منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   بحـث في مسألة الدعاء للحاكم (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=10005)

خزان محمد بن احمد 18 Feb 2013 03:34 PM

بحـث في مسألة الدعاء للحاكم
 
قلـــتُ : وأهل السنة والجماعة علي جواز واستحباب الدعاء للسلطان بالصلاح - ومنهم من يري وجوبه - وحرمة الدعاء عليهم وأن الدعاء عليهم من صفات أهل البدع ودليل علي انحراف مناهجهم واعوجاج طريقتهم :

قال الإمام الحسن بن على البربهاري رحمه الله تعالي :
( إذا رأيت الرجل يدعوا على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى , وإذا سمعت الرجل يدعوا للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله تعالي ) السنــة للبربهاري
قال الفضيل بن عياضٍ رحمه الله تعالي " لو كانت لي دعوة مستجابة ما جعلتها الا للسلطان "
وقال الإِمام الحافظ أبو بكر الإِسماعيلي رحمه الله في اعتقاد أهل السنة
( و يرون " أي أهل السنة و الجماعة " صلاةَ الجمعة وغيرها خلف كل إِمام مسلم
برًا كان أو فاجرًا ... ويرون الدعاء لهم بالصلاح والعطف إِلى العدل )

وقال الإِمام أبو عثمان الصابوني رحمه الله في عقيدة السلف وأصحاب الحديث
( ويرى أصحاب الحديث الجمعة والعيدين و غيرهما من الصلوات خلف كل إمامٍ
برًا كان أو فاجرًا ويرون جهاد الكفرة معهم وإِن كانوا جَوَرة فجرة ويرون الدعاء لهم
بالإِصلاح والتوفيق والصلاح وبسط العدل في الرعية )

قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالي "إني لأدعو له ( أي السلطان ) بالتسديد و التوفيق والتأييد في الليل و النهار وأرى ذلك واجبا عليّ " السنة للخلال ص 38

وسمع الحسن البصري رحمه الله تعالي رجلاً يدعوا على الحجاج ، فقال : لا تفعل- رحمك الله- إنكم من أنفسكم أوتيتُم ، ( إنما نخاف إِن عُزلَ الحجاجُ أو مات أن تليكم القردة والخنازير) آداب الحسن البصري لابن الجوزي ، ص119

وقد سُئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالي :
ومن يمتنع عن الدعاء لولي الأمر - حفظك الله - ؟
فأجاب رحمه الله تعالي بقوله :
" هذا من جهله، وعدم بصيرته، لأن الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات
ومن أفضل الطاعات، ومن النصيحة لله ولعباده، والنبي لما قيل له : إن دوسًا عصت
وهم كفار قال: اللهم اهد دوسًا وائت بهم فهداهم الله وأتوه مسلمين ,
فالمؤمن يدعو للناس بالخير ، والسلطان أولى من يدعى له ؛ لأن صلاحه صلاح للأمة
فالدعاء له من أهم الدعاء ، ومن أهم النصح: أن يُوفق للحق وأن يُعان عليه ،
وأن يُصلح الله له البطانة ، وأن يكفيه الله شر نفسه وشر جلساء السوء ،
فالدعاء له بالتوفيق والهداية وبصلاح القلب والعمل وصلاح البطانة من أهم المهمات ،
ومن أفضل القربات ، وقد روي عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال : لو أعلم أن لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان، ويروى ذلك عن الفضيل بن عياض رحمه الله "

فأُمِرنا أن ندعو لهم بالصلاح ولم نؤمر أن ندعو عليهم ، وإن جاروا وظلموا ؛ لأن ظلمهم وجورهم على أنفسهم وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين - هذا في العموم .

وأمَّــا الدعاء له علي المنبــر:

وقد اتفق أهل العلم كما ذكرتُ آنفًا علي جواز واستحباب الدعاء للسلطان ولكن وقع الخلاف بينهم في الدعاء له علي المنابر فمنهم من يُجيزه ومنهم من يمنعه :

فمن أهل العلم من يرى أنه لا يُستحب بل إنه بدعة - يعني علي المنبر - ، كما صرح بذلك صاحب المهذب في الفقه الشافعي ، فقال: وأما الدعاء للسلطان فلا يُستحب ، لما روي أنه سئل عطاء عن ذلك فقال: إنه محدث ، وإنما كانت الخطبة تذكيراً .
ونُقل عن عز الدين بن عبد السلام قوله ( أن الدعاء للخلفاء في الخطبة بدعة غير محبوبة)

ومنهم من يري جوازه " لعلـةٍ " مع البقاء علي الأصل وهو عدمه :
كما جاء في مواهب الجليل للحطاب المالكي نقلا عن ابن عرفة: وأما بدعة ذكر السلاطين بالدعاء والقول السالم من الكذب: فأصل وضعها في الخطبة من حيث ذاته مرجوح، لأنها مما لم يشهد الشرع باعتبار حسنها فيما أعلم، وأما بعد إحداثها واستمرارها في الخطب في أقطار الأرض وصيرورة عدم ذكرها مظنة اعتقاد السلاطين في الخطيب ما يخشى غوائله ولا تؤمن عاقبته فذكرهم في الخطب راجح، أو واجب .
وفي الروض لابن المقري من الشافعية قال : والمختار لا بأس بالدعاء للسلاطين ما لم تكن فيه مجاوزة في وصفه ، إذ يُستحب الدعاء بصلاح السلطان .
قال المرداوي الحنبلي في الإنصاف: ويدعو _ أي الخطيب - للمسلمين يعني عمومًا وهذا بلا نزاعٍ ويجوز لمعين مطْلَقًا على الصحيح من الْمذهب ، وقيل يُستحب للسلطان وما هو ببعيدٍ ، والدعاء له مستحب في الْجملة .


الساعة الآن 05:49 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013