تدبَّر العالم، و الشرورَ الواقعة فيه، علم أن كل شر في العالم فسببه مخالفةُ الرسول صلى الله عليه و سلم ، و الخروج عن طاعته، و كل خير في العالم فإنما هو بسبب طاعة الرسول صلى الله عليه و سلم ، وكذلك شرورُ الآخرة، و آلامُها، و عذابها، إنما هي موجباتُ مخالفةِ الرسول صلى الله عليه و سلم ، و مقتضياتُها، فعاد شر الدنيا، و الآخرة إلى مخالفة الرسول صلى الله عليه و سلم، و ما ترتَّب عليه، فلو أن الناس أطاعوا الرسول حق طاعته لم يكن في الأرض شر قط .{ الرسالة التبوكية : ص 46، 47، 48}
و قال شيخ الاسلام : و قد اتفق سلف الأمة، و أئمتها على أن كل واحد يؤخذ من قوله، و يترك إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم، و هذا من الفروق بين الأنبياء، و الأولياء، و غيرِهم، فإن الأنبياء صلوات الله عليهم، و سلامه، يجب لهم من الإيمان بجميع ما يخبرون به عن الله عز و جل ، و تجب طاعتهم فيما يأمرون به ، بخلاف الأولياء، فإنه لا تجب طاعتهم في كل ما يأمرون به ، و لا بجميع ما يخبرون به، بل يُعرض أمرهم، و خبرهم على الكتاب، و السنة، فما وافق الكتاب، و السنة وجب قبوله، و ما خالف الكتاب، و السنة، كان مردودا، و إن كان صاحبه من أولياء الله تعالى، و كان مجتهدا معذورا فيما قاله، و له أجر على اجتهاده، ولكنه إذا خالف الكتاب، و السنة، كان مخطئا، و كان من الخطأ المغفور، إذا اتقى الله تعالى ما استطاع، فإن الله تعالى يقول [ فاتقوا الله ما استطعتم و اسمعوا و أطيعوا و أنفقوا خيرا لأنفسكم و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ]. {التغابن:16} . {الفرقان بين أولياء الرحمان و أولياء الشيطان : ص 158، 159 }
و نَقَل عن أبي سليمان الداراني أنه قال : إنه ليقع في قلبي النكتة من نكت القوم فلا أقبلها إلا بشاهدين : الكتاب ، و السنة. { انظر : المصدر السابق : ص 161}
فأقول : سنأعْرضُ هذا البيان ــ بيان براءة الذمة ــ على الوحيين، فما خالف فيه الكتاب، و السنة، وجب على الجميع رَدُّه.
{ قال أصحاب البيان : نؤكد بصدق، و اعتزاز، أننا بذلنا ما في وسعنا من جهود، و مساعٍ، لمعالجة الوضع الذي آلت إليه الدعوة السلفية في الجزائر، و وَأْدِ الفتنة في مهدها.}
أقول : كان في وسعكم ذلك، و رفضتموه، و هو أن إخوانكم الذين تخالفونهم اشترطوا عليكم شروطا للجلوس، و المحاورة، حتى لا يكون الجلوس شكليا، و حتى تتوصلوا إلى وَأْدِ الفتنة في مهدها كما ذكرتـم، و لو فعلتم ذلك لتحقق قولكم : {بذلنا ما في وسعنا من جهود}، فلم تقبلوا شروطهم، - فأين تضحيتُكم من أجل الدعوة السلفية و لو بالتنازل - و بالمقابل قبلتم بشروط عبد المالك رمضاني التي فيها إذلال لكم، و للسنة، و أهْلِها، وهي قوله : أجلس معكم بشرطِ أن لا تأتوني ببعض المشايخ، و هم : الشيخ محمد علي فركوس، و الشيخ عبد الغني عويسات، و الشيخ جمعة، و الشيخ أزهر، و هذا هو عين منهج الإقصاء الذي رميتم به من يخالفكم من المشايخ، فأين عقولكم؟ أم هو منهج الأحتواء الذي وصفكم به المشايخ، عفا الله عنا، و عنكم، فلمَّا جلستم إليه ما كان منه إلا أن سبَّ الشيخين الجليلين الشيخ ربيع بن هادي، و الشيخ عبيد الجابري -حفظهما الله تعالى - فقال عن الأول
(كذاب)، وعن الثاني (مافيا ) أي رجل مجرم، فما زادكم إلا ذُلاً، ثم سترتم عليه حولين كاملين، ولم تكتبوا بيانا للإنكار عليه، و لا للبراءة منه، و رأيتم في ذلك مصلحة تعود على الدعوة السلفية!؟، فلما انكشف الأمر اضطررتـم إلى الكلام!، و لما تكلَّم أخوكم الشيخ عبد المجيد جمعة ما صبرتم عليه كما صبرتم على عبد المالك، مع أنه أولى بالصبر منه، و كان العدل أن تعاملوه كما عاملتم الأول، بل أفضل، فإنه لم يصدر منه في حق الشيخين ما صدر من عبد المالك، فقمتم له قومة رجل واحد، و كان من سبَّ الشيخين أولى بـهذه الحميَّة، و رأيتم من المصلحة أن تكتبوا ضده بيانا يعود بالمنفعة على الدعوة السلفية !؟، فإني أسأل أرباب العقول، و فطاحلة الأصول عن هذه المصالح!!!، فما لكم كيف تحكمون ، على أهل السنة تردُّون، و لا تصبرون، بل بالبيانات تقابلون، و على أهل البدع تسترون، و تصبرون، و تداهنون، فإنا عرضنا قولكم على قول الله تعالى [ يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين ] {التوبة: 119} ، فوجدناه مخالفا.
{ قال أصحاب البيان : في حين أنهم احتفوا جدا بتزكية د. محمد بن هادي المدخلي... حتى وصلت إلى الصحافة، التي عنونت في بعض جرائدها أن الدكتور السعودي محمد بن هادي المدخلي يُنصِّب ثلاثة من أكبر الدعاة في الجزائر، و سلَّم لهم قيادة الدعوة فيها... و قد أملى أوامر إلى من نصَّبهم على هذه الدعوة عندنا لمفارقة إخوانهم .}
أقول : متى كان السلفيون يرفعون من قيمة الصحفيين، و يأخذون مثل هذه الأخبار من الإعلاميين، و يصدِّقون ما يقولون؟ فأكثرهم لا يلتزم الطاعة، و يسعى لتفريق الجماعة ، و نشر الشبه الخدَّاعة...إلخ، فهذه دعوة عريضة للترويج للكذابين أصحاب الصحافة، وقد أمر الله تعالى بالتثبت في الأخبار، فإنا عرضنا قولكم، على قول الله تعالى [ يأيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنباءٍ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ] {الحجرات:6 }، و على قوله صلى الله عليه و سلم «كفى بالمرء كذبا أن يُحدث بكل ما سمع » { أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه (5) }، فوجدناه مخالفا.
و أما قولكم : { و قد أملى أوامر إلى من نصَّبهم على هذه الدعوة عندنا } - و هو منهج الإخوان - ، فالسلفيون لا يُــنَصِّبون أحدا على هذه الدعوة المباركة، و هو من الفروق بين السلفية، و الجماعات الحزبية، فهذا تلبيس منكم هداكم الله، فجعلتم السلفية كالجماعات الحزبية، يُنَصَّبُ فيها أشخاص للقيادة !، و هذه جناية عظيمة على الدعوة السلفية، و صار بهذا الكلام أعني قولَكم : {أملى أوامر على من نصبهم} ، الشيخ الكبير محمد علي فركوس غلاما صغيرا تُملى عليه الأوامرُ ليطبقها، فهذا ظلم لمقامه، و لمنزلته في العلم، وطعن صريح فيه، و هي شنشنة مرابط، أصابكم ريحها، ولو أن أحدا قال: إن الشيخ ربيعا - حفظه الله - تُملى عليه أوامرُ ليطبقها لكان ذلك طعنا صريحا فيه، فإنا عرضنا قولكم على قول الله تعالى [ يأيها الذين ءامنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى و اتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ] {المائدة:8} فوجدناه مخالفا.
{قال أصحاب البيان : و حينها أدركنا خطورة مثل هذا التدخل السافر، الذي أضرَّ بالدعوة السلفية.}
أقول : متى كان الاجتهاد في المسائل التي يسوغ فيها الخلاف تدخلا سافرا ؟
فالشيخ محمد بن هادي رجل عالم بشهادة أهل العلم الكبار له، و ليس سفيها حتى يتدخل تدخلا سافرا، و هذا طعن آخر في الشيخ محمد بن هادي - حفظه الله -، قريب من الطعن الأول، و هل يُخاطب العلماء هكذا!؟، و أخشى أن يتــربــى طلبة العلم على مثل هذه التصرفات في حق العلماء، و يتركوا الأدب معهم، و قد رأينا شيئا من ذلك، و الله المستعان، فينبغي للمشايخ، و المعلِّمين أن يكونوا قدوة صالحة لطلبة العلم، في القول، و العمل، و الشيخ محمد بن هادي - حفظه الله - بنى حكمه على أدلة بلغته، و مَنْ تكلم بالدليل فهو محسن، و ما على المحسنين من سبيل.
و لمَـاَّ تكلم الشيخ ربيع - حفظه الله - في بعض الدعاة الذي كان جمهور السلفين في هذا البلد مجتمعين عليه، لم يقل أحد هذا تدخل سافر أضرَّ بالدعوة السلفية، لأنهم يعرفون المنهج السلفي، و يعملون به، ولو قال ذلك أحد لكان طعنا صريحا فيه، فالشيخ ربيع بنى حكمه على أدلة بلغته، و قد تقدم أن من تكلم بالدليل فهو محسن، و ما على المحسنين من سبيل، فإنا عرضنا قولكم على قوله صلى الله عليه و سلم « إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، و إذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر » {أخرجه البخاري ( 7352 ) } ، فوجدناه مخالفا.
{قال أصحاب البيان : و نسف كل الجهود التي تدعو إلى تهدئة الأوضاع، و الدعوة إلى الاجتماع، و التآلف.}
أقول : أين كانت هذه الجهود لـمـَّا قام محمد مرابط بالطعن في الشيخ الكبير محمد علي فركوس، ما سمعنا منكم إنكارا، و لمـاَّ خان شيخَه الشيخ أزهر، الذي كان يتظاهر بطلب العلم على يده، و كان قد عُقِدَ للشيخ أزهر في منتديات التصفية، و التربية مجلس بعنوان (ساعة إجابة)، فلمَّا خالفه الشيخ حضرت ساعة الخيانة، فاعتزله، و تنكَّر له، و أفشى أسراره، و سعى في إسقاطه، فإنا عرضنا قولكم على قول الله تعالى [ يــأهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل و تكتمون الحق و أنتم تعلمون ].{ آل عمران:71 }، فوجدناه مخالفا.
و قد قام مؤخرا الرجل الشجاع الطرابلسي بتكذيب مرابط أمام الشيخ ربيع - حفظه الله - ، و لم يستطع مرابط أن يَــرُدَّ بكلمة واحدة، فخذله الله تعالى، وهذه نهاية كلِّ مبطل، فهل مرابط اليوم عندكم من الثقات الصادقين، أم من الكذابين الدجالين.
فيا بُــــؤْسَ مَنْ فَضَحَ الإلهُ *** و لـم يَزِدْه سوى الهوانَ
و من هذا الصنف فوَّاز المدخلي الذي فضح نفسه في درس ظهر فيه جهلُه بمبادئ علم العقيدة، و هو يزعم أنه يقيم دورة، و هي دورة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه 18القائمة في شهر شوال من هذا العام عام 1439هــ بحفر الباطن!؟، و الصوتية موجودة في موقع التصفية و التربية بعنوان (فضيحة من العيار الثقيل)، فطلب مني بعض الإخوة أن أرد عليه، فأقول : و الله إني لأستحيي أن ألتفت إليه.
فإن الجهولَ لا يُردُّ كلامُه *** و ليس سبيلُ الجاهلين سبيلي
و إنما ذكرت هذا ليعلم الناس أن هؤلاء مفلسون، و من العلم فارغون، و في الفتنة غارقون، فإياك و إياهم، فتبيَّن صدق الشيخ محمد بن هادي - حفظه الله - في التحذير منهم.
لقد قاتلْتَ أمسِ قتالَ صدقٍ *** فلا تَشْلَلْ يداك أبا الرَّبابِ
{ قال أصحاب البيان : و هذا سمعناه بآذاننا في مكالمة مسجلة مسرَّبة بين لزهر سنيقرة، ومحمد بن هادي المدخلي.}
أقول : هذا إقرار للتجسس، وهو محرم بالكتاب، و السنة، و الاجماع، و أخشى أن تكونوا وقعتم لأجل الانتصار لأنفسكم في القاعدة الفاجرة : الغاية تبرر الوسيلة، و سَمَّيتم الأشياء بغير أسمائها تسويغا لها، فهي مكالمة مُتجسَّسٌ عليها، لا مسربة كما سميتموها، فالتسريب فرع التجسس، و التجسس أصل التسريب.
و يُوشِك أن يقول السلفيون للتكفيريين، و الخوارج، لا تجسَّسوا على ولاة الأمور، و لا تفشوا أسرارهم، فيقولون : أنتم السلفيون تجسَّسْتم على علمائكم ، و أفشيتم أسرارهم، و هم من ولاة الأمور على أحد التفسيرين، فيقول السلفيون : أين هذا؟ هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، فيقول التكفيريون : هو في بيان براءة الذمة، فقد جعلتم للمخالفين علينا سبيلا، و أعطيتموهم حجة، و دليلا، و هذا من شؤم المعصية، فإنا عرضنا قولكم على قول الله تعالى [ يأيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم و لا تجسسوا ] {الحجرات:12 }، فوجدناه مخالفا.
{ قال أصحاب البيان : و إننا أمام هذا الوضع المـُزري نتبرأ من هذا المنهج الإقصائي الباطل الذي يسعى أصحابه إلى إسقاط إخوانهم الدعاة و ( تهميشهم)، و التحذير من مجالستهم ومعاملتهم مثل ما يـُـــعامَل به أهل الأهواء، و البدع... فنحن برآء من هذا المنهج، و تبعاته.}
أقول : سبحان الله، تبـــرَّأتم من منهج إسقاط الدعاة، و هو كما نعلمه جميعا منهج الحدادية، و ألصقتموه بإخوانكم المعروفين بالسلفية، و هذا إسقاط لهم بطريقة خَفِــــيَّة، و هل يُعقل أن يكون الشيخ محمد علي فركوس على منهج الحدادية، أم هي شنشنة مرابط في الطعن في ريحانة الجزائر كما سبق ، فالمشايخ أنكروا عليكم مسائلَ منهجية، ظهر لهم أنكم فيها مخطئون، و لم يتبرؤوا منكم، و أنتم تبرَّأتم منهم، لأنهم في زعمكم على منهج الإسقاط ، و من أصول الدعوة السلفية : الولاء لأهل السنة، و البراءة من أهل البدع، فمن الذي عامل الآخر معاملة أهل الأهواء!؟.
فإنا عرضنا قولكم على قول الله تعالى [ و من يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا و إثما مبينا ]{النساء:112}، فوجدناه مخالفا.
{ قال أصحاب البيان : و إننا ندعوا مرة أخرى إخواننا ـــ أصلحهم الله ـــ للتراجع عما بدر منهم من إساءة للدعوة السلفية، و تقويض لبنيانها، و تشويه لصورتها.}
أقول : سبحان الله، هل يكون الشيخ العالم محمد علي فركوس، و من معه عندكم بهذه الصورة البشعة، فهم الذين أساؤوا للدعوة السلفية، و قوَّضوا بنيانها، و شوَّهوا صورتها، و هذا طعن آخر في الشيخ ، و كلُّ سلفي يعلم أن الشيخ محمد علي فركوس مِنْ أكبر مَنْ كان لهم الفضل بعد الله تعالى في ظهور حقيقة هذه الدعوة، و صفاء منبعها، يشهد بهذا العدو، قبل الصديق، فإن السلفيين لم تر أعينُهم مثل الشيخ محمد علي فركوس في هذا البلد الطيب، و إنَّ طلبة العلم لَيَقتتلون على بابه، و ما رأينا هذا إلا في مجلسه، و ما سمعنا به إلا في تراجم العلماء الكبار، فإنا عرضنا قولكم على قول الله تعالى [ و إذا قلتم فاعدلوا ]{ الأنعام152 }، فوجدناه مخالفا.
{ قال أصحاب البيان :
ــ لكن مع الأسف لم تلق دعوة الشيخين - مع علو مقامهما - ترحيبا من إخواننا المخالفين.
ــ و لا بورك مضمونها.
ــ و لا طوعت الأقلام لمساندة ما جاء فيها.
ــ بل غُيِّبت، و طمست.
ــ و تم تجاهلها بتأويلات فاسدة، و ردود باردة.
ــ و فُهِمت على أنها تزكيات سيقت بالمجان إلى من يبحث عنها.
ــ و أنها لن تنفع أصحابها، و لو كانت من أكبر عالم في الأرض.
ــ و ما إلى ذلك من التشويشات، و المعارضات.
ــ و قلتم عن الشيخ محمد بن هادي : لا أشاد بمضمون كلمات المشايخ العلماء - حفظهم الله - ، و ما فيها من حق واضح، بل تجاهلها، و أعرض عنها، مما يدل على أن ما وراء الأكمة ما وراءها
.}
أقول : انظر يا مـُحِب إلى هذا الحشد الهائل من أساليب التحريش، و كان المشايخ -عفا الله عنهم- في غنى عن ذلك، و لو قالوا : نرجوا مِـمَنْ يخالفنا أن يتعاون معنا في تحقيق الصلح، أو كلمة نحوها، لكان هذا كافيا، فلماذا هذا التهويل!؟
فقد نطق القلم بما كان مكنونا في الضمير، ثم تزعمون أنكم تريدون الصلح!!.
ترجو النجاة و لم تسلك طريقتها *** إنَّ السفينة لا تجري على اليَـــبَسِ
و قال بعض من وقَّع على بيان البراءة لمـَّا أراد الصلح مع ابن حنفية عابدين : {قضية الشيخ عابدين إلى الآن أنا اللِّي راني واقف باش ما يتكلموا ما والو}، فلماذا لم تقف هذه الوقفة مع الشيخ عبد المجيد جمعة، و الشيخ لزهر!؟، {و قال : نروحوا لعندو نتودولوا، نبكيولوا، نقزبولوا، نديرولوا كلش، نديولوا هدية، باش غير يولي} ، وكان هذا الكلام باللغة العامية، و الصوتية موجودة فليطلبها من أرادها، و لا أريد أن أُسَمِّيَ صاحبها، فإن الـمقام مقام نصح، فانظر يا مُـحِب كيف يتعاملون مع المخالفين، و كيف يتعاملون مع السلفيين، فإني تارك الحكم للقارئين، يعاملون المخالفين بالعيون الباكيات، و يعاملون السلفيين بتسطير البيانات، فإلى الله الـمـُـشتكى، و لا حول و لا قوة إلا بالله.
لم تسلك الدَّرْبَ الصحيح فهل *** تــــرجو النجــــاة و تطلب الظفرا
إن الكريــــــــم إذا أســـــاء بـــــــــــــلا *** قَصْدٍ و أخطأ تاب و اعتذرا
و قال آخر :
إن الكريم إذا بنى *** لم ينو هدم بنائه
و إذا أفاد صنيعة *** بقيت بطول بقائه
فقد أسأتم الظن بإخوانكم، و جعلتم كلام الشيخ محمد علي فركوس، و من معه عبارة عن تأويلات فاسدة، و ردود باردة، و تشويشات، و معارضات، و هو طعن آخر في الشيخ، فإنا عرضنا قولكم على قوله صلى الله عليه وسلم «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون، و لكن في التحريش بينهم» {أخرجه الترمذي (1937)}، فوجدناه مخالفا، و على قوله صلى الله عليه و سلم «إيَّاكم و الظن فإن الظن أكذب الحديث» { أخرجه البخاري (5143)}، فوجدناه مخالفا.
{ قال أصحاب البيان : و استتباب الأمن، و الأمان في ربوع بلادنا صانها الله من كل مكروه }
أقول : ما محل هذه الجملة من الإعراب!؟، فالقضية مرتبطة بمسائل منهجية، و الذي أخشاه أن يكون هذا تحريضا للحكام على الشايخ، و أرجو أن يكون ظني مخطأ، و لعل بعضهم استغل هذا الكلام، و رمى الشيخ محمد على فركوس بالعظائم، كما هو معروف، و كلنا يعلم القرار الصادر في حق الشيخ لزهر -حفظه الله -، و يعلم أن بعض كبار المسؤولين في البلد كان يتكلم بلسان البيان – بيان البراءة -، فهذه بعض آثار ما كتبته أيديكم .....، و الله المستعان.
{ قال أصحاب البيان : و إننا في دعوتنا ماضون، و على منهجنا ثابتون.}
أقول : هذا فيه دليل على أن لكم منهجا تسيرون عليه، فقد أضفتم المنهج إلى أنفسكم، فقلتم : على منهجنا ثابتون، فنطق اللسان بما كان مستورا في الجنان.
إنَّ اللسان لوَصَّالٌ إلى طُرُقٍ *** في القلب لا تهتديها الذُّبَّل الشُّرُعُ
و هذا المنهج هو الذي أنكره عليكم من يخالكم من المشايخ، و كان الواجب أن تقولوا : على منهج السلف الصالح ثابتون، فهذا الذي تجتمع به الكلمة، و يتوحَّد به الصف.
و صدَّقتم بـهذا قول الشيخ محمد بن هادي فيكم : إنكم لا ترجعون، و كنتم قد أنكرتم ذلك، ثم شهدتم الآن على صدق فراسته فيكم.
{قال أصحاب البيان : إدلاء بشهادة يسجلها التاريخ عنا.}
هذا كلام بدأتم به بيانكم، و هو كلام أختم به بياني، فأقول : لقد سجَّل عليكم التاريخ تَنَكُّــــــرَكُم لعالم الجزائر، و كبيـرِها الشيخ محمد علي فركوس، و لـخليفته من بعده - بإذن الله تعالى - بلا منازع الشيخ عبد المجيد جمعة، و تَنَكُّرُ أبناء الجزائر لعلمائها معروف، فهذه وصمة عار سجلها عليكم التاريخ، فتداركوا ذلك ، عفا الله عنا، و عنكم.
و الوصمة الأخرى التي سجلها عليكم التاريخ هي خذلكم للشيخ محمد علي فركوس، و للسلفية، لمـاَّ كتب مقاله في الرد على الأشاعرة، و الصوفية، انتصرا للسنة المحمدية، ما سمعنا منكم نصرة.
أَفَتَعْرِفانِ لــــــمُوسِرٍ من نُصْرَةٍ *** عُذْرًا إذا أمسى بصورة خاذل
و عَلاَمَ أرجو صاحبا لعظائمٍ *** يوما إذا لم يَنْتَدِب لقلاقل
في حين رماه أهل البدع عن قوس واحدة، و اجتمع لحربه الإعلاميون، و العلمانيون، و الحزبيون ... إلخ، ثم نسمع مَنْ يُدْخِل الكذب على الشيخ ربيع - حفظه الله - و يقول له : إن الشيخ فركوس مع الصوفية، و هذه الكذبة تدل على ما ورائها..... ، و هي و الله الفاضحة للقوم، فأقول : اذهبوا إلى الصوفية و اسألوهم، هل الشيخ محمد علي فركوس معكم، أو هو خصمكم الذي دكَّ حصنكم، و هزَّ عرشكم، و كشف حقيقتكم، فإلى الله المشتكى، و هو حسبنا و نعم الوكيل.
الخاتمة :
هذه أخطاء منهجية ظهرت في هذا البيان، لا يختلف فيها اثنان، و لا ينتطح فيها عنزان، وجب على أصحابه التوبة منها، فمَنْ كان على البيان قد وَقَّعَ، و لم ينتبه إلى أنه في الخطأ قد وَقَعَ فليرجع، فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، و إني لأحسن الظن بكم، فالعودة إلى الحق فضيلة، و هو إلى جمع الشمل وسيلة، فهذا الذي انتهى إليه القلم باختصار، و لو ذهبت أتتبع البيان لجمعت في ذلك كراريس، فإن كان عند المشايخ شيء فليكتبوه، و الواجب على الغلمان ألا يحشروا أنفسهم، فإن الكلام موجه إلى المشايخ، و كل كلام صدر من غيرهم فهو مردود لا يُعتد به، فلا تتعبوا أنفسكم.
ــ فإن قال الـمُـــحَرِّشون - لا كثرهم الله - : كيف تُنـبـِّهون على مقال أثنى عليه الشيخ ربيع -حفظه الله-؟
فأقول :
هيهات يَسْلُكُ لومُ العاذلين إلى *** قلبٍ بِحُبِّ رسول الله مُـمْتَزِجِ
و لا مانع من أن يُنَـبِّه من كان في أدنى منزلة، من هو أعلى منه منزلة، ففي الصحيح أن عمر رضي الله عنه نبَّه النبي صلى الله عليه و سلم لما أعتم بالعشاء فقال : الصلاةَ يا رسول الله، رقد النساء، و الصبيان، الحديث. {أخرجه البخاري (7239)}
تنبيه : كنت قد التزمت عدم الرد ، و ما صارت إليه الأمور اليوم جعلني مضطرا إلى نشر هذا البيان، و الضرورة تقدر بقدرها، و قد قيل قديما : مكره أخاك لا بطل.

و الله أعلم و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم

بقلم مقيده عفا الله عنه : أبي عبيد الله السلفي

البلد الآمن الجزائر 24 شوال 1439هــــ الموافق لـــ 8 جويلية 2018 م

لزهر سنيقرة 09 Jul 2018 10:20 AM

جزاك الله خيرا أخي أبا عبيدة على هذه الكلمات النيرة التي أقمت بها الحجة على القوم، ورددت من خلالها على تلك التلبيسات بل الكذبات التي ما أرادوا التوبة منها ولا الرجوع عنها، وكما قال شيخنا الهمام:الوقت جزء من العلاج.

أبوعبدالرحمن عبدالله بادي 09 Jul 2018 11:07 AM

جزاك الله خيرا أبا عبيد الله ونفع بك.
كشفت المستور، وفضحت البيان المنشور، ويا ليت قومي يعلمون.

محمد ناصف الدرابلي 09 Jul 2018 11:08 AM

جزاك الله خيراً وبارك فيك وزادك الله من فضله ، فحري بمن وقف على جمل هذه الأدلة من منقول ومعقول أن يذعن وينقاد ، ويرجع ويتراجع حتى يصدق القول العمل ، فما فضح الباطل بمثل التناقض ولا رد الحق بمثل الكبر والهوى ، وإنك لتعجب من هروب إلى الأمام في حين لا ينفع فيه إلا الصدق مع الله.
حفظ الله مشايخنا الشيخ فركوس وأخويه ورد عنهم كيد الكائدين .

أبو عبد الله محمد بن عامر 09 Jul 2018 11:50 AM

جزاكم الله خيرا أبا عبيد الله على ما خطت يمينكم من هذا البيان المتين ، و الرد العلمي الرصين ، فوفقكم الله و ثبتنا و إياكم على الحق المبين .

إسماعيل القارئ 09 Jul 2018 12:32 PM

ماشاء الله تبارك الله أخي أبا عبد الله ، فهو من أحسن ماقرأت من الردود علما وأدبا ، فجزاك الله خير الجزاء أخي الفاضل .

يوسف عمر 09 Jul 2018 01:42 PM

جزاكم الله خيرا أبا عبيد الله وبارك فيكم فقد أصبت المحزّ وطبّقت المفصل. وحفظ الله مشياخنا الشّيخ العلّامة فركوس والشّيخ لزهر والشّيخ جمعة وإخوانَهم الذين نصحوا لأبناءهم وبيّنوا لهم سبيل الرّشاد وحذّروهم من سبيل الغَواية، فلولا أن سخّرهم الله لنا للُبِّس علينا، وما أحداث التّسعينات عنّا ببعيد ولا يُلدغ المؤمن من الجحر مرّتين.
وليست القضيّة قضيّةَ معلومات أو تحقيقات وإنّما هي قضيّةٌ منهجيّة مصيريّة إمّا إلى هدى وإمّا إلى ضلال، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله.

أبو فهيمة عبد الرحمن البجائي 09 Jul 2018 02:24 PM

جزاك الله خير الجزاء وبارك فيك أخانا أبا عبيد على ما تكرّمت به يمينك من ردّ كذبات القوم وتدليساتهم، أكرمك الله، ونسأل الله تعالى أن يجعل في بيانك الشّفاء لمن رام النّجاة.

عبد المؤمن عمار الجزائري 09 Jul 2018 02:50 PM

جزاك الله خيرا على ما كتبت وبينت وأفدت.

أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي 09 Jul 2018 05:27 PM

جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي أبا عبيد الله وزادك حرصا

ابو محمود كمال بقة 09 Jul 2018 06:00 PM

بارك الله فيك , فقد اجدت و افدت و بينت ان مقال - براءة الذمّة- مخالف للكتاب و السنّة و منهج السلف , فوجب على مَنْ كان على البيان قد وَقَّعَ، و لم ينتبه إلى أنه في الخطأ قد وَقَعَ فليرجع، فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل

أبو سهيل يوسف مرنيز 09 Jul 2018 06:11 PM

جزاك الله خيرًا على ما كشفتَ من تلبيسات القوم أصلحهم الله

أبو إبراهيم صالح تونسي 09 Jul 2018 07:23 PM

بارك الله فيك
وفقك المولى

معبدندير 09 Jul 2018 07:47 PM

جزاكم الله خيرا

أبو هاجر عيساوي محمد 09 Jul 2018 09:58 PM

جزاك الله خيرا على ما كتبت وبينت وأفدت.


الساعة الآن 05:23 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013