منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   مــــنـــتــدى الأســـــــــــرة والصحــــــــة (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=23)
-   -   حقوق الرجال على النّساء (قصيدة) (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=14537)

مراد قرازة 16 Nov 2014 04:43 PM

حقوق الرجال على النّساء (قصيدة)
 
حقوق الرّجال على النّساء
رَأَيْتُ وَجْهَكِ ذَاتَ صُبْحٍ بَاسِمَـــــا ---- فَجَرَى القَصِيدُ لِشِدَّةِ الإِرْبَــــــاكِ
وسَعَيْتُ نَحْوَ الحِبْرِ أَجْمَعُ مِنْهُ مَــا ---- قَدْ فَارَ عَنْ قِرْطَاسِيَ المَسَّــــــاكِ
وَخَشَيْتُ أَنْ يَطْغَى فَيَنْضَحَ بِالّــذِي ---- يُغْرِي الحَسُودَ ويَسْتَفِزُّ عِــــــدَاكِ
فَمَتَى يَحِقُّ لِيَ الصُّرَاخُ بِخَاطِـرِي ---- ومَتَى أَوَانُ نِهَايَةِ الإِمْسَــــــــــاكِ
فَأَصِيحُ فِي الأَرْجَاءِ أُفْرِغُ جُعْبَتِـي ---- مِنْ كُلِّ حُسْنٍ مَا ادَّعَاهُ سِـــــوَاكِ
قَدْ عَزَّ بِالنَّفْسِ الكَرِيمَةِ مـَـــا رَأَتْ ---- مِنْ طُولِ بَذْلٍ لِلذِي صَافَــــــــاكِ
فالفَأْلُ فِي اسْمِكِ والفِعَالُ كَأَنَّمَـــــا ---- تَهْوَى مُجَامَلَةَ الذِي سَمَّـــــــــــاكِ
خِلْتُ الطَّرِيقَ إِلَيْكِ شَوْكًا يُتَّقَـــــى --- فَإِذَا الوُرُودُ تُحَفُّ بِالأَشـْـــــــوَاكِ
لَمْ تَظْلِمِينَا ومَا جَحَدْتِي حَقَّنَــــــــا ---- ولَقَدْ تَرَكْتِنِي عَنْ خِصَالِكِ حَـــاكِ
لَوْلاَ الوَفَا لَمْ نَبْتَذِلْ أَعْرَاضَنـَـــــــا --- لَكِنَّ صَمْتِي فِي الوَرَى جَافَـــــاكِ
ولَعَلَّ غَيْرَكِ أَنْ يَسِيـــــرَ إِذَا رَأَى ---- ضَوْءَ السِّرَاجِ يُلَوِحُ فِي مَرْمَـــاكِ
قَدْ تُدْرِكِينَ أَيَا خُرَيْدَةُ أَجْرَ مَـــــنْ ---- حَظْرَ الجَمَاعَةَ مُلْـــــزَقَ الأَوْرَاكِ
وأَتَى الجِهَادَ وسَارَ خَلْفَ جِنَـــازَةٍ ---- بِيَسِيرِ وَصْلِكِ فاسْتَحِثِّي خُطَـــاكِ
أو مَا سَمِعْتِ لِقَوْلِ أَعْظَمِ مُرْسَــلٍ ---- فِي حَقِّ زَوْجِكِ ، والّذِي سَــــوَّاكِ
قَدْ قَالَ أَنَّهُ لَوْ أُصِيبَ بِقُرْحـَـــــــةٍ ---- فَلَعَقْتِهَا والقِيحُ يَمْلأُ فَـــــــــــــــاكِ
أو جَاءَ يَأْكُلُ فاسْتَقَمْتِ بِجَنْبِـــــــهِ ---- حَتَّى يُتِمَّ عَشَاءَهُ بِحِـــــــــــــــذَاكِ
أو ثَجَّ أَنْفُهُ مِنْ دِمَائِهِ رَاعِفًـــــــــا ---- فَلَحَسْتِهَا مَا نِلْتِ مِنْهُ مُنَـــــــــــاكِ
حَتَّى يَكُونَ لِمِثْلِ فِعْلِكِ رَاضِيـًـــــا ---- فَإِذَا تَرَضَّى فَقُولِي يَا بُشْـــــــرَاكِ
فَهُوَ الجِنَانُ إِذَا حَظَيْتِ بِــــــــوُدِّهِ ----- والنَّارُ تُقْبَسُ مِنْهُ إِنْ عـَــــــــادَاكِ
كَلاَّ ولَنْ تَقْضِي حُقُوقَ اللهِ فِــــــي ---- هَذِي الدِّيَارُ وتَعْمُرِي أُخْــــــرَاكِ
حَتَّى تُؤَدِّي حَقَّ زَوْجِكِ كَامِــــــلاً ---- فَمَتَى فَعَلْتِ حُمِدْتِ فِي عُقْبَـــــاكِ
لَوْكَانَ يُؤْذَنُ فِي السُّجُودِ لِمُحْــدَثٍ ---- لَهَوَى بِدَارًا لِلثَّــــــــــرَى كَتِفَـاكِ
أَمَّا النُّشُوزُ فَذَاكَ يَحْجُبُ غَيْمُـــــهُ ---- رَفْعَ الصَّلاَةِ ويُسْتَرَدُّ دُعـَـــــــاكِ
وتَبِيتُ تَلْعَنُكِ المَلاَئِكُ كُلَّمَـــــــــــا ---- طَلَبَ الفِرَاشَ فَدَافَعَتْهُ يَـــــــــدَاكِ
واللهُ لَمْ يَنْظُرْ إِلَيْكِ تَنَكُّـــــــــــــرًا ---- لمَّا نَكِرْتِ نَعِيمَ مَـــــــــــنْ أَوْلاَكِ
وهُوَ الّذِي سَمَّى العَشِيرَ مُنَعِّمًـــــا ---- ورَمَى الكَفُورَ بِلَفْظَةِ الإِشْـــــرَاكِ
وَنُعِتِّ بِالشّيْطَانِ يَوْمَ فَضَحْتِــــــهِ ---- فِي سِرِّهِ المَكْنُونِ إِذْ أَوْعَـــــــــاكِ
وإِذَا سَأَلْتِ طَلاَقَهُ مِنْ غَيْرِ مَـــــا ---- بَأْسٍ أَصَابَكِ أو أَذًى أَعْيَـــــــــاكِ
فَلَقَدْ حُرِمْتِ جِنَانَ رَبِّكِ بِالــــــذِي ---- كَسَبَتْ فِعَالُكِ وافْتَرَى لِحْيَـــــــاكِ
مَعْ ذَاكَ مَا رَغِبَتْ نُفُوسُنَا مَطْلَبًـا ---- غَيْرَ الرِّضَى يَغْشَانَا مِنْ دُنْيَــــاكِ
يَا سَعْدُ عِنْدِي يَوْمَ يَبْسُمُ وَجْهُــــكِ---- وَيَشِعُّ سِنُّكِ سَاطِعًا بِسَمَــــــــــاكِ
والثّغْرُ مِثْلُ مَجَرَّةٍ قَدْ زُيِّنَـــــــــتْ ---- بِجَمِيعِ مَا فِي الكَوْنِ مِنْ أَفْــــلاَكِ
فَالنَّفْسُ تَعْشَقُ كُلَّ نَجْمٍ بَاسِـــــــــمٍ ---- وَتَهِيمُ فِي حُسْنِ الدُّجَى الضَّحَّـاكِ
وَالطَّرْفُ مِنِّي لاَ يُغَضُّ وَقَـْد رَأَى ---- نَظْمَ اللآلِئِ مُدَّ فِي الأَسْـــــــــلاكِ
مِنْ بَعْدِ لَيْلٍ قَدْ تَطَاوَلَ عَهْــــــــدُهُ ----- بَيْنَ الضُّلُوعِ فَمَا أَعَزَّ لِقَـــــــــاكِ
وَلَقَدْ غَبِطْتُ جَمِيعَ مَنْ دِنْتُمْ لَـــــهُ ---- حَتَّى غَبِطْتُ قُلاَمَةَ المِسْـــــــوَاكِ
أَوَمَا فَطِنْتِ بَعْدُ أَنَّكِ عِنْـــــــــــدَنَا ---- خَيْرُ المَتَاعِ فَلاَ يُرَامُ فِنَــــــــــاكِ
وَخِيَارُ مَالِ المَرْءِ شُكْرُ لِسَانِــــــهِ ---- وَصَلاَحُ زَوْجِهِ وَالفُؤَادُ الـــــذَّاكِ
وَشَقَاوَةُ الإِنْسَانِ حَمْلُ لِسَانِهَــــــــا ---- وَإِذَا تَوَارَى تَعِيثُ فِي الأَمْـــلاَكِ
وَسَعَادَةُ الإِنْسَانِ مِنْهَا أَرْبَــــــــــعٌ ---- حُسْنُ النِّسَاءِ وَجِيرَةُ النُّسَّـــــــاكِ
وَالمَسْكَنُ الرَّحْبُ الّذِي بِفِنَائِـــــــهِ ---- خَيْرُ المَرَاكِبِ قِيدَ فِي الأَشْـــرَاكِ
وَالشُّؤْمُ فِي مِثْلِ السَّعَادَةِ قَائِــــــــمٌ ---- فَأَعِيذِي زَوْجَكِ مِنْ بِلاَ شِقْـــوَاكِ
وَاللهُ قَدْ قَدَرَ الزَّوَاجَ لِحِكْمَــــــــــةٍ ---- فَأَسِيرُ سِجْنِكِ أَوْ ضُيُوفُ سَـرَاكِ
فَاقْري ضُيُوفَكِ أَوْ أَقِيلِي أَسِيــرَكِ ---- وَخُذِي بِحَظِّكِ مِنِّي قَدْرَ هَـــــوَاكِ
فَأَنَا الأَسِيرُ وَإِنْ تَبَدَّى لِحَاسِـــدِي---- أَنِّي الطَّلِيقُ طَلاَقَةَ الأَمْــــــــــلاَكِ
وَالرَّبُّ يَرْحَمُ إِنْ رَحِمْتِ عِبَــادَهُ ---- رُحْمَاكِ يَا رُحْمَاكِ يَا رُحْمَــــــاكِ
بثَلاَث َمَرَّاتٍ فَأُولاَهَا لَـــــــــــــكِ ---- مِنَّا ونَرْجُوا بَعْدَهَا ثِنْتَــــــــــــاكِ
ثُمَّ السَّلامُ عَلَيْكِ قَدْرَ كَلاَمِنَــــــــا ---- مَا عَجَّ بَحْرُ الرُّومِ بِالأَسْمَــــــــاكِ

يوسف بن عومر 17 Nov 2014 10:28 PM

ما شاء الله أمتعتنا، جزاك الله خيرا، وفقك الله أخي "مراد" وزادك الله من فضله، وأظن أن بقولك:
ثَلاَث َمَرَّاتٍ فَأُولاَهَا لَـــــــــــــكِ ---- وَمِنْكِ نَرْجُوا بَعْدَهَا ثِنْتَــــــــــــاكِ
كسرا والله أعلم.

مراد قرازة 20 Nov 2014 01:41 PM

أخي يوسف ، ان لم أكن قد أثقلت عيك ، فأرجوا منك أن تواصل مدّنا بهذه الملاحظات العروضية القيمة - وخاصة ما كان لازما منها غير مستحب - ، فأنا أنظم الشعر سليقة وأعتمد في وزنه على حكم السماع ، ولا أكاد أقطّعه إلا نادرا ، و أستثقل هذا العلم جدّا والله المستعان

أبو عبد الرحمن العكرمي 20 Nov 2014 05:22 PM

إن كنت أخي تكتب ما تكتب وزنا على السماع , فهنيئا لك هذه القريحة العربية الجيدة
و فعلا ما كتبته رائع رائق

و الذي أراده الأخ يوسف بن عومر هو ما وقع لك في قولك :
ثلاثـمـرْ
و اعلم أن أبياتك على البحر الكامل , و الذي وقع لك هنا أن التفعلية : ثَلاَثَمَرْ
هي مُفَاعِلُنْ
و أصل التفعيلة متَفاعلن بتحريك الثاني و يجوز تسكين الثاني و يسمى إضمارا و هو زحاف سائغ لا إشكال فيه
لكن ما وقع لك أنت هو حذف الثاني المتحرك و يسمى الوقص , وقد اختلف في وقوعه في شعر العرب , و المشهور أنه مذموم و أنه من الزحاف السيء الذي يسبب ثقلا ظاهرا في البيت , و الإتيان به عيب من عيوب الزحافات .
و لذلك ترى أنه لا ينجبر هذا الثقل و لا يدفع إلا إذا مددنا الحرف الأول من التفعيلة لتعويض الثاني المحذوف فمثلا : ثلاثـمـرِ
لا بد من قراءتها هكذا : ثــالاثـمَـرْ , بمد الحرف الأول لدفع الثقل و هذا المد غير سائغ و لا جائز , بل سيء معيب واضح العيب .

و غالب ما وقع لك هو من هذا القبيل
هذا و لا أخفي عنك إعجابيَ الشديد بما رقمت و نظمت , و الله يوفقك للمزيد .

يوسف بن عومر 20 Nov 2014 11:24 PM

اشتقنا إليك أخي العكرمي، وقد قال ابن الوردي:

يُنْبي على الودِّ الصدوقِ ويطلع ال *** كلفَ المشوقَ على لطيفِ عتابِ

ففي قولك أخي الحبيب "محمد": لكن ما وقع لك أنت هو حذف الثاني المتحرك و يسمى الوقص"، أقول:
قال ابن جني رحمه الله في كتابه "العروض" (ص:95)، في معرض كلامه على الزحاف في البحر الكامل: "ويجوز فيه "الوقص"، وهو حذف سينها، فيبقى "مُتَفْعِلُنْ"، فينقل إلى "مَفَاعِلُنْ" اهـ.
قلت: قوله: "وهو حذف سينها" يعني: حذف السين من "مُسْتَفْعِلُنْ" التي كان أصلها "مُتْفَاعِلُنْ".
وبيت هذا الزحاف:

يَذُبُّ عَنْ حَرِيمِهِ بنَبْلِهِ *** وَسَيْفِهِ وَرُُمْحِهِ وَيَحْتَمِي
يذبْبُعن حريمهي بنبلهي *** وسيفهي ورمحهي ويحتمي
//0//0 //0//0 //0//0 *** //0//0 //0//0 //0//0
مفاعلن مفاعلن مفاعلن *** مفاعلن مفاعلن مفاعلن

وفي قولك: " وقد اختلف في وقوعه في شعر العرب , و المشهور أنه مذموم و أنه من الزحاف السيء الذي يسبب ثقلا ظاهرا في البيت , و الإتيان به عيب من عيوب الزحافات " أقول: كيف يكون عيبا وقد جاء شعر العرب على هذا الوزن، كما في البيت الآنف الذكر، وقول الآخر:

ذَهبُوا إلى أَجلٍ وكـلْ *** ل مؤجل حيّ كذاهب


وقول الآخر: وهو موقوص مذال، والتذييل زيادة حرف ساكن على الوتد المجموع فصارت "مفاعلن" "مفاعلانْ"

كُتب الشقاءُ عليهما *** فهما له مُتيسران
وقول الآخر:

ولو أنها وزنت شما *** مِ، بحِلْمه شالتْ لَه

وأصل البيت كما قال الفرزدق:

وَلَو أَنَّها وُزِنَت شَمامِ بِحِلمِهِ *** لَأَمالَ كُلَّ مُقيمَةٍ حَضجارِ

وقول الآخر: وهو موقوص مرفَّل بزيادة سبب خفيف على "مفاعلن" فصارت "مفاعلاتن"

ولقد شهدت وفاتهم *** ونقلتهم إلى المقابر


وانظر "القسطاس في علم العروض" للزمخشري (ص:61). و"العقد الفريد" لابن عبد ربه عند أن ذكر أبيات الكامل.

وهناك زحاف آخر في البيت المشار إليه من قصيدة الأخ "مراد"، وهو "الإضمار" في "فَعِلاتُنْ"، وهو إسكان العين فيها، فينقل إلى "فُعْلاتن" أو "مَفْعولُنْ" أو"مُتْفاعلْ"، وتقطيع البيت يصبح هكذا:

ثَلاَث َمَرَّاتٍ فَأُولاَهَا لَـــــــــــــكِ *** وَمِنْكِ نَرْجُوا بَعْدَهَا ثِنْتَــــــــــــاكِ
ثلاثمر راتنفأو لاهالكي *** ومنكنر جوبعدها ثنتاكي
//0//0 /0/0//0 /0/0//0 *** //0//0 /0/0//0 /0/0/0
مفاعلن متْفاعلن متْفاعلن *** مفاعلن متْفاعلن مَفْعُولنْ

وبيت "الإضمار الذي أشرت إليه هو قول الأخطل وينسب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وينسب أيضا لأبي الأسود الدؤلي:

وَإِذا طَلَبتَ إِلى كَريمٍ حاجَةً *** فِلِقاؤُهُ يَكفيكَ وَالتَسليمُ

فالكسر الذي أشرت إليه هو اجتماع أكثر من زحاف، وعلة، فيضعف البيت وتنهدّ دعائمة، فلا أسيغ روايته، وبخاصة أنه لايوجد شاهد على هذا الوزن والله أعلم.

عبد المجيد عبد الجبار ابو عبد الرحمن 21 Nov 2014 12:46 PM

ما أجمل أن تجتمعوا كُلَّكُمْ على قصيدة من القصائد ، جميل والله ومفيد ذلك
جزاك الله خيرا أبا عبيد الله على قصيدتك الجميلة والمعبرة والتي نادرا ما نرى مثلها في منتدانا
وأقول وفقنا الله وإياك
ثم إن عندي اقتراحا في تقويم البيت المنتقد المذكور أعلاه وهو يسير جدا - أعني اقتراح التصويب-

فلو قلت :
بثلاث مرات فأولاها لك ***** منك ونرجوا بعدها ثنتاك
لاستقام الوزن إن شاء الله

مراد قرازة 21 Nov 2014 06:44 PM

وقد أثبت ما اقترحه الأخ عبد المجيد فجزاكم الله خيرا
وحتى تتم الفائدة بالمعاني كالذي بيّنتم من مباني فأحب أن أثني بهذا المقال فأقول وبالله التوفيق :
أمّا بعد :

فإنّه لا يخفى على كثير من السلمين في هذا العصر وبخاصّة في هذه البلاد ما أضحى يعانيه الرّجال من سوء خلق زوجاتهم, حتّى أصبح من النّادر أن ترى رجلا راضيا عن زوجته أومثنيا عليها - وإن بين الملتزمات منهنّ - ولعلّ هذا سببه الجهل بخطورة عصيان الزوج و إيذائه , وأنّه من الكبائر وأنّه السّبب الّذي جعل أكثر أهل النّار من النّساء
لذا كان من أولّ ما يجب على المرأة المسلمة تعلمه إذا كانت متزوجة أو مقبلة على الزواج أن تعرف عظم حقّ زوجها عليها فإنّها لا تستطيع أن تؤدّي حقّه إلاّ إذا عرفت قدره ’ وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلّم هذا القدر وتلك الحقوق بأعظم الأمثلة وأفصح الأقوال , وهذا الّذي نسوقه في هذا المقال غيض من فيض وقليل من كثير:
1 - عظم قدر الزوج على زوجته :
قال النبي صلى الله عليه وسلّم :" حقّ الزّوج على زوجته أن لو كانت به قرحة فلحستها ما أدّت حقّه "( صحيح الجامع رقم "3148"
وقال :" لو تعلم المرأة حقّ الزّوج لم تقعد ما حظر غداؤه وعشاءه حتى يفرغ منه "( صحيح الجامع رقم "5259"
وقال :" من حقّه أن لوسال منخره دما وقيحا فلحسته بلسانها ما أدّت حقّه"( صحيح الترغيب والترهيب رقم "1935"
2 – لا تؤدّي المرأة حقّ ربّها حتّى تؤدّي حقّ زوجها :
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : " لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها , والّذي نفس محمّد بيده لا تؤدّي المرأة حقّ ربّها حتّى تؤدّي حقّ زوجها كلّه , حتّى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه , لعظم حقّه عليها " (صحيح الجامع رقم "5295")
3– زوجك هو جنّتك ونارك :
عن حصين بن محصن قال : حدّثتني عمّتي قالت أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بعض حاجتي فقال : " أيّ هذه آذت بعلها ؟" قالت نعم , قال " كيف أنت منه ؟ " قالت لا آلوه إلاّ ما عجزت عنه , قال " فانظري أين أنت منه فإنّه جنّتك ونارك " (سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم "3612"
4 –طريق الجنّة في رضى زوجك :
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : " إذا صلّت المرأة خمسها وصامت شهرها وأحصنت فرجها وأطاعت زوجها فلتدخل من أيّ أبواب الجنّة شاءت " (صحيح الجامع رقم "660"
5 – زوجك هو راعيك وولي أمرك وهو مسؤول عنك :
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : "والرّجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيّته "( صحيح الجامع رقم "4569"
وقال :"إنّ الله سائل كلّ راع عمّا استرعاه , أحفظ ذلك أم ضيّع , حتّى يسأل الرّجل عن أهل بيته"( سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم "1636)
6 – طاعة زوجك واجبة عليك وعصيانه من كبائر الذّنوب :
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : " إثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما , عبد أبق من مواليه حتّى يرجع إليهم , وامرأة عصت زوجها حتّى ترجع "( سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم "288")
7 – أنت خير النّساء إذا أطعته :
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : " خير النّساء الّتي تسرّه إذا نظر إليها , وتطيعه إذا أمر , ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره "( سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم "1838"
8– طاعة زوجك تعدل الجمع والجماعات والجهاد في سبيل الله :
عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنّها أتت النّبي صلى ّالله عليه وسلّم فقالت : إنّي رسول من ورائي من جماعة نساء المسلمين كلّهنّ يقلن بقولي وعلى مثل رأيي, إنّ الله بعثك إلى الرّجال والنّساء فآمنّا بك واتّبعناك ونحن معشر النّساء مقصورات مخدّرات قواعد بيوت , وإنّ الرّجال فضّلوا بالجماعات وشهود الجنائز والجهاد , وإذا خرجوا للجهاد حفضنا لهم أموالهم وربّينا أولادهم أفنشاركهم في الأجر يا رسول الله ؟ فالتفت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى الصّحابة فقال:" هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالا عن دينها من هذه ؟ " فقالوا : بلى يا رسول الله فقال صلّى الله عليه وسلّم :" إنصرفي يا أسماء وأعلمي من وراءك من النّساء أنّحسن تبعّل إحداكنّ لزوجها وطلبها لمرضاته واتّباعها لموافقته يعدل كلّما ذكر " فانصرفت أسماء وهي تهلّل وتكبّر استبشارا بما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم(رواه مسلم
9 – من أعظم المعصية عصيانه إذا طلب الفراش :
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : " إذا دعى الرّجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبانا عليها لعنتها الملائكة حتّى تصبح "( متّفق عليه)
10 – من طاعة زوجك ألاّ تصومي إلاّ بإذنه :
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : " لا يحلّ لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلاّ بإذنه "( رواه البخاري)
11 – لا تغضبي زوجك لأنّك إن فعلت كنت أنت الخاسرة :
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : " لا تؤذي امرأة زوجها في الدّنيا إلاّ قالت زوجته من حور العين : لا تؤذيه قاتلك الله فإنّما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا "( سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم "173"
12 – إذا غضب فرضّه حتّى تكوني زوجه في الجنّة:
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : " نساؤكم من أهل لجنّة الودود العؤود على زوجها , إذا غضب جاءت حتّى تضع يدها على يد زوجها تقول: لا أذوق غمضا حتّى ترضى "( سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم "286"
13– أشكري نعمه وأظهريها :
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : " لا يشكر الله منلا يشكر النّاس "( سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم "416"
وقال " لا ينضر الله لامرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه "( سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم "289"
14– واحذري كفران العشير فإنّه من كبائر الذّنوب :
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : " إيّاكنّ وكفران المنعمين " فقلت يا رسول الله وما كفر المنعمين؟ قال " لعلّ إحداكنّ تطول أيمتها من أبويها ثمّ يرزقها الله زوجا ,ويرزقها منه ولدا , فتغضب الغضبة فتكفر فتقول : ما رأيت منك خيرا قطّ "( سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم "823"
15 –أعيني زوجك على أمر دينه :
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : " ليتخذ أحدكم قابا ذاكرا ولسانا شاكرا وزوجة تعينه على أمر الآخرة "( صحيح الجامع رقم "5355"
16 – وحافظي على ماله وولده :
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : " خير النّساء نساء قرسش , أحناه على ولد في صغره ’ وأرعاه على زوج في ذات يده "( سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم "1052"
17 – لا تنفقي من ماله ولا من مالك إلاّ بإذنه :
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : " إذا ملك الرّجل بضع امرأة لم تجز عطيّتها إلاّ بإذنه "( سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم "2571"
*–فإذا أذن لك فلك مثل أجره :
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : " إذا أنفقت المرأة من بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت ولزوجها أجره بما كسب وللخازن مثل ذلك لا ينقصبعضهم أجر بعض "( سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم "731")
18– ولا تكلّفيه ما لا طاقة له به :
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : " إنّ أوّل ما هلك بنو إسرائيل أنّ امرأة الفقير كانت تكلّفه من الثّياب والصّبغ –أوقال الصّيغة- ماتكلّف امرأة الغني "( سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم "591"
19– لا تدخلي بيته من يكره :
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : " وإنّ لكم عليهنّ الّ يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه "( صحيح الجامع رقم "2068"
20 – احفظي سرّه وبخاصّة سرّ الفراش :
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : " عسى رجل يحدّث بما يكون بينه وبين أهله أوعسى امرأة أن تحدّث بما يحدث بينها وبين زوجها , فلا تفعلوا فإنّمثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في ظهر الطّريق فغشيها والنّاس ينظرون "( صحيح الجامع رقم "4008"

21 –لاتطلبي الطّلاق بغير سبب شرعي فهو من الكبائر :
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : " أيّما امرأة سألت زوجها الطّلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنّة"( صحيح الجامع رقم "4008"
*وفي الختام فاعلمي يا أمة الله , أنّ هذه الأحاديث وغيرها قد ألزمت المرأة ما ألزمتها من الأحكام وأشعرتها بخطورة موقفها وجسيم مسؤوليتها أمام زوجها ,لغاية نبيلة ومقصد عظيم , وهي أن تعلمي أنّك حجر الأساس في حياة زوجك وأنت رأس ماله , وزبدة دنياه , وسبب سعادته وشقاوته , وأنّ المغنم بقدر المغرم , والأجر بقدر العمل .
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : " الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصّالحة "( رواه مسلم)
وقال :" أربع من السّعادة: المرأة الصّالحة والمسكن الواسع والجار الصّالح والمركب الهني ,وأربع من الشّقاء: المرأة السّوء والجار السّوء والمركب السّوءوالمسكن الضيّق "( صحيح الجامع رقم "887")
وقال :"إنّما الشؤم في ثلاث : المرأة والفرس والدّار" سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم "788")
وقال صلّى الله عليه وسلّم عن المال:" أفضله لسان شاكر وقلب ذاكر وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه "( صحيح سنن الترمذي رقم "3094")
و قال صلّى الله عليه وسلّم:" ومن الشّقاوة المرأة تراها فتسوؤك وتحمل لسانها عليك وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك "( سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم "1047")
هذا وأسأل الله جلّ وعلا أن يصلح نساءنا ونساء المسلمين وأن يوفّقهن للعمل بطاعته ويكرمهن بمرضاته إنّه ولي ذلك والقادر عليه وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله وصحبه أجمعين .

كتبه :أبو عبيد الله مراد قرازة

يوسف بن عومر 21 Nov 2014 10:43 PM

فتاوى نبوية، مع بديعة القريحة، تجعل للشاعر لسانا صارما لا عيب فيه، فيشحذ الهمم، ويوقظ الأمم من السِّنَة والوسن. جزاك الله خيرا

أبو عبد الرحمن العكرمي 23 Nov 2014 05:23 PM

جزاك الله خيرا أخي مراد و أخي عبد الجبار
أما الحبيب يوسف فلقد أصل لمسألة شرقية بأمثلة غربية في الغالب

فأنا لمستفعلن أن تكون هي متفاعلن , و أنّى لحذف السين الساكن أن يكون هو نفسه حذف التاء المتحرك !!
و المراد بالوقص المذموم لا كل الوقص , بل الوقص في الكامل خصوصا
و كنتَ أحسب هذا من الوضوح بمكان , بحيث لا يحتاج معترض في اعتراضه أن يورد صور الوقص في التفعيلات الأخرى السباعية , بل المراد وقوع الوقص في ما كتبه الأخ مراد .

و راجع أخي الحبيب يوسف ما كتب عن الوقص في الكامل , في تفعيلة متفاعلن خصوصا , و ما أورده الحبيب يوسف من أمثله على الوقص ليس في بعضه وقص أصلا , كمثل تمثيله بقول القائل :
يَذُبُّ عَنْ حَرِيمِهِ بنَبْلِهِ *** وَسَيْفِهِ وَرُُمْحِهِ وَيَحْتَمِي
وهو
ما نقلته عن ابن جني في العروض , و المثال ليس في الوقص في الكامل , بل البيت على الرجز جزما , إذ أقل شروط الكامل ورود تفعيلة تامة محركة التاء ليعتبر البيت من الكامل , و إلا كان رجزا .

و لست هنا لأرد على ابن جني , فأين الثرى من الثريا , هذا إن كنت بمزلة الثرى .

و لكنْ , ذلك قول ابن جني أورده , و قد يكون إيراده من باب إيراد ما قيل في الباب لا تحقيق الخطأ من الصواب , و لو قيل إن ابن جني صوّبه , لقيل : هبْ أن الوقص الواقع في الكامل ممكن بكلّ حال , فذلك لا يمنع من ردّ الوقص إذا أحدث ثقلاً ظاهرًا .

فالاستقباح و الاستحسان الذوقي في العروض أمر من مهمات الفن , و دعائمه ,و لا أحسبك إلا ممن يعلمُ ذلك كلّه .

و الله يحفظك و يرعاك
و عذرا للأفاضل إن كنت أخطأت أو تجاوزت , و الله العاصم .

عبد المجيد عبد الجبار ابو عبد الرحمن 23 Nov 2014 08:02 PM

اقتباس:

فالاستقباح و الاستحسان الذوقي في العروض أمر من مهمات الفن , و دعائمه ,و لا أحسبك إلا ممن يعلمُ ذلك كلّه .
أصبت والله

يوسف بن عومر 26 Nov 2014 09:48 PM

جزاك الله خيرا "أبا عبد الرحمن" ولم تدعنا نتقدم بين يديك؟ شاعرنا الحبيب، واعلم أن النقد واللوم والعتاب من الحبيب لا يزيدنا إلا قربا ومحبة، وليس مثل هؤلاء الذين إذا ما النقد حل بساحتهم، "فكأنَّما فسا بينهم ضربان" والله المستعان.

أبو عبد الرحمن العكرمي 28 Nov 2014 01:10 AM

بوركت أخي الحبيب عبد الجبار
أخي الحبيب الشاعر الأريب يوسف بن عومر - غفر الله له - أضحك الله سنّك
و رفعًا لما ظننته عتابا و أبديت فيه خلقَ الشريف الكريم الأبِيِّ أقول :
لم يكن في نفسي حين كتبت معنى العتاب بتاتا , بل ظننتني أتسامر و أتحادث مع فاضل عليم بما يكتب , أجاذبه أطراف الحديث فأرمي الطُعم مستخرجا مكنونات البحر !
و إلا فما مثلي من يعتب و لا من يمنع التقدم , و لو منعتهُ - أعني التقدم - لما كان بيننا متقدمٌ , و تصوّر ذلك حين ترى متأخرا يحجز المجتهدين !!
و الله يرعاك و يتولاك بحفظه أخي الحبيب

أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق 19 Dec 2014 10:12 PM

الله أكبر
لله درك أخي مراد قصيدة رائعة فعلا
جزاك الله بكل حرف منها حسنة مضاعفة أضعافا كثيرة

مراد قرازة 20 Dec 2014 02:49 PM

جزاك الله خيرا أخي يوسف سررت بطلعتك شكرا .

أبو أويس الشلفاوي 29 May 2015 06:52 PM

حفظكم الله جميعا


الساعة الآن 12:58 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013