منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   سلسلة: سنن ميسورة في رمضان ، إلاّ أنها مهجورة (متجددة بإذن الله تعالى) (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=23638)

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 23 May 2018 03:32 PM

سلسلة: سنن ميسورة في رمضان ، إلاّ أنها مهجورة (متجددة بإذن الله تعالى)
 
http://4.bp.blogspot.com/-SNmDZ5gQzZ...asmala.svg.png

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فهذه سلسلة متجددة بإذن الله تعالى ، بعنوان:
سنن ميسورة في رمضان ، إلاّ أنها مهجورة
أسأل الله التوفيق و السداد ؛ آمين.

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 23 May 2018 03:33 PM

الحلقة الأولى : التبشير بقدوم شهر رمضان

أخرج الإمام أحمد والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبشر أصحابه يقول: " قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ النَّارِ ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ "

فوائد الحديث :
1) فيه دليل على مشروعية تهنئة الناس بعضهم بعضا بدخول شهر رمضان ؛
2) فيه دليل على المذاكرة بأعمال البر و الخير ؛
3) فيه دليل على أن رمضان شهر مبارك ، يضاعف فيه الأجر ؛
4) قد جاءكم ، دليل على ترقب و انتظار أهل الخير و الصلاح شهر رمضان ، لإغتنام فرص تحصيل الخير و الأجر فيه .

____________________
مبارك عليكم الشهر ، و جعلني الله و إياكم ممن يقوم ليله و يصوم نهاره.

يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 23 May 2018 03:33 PM

الحلقة الثانية : تعجيل الفطر

عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال : " لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ "
• أخرجه الشيخان

فوائد الحديث :
1) ‍‌‌‌‌‍‍‌‌‌‌‌تعجيل الفطر سنة عظيمة من سنن المصطفى ؛‍‌‌‌‌‍‍‌‍‍‌‌
2) فيه الحث على تعجيل الفطر بعد تحقق غروب الشمس ؛
3) ‍‌‌‌‌‍‍‌‍‍‌فيه أن الدوام عليها علامة من علامات بقاء الخير وظهوره في هذه الأمة , وأن التفريط في هذه السنة أو تركها علامة على ظهور شر في هذه الأمة ؛
4) ‍‌‌‌‌‍‍‍‌‌‌فيه أن التّمسّك بالسنة سبب لحصول الخير .‌‌‍‌‍‍‌

يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 23 May 2018 03:34 PM

الحلقة الثالثة : مدارسة القرآن ليلا

جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، لِأَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ "

فوائد الحديث :
1) ‍‌‌‌‌‍‍‌‌‌‌‌فيه دليل على استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك ؛
‍‌‌‌‌‍‍‌‍‍‌‌2) فيه عرض القرآن على من هو أحفظ له ؛
‍‌‌‌‌‍‍‌‍‍‌3) فيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان وخاصة ليلا ؛ لأن في الحديث أن المدارسة كانت ليلا ، ولأن الليل تنقطع فيه الشواغل ويجتمع فيه الهم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر، كما قال -تعالى-: «إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلا » [المزمل:6]؛
4) ‍‌‌‌‌‍‍‍‌‌‌في الحديث دليل أيضاً على أن تلاوة القرآن من أفضل القربات في شهر رمضان .‌‌‍‌‍‍‌


يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 23 May 2018 03:35 PM

الحلقة الرابعة : تحسين الصوت بالقرآن

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ، قَالَ لَهُ: " لَوْ رَأيْتَنِي وَأنَا أسْتَمِعُ لِقِراءتِكَ الْبَارِحَةَ "
فقال أبو موسى: يا رسول الله، لو أعلم أنك تسمعه لحبَّرته لك تحبيرًا.
• رواه مسلم

فوائد الحديث :
1) ‍‌‌‌‌‍‍‌‍‌‌‌‌‍‍‌‌‌‌‌في الحديث منقبة وفضيلة لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه ؛
‍‌‌‌‌‍‍‌‍‍‌‌2) في الحديث دليل على استحباب تحسين الصوت بالقرآن ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط ؛
‍‌‌‌‌‍‍‌‍‍‌3) في الحديث دليل على أن الجهر بالعبادة قد يكون في بعض المواضع أفضل من الإسرار، كما يستحب عند التعليم وإيقاظ الغافل ونحو ذلك، كما في حديث عبد الله بن مغفل: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ وهو على ناقته وهي تسير به، وهو يقرأ سورة الفتح قراءة لينة، يقرأ وهو يرجَّع.
قال ابن أبي جمرة: معنى الترجيع: بتحسين التلاوة لا ترجيع الغناء، لأن القراءة بترجيع الغناء تنافي الخشوع الذي هو مقصود التلاوة ؛
‍‌‌‌‌‍‍‍‌‌‌4) فيه أنه صلى الله عليه و آله و سلم كان يحب أن يسمع القرآن من غيره من المتقنين المهرة به، خاصة إذا كان حسن الصوت بالقرآن .‌‌‍‌‍‍‌


يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 23 May 2018 03:35 PM

الحلقة الخامسة : رفع الصوت بالذكر بعد الفراغ من صلاة الوتر

عن أبي بن كعب قال : " كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله و سلم يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِـ : [ سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ] ، وَ [ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ] ، وَ [ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ]. فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ : سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ . وَ رَفَعَ صَوْتَهُ فِي الآخِرَةِ "
•رواه النسائي و صححه الألباني

فوائد الحديث :
1) ‍‌‌‌‌‍‍‌‍‌‌‌‌‍‍‌‌‌‌‌قوله رضي الله تعالى عنه : [ كان ]. دليل على المداومة ، و أن هذه هي سنة النبي صلى الله عليه و آله و سلم ؛
2) جواز الجهر بالنافلة ليلا ، إذا صلى المصلي وحده؛
3) فيه مشروعية قراءة أكثر من سورة واحدة في الركعة الواحدة؛
4) في الحديث دليل على جواز الذكر ، برفع الصوت . بل على الإستحباب إذا اجتنب الرياء إظهاراً للدين ، وتعليماً للسامعين.


يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 23 May 2018 03:36 PM

الحلقة السادسة : تنويع الصلاة بعدد الركعات في صلاة القيام

عن زيد بن خالد الجهني أنه قال : " قُلْتُ : لأَرْمُقَنَّ اللَّيْلَةَ صَلاَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله و سلم - قَالَ- فَتَوَسَّدْتُ عَتَبَتَهُ- أَوْ فُسْطَاطَهُ- فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله و سلم، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا ، ثُمَّ أَوْتَرَ فَتِلْكَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً"
• رواه مسلم

فوائد الحديث :
1) ‍‌‌‌‌‍‍‌‍‌‌‌‌‍‍‌‌‌‌‌فيه حرص الصحابة رضي الله تعالى عنهم على متابعة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، حتى في نوافل الطاعات ؛
2) تخفيفه صلى الله عليه و آله و سلم للركعتين التي دونهما دليل على إستحبابه لينشط لما بعدهما ، لا أن يسوي صلاته الأولى بصلاته في الآخر فيتعب ؛
3) في هذا الحديث دليل على تنوع صلاته صلى الله عليه و آله و سلم بين الأحد عشرة ركعة و الثلاثة عشر جمعا بين الروايات.

فصل :
مشهور المذهب عندنا : ثلاثة عشر ركعة ، كما قال ابن حبيب عن مالك رحمهم الله تعالى . و الإقتداء بالإمام هو المُتَعيّن ، فمن صلى وراء إمام زاد عن الإحدى عشرة ركعة لا ينصرف . بدليل قوله صلى الله عليه و آله و سلم : " صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى " و قوله صلى الله عليه و آله و سلم :" مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ ". و الله أعلم.

يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 23 May 2018 03:36 PM

الحلقة السابعة : السواك للصلاة عند كل ركعتين من التراويح

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ "
• رواه البخاري

فوائد الحديث :
1) ‍‌‌‌‌‍‍‌‍‌‌‌‌‍‍‌‌‌‌‌ في الحديث دليل على شفقة النبي صلى الله عليه و آله و سلم على أمته؛
2) فيه دليل على أنه - صلى الله عليه و آله و سلم - مُرسل للناس كافة و هذا في قوله : أمتي أو على الناس فأطلق عليه الصلاة و السلام كلمة الناس لتشمل بارهم و فاجرهم ، مؤمنهم و كافرهم؛
3) فيه أن السواك غير واجب، و سبب عدم إيجابه هو رعاية التيسير و ترك المشقة؛
4) في الحديث دليل على أن السواك مستحب ، ووقت استحبابه يكون قبل كل صلاة ذات تسليمات. قال الإمام النووي رحمه الله في المجموع : [ إذا أرادَ أن يُصليَ صلاةً ذات تسليمات كالتراويح والضحى ، وأربع ركعات سنة الظهر أو العصر والتهجد ونحو ذلك. أستحب أن يستاك لكلِّ ركعتين] إهـ.

يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق 23 May 2018 05:38 PM

جزاك الله خيرا وبارك فيك
ولو وثّقت ما ذكرته بكلام الأئمة والعلماء حتى يطمئن القلب ويكون الصدور عن أحكامهم.

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 23 May 2018 11:57 PM

الحلقة الثامنة : التَّرَوُح في صلاة القيام بعد كل تسليمتين أو أربع

عن عائشة رضي الله عنها قالت : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي اللَّيْلِ أَرْبَعَ رَكْعَاتٍ ثُمَّ يَتَرَوَّحُ فَأَطَالَ حَتَّى رَحِمْتُهُ ، فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ، قَالَ : أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا
• أخرجه الإمام البيهقي

فوائد الحديث :
1) ‍‌‌‌‌‍‍‌‍‌‌‌‌‍‍‌‌‌‌‌ فيه بيان فضل عائشة رضي الله عنها و جميع أزواجه صلى الله عليه و سلم ، كونهن كن يسألن من قِبل الصحابة رضي الله عنهم فيما خفي عليهم من حاله صلى الله عليه وسلم فيجبن؛
2) فيه بيان فضل قيام الليل وطول القيام ،
3) فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس يتروح بين أربع ركعات ، و هذا أعون على تجديد الهمة و استعادة النشاط ، و لذا أول ما اجتمع الصحابة عليها استراحوا بين كل تسليمتين من طول القيام . قال الزرقاني في شرح الموطأ : ( وتسمى التراويح جمع ترويحة وهي المرة الواحدة من الراحة كتسليمة من السلام، سميت الصلاة جماعة في ليالي رمضان تراويح لأنهم أول ما اجتمعوا عليها كانوا يستريحون بين كل تسليمتين، قال الليث: قدر ما يصلي الرجل كذا وكذا ركعة )إهـ ؛
4) في الحديث دليل على أنه صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، و هذه من خصوصياته صلى الله عليه وسلم.

يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

عبد الله سنيقرة 24 May 2018 11:32 AM

جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي محمد.

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 24 May 2018 11:37 PM

الحلقة التاسعة : صلاة ركعتين بعد الوتر

عن ثوبان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إِنَّ هَذَا السَّفَرَ جَهْدٌ وَثِقَلٌ، فَإِذَا أَوْتَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، فَإِنْ قَامَ مِنَ اللَّيْلِ وَإِلاَّ كَانَتَا لَهُ» ، وفي رواية ( إِنَّ هَذَا السَّهَرَ ).
• أخرجه الدارمي وابن خزيمة وابن حبان ، وقال الألباني حديث صحيح

فوائد الحديث :
1) في الحديث دليل على أن صلاة القيام تصلى في الحضر و السفر ؛
2) فيه حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هداية أمته و إرشادهم إلى الخير ؛
3) فيه أن المسافر يسلك الأيسر و الأرفق له تقديما أو تأخيرا ؛
4) في الحديث دليل على جواز الصلاة بعد الوتر .

فصل
قال الألباني رحمه الله تعالى في كتابه صفة صلاة النبي ص 124 : الركعتان بعده ( يقصد الوتر ):
له أن يصلي ركعتين لثبوتهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلاً ، ثم قال رحمه الله تعالى : قد كنت متوقفا في هاتين الركعتين برهة مديدة من الزمن فما إن وقفت على هذا الأمر النبوي الكريم بادرت إلى الأخذ به وعلمت أن قوله صلى الله عليه وسلم " اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا " إنما هو للتخيير لا للإيجاب وهو قول ابن نصر (130).
والسنة أن يقرأ فيهما : (إذا زلزلت ) و(قل يا أيها الكافرون) أخرجه ابن خزيمة (1105-1104) من حديث عائشة رضي الله عنها بإسنادين يقوي أحدهما الآخر ؛
يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 25 May 2018 11:28 PM

الحلقة العاشرة : المكوث بالمسجد بعد انقضاء الصلاة ، لكي ينصرف النساء من مصلاهن

عن الزهري قال : حَدَّثَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ الْحَارِثِ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهَا أَنَّ النِّسَاءَ فِي عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنَّ إِذَا سَلَّمْنَ مِنْ الْمَكْتُوبَةِ قُمْنَ وَثَبَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ صَلَّى مِنْ الرِّجَالِ مَا شَاءَ اللَّهُ . فَإِذَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ الرِّجَالُ .
قال الزهريّ : نرى و الله أعلم أن ذلك لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن أحد من الرجال.
• أخرجه البخاري

فوائد الحديث :
1) فيه خروج النساء إلى المساجد و سبقهن بالإنصراف ، قال ابن الملقن رحمه الله : فالإختلاط بهن مظنة الفساد ؛
2) في الحديث مرعاة الإمام أحوال المأمومين و الإحتياط في اجتناب ما قد يفضي إلى المحذور ؛
3) فيه اجتناب مواضع التهم و كراهة مخالطة الرجال للنساء في الطرقات فضلا عن البيوت ؛
4) فيه أن المأموم لا ينصرف من مصلاه إلا إذا قام الإمام . قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى : ( أما المأموم فالأولى أن لا ينصرف قبل إمامه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبقوني بالانصراف"، لكن إذا أطال الإمام البقاء مستقبل القبلة أكثر من السنة فللمأموم أن ينصرف.) إهـ .

فصل
قال ابن القيم في كتابه أعلام الموقعين : و لا يخفى أن ذلك سد للذريعة و حماية عن مفسدة و قوعها في قلبه و ميله إليها بحضور صورتها في نفسه.
يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 27 May 2018 02:15 AM

الحلقة الحادية عشرة : النوم بعد صلاة التراويح مباشرة

عن أبي المنهال سيار بن سلامة قال : دخلت أنا وأبي على أبي برزة الأسلمي فقال له أبي : حدّثنا كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المكتوبة ؟ . فقال : « وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ الْعِشَاءَ . وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا وَ الْحَدِيثَ بَعْدَهَا »
• أخرجه البخاري

فوائد الحديث :
1) في الحديث دليل على حرص سلف الأمة على السؤال عن الهدي النبوي في جميع أمورهم ، وحرصهم على اصطحاب أبنائهم إلى مجالس العلم لتعظيمها في نفوس أبنائهم ؛
2) فيه إستحباب تأخير صلاة العشاء ما لم يُشق على المأمونين؛
3) فيه كراهة النوم قبل صلاة العشاء مخافة أن يثقل فلا يستيقظ لها ؛
4) فيه إشارة على حرص المؤمن أن يختم يومه بعمل صالح فلا يسمر بعد صلاته. قال الشيخ العثيمين رحمه الله في تعليقه على هذا الحديث : ينبغي للمؤمن أن لا يسمر إلا من حاجة ومصلحة ولهذا جدب النبي صلى الله عليه وسلم السمر بعد العشاء أي نهى عنه إلا لمصلحة كما ذكر عمر وابن عباس – رضي الله عنهما -.

يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 28 May 2018 02:25 AM

الحلقة الثانية عشرة : تأخير السحور

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى تَسْمَعُوا تَأْذِينَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ »
• رواه البخاري و مسلم

فوائد الحديث :
1) في الحديث جواز اتخاذ مؤذنين في المسجد الواحد ؛
2) فيه جواز الأذان قبل دخول الوقت في الأذان الأول للفجر ؛
3) فيه إستحباب التسحر للصائم مع تأخيره ؛
4) في الحديث دليل على جواز الأكل و الشرب إلى طلوع الفجر . قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى : " في هذا دليل على رأفة الله تعالى بالخلق ورحمته إياهم وتيسيره عليهم ألا يتعجل الإنسان بالسُحور بل يؤخره حتى يعلم أنه يدركه قبل أن يطلع الفجر لا بزمنٍ كثير ولكن على التحري."إهـ.

يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 29 May 2018 02:18 AM

الحلقة الثالثة عشرة : التسحر بالتمر

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم : « نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنَ التَّمْرُ »
• رواه أبو داود

فوائد الحديث :
1) فيه مدح النبي صلى الله عليه وسلم للمتسحرين بالتمر ، وفضلاً عن الأجر الحاصل من امتثال هذه السنّة، فإن للتمر قيمة غذائيّة عالية، تقوّي البدن وتعينه على تحمّل أعباء الصيام طيلة اليوم كما يقول الأطباء ؛
2) فيه أن التسحر بالتمر بركة عظيمة وثواباً كثيراً ، فيطلب تقديمه في السحور. قال الطيبي: وإنما مدح التمر في هذا الوقت لأن في نفس السحور بركة، وتخصيصه بالتمر بركة، على بركة إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإنه بركة، ليكون المبدوء به والمنتهى إليه البركة ؛
3) فيه أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كان ينظر إلى ما هو الأفضل و الخيّر لأمته فيرشدهم إليه ؛
4) في الحديث دليل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على السحور فكان كثيراً ما يُذكّر أصحابه به، ويدعوهم إلى التسحر ، ويشير عليهم بين الحين والآخر ببركاته وفضله حتى يرسخ في أذهانهم .

يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

يوسف عمر 29 May 2018 11:40 AM

جزاكم الله خيرا أخي محمد على هذه الفوائد، بارك الله فيك.

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 30 May 2018 02:57 AM

الحلقة الرابعة عشرة : الإضطجاع بعد ركعتي الفجر

عن عائشة ، قالت : « كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ بِالأُولَى مِنْ صَلاةِ الْفَجْرِ ، قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ قَبْلَ صَلاةِ الْفَجْرِ ، بَعْدَ أَنْ يَسْتَبِينَ الْفَجْرُ ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ ، حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ لِلإِقَامَةِ »
• رواه البخاري

فوائد الحديث :
1) فيه تخفيف ركعتي الفجر ، و أن أداءها يكون في البيت أفضل على أن لا يُزاد عليهما . و هذا هو مذهب الجمهور ؛
2) فيه مشروعية الإضطجاع في البيت بين سنة الفجر و فرضه لمن يستطيع إدراك تكبيرة الإحرام مع إمام مسجده ، قال الشيخ العثيمين - رحمه الله تعالى - : إذا كان من الذين إذا وضع جنبه على الأرض نام و لم يستيقظ إلا بعد مدة طويلة فإنه لا يسن له هذا , لأنه يفضي إلى ترك واجب ؛
3) فيه جواز إعلامِ المؤذِنِ الإمامَ لحضور الصلاة و إقامتها و استدعائه لها ؛
4) فيه جواز انتظار المصلي للإقامة ، و أن يؤخر دخوله إلى المسجد حتى تقام الصلاة.
يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 31 May 2018 03:28 AM

الحلقة الخامسة عشرة : الجلوس في المسجد بعد صلاة الصبح

عن جابر بن سمرة رضى الله عنه قال : « كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَقُومُ مِنْ مُصَلَّاهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الصُّبْحَ أَوْ الْغَدَاةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَإِذَا طَلَعَتْ الشَّمْسُ قَامَ وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فَيَأْخُذُونَ فِي أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ فَيَضْحَكُونَ وَيَتَبَسَّمُ»
• رواه مسلم

فوائد الحديث :
1) فيه استحباب المكوث في المسجد بعد صلاة الصبح إلى أن تطلع الشمس . قال القاضي : " هذه سنة كان السلف وأهل العلم يفعلونها ، ويقتصرون في ذلك الوقت على الذكر والدعاء حتى تطلع الشمس" ؛
2) فيه جواز الحديث بأخبار الناس وغيرها من أمور الدنيا ما لم يكن ممنوعا ، قال ابن حزم في المحلى : "والتحدث في المسجد بما لا إثم فيه من أمور الدنيا مباح، وذكر الله تعالى أفضل، وإنشاد الشعر فيه مباح "إهـ ؛
3) فيه جواز الضحك داخل المسجد على أن لا ينبغي الإكثار منه ، و الأفضل الاقتصار على التبسم كما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛
4) فيه جواز أن يأخذ الداعية مـن الــراحة فيما لا يكون حراماً ليستعين به على العمل والأداء حسب ما تقتضيه الفطرة البشرية . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :" فـأمــا من استعان بالمباح الجميل على الحق فهذا من الأعمال الصالحة" إهـ .

يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

حسان البليدي 31 May 2018 10:26 AM

بارك الله فيك

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 01 Jun 2018 02:33 AM

الحلقة السادسة عشرة : صلاة الضحى

عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال : « سَأَلْتُ وَحَرَصْتُ عَلَى أَنْ أَجِدَ أَحَدًا مِنْ النَّاسِ يُخْبِرُنِي، أَنَّ رَسُولَ اللَّه -صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَبَّحَ سُبْحَةَ الضُّحَى، فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يُحَدِّثُني ذلك، غَيرَ أَنَّ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَتْنِي: أَنَّ رَسُولَ اللَّه أَتَى بَعْدَ مَا ارْتَفَعَ النَّهَارُ يَومَ الْفَتْحِ، فَأُتِيَ بِثَوْبٍ فَسُتِرَ عَلَيْهِ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، لا أَدْرِي أَقِيَامُهُ فِيهَا أَطْوَلُ، أَمْ رُكُوعُهُ أَمْ سُجُودُهُ؟ كُلُّ ذَلكَ مِنْهُ مُتَقَارِبٌ، قالَت: فَلَمْ أَرَهُ سَبَّحَهَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ »
• رواه مسلم

فوائد الحديث :
1) فيه حرص الصحابة و علو همتهم في التلقي و الرواية للسنن ؛
2) فيه دليل على أن بعض العلم قد يخفى على بعض الصحابة . قال العلامة العيني رحمه الله تعالى في العمدة :" وفيه أنه لا يُنكر أن يخفى على الفقيه و العالم بعض الأمور مما علمه غيره " إهـ ؛
3) فيه دليل على إجازة طلب المرء العلو من الإسناد ، والعمل بخبر الواحد ؛
4) في الحديث إثبات صلاته صلى الله عليه وآله وسلم بالضحى صلاة خفيفة.

يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 02 Jun 2018 02:04 AM

الحلقة السابعة عشرة : الإقتصاد في النفقة

عن أبي هريرة أن رجلا كان يأكل أكلا كثيرا فأسلم ، فكان يأكل أكلا قليلا. فذكر ذلك للنبيّ - صلى الله عليه و آله وسلم -فقال : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ »
• رواه البخاري

فوائد الحديث :
1) فيه أن الكافر يرغب في الدنيا ويستكثر منها، ولا يؤثر على نفسه، إذ لا يعتقد القربة بذلك ؛
2) فيه مدح المؤمن لقلّة رغبته في الدنيا، وزهده فيها ؛
3) فيه الحث على التقلل من أمور الدنيا، وعدم الإسراف ؛
4) الإقتصاد في المأكل ، و البعد عن الجشع وشدة الحرص.قال ابن حجر في الفتح : " وقيل المراد حض المؤمن على قلة الأكل إذا علم أن كثرة الأكل صفة الكافر فإن نفس المؤمن تنفر من الإتصاف بصفة الكافر ، ويدل على أن كثرة الأكل من صفة الكفار . قال تعالى : { وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ } ".

يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 03 Jun 2018 04:50 AM

الحلقة الثامنة عشرة : أكل المفطر عند الصائم

دخل النبي -صلى الله عليه و آله وسلم- على أم عمارة - رضي الله عنها - فَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ طَعَامًا، فَقَالَ:« كُلِي » ، فَقَالَتْ: إِنِّي صَائِمَةٌ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه و آله وسلم- : « إِنَّ الصَّائمَ تُصلِّي عَلَيْهِ المَلائِكَةُ إِذا أُكِلَ عِنْدَهُ حتَّى يَفْرَغُوا »، وَرُبَّمَا قَالَ: « حَتَّى يَشْبَعُوا ».

• رواه الترمذي

فوائد الحديث :
1) في الحديث دليل على جواز إظهار نوافل العبادة من الصوم والصلاة وغيرهما إذا دعت الحاجة إلي ذلك ، وهذا في قولها [إِنِّي صَائِمَةٌ] ؛
2) فيه إثبات لركن من أركان الإيمان الغيبية و هو الإيمان بالملائكة و بوظائفهم الموكلة إليهم ؛
3) فيه ترغيب للصائمين في أكل المفطرين عندهم من ذوي الأعذار كالمرضى ، و من النساء من النفساء و الحائضات و غير ذلك من الأعذار الشرعية ؛
4) فيه دليل على جواز صيام عبد عند قوم يأكلون ، كالذي هو في بلاد غير المسلمين.

يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 04 Jun 2018 03:36 AM

الحلقة التاسعة عشرة : الإعتكاف في العشر الأواخر

عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه و على آله وسلم -: « كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ »

• رواه البخاري و مسلم

فوائد الحديث :
1) في الحديث دليل على أن الإعتكاف سنة واظب النبي صلى الله عليه و آله و سلم . قال ابن بطال: " مواظبته صلى الله عليه وسلم على الإعتكاف تدل على أنه من السنن المؤكدة، وقد روى ابن المنذر عن ابن شهاب أنه كان يقول: عجبا للمسلمين، تركوا الإعتكاف ، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يتركه منذ دخل المدينة حتى قبضه الله ."اهـ ؛
2) تخصيصه صلى الله عليه و آله وسلم بزيادة الإجتهاد على غير عادته في العشر الأواخر ، دليل على أفضليتها . كما أن كمال الأعمال و أحسنها يكون دوما في خواتيمها . قال الزرقاني في شرح الموطأ :" آخر عمل الإنسان أحق به"إهـ ؛
3) فيه حرص أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن على متابعة النبي صلى الله عليه و آله و سلم ، و أنهن لم يتركن هذه السنة من بعده عليه الصلاة و السلام؛
4) فيه دليل على مشروعية اعتكاف المرأة في المسجد ، وهذا مقيد بالضوابط الشرعية : أن تؤمن الفتنة و أن يكون وفق السنة.

يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 05 Jun 2018 01:33 AM

الحلقة العشرون : إيقاظ الأهل و الأولاد لإحياء العشر الأواخر

عن أبي سعيد الخذري ، و أبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم :«مَنِ اسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ، فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ جَمِيعًا، كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا، وَالذَّاكِرَاتِ»

• أخرجه أبو داود في سننه.

فوائد الحديث :
1) في الحديث دليل لما اتفق العلماء عليه أن تطوع الليل أفضل من تطوع النهار . قال عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه : " ركعة بالليل خير من عشر ركعات بالنهار" رواه ابن أبي الدنيا؛
2) فيه فضيلة مشروعية إيقاظ النائم للتنفل كما يشرع للفرض، وهو من المعاونة على البر والتقوى. قال السندي في حاشيته على سنن ابن ماجة :" ولا يخفي تقييده بما إذا علم من حال النائم أنه يفرح بذلك أو لم يثقل عليه ذلك "إهـ ؛
3) فيه اقتداء المرأة بزوجها في النافلة، وفيه مشروعية الجماعة فيها. يقول الكاساني في البدائع : "ويجوز اقتداء المرأة بالرجل إذا نوى الرجل إمامتها" إهـ ؛
4) فيه من أصاب خيرا ينبغي له أن يتحرى إصابته الغير ، و أن يحب له ما يحب لنفسه، فيأخذ بالأقرب فالأقرب.

يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 06 Jun 2018 02:49 AM

الحلقة الواحدة و العشرون : الإغتسال بين المغرب و العشاء في العشر الأواخر

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها ، قالت : « كَانَ رَسُولُ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ رَمَضَانُ قَامَ وَنَامَ، فَإِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ المِئْزَرَ، وَاجْتَنَبَ النِّسَاءَ وَاغْتَسَلَ بَيْنَ الأَذَانَيْنِ، وَجَعَلَ العَشَاءَ سُحُورًا »

• أخرجه ابن أبي عاصم

فوائد الحديث :
1) تحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم . دليلٌ على أن نساء النبي - رضي الله تعالى عنهن - كان لهن دور في نشر وحفظ السنة والدين ؛
2) فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم محتاج للعمل الصالح ، فكان عليه الصلاة و السلام يعتزل نساءه في هذه العشر لاغتنام هذه الليالي المباركة في جميع أنواع العبادة من صلاة و ذكر و قراءة للقرآن ؛
3) أنه يستحب في الليالي التي تُرجى فيها ليلة القدر التنظف والتزين بالغسل والطِّيب واللِّباس الحسن كما يشرع ذلك في الجُمع والأعياد. قال ابن جرير : " كانوا يستحبون أنْ يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر". وكان النَّخعي يغتسل في العشر كل ليلة، ومنهم من كان يغتسل ويتطيب في اللَّيالي الَّتي تكون أرجى لليلة القدر ؛
4) في الحديث دليل على أنه -صلى الله عليه و آله وسلم- كان يواصل الليل كله ، وقد يكون -صلى الله عليه وسلم- إنما فعل ذلك لأنهُ رآه أنشط له على الإجتهاد في ليالي العشر، ولم يكن ذلك مضعفا له عن العمل، لإن الله كان يطعمه ويسقيه.

يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 07 Jun 2018 03:28 AM

الحلقة الثانية و العشرون : الدعاء في العشر الأواخر

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها قالت :« يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَدْعُو؟. قَالَ: تَقُولِينَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي »

• سنن ابن ماجة

فوائد الحديث :
1) فيه حرص عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها على تعلم ما ينفعها . قال الشيخ العثيمين -رحمه الله تعالى- : " الإنسان إذا كان عاقلا ذكيا فإنه يتتبع المنافع ويأخذ بالأنفع" إهـ ؛
2) سؤال عائشة رضي الله تعالى عنها عن الدعاء ليلة القدر ، دليل على أن أفضل الأعمال في هذه الليلة الدعاء . و قد أقرّها النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك بأن علمها هذا الدعاء ؛
3) تخصيص ليلة القدر بهذا الدعاء، دليل على حاجة العبد وفقره إلى عفو الله تبارك و تعالى . قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله- في لطائف المعارف : " وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر - بعد الإجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر - لأن العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يرون لأنفسهم عملا صالحا ولا حالا ولا مقالا ، فيرجعون إلى سؤال العفو ، كحال المذنب المقصر" إهـ ؛
4 ) في هذا الدعاء استشعار لحسن الظن بالله تعالى ، فيعمر قلب المؤمن بالرجاء و الخوف معا . قال ابن القيم -رحمه الله- في مدارج السالكين : " وأكمل الأحوال : اعتدال الرجاء والخوف، وغلبة الحب. فالمحبة هي المركب. والرجاء حاد. والخوف سائق. والله الموصل بمنه وكرمه " إهـ .

يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 08 Jun 2018 03:27 AM

الحلقة الثالثة و العشرون : تحري ليلة القدر في العشر الأواخر

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها قالت، قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- :« تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ . »

• رواه البخاري

فوائد الحديث :
1) ‍‌‌‌‌‍‍‌‍‌‌‌‌‍‍‌‌‌‌‌فيه إثبات لليلة القدر و الرد على من قال بأنها رفعت أصلا ورأسا ، حكاه المتولي في التتمة عن الروافض والفاكهاني في شرح العمدة عن الحنفية ، وكأنه خطأ منه . أو من قال بفرضية أنها توافق جميع أيام السنة ، بناءا على دوران الزمان لنقصان الأهلة . وهو قول مشهور عند الحنفية أيضا حكاه قاضي خان وأبو بكر الرازي منهم . إلا أن جميع هذه الأقوال فاسدة ؛
2) فيه الحض على التماس ليلة القدر وطلبها في أوتار العشر آكد. قال ابن حجر في الفتح: قول الإمام البخاري [ ‏باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر] : فيه إشارة إلى رجحان كون ليلة القدر منحصرة في رمضان ، ثم في العشر الأخير منه ، ثم في أوتاره ، لا في ليلة منه بعينها ، وهذا هو الذي يدل عليه مجموع الأخبار الواردة فيها ‏." إهـ ؛
3) فيه دليل على إخفاء ليلة القدر ؛ لأن الشيء البيِّن لا يحتاج إلى إلتماس وتَحَرٍّ. قال ابن حجر رحمه الله في الفتح : " الحكمة من إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في إلتماسها بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها ، كما تقدم نحوه في ساعة الجمعة " إهـ ؛
4) فيه رد على من يقول :الرسول علمُهُ يشمل ما في اللوح المحفوظ كله ويزيد عليه ، فيُرَدُّ عليه . لو كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ــ يعلم ليلة القدر على وجه اليقين لدل عليها أحب الخلق إليه.

فصل :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - :
" لكن الوتر يكون باعتبار الماضي فتطلب ليلة إحدى وعشرين ، وليلة ثلاث وعشرين ، وليلة سبع وعشرين ، وليلة تسع وعشرين ، ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لتاسعة تبقى ، لسابعة تبقى ، لخامسة تبقى ، لثالثة تبقى ) فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليالي الأشفاع وتكون الاثنان والعشرون تاسعة تبقى ، وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى ، وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح ، وهكذا أقام النبي صلى الله عليه وسلم في الشهر ، وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه "إهـ.

يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 09 Jun 2018 04:46 AM

الحلقة الرابعة و العشرون : التصدق في العشر الأواخر

عن معاذ بن جبل -رضي الله تعالى عنه- قال : قال لي رسول الله -صلى الله عليه و آله و سلم- : « أَلَا أَدُلُّك عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ »

• رواه الترمذي

فوائد الحديث :
1) ‍‌‌‌‌‍‍‌‍‌‌‌‌‍‍‌‌‌‌‌فيه إسترشاد الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم وعظته لهم ؛
2) فيه الحثّ على فعل الخير ، وأن الأعمال الصالحة تنفع صاحبها، في الدنيا والآخرة ؛
3) فيه دليل على أن الحسنة تمحو السيئة ، لكن الجمهور على أن هذا في الصغائر المتعلقة بحق الله تعالى، أما الكبائر فلا بد لها من توبة . نقل النووي في شرحه للصحيح عن القاضي عياض - رحمهم الله تعالى - :" هذا المذكور في الحديث من غفران الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وهو مذهب أهل السنة، وأن الكبائر إنما تكفرها التوبة، أو رحمة الله وفضله" إهـ ؛
4) فعل المعروف لا يضيع عند الله.

يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 10 Jun 2018 03:37 AM

الحلقة الخامسة و العشرون : الإجتهاد في العشر الأواخر

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها قالت :« كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ »

• رواه مسلم

فوائد الحديث :
1) ‍‌‌‌‌‍‍‌‍‌‌‌‌‍‍‌في الحديث دليل على فضيلة العشر الأواخر ؛
2) فيه تخصيص النبي -صلى الله عليه و على آله وسلم - للعشر الأواخر بمزيد من الاجتهاد طلباً للثواب ومضاعفة الأجر في هذه الليالي، وطلباً لليلة القدر التي اختصت بها دون غيرها كما ثبت ، و أنه لم يختص ليلة دون لياليها بزيادة اجتهاد. قال الشيخ ابن باز - رحمه الله تعالى - : " لا شك أن من قام الليالي العشر أدرك هذه الليلة لأنها لا تخرج عنها، ولكن الصواب أنها تتنقل، قد تكون في إحدى وعشرين، وقد تكون في ثلاث وعشرين، وقد تكون في سبع وعشرين، وقد تكون في خمس وعشرين، قد تكون في آخر ليلة، فهي متنقلة، فإذا المؤمن اجتهد في العشر الأواخر كلها أدركها ولا بدّ "إهـ .شرح رياض الصالحين ؛
3) فيه يستحب أن يزاد من العبادات في العشر الأواخر . قال سفيان الثّوريّ رحمه الله: «أحبُّ إليّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجّد باللّيل، ويجتهد فيه، وينهض أهله وولده إلى الصّلاة إن أطاقوا ذلك»؛
4) فعله هذا صلى الله عليه وسلم دليل على اهتمامه بطاعة ربه ، ومبادرته الأوقات ، واغتنامه الأزمنة الفاضلة.

فصل :
يقول ابن الجوزي: "إن الخيل إذا شارفت نهاية المضمار بذلت قصارى جهدها لتفوز بالسباق .. فلا تكن الخيل أفطن منك". وقال ابن تيمية: "العبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات".

يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 11 Jun 2018 04:49 AM

الحلقة السادسة و العشرون : التوبة إلى الله

عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم : «إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَانِي ، فَقَالَ : مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ ، فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ ، فَمَاتَ ، فَدَخَلَ النَّارَ ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ، قُلْ : آمِينَ . فَقُلْتُ : آمِينَ »

• صححه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب

فوائد الحديث :
1) ‍‌‌‌‌‍‍‌‍‌‌‌‌‍‍‌فيه أن التوبة إلى الله واجبة و مأمور بها في كل حين ، و في رمضان تكون آكد .قال السعدي: "أمر الله تعالى بهذه الأوامر الحسنة ، ووصى بالوصايا المستحسنة، وكان لابد من وقوع تقصير من المؤمن بذلك ، أمر الله بالتوبة فقال: {وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، ثم علّق على ذلك الفلاح، فلا سبيل إلى الفلاح إلا بالتوبة، وهي الرجوع مما يكرهه الله ظاهراً وباطناً إلى ما يحبه ظاهراً وباطناً، ودل هذا أن كل مؤمن محتاج إلى التوبة لأن الله خاطب المؤمنين جميعاً وفيه الحث على الإخلاص بالتوبة " إهـ ؛
2) فيه أن الملائكة تدعو على أهل المعصية بسبب ما اقترفوه من معاصي مستوجبة لذلك ، وما دعاءها عليهم إلا بأمر الله تعالى لها ، فالملائكةُ لا يفعلون إلا ما يؤمرون ؛
3) فيه طلب الإستغفار من أَجَّلِ القربات و أنفع الطاعات و أعظم موانع إنفاذ الوعيد ، و به تختم الأعمال الصالحة. قال ابن المنذر رحمه الله : " الصيام جُنَّةٌ من النار ما لم يخرِقْها، والكلام السيِّئ يَخْرِقُ هذه الجُنة، والإستغفار يرقِّع ما تخرَّق منها" . و كتب عُمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى الأمصار يأمرهم بختم شهر رمضان بالإستغفار، وصدقة الفطر .
4) فيه أن المعاصي تضيع ثمرة الصيام وتفسد المقصود من شرعيته و التساهل فيها سبب لدخول النار .

فصل :
عقيدة أهل السنة والجماعة أن أصحاب المعاصي من المسلمين إذا مات الواحد منهم على المعصية فهو تحت مشيئة الله تعالى يوم القيامة، فإن شاء عذبه على ذنوبه ثم أدخله الجنة، وإن شاء عفا عنه، ولا يخلد أحد منهم في النار . قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى:" ومذهب أهل السنة والجماعة أن فساق أهل الملة ليسوا مخلدين في النار، كما قالت الخوارج والمعتزلة، وليسوا كاملين في الدين والإيمان والطاعات، بل لهم حسنات وسيئات، يستحقون بهذا العقاب وبهذا الثواب " إهـ.

يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 12 Jun 2018 04:55 AM

الحلقة السابعة و العشرون : زكاة الفطر

عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - قال : « فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى ، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ»
• رواه البخاري و مسلم

فوائد الحديث :
1) فيه نسبة الزكاة إلى الفطر من باب تسمية المسبب بسببه، وأضيفت إليه لكونها تجب بالفطر من رمضان . قال الحافظ ابن حجر في الفتح :" وأضيفت الصدقة للفطر لكونها تجب بالفطر من رمضان . وقال ابن قتيبة: المراد بصدقة الفطر صدقة النفوس ، مأخوذة من الفطرة التي هي أصل الخلقة. "إهـ ؛
2) فيه أن زكاة الفطر فريضة من الفرائض تُخرج قبل الصلاة ، وهذا ما عليه جمهور العلماء. قال ابن المنذر -رحمه الله تعالى- : " أجمع كل من تُحْفَظُ عنه من أهل العلم ،على أن صدقة الفطر فرض ". إهـ ؛
3) في الحديث دليل على أنها تجب على كل مسلم و لا تجب على الكافر . قال الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى- : " وفي حديث نافع دلالة على أن رسول الله - صلى الله عليه وآله و سلم - لم يَفرضها إلاّ على المسلمين ، وذلك موافقة لكتاب الله عز وجل ، فإنه جعل الزكاة للمسلمين طهورا ، والطهور لا يكون إلاّ للمسلمين " إهـ ؛
4) في الحديث دليل على أن صدقة الفطر تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان من جهة أنه أضاف الصدقة إلى الفطر ، و الإضافة تقتضي الإختصاص . قال ابن قدامة : " فأما وقت الوجوب فهو وقت غروب الشمس من آخر يوم من رمضان ،فإنها تجب بغروب الشمس من آخر شهر رمضان " إهـ.

يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 13 Jun 2018 04:22 AM

الحلقة الثامنة و العشرون : التكبير

عن الزهرى «أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يخْرجُ يَوْمَ الفِطْرِ فَيُكبِّر حَتَّى يَأْتِي الْمُصَلَّى ، وَحَتَّى يَقْضِي الصَّلاةَ ، فَإِذَا قَضَى الصَّلاَةَ قَطَعَ التَّكْبِير»

• أخرجه ابن أبي شيبة وصححه الألباني

فوائد الحديث :
1) في الحديث إستحباب التكبير يوم العيد ، و أن الصلاة تقام بالمصليات. قال الشيخ العثيمين - رحمه الله تعالى -: " السنة في صلاة العيد أن تكون في الصحراء ( المصلى) ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخرج في صلاة العيد إلى الصحراء، مع أنه أخبر بأن الصلاة في مسجده «خير من ألف صلاة» ومع ذلك يدع الصلاة في مسجده ليخرج إلى المصلى فيصلي فيه ؛
2) فيه دليل على أن المشهور من أمره صلى الله عليه وآله وسلم تكبيره يوم الفطر إذا خرج إلى المصلى . قال ابن رشد في بداية المجتهد : "واختلفوا في وقت التكبير في عيد الفطر بعد أن أجمع على استحبابه الجمهور لقوله تعالى: {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم}، فقال جمهور العلماء يكبر عند الغدو إلى الصلاة، وهو مذهب ابن عمر وجماعة من الصحابة والتابعين وبه قال مالك وأحمد وإسحاق وأبو ثور
وقال قوم: يكبر من ليلة الفطر إذا رأوا الهلال حتى يغدو إلى المصلى وحتى يخرج الإمام".اهـ ؛
3) في الحديث دليل على أن إظهار التكبير للرجال مشروع يوم العيد ؛
4) في الحديث دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر وحده[و هذا في قوله : يكبر] . قال الشيخ العثيمين - رحمه الله تعالى -: " الذي يظهر أن التكبير الجماعي في الأعياد غير مشروع، والسنة في ذلك أن الناس يكبرون بصوت مرتفع كل يكبر وحده. " اهــ .

يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

أبو عبد الرحمن محمد الجزائري 14 Jun 2018 05:20 AM

الحلقة الأخيرة : الفرح بعيد الفطر

عن أبي هريرة قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ ، يَفْرَحُ بِهِمَا : إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ »

• رواه البخاري و مسلم

فوائد الحديث :
1) فيه مشروعية الفرح بالطاعات و مواسم العبادات ؛
2) فيه جواز الفرح عند استكمال العبادة ، فالمؤمن يفرح بتوفيق الأعمال ، كما أن غيره يفرح بتكثير الأموال، قال القرطبي : " معناه فرح بزوال جوعه وعطشه حيث أبيح له الفطر ، وهذا الفرح طبيعي وهو السابق للفهم , وقيل : إن فرحه بفطره إنما هو من حيث إنه تمام صومه , وخاتمة عبادته , وتخفيف من ربه , ومعونة على مستقبل صومه" ؛
3) فيه فرح الصائم عند لقاء ربه فيما يجده عند الله من ثواب الصيام مدّخرا. قال سفيان بن عيينة : " إن ثواب الصيام لا يأخذه الغرماء في المظالم ، بل يدّخره الله عنده للصائم حتى يدخله به الجنة "
4) فيه بشارة النبي صلى الله عليه و آله و سلم للصائمين ، و أن البشرى شاملة لكل خير و ثواب ، رتبها الله لعباده في الدنيا بأن وفقهم لصوم رمضان و في الآخرة بما أعده لهم من خير .

تمت ، بحمد الله تعالى


الساعة الآن 05:48 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013