منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   ( القيام بالحق للحق لا رجاء كرامة ولا خشية ملامة ). (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=22668)

أبو همام عبد القادر حري 12 Jan 2018 05:10 PM

( القيام بالحق للحق لا رجاء كرامة ولا خشية ملامة ).
 
بسم الله الرحمن الرحيم


[القيامُ بِالْحَقِّ للحقِّ لا رجاءَ كرامةٍ ولا خوفَ ملامةٍ].


الحمد لله حمداً يليق بجلالِ وجهه الكريم وعظيم سلطانه القديم وأصلّي وأسلِّم على المبعوث رحمة للعالمين: أما بعد:

فقد تكفل الله بحفظ دينه القويم الذي ارتضاه للمسلمين ,وسخَّر له رجالاً يبتغون فضلا من الله ورضواناً لا تأخذهم في الله لومة لائم.

قال الله تعالى:"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " .

- قال عبد الرحمن السعدي رحمه الله:" {وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ} بل يقدمون رضا ربهم والخوف من لومه على لوم المخلوقين، وهذا يدل على قوة هممهم وعزائمهم، فإن ضعيف القلب ضعيف الهمة، تنتقض عزيمته عند لوم اللائمين، وتفتر قوته عند عذل العاذلين. وفي قلوبهم تعبُّد لغير الله، بحسب ما فيها من مراعاة الخلق وتقديم رضاهم ولومهم على أمر الله، فلا يسلمُ القلب من التعبُّد لغير الله، حتى لا يخاف في الله لومة لائم " .أهـ

- " وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ " :لأنَّهم يعلمون أن الأمر بيد الله وحده فلا رادَّ لما قضى ولا مانع لما أعطى.
والواجبُ امتثال أمر الله ولا يتركُ خوفاً من أحد كائناً من كان, عظُم شأنُه أم صغُر ,فقد قال الله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.

- عَرض النبي صلى الله عليه وسلم البيعة على نقباء الأنصار فقالوا : عَلَامَ نُبَايِعُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ؟ قَالَ: «تُبَايِعُونِي عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ، وَالْكَسَلِ وَعَلَى النَّفَقَةِ فِي الْعُسْرِ، وَالْيُسْرِ وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَلَى أَنْ تَقُولُوا فِي اللَّهِ لَا تَأْخُذَكُمْ فِيهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَعَلَى أَنْ تَنْصُرُونِي إِذَا قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ يَثْرِبَ، وَتَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ، وَأَزْوَاجَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ، وَلَكُمُ الْجَنَّةُ»
[[ص:843 ج4] شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للَّالكائي ].

- وفي الصحيحين عن عُبَادَةُ بن الصامت ، قَالَ:" بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَأَنْ نَقُولَ أَوْ نَقُومَ بِالْحَقِّ حَيْثُ مَا كُنَّا لَا نَخَافُ لَوْمَةَ لَائِمٍ ".

- وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه " أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبعٍ: أمرني بحبِّ المساكين والدنوِّ منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هُو فوقي، وأمرني أن أصل الرَّحم وإن أدبرت، وأمرني أن لا أسأل أحدًا شيئا، وأمرني أن أقول بالحقِّ وإن كان مرًّا، وأمرني أن لا أخاف في الله
لومة لائم،وأمرني أن أُكثر من قول: "
لا حول ولا قوة إلا بالله "، فإنَّهن من كنزٍ تحت العرشِ، (وفي رواية: فإنها
كنز من كنوز الجنة) ".
[أخرجه الإمام أحمد (5 / 159) والسياق له وابن حبان في " صحيحه "
والألباني في السلسلة الصحيحة ((2166))].

- المؤمن يؤثر رضا الله على رضا الناس ,عن عائشة رضي الله عنها -أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس. ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس" [رواه ابن حبان في صحيحه. في موارد الظمآن برقم "1541"، والترمذي برقم "2416"].

- [القيامُ بِالْحَقِّ للحقِّ لا رجاءَ محمدةٍ ولا خوفَ مذمَّةٍ].
فالذي حمده زين وذمُّه شين هو الله عزَّوجلَّ.

- [القائمُ بالقسط لا يستَمِيله طمعٌ ,ولا يثنيه خوفٌ ولا فزعٌ ].
فالحر عبد ما طمع والعبد حرٌّ ما قنع.والرزق لايُردُّ والأجل لا يؤخَّر والخوفُ من المخلوق الذي يصدُّ عن الحقِّ محرّم.

- [القائم بالقسط لا يغرُّه ثناء , ولا يؤثر فيه ازدراء].
على حدِّ قول من قال:

إذا صفا منك الودُّ فالكلُّ هيِّن ٌ*** وكل الذي فوق التراب ترابُ
فليتك تحلو والحياة مريرة ٌ *** وليتك ترضى والأنام غِضاب

- الذي يثنيه الذمُّ اللاَّذع والخشن من القول وشناعة المشنِّعين عن القيام بالحق فليراجع نفسه وكذا من يحمِله المدح والإطراءُ على المخالفة .

- على أهل الحق أن يصدعُوا به، لا يصرفُهم عن الحقِّ شيءٌ , لا قرابةَ قريب , ولا مكانةَ شريف مطاعٍ ولا يدَ محسنٍ كريمٍ لا يسمع للوم اللَّائمين، ولايهمُّه عذل العاذلين.

-لا يحابي في الحقِّ قريبا ولو كان من أقرب الناس إليه ,كما في حديث عائشة رضي الله عنها أنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال «إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

- من توفيق الله للعبد أن يرضى لرضى الله ، ويغضب لغضبه، ويعمل لإحقاق الحق وإبطال الباطل ومن أجل إعلاء كلمة الله ونصرة دينه.
ولا تحقرنَّ من المعروف شيئاً , وكلمة الحقِّ من الجهاد في سبيل الله, قال صلى الله عليه وسلم:" إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالاً يرفع الله بها درجات" البخاري.

- من توفيق الله للعبد أن يكون صادق اللَّهجة متحرٍّيا للصِدق مجانباً للكذب
قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ) التوبة 119



- من توفيق الله للعبد أن لا يغترّ بالكثرة , فالكثرة مذمومة في نصوص الوحيين ولا يزهد في القلّة ,فقد كان أهل الحقِّ بالأمس قليلا وهم اليوم أقلّ القليل.
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين؛ فقد جاء فيه : ((فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد)) .

هذا وأسأل الله أن يثبِّتنا على السُنَّة ويحشرنا مع نبيِّنا في زمرته وتحت لوائه .

- ومن كان خصمي غدًا بين يدي الله كان عذري تعظيم سنَّةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: أَمَا تَخْشَى أَنْ يَكُونَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ تَرَكْتَ حَدِيثَهُمْ خُصَمَاءَكَ عِنْدَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: لَأَنْ يَكُونُوا خُصَمَائِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ خَصْمِي رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، يَقُولُ: لِمَ لَمْ تَذُبَّ الْكَذِبَ عَنْ حَدِيثِي.

[(الكفاية 1/ 174، تدريب الراوي 2/ 496)].

وسبحانك اللهمَّ وبحمدك أشهد أن لا إِله إلَّا أنت أستغفرك وأتوب إليك


كتبه أبو همَّام عبد القادر حرِّي
الجمعة 24 ربيع الآخر 1439

سفيان بن عثمان 12 Jan 2018 10:24 PM

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم أبا همام.
ومشايخنا - نحسبهم والله حسيبهم - نطقوا بالحق ودافعوا عن الحق للحق تبارك وتعالى ، فجعل الله لكلامهم القبول مع كثرة التشويش ، والمشوشين...

نسيم منصري 12 Jan 2018 10:45 PM

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم و أحسن إليكم أبا همام.

عبد الله سنيقرة 13 Jan 2018 09:39 AM

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم أبا همام .


الساعة الآن 11:14 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013